الرئيسة \  ملفات المركز  \  مبادرات وردود فعل :مبادرة أممية واخرى مصرية وخطة روسية بشأن الثورة السورية 12-11-2014

مبادرات وردود فعل :مبادرة أممية واخرى مصرية وخطة روسية بشأن الثورة السورية 12-11-2014

13.11.2014
Admin



عناوين الملف
1.     الائتلاف السوري: مبادرة تجميد القتال غير واقعية
2.     ابراهيم حميدي: «حرب مبادرات» تخيّم على اجتماع «أصدقاء سورية»
3.     خطة روسية للحل السياسي في سوريا
4.     روسيا تقترح حكومة انتقالية بمشاركة الخطيب وجميل
5.     مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية
6.     تقرير الـsns: دي ميستورا وخطة حلب: التركيز على محاربة الإرهاب.. وموسكو تؤكد حراكها:
7.     هل تنجح الخطة الروسية للحل السوري؟
8.     مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري تتحدث عن أفكار روسية لمفاوضات بشأن الازمة
9.     الائتلاف السورى: لافروف أبغلنا بعدم التمسك بالأسد
10.   "خدام" يشكك في نجاح مبادرة الأمم المتحدة بشأن وقف القتال في حلب
11.   تقرير اخباري : دمشق تتفق مع دي ميستورا على مواصلة التشاور بخصوص مبادرة تجميد القتال في حلب وسط ترحيب دولي وعربي
12.   دي ميستورا مرتاح لظهور مؤشرات على احتمال نجاح مبادرته في سوريا
13.   افاق السلام في سورية ومصير الجماعات الارهابية
14.   عاذ الخطيب: أعترف أني كنت مخطئاً.. "النظام" وأميركا وروسيا لايريدون تقسيم سورية
15.   افكار روسية للتفاوض، ودمشق لا ترى الوقت مناسباً للحوار مع المعارضة الخارجية
16.   معاذ الخطيب... هل تشرق الشمس من موسكو؟
17.   أفق التسوية السياسية في سوريا
18.   3 إشكاليات تحجب الائتلاف السوري عن الأضواء
19.   هيئة التنسيق: المسار السياسي لحل الأزمة السورية "أُخرج من غرفة الانعاش"
20.   "الخطيب" يكشف سر زيارته لموسكو ومستقبل "الأسد"
21.   مصدر سوري رسمي: مبادرة "تجميد القتال" بحلب لا تشمل الريف
 
الائتلاف السوري: مبادرة تجميد القتال غير واقعية
الأربعاء 19 محرم 1436هـ - 12 نوفمبر 2014م
دبي - قناة العربية
شدد رئيس الائتلاف السوري، هادي البحرة، في تصريحات لـ"العربية" من لندن على أن مبادرة المبعوث الدولي غير واضحة، وأنها لم تُعرَض على المعارضة السورية حتى الآن، وأن أي حل يجب أن يكون شاملا.
ورفض البحرة التعليق على ما يذاع عن مبادرة روسية للحل في سوريا، قائلاً إن زيارة المعارض معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري الأسبق، إلى موسكو لا تمثل الائتلاف، وتعتبر مبادرة شخصية.
وتشمل الخطة الروسية تعهد روسيا بالموافقة على عزل الأسد والدائرة المحيطة به، شرط الإبقاء على النظام ومؤسسات الدولة.
كما تشترط موسكو للسير قدماً بهذا المسار تجاوب ما تعتبره الأطراف معارضة سورية معتدلة، أي المعارضة بدون جبهة النصرة وداعش.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد وصل إلى دمشق لبحث خطة جديدة لوقف الحرب المستمرة منذ قرابة 4 سنوات.
وتقضي الخطة التي قدمها دي ميستورا في أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن بتجميد القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات إنسانية والتمهيد لمفاوضات سلام.
وجاء اقتراح دي ميستورا إلى مجلس الأمن بعد زيارتين قام بهما إلى روسيا وإيران، سبقتهما زيارة سابقة إلى دمشق.
وقبل ذلك، قال معاذ الخطيب، الرئيس السابق للمعارضة السورية، إنه زار روسيا مع شخصيات أخرى بالمعارضة، وبحث مع موسكو، حليفة دمشق، سبل إنهاء الصراع في سوريا، لكنه أصر على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد.
===================
ابراهيم حميدي: «حرب مبادرات» تخيّم على اجتماع «أصدقاء سورية»
ابراهيم حميدي: الحياة
اندلعت «حرب مبادرات» بين دول منخرطة في النزاع السوري ما أدى الى ظهور شقوق في اجتماع «النواة الصلبة» التي تضم 11 من دول «مجموعة اصدقاء سورية» في لندن أول من أمس.
وكان كبار موظفي الدول الـ 11 عقدوا اجتماعاً في العاصمة البريطانية، تناول التطورات الحاصلة منذ الاجتماع السابق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي. وشكّل الاجتماع فرصة لتعارف المبعوثين الجدد على بعضهم بعضاً. وبعد تسلم دانيال روبنستين الملف السوري من السفير روبرت فورد، تم تعيين السفير الفرنسي السابق في اليمن فرانك جيليه خلفاً لاريك شوفاليه الذي عُيّن سفيراً في الدوحة، اضافة الى تسلم الخبير البريطاني في شؤون الازمة الاوكرانية غاريث بيليلي الملف خلفاً للسفير جون ويلكس. كما عُيّن مدير ادارة الشرق الاوسط في الخارجية التركية جان ديزندار خلفاً لعمر اونهون الذي بدأ مهماته سفيراً في مدريد.
وبحسب مصادر الخارجية البريطانية، فان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة حضر الاجتماع. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان «المعارضة السورية تقاتل نظام (الرئيس) بشار الأسد و(تنظيم الدولة الاسلامية) داعش والتطرف الإسلامي، في وقت تعمل على حماية المواطنين السوريين وتوفير الخدمات لهم في ظروف صعبة للغاية». وتابع: «جهودنا متممة لجهود دولية أوسع لتقوية المعارضة المسلحة المعتدلة، حيث نقدم لهم معدات غير فتاكة ونتوقع تقديم مساهمة كبيرة لبرنامج التدريب والتجهيز بقيادة الولايات المتحدة».
واضاف هاموند انه ابلغ البحرة ان الرئيس الاسد «لا يمكن أن يكون له دور في سورية. فالنظام غير راغب ولا قادر على اتخاذ إجراء فعال ضد تنظيم داعش وغيره من المتطرفين. بل إن النظام السوري يشن عوضاً عن ذلك حملة وحشية وعشوائية ضد المعارضة المعتدلة والمدنيين ساعياً للقضاء على فرص التوصل لتسوية سياسية تحتاجها سورية والشعب السوري حاجة ماسة».
في المقابل، انتقد البحرة التحالف الدولي – العربي، قائلاً لصحيفة «غارديان» ان «التحالف يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو تنظيم الدولة الاسلامية من دون مهاجمة اصل المشكلة الذي هو نظام» الرئيس الاسد، فيما اكدت الناطقة باسم الخارجية فرح دخل الله على «اهمية المعارضة المعتدلة لإثبات كيانها وأهدافها المناقضة كليا لكل ما يمثله نظام الأسد وتنظيم داعش». واضافت: «ما تتميز به المعارضة هو كل ما يفتقده تنظيم داعش والأسد: اعتدال وديمقراطية ومشاركة الجميع من دون استبعاد أحد».
وبحسب مصادر ديبلوماسية، فان اجتماع «النواة الصلبة» اظهر «شعوراً عميقاً بالقلق ازاء الوضع في حلب ومحاولات القوات النظامية تطويق المدينة، اضافة الى القلق من اعتداء جبهة النصرة على الجماعات المعتدلة في ريف ادلب» في شمال غربي البلاد. وجدّد الجانب الاميركي ان الغارات تضرب «داعش» والخلايا ذات العلاقة بتنظيم «القاعدة»، ذلك ان البيانات الرسمية لم تشر الى قصف مواقع لـ «النصرة»، بل الى جماعة «خراسان». لكن لم يظهر تصور ملموس ازاء الدعم الذي سيقدمه «اصدقاء سورية» لمنع القوات النظامية من حصار حلب، باستثناء تعهدات بزيادة الدعم للمجالس المحلية والدفاع المدني والبنية التحتية، وان كان بعض الدول اقترح ان تفرض مقاتلات التحالف «حظراً جوياً كأمر واقع، لتفعيل الضغط العسكري على النظام لقبول الحل السياسي».
وتابعت المصادر ان جدول اعمال الاجتماع تضمن «زيادة جهودنا لدعم المعارضة المعتدلة في مقاومة النظام ووقف تقدم مقاتلي داعش في كافة أنحاء سورية وتقوية الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة والجماعات الموالية لهما للمساعدة في استقرار المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين، ودعم برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز العناصر المعتدلة من المعارضة المسلحة وتعزيز الإجراءات المتخذة ضد النظام، ذلك يشمل تقييد قدرته على الاستفادة من النفط والحصول على عتاد عسكري»، اضافة الى «التزام بعملية انتقال سياسي حقيقي بناء على إعلان جنيف» الذي تضمن تشكيل هيئة حكومية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول متبادل بين ممثلي النظام والمعارضة. كما بحث المجتمعون في «التعاون» مع اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» ان المجتمعين حاولوا «ردم الفجوة» القائمة في ما بينهم ازاء النقاط المطروحة خصوصاً اختلاف المقاربة ازاء التحالف الدولي – العربي ضد «داعش»، ذلك ان الجانب التركي مدعوم فرنسياً يريد منطقة حظر طيران تتضمن مناطق آمنة ومحرمة على القوات النظامية السورية و «داعش» في الشريط المحاذي للحدود السورية – التركية وبالتالي يريد معرفة الهدف النهائي لعمليات التحالف قبل الانخراط فيه. غير ان ادارة الرئيس باراك اوباما لا تزال «حذرة جداً» ازاء الموافقة السياسية على ذلك بسبب إنعكاسات ذلك والتخوف من ان يدفع ايران الى التصعيد في ايران، اضافة الى الكلفة المالية والعسكرية لاقامة منطقة الحظر.
في المقابل، جدّد الجانب الاميركي التزام عدم التعاون مع النظام السوري في الحرب على الارهاب و «داعش» لاسباب سياسية ولاسباب عملية، ذلك ان التجربة الاخيرة في قصف مدينة الباب شمال البلاد اظهرت «عدم دقة في التصويب وسقوط قتلى مدنيين» بحسب الاعتقاد الاميركي الذي يقابله اعتقاد من دول اخرى بينها تركيا وفرنسا ان القوات النظامية صعدت من عملياتها بعد بدء الحملة على «داعش» وانه «يجب التعاطي مع الجذور التي ادت الى ظهور داعش الذي هو ظاهرة نتيجة غياب الحل السياسي».
كما تناول ممثلو الدول البرنامج الاميركي لتدريب المعارضة المعتدلة، الامر الذي سيبحث لاحقاً في اجتماع بين المسؤولين الامنيين في «النواة الصلبة»، ذلك ان المعلومات تفيد بأن الاستعدادات اتخذت لاقامة معسكرات تدريب في تركيا والاردن ودول اخرى، بحيث يبدأ تخريج الدفعات الاولى من المقاتلين في كانون الثاني (يناير) المقبل، وفق برامج تتناول «القيادة والاستراتيجيات» او الحفاظ على الاراضي او قتال القوات النظامية، مع تقدير بالانتهاء من تدريب خمسة آلاف عنصر في نهاية العام.
وظهر في الاجتماع اختلاف ازاء النظر الى مبادرة دي ميستورا لـ «تجميد» الصراع، اذ ان دولاً طالبت بضرورة اصدارها بقرار دولي لفرض مراقبين لتنفيذ اتفاقات المصالحات المحلية وان تكون جزءا من رؤية سياسية للحل، الامر الذي لم يوافق عليه المبعوث الدولي وبعض الدول. وقال مسؤول: «ليست هناك مبادرة من دي ميستورا. لا تزال مجرد افكار، عندما تصبح خطة متكاملة سنتخذ موقفاً منها. لا بد ان نعرف: ماذا عن المساعدات الانسانية؟ من يضمن وقف النار؟ من يفرج عن السجناء؟ ماذا عن البراميل والقصف الجوي لهذه المناطق؟».
وكان لافتاً ان الجانب المصري بات في موقف استمراري لموقفه في الاشهر الاخيرة، القائم على «الاستماع» بحيث انه يميز موقفه عن باقي دول «النواة الصلبة»، ذلك ان القاهرة بدأت تموضع نفسها بمسافة بين النظام السوري والمعارضة وبين الاطراف الاقليمية وبين موسكو وواشنطن، بحيث تنطلق من «الصفحة البيضاء» لموقفها لتطرح مبادرة سياسية تنطلق من الحفاظ على وحدة سورية السياسية والاجتماعية ومحاربة الارهاب وإيجاد حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.
والى «مبادرة» المبعوث الدولي والاستعداد المصري لطرح «افكار بناءة»، بحث المجتمعون في الاروقة الثنائية الاستعداد الروسي لطرح مبادرة، اذ قال أحد المصادر ان موسكو «شعرت بعد بدء التحالف بقصف مواقع داعش في سورية، بأنها بدأت تخرج من اللعبة من سورية التي كانت دائماً منطقة نفوذ لها، لذلك فان موسكو بدأت تؤكد على ضرورة تفعيل مسار مفاوضات جنيف وتبحث عن مفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة». وعلم ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حض دي ميستورا على ذكر بيان جنيف في ايجازه لمجلس الامن.
وبحسب مصدر سوري، فإن لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف اكدا لوفد معارض ضم الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب ان موسكو ستعقد سلسلة لقاءات مع ممثلي النظام والمعارضة استعداداً لتشجيع حوار سوري – سوري. ولاحظ مصدر شارك في المحادثات ان الجانب الروسي «في مزاج مختلف يتضمن الانفتاح الجدي على المعارضة» وانه يتحدث عن «الانتقال السياسي مع الحفاظ على مؤسسات الدولة بصرف النظر عن الاشخاص». واضاف ان موسكو «تشجع الحوارات الداخلية السورية شرط الا تكون مرهونة لقوى خارجية». ولم يجزم مسؤول غربي في اجتماع «اصدقاء سورية» ما اذا كان الموقف الروسي «مناورة لشراء الوقت» ام انه يرمي الى ان تقوم موسكو بلعب دور بناء بعد الضرر الذي لحق بها بسبب أزمة اوكرانيا.
===================
خطة روسية للحل السياسي في سوريا
نشر بتاريخ: اليوم
موسكو/ تتجه الديبلوماسية الروسية إلى الكشف قريباً عن خطة أعدّت لها للحل السياسي في سوريا، في وقت قد يكون فيه التنسيق المسبق مع موسكو دفع بدمشق، في المرحلة الأولى، إلى انتهاج التعامل المرن مع «خطة حلب» الدولية المستجدة
بدأت دائرة التقاطعات المرتبطة بالحديث عن رؤية لحل سياسي في سوريا تُعدّ له موسكو، تتسع، في الوقت الذي خرجت فيه، فعلياً، الديبلوماسية الروسية عن الصمت، فيما كان المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، يغادر دمشق متجهاً إلى القاهرة، بحسب ما قال مقربون منه.
وأمس، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو تقف مع عودة استئناف المفاوضات السورية بشأن إيجاد مخرج للأزمة. وأوضح، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في السابع من الشهر الحالي موضوع استئناف الحوار السوري مع الرئيس الأسبق لـ«الائتلاف السوري» المعارض معاذ الخطيب، مشيراً إلى أنه «جرى التركيز في المباحثات على ضرورة تحويل الأزمة السورية إلى المسار السياسي، وفي هذا الموضوع قدم الخطيب نقطتين أساسيتين... ليس لدينا اعتراض عليهما، وهما محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية، والثانية مفاوضات سياسية تفضي إلى حوار واتفاق بين الحكومة السورية الشرعية والمعارضة».
وأكد بوغدانوف أنه تم التوافق على ضرورة إشراك الأطراف الخارجية كروسيا والولايات المتحدة، والإقليمية كإيران والسعودية وتركيا ومصر، مضيفاً أن «كل هذا يدفع باتجاه العمل على الإعدادر لجنيف 3».
وقال الديبلوماسي الروسي إن بلاده «وقفت وتقف دائماً الى جانب حل المشاكل عبر الطرق السلمية والحوار الوطني من دون تدخل خارجي، ولكن للأسف بعض شركائنا الاقليميين والغربيين يؤيدون وجهة نظر أخرى، حيث تمت في سوريا المراهنة على إسقاط نظام (الرئيس) بشار الأسد ومساندة المعارضة المسلحة، بما فيها المتطرفة».
وأعاد بوغدانوف التأكيد على أن «توجيه الولايات المتحدة وحلفائها ضربات لمواقع الاسلاميين، خاصة في سوريا، يتم من دون ترخيص من مجلس الأمن ومن دون موافقة من قبل الحكومة الشرعية في دمشق، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة الى السكان المسيحيين»، موضحاً أن «محاربة الارهاب يجب ألا تخدم بأي شكل من الأشكال المصالح الجيوسياسية، وإلا فإن النتيجة يمكن أن تكون بائسة للغاية». وأشار إلى أنه مع تأزم النزاع في سوريا «تظهر أسباب حقيقية للخوف على مصير الوجود المسيحي المستمر من 2000 عام على تلك الارض المقدسة، ووجود هذا التقليد العريق مهدد بالزوال بشكل كامل تقريباً»، محذراً من تكرار السيناريو العراقي عام 2003.
الكلام الروسي تزامن مع حديث نقلته قناة «الميادين» عن «مصادر سورية مطلعة»، يفيد بأن روسيا وإن «طرحت أفكاراً للتفاوض بين الأطراف في سوريا، لكن هذه الأطراف لم توافق على الطرح الروسي لأنه لم يصل إلى مستوى التفصيل». وأشارت إلى أنّ المبادرة تنقسم إلى مرحلتين: الأولى تكون في موسكو يتم فيها تفاهم أولي، ومرحلة ثانية في جنيف يتم التوصل فيها إلى ورقة عمل، وتشمل المبادرة تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات تشريعية... في بداية عام 2016، كما يتم انتخاب مجلس شعب قد يؤسس لوضع دستور جديد للبلاد». وفي حين أن المبادرة لن تتناول مسألة الرئاسة في سوريا، فإن المصادر عقبت بأن دمشق لا ترى الوقت مناسباً لإطلاق محادثات مع أطراف معارضة خارجية.
عموماً، قد يكون الحديث عن مبادرات جديدة أحد الأسباب التي أنتجت جواً إيجابياً طغى على زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي مسيتورا لدمشق. وهو أعلن، من العاصمة السورية أمس، أن الحكومة السورية تبدي «اهتماماً بنّاء» باقتراحه المتعلق بـ«تجميد» القتال في مدينة حلب، مشيراً الى أن السلطات السورية تنتظر محادثاته مع «الأطراف المعنية الأخرى».
ورأى المبعوث الدولي أن «السوريين بحاجة الى مثال ملموس... ولهذا السبب وصلنا الى خلاصة وهي التقدم باقتراح محدد»، مشيراً الى أنه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية. وأضاف أن «حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك». وقال مقربون من دي ميستورا، أمس، إنه انتقل من دمشق إلى القاهرة، وهي العاصمة العربية التي بدأت تطرح نفسها منذ مدة كصلة بين أطراف الصراع في سوريا، والتي قد تشهد أيضاً خلال الفترة المقبلة حراكاً دبلوماسياً متنامياً مرتبطاً بالمبادرة الروسية، وقد تنجح في استثمار ذلك، نظراً إلى علاقاتها المتينة بالسعودية.
دولياً، لم تظهر تداعيات الحراك الديبلوماسي الروسي بعد، إلا أن مساعد المستشارة الألمانية للسياسة الخارجية والأمنية، كريستوف هويسجن، قال خلال مؤتمر في برلين إن هناك حاجة إلى حل سياسي في سوريا تشارك فيه القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران والسعودية. وأضاف في سياق حديثه عن التهديدات التي يطرحها تنظيم «الدولة الإسلامية» أنه حتى في ظل وجود هذا التنظيم «يجب ألا نعتبر (الرئيس بشار) الأسد شخصاً يمكن أن يكون محاوراً أو أن يكون شخصاً يمكننا التعامل معه».
وكان رئيس «الائتلاف السوري» المعارض، هادي البحرة، قد رأى أمس أن اتفاقاً محتملاً لوقف إطلاق نار محلي لن يفيد سوى «النظام»، إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل. وعبّر البحرة، في حوار مع صحيفة «ذي غارديان»، عن أسفه حيال أن «التحالف الدولي يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو الدولة الاسلامية من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو النظام». ورأى أيضاً أن التحالف «يتجاهل بالكامل» مقاتلي «الجيش السوري الحر»، معتبراً أن «ذلك يضعف التحالف الدولي لأنه لا يحقق نتائج على الارض والضربات الجوية وحدها لن تسمح بكسب المعركة ضد التطرف».
المصدر: صحيفة "الاخبار" اللبنانية
===================
روسيا تقترح حكومة انتقالية بمشاركة الخطيب وجميل
(دي برس)
بموازاة مسعى الموفد الأممي إلى دمشق لتحييد حلب تحت عنوان تجنّب سقوطها بيد "داعش"، تعدّ موسكو والقاهرة لمؤتمر حوار بين النظام السوري وبعض معارضيه، بهدف جمعهم تحت سقف حكومة انتقالية "تحارب الإرهاب" بحسب ما اوردت صحيفة "الأخبار" اللبنانية
بات بحكم المؤكد دعوة روسيا الحكومة السورية وجزءاً من معارضيها إلى طاولة حوار في موسكو، تحت عنوان "موسكو 1"، بدلاً من مؤتمر "جنيف 3". وبحسب الأنباء الواردة من موسكو، فإن "الطبخة" التي يجري إعدادها بالتنسيق بين الخارجية الروسية والسلطات المصرية، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، تقضي بدعوة وفدين إلى الحوار في العاصمة الروسية.
يضم الأول وفد الحكومة السورية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، فيما يضم الثاني وجوهاً معارضة كالرئيس السابق لـ"الائتلاف" السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب ورئيس حزب الإرادة الشعبية النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء قدري جميل، وعدداً من "الخارجين من الائتلاف"، إضافة إلى هيئة التنسيق وحزب "الاتحاد الديمقراطي" (الكردي السوري) برئاسة صالح مسلم الذي تقاتل وحداته ضد "داعش" في الشمال والشرق السوريين. وبحسب مصادر روسية وأخرى أممية، يتضمن جدول أعمال الحوار الذي سيُقام بين الوفدين، قيام حكوم انتقالية سورية، بصلاحيات واسعة، لكن مع بقاء سلطة الرئيس السوري بشار الأسد على الجيش والمؤسسات الأمنية. وستضم الحكومة ممثلين عن النظام وشخصيات معارِضة، كالخطيب وجميل، على أن تتولى رئاستها شخصية "غير مستفزة". وسيكون من مهمات الحكومة تأليف هيئة تأسيسية (إما انتخاباً أو تعييناً) تتولى تعديل الدستور السوري تعديلاً جذرياً. وبعد نحو سنتين من تأليف الحكومة الانتقالية، ستُجرى انتخابات برلمانية، ثم انتخابات رئاسية يمكن الرئيس الأسد الترشح إليها.
ويُعوّل الروس والمصريون على هذه المبادرة من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام. وهم يرون أن مكافحة الإرهاب هي الأولوية حالياً في سوريا، وأن ضمان نجاح هذه العملية بحاجة إلى حشد أكبر قدر ممكن من القوى الوطنية لمواجهة داعش والنصرة والتنظيمات القاعدية الأخرى. وبحسب مصادر القوى التي تشارك في الإعداد لمؤتمر "موسكو 1"، فإن صد الزحف الإرهابي في سوريا يجب أن يكون سريعاً، ومن دون انتظار نتائج غارات التحالف الغربي. ويرى المسؤولون الروس والمصريون أنّ من الضروري الحفاظ على بنية الجيش السوري، على أن تستوعب لاحقاً آلاف الضباط والجنود الفارين أو المتخلفين عن الالتحاق بمراكز عملهم أو المنشقين الذين لم ينضموا إلى التنظيمات "القاعدية". كذلك سيستوعب الجيش، بحسب وجهة نظر منظمي المؤتمر، المقاتلين الذين سيشاركون في قتال "داعش" و"النصرة" والتنظيمات الرديفة لهما.
وأجرت موسكو والقاهرة اتصالات بعدد من الشخصيات السياسية والحزبية المعارضة، واستقبلتا وفوداً من داخل سوريا ومن خارجها، أبرزها وفود عشائرية تمثل كبرى العشائر في الشمال والشرق السوريين. وتريد العاصمتان ضمان تأييد أوسع شريحة ممكنة من السوريين لهذا الحوار.
وفيما ترى مصادر أممية أن الرئيس السوري سيوافق على هذه المبادرة، وأن المطلوب هو إقناع حليفته إيران بها، تنفي مصادر سورية ذلك، مؤكدة أن الحوار بين موسكو ودمشق في هذا الخصوص لم يصل إلى خواتيمه بعد.
===================
مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية
علمت «المصرى اليوم» أن مصر تعد مبادرة للخروج من الأزمة السورية.
من جانبه قال المعارض السورى المستقل، فهد المصرى، إن هناك مشروعاً قدمته «مجموعة الإنقاذ الوطنى» إلى مصر، حيث يتم إجراء مشاورات مع قيادتها وجميع أجهزتها السيادية والمعنيين بالملف السورى، بشأن المبادرة التى سيتم إعلانها من القاهرة.
ووصف «المصرى» المجموعة بأنها عدد من القادة العسكريين، والسياسيين المنشقين وغير المنشقين فى شتى الطوائف السورية.
واعتبر أن مصر تمسك العصا من المنتصف، ما يمكنها من لعب دور مؤثر للغاية مع جميع أطراف الصراع فى سوريا، فى إطار المشاورات، إذ إن مصر، التى بدأت تتعافى تحسنت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، لديها علاقات متميزة مع القيادة الروسية، والمملكة العربية السعودية، وقال: «لا يمكن لأى طرف إقليمى أو دولى تهميش مصر عن القيام بدورها الطبيعى فى المنطقة».
وتابع لـ«المصرى اليوم»: «هناك ضرورة لعقد ملتقى القاهرة للسلام فى سوريا، برعاية مصرية ومن الجامعة العربية والأمم المتحدة، وسيكون للقاهرة الدور المركزى والمحورى فى الحل السياسى للأزمة السورية».
وكشف «المصرى» أن مشروع المبادرة ينص على إقامة مجلس رئاسى مشترك من عسكريين ومدنيين ومجلس أعلى للأمن والدفاع وحكومة خبراء لقيادة المرحلة الانتقالية، يشارك فيه جزء من النظام والمعارضة.
واعتبر المصرى أن تشكيلات المعارضة التى ستشارك لا علاقة لها بالتكتلات الحالية المعروفة، وأن هناك ممثلين حقيقيين للشعب السورى فى المرحلة الانتقالية.
وأشار إلى أنه سيشارك فى المبادرة أبناء من الطائفة العلوية ممن لم تتلطخ أياديهم بالدماء، وسيضمن المشروع العدالة الانتقالية والمحاسبة لكل من أجرم بحق الشعب السورى».
وتابع: «الأسد و53 شخصية عسكرية وأمنية من أركان نظامه خارج أى تسوية سياسية، والمشروع يتضمن رؤية لمختلف جوانب المرحلة الانتقالية، بما فيها الجوانب المتعلقة بالعلاقات الإقليمية والدولية، وينص على إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا عمادها قوى عسكرية عربية مع قرار دولى يلزم إيران بسحب قواتها وأدواتها اللبنانية والعراقية من البلاد».
وأكد أنه ستكون هناك وسائل ضغط على النظام لقبول ذلك عبر توافق القوى الدولية الفاعلة على الحل السياسى، وستفرض على الجميع الشخصيات التى تتوافق عليها للمجلس الرئاسى المشترك والمجلس الأعلى للأمن والدفاع، الذى سيعيد بناء جيش وطنى من الجيشين الحر والنظامى بعد استبعاد أمراء الحرب- على حد وصفه. وأوضح أنهم ليست لهم علاقة بالائتلاف الوطنى السورى أو المجلس الوطنى أو هيئة الأركان، وقال إن هذه التنظيمات أنشئت لضرورة استهلاكية مرحلية، ووظيفتها انتهت مع قرب انتهاء حرب استنزاف نظام الأسد.
===================
تقرير الـsns: دي ميستورا وخطة حلب: التركيز على محاربة الإرهاب.. وموسكو تؤكد حراكها:
كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، عن ملامح خطة «تجميد» القتال في حلب، والتي تهدف إلى التركيز على «التهديد الحقيقي للإرهاب، كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي، وخفض العنف للتخفيف من معاناة الناس، كمقدمة في اتجاه بناء حل سياسي» للأزمة السورية. وفي الوقت الذي كان دي ميستورا يعلن أن دمشق تبدي «اهتماماً بنّاءً» باقتراحه «تجميد» القتال في حلب، رفض قائد «المجلس العسكري للجيش الحر» في المدينة العميد زاهر الساكت هذا الاقتراح، عبر وضع أربعة شروط تعجيزية. ميدانيا، نجح المقاتلون الأكراد، الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا اثر اشتباكات مع عناصر «داعش».
 
