الرئيسة \  مشاركات  \  ما القوى التي تّفرض ، على صاحب السلطة التنازل ، عن سلطته ؟

ما القوى التي تّفرض ، على صاحب السلطة التنازل ، عن سلطته ؟

21.11.2020
عبدالله عيسى السلامة




السلطة ، في أساسها ، تكليف لا تشريف ! لكن فيها ، من المزايا والمكاسب ، مايجعلها ، لدى أكثر الناس ، تشريفاً ، يتسابقون إليه ، ويتنافسون عليه ؛ بل يقتل بعضهم بعضاً ، لأجل الفوزبه ، أو لأجل التمسّك به !  
والسلطة تختلف ، من دولة إلى دولة .. ومن زمن إلى آخر.. ومن بيئة إلى بيئة ..!
والسلطة مراتب ، ترقى صعوداً ، من سلطة المختار، أو العمدة ، إلى سلطة رأس الدولة !
مع التذكير، بأن حبّ السلطة ، والتشوّف إليها ، والحرص عليها .. كلّ ذلك ، يكاد يكون نزعات بشرية ، قلّما تخلو منها نفس إنسان ، يعرف معنى السلطة والتسلّط !
ولقد نُقل ، عن بعض الفضلاء ، أن حبّ السلطة ، هو آخر مايخرج ، من قلوب الصدّيقين !
كما أن نزعة الاستبداد ، مغروسة في أكثر نفوس البشر، حتى لقد قال أحد الشعراء : إنّما العاجز مَن لايَستبدّ !
وحسبنا ، هنا ، أن نذكر نموذجين ، من نماذج السلطة ، في نظامين مختلفين ، هما : نظام الحكم الديموقراطي .. ونظام الحكم الاستبدادي ، أو الديكتاتوري !
في نظام الحكم الديموقراطي :
دساتير الدول وقوانينها ، تحدّد أنواع السلطات ، وأزمنتها ، وطرائق ممارستها ، وأساليب تداولها بين المواطنين ! وهذه الدساتير والقوانين ، تكون مدعومة ، من قبل سلطات مختلفة، منها : سلطة الجيش ، وسلطة الأمن الداخلي .. إضافة إلى سلطة الإعلام ، الذي يتبع - في العادة - أحزاباً مختلفة ، متنافسة فيما بينها ، يراقب بعضها بعضاً ، ويتصيّد بعضها أخطاء بعض ، لتوظيف هذه الأخطاء ، ضدّ أصحابها ، لإسقاطهم من مواقع السلطة .. أو لإسقاطهم في نظر شعوبهم ؛ كيلا تعيد انتخابهم من جديد ، في مراحل قادمة !
وقد ترسّخ هذا النظام الديموقراطي ، منذ عقود ، في بعض الدول الغربية ، بعد أن كانت دول العالم ، قاطبة ، محكومة بأنظمة حكم استبدادية ، يهيمن عليها الملوك ، والإقطاعيون، ورجال الكنيسة .. ويتصارعون فيما بينهم ، للفوز بالسلطات ، أو بأكبر قدر منها !
في نظام الحكم الاستبدادي :
أنظمة الحكم الاستبدادي كثيرة ، تتنوّع بين الحكم القبَلي ، وحكم الدولة ، وما بينهما ! كما تتنوّع ، بين حكم وراثي ، وحكم جاء بالتغلّب ، عن طريق انقلاب عسكري ، أو تأمر بعض أعضاء السلطة على بعض .. ونحو ذلك !
والتنازل الطوعي عن السلطة ، حالة نادرة ، وقعت في التاريخ ، مرّات قليلة ، قديماً وحديثاً! ومن الحالات الحديثة ، حالة عبدالرحمن سوار الذهب ، في السودان ؛ إذ كانت في يده سلطة الجيش ، فقام بانقلاب عسكري ، وضع الحكم ، في أيدي القوى السياسية المدنية ، وتفرّغ ، هو، لشؤون أخرى ، لاعلاقة لها بحكم الدولة !
أمّا انتزاع السلطة ، من صاحبها المستبدّ ، فيكون – غالباً - عبر القوّة ! والقوى متنوّعة ، منها : قوّة الرجال ، وقوّة المال ، وقوّة العقل ، ومنها المكر والدهاء ! وقد يدخل القانون ، أحياناً ، في نزع السلطة من صاحبها ، وإسنادها إلى آخر، بسبب مرض لدى الأوّل ، أو عجز، أو نحو ذلك ! وغنيّ عن البيان ، أن لكلّ دولة - حتى الدول المستبدة – قوانينها ، التي تنظم السلطات فيها ، كما تنظم طرائق نقل السلطة !
ومن النماذج المعروفة ، للهيمنة على السلطة :
استحواذ الوصيّ على السلطة ، حين يكون الوريث صغيراً أو عاجزاً ! وقد حدث في التاريخ ، أن استولت على السلطة نساء ، منهنّ أم الوريث الصغير، ومنهنّ زوجة صاحب السلطة المتوفّى .. وغير ذلك !