الرئيسة \  ملفات المركز  \  مبادرة دي ميستورا تحليلات وردود فعل ولقاءات 22-11-2014

مبادرة دي ميستورا تحليلات وردود فعل ولقاءات 22-11-2014

23.11.2014
Admin



عناوين الملف
1.     موقفنا : مشروع المصالحة في حلب .. من يبالي !؟
2.     تسرب خطة المبعوث الاممي لسوريا تثير جدلا واسعا وفي اوساط المعارضة والنظام
3.     د.خطار أبو دياب: سوريا…هل يصلح دي ميستورا ما أفسده العالم
4.     مختبرات دي ميستورا: إنتاج عقار حل النزاع السوري
5.     المعارضة السورية تقترح مناطق عازلة كبديل لخطة دي مستورا
6.     لا حل للوضع السوري دون تركيا!؟
7.     حلب بين النظام والمعارضة وداعش
8.     هل قررت تركيا نسف خطة دي ميستورا بتجميد القتال في حلب؟
9.     الائتلاف يستبق زيارة المعلم إلى موسكو بمناقشة خطة دي ميستورا ومباحثات الخطيب في روسيا...مصادر توقعت أن يبحث الوزير السوري مع لافروف «تجميل» مقترح «الحكومة الموسعة»
10.   دي ميستورا واللعب خارج الملعب
11.   الائتلاف يُعبّر عن موقفه من مبادرة "دي ميستورا"
12.   دي ميستورا وخطته الإسطورة ! بيار روباري
13.   نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار .. واشنطن : مبادرة " دي ميستورا " جديرة بالدراسة
14.   جمال خاشقجي يكتب:أنصاف الحلول هي الحل في سوريا
15.   جميل: الحل السياسي في سورية مطلوب منذ زمن ولذلك هو مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى
16.   المعلم سيبحث فكرة الحكومة الموسعة مع لافروف .. الائتلاف يستبق زيارة وفد النظام لموسكو بمناقشة خطة دي ميستورا و مباحثات الخطيب
موقفنا : مشروع المصالحة في حلب .. من يبالي !؟
22.11.2014
زهير سالم
الشرق العربي
تتواتر الأخبار عن قرب عقد اتفاق مصالحة أو ( هدنة ) في حلب على ما نُقل عن السيد أحمد الحلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية ، نقلا عن المبعوث الدولي دي ميستورا . يتم كل ذلك تمهيدا لحوار وطني تتفرغ جميع القوى من خلاله لقتال تنظيمات إرهابية ( الدولة والنصرة ) وأخرى تسمى إرهابية مثل ( الأحرار والجبهة الإسلامية وأضرابهما) . لتكون هذه ( الوحدة !! ) مدخلا لإعادة بناء سورية الجديدة ، تكون فيها المعارضة المعتدلة شريكة في حكومتها القادمة ، لتبقى قضية بقاء الأسد ونظامه وعصاباته قضية هامشية أو شكلية ...
إن السؤال الأهم في سياق هذا الخبر وليس التحليل هو : من يبالي ؟ تأكيدا على أن القوى التي سبق لها ادعاء المسئولية الوطنية ، والقفز على مواقع القرار ، والتي سبق لها أن أغرقت حلب بما أغرقتها فيه .. تصر حيال هذه التطورات الخطيرة على غمس الرأس في الرمال ، أو ادعاء عدم المسئولية عن أي شيء جرى ويجري على الأرض السورية بشكل عام وكأن المشهد بخطورته وبكارثية تداعياته لا يعنيه ...
 خطورة مبادرة دي ميستورا ( الأسدية الإيرانية ) بامتياز ، تنبع من عمليتها التجزيئية ، وحرصها بخبث النظام نفسه على التقاط أي خيط على الأرض السورية ، والعمل على فتله ليكون حبلا يلعب عليه اللاعبون . و ستعني هذه الخديعة إن نجحت ، وستنجح إن استمرأ الممسكون بالقرار الصمت والغفلة . سيمارس دي ميستورا وحليفه بشار الأسد النفخ فيما سيتبقى من فصائل ، وسيضعون مستقبل الثورة بأيدي فريق من رجالها ، وسينيطون القرار الوطني بهم ؛ كل ذلك بعد أن يفري التحالف الدولي فريه في كسر شوكة كل ذي شوكة من التنظيمات المقاومة على الأرض السورية . وسيعهد إلى هذه الكيانات الضعيفة والمستضعفة والمشرذمة والمتفرقة أمر مواجهة قوة بشار الأسد وحلفائه الدوليين والإقليميين ومكرهم وكيدهم ومحاولتهم التي لم تتوقف لكسر إرادة السوريين ، ومصادرة تطلعاتهم إلى العدل والحرية والعيش الكريم .
 تمرر هذه الأيام تحت الطاولة الخطوة المؤامرة التي أشار السيد بن حلي إلى أنها باتت قريبة ، ولاسيما إذا تذكرنا أن السيد دي ميستورا قد قام بعرض مبادرته مباشرة على قادة بعض الكتائب أو الفصائل التي أصاب قياداتها وأفرادها ما أصابهم بفعل الحرمان والخذلان على مدى أكثر من ثلاث سنين . فقادة هذه الكتائب وجنودها هم أيضا بشر من لحم ودم ولهم هم أيضا تطلعاتهم وآمالهم ومخاوفهم ...
في حساب عملي لتداعيات اللعبة الخطيرة التي يلعبها دي ميستور وداعموه الدوليون وحلفاؤه الإيرانيون استمعنا منذ يومين في تركية إلى السيد ( مولود جاويش اوغلو ) وزير الخارجية التركي يتوقع تدفق 2 – 3 مليون لاجئ من الشمال السوري إلى تركية ، ومن محافظة حلب بشكل خاص إذا تم تنفيذ اتفاق الهدنة أو المصالحة التي يتحدث عنها دي ميستورا ويغفل عن التصدي لها الغافلون أو المتغافلون ..