وانتقلت عدوى الاغتيالات إلى مدينة درعا، التي شهدت أمس اغتيال أحد أبرز قدامى «الأفغان السوريين» الشيخ أحمد كساب المسالمة، الذي يعرف بلقب أبو محمد السوري، على يد مجهولين في منطقة الشياح. وجاء مقتله في اليوم الذي تم فيه التوقيع على ميثاق «دار العدل» بين غالبية الفصائل المسلحة في درعا، بما فيها «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» و«جبهة ثوار سوريا».
ونقل تقرير السفير عن وكالة «سانا» أن دي ميستورا ووزير الخارجية وليد المعلم بحثا النقاط المتعلقة بمبادرة المبعوث الأممي. وأضافت «اتفق الجانبان على مواصلة التشاور بينهما للوقوف على نتائج اتصالاته، بهدف العمل على بلوغ مبادرته لأهدافها المتضمنة عودة الاستقرار إلى حلب وتأمين الخدمات اللازمة لعودة الحياة الطبيعية في المدينة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها».
 
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في دمشق قبيل سفره إلى القاهرة، «لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس الأسد منحتني شعورا بأنهم يدرسون بجدية كبيرة اقتراح الأمم المتحدة»، مضيفا أن «الرد الأولي للحكومة السورية يعبر عن اهتمام، اهتمام بنّاء». وتابع «هم (السلطات السورية) ينتظرون اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى، والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من اجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام». وقال «اعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد (القتال) من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي».
 
وأوضح دي ميستورا بعض ملامح مقترحه، وهي «الحاجة للتركيز على التهديد الحقيقي للإرهاب كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ثانيا لخفض العنف. ثالثا، من خلال خفض العنف نحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يعانون من هذا الصراع المستمر في داخل سوريا وفي خارجها، آملين أن نخفف معاناتهم ونجعلها لبنة في اتجاه بناء لحل سياسي». وحول إمكانية التوصل إلى حل سياسي سلمي مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعم المسلحين في سوريا، قال دي ميستورا إن «الجميع يشعر أنه آن الأوان للتركيز على المعركة ضد إرهاب داعش والنصرة، ومنح الأولوية للحل السياسي وليس العسكري».
 
وأشار إلى أنه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية. وقال إن «حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك». وأكد أن اقتراحه «ليس بديلا عن الحل السياسي، لكنه يدفع الأمور في هذا الاتجاه».
 
وكان دي ميستورا قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس، إن «التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار»، مضيفا أن «الدولة الإسلامية يزعزع استقرار الجميع». وعن السبب الذي سيدفع كلا من الحكومة والمجموعات المسلحة الى القبول باتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، قال دي ميستورا «هناك عامل واحد أساسي. ما هو؟ إنه داعش. الإرهاب». وأضاف «ثانيا، ما من منتصر (في الحرب). أتعتقدون أن طرفا قد يفوز (بهذه الحرب)؟ الحقيقة هي أن لا أحد (سيفعل). ولهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب».
من جهته، قال العميد زاهر الساكت «لقد رفضنا التفاوض مع النظام، ورفضنا الاستماع إلى مبعوث الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب، قبل تحقيق الشروط الأربعة التالية: تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا الكيميائي على السكان المدنيين، وخروج المليشيات الإرهابية الطائفية من سوريا، وإيقاف براميل الموت والطائرات، والإفراج عن المعتقلين من السجون»، طبقاً للسفير.
وأبرزت صحيفة الأخبار: موسكو تؤكد حراكها: لضرورة التحوّل إلى المسار السياسي. وأفادت أنّ الديبلوماسية الروسية تتجه إلى الكشف قريباً عن خطة أعدّت لها للحل السياسي في سوريا، في وقت قد يكون فيه التنسيق المسبق مع موسكو دفع بدمشق، في المرحلة الأولى، إلى انتهاج التعامل المرن مع «خطة حلب» الدولية المستجدة. واوضحت الصحيفة أنّ دائرة التقاطعات المرتبطة بالحديث عن رؤية لحل سياسي في سوريا تُعدّ له موسكو، بدأت تتسع، في الوقت الذي خرجت فيه، فعلياً، الديبلوماسية الروسية عن الصمت، فيما كان المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، يغادر دمشق متجهاً إلى القاهرة، بحسب ما قال مقربون منه.
 
وأمس، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو تقف مع عودة استئناف المفاوضات السورية بشأن إيجاد مخرج للأزمة. وأوضح، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في السابع من الشهر الحالي موضوع استئناف الحوار السوري مع الرئيس الأسبق لـ«الائتلاف السوري» المعارض معاذ الخطيب، مشيراً إلى أنه «جرى التركيز في المباحثات على ضرورة تحويل الأزمة السورية إلى المسار السياسي، وفي هذا الموضوع قدم الخطيب نقطتين أساسيتين... ليس لدينا اعتراض عليهما، وهما محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية، والثانية مفاوضات سياسية تفضي إلى حوار واتفاق بين الحكومة السورية الشرعية والمعارضة».
وأكد بوغدانوف أنه تم التوافق على ضرورة إشراك الأطراف الخارجية كروسيا والولايات المتحدة، والإقليمية كإيران والسعودية وتركيا ومصر، مضيفاً أن «كل هذا يدفع باتجاه العمل على الإعداد لجنيف 3». وأضاف الديبلوماسي الروسي إن بلاده «وقفت وتقف دائماً الى جانب حل المشاكل عبر الطرق السلمية والحوار الوطني من دون تدخل خارجي، ولكن للأسف بعض شركائنا الاقليميين والغربيين يؤيدون وجهة نظر أخرى، حيث تمت في سوريا المراهنة على إسقاط نظام (الرئيس) بشار الأسد ومساندة المعارضة المسلحة، بما فيها المتطرفة».
وأعاد بوغدانوف التأكيد على أن «توجيه الولايات المتحدة وحلفائها ضربات لمواقع الاسلاميين، خاصة في سوريا، يتم من دون ترخيص من مجلس الأمن ومن دون موافقة من قبل الحكومة الشرعية في دمشق، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة الى السكان المسيحيين»، موضحاً أن «محاربة الارهاب يجب ألا تخدم بأي شكل من الأشكال المصالح الجيوسياسية، وإلا فإن النتيجة يمكن أن تكون بائسة للغاية». وأشار إلى أنه مع تأزم النزاع في سوريا «تظهر أسباب حقيقية للخوف على مصير الوجود المسيحي المستمر من 2000 عام على تلك الارض المقدسة، ووجود هذا التقليد العريق مهدد بالزوال بشكل كامل تقريباً»، محذراً من تكرار السيناريو العراقي عام 2003.
 
وذكرت الأخبار أنّ الكلام الروسي تزامن مع حديث نقلته قناة «الميادين» عن «مصادر سورية مطلعة»، يفيد بأن روسيا وإن «طرحت أفكاراً للتفاوض بين الأطراف في سوريا، لكن هذه الأطراف لم توافق على الطرح الروسي لأنه لم يصل إلى مستوى التفصيل». وأشارت إلى أنّ المبادرة تنقسم إلى مرحلتين: الأولى تكون في موسكو يتم فيها تفاهم أولي، ومرحلة ثانية في جنيف يتم التوصل فيها إلى ورقة عمل، وتشمل المبادرة تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات تشريعية... في بداية عام 2016، كما يتم انتخاب مجلس شعب قد يؤسس لوضع دستور جديد للبلاد». وفي حين أن المبادرة لن تتناول مسألة الرئاسة في سوريا، فإن المصادر عقبت بأن دمشق لا ترى الوقت مناسباً لإطلاق محادثات مع أطراف معارضة خارجية.
 
وأردفت الأخبار: عموماً، قد يكون الحديث عن مبادرات جديدة أحد الأسباب التي أنتجت جواً إيجابياً طغى على زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي مسيتورا لدمشق.. وقال مقربون من دي ميستورا، أمس، إنه انتقل من دمشق إلى القاهرة، وهي العاصمة العربية التي بدأت تطرح نفسها منذ مدة كصلة بين أطراف الصراع في سوريا، والتي قد تشهد أيضاً خلال الفترة المقبلة حراكاً دبلوماسياً متنامياً مرتبطاً بالمبادرة الروسية، وقد تنجح في استثمار ذلك، نظراً إلى علاقاتها المتينة بالسعودية.
دولياً، لم تظهر تداعيات الحراك الديبلوماسي الروسي بعد، إلا أن مساعد المستشارة الألمانية للسياسة الخارجية والأمنية، كريستوف هويسجن، قال خلال مؤتمر في برلين إن هناك حاجة إلى حل سياسي في سوريا تشارك فيه القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران والسعودية.
ورأى رئيس «الائتلاف» المعارض، هادي البحرة، أمس أن اتفاقاً محتملاً لوقف إطلاق نار محلي لن يفيد سوى «النظام»، إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل. وعبّر البحرة، في حوار مع صحيفة الغارديان، عن أسفه حيال أن «التحالف الدولي يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو الدولة الاسلامية من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو النظام».
وأبرزت الحياة: قول دي ميستورا إن التهديد الذي يمثّله تنـظيم (داعش) على جميع الأطراف في سورية ربما يساعد على حمل النظام والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقــــف النار، في وقت حدد زاهر الساكت أربعة شــــروط للتهدئة في ثاني أكبر مدينة سورية.
 
وفي موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافـــــروف سيجري مفاوضات مع نظيره السوري وليد المعلّم في موسكو في 26 تشرين الثاني الجاري. ونقلت الصحيفة عن  مصدر ديبلوماسي روسي قوله إن موسكو تعمل على استئــــناف جهود نشطة لإعادة إحياء مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي الأزمة السـورية، وأشار الى ان زيارة المعارض معاذ الخطيب قبل أيام الى موسكو جاءت في اطار هذه الجهود وأن الخطوة التي ترى موسكو انها ستساعد على اعادة إحياء المفاوضات تتطلب عقد اجتماع موسع تحضيري تحضره اطياف المعارضة الداخلية وفي الخارج مع ممثلي النظام.
 
وفي لندن، قال مصدر إن موسكو «شعرت بعد بدء التحالف بقصف مواقع «داعش» في سورية، بأنها بدأت تخرج من اللعبة السورية التي كانت دائماً منطقة نفوذ لها، لذلك فإن موسكو بدأت تؤكد ضرورة تفعيل مسار مفاوضات جنيف وتبحث عن مفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة».
وعنونت القدس العربي: «فيتو» من عمّان على إمكان التجاور مع «جبهة النصرة». وأفادت أنّ زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني الجديدة للمنطقة العسكرية الشمالية في بلاده، أمس الأول، تأكيد جديد على «ثابت قديم» في المعادلة الأردنية عندما يتعلق الأمر بسوريا، قوامه بقاء الحدود «نظيفة» قدر الإمكان من المجموعات الجهادية المسلحة بمحاذاة الشريط الحدودي الأردني. وأضافت الصحيفة أنه يعتقد وعلى نطاق واسع في محيط أنصار جبهة النصرة السورية المقاتلة أن مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» لم يعد يستثني جبهة النصرة نفسها، لا سياسيا ولا عملياتيا. وأضافت الصحيفة أنّ أكثر من رسالة وجهت عبر موفدين أو وسطاء من عمان لنظام دمشق تعبر عن رغبة الأردن في عودة الجيش النظامي السوري لواجهة الحدود في منطقة شاسعة في درعا، آخر الرسائل قالت بوضوح: لا نريد أن تبقى قوات إرهابية على الجانب السوري من حدودنا. وتجاهلت دمشق هذه الرسائل وبالغت في اعتبار ما يجري في درعا «مشكلة أردنية» وفي آخر ردودها عبر مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أعادت تكرار اسطوانة اتهام الأردن برعاية وتدريب وإدخال «إرهابيين» إلى سوريا.
 
وكتبت الشرق الأوسط: قيادي في أركان «الحر»: خطة دي ميستورا في حلب تشبه اتفاق البوسنة.. فصائل تشكل مجلسا للتفاوض مع النظام السوري لـ «تجميد» القتال. ونقلت قول مصادر مطلعة في الجيش الحر إن تفاصيل خطة دي ميستورا بشأن «تجميد» القتال في مدينة حلب، شمال البلاد، لم تعرض بالكامل على أركان المعارضة السورية. وكشف عضو هيئة الأركان أبو أحمد العاصمي، أنه في اللقاءين السابقين طرح الوفد الدولي إقامة «جيوب آمنة» في مدينة حلب «شبيهة بما توصلت إليه الجهود الدولية في البوسنة في التسعينات». في غضون ذلك، أعلن 14 فصيلا معارضا مسلحا من الثوار المعتدلين في مدينة حلب تشكيل «مجلس ثوار حلب» الذي يعتقد أنه يأتي تمهيدا للحوار مع أركان في النظام السوري، حسب خطة دي ميستورا.
ورأت موناليزا فريحة في النهار اللبنانية أنّ روسيا تسعى من خلال تحركها للعودة الى الساحة الاقليمية بعد غيابها السياسي القسري نتيجة انهماكها بالوضع الأوكراني. وهي بالتأكيد تراهن على اغتنام مرحلة خلط الاوراق التي أنتجها البروز القوي لـ"الدولة الاسلامية" والتشكيك المتزايد في المعارضة السورية المسلحة منها والسياسية، فضلاً عن القدرة المحدودة للغارات التي يشنها الائتلاف الدولي على إضعاف "داعش" في سوريا والعراق. لكنّ حظوظ نجاح تحركها غير واضحة بعد، ولا مواقف الاطراف المعنيين، بمن فيهم إيران وواشنطن. أما النظام، فمن الصعب أن يرفض مسعى يعيد تعويمه، وقد وجه أول اشاراته في هذا المجال بموافقته على النظر في خطة المبعوث دوميستورا لتجميد النزاع في حلب.
 
أما في الرأي الأردنية، فاعتبر محمد خروب في مقاله: «معارضات» تابعة.. لا تملك قرارها! أنه أُسْقِطَ في ايديها، سادها الارتباك وتلبستها الحيرة، هكذا وقعت المعارضات السورية في شرّ اعمالها ولم تعد قادرة على المناورة بعد ان أعلنت دمشق أنها ستدرس بجدية مقترح دي ميستورا بشأن «تجميد القتال» في حلب «أولاً».. فلم يكد المبعوث الدولي يخرج من القصر الرئاسي وتعلن دمشق تعاطيها الايجابي مع مقترحه، حتى خرجت وسريعاً بعض اطراف المعارضات السورية، رافضة «المبادرة»، متهمة النظام السوري بأن قبوله يندرج في خانة التكتيك.
وبعدما عرض الكاتب ردود المعارضة وتسريباتها ساخراً منها، خلص إلى أنّ المقارنة بين معارضة ثوار الفنادق ورهط التابعين لعواصم واجهزة غربية، وبين المعارضة السورية الوطنية «الداخلية» غير المتورطة في اعمال ارهابية والولوغ في دم السوريين وتدمير البنى التحتية للبلاد، يكشف على نحو جلي، طبيعة وحجم الرهان الخاسر الذي قامر به معارضو الخارج من أجل تسهيل مهمة الغزاة والمحتلين والمتربصين بسوريا الوطن والكيان والدور الجيوسياسي، ولهذا رأينا كيف اعلنت هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي وهيئة العمل الوطني الديمقراطية، موافقتهما على مقترح المبعوث الدولي ودعتا الى اطلاق عملية سياسية داخلية بين القوى الوطنية، ما يعكس نضجاً ومسؤولية ورفضاً للارتكابات الدموية وثقافة تصفية الحسابات والثأر، التي رافقت معارضات الخارج المغامِرة والتابعة، التي لا تدرك أن ما هو مطروح ليس خطة سلام بل هي خطة تحرّك ومحاولة لوقف نزيف الدم السوري، وتوفير الحد الادنى من المساعدات الاغاثية والطبية للسوريين والتمهيد لحلول سياسية مقبولة.
وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ دي ميستورا، يقارب الأزمة السورية بصورة مغايرة لما فعله سابقوه.. يريد أن يفتح هذا الملف “من تحت”، وبصورة موضعية، حتى أنه لم يطرح فكرة وقف المعارك أو وقف شامل لإطلاق النار في عموم سوريا. تحدث عن تجميد القتال في مناطق منتقاة، بدءاً من حلب، عاصمة الشمال، ومختبر التنوع السوري. بهذا المعنى، يريد دي ميستورا أن يبني على النجاح النسبي الملموس الذي حققته تجربة “المصالحات الوطنية” في كثير من مواقع الاشتباك.. تلك التي أنجزت بجهد سوري خالص، وأحياناً بوساطة إيرانية.. هذه المرة، يُراد للأمم المتحدة أن تكون شاهداً ومبشراً ونذيرا... لكن ما يمنع النظام من الإسراع في قبول المبادرة، هو خشيته من أن تتحول هذه المبادرة، إلى حصان طروادة الأممي، لتمرير المشروع التركي، الذي يتحدث عن مناطق عازلة وحظر طيران، لتمكين المعارضة الموالية لأنقرة، توطئة للانقضاض على النظام في دمشق، والكيان الكردي في شمال شرق سوريا.
ورأى الرنتاوي أنّ ثمة مناخ دولي، سيساعد دي ميستورا على التقدم في مهمته، واشنطن لم تعد معنية بإسقاط الأسد، ولا ترى في هذه المهمة أولوية تتصدر جدول أعمالها ... الحوار الأمريكي الإيراني يتقدم على الرغم من المصاعب الكبيرة التي ما زالت تعترض مفاوضات “مسقط 2”. ثمة تيار داخل المعارضة السورية في الخارج، يريد حلاً سياسياً، بخلاف مجالس إسطنبول، وهو يجري مفاوضات في موسكو، وسط توقعات كبيرة، بحدوث اختراقات كبيرة. والأهم، ثمة قناعة راسخة أخذت تتسرب للقوى المتحاربة ومن يدعمها ويتحالف معها، بأن الحل العسكري وصل إلى طريق مسدود، وأن كلفة استمرار الحرب، أعلى بكثير من كلفة إنهائها بأي شكل من الأشكال. والأشهر القادمة، ستختبر كيف ستتفاعل كل هذه العوامل وكيف ستؤثر سلباً إم إيجاباً على مهمة الموفد الدولي النشط.
وفي الوطن العمانية، اعتبر خميس التوبي أنه حتى لو سلمنا جدلًا أن معشر المتآمرين باتوا مقتنعين بأن ما عجزوا عن تحقيقه بالعسكرة سيحققونه بالسياسة، فإن مبادرة دي ميستورا ستواجه تحديًا صعبًا وهو أن العصابات الإرهابية التي تدمر سوريا وتبيد الشعب السوري وتهجره، ليس لديها قيادة تحكم وسيطرة، فهي عصابات منفلتة مغيبة الوعي منزوعة الدين والقيم والأخلاق، لا تتورع عن القيام بأي شيء، بحكم الولاءات المتعددة. ولذلك فإن رد الرئيس بشار الأسد كان ردًّا سياسيًّا دبلوماسيًّا يأخذ في الاعتبار الظروف الحالية وما سبق من تجارب للحل أفشلها المبادرون أنفسهم من معسكر التآمر العدوان.
 
الكاتب: متابعة محطة أخبار سورية
مصدر الخبر: sns
===================
هل تنجح الخطة الروسية للحل السوري؟
باسمة حامد
الوطن السورية
لا أحد يستطيع التكهن بمدى نجاح أو إخفاق الخطة الروسية للحل في سورية، فالمعلومات المتداولة بخصوص ما تحتويه من اقتراحات وأفكار ليست كافية للحكم عليها، حيث إن تفاصيلها الكاملة - وفق مصادر إعلامية- لن يُعلن عنها قبل نهاية الشهر الجاري.
لكن - بصرف النظر عما يقوله بعض المراقبين «الخطة حاجة روسية لا سورية»- تبقى النتيجة المؤكدة أن نجاحها سيؤدي إلى إراحة الوضع الداخلي السوري، وإلى تعزيز النفوذ الروسي بالمنطقة على أساس أن دولة حليفة كروسيا هي الضامن لتنفيذ بنود التسوية، وسبق لها تقديم مبادرة تاريخية حول الأسلحة الكيميائية السورية أدت لمنع قيام حرب أميركية وشيكة على سورية.
وبكل الأحوال، إن خطة التسوية الروسية محكومة بعدة عوامل ظرفية وزمنية من شأنها توفير المناخ الملائم لنجاحها، ومن أبرز تلك العوامل:
1- التحول الدولي حيال ما يحدث في سورية، فالاهتمام العام الآن منصب على مكافحة الإرهاب كأولوية تتقدم على ما سواها بسبب التهديد الواسع الذي باتت تشكله الظاهرة على الأمن والاستقرار العالميين. وفي الواقع، هناك رغبة دولية بإعادة تعويم الحل السياسي بالنظر إلى عودة /ستيفان ديميستورا/ إلى سورية في زيارة ثانية استُبقت بلقاءات للموفد الأممي في الدوحة مع شخصيات معارضة يبدو أن موسكو تسعى لإشراكها في التفاوض مع الحكومة.
2- إخفاق السياسات الأميركية في المنطقة وحاجة واشنطن إلى عدم تعكير أجواء التفاهم مع إيران - رغم الغضب «الإسرائيلي» الذي عبر عنه مصدر سياسي في «تل أبيب» لموقع /والاه/ الإخباري: «الرئيس أوباما اتخذ قراراً استراتيجياً بتحويل إيران إلى شريكة أساسية للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، والاستعانة بها في عدد من الأزمات المتأججة في المنطقة»- بحثاً عن سبل للخروج من مأزق محاربة «داعش» وخصوصاً أن ضربات التحالف الجوية لم تنجح بإنهاء خطر التنظيم الإرهابي حتى الآن.
3- التراجع الأميركي عن مسألة «تنحي» الرئيس الأسد وسحب الاعتراف «بالائتلاف» كممثل وحيد وحصري للشعب السوري، ما يعني أن وجهتي النظر الروسية والأميركية تلتقيان عند نقطة ما، وللتذكير كان وزير الخارجية الروسي /سيرغي لافروف/ قد أعلن من بكين عقب محادثاته مع نظيره الأميركي على هامش أسبوع عمل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أن الوزير /جون كيري/: «وافق على الطرح الروسي بأن المعارضة السورية يجب أن تمثل بكل الأحوال مختلف المجموعات وليس /الائتلاف/ فقط الذي يتكون من أشخاص غادروا سورية منذ زمن ولم يقيموا فيها منذ مدة طويلة في حين هناك فصائل المعارضة الداخلية ولهذا يجب الوصول إلى أن تكون هذه المعارضة ممثلة».
4- ترابط ملفات المنطقة فيما بينها، في هذا الإطار من الواضح أن موسكو تنتظر نتائج المفاوضات النووية بين طهران والدول الست (المهلة تنتهي في 24 الشهر الحالي) لإطلاق خطتها القائمة على استضافة حوار سوري، علماً أن العرض الروسي كان مرفوضاً في السابق من قبل عدة معارضين اعتبروا الخطوة: «محاولة روسية لإنقاذ النظام، وتخفيف الحصار المفروض عليه» على حد تعبير معاذ الخطيب العائد مؤخراً من موسكو تلبية لدعوة من الخارجية الروسية.
وعلى ما يبدو، إن موسكو ستحاول استثمار التطورات الراهنة لإنجاز التسوية بنجاح، مستندة إلى أوراق عدة: كشرعية القيادة السورية، والتقدم الميداني للجيش العربي السوري وثقة دمشق بقرب تحرير حلب، وحضور المعارضة التي استُبعدت من جنيف1 وجنيف2، كما أن الأطراف المعنية مباشرة بتجربة المصالحات الوطنية تعوّل على تعميمها وتوسيعها بشكل أكبر.
===================
مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري تتحدث عن أفكار روسية لمفاوضات بشأن الازمة
روما (11 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
نقلت قناة الميادين اللبنانية عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، أفادت بأن روسيا طرحت مجموعة من الأفكار لتكون أساساً للتفاوض بين الأطراف السورية المتنازعة، ولكنها لم تحظ بموافقة هذه الأطراف، رغم أنها لا تتطرق إلى موضوع الرئيس السوري بشار الاسد ولا الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء المرحلة الانتقالية المقسمة إلى مرحلتين
وحسب الميادين، فإن المصادر أكدت أن روسيا طرحت أفكاراً للتفاوض بين الأطراف في سورية، لكن هذه الأطراف "لم توافق على الطرح الروسي لأنه لم يصل إلى مستوى التفصيل"، بحسب تعبير المصادر
وتنقسم المبادرة إلى مرحلتين "الأولى تكون في موسكو، يتم فيها تفاهم أولي، ومرحلة ثانية في جنيف يتم التوصل فيها إلى ورقة عمل، وتشمل المبادرة الروسية تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات تشريعية في حينها أي بداية عام 2016، كما يتم انتخاب مجلس شعب قد يؤسس لوضع دستور جديد" للبلاد.
وحسب تلك المصادر، فإن "موضوع الرئيس بشار الأسد، والانتخابات الرئاسية قبل انتهاء الفترة الحالية، غير مطروح على الإطلاق، كما أن دمشق لا ترى الوقت مناسباً لإطلاق محادثات مع أطراف معارضة خارجية"، في إشارة إلى الائتلاف الوطني
وكانت صحيفة الوطن السورية، المحسوبة على النظام الحاكم، نقلت قبل يومين عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو أن "الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري-سوري في موسكو يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب"، الذي زار موسكو مؤخرا تلبية لدعوة من الخارجية الروسية حيث عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الخارجية.
وحسب الوطن، فإن المصدر الدبلوماسي قال إن "واشنطن سحبت بالفعل اعترافها بالائتلاف كممثل وحيد للشعب السوري وأبلغتهم بذلك، وهي لا تمانع الخطة الروسية لاستئناف الحوار السياسي انطلاقا من ورقة جنيف1 التي تتحدث عن تأسيس حكومة انتقالية تمهد لانتخابات تشريعية ورئاسية" في سورية.
وحسب مصدر الصحيفة، فإن "موسكو لم تحظ حتى الآن بموافقة دمشق على خطتها هذه، إلا أن زيارة وزير الخارجية وليد المعلم إلى روسيا ستحمل الأفكار التي تطرحها دمشق لاستئناف المفاوضات وفي مقدمتها ضرورة موافقة المجتمعين على أن الأولوية هي لمكافحة الإرهاب، وهو ما سبق أن طالب به الوفد السوري في جنيف ورفضه الائتلاف"، على حد وصفها
===================
الائتلاف السورى: لافروف أبغلنا بعدم التمسك بالأسد
الثلاثاء, 11 نوفمبر 2014 13:11 الأناضول
قال نزار الحراكي سفير الائتلاف السوري في الدوحة وعضو وفد المعارضة الذي زار موسكو مؤخراً، اليوم، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغهم خلال النقاشات أن القيادة الروسية ليست متمسكة ببقاء الأسد في الحكم.
 وأوضح الحراكي، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال النقاشات أن القيادة الروسية "ليست مصرة على بقاء الأسد إلا أنها متخوفة على مستقبل سوريا، والخوف من تقسيمها أو أن تصبح دولة فاشلة".
 وفيما إذا كان هذا يعده تغييراً في الموقف الروسي، أوضح السفير أنه لا يرى الأمر "تغييراً" إلا أنه قد يمكن وصفه بـ"المرونة أو الليونة".
وقال الحراكي أنه لم يتم خلال الزيارة طرح أي مبادرة سياسية للحل في سوريا، نافياً ما تردد حول التحضير لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات معارضة مع بقاء بشار الأسد على كرسي الحكم.
 وأضاف أن وفد المعارضة الذي زار موسكو منذ أيام عمل على استطلاع موقف الروس بعد نحو 4 سنوات على الثورة في البلاد، وطمأنة الجانب الروسي على مصالحه في المنطقة وفي سوريا تحديداً في حال رحيل حليفها الأسد، وكذلك استطلاع أي تغييرات على الموقف الروسي تجاهه.
 ووضح أن الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري الأسبق، الذي كان على رأس الوفد أكد للروس أنه لا يمكن القبول بوجود الأسد في أي حل سياسي محتمل للأزمة السورية وأن المعارضة مصرة على تطبيق بيان "جنيف1" الذي ينص على عدد من الخطوات من ضمنها تشكيل هيئة رئاسية كاملة الصلاحيات مع عدم وجود للأسد في مستقبل سوريا، كما طلب الخطيب من الروس أن يوضحوا خياراتهم بالنسبة لمستقبل سوريا.
 وفشلت جولتان من مفاوضات "جنيف 2" الذي عقد بين وفدي النظام والمعارضة السورية في مدينة جنيف السويسرية ما بين يناير وفبراير الماضيين، في التوصل لحل سياسي للأزمة في سوريا، بسبب الخلاف على مصير بشار الأسد، وهو السبب الذي عطل تنفيذ مقررات مؤتمر "جنيف1" الذي عقد بإشراف دولي في يونيو 2012.
كما سعى الوفد، بحسب الحراكي، إلى مخاطبة الروس بأن مصالحهم "يجب أن تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام الزائل لا محالة".
وأوضح أن الحديث كله كان بالعموم ولم يتم بحث أي تفاصيل أو طرح مبادرات للحل، نافياً بذلك ما تم الحديث عنه في وسائل إعلام عن "طبخة روسية" يتم إعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وجوها من المعارضة مثل الخطيب وقدري جميل وغيرهم، في ظل بقاء الأسد على كرسي الحكم.

ونوه السفير إلى أن الزيارة إلى موسكو جاءت بناء على دعوة من الجانب الروسي، وتم اختيار شخصيات تزور موسكو للمرة الأولى للاطلاع على وجهة نظرها وفي مقدمتهم الخطيب الذي يعرف الجانب الروسي أنه شخص "وطني وتوافقي بين أبناء الشعب السوري ويحظى باحترام الجميع".
وبيّن أن الوفد ضم إلى جانبه وجانب الخطيب اللواء محمد نور خلوف المكلف بتسيير منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف واللواء المنشق عن جيش النظام محمد حاج علي وحسام الحافظ السياسي السوري المعارض.
وحول ما تردد من أن يكون وليد جنبلاط الزعيم الدرزي الأبرز في لبنان قد شارك في اجتماعات الوفد السوري المعارض في موسكو وهو الذي له مواقف مناهضة للأسد، نفى الحراكي ذلك وقال "التقيناه بالمصادفة".
وكشف معاذ الخطيب، السبت الماضي، عن زيارة قام بها مع شخصيات من المعارضة السورية إلى موسكو، مؤخراً، بهدف بحث آفاق الحل السياسي للأزمة في البلاد المندلعة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.
وكتب الخطيب على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، "بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، تمت زيارة موسكو (لم يحدد موعد الزيارة ومدتها) بصحبة شخصيات سورية معارضة (لم يذكرها)، ولقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقيادات روسية أخرى".
وأوضح أن الاجتماعات كانت "إيجابية"، وتمحورت حول فتح آفاق للحل السياسي للأزمة في سوريا، وضرورة العمل من خلال "ثوابت شعبنا في نيل حريته، على إيجاد آليات لانتقال سياسي".
كما أضاف الخطيب، أنه فيما يتعلق برئيس النظام، فقد تم التأكيد خلال المباحثات على أن "بلدنا لا يمكن أن يكون في عافية بوجوده، وهو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع من دماء وخراب، وبالتالي فإنه لا يمكن قبول أي دور له في مستقبل سوريا".
وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على "الجرائم والمجازر" التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل أكثر من 3 أعوام ونصف.
ويعد الخطيب، المنتمي للتيار الإسلامي المعتدل، من أوائل من أطلق آراء ومبادرات لإجراء حوار مشروط مع النظام السوري قبل نحو عامين، إلا أنها لاقت استهجانا واسعاً من قبل أعضاء المعارضة السورية، وصلت إلى ممارسة ضغوط عليه دفعته للاستقالة من منصبة كرئيس للائتلاف في مارس 2013.
ومنذ منتصف مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ودخل إلى معادلة الصراع في سوريا العام الماضي تنظيم "داعش" الذي يعلن أن نظام الأسد هو عدوه الأول، في حين تتهمه المعارضة بتشويه صورة الثورة والتعامل مع النظام.
===================
"خدام" يشكك في نجاح مبادرة الأمم المتحدة بشأن وقف القتال في حلب
أ ش أ
الأربعاء 12.11.2014 - 12:34 م
شكك عبد الحليم خدام النائب الأسبق للرئيس السوري في نجاح مبادرة الأمم المتحدة حول تجميد القتال في مدينة حلب بين النظام والمعارضة ، قائلا "إن نظام بشار الأسد دمر الدولة السورية".
وأضاف خدام – في تصريح لصحيفة (المقر) الأردنية الالكترونية اليوم الأربعاء – "إن الأرض السورية باتت حاضنة للارهاب بعد أن تأخر المجتمع الدولي في إنقاذ الشعب السوري مع بداية الثورة السلمية"..لافتا إلى أن المبادرة الأممية جاءت متزامنة مع مفاوضات الغرب مع إيران حول برنامجها النووي.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد أمس الاثنين بعد لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا استعداد بلاده لدراسة المبادرة التي طرحها الأخير والمتعلقة "بتجميد" القتال في حلب.
يشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة كان قدم في 30 أكتوبر الماضي (خطة تحرك) بشأن الوضع في سوريا إلى مجلس الأمن الدولي تقضي بتجميد القتال في بعض المناطق وبالأخص (حلب) للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات..فيما جاء تقديم هذه الخطة للمجلس بعد زيارتين قام بهما دي ميستورا إلى روسيا وإيران اللتين تدعمان النظام السوري سبقتهما زيارة إلى دمشق.
جدير بالذكر أن مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري يتقاسمان السيطرة على حلب منذ يوليو 2012 فيما تنفذ طائرات النظام منذ نهاية 2013 حملة قصف جوي منظمة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة ما أوقع مئات القتلى..فيما خسرت مجموعات المعارضة خلال الأشهر الأخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها.
===================
تقرير اخباري : دمشق تتفق مع دي ميستورا على مواصلة التشاور بخصوص مبادرة تجميد القتال في حلب وسط ترحيب دولي وعربي
2014:11:12.15:26  
شيخو
دمشق 11 نوفمبر 2014 / اتفق وليد المعلم وزير الخارجية السوري يوم الثلاثاء مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا على ضرورة مواصلة التشاور حول مبادرة الأخير بخصوص " تجميد القتال" في مدينة حلب ( شمال سوريا ) ، وسط ترحيب دولي وعربي بتلك المبادرة، غير أن دي ميستورا غادر دمشق دون أن يجري مباحثات مع أطياف المعارضة السورية في الداخل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) أن الوزير المعلم التقى المبعوث الأممي وجرى البحث حول النقاط المتعلقة بمبادرة دي ميستورا.
وقالت الوكالة إن "الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور بينهما للوقوف على نتائج اتصالاته بهدف العمل على بلوغ مبادرته لأهدافها المتضمنة عودة الاستقرار إلى مدينة حلب وتأمين الخدمات اللازمة لعودة الحياة الطبيعية في المدينة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها ".
وأكد مصدر مقرب من المبعوث الاممي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق أن المبعوث الأممي التقى وزير الخارجية السوري أربع مرات خلال زيارته الثانية إلى دمشق، واصفا المباحثات بأنها " بناءة ومثمرة".
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته إلى دمشق إنه " يجب التركيز على المعركة ضد إرهاب (داعش وجبهة النصرة) ومنح الأولوية للحل السياسي للأزمة في سوريا وليس العسكري ".
وأكد دي ميستورا أن " الشعب السوري بحاجة إلى حل بناء وسياسي بعد ثلاثة أعوام ونصف من المعاناة "مبينا أن " التركيز في هذه المرحلة على نموذج واحد هو حلب ".
وأوضح دي ميستورا أن وقف القتال وتنفيذ الهدنة يتفق مع قرارات الأمم المتحدة وقراري مجلس الأمن 2178 و2170 ويهدف إلى إيجاد إشارة أمل وشكل معين من أشكال الاستقرار، مبينا أنه في حال" نجحت هذه العملية والتجميد ستشكل حجر الأساس من أجل عملية سياسية ".
وعزا دي ميستورا اختيار حلب لبداية المبادرة إلى كونها تحت الضغوط منذ أعوام ونزاع مستمر، قائلا " مع دخول تنظيم داعش إلى الخط علينا القيام بشيء ما حيال هذا الوضع لأن حلب مدينة ترمز إلى الحضارة والأديان والثقافات السورية والتاريخ والحضارات المتعددة .. ونتمنى أن تسفر هذه العملية عن نافذة أمل".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد اعتبر خلال لقائه دي ميستورا الاثنين أن مبادرة المبعوث الدولي حول تجميد القتال ببعض المناطق بداية بمدينة حلب، "جديرة بالدراسة" .
وقدم المبعوث الدولي خطته في 31 أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن الدولي، والتي تقضي " بتجميد القتال " في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.
وكان دي ميستورا، الذي وصل السبت إلى دمشق في زيارته الثانية منذ استلام منصبه في يوليو الماضي خلفا للأخضر الإبراهيمي، أجرى الأحد محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم، تناولت " نتائج جولات دي ميستورا إلى عدة عواصم وما جرى عرضه في مجلس الأمن حول الأزمة في سوريا بما في ذلك مبادرته حول التجميد المحلي في مدينة حلب، وفقا لبيان وكالة ( سانا ) .
ويحرز الجيش السوري تقدما ملحوظا في حلب، ويعمل على استعادة بعض المناطق الإستراتيجية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة، وسط أنباء عن سقوط غالبية المناطق التي تحيط بحلب بيده، ما يجعلها آمنة من سقوط القذائف التي كانت تطلقها المعارضة المسلحة باتجاه الأحياء الموالية للحكومة السورية.
فقد استعاد الجيش في الآونة الأخيرة العديد من المناطق، أهمها المنطقة الصناعية في الشيخ نجار وسجن حلب المركزي وبعض القرى والمناطق التي تحيط بمطار حلب الدولي والتي تعمل على تأمين حركة الملاحة الجوية بين دمشق وحلب ونقل المواد الإغاثية .
وفي سياق متصل، كشف مصدر سوري رسمي عن مضامين مبادرة تجميد القتال في حلب، معتبرا أن المبادرة محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها حيث يتابع الجيش السوري عملياته في محاربة الإرهاب.
وقال المصدر الذي تحدث للصحفيين يوم الثلاثاء في دمشق إن "المبادرة لا تشمل الحديث عن الريف، فالجيش يتابع عملياته في محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك، ويحقق يومياً الانتصار تلو الآخر وهو ماض في عملياته تلك بكل عزيمة وإصرار".
وأضاف المصدر إن "المبادرة تتحدث عن حلب المدينة فقط، التي لا يقوم الجيش فيها حالياً بعمليات واسعة وستنتج، في حال اعتمادها، وضعاً مشابهاً لما حصل في مدينة حمص القديمة مؤخراً، بهدف إعادة الأمن للمدينة، وذلك انطلاقاً من أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين فيها كما هو حال كل بقعة من الأرض السورية".
وأوضح المصدر أن "مصطلح ( تجميد القتال ) لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة ودون تردد" .
وغادر دي ميستورا دمشق دون أن يلتقى بأي وفد من وفود المعارضة السورية في الداخل رغم إعلانها الترحيب بمبادرته التي طرحتها قبل مجيئه الى سوريا، كخطوة استباقية.
وقالت قوى في المعارضة السورية لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " إن دي ميستورا لم يلتق مع قوى معارضة في الداخل السوري لأن وقته لم يسمح بذلك ".
سياسيا، لاقت المبادرة التي طرحها دي ميستورا على الحكومة السورية ترحيبا دوليا وعربيا ، حيث أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن دعمها للخطة وإن أبدت شكوكاً حول استعداد دمشق لدراستها منتقدة المصالحات الوطنية بوصفها " اتفاقات استسلام " وذلك على حين بدت جامعة الدول العربية متفائلة بجهود المبعوث الأممي، معتبرةً أنها قد تسفر عن عقد مؤتمر (جنيف 3) للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
وانساق الائتلاف الوطني وراء الموقف الأمريكي المتشكك في موقف سوريا، ولفت عضو فيه إلى أن الائتلاف أعاد طرح مبادرة " لتهيئة الوضع وإعادة إطلاق المسار السياسي لحل الأزمة السورية "كان صاغها قبل عام .
 
===================
دي ميستورا مرتاح لظهور مؤشرات على احتمال نجاح مبادرته في سوريا
 ميدل ايست أونلاين
بيروت - قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء إن المسؤولين السوريين أعطوه إشارات إيجابية بشأن مقترح للأمم المتحدة لإبرام اتفاق محلي لوقف إطلاق النار في مدينة حلب في شمال البلاد وهي إحدى ساحات المعارك الرئيسية في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة سنوات.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون في دمشق بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم إن رد فعل الحكومة الأولي على الاقتراح "كان يعبر عن الاهتمام والاهتمام البناء".
وكان دي ميستورا قد نقل عن الأسد قوله الاثنين إن الاقتراح "جدير بالدراسة".
ويطرح دي ميستورا مبادرة لايجاد "مناطق يجمد فيها القتال تدريجيا" للسماح بدخول المساعدات بشكل أكبر تبدأ بمدينة حلب.
وقال دي ميستورا "أعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد القتال.. من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي".
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن دي ميستورا والمعلم اتفقا على استئناف المشاورات بشأن إعادة الاستقرار إلى حلب وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
وفي مقابلة مع بي.بي.سي قال دي ميستورا إن التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار.
وأضاف دي ميستورا أن الدولة الإسلامية "تزعزع استقرار الجميع".
وأجاب دي ميستورا عن السبب الذي سيدفع كلا من الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة على القبول باتفاقات محلية لوقف اطلاق النار بالقول "هناك عامل واحد أساسي هو الدولة الإسلامية".
واستولى التنظيم المتشدد على مناطق واسعة من العراق وسوريا وهو الآن هدف لحملة جوية تقودها الولايات المتحدة.
وأضاف دي ميستورا "ما من منتصر 'في الحرب الأهلية السورية'. أتعتقدون أن طرفا قد يفوز 'بهذه الحرب' الحقيقة هي أن لا أحد. ولهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب".
وأقر دي ميستورا بأنه حتى إذا مضت خطة الأمم المتحدة قدما ستكون بمثابة خطوة أولية فقط في النزاع الذي أسفر عن مقتل نحو 200 الف شخص وأدى إلى نزوح ولجوء الملايين.
وأضاف "القول بأننا نملك خطة للسلام هو تصريح طموح ومضلل. لكن لدي ولدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان، أوقفوا القتال وقلصوا العنف".
وكان دي ميستورا شدد في مؤتمر صحافي عقده في دمشق اثر لقائه الرئيس بشار الاسد في ايلول/سبتمبر، على ضرورة مواجهة "المجموعات الارهابية"، على ان يترافق ذلك مع حلول سياسية "جامعة" للازمة السورية.
وهذه الزيارة هي الثانية للموفد الدولي الى سوريا منذ تكليفه من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بمهمته في تموز/يوليو.
وترفض سوريا اقامة منطقة عازلة او "آمنة" على اراضيها، وهو اقتراح تطالب به تركيا الداعمة للمعارضة السورية، معتبرة ان هذا الامر يطعن في سيادتها ويوفر ملاذا امنا للمعارضين الذين يقاتلون القوات الحكومية.
===================
افاق السلام في سورية ومصير الجماعات الارهابية
 شبكة النبأ: بدخول المبعوث الدولي الجديد في الملف السياسي السوري، انفرج هنالك بصيص أمل بحل سياسي يضع حداً للحرب الطاحنة التي تكاد تصل ضحاياها الرقم (200)ألف قتيل وآلاف المصابين وملايين المشردين. هذه الومضة التي رصدتها اوساط اعلامية وسياسية، مصدرها التزامن الحاصل بين مهمة "ستيفان دي ميستورا" وبين عمليات القصف الجوي الذي تقوم به قوات التحالف الدولي بقيادة اميركا التي تحت شعار "الحرب على الارهاب" واستهداف مواقع تنظيم "داعش" حصراً.
المبادرة السياسية التي طرحها المبعوث الأممي، لقيت الترحيب الفوري من دمشق، وتحديداً الرئيس السوري بشار الأسد، لانها تصب في الطريق الموازي للخيار العسكري الذي تقف خلفه – وما تزال- اطراف اقليمية ودولية لتغيير شكل النظام السوري. هذا الترحيب تمثّل في رد الأسد على مقترح "بتجميد" إطلاق النار في مدينة حلب بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، كتمهيد للتوصل الى حل سياسي شامل، بانها "جديرة بالدراسة...". وبحسب التلفزيون السوري فقد "تم الاتفاق خلال اللقاء على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 - 2178 وتكاتف جميع الجهود الدولية من أجل محاربة الإرهاب في سوريا والمنطقة والذي يشكل خطراً على العالم بأسره".
هذه المبادرة الأممية الجديدة، حال سابقاتها، من الصعب جداً عليها تحقيق تقارب وجهات النظر بين طرفي النزاع لانجاحها، لاسيما وان على الساحة السورية الملتهبة، اصبح هنالك اكثر من طرف، وربما هذا من الخطأ الفاحش والقاتل التي وقعت فيه "المعارضة السورية"، التي سعت لأن يكون خطها السياسي هو المنهج الذي يسير العمليات العسكرية على الارض ضد القوات السورية، وتكون الواجهة العسكرية الاساس هو "الجيش السوري الحر"، وهذا ما لم يتحقق منذ البداية، بل اصبح من المستحيلات، نظراً لأن أصل الوجود المعارض للقوات والنظام في سوريا، هو عديد الجماعات المسلحة تحت مسمّيات مختلفة، بل بمصادر دعم متعددة ايضاً، و ما أركس هذه المعارضة في مستنقع الفشل، هو منهج التكفير والارهاب الدموي والممارسات البشعة واللاانسانية التي صدرت من تنظيمات ارهابية في مقدمتها "داعش" ونظيراتها في الوحشية والدموية. مما أضعف كثيراً حجج المعارضة السياسية أمام المحافل الدولية لاستحصال ادانات ومواقف سياسية متضامنة ضد النظام السوري.
بيد ان تصريحات الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ذات  الطابع الايجابي، ربما يرى فيها المراقبون والمتابعون على أنها مؤشر لاحتمال تحقيق بعض النجاح في هذه المبادرة، حيث تحدث عن المتابعة "باهتمام بالغ لجهود المبعوث الأممي في دمشق..."، كما اشار الى احتمال ان تفضي المبادرة لعقد "جنيف 3"، الامر الذي وصفه المراقبون بانه بصيص أمل آخر للشعب السوري والخروج من ظلام المرحلة الراهنة. وما يبنون عليه، أن تكون هنالك صفقة تشترك فيها المعارضة السورية ويقبل بها النظام السوري، بما يشبه "لا غالب ولا مغلوب". وقد تحدثت اوساط اعلامية عن احتمال لبننة سوريا، باستنساخ "طائف" جديد، في اشارة الى اتفاق الطائف الذي رعته السعودية عام 1989، والذي وضع حداً نهائياً للحرب الاهلية في لبنان بعد مضي حوالي ربع قرن من الزمن، والتحول من مرحلة الحرب العسكرية الى الحرب السياسية والتنافس على السلطة والنفوذ، كما هو الحال في لبنان.
هذا السيناريو ليس بالضرورة يكون مرضياً للجانب الاخر من الصراع والحرب، فالخندق السياسي كما الخندق العسكري (الارهابي) في سوريا يعارضون بشدة أي مشروع سياسي ينتفع منه الرئيس السوري بشار الأسد ويعده نصراً على الخيار العسكري وعلى الجماعات التي واجهته طيلة الفترة الماضية وتسببت في قتل وتشريد الملايين. ليس هذا وحسب، بل ويطالبون الغرب وتحديداً اميركا بدعمهم على الارض عسكرياً، من خلال تقوية مواقع ما يسمى "الجيش السوري الحر"، بدلاً من قصف مواقع "داعش" في سوريا. وقد وصف رئيس ما يسمى "الائتلاف الوطني السوري المعارض" هادي البحرة، خطة القصف الجوي لقوات التحالف بانها قتال "لظاهر المشكلة الذي هو الدولة الاسلامية من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو نظام بشار الاسد".
وما يعزز الاعتقاد بصعوبة نجاح المبادرة السلمية الأممية، تعدد اطراف الحرب والقتال في حلب، فالى جانب "داعش" هنالك "أحرار الشام"، و"جبهة النصرة"، وايضاً "الجيش الحر"، هذه القوى العسكرية المسلحة والممولة بشكل جيد، لا تعبأ بالرأي العام الدولي واداناته الشديدة لما اقترفته من جرائم مريعة ضد الانسانية، بل يعدون انفسهم اصحاب حق مشروع لاسقاط النظام السوري، وإن حصل هنالك اتفاق كما حصل في حمص من قبل، فيجب ان يحقق لهم بعض المكاسب والمصالح على الارض، مثل تأمين عناصرها او تهريب البعض الآخر وعدم ملاحقة المجرمين والسفاحين وتوفير قنوات انسحاب آمنة كما حصل تماماً في حمص عندما استعادتها القوات الحكومية وأعادت الحياة الطبيعية اليها.
وحسب المتابعين والمراقبين، فان اهم ما تكسبه الجماعات المسلحة (الارهابية) والتي تضمنها خطة "دي ميستورا" إجراء نوع من التمييز والعزل بينها وبين تنظيم "داعش" الذي حملته الاوساط الاعلامية والسياسية في الغرب كل تبعات الارهاب الدموي والطائفي في الوقت الحاضر. فـ "الارهاب" الذي جاء في المبادرة الجديدة، يقصد منه بالتأكيد "داعش" وليس الجماعات الارهابية الاخرى التي لم تقل اجراماً ودموية عن "داعش"، فاذا تقدمت هذه الجماعات خطوة واحدة  نحو المبادرة، فانها ستكون قد ابتعدت اميالاً عن مصطلح الارهاب الشنيع والدخول في الساحة السياسية كلاعبين فاعلين ربما يكونوا ضمن المستقبل السياسي في سوريا.
===================
عاذ الخطيب: أعترف أني كنت مخطئاً.. "النظام" وأميركا وروسيا لايريدون تقسيم سورية
اعترف رئيس "الائتلاف السوري" المعارض السابق يوم الثلاثاء بارتكابه خطأ سياسياً في وقت سابق، مشيراً إلى أن روسيا وأمريكا  و"النظام السوري" على حد تعبيره، لا يريدون تقسيم البلاد،  وأنما عصابات "مافيات" تجارية عالمية متموضعة في مراكز القرار الدولية تسعى للتقسيم.
وكتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك": "أعترفُ أني ارتكبتُ خطأ سياسياً فيما مضى، وهو ظني أن هناك دولة ما ستنقذ بلدنا! ليس لأننا محرومون من الأصدقاء، بل لأن الأنظمة الكبرى في السياسات الدولية لديها فقط مصالح وخطوط حمراء، وهذا ما يهمها! وتتحرك الأنظمة الصغيرة ضمن هوامش قد تضيق أو تتسع ولكنها لا تستطيع تجاوز مسارات الدول الكبرى.. وقبل ذلك وبعده فإن مهمة إنقاذ الأوطان تقع على عاتق أبناء البلد أنفسهم"، بحسب قوله.
وأضاف الخطيب قائلاً "أعترف أيضاً أن حيرة الناس وتوترهم بل صدْمتَهم بكثير مما يجري واقع مُر، ومن حقهم أن يعرفوا ماذا يجري؟ وكيف يجري؟ رغم أنه يصعبُ أحياناً شرحُ بعض الأمور، كما أن الوقت لن يسعف لشرح كل شيء".
وأوضح الخطيب: "السؤال عن زيارة موسكو مشروع بل واجب، ولكني مضطر للتمهيد من أجل شرحها من وجهة نظري التي لا أدعي الصواب المحض فيها، ولكن من المدهش أن العديدين يحملون تصورات تخالف الواقع تماماً، ومنها على سبيل المثال ما يشاع عن توافق دولي على تقسيم سورية"!.
وتابع الخطيب قائلاً لقد "أكد لي المبعوث الروسي بوغدانوف ثم الأميركي روبشتاين أن بلديهما لا يسعيان إلى تقسيم سورية، ليس هذا فقط، بل ترفض حكومتاهما ذلك ومن الطبيعي أن الكلام قد لا يكون حجة قطعية، ولكن مصالح الدولتين حقيقة لا تتوافق مع تقسيم سورية!".
 وأضاف "سأكون دقيقاً في ذكر الحقائق لأقول: إن المعارضة السورية بكل أطرافها السياسية والعسكرية ومن طورها السلمي الذي كان يدوي بندائه الرائع : واحد.. واحد .. الشعب السوري واحد، ووصولاً إلى بياناتها في طورها المقاتل، ومن آخرها: ميثاق الشرف الثوري الذي وقعته "الجبهة الإسلامية" ثم مبادرة : (واعتصموا)، كلهم قد أكدوا على وحدة سورية أرضاً وشعباً! فمن يريد التقسيم إذاً؟، وللأمانة فإن النظام ما زال يقاتل في كل الأراضي التي بقي فيها وكان يسعه الانسحاب ليتموضع في أراضٍ يختارها لحصته من التقسيم، وفوق ذلك مازال يقدم الرواتب إلى الموظفين من الحسكة وحتى إدلب، ويمد بالكهرباء وشبكات الاتصالات!! ومن يريد التقسيم لا يفعل ذلك."
وأشار الخطيب إلى أنه "هل تسعى تركية أو السعودية وحتى الأردن إلى التقسيم؟ ويمكن التأكيد بالنفي وأنه ليس من مصلحة أحد منهم حصول ذلك! وحتى الكورد المتهمون دائماً بالسعي الخفي للتقسيم يعارض أغلبهم ذلك، ومطالب الأكثرية منهم هي في حقوق ثقافية وسياسية ضمن وطن واحد"!
وتساءل الخطيب قائلاً: "إذاً ... فمن هي القوى الخفية التي تسعى إلى ذلك؟  هناك قوتان واضحتان : قوة فاعلةٌ شرسةٌ، وقوةٌ ساذجةٌ تُفعَّلُ بسهولة لتساعد في الواقعة عن حسن نية"!.
وأضاف "ليس الأمر لغزاً بحال، والقوة الشرسة هي عصابات (مافيات) تجارية عالمية متموضعة في مراكز القرار الدولية، وثقل تلك المافيات ينبع من تحالفات لرجال أعمال وسياسيين بلا ضمير، وأصحاب شركاتِ نفط واتصالات ومخدرات ورقيق أبيض وأسلحة وإعادة إعمار، وهم مثل حيتان القرش المفترسة، مشرَّعة الأنياب دائماً لتمزيق الشعوب ولا تتورع عن شرب دماء ملايين الأبرياء من أجل مصالحها الاستراتيجية" بحسب قوله.
وأكد أن أصابع تلك المافيات متشابكة مع السياسات وتتقاطع معها بطريقة ليس هناك أمكر منها، وتستغل الظروف، بحيث لا يمكنك في بعض الحالات إلا أن تصبح جزءاً من مخططاتها الشيطانية، وسأذكر مثالاً للتبسيط : خلال موقعي السابق زارني رجال أعمال تحدثوا عن ضرورة إنشاء شبكات اتصالات في شمال سورية! خدمة للسوريين المساكين! المحرومين من الاتصالات، وكنت أهزُّ برأسي مبتسماً أمام وجوه لم أكن أرى داخلها إلا عيون الذئاب الكاسرة، وكنت أقول لهم: ما تزال الشبكة الحكومية تقدم خِدماتها! وكانوا يقولون إن الاتصالات ضعيفة جداً في تلك المناطق، فقلت لهم : نعم لأن الكهرباء تغيب في ساعات كثيرة، وعندما تأتي يحصل اختناق في الاتصالات! وكان بعضهم يجيب: يمكن أن نمد شبكة كهرباء إذا أُعْطينا موافقة من قبلكم بذلك!!!!!
وقال إن :"ظاهر الأمور إنساني محض، وباطنهُ بداية تفكيك لبنية الدولة التحتية، باحتلالها قطعة بعد قطعة، وعلى يد من؟ بواسطة مافيات تجارية تتبرقع بالوطنية وتتمسح بالثورة، وهي جزء من مافيات كبرى ستجد رجلَ أعمالٍ مزيفاً هنا، أو مسؤولين حكوميين مرتشين في كل الأنظمة هناك، يسوقون الأمور بحيث لا يكون هناك مناصٌ عن الخضوع لهم في النهاية".
وهكذا تباع كمياتٌ كبيرة من النفط السوري، وغابات الساحل، والآثار، حتى أبناؤنا وبناتنا بل وطننا كله.. في أسواق نخاسة دولية مرعبة.
وتابع الخطيب "أما القوة الأخرى الناعمة فهي الرأي العام! ومما يؤلم حقاً هذه المساعدات الهائلة التي يقدمها الكثيرون عن حسن نية لمن يحفرون قبورنا! وأضرب مثالاً مؤلماً عن ذلك: ما نشره باحث غربي وقبله غيره عن خرائط لتقسيم سورية!!"، وتناقل الآلاف ذلك وبدؤوا يتهيئون لهذا الأمر في اللاشعور، بل أصبح العديدون بدون أن يشعروا أداة لتمكينه وإرسائه في المجتمع السوري كله!!.
وختم الخطيب "أريد أن أقول لكل سوري يحب بلده، هذه الخرائط جرائم وطنية وأخلاقية وجنائية بحق بلدك وأهلك.. وإذا أردتَ نشر مثلِ هذا الخبر فضعْ عقيدتك فوقه، وقُلْ بكل شراسة : لا للتقسيم .. لا لا للأصابع الخبيثة في بلدنا .. فلوكان التقسيم قدراً نازلاً من السماء لوجبتْ محاربتُه بقدرٍ آخرَ من أقدار الله، ولن نستسلم له، ومَن أفشلَ التقسيم الفرنسي في فترة الاحتلال سيُفشله في الاحتلال العالمي الجديد".
سياسة | عربي
2014-11-12
01:44
FPA - متابعات
 
