الرئيسة \  مشاركات  \  لبنان: يجب تشكيل لجنة حقوقية لملاحقة تجاوزات الاجهزة الامنية وغيرها من المؤسسات

لبنان: يجب تشكيل لجنة حقوقية لملاحقة تجاوزات الاجهزة الامنية وغيرها من المؤسسات

20.10.2016
حسان القطب




ما يجري في لبنان من تجاوزات قانونية تقوم بها مؤسسات امنية وغيرها من المؤسسات يستدعي معالجة جدية..؟؟ خاصةً في غياب السلطة السياسية الفاعلة والمؤسسة القضائية القادرة على معالجة التجاوزات ومعاقبة المسيئين..؟؟ لذلك يرى احد الناشطين الحقوقيين المتابعين لهذا الملف عن كثب.. "انه لا بد من تشكيل لجنة حقوقية مستقلة ومحايدة تقوم باجراء تحقيقات جدية ومعاينة التجاوزات التي ارتكبت، والاستماع للمواطنين المتضررين من الاعتقال التعسفي..ومتابعة قضاياهم، والاقتصاص بشكل قانوني سواء محلياً او بالتعاون مع المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان، وصولاً الى تجريم التجاوزات الامنية والقضائية وما ينتج عنها من حجز حريات المواطنين دون حق،وبلا مسوغ قانوني جدي، والتشهير بالمعتقلين اعلامياً وسياسياً..وتعرض بعضهم للتعذيب والاتهام نتيجة اعترافات تنتزع تحت العذيب..؟؟"...
ويضيف انه ...كما يجب الالتفات الى عدم خضوع المواطنين اللبنانيين لمعيار قانوني واحد بحيث يسمح لفريق الشيعية السياسية ومن يتحالف معها من قوى اخرى.. بحمل السلاح واجراء استعراضات عسكرية علنية ومخالفة كافة القوانين والانتقال للقتال في بلدان عربية مجاورة..دون محاسبة او اعتراض او حتى محاولة منع شكلية على الاقل...؟؟ في حين يتم اتهام آخرين معارضين لهذا الفريق.. بكافة اصناف تهم الارهاب والخروج على مؤسسات الدولة وتهديد سلامة الوطن وامنه...؟؟ مما يعني غياب كامل للمساواة في المواطنية وتمييز ديني وسياسي يصيب فريق اساسي من اللبنايين..؟؟ وهذا قد يؤجج الفتنة ويؤسس لصراع وحرب اهلية لا يرغب بها معظم اللبنانيين..؟؟ كما ان هذا يؤدي بالتالي الى دفع مواطنيين لبنانيين لركوب موجة التطرف طمعاً في تحصيل حقوق مهدورة او انتزاع احترام وتوازن في المعاملة السياسية والقانونية والامنية مفقودة...نتيجة حالة وضع يد بالقوة المليشيوية المسلحة على اجهزة الدولة ومؤسساتها..؟؟ وربما الانتقام.. من هذا الظلم..؟؟
من يقاتل في سوريا الى جانب ثوارها يعتبر مجرماً ارهابياً بنظر الاجهزة اللبنانية .. والقضائية ايضاً ..؟؟ ومن يذهب لقتل وتهجير وابادة وتعذيب الشعب السوري... تتجاهله القوى الامنية وخاصةً تلك الاجهزة المكلفة بحماية الحدود ومنع التسلسل عبره..؟؟ نقرا بيانات رسمية تتحدث عن اعتقال مواطنين سوريين في لبنان لا يحملون اقامة او عبروا الحدود بشكل غير قانوني... ولكن لم نسمع او نقرأ اخبراً واحداً عن اعتقال مسلح واحد من حزب الله عبر الحدود للقتال في سوريا..؟؟ عندما يتم اعتقال اي مواطن لبناني ممن لا يحظى برعاية حزبية من ميليشيات الامر الواقع تسارع الصحافة التابعة لهذا الفريق الى نشر اتهامات واعترافات المعتقل لتبرير الاعتقال.. نقلاً عن مصدر امني او مسؤول وثيق الصلة.؟؟ وغيرها من العناوين والعبارات التي تحمل دلالة على رسمية المصدر ودقة المعلومات..خاصةً وان بعض هذه الاعتقال هو موضع مساءلة حول قانونيته كما يقول احد المتابعين لهذا الشان من القانونيين..؟؟ ولكن بعد ايام يتم الافراج عن المتهم.. دون اتهامه بشيء...حينها تصمت هذه الصحافة عن التبرير والتفسير.. واحياناً تتحدث عن ضغوطات وتدخلات.. مما يعتبر تشكيكاً بالجهاز الامني او القضاء الذي كان يتابع هذا الاعتقال وقضية هذا المتهم...؟؟ وينتهي الامر عند هذا الحد..؟؟؟  ولكن من يقوم بتحصيل تعويض نفسي ومعنوي ومادي من هذ الجهة الامنية الرسمية التي قامت بتنفيذ الاعتقال الظالم او المتجاوز نتيجة وشاية او طمعاً في استخلاص معلومات تراها ضرورية لصالح فريق سياسي..؟ ومن يعاقب هذه الجهة الامنية ويحاسب مسؤوليها وعناصرها على ما ارتكبوه وكذلك معاقبة من قدم الوشاية وقام بالتحريض...؟؟ ان استمرار هذا التجاهل لمنطق العدالة ومبدأ التساوي امام القانون يؤسس لمستقبل قاتم وتطرف يتجاوز قدرة المسؤولين السياسيين والدينيين على المعالجة...؟؟ ومن يظن ان سياسة القهر التعذيب والتحريض والتسليح والاعتقال والاستدعاء وزيادة عدد الاجهزة الامنية وتسمياتها وقادتها ومدرائها والويتها والتطبيل لهم اعلامياً او الترويج لهم سياسياً وخارجياً...؟؟ قد يثمر خنوعاً واستسلاماً هو واهم جداً..!!
سبعون عاماً من الاحتلال الصهيوني لفلسطين مع ذلك فالشعب الفلسطيني يقاوم ويقاتل ولم يستسلم...؟ خمسون سنة من ظلم وقهر عائلة الاسد لسوريا ..وشعبها... ومع ذلك انتفض الشعب السوري مما استدعى تدخل ايران ودول العالم لقمع الانتفاضة..؟ التي سوف تنتصر حتماً..؟؟ وقوى السلاح الميليشيوي في لبنان والامر الواقع.. مهما رفعت من اعلام واطلقت من شعارات واكثرت من التعبئة المسلحة لن تفلح في ارهاب شعب وامة....؟؟  لذلك فان تشكيل لجنة حقوقية وقانونية لمحاسبة المرتكبين بطريقة قانونية كما يقول احد القانونيين المهتمين، الذي ختم حديثه معتبراً انها خطوة موضوعية على طريق التاسيس لتغيير هذا الواقع المرير، والظلم الفاحش حتى لا نصل الى المواجهة ونبقى تحت سقف القانون..؟؟ خاصةً وان البعض يظن ان استمرار هيمنته وسلاحه ممكن، وان سلاحه قد اثمر نصراً على شركائه في الوطن.. بينما الحقيقة هي انه قد اسس لصراع طويل الامد.. ولن يخرج منها هذا الفريق الا منهزماً.. ويضيف، بأن هذا هو منطق التاريخ ...؟؟ ومن لا يصدق ما عليه سوى ان يقرا الاحداث التاريخية بعناية وبهدوء.. ولا تغره الصواريخ الايرانية وتصريحات الحرس الثوري وبيانات حزب الله..!! وخطابات نصرالله..؟؟
ـــــــــــــ
مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات