اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ فلسطين ومطرقة السفير
فلسطين ومطرقة السفير
03.07.2019
د. محمد أحمد الزعبي
وكعادتي في كل صباح ، نهضت وتوجهت لفوري إلى التلفاز ، لأتبين ماجرى ويجري في القطر السوداني الشقيق بعد مليونية أمس الأحد ( 30.06.2019 ) التي تركزت مطالبها في حكم مدني صرف ، بعيد عن حكم الجنرالات ، من أي نوع كان . وبينما كنت أقلب بعض صفحات التلفاز ، فوجئت بالسفير الأمريكي في إسرائيل ، ( ديفيد فريدمان ) يمسك بمطرقة كبيرة ، ( ندعوها في حوران مهدّة ) وبحضور ممثل عن حكومة ترامب ، وممثلين كثر عن حكومة نتنياهو ، ويشرع بصب جام غضبه على جدار طيني أمامه بكل ماأوتي من قوة ومن قلة شرف وأخلاق ، إلى أن فتح فيه ثغرة صغيرة ، استمر بتكبيرها مستعيناً بالقوى الإحتياطية الموجودة خلفه ، حتى بات هذا الجدار ، الذي سيمكن إسرائيل من حفر نفق تحت بلدة سلوان العربية متجهاً نحو حائط البراق ، مما يشكل خطراً حقيقياً على كل الأبنية التي تقع فوقه ، أثراً بعد عين .
إن مالفت نظري في ذلك المشهد العجيب، هو الفرحة العارمة التي كانت تكسو وجه سيادة السفير الأمريكي ، وهو ينهال بمطرقته الضخمة على ذلك الجدار الطيني المسكين ، متناسياً أنه سفير لأمريكا في إسرائيل ، أي أنه أمريكي وليس إسرائلياً ، وهنا تذكرت كلاما للفيلسوف الأمريكي ( ناؤوم تشومسكي ) كنت قرأته في مقدمة أحد كتبه ذات يوم ، يقول فيه " إن من يقل أمريكا يقل إسرائيل ، ومن يقل إسرائيل يقل أمريكا " ، وهنا حضر رجب وبطل العجب . واستمعت أيضاً لأحد الإخوة الفلسطينيين ، وهو يعلق على هذا الدور، المضحك والمبكي معاً ، الذي يقوم به السفير الأمريكي في ( إسرائيل ) بقوله إنه ( يعني السفير ) مستوطن إسرائيلي وليس سفيراً أمريكياً في إسرائيل !! .
وهنا واتتني – كمواطن سوري - فكرة أخرى ذات صله ، مآلها ، هو أن نذكر إخوتنا في الإئتلاف الوطني السوري ، أن يوجهوا دعوة رسمية إلى هذا السفير ، مصطحباً معه طبعاً مطرقته ( مهدّته ) ، عله يستطيع بخبرته الصهيوأمريكية إزالة ذلك الجدار الإسمنتي الذي يفصل بين الشعب السوري وبين عائلة الأسد منذ نصف قرن ، فلعل سيادة الوريث بشار الأسد ،بإزالة هذا الجدار، يتذكر هضبة الجولان ( نعم هضبة الجولان ماغيرها ) ، ويتذكر أيضاً أن المطارق والمناشير ، وكل تنكنولجيا بوتينياها ، لاتعيد أرضاً ، ولا تطعم خبزاً ، ولا تقيم حكماً ، وإنما هي العدالة والمساواة وحكم القانون والديموقراطية ، ورؤية الشعب مثل أصابع اليد الواحدة ، مختلفة الطول والعرض والوزن والشكل ، ولكنها تؤدي وظيفة واحدة موحدة ، قالها المتظاهرون في مظاهراتهم السلمية عام 2011 ( وواحد واحد واحد الشعب السوري واحد )، ولما لم تستجب لمطالبهم المشروعة ياسيادة الوريث آنذاك ، رفعوا سقف مطالبهم إلى : " الشعب يريد إسقاط النظام " . وهو مطلب ما يزال على طاولة الثوار حتى اليوم ، وسوف يبقى على طاولتهم ، حتى الغد ، وحتى بعد الغد ، بل وحتى بعد بعد الغد وإن غداً لناظره قريب .