اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ لا مُعارَضة ، ولا مُوالاة ، بل : مُعارَلاة !
لا مُعارَضة ، ولا مُوالاة ، بل : مُعارَلاة !
28.08.2019
عبدالله عيسى السلامة
المَدرَحيّة : كلمة ، من ابتكار أنطون سعادة ، مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي! وهي كلمة مشتقّة ، من كلمتَي : المادّة والرُوح ، وهما عنصران متكاملان ، في الكيان البَشري ، لاتناقض بينهما !
أمّا المُعارَلاة ، فهي كلمة لا معنى لها ، وهي مركّبة ، من كلمتين متناقضتين ، هما: المعارضة والموالاة ! وقد تجد لها تفسيراً ، في إحدى الكلمات التالية :
نفاق .. ذَبذبة .. تَقلَب .. تلوّن .. انتهازية..!
أمّا الكلمات ، التي يفلسف بها ، أصحابُ المعارلاة ، موقفهم ، مثل : مصلحية .. نفعية.. فهي ليست حكراً عليهم ؛ فالناس ، جميعاً ، يَحرصون ، على مصالحهم ومنافعهم، ويسمي بعضهم البحث عنها : براغماتية ، بصرف النظر عن المبادئ !
وأمّا كلمات ، مثل : الحكمة ، والحنكة ، والدهاء .. فهي شاملة ، لكلّ مَن يتّصف بها، ويسعى إلى الإفادة منها ، في خدمة مصالحه ، دون النظر، إلى كونه : انتهازياً متقلّبا.. أو كونه : مبدئياً مستقيماً !
سئل أحدهم : أأنت عصاميّ ، أم عظاميّ ؟ فلم يعرف كيف يجيب ؛ لأنه لايعرف ، معنى كلّ من الكلمتين ، فقال : أنا عصامي وعظامي ! فأعجِب به السائل ، وأثنى عليه ، لأن كلمة عصاميّ ، منسوبة إلى عصام ، حاجب النعمان بن المنذر؛ فقد سأل النابغة الذبياني ، عصاماً هذا ، عن كيفية الدخول ، إلى الملك النعمان ، فنصحه نصيحة استفاد منها ، فقال مادحاً عصاماً :
نفسُ عصامٍ سوّدتْ عصاما وعوّدتْهُ الكَرّ والإقداما
وصيّرتْهُ بطلاً هُماما حتّى عَلا ، وجاوَزَ الغَماما!
فصارت كلمة عصامي ، مثلاً ، لكلّ مَن يعتمد على نفسه ، في تكوين مجده ، وصنع حاضره ومستقبله !
أمّا كلمة عظامي ، فتعني ، الاعتزاز بأمجاد الآباء والأجداد ، الذين صارت عظامهم في التراب!
وبالعودة إلى المعارلاة ، يكتشف العقلاء ، مذهب المتقلّبين الانتهازيين :
فمعارضة نظام الحكم القائم ، تكلّف جهوداً وتضحيات ، ليسوا مستعدّين لدفعها!
وموالاة الحاكم الظالم ، المجرم الذي يفتك بالناس ، ويستبيح دماءهم .. ثقيلة على نفوسهم ، وثقيل عليهم تحمّل تبعاتها: الخلقية والاجتماعية والسياسية .. أمام الناس ! فاشتقّوا لأنفسهم ، هذه التسمية ، من الكلمتين المتناقضتين ؛ تهرّباً من دفع كلفة أيّ منهما ! هكذا توهّموا ، وغضّوا أنظارهم ، عن قيمتهم الفعلية ، في نظر الحكّام ، الذين يحتقرونهم ، ولا يقبلون منهم ، سوى الانحياز التامّ لهم ! كما تغاضوا ، عن نظرة أكثر الناس إليهم ، وتصنيف هذه الأكثرية لهم ، في صنفٍ ، لا يحبّون سماعَه ؛ بَلهَ الاتّصاف به !
ولله في خلقه شؤون .