وسيكون ثلاثة ملايين لاجئ هم كل من تبقى من سكان محافظة حلب . من أولئك الذين صمدوا فيها حتى الآن رغم قسوة السنوات العجاف التي مرت بها المحافظة. ذلك أنه وعلى الرغم من الثقة الطيبة العالية التي ما زال يحتفظ بها المجتمع الدولي والأمريكيون والأوربيون وموفدهم إلى سورية السيد دي ميستورا بشكل خاص في القاتل بشار الأسد ؛ فإن ثقة المواطنين السوريين به وبأي ميليشيا تتعاون معه هي أكثر سلبية مما يقدر المقدرون...
حلب اليوم بحجمها وموقعها هي لسان ميزان الثورة السورية ، وهي مركز ثقلها ، وهي فئة الثوار ومستقبل مشروع سورية الوطني . ومن هنا جاء اختيار دي ميستورا لها وتركيزه عليها . والتأكيد على هذه الحقيقة لا يقلل من شأن الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطالنا في حوران وفي الغوطة وفي القلمون وفي ريف حماة . إنما يراد من الحديث عن مركزية حلب الاستراتيجية قرع الجرس لغافل أو متغافل عن خطورة التداعيات الإنسانية والاستراتيجية ..
بعد واسطة العقد سوف تنهار حباته حبة ، كما يقدر السيد دي ميستورا بل كما صرح به هو نفسه ، وعندها سوف يتقدم شياطين المجتمع الدولي بالرغائب رسط جحيم التهديد والحصار والتجويع والقتل والتدمير . وتحت التهديد بالتصنيف تحت مسمى ( الإرهاب ) المخيف وفي خاناته المعتمة لكل فصيل يقول : لا للأسد أو لديمستورا على السواء ...
ويبقى السؤال الحائر دائما : وما الحل ؟!!!
 ولا أحد يزعم أن الحل قريب أو سهل ميسور ، ولكنه سيبقى في مبادرة يقدم عليها أولو العزم من الرجال ، ومن الممسكين بعصمة قرارات المعارضة السورية على كل المستويات . سيكون الحل في أن يهبوا إلى مواطن الفزع يثبتون ويطمئنون ويبصرون ويوضحون . ويمسكون بخطام كلمة ( نعم ) وكلمة ( لا ) يضعون كل واحدة في موضعها حيث تقتضي في سورية مصلحة الثورة بل مصلحة الإنسان ...
 
لندن : 27 / محرم 1436
20 / 11 / 2014
=============================
تسرب خطة المبعوث الاممي لسوريا تثير جدلا واسعا وفي اوساط المعارضة والنظام
شاهد
لقد تسربت خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى الإعلام من قبل عرضها على أي من طرفي النزاع، وأثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة والنظام على حد سواء. الخطة تتطابق في بعض أجزائها مع ما جاء في بيان جنيف تماما بترتيب الخطوات التي توصل إلى إنهاء النزاع. حيث تبدأ بعملية وقف إطلاق النار وتجميد جبهات القتال انطلاقا من حلب لتمدد إلى كافة مناطق سوريا من  دون توضيح ما إذا كان
خطة بشأن المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون وهي واسعة. العملية هذه في حال نحاجها من المفترض أن تمهد لعملية مصالحة وتشكيل إدارات محلية مشتركة تعقبها انتخابات برلمانية تمهد إلى تغيير شكل النظام من رئاسي إلى برلماني يتمتع فيها رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـصلاحيات واسعة إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات. الخطة لا تعتمد على مرحلة انتقالية ولا تعتبر رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقاً بل تأتي ضمن عملية سياسية لاحقة تحت رقابة وضمانات وفي مقارنة سريعة مع ما ذكر في بيان جنيف واحد الذي اعتمدت عليه لاحقا مفاوضات جنيف اثنين فإن الخطة السابقة تبدأ بوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وتسهيل مرور الإغاثة كخطوات تمهد لتشكيل هيئة الحكم الانتقالي يتسلم السلطة في مرحلة انتقالية وهي خطوة غير موجودة في اقتراح ديمستورا. ورقة جنيف الأولى اعتبرت أن شكل النظام والدولة المستقبلية والدستور عملية تبدأ بعد نهاية الحرب واستتباب الأمن لكي يصبح بإلإمكان تنظيم استفتاء عام يقرر الشعب من خلالها هذه الأمور.
============================
 د.خطار أبو دياب: سوريا…هل يصلح دي ميستورا ما أفسده العالم
كلنا شركاء  
96د.خطار أبو دياب: العرب
يراهن دي ميستورا على أن الشعب السوري ينتظر بارقة أمل بسبب التجويع والقتل العشوائي وتهجير السكان. ويحاول النظام السوري القول إنه يدرس المبادرة ويسرب أنها مشتقة من نتاج أفكاره.
خلال مباحثات في موسكو حول الأزمة السورية بين وفد دبلوماسي غربي ومسؤولين روس، لمّح أحد المحاورين إلى رسالة “ستالين” إلى أصحاب الكوادر في حزبه عام 1930، والتي كانت تحت عنوان “دوار النجاح”، حيث حذر خلالها من “روح الغرور والكبرياء” ونتائجها السيئة، وهذا التلميح يخص النظام السوري الذي يظن أن استراتيجيته نجحت، وأن كل الحراك يسير لمصلحته وأن لا شيء يقلقه من الآن فصاعدا، كما نبه دبلوماسي غربي إلى أن “دوخة” الغطرسة التي تطال البعض في دمشق لن تسهل الحلول، أو بداياتها، في هذا الملف الشائك.
مهما كانت الصورة سوداوية في بلاد تدمرت وتفككت وطالت المأساة فيها بشكل مباشر حوالي نصف سكانها قتلا وتهجيرا ونزوحا، يستمر الكلام حول تواصل الجهود الدبلوماسية وفي طليعتها المبادرة المنتظرة للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الدبلوماسي السويدي الإيطالي، الذي يحلو لنفسه التكرار إنه “شخص يعمل في ظروف التحدي”، وربما يطمح للنجاح حيث فشل دبلوماسيان رفيعان من نفس الطراز: كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي.
بيد أن الحرب الباردة الجديدة، والصراع الإقليمي الحاد، وتفاقم الاهتراء في الداخل السوري لا ينبئ بنجاح مضمون لمهمة تعتريها المخاطر وينقصها الزخم المطلوب في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة لواشنطن وعدم وجود إرادة روسية للخروج من التعطيل (بالإذن من المعارض السوري الحالي وخطيب الجامع الأموي سابقا معاذ الخطيب الذي يراهن على شروق الشمس من موسكو).
يبدأ دي ميستورا عمله في “الوقت الضائع” أو “الوضع الانتقالي” الذي يتخلله تباطؤ الحرب ضد “داعش” (مراوحة في المكان باستثناء الجبهة مع الأكراد) وسعي روسي لإنتاج حل على مقاس النظام عبر الدعوة الممكنة إلى مؤتمر في موسكو كبديل عن جنيف 3، وهي فكرة تهدف لقبول بعض المعارضين الدخول في حكومة تحت رئاسة بشار الأسد الذي يمكن إقناعه لاحقا بقبول ترك السلطة بعد إتمام نصف ولايته. وضمن سياق بيع الأوهام والانتظار الثقيل يتم التسويق لمرحلة ما بعد المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، إذ أنه في حال نجاح المفاوضات يعتقد البعض أن الملف السوري سيشهد حلحلة مع انتقال إدارته من الحرس الثوري إلى جهاز وزارة الخارجية، لكن فريقا آخر من المتابعين يخشى -في حال رفع العقوبات عن إيران- أن يزداد الدعم لنظام بشار الأسد.
من جهتها، تؤكد مصادر سورية معارضة على صلة مع المبعوث الأميركي الخاص لدى سوريا دانيال روبنشتاين، أن واشنطن متمسكة بالعودة إلى حل الحكم الانتقالي حسب وثيقة مؤتمر جنيف 1 وأنها ترفض أي تأهيل للرئيس الأسد ومحيطه القريب. وهذا الموقف تتقاسمه مع مجموعة أصدقاء سوريا فيما يزداد العمل المشترك خصوصا بين باريس وأنقرة بهدف “إنقاذ حلب” و“الحل السياسي” في آن معا، حسبما تبين من زيارة أردوغان الأخيرة إلى باريس
تبعا لهذا الوضع المعقد والمواقف المتناقضة والمتباينة، خفض دي ميستورا من سقف طموحاته الأولية وأكد على “التواصل مع جميع الأطراف بهدف وضع حد للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”، استنادا إلى تجربته الغنية (منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي) في مناطق الصراع مثل كوسوفو ولبنان والعراق والسودان وإريتريا والصومال، وعمله كممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان (2010 – 2011 )، يقول أحد المقربين من هذا الدبلوماسي المحنك إنه سيعطي الأولوية للعمل الإنساني كمفتاح للخروج من الحرب الكارثية في سوريا، ولذلك أتته فكرة إعلان مناطق مجمدة، انطلاقا من حلب، في محاولة لإنجاز تحول يتيح عودة الحوار.
للوهلة الأولى، يراهن دي ميستورا وصحبه على أن الشعب السوري، الذي يعيش مأساة قل نظيرها أمنيا وإنسانيا واقتصاديا، ينتظر بارقة أمل في نفق مظلم بسبب حرب التجويع والقتل العشوائي والتهجير المنهجي للسكان. وللوهلة الأولى يحاول النظام السوري القول إنه يدرس المبادرة ويسرّب أنها مشتقة من نتاج أفكاره، واستمرار لنهج ما سمي بالمصالحات التي بقيت محدودة وانتقائية.
لا يمكن لأي فريق معارض حقيقي أن يقف ضد مبادرة تتيح تخفيف المعاناة وإيصال المساعدات. لكن التقييم سيرتبط بموقف النظام في لحظة التطبيق، فإذا كان الهدف إعادة الناس إلى بيت طاعة الحكم لن يكتب النجاح للمبادرة، لأنه مهما كان الوضع المزري لمؤسسات المعارضة، يبقى من الصعب جدا العودة إلى الوراء والتسليم بتصفية الحراك الثوري، أو في اختصار المأساة السورية بالبعد الإنساني ونسيان الجانب السياسي.
في رد متعسف غير مباشر على دي ميستورا وبوغدانوف وغيره، قام النظام السوري في الأسبوع الماضي باعتقال المعارض “الداخلي” لؤي حسين (سبق له اعتقال عبدالعزيز الخير ورجاء الناصر من نفس الفئة، بالإضافة لآلاف من الناشطين السلميين مما أفرغ الحراك الشعبي من قيادته المدنية المتنورة وسرّع بعسكرة الوضع وإرساله إلى المنحى الطائفي) مما يشكل إشارة سيئة عن نوايا هذا النظام الذي يرفض، حتى الآن، تقديم أي تنازل فعلي وملموس أو أي تسهيل للحل السياسي الذي يبقى مجرد أنشودة من دون حد أدنى من التوافقات الإقليمية والدولية. في الماضي لم يصلح العطّار ما أفسده الدهر، وسيصعب على دي ميستورا إصلاح ما خرّبه العالم، كل العالم، في سوريا.
============================
مختبرات دي ميستورا: إنتاج عقار حل النزاع السوري
كما فعل مع كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، سوف يصدم نظام الأسد كلا من دي ميستورا و'مركز الحوار الإنساني' بتعنته، ويخرج أفكارهم العبقرية من المختبرات ليمرغها في وحل الواقع السوري.
العرب سلام السعدي [نُشر في 22/11/2014، العدد: 9746، ص(8)]
في محاولة لإنهاء الحرب في سوريا، يجري اليوم الاستعانة بمؤسسات “خاصة” يقال إنها متخصصة في حل النزاعات في دول العالم الثالث. برز ذلك في محاولة بعض المؤسسات وأبرزها “مركز الحوار الإنساني” ومقره جنيف، مساعدة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في “ابتكار” حل للنزاع في سوريا، حيث جرى طرح مشروع حل يعتمد مفهوم “تجميد الحرب” وتوسيع “المصالحات المحلية”، ويبدو أن المبعوث الدولي قد تبناه بشكل كامل.
لـ“مركز الحوار الإنساني”، صاحب المشروع، تاريخ من العمل على حل النزاعات، يمكن أن يساعده في تبرير مساهمته في حل الصراع في سوريا. فالمركز توسط في النزاع بين الإسلاميين والتيار المدني العلماني في تونس، ونجح في إرساء اتفاق بين الأطراف المتنازعة أفضى لانتخابات ديمقراطية. كما سبق له أن توسط بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. الأهم أن للمركز نشاطا غير معلن، أو لم يجر تسليط الضوء عليه، في سوريا منذ العام 2013، حيث ساعد في إبرام اتفاقات تسوية محلية بين النظام والمعارضة المسلحة. ويقال أن المركز هو وسيط اليوم في اتفاق يجري إعداده بين المعارضة السورية المسلحة والمسلحين الأكراد في مناطق سورية مختلفة.قبل الحديث عن بعض تفاصيل التقرير، يمكن إيراد ملاحظة تتصل بالمقاربة العامة لحل النزاع بالاستعانة بمنظمات خاصة “خبيرة” بالنزاعات. يجري في تلك المقاربات انتزاع الصراع السياسي من حقل العلوم الاجتماعية-السياسية حيث واحد زائد واحد لا يساوي إثنين بالضرورة، وحيث تتغير التوازنات بين الأطراف مادة البحث وقد تنقلب بالكامل، ووضعه في حقل العلوم الدقيقة حيث يمكن عبر اتباع سلسلة مترابطة من الخطوات العلمية الوصول إلى نتيجة حتمية إلى حد كبير.
في هذه المقاربة يظهر أن استعصاء النزاع في سوريا مثلا، ربما يعود في أحد جوانبه إلى نقص الأفكار، أو إلى قلة إبداع المبعوثين الدوليين السابقين، أو إلى عدم الالتزام بتسلسل الخطوات المطلوب اجتيـازهـا بنـاء على توصية الخبير المختص. وأي سوء فهم وقلة معرفة في هذا المنهج!.
التقرير المذكور يقول إن المطلوب اليوم هو توسيع اتفاقيات “المصالحة المحلية” من أجل “خفض مستوى العنف وإيصال المساعدات الإنسانية وزرع بذور الحل السياسي”. الفكرة الجديدة التي يقترحها التقرير، والتي يُرادُ لها أن تظهر وكأنها عبقرية وفريدة وتشكل مفتاح الحل في سوريا، تتعلق بعكس أسلوب المبعوثيْن الدولييْن السابقيْن كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي المعروف بأسلوب “من فوق إلى تحت”. حيث يدعو التقرير إلى أسلوب “من تحت إلى فوق” بحيث يجري البدء بتجميد القتال وعقد مزيد من المصالحات، وصولاً إلى مرحلة انتقالية تسبق انتخابات عامة. في كل هذا المسار الطويل سوف يبقى بشار الأسد رئيساً للبلاد إلى حين تقرر الانتخابات مصيره.
وكم يبدو هذا الطرح بعيدا عن فهم الواقع السوري حيث لا تكمن المشكلة أبدا في “أسلوب الحل”، بل في موازين القوى التي تميل لمصلحة النظام السوري وتدفعه لمزيد من التعنت. هذا فضلاً عن أن “تحت” في معسكر النظام هو متصل بنسق متين وثابت ولا يتزعزع مع “فوق”. أي فرق يرتجى من هذا الاختراع العبقري: “من تحت إلى فوق” فيما التعليمات الصارمة تتخذ مساراً واحداً: من فوق إلى تحت. يفترض هذا الاقتراح أن هنالك تباينا واضحاً في الرؤية السياسية والميدانية والأهداف النهائية بين قيادة النظام ومقاتليه ومؤيديه. وهذا بعيد جداً عن الواقع، حيث لا تتفارق الطموحات بصورة كبيرة كما يأمل معدو التقرير وميستورا. بل هنالك تناغم فريد يشكل جزءً من تقاليد النظام البعثي والنظم الدكتاتورية بصورة عامة.
حتى في طرف المعارضة يغيب هذا التفارق المرتجى. فرغم عدم وجود صلات مباشرة بين المعارضة السياسية والفصائل العسكرية، لكن الأهداف تبقى متقاربة. بل ربما يكون “تعنت” الفصائل المقاتلة على الأرض أشد من تعنت المعارضة السياسية. هنا تضعنا مؤسسات الخبراء أمام لعبة جديدة تدعي أن “تحت” يشير إلى المدنيين حصراً.
هكذا فالصراع السوري فيه طرفان شرّيران من جهة، ومدنيون عالقون في وسط الصراع من جهة أخرى. حيث لا صلة لهؤلاء المساكين بأي طرف، هم حياديون إلى حدود السذاجة، يريدون سلتهم بلا عنب. وهو ما يعيدنا إلى مربع الخروج عن الواقع المعقد والمتداخل، فضلاً عن أن الطرح آنف الذكر يفرغ الثورة السورية من مضمونها، ويحولها من ثورة شعبية مدنية تعسْكَرت في مرحلة لاحقة، إلى نزاع طرفين لا قواعد اجتماعية ومدنية لهما.
في حقيقة الأمر، وبالنظر إلى موازين القوى الحالية في سوريا، فلا الثوار رغم كل الضعف والفوضى التي تحيط بهم مستعدين لتوقيع اتفاق يبقي الأسد في السلطة، ولا الأسد ورغم كل الضعف الذي حل بنظامه وتزايد قوة “النصرة” و“داعش” من حوله مستعد كما يبدو لتقديم أي تنازل. ولا نتحدث عن رحيله، بل هو غير مستعد لتقديم تنازل أقل شأنا من قبيل وقف قصف المدنيين وتجميد القتال والسماح بتشكل إدارات محلية لشؤون السكان في المناطق المحررة، أو بحدوث لا مركزية سياسية ومناطقية كما يأمل ميستورا ومنظمات الخبراء التي لا يبدو أنها خبيرة بما فيه الكفاية بطبيعة النظام وطبيعة الصراع في سوريا.
تبدو الحلول المطروحة وكأنها تحلق في الفضاء، ولا تستند إلى قاعدة ملموسة على الأرض، فيما تحاول إطلاق الدخان الكثيف بما يحجب طبيعة النظام السوري، والإقليمي والدولي الداعم له، التي تحطمت على أقدامها أعتى الأفكار الناضجة والعقلانية لحل الصراع في سوريا.
كما فعل مع كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، سوف يصدم نظام الأسد كلا من ميستورا و“مركز الحوار الإنساني” بتعنته، ويخرج أفكارهم العبقرية من المختبرات ليمرغها في وحل الواقع السوري. ذلك إن كانت جهودهم مكرسة فعلاً من أجل حل الصراع، وليس من أجل استسلام السوريين لمجرم الحرب الأعظم في التاريخ الحديث.
كاتب فلسطيني- سوري
============================
المعارضة السورية تقترح مناطق عازلة كبديل لخطة دي مستورا
دمشق ـ شبكة إرم
قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هشام مروة إن تجميد القتال في المحافظات السورية، وخصوصاً حلب، سيعطي فرصة لنظام الأسد للسيطرة على مناطق أكثر في البلاد، مؤكداً في الوقت نفسه أن الائتلاف مع فكرة "المناطق الآمنة" التي طرحتها تركيا.
وأوضح مروة أن "المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التقى ببعض أعضاء الائتلاف، وبأعضاء من المجلس العسكري للجيش السوري الحر، ومع ناشطين سوريين على الأرض.
وأكد مروة أن المعارضة لديها بعض التساؤلات والملاحظات حول خطة"دي ميستورا، وستتم مناقشتها في الاجتماع القادم، مشدداً على أنه لا يستطيع المجتمع الدولي تطبيق خطة المبعوث الأممي دون موافقة المعارضة السورية، المؤلّفة من عدد من الشرائح كالائتلاف والحكومة المؤقتة والمجالس العسكرية.
وأضاف المعارض السوري أن "الائتلاف مع أي حل يصبّ في مصلحة الشعب السوري"، مشيراً إلى أن القادة العسكريين في مدينة حلب يرون أن تجميد القتال سيعطي فرصة لنظام الأسد للسيطرة على مناطق أكثر، مؤكدا أن الائتلاف مع فكرة "المناطق الآمنة" التي طرحتها تركيا، وسيسوّقون لها أمام أصدقاء سوريا والمجتمع الدولي.
يُذكر أن الهيئة العامة للائتلاف السوري افتتحت الجمعة، الدورة السابعة عشرة من اجتماعاتها، في مدينة اسطنبول، حيث سيناقش فيها الأعضاء، وعلى مدى اليومين المقبلين، عدة قضايا، من أهمها: الأوضاع الميدانية في حلب والجبهة الجنوبية وريف دمشق وإدلب وحماة وكوباني.
وسيدر المجتمعون المواقف والمستجدات، وأهمها مبادرة المبعوث الأممي، واتفاقية دهوك التي جرت بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي.
2014-11-21 23:08:48 : تاريخ النشر
============================
لا حل للوضع السوري دون تركيا!؟
دـ أحمد موفق زيدان  | 28/1/1436 هـ
المسلم
تركيا رقمٌ صعب في المعادلة السورية اليوم، تماماً كما ظلت باكستان رقماً صعباً في المعادلة الأفغانية، بعض الدول قد تظن نفسها رقماً صعباً في أزمة طارئة ما، ولكنه رقم صعب آني وهمي لا يستند إلى عمق سياسي واجتماعي واقتصادي وجيوبولوتيكي، كما توهمت إيران بأنها رقم صعب في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها، فحقائق التاريخ والجغرافيا تصرخ مدوية أن لا رقم صعباً لها في ظل عداء تاريخي واجتماعي لها مع شعوب هذه الدول ومكوناتها...
 لعل القاسم المشترك بين التحالف الدولي والوسيط الأممي الجديد دي ميستورا هو تجاهل الدور التركي تماماً فيما يخص التحركات بسوريا، ظهر ذلك بإصرار دي ميستورا على زيارة الدول الحليفة للنظام السوري ومن بينها حزب الله لاسترضائه في التوصل لتسوية بطعم إيراني وأسدي وهي الخطة التي قدمها صحافي إيراني الأصل نير روزن لمعهد الحوار الانساني في جنيف ليسارع دي ميستورا إلى التقاطها والترويج لها على أنها خطته، بينما الكل يعلم أنها خطة إيرانية ـ أسدية المنشأ والأصل، وبالتالي بقدر ما هدف الخطة إسقاط الثورة السورية بقدر ما تستهدف رأس تركيا..
 المضحك أن هذه الأطراف المتآمرة على الثورة السورية لا تعي أن العالم قد تغير، وأن القوة الحقيقية هي قوة الشعوب التي انتفضت معلنة قطع صلاتها مع الماضي إن كان على مستوى تركة الإذلال والخضوع للأجنبي أو الاستبداد المحلي التي كُبلت بها لعقود، أو على مستوى التجهيل والتهميش في تقرير مصيرها، غير أن العقلية الاستعمارية لا تزال تظن أن بمقدورها إملاء الحلول واستيرادها من معاهد أجنبية لا علاقة لها بنبض الشعوب وطموحاتها، وهي التي صنفت منذ البداية تقريباً الثورة السورية على أنها حرب أهلية، وكما يُقال في علم الأصول " الحكم على الشيء فرع عن تصوره" وبالتالي ما دام التصور عن الثورة حرباً أهلية لا بد أن يكون الحكم عليها منسجماً مع ذاك التصور..
 لا تزال بعض القوى الدولية والمحلية تخال أن أدوات الماضي تصلح لمعالجة أزمات الحاضر، فلا تزال ترفض أن الحاضر لم يعد مستقبلاً للماضي بقدر ما هو حاضرٌ لمستقبل تتطلع إليه الشعوب بعيون متفائلة في أن تعود أمجاد ماض بعيد سعى المتآمرون في الداخل والخارج إلى قطعه عنا، كانت البداية بفرض الدولة القومية على شعوب المنطقة بعد القضاء على الخلافة، لفصلنا عن ذاك الحاضر الجميل، واستطراداً هنا أقول بأن أكبر جريمتين غائبتين هما اغتيال مادتي التاريخ والجغرافيا كونهما تذكراننا  بتاريخ الأمة العريق وبجغرافيتها المنداحة من غانة إلى فرغانة وحتى فينا وفرنسا ولندن وروسيا..
 يستطيع أوباما القفز على الحقائق كما قفز على الخط الأحمر الذي رسمه لطاغية الشام باستخدام الكيماوي، وابتلع كرامته ولم يُنفذ تهديده آنئذ حين تعداه الأسد واستخدمه وخنق به أكثر من ألف شخص بينهم أطفال ونساء، لكن الحقائق على الأرض الصارخة أن لا حل دون تركيا في سوريا حقيقة هو أقزم من أن يقفز عنها، لا لأن تركيا قوة عسكرية ضخمة تستطيع قلب الموازين العالمية لصالح منافعها ومصالحها، ولكن لأن تركيا غدت متصالحة مع تاريخها وجغرافيتها وقبل هذا كله قيمها بالوقوف إلى جانب المظلوم فدفعت السياسة التركية ثمناً باهظاً آنياً ظاهرياً تمثل باستعداء الانقلابيين في مصر وكذلك استعداء العالم تقريباً بسبب مواقفها الصلبة والواضحة تجاه ثورة الشعب السوري، إلا أنها كسبت الشعوب وغدا هدفها هو هدف الشعوب لا هدف الأنظمة المستبدة والثورات المضادة وهو ما يجعلها رقماً صعباً ..
 تركيا اليوم ينظر إليها الشعب السوري على أنها أقرب إليه من كثير من الأنظمة العربية، ويكفي القول إن كل الأحزاب والجمعيات والألوية العسكرية ومعهم المهاجرين من الغرب والشرق والشمال والجنوب الشامي لم تجد السلام والأمن والطمأنينة والكرامة إلا في تركيا بني عثمان، في حين تعرض الشعب السوري لحملة إذلال غير مسبوقة من بعض الدول العربية التي هاجر ونزح إليها، تركيا اليوم هي سورية اليوم وتركيا بني عثمان هي نفسها سورية السلطان سليم حين افتتحها وانداح بعدها إلى العالم الإسلامي، حقائق السياسة قد تقفز عليها، ولكن حقائق التاريخ والجغرافيا والشعوب المنسجمة ستكسر من يتجرأ بالقفز عليها
============================
حلب بين النظام والمعارضة وداعش
سميرة علي مندي
21.11.2014
حرة العراق
تتصاعد الدعوات لإنقاذ مدينة حلب مع إستمرار الصراع بين قوات النظام السوري، وفصائل المعارضة المسلحة للسيطرة على المدينة، هذا بينما جددت حركات مسلحة معارضة للنظام السوري موقفها الرافض لاي حلول جزئية للأزمة السورية.
وكان المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان ديمتسورا طرح مبادرة لتجميد القتال في حلب وإنقاذها، قائلاً إن نجاح تجميد القتال في حلب سيكون منطلقا لخطط مماثلة وبداية للحل السياسي للأزمة السورية.
واضاف دي ميستورا "نحن نعمل بجد مع حكومة الاسد لاقناعها بأنه سيكون من المفيد موضوع التجميد وليس وقف اطلاق النار. التجميد هو مجرد منع النزاع وانقاذ المدينة".
ولاقت مبادرة دي ميستورا ترحيباً رسمياً واستعداداً لدراستها. وقال مصدر سوري رفيع المستوى لاذاعة العراق الحر ان خطة ديمستورا التي تسعى الى تجميد القتال في حلب يمكن البناء والاعتماد عليها لتنفيذها في مناطق سورية ساخنة اخرى.
واكد وزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر في تصريح صحافي إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديميستورا عرض على المسؤولين في دمشق الأسبوع الماضي عنوانا من دون اقتراح مشروع متكامل لتطبيق هدنة ضيقة النطاق.