===================
افكار روسية للتفاوض، ودمشق لا ترى الوقت مناسباً للحوار مع المعارضة الخارجية
اخبار اليوم
قالت مصادر خاصة بالميادين إن روسيا طرحت أفكاراً للتفاوض بين الأطراف في سوريا، لكن هذه الأطراف "لم توافق على الطرح الروسي لأنه لم يصل إلى مستوى التفصيل"، بحسب تعبير المصادر.وتنقسم المبادرة إلى مرحلتين الأولى تكون في موسكو، يتم فيها تفاهم أولي، ومرحلة ثانية في جنيف يتم التوصل فيها إلى ورقة عمل، وتشمل المبادرة الروسية تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات تشريعية في حينها أي بداية عام 2016، كما يتم انتخاب مجلس شعب قد يؤسس لوضع دستور جديد للبلاد.وأكدت المصادر أن موضوع الرئيس بشار الأسد، والانتخابات الرئاسية قبل انتهاء الفترة الحالية، غير مطروح على الإطلاق، كما أن دمشق لا ترى الوقت مناسباً لإطلاق محادثات مع أطراف معارضة خارجية.وفي وقت لم يتم تحديد الأطراف المعارضة التي يمكن أن تشارك في المحادثات، كان الاجتماع الأخير في موسكو مع بعض الشخصيات المعارضة ضمن مرحلة البحث عن شركاء.
===================
معاذ الخطيب... هل تشرق الشمس من موسكو؟
المصدر: "فايسبوك"
11 تشرين الثاني 2014 الساعة 20:49
النهار
كتب رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق معاذ الخطيب مقالاً مطولّاً على صفحته في موقع "فايسبوك"، عرض فيه لزيارته الى موسكو. وقال انه ذهب الى روسيا ضمن وفد شارك فيه ضابطان في صفوف الثورة، وهما لواءان : أحدهما رئيس هيئة الإمداد والتموين، والآخر رئيس الأكاديمة العسكرية الوطنية، وسفير للمعارضة، ودبلوماسي سابق مختص بالقانون الدولي.
 
واجتمع الوفد مع مسؤولين روس على مدى يومين، وترأس أحدَ الاجتماعات مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بغدانوف، كما اجتمع الوفد مع وزير الخارجية الاتحادي سيرغي لافروف.
ووصف الخطيب الاجتماعين بالـ"ناجحين إلى درجة كبيرة"، مؤكداً انه "لم يكن معنا أحد من غير السوريين أو من النظام...".
وأكد الخطيب ان الروس يفكرون في "عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية"، مضيفاً: "طلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأميركيين ويتوافقوا على صيغة - وليسموها جنيف 3 إن شاؤوا – لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي".
 
وفي الآتي ننشر أجزاء من مقال الخطيب الطويل:
 
"أعترفُ أني ارتكبتُ خطأ سياسياً فيما مضى، وهو ظني أن هناك دولة ما ستنقذ بلدنا! ليس لأننا محرومون من الأصدقاء، بل لأن الأنظمة الكبرى في السياسات الدولية لديها فقط مصالح وخطوط حمراء، وهذا ما يهمها! وتتحرك الأنظمة الصغيرة ضمن هوامش قد تضيق أو تتسع ولكنها لا تستطيع تجاوز مسارات الدول الكبرى.
(...)
ما تزال هناك معطيات كثيرة، ولكن نعود إلى موسكو .. فهل ستشرق منها الشمس؟
دُعيتُ مرات لزيارة موسكو واعتذرت، وتمنيتُ أن يكون من استلموا المِقودَ قد انتبهوا للأخطاء السابقة، وجعلتْهم مأساةُ شعبنا يُحسون بضرورة التغيير السياسي والفكري.
أشهرٌ مضت، والحال ليس كما هو بل يزداد تفاقماً، وكان كثيرون من الإخوة من كل التوجهات السياسية يدفعون باتجاه البحث عن نافذة لإنقاذ بلدِنا من نهاية مريرة يتداعى إليها.
كنا نحاول العمل الهادىء، بالتواصل مع إخوة في الداخل وتيارات مختلفة، والتناصح، والاتصال مع بعض الأطراف الدولية، ثم محاولة إيجاد قواسم وطنية تَلُمُّ الشعب السوري كله، وكانت كلمة عيد الفطر السابق، وفيها طُرِحَ أن هناك مجموعةً يمكن أن تتحرك وتعمل للحل السياسي ... وانتظرنا ... ثم جاء نداء إيقاف إطلاق النار في عيد الأضحى، ولكن كل الأمور كانت أضعف مما هو مطلوب، وصحيح أنها أعطت أملاً اجتماعياً، ولكنها لم تكن كافية لأي إقلاع جذري نحو الإنقاذ.
هناك أمر مهم جداً في السياسة : اِحذر أن تموتَ قضيتُك، وإن لم تحركها أنت فلن يحركها أحد .. وتكررت الدعوة لزيارة موسكو وغيرها، ومع مجموعة من الإخوة قررْنا كسر الجمود، ومخطئ من ظن أنها نزوة فردية، فلنا أشهر نتشاور حولها، ونفكر في أبعادها ومآلاتها ومحاذيرها وفوائدها وأضرارها، وقد أخبرْنا بها قبلاً بعض الفصائل العسكرية من الثوار، وبعد ذلك كله قررنا أن نذهب، واخترنا وفداً نوعياً فيه أكبر ضابطين في صفوف الثورة، وهما لواءان : أحدهما رئيس هيئة الإمداد والتموين، والآخر رئيس الأكاديمة العسكرية الوطنية، ومعنا سفير للمعارضة، ودبلوماسي سابق مختص بالقانون الدولي.
اجتمعنا يومين وترأس أحدَ الاجتماعات من قبل الروس المفوضُ بغدانوف مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية، وهو دبلوماسي بارع ويتقن العربية بطلاقة، وفي اليوم التالي اجتمعنا بوزير الخارجية الاتحادي سيرغي لافروف.
الاجتماعان كانا ناجحين إلى درجة كبيرة، ولم يكن معنا أحد من غير السوريين أو من النظام، وقد كنا واضحين تماماً معهم من أننا نُصر على استقلال القرار السياسي السوري، واستقلال سورية ورفض تقسيمها، ووحدة الأراضي والشعب السوري، ورفض التدخلات الإقليمية والدولية، ونحن ضد الانجرار إلى أي حرب طائفية، ونحن حريصون على ترابط النسيج الاجتماعي السوري، وأننا نريد علاقات نِدية متوازنة مع كافة الدول، وقد كان للروس دور في بناء بعض مؤسساتنا الاقتصادية والعسكرية والتي هي ملك للشعب السوري، ونرحب بمساعدة أي طرف في مهمتنا لإنقاذ سورية.
ذكرنا للوزير لافروف أن الحرية ليست هي من يصنع الإرهاب، بل الظلم هو من يُولِّدُه، وأنَّ المسار السياسي لحل الأزمة يجب أن يسير بالتوازي مع موضوع مقاومة الإرهاب الذي تُدندن عليه الدول، ونحن نرفُضه من الأطراف كافة ، وقلنا له صراحة وبكل موضوعية : قد يكون قسمٌ من الشعب السوري مع بشار الأسد، وقسم ضده (ولكنه المسؤول الأول عما جرى) وبالتالي فإنه لا يمكن بأية طريقة قبول أن يكون جزءاً من مستقبل سورية السياسي، وصحيح أن هذا لا يتم خلال يوم وليلة، ويحتاج إلى ترتيبات ما، ولكنه أمر أساسي بالنسبة لمصلحة سورية.
لم يعترض الروس على كل ما قلناه، وأخبرونا أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية، وطلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأميركان ويتوافقوا على صيغة - وليسموها جنيف 3 إن شاؤوا – لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي. ووعد الوزير لافروف بطرح الأمر مع وزير الخارجية كيري الذي كان سيلتقي به يومها ساعاتٍ في الصين، ولم يصلنا بشكل رسمي ما اتفقا عليه بخصوص هذا المؤتمر.
يحق للسوريين أن يسألوا : من أنتم ؟ وجوابنا: أننا مواطنون سوريون نعيش الألم كل لحظة ومن حقنا أن نبحث عن مخرج إنقاذي لبلدنا، بعد أن استوفت كل الأطراف وقتاً في محاور لم نرَ من ورائها أي نجاحات حاسمة، فالوضع العسكري معلَّق (بسبب إرادات دولية وإقليمية، تغلغلت في صفوف الثوار وأرجعت العديد من قواتهم من بعض المناطق الاستراتيجية) واستمراره هو المزيد من النزيف لسورية كلها، والأهم من ذلك كله نزيف شعب يُدفع إلى الموت.
كما أن المعارضة السياسية قد أُعطيتْ فرصتها، وكل ما صنعته حصل تحت أنظار الناس، وذهبت مع وفد النظام إلى جنيف 2 بالقوة القاهرة لكليهما، وللأمانة فقد كان أداؤها أفضل من أداء النظام، ولكن الصلَف سيطر على الوضع، ولم يكن هناك من نتيجة وراء ذلك.
يسألنا البعض: ولماذا لا تشكِّلون تياراً سياسياً لعملِكم ؟ وجوابنا هو أن التيار موجود، ولكنه بلا اسم لأن ما يهمنا هو النتائج، وقد يكون هناك ضرورة خلال وقت قريب إلى وجود اسم معلن ووقتها سيحصل ذلك.
 
سأل إخوة آخرون : وماذا إن كان الروس يتلاعبون بكم؟ ونقول : إننا ننطلق من محددات واضحة، ولدينا إصرار عنيد عليها، وسورية شعباً وأرضاً ومدنية وحضارة هي الهدف الذي سنبذل حياتنا بل دمنا من أجل إنقاذه، وكل ما نراه تفريطاً ببلدنا أو محاولة لإعادة إنتاج النظام المتوحش فلن نكون جزءاً منه بل سنتصدى له قدر ما نطيق ونطالب جميع السوريين بأن يكونوا معنا في ذلك.
 
آخرون قالوا : إن الروس قد انتهت قوتهم وليس لديهم أية فعالية الآن! وهذا الظن غير صحيح، فبعدما خرجت روسية من حوض المتوسط وليبية والعراق، فإنها أكثر تمسكاً ببقائها في سورية وستكون شرسة جداً في الخروج منها، وهذا ما تفهمه القوى الدولية، ولا تريد الآن إثارة نزاعات قاتلة، وإن حصل، فالشعب السوري وحدَه هو من سيدفع ثمن صراعات دولية متجددة في سورية.
 
سؤال آخر: وماذا معكم من القوة كي تتفاعل معكم الدول؟ والجواب : يوجد معنا قوتان : ناعمة ولكنها فعالة، وخشنة وهي قوية، أما الناعمة فهي الرأي العام السوري بكل ألوانه، من الموالي للثورة إلى الموالي للنظام، ومن الإسلامي إلى العلماني، وبكل ألوان الشعب السوري الدينية والثقافية والقومية، فقد صار واضحاً للجميع ما بُيّتَ لسورية، وأن النظام بسوء تصرفه قد جرّنا إلى ما نحن فيه، وأن السوريين لم يبقَ فيهم بيت لم يدخله تابوت أويجرِ فيه عزاء، وأنه لم تبق أسرة في كل سورية نجت من اليتم أو الثكل أو التشريد، وإننا ما لم نجد صيغة نتعايش فيها فستنهار سورية ونهوي جميعاً بلا عودة.
(...)
نعم نحن السوريين لا يمكننا التحرك من دون حلفاء وأصدقاء، ومن دون تشاور وتواصل، ولكن الكل لديهم مشاغلهم ومشاكلهم، وفي السياسة مصالحهم، ولن تنزل علينا مائدة من السماء، ولن يقتلع أحدٌ شوكنا إلا إذا اقتلعناه بأيدينا، محتفظين باستقلالنا، واضعين في قلوبنا وأعيننا شيئاً واحداً: إنقاذ بلدنا.
نحن نبحث عن التقاطعات بين مصالح الدول، والعمل عليها سيوجد مساحة تؤمِّن حداً أدنى للإقلاع الوطني، وكما أنه لم يُنزل الله داء إلا وجعل له دواء، فكذلك ليس هناك دولة إلا وهناك إلى عقلها وسياستها مفتاح يجب أن نبحث عنه.
التفاوض السياسي أمر طرحناهُ منذ سنتين وحوربْنا من أطراف عديدة لم تعِ الموضوع وقتها، وسكِرت بالوعود، واليوم صارت مأساة السوريين فوق التصور والاحتمال، ومأساة السجناء والأسيرات والمشردين في دول العالم والمخيمات الإقليمية لم يسبق أن كتب مثلها التاريخ الحديث، أما انهيار القطاع الصحي والتعليمي والحكومي، فشَيء فوق الوصف، وكذلك خراب المؤسسات (التي هي ملك للشعب)، وما تمكن الإحاطة به المآسي الاجتماعية الشاملة، وضياع الهوية، والأفدح من كل ذلك الكوادر البشرية الفائقة التي استُشهدت كلها من أجل حريتنا واستقلالنا، أوتشردت في العالم كله، ولا يعلم أحد كيف ستعود.
 
"سيُكتب الكثير"
 
ستكتب الكثير من المواقع والصحف افتراضاتٍ ما، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، وأريد أن أقول للجميع : إننا لن نكون مطيةً لأية دولة، وفي نفس الوقت سنتواصل مع الجميع، ونعتقد أن التفاوض السياسي هو الأنجح والأقل خسائر، ونمد الأيدي إلى كل أبناء سورية الذين يبحثون عن العدل والحرية، ونعتقد أن الكثيرين منهم ما زالوا لا يستطيعون أن يتخذوا الموقف المناسب، ولكن ستتغير المعطيات، ويسد كل منا ثغرة في جسم تتناوشه الرماح.
لا نبحث عن مواقع سياسية، ونرفض الأدوار التجميلية، وليس الحل بمشاركة صورية في حكومة انتقالية وهْمية كما تُشيع بعض الجهات الإعلامية كل فترة، بل بحل توافقي حقيقي، ترافقه عدالة انتقالية، وأريد أن أذكر أمراً خاصاً، ذكرته مراراً وأكرره: لستُ أمانع من اللقاء مع أي مسؤولٍ من النظام، وسبَق أني دعوت حتى بشار الأسد عندما تقلدت منصب رئيس المعارضة السورية إلى مناظرة تلفزيونية علنية عبر الفضائيات، لنجد حلاً لمأساة سورية فتم التعالي على ذلك. ودعَونا مسؤولين آخرين على وسائل الإعلام ولا أعلم مم يخافون.
النظام اليوم ليس نظام الأمس، وربما يستطيع أن يتابع قليلاً ولكنه خاسر في النهاية، وستخسر سورية المزيد من زهَرات شبابها؛ لذا فالتفاوض هو خير الطرق، ولست أشترط أي شرط سياسي، ولا أطلب أي شيء خاص، بل سأكرر ما ذكرته منذ سنتين : من أجل إيجاد أرضية تلم كل أبناء سورية، وتمهد للحل السياسي، ورفعاً للعناء عن شعبنا وأهلنا، فقد بادرنا مرات رغم كل الحرب علينا وكبادرة حسن نية إلى طرح التفاوض مَخرجاً للإنقاذ، ونريد خطوةَ حُسنِ نية من النظام ستكون بوابة تفاعلنا في التفاوض السياسي، وهي خطوة إنسانية محضة، تتمثل في تمديد جوازات السفر للمواطنين السوريين بدل تركهم لعصابات البحر وأمواج الظلام ومافيات التهريب والتزوير، والأهم من كل ذلك إطلاق سراح النساء والأطفال من سجون النظام، وعلى رأسهم الدكتورة رانية عباسي وأطفالها الستة، وكل الحالات المشابهة.
أيام الضباب في موسكو ممتدة في هذه الأوقات، ولكننا لم نكن نبحث عن الشمس بل عن التقاطعات السياسية، أما فجرُنا القادم فلستُ أجد له أصدقَ من قولة القاضي الزبيري ليوم الاستقلال:
يومٌ من الدهرِ لم تصنعْ أشعتَهُ شمسُ الضحى.. بل صنعناهُ بأيدينا
وبعزيمتكم أيها السوريون وتمسككم باستقلال بلدكم وحريته وكرامته، سنصنع شمس استقلال سورية العظيمة في مستقبلها الجديد".
===================
أفق التسوية السياسية في سوريا
العرب عبدالرحمن مطر [نُشر في 12/11/2014، العدد: 9736، ص(8)]
تشهد التطورات الميدانية، تواتراً متصاعداً في عمليات النظام السوري، في مختلف المناطق، في الوقت الذي يتقلص فيه تقدم المعارضة المسلحة، وانكفائها ليس فقط عن صد هجمات النظام، بل أنها سجلت تراجعات عدّة خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد المواجهات داخل عين العرب/كوباني، مع داعش التي لم تتأثر- كما يفترض- بعمليات التحالف الدولي حتى اليوم، ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً، مع استمرار سقوط المدنيين واستهدافهم، من طرف القوى المسلحة: النظام، والدولة الإسلامية، والتحالف الدولي.
ما يزيد على ربع مليون ضحية قضت نتيجة الصراع المسلح، أو قتلوا تحت التعذيب في السجون. يضاف إلى ذلك مئتي ألف معتقل ومختطف ومغيّب في سجون النظام السوري، أما أعداد الجرحى وذوي الإعاقات الدائمة فيتجاوز نصف مليون، وهي في ازدياد ملفت، مع افتقار لأي من مقومات العيش والخدمات العامة، بما في ذلك التعليم في أكثر من ثلثي سوريا. يكتمل المشهد بظاهرة النزوح واللجوء داخل وخارج البلاد، هرباً من الموت والدمار والاعتقال، كما تدل على ذلك أرقام منظمة الأمم المتحدة التي تقترب من 10 ملايين سوري، مع نهاية العام الجاري 2014.
انسداد آفاق الحلّ
لم يكن النظام السوري، منذ مارس 2011 وحتى اليوم، على استعداد للأخذ بأي حلّ سياسي في سوريا. واعتماده على الحلّ الأمني أدخل البلاد في نفق العنف، والعنف المتبادل، وفي أتون حرب تسبب بها، وقد تعددت أوجهها بعد قرابة أربع سنوات، بين المعارضة والنظام من جهة، والمعارضة مع الجماعات والتنظيمات المتشددة، والاقتتال بين قوى الثورة المسلحة ذاتها.
تعنّت النظام جاء على خلفية الدعم السياسي والعسكري، الذي يتلقاه من روسيا وإيران. لكنه نجح أيضاً في أسْلَحة الثورة على يد من أسْلَمَها، مع أخذه في الاعتبار عجز المعارضة السورية على إدارة الصراع مع النظام، نتيجة للتشرذم الذي تعانيه صفوفها على المستويين السياسي والعسكري من جهة، وضعف الأداء الناجم عن تركيبة المعارضة، مما أفقدها المصداقية، وتبددت إمكانية الحصول على دعم دولي حقيقي.
والواقع أن المعارضة السورية، أيضاً لم تمتلك رؤية بيّنة، ومستقلة لإدارة الحراك الوطني، وبالتالي لا قدرة لديها على وضع استراتيجيات وأولويات الصراع مع نظام الأسد. يمكننا أن نضيف أمرين هما؛ تدخل القوى الإقليمية المباشر في الثورة السورية، والموالاة لها. والثاني يتصل بضعف مصداقية القوى الدولية (أصدقاء سوريا) في تقديم دعم حقيقي مؤثر يتبنى بشكل واضح أهداف الثورة وغاياتها. على النقيض تماماً فإن المجتمع الدولي- حتى اليوم- لا يرى فيما يحدث في سوريا أنه ثورة أو انتفاضة على الاستبداد. بالنسبة إليه هو صراع على السلطة، وحرب أهلية. ولم يتبن الغرب فكرة إسقاط نظام بشار الأسد.
الفجوات واسعة وممتدة، بين فهم المجتمع الدولي لما يريده السوريون، وواقع استغلال النظام لتغاضي المجتمع الدولي عن جرائمه وسياساته، في الوقت الذي تتقدم فيه مصالحه على أولويات السوريين وتطلعاتهم.
المعارضة فشلت، أيضاً، في أن تكون معبّراً حقيقياً عن قوى الثورة ومجتمعاتها المحلية المحركة في الداخل، ولم تكن، في الوقت نفسه، معنية بالذهاب إلى تسوية سياسية جديدة، تعويلاً على وهم انتصار عاجل يطيح بنظام الأسد، دون استفادة من دروس الربيع العربي التي سبقت سوريا.
مبادرات: من جنيف إلى موسكو
نتيجة لسببين هما تعنّت وإجرام النظام، وفوضى المعارضة، فإن جهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، وصلت إلى طريق مسدود، في مبادرات جنيف 1 و2، والتي تشكل قاعدة موضوعية للحل السياسي الذي تبنته كافة الأطراف الدولية، كمخرج وحيد لحلّ الصراع وإشكالياته وتداعياته على سوريا وعلى المنطقة.
الاختلاف على تفسير بنود المبادرة، وفرض التفاوض على الطرفين على الرغم من عدم جهوزيتهما وعدم إيمانهما بذلك، قاد إلى توقف التفاوض دون إحراز أية نتائج تذكر في جنيف2. بل إن الوضع تطور باستمرارية وتصاعدت وتيرة ارتكاب المجازر والقتل، مع تعزيز فكرة “لا أفق لأي تسوية”، لدى المجتمع السوري على طرفي الصراع، ونمو روح الانتقام.
في الغالب، قد تواجه مهمة ستافان دي ميستورا، المصير نفسه، سوى العمل على إنجاز المصالحات المحلية في بعض المناطق والبلدات السورية، التي يشدد النظام حصاره عليها وتدميره الممنهج لها، بهدف إعادة السيطرة عليها وإخضاعها، مقابل إخراج المقاتلين منها، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إليها.
الساحة السورية مغرقة بالخلافات والتجاذبات بين الأطراف الداعمة، ثمة اختناق في عنق الزجاجة، يعطّل قوى المعارضة عن المبادرة لإيجاد حلّ، يمكن أن تحظى بقبول الأطراف الدولية. ولا زالت وثيقة جنيف 1 تمثل المبادئ الأساسية التي تدور من حولها جميع الأطراف، في حالة انتقائية لتدوير الزوايا الحادة، مع التبني الدولي لها كصيغة للتسوية، بمثابة إيقاف مؤقت للقتل.
لقد تركت القوى الإقليمية والدولية السوريين، كي تدفعهم الفوضى الدامية، إلى تفاهمات حول مرحلة انتقالية، في الحدّ الأدنى. تريد المعارضة التفاوض مع النظام، على شيء واحد، هو رحيله. بالمقابل لا يقبل النظام التفاوض سوى على هيئة حكم انتقالي، ويضيف شروطاً تعجيزية أخرى تقود إلى المستحيل. ولا شك أن تفاهم موسكو الأخير مع الخطيب، بشأن تمثيل “معارضة الخارج” في وفد تفاوضي، يعتبر تجاوزاً لشرط النظام في “الحوار” مع أطراف داخلية فقط، وهو تطور مهم، أيّدته واشنطن، ما يعزز تجاوزاً مؤقتاً لدور مؤسسات المعارضة القائمة اليوم بالنسبة إلى مسألة إعادة إطلاق العملية التفاوضية.
يتزامن ذلك مع تواصل جهود التفاوض والمصالحات، في الداخل بين النظام، وقادة المجتمعات المحلية، تدعمها مؤسسات دولية بصورة غير مباشرة. يضاف إلى ذلك مبادرة دي ميستورا لتجميد الوضع في حلب، وهو يحمل مؤشرات مأزق النظام، في الوقت الذي تقترب فيه “داعش” وجبهة النصرة باتجاه حلب، مع فشل قوات التحالف الدولي في وضع نهاية لمعركة كوباني/عين العرب.
كاتب سوري
===================
3 إشكاليات تحجب الائتلاف السوري عن الأضواء
المصدر: سروج (تركيا) ـ فرهاد حمي
البيان
  
من الواضح أن الائتلاف الوطني السوري المعارض يمر في محنة سياسية مركبة قياساً بتسارع التغييرات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة السورية.
ويحيل المراقبون هذا التراجع في الأداء السياسي إلى ثلاث إشكاليات تكاد تكون بنيوية، حيث تنحصر تلك المعضلات في تعمق النزاعات الداخلية، وهشاشة قدراته الميدانية من الناحية السياسية والإدارية والعسكرية، فضلاً عن تصادم تصوراته العامة بالضد من استراتيجية التحالف الدولي.
وترسخت الإشكالية الأولى بعد وصول هادي البحرة إلى سدة القيادة وما نجم عن ذلك من صراعات بينية حادة عصفت بالكتل السياسية.
كما قدم بعض الأعضاء استقالات، كان أبرزها انسحاب شخصيات مؤثرة داخل كتلة أحمد عاصي الجربا الرئيس المنتهي ولايته، حيث كشف السياسي والمعارض السوري ميشيل كيلو نيته في إنشاء تجمع وطني سوري يكون بديلا للائتلاف.
وأتبع هذا الخلاف الإطاحة بمجموعة من القيادات العسكرية القديمة داخل هيئة الأركان لصالح وجوه منسجمة الولاء مع القيادة الجديدة، الأمر الذي لقي استهجاناً من التشكيلات العسكرية المحلية، وأسفرت هي بدورها عن جملة من الاستقالات من قبل قيادات في الجيش الحر بذريعة مصادرة القرار العسكري من يد هيئة الأركان.
أضيف إلى ذلك، استمرار تهميش الكتلة الثورية الشبابية وفشل البحرة في كسب المعارضة الكردية الجامعة.
كما أن تأثيره الميداني والسياسي والدبلوماسي بقي محصوراً في حدود ضيقة على صعيد الحيز الكردي السوري، وما زاد من حجم الإشكالية في هذا الشأن، هو محاكاة خطاب قيادات الائتلاف الوطني وبياناته الخجولة حيال معركة عين العرب نسق الخطاب التركي الرسمي، والذي وصف بأنه غرد خارج سرب مزاج الرأي العام الكردي والدولي معاً.
الإشكالية الثانية
والإشكالية الثانية، والتي قوضت معها تأثير نفوذ الائتلاف على الأرض، تمثلت في تلقي جبهة ثوار سوريا وحركة حزم القريبتين من هيئة الأركان العسكري في ريف إدلب ضربات موجعة على يد جبهة النصرة والجماعات المتشددة المناصرة لها.
وهذا الأمر يسري في ذات الوقت الذي تتصاعد فيه صلاحية تلك التشكيلات المتشددة في حلب وريف حماه وريف دمشق وكذلك في أرياف القنيطرة ودرعا، بينما يبسط تنظيم داعش سطوته بالكامل على المحور الشرقي من ريف حلب وصولاً إلى ما وراء الحدود العراقية.
وتالياً، فقد الائتلاف الوطني نسبياً ذراعه العسكرية في الميدان، وهذا بطبيعة الحال وفق الخبراء سيؤثر على الأداء السياسي والإداري، نظراً لأن التشكيلات العسكرية لم تكن تؤدي وظيفتها في مقارعة النظام والمجموعات المتشددة فحسب، بل كانت تؤمن حرية الحركة للقطاع الإداري والسياسي التابع للائتلاف ضمن مناطق نفوذه.
وقد تكون مصادرة جبهة النصرة منذ أيام كمية كتب مخصصة للمناهج الدراسية من تركيا إلى مدينة حلب نموذجا مصغرا يكشف حجم المأزق المستشري داخل حكومة الائتلاف وهيئة الأركان العسكرية.
الإشكالية الثالثة
بينما تكمن الإشكالية الثالثة في التناقض بين أهداف استراتيجية التحالف الدولي المقتصرة في الوقت الراهن على محاربة تنظيم داعش ريثما يتم تجهيز وتدريب المجموعات العسكرية المعتدلة في المراحل المقبلة، وبين إصرار الائتلاف في خطابه الإعلامي بوجوب استهداف معاقل النظام توازياً.
ولا يبدو أنّ الإدارة الأميركية بصدد إدخال تعديلات جوهرية على استراتيجيتها الحالية وفق منظور الائتلاف، الأمر الذي يترتب عليه في ظهور خطابه في صيغة منفصلة عن الواقع.
منظومة
تطغى التغطية اليومية لمنظومة الإعلام الإقليمي والدولي وانشغال المجتمع الدولي في مطاردة المستجدات والتطورات اللحظية المرافقة لحملة التحالف الدولي ضد «داعش» على المشهد الراهن، وتخفت في الوقت نفسه صوت الائتلاف وتحجم مناورته السياسية والدبلوماسية.
===================
هيئة التنسيق: المسار السياسي لحل الأزمة السورية "أُخرج من غرفة الانعاش"
(دي برس - خاص)
قالت "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة إن المسار السياسي لحل الأزمة التي تشهدها سورية منذ أكثر من ثلاث أعوام ونصف عام "قد أُخرج من غرفة الانعاش".
وكتب رئيس مكتب الإعلام للهيئة منذر خدام في صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" "يبدو أن المسار السياسي لحل الأزمة السورية قد أُخرج من غرفة الانعاش لكن لا احد يعلم يقينا إلى أين؟!!".
وأضاف خدام "ما هو معلوم اليوم أن هناك ثلاث اتجاهات محتملة يمكن أن يسلكها: اتجاه نحو روسيا بموافقة أميركية غير معلنة، وأخر نحو مصر يقال بموافقة سعودية وغض نظر إيراني، وثالث يقوم عليه دي مستورا بتكليف من مجلس الأمن".
وتابع رئيس المكتب الإعلامي للهيئة "الله يستر من كثرة الشد بالاتجاهات الثلاث أن يتمزق الحل ومعه البلد؟!! ...لقد قيل في الأمثال (كثرة الطباخين تحرق الطبخة!!)".
والأسبوع الماضي، أعربت "هيئة التنسيق" في بيان صحفي لها عن تأييدها مبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، بتجميد القتال في حلب.
===================
"الخطيب" يكشف سر زيارته لموسكو ومستقبل "الأسد"
النهار
عمر عطية
كشف الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مساء اليوم، الثلاثاء، عن سر زيارته بصحبة شخصيات سورية معارضة إلى العاصمة الروسية موسكو وتفاصيل اللقاء الذي دار بينهم ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الثامن من شهر نوفمبر الجاري.
وفي ظل حالة الجدل والتشكيك التي صاحبت زيارة "الخطيب" إلى موسكو، قال الرئيس السابق للائتلاف السوري المُعارض عبر صفحته الشخصية بموقع "تويتر": "يسأل كثيرون - ولشعبنا علينا حق الوفاء والإجابة – لماذا كانت زيارة موسكو؟ وما الذي جرى؟".
واعترف "الخطيب" في مقالة نشرها بموقع "تويتر" وقت كتابة هذه السطور تحت عنوان "هل ستشرق الشمس من موسكو؟" أنه ارتكب "خطأً سياسياً فيما مضى"، مُضيفاً: "وهو ظني أن هناك دولة ما ستنقذ بلدنا! ليس لأننا محرومون من الأصدقاء، بل لأن الأنظمة الكبرى في السياسات الدولية لديها فقط مصالح وخطوط حمراء، وهذا ما يهمها! وتتحرك الأنظمة الصغيرة ضمن هوامش قد تضيق أو تتسع ولكنها لا تستطيع تجاوز مسارات الدول الكبرى.. وقبل ذلك وبعده فإن مهمة إنقاذ الأوطان تقع على عاتق أبناء البلد أنفسهم".
وأضاف: "السؤال عن زيارة موسكو مشروع بل واجب، ولكني مضطر للتمهيد من أجل شرحها من وجهة نظري التي لا أدعي الصواب المحض فيها، ولكن من المدهش أن العديدين يحملون تصورات تخالف الواقع تماماً، ومنها على سبيل المثال ما يشاع عن توافق دولي على تقسيم سوريا!".
وأوضح أن المبعوث الروسي بوغدانوف ثم الأمريكي روبشتاين أكدا له "أن بلديهما لا يسعيان إلى تقسيم سوريا، ليس هذا فقط، بل ترفض حكومتاهما ذلك! ومن الطبيعي أن الكلام قد لا يكون حجة قطعية، ولكن مصالح الدولتين حقيقة لا تتوافق مع تقسيم سوريا!".
واستطرد: "وسأكون دقيقاً في ذكر الحقائق لأقول: إن المعارضة السورية بكل أطرافها السياسية والعسكرية ومن طورها السلمي، ووصولاً إلى بياناتها في طورها المقاتل، ومن آخرها: ميثاق الشرف الثوري الذي وقعته الجبهة الإسلامية ثم مبادرة (واعتصموا)، كلهم قد أكدوا على وحدة سوريا أرضاً وشعباً! فمن يريد التقسيم إذاً؟"
لابد أنه النظام! ولكن وللأمانة فإن النظام ما زال يقاتل في كل الأراضي التي بقي فيها وكان يسعه الانسحاب ليتموضع بشكل شرس في أراضٍ يختارها لحصته من التقسيم، وفوق ذلك مازال يقدم الرواتب إلى الموظفين من الحسكة وحتى إدلب، ويمد بالكهرباء وشبكات الاتصالات!! ومن يريد التقسيم لا يفعل ذلك، وقد يكون التقسيم آخر سهم تطلقه الأسرة الحاكمة إذا استعصت الأمور عليها، ولكن ذلك لا تبدو مؤشراته واضحة حتى الآن.
وتسائل "الخطيب": "هل تسعى تركيا أو السعودية وحتى الأردن إلى التقسيم؟.. ويمكن التأكيد بالنفي وأنه ليس من مصلحة أحد منهم حصول ذلك! وحتى الكورد المتهمون دائماً بالسعي الخفي للتقسيم يعارض أغلبهم ذلك، ومطالب الأكثرية منهم هي في حقوق ثقافية وسياسية ضمن وطن واحد!.. إذاً ... فمن هي القوى الخفية التي تسعى إلى ذلك؟".
وأضاف: "هناك قوتان واضحتان: قوة فاعلةٌ شرسةٌ، وقوةٌ ساذجةٌ تُفعَّلُ بسهولة لتساعد في الواقعة عن حسن نية!"، موضحاً أن القوة الشرسة هي عصابات (مافيات) تجارية عالمية متموضعة في مراكز القرار الدولية، وثقل تلك المافيات ينبع من تحالفات لرجال أعمال وسياسيين بلا ضمير، وأصحاب شركاتِ نفط واتصالات ومخدرات ورقيق أبيض وأسلحة وإعادة إعمار، وهم مثل حيتان القرش المفترسة، مشرَّعة الأنياب دائماً لتمزيق الشعوب ولا تتورع عن شرب دماء ملايين الأبرياء من أجل مصالحها الاستراتيجية، مؤكداً أن "أصابع تلك المافيات متشابكة مع السياسات وتتقاطع معها بطريقة ليس هناك أمكر منها، وتستغل الظروف، بحيث لا يمكنك في بعض الحالات إلا أن تصبح جزءاً من مخططاتها الشيطانية".
وكشف "الخطيب" عن تفاصيل مقدمات زيارته إلى موسكو، قائلاً: "دُعيتُ مرات لزيارة موسكو واعتذرت، وتمنيتُ أن يكون من استلموا المِقودَ قد انتبهوا للأخطاء السابقة، وجعلتْهم مأساةُ شعبنا يُحسون بضرورة التغيير السياسي والفكري.. أشهرٌ مضت، والحال ليس كما هو بل يزداد تفاقماً، وكان كثيرون من الإخوة من كل التوجهات السياسية يدفعون باتجاه البحث عن نافذة لإنقاذ بلدِنا من نهاية مريرة يتداعى إليها".
وأضاف: "تكررت الدعوة لزيارة موسكو وغيرها، ومع مجموعة من الإخوة قررْنا كسر الجمود، ومخطئ من ظن أنها نزوة فردية، فلنا أشهر نتشاور حولها، ونفكر في أبعادها ومآلاتها ومحاذيرها وفوائدها وأضرارها، وقد أخبرْنا بها قبلاً بعض الفصائل العسكرية من الثوار، وبعد ذلك كله قررنا أن نذهب، واخترنا وفداً نوعياً فيه أكبر ضابطين في صفوف الثورة، وهما لواءان: أحدهما رئيس هيئة الإمداد والتموين، والآخر رئيس الأكاديمة العسكرية الوطنية، ومعنا سفير للمعارضة، ودبلوماسي سابق مختص بالقانون الدولي".
وأوضح أنهم عقدوا اجتماعات استغرقت يومين "وترأس أحدَ الاجتماعات من قبل الروس المفوضُ بغدانوف مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو دبلوماسي بارع ويتقن العربية بطلاقة، وفي اليوم التالي اجتمعنا بوزير الخارجية الاتحادي سيرجي لافروف".
واعتبر أن "الاجتماعان كانا ناجحين إلى درجة كبيرة"، مُضيفاً: "ولم يكن معنا أحد من غير السوريين أو من النظام، وقد كنا واضحين تماماً معهم من أننا نُصر على استقلال القرار السياسي السوري، واستقلال سوريا ورفض تقسيمها، ووحدة الأراضي والشعب السوري، ورفض التدخلات الإقليمية والدولية (....) ونرحب بمساعدة أي طرف في مهمتنا لإنقاذ سوريا".
وقال: "ذكرنا للوزير لافروف أن الحرية ليست هي من يصنع الإرهاب، بل الظلم هو من يُولِّدُه، وأنَّ المسار السياسي لحل الأزمة يجب أن يسير بالتوازي مع موضوع مقاومة الإرهاب الذي تُدندن عليه الدول، ونحن نرفُضه من الأطراف كافة ، وقلنا له صراحة وبكل موضوعية: قد يكون قسمٌ من الشعب السوري مع بشار الأسد، وقسم ضده (ولكنه المسؤول الأول عما جرى) وبالتالي فإنه لا يمكن بأية طريقة قبول أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا السياسي، وصحيح أن هذا لا يتم خلال يوم وليلة، ويحتاج إلى ترتيبات ما، ولكنه أمر أساسي بالنسبة لمصلحة سوريا".
وأكد "الخطيب" أن الروس لم يعترضوا على كل ما قالته المعارضة السورية، وأخبرونا (موسكو) أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية، وطلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأمريكان ويتوافقوا على صيغة - وليسموها جنيف 3 إن شاؤوا – لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي.
ووعد الوزير لافروف بطرح الأمر مع وزير الخارجية كيري الذي كان سيلتقي به يومها ساعاتٍ في الصين، ولم يصلنا بشكل رسمي ما اتفقا عليه بخصوص هذا المؤتمر.
ورداً على من يقولون إن "الروس قد انتهت قوتهم وليس لديهم أي فعالية الآن!".. رأى "الخطيب" أن "هذا الظن غير صحيح، فبعدما خرجت روسيا من حوض المتوسط وليبيا والعراق، فإنها أكثر تمسكاً ببقائها في سوريا وستكون شرسة جداً في الخروج منها، وهذا ما تفهمه القوى الدولية، ولا تريد الآن إثارة نزاعات قاتلة، وإن حصل، فالشعب السوري وحدَه هو من سيدفع ثمن صراعات دولية متجددة في سوريا".
وخاطب "الخطيب" وسائل الإعلام، قائلاً: "أريد أن أقول للجميع: إننا لن نكون مطيةً لأية دولة، وفي نفس الوقت سنتواصل مع الجميع، ونعتقد أن التفاوض السياسي هو الأنجح والأقل خسائر".
وأكد أنه لا يبحث عن مواقع سياسية، ويرفض الأدوار التجميلية، و أن الحل ليس بمشاركة صورية في حكومة انتقالية وهْمية، بل بحل توافقي حقيقي، ترافقه عدالة انتقالية، مُعلناً أنه لا يمانع من اللقاء مع أي مسؤولٍ من النظام، وأنه سبَق أن دعا بشار الأسد عندما تقلد (الخطيب) منصب رئيس المعارضة السورية إلى مناظرة تلفزيونية علنية عبر الفضائيات، لنجد حلاً لمأساة سوريا فتم التعالي على ذلك.
ورأى "الخطيب" أن "النظام اليوم ليس نظام الأمس، وربما يستطيع أن يتابع قليلاً ولكنه خاسر في النهاية، وستخسر سوريا المزيد من زهَرات شبابها؛ لذا فالتفاوض هو خير الطرق".
===================
مصدر سوري رسمي: مبادرة "تجميد القتال" بحلب لا تشمل الريف
أعلن مصدر سوري رسمي يوم الثلاثاء عن مضامين مبادرة تجميد القتال في حلب، معتبراً أن المبادرة محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها حيث يتابع الجيش السوري عملياته في محاربة "الإرهاب".
 وقال المصدر الذي تحدث للإعلاميين في دمشق إن: "المبادرة لا تشمل الحديث عن الريف، فالجيش يتابع عملياته في محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك، ويحقق يومياً الانتصار تلو الآخر وهو ماض في عملياته تلك بكل عزيمة وإصرار".
 وأوضح المصدر أن "المبادرة تتحدث عن حلب المدينة فقط، التي لا يقوم الجيش فيها حالياً بعمليات واسعة وستنتج، في حال اعتمادها، وضعاً مشابهاً لما حصل في مدينة حمص القديمة مؤخراً، بهدف إعادة الأمن للمدينة، وذلك انطلاقاً من أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين فيها كما هو حال كل بقعة من الأرض السورية".
 وبين المصدر أن مصطلح "تجميد القتال" لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة ودون تردد.
سياسة | عربي
2014-11-12
01:08
FPA - صحيفة الوطن السورية