الرئيسة \  تقارير  \  لوموند : على ألمانيا أن تواصل تحوّلها

لوموند : على ألمانيا أن تواصل تحوّلها

01.03.2023
آدم جابر

لوموند : على ألمانيا أن تواصل تحوّلها
آدم جابر
القدس العربي
الثلاثاء 28/2/2023
باريس- “القدس العربي”: “يجب على ألمانيا أن تواصل تحوّلها”، تحت هذا العنوان، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في افتتاحية عددها، الثلاثاء، إنه قبل عام، في 27 فبراير عام 2022، وبعد ثلاثة أيام من غزو روسيا لأوكرانيا، ألقى المستشار الألماني أولاف شولتس خطابًا من منبر البوندستاغ كان يُنظر إليه بحق على أنه تاريخي.
 مع عودة الحرب إلى أوروبا، أظهرت ألمانيا أنها مستعدة لمغادرة “منطقة الراحة” التي كانت تحصر نفسها فيها لأكثر من نصف قرن
 واعتقاداً منه أن “حرب العدوان” التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت تدفع أوروبا إلى “حقبة جديدة”، أعلن المستشار الألماني الاشتراكي الديمقراطي أن برلين ستخرج من اعتمادها على الغاز الروسي، وتدعم أوكرانيا عسكريًا و تستثمر 100 مليار يورو لتحديث جيشها.
ولاحظت “لوموند” أن هذه الإعلانات كانت مهمة للغاية من دولة تستورد 55 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وكانت حتى ذلك الحين ترفض إمداد الدول المتحاربة بالسلاح وأهملت سياستها الدفاعية لسنوات، ومع عودة الحرب إلى أوروبا، أظهرت ألمانيا أنها مستعدة لمغادرة “منطقة الراحة” التي كانت تحصر نفسها فيها لأكثر من نصف قرن: منطقة عملاق اقتصادي مقترن بقزم جيوسياسي.
وتساءلت الصحيفة ما إذا تم الوفاء بالوعود بعد عام من بدء الحرب في أوكرانيا، لتجيب الصحيفة أنه “من حيث الطاقة، بالتأكيد – وهذا عمل فذ، فمنذ سبتمبر عام 2022، توقفت برلين عن استيراد الغاز الروسي. ومع ذلك، تعاني البلاد من نقص في الكهرباء، واقتصادها صامد بشكل أفضل من المتوقع: وعلى الرغم من ارتفاع التضخم، لم تشهد موجة افلاسات ولا ارتفاعًا في البطالة ولا حركة اجتماعية”.
وبعيداً عن الطاقة، كانت النتائج أكثر تفاوتاً، ومن المؤكد أن ألمانيا، بمليارات اليورو، الدولة الأوروبية القارية التي تساعد أوكرانيا أكثر من غيرها، ولكن بالمقارنة مع ناتجها المحلي الإجمالي، فإن خمسة عشر عضوًا آخر في الاتحاد الأوروبي يقومون بعمل أفضل منها، و كان تردد برلين في دعم كييف هو الذي ميز الروح المعنوية، ولا سيما فيما يتعلق بإرسال دبابات ليوبارد القتالية، التي تم تحديدها في نهاية يناير بعد مماطلة طويلة.
أما بالنسبة للجيش، تضيف افتتاحية “لوموند”، فقد تم تخصيص ما يقرب من عُشر الصندوق الخاص البالغ 100 مليار يورو الذي أعلنه أولاف شولتس حتى الآن، وإذا أراد المستشار، كما يقول، تزويد ألمانيا بـ “أول جيش تقليدي في أوروبا”، فإن رفع العتاد أمر حتمي.
وبعيدًا عن المسألة المالية، تبرز أسئلة مهمة: إلى أي مدى تنوي ألمانيا إعادة توجيه سياستها الخارجية؟، و ما هو الدور الذي تطمح إليه داخل الناتو، لا سيما في الدفاع عن جناحها الشرقي؟ وما هي رؤيتها لسياسة الدفاع الأوروبية؟. فيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة، – توضح الصحيفة – لا يمكن عمل أي شيء دون تنسيق كامل مع فرنسا. لكن الأشهر الأخيرة أظهرت أن هناك الكثير من سوء التفاهم بين باريس وبرلين.
واختتمت “لوموند” الافتتاحية بالقول إنه سيتعين على أولاف شولتس تقديم إجابات على هذه الأسئلة، من خلال الاعتراف بدخول أوروبا في “حقبة جديدة”، حيث رفع المستشار الألماني السقف عالياً، والأمر متروك له الآن للارتقاء إلى مستوى التوقعات التي رفعها.