حركة "نور الدين الزنكي" ترفض المبادرة وتتوعد بعمل عسكري كبير في حلب قريباً
المعارضة المسلحة في حلب، رفضت المبادرة الّتي تقدّم بها المبعوث الأممي إلى سوريا ديمستورا بشأن تجميد القتال في المدينة، واصفية إياها بالحل الجزئي، الذي يريد فصل حلب عن نظيراتها من المدن السورية الأخرى.
ويرى النقيب عبد السلام عبد الرزاق القيادي في حركة نور الدين الزنكي أنّهم في الحركة مع الجهود الدولية والحلول السياسية الّتي تحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة.
وبحسب عبد الرزاق الذي تشكل حركته أهم أضلاع مربع المجلس العسكري في حلب "نحن غير معنيين بالحلول الجزئية أو هدنة هنا أو هناك تخدم النظام في إستعادة قوته وجهوده في منطقة أخرى في سوريا تعتبر مهمة له، لأن الثّورة السورية هي ثورة على كامل تراب الوطن، ونهتم بجميع المدن السورية تماماً كأهتمامنا بحل حلب."
ورفض عبد الرزاق الهدنة أو الحلول المناطقية، مشيراً إلى أنّ الحركة لن تقبل إلا بالحلول الوطنية، متوعداً بعمل عسكري كبير في حلب خلال الفترة القادمة "سيثبت للجميع أننا أقوياء، ونحن من يمتلك زمام المبادرة".
وقال عبد الرزاق لإذاعة العراق الحر "إن كانت جهود النظام والأمم المتحدة جدية في معالجة الأزمة السورية، فليكن الحديث عن سوريا بشكل كامل وليس عن طريق تحييد مدينة، وترك باقي المدن تلاقي مصيرها ويستفرّد بها النظام كلا على حده."
إتحاد ثوار حلب: مبادرة ديميستورا لا تلبي الحد الأدنى من شروط المعارضة
وقال عقيل حسين، عضو المكتب السياسي لاتحاد ثّوار حلب، "إن الفصائل العسكرية في المدينة رفضت مبادرة ديمستورا، لأنها لا تُلبي حتّى الحد الأدنى من شروط المعارضة السياسية. الحديث عن تجزئة المشكلة السورية والبدء من حلب، كان غير صائباً رغم المبررات الّتي قدّمها المبعوث الأممي إلى سوريا".
واشار حسين في حديثه لإذاعة العراق الحر إلى "أنّ مزاجا شعبيا يسود في المدينة وهو أن حلب لن تكون أول من نصر درعا وأول من خذلها، لأن الجبهة الجنوبية في حوران مشتعلة وتشهد تقدماً كبيراً للثّوار هناك".
ويعتقد حسين "أنّ النظام لم يقدّم حتّى الآن بادرة حسن نية، وبناء الثقة، حيث لدينا عدة ملفات منها ملف المعتقلين والممرات الإنسانية فضلاً عن القصف اليومي بالبراميل المتفجّرة على أحياء المدينة، ويجب أن يبادر النظام فيها وتكون له بصمات إيجابية، وصولاً للحديث عن حل سياسي شامل، ولن يقبل الثّوار سوى برحيل رأس النظام بشار وأبرز رموزه."
الرئيس السوري يستقبل ديمستورا
وفيما يتعلق بتواصل مستشاري ديمستورا مع المعارضة السورية المسلحة في حلب، قال عقيل حسين عضو المكتب السياسي لاتحاد ثّوار حلب "تواصل معنا مستشارون للمبعوث الأممي هما المساعد أمير ندى والعقيد شكيب، وكان قرارنا واضحا أنه لا يمكن أن يتقبل الرأي العام في حلب أي تجميد للقتال مالم يتوقف النظام فوراً عن حملة القصف، التي يذهب ضحيتها كل يوم العشرات ما بين قتيل وجريح، ولا يمكن الحديث عن مبادرة سياسية، قبل أن يرى قادة المعارضة المسلحة شيئا على الأرض وفعلا من قبل النظام".
المعارضة تسيطر على قرى وبلدات في ريف حلب
ميدانياً سيطر مقاتلو المعارضة السورية المسلحة يوم الخميس(20تشرين2) على عدد من القرى والبلدات الاستراتيجية في محيط معامل الدماع بمنطقة السفيرة في ريف حلب الشرقي من أجل تضييق الخناق على معاقل القوات الحكومية هناك.
ووفق قيادي في جيش الإسلام الذي يحسب على الفصائل الإسلامية المعتدلة، فإن ّالبلدات التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة هي:صدعايا، شوطة، ديمان، رسم الشيح.
وان سيطرة قوات المعارضة السورية المسلحة على عدد من البلدات في محيط معامل الدفاع الاستراتيجية، تأتي في ظل عمليات كر وفر تشهدها جبهة "حندارات" الاستراتيجية بين مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات النظام منذ أكثر من شهر، في خطوة من الأخيرة لفرض حصار على معاقل المعارضة في حلب وقطع طرق الإمداد عنهم.
مخاوف من حصول كارثة انسانية في حلب
تأتي تلك التطورات الميدانية لتزيد من معاناة الأهالي في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، في ظل استمرار تساقط ما يصفوها بـ"براميل الموت" على منازلهم، حيث تتجاوز أرقام ضحايا تلك البراميل ألف ضحية شهرياً، فضلاً عن غياب الكهرباء والمياه والخدمات عن تلك الأحياء.
طفلة سورية تتلقى العلاج في مستشفى ميداني
وقال مواطن من المدينة يدعى حسين لإذاعة العراق الحر: إنّ الكهرباء مقطوعة بشكل كامل عن المدينة منذ عدة أسابيع، بسبب توقف توليد الكهرباء من محطة محردة، الّتي هي المصدر الأساسي لتوليد الكهرباء في المدينة، أما مياه الشرب فمقطوعة عن تلك الأحياء منذ عدة أسابيع، بسبب عدم توفر وقود لمحطة الضخ الرئيسية، فضلاً عن انقطاع مادة الغاز عن المدينة، حيث بات وجود تلك المادة نادراً، وإن وجدت فسعرها غال يتجاوز 10 آلاف ليرة سورية، ما جعل الناس يلجأوون الى استخدام البابور الذي يعتمد على الكاز".
واشار المواطن حسين إلى أنّ الأهالي اعتمدوا في التدفئة لهذا الشتاء على الحطب، نظرا لعدم توفر الوقود، فضلاً عن غلاء أسعارها، ويتخوّف حسين من حصار المدينة الذي سيزيد من معاناة الأهالي هناك، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة على جميع الأصعدة.
بينما تحدث المواطن أحمد عن صعوبة الأوضاع الإنسانية والمعيشية في أحياء مدينة حلب، الّتي تتعرض لقصف متواصل بالبراميل المتفجّرة، في ظل تخوّف الأهالي من قيام قوات النظام بحصار المدينة، بعد تقدّم النظام على عدة جبهات في حلب.
واشار أحمد إلى أنّ مقاتلي المعارضة المسلحة انتقلوا في الآونة الأخيرة من حالة الهجوم إلى الدفاع، حيث كان لتنظيم "داعش" دور كبير في تلك الحالة، وأن معظم المعارك الّتي يخوضها الثّوار مع قوات النظام توقفت بسبب القتال مع داعش وخاصة في الريف الشّمالي من حلب، حيث أصبح الثّوار بين فكي كماشة من الدولتين، دولة التنظيم ودولة النظام، في ريفي حلب الشرقي والشّمالي.
صحفي: فرص نجاح مبادرة ديميستورا معدومة في ظل مواقف المعارضة
يقول الصحفي منار عبد الرزاق إن معاناة أهالي حلب مستمرة مع شحة الوقود وغياب الخدمات الاساسية وإستمرار الصراع بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوريز فمدينة حلب اليوم مقسمة الى جزأين، تسيطر المعارضة المسلحة على 50 الى 60% من المدينة، بينما يسيطر النظام على نحو 40 في المئة منها. ويعاني اهالي المدينة من هذا التقسيم وخاصة بعد إغلاق طريق بستان القصر الذي كان يشكل نقطة عبور بين المنطقتين بسبب أعمال القنص التي كانت تستهدف المدنيين، ويضطر الأهالي الى قطع مسافة تستغرق اكثر من 10 ساعات للانتقال من شرق المدينة الى غربها مستخدمين الطرق الوعرة بينما المسافة لا تتجاوز 400 متر.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان ديميستورا حذر اوائل تشرين الثاني الجاري من أن تنظيم "داعش" يتقدم باتجاه حلب بعيداً عن كوباني، معتبراً أن ذلك فرصة للمجتمع الدولي لإيقافه وإنقاذ هذه المدينة.
في ضوء مواقف فصائل المعارضة السورية المسلحة المعتدلة منها والمتشددة، الرافضة للمبادرة والمشككة في نية الحكومة السورية، يرى الصحفي منار عبد الرزاق أن فرص نجاح مبادرة ديميستورا تبدو معدومة.
============================
هل قررت تركيا نسف خطة دي ميستورا بتجميد القتال في حلب؟
أخبار العالميوم امس0 تعليقاتقناة الميادين 18 زيارة
اخبار اليوم
جمال معروف يدفع ثمن طموحات النصرة ببناء إمارة لها في الشمال السوري التي لا تزال تواصل ملاحقة أتباعه حتى من تخلى عن قتالها. النصرة قتلت رياض السلوم قائد كتيبة في جبل الزاوية، وتزامن خروج معروف من المشهد مع قرار تركي واضح بتصعيد الموقف ضد خطة دي مستورا بتجميد الصراع في مدينة حلب وإعادة ترتيب صفوف القوى المعتدلة والجهادية لمصلحة المشروع التركي بإعلان منطقة عازلة في الشمال أيا كان الثمن.
يقول بسام أبو عبدالله، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، "إنه بدا واضحاً أن المقصود من  تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو وتحذيرهما من سقوط حلب، هو إكمال الجيش السوري حصاره لمدينة حلب الكبرى، وبالتالي فإن الأوامر التي صدرت إلى الجماعات الإرهابية الكبرى تدل على أن هناك نية لتعطيل هذه الخطة إضافة إلى محاولة تغيير الواقع على الأرض".  الأتراك حشدوا كل أوراقهم لمنع تمرير خطة تجميد حلب. زهير الساكت قائد المجلس العسكري في حلب أعلن أن الجيش الحر لن يقبل بها. حركة حزم التي يفترض أنها الأقرب للولايات المتحدة التي سلحتها ودعمتها وزودتها بصواريخ تاو رفضت الخطة، ما يعني أن تركيا تمسك تماماً بقرار جميع القوى في الشمال. وفق عضو مجلس الشعب السوري عن مدينة حلب عبد القادر عزوز فإن "هذه التنظيمات تحظى بدعم ورعاية جهات دولية" مشيراً إلى "أنه في حال كانت مبادرة دي مستورا تحظى بإجماع دولي وإرادة سياسية دولية فيجب أن يكون إنفاذ لأي اتفاق أو أي مبادرة من قبل الأطراف الأخرى". إعادة تشكيل المشهد في الشمال السوري أصبح يمر أيضاً بإخراج كل القوى التي تعرقل بسط يد النصرة على المنطقة. المعارك التي جرت في المنطقة وتصفية الألوية القريبة من جمال معروف تحت مسميات درء المفسدين تشير إلى قرار وضع المنطقة في أيد أمينة فضلاً عن أنه سيكون صعباً على أي جهة دولية التفاوض مع النصرة الموضوعة على لائحة الإرهاب، ما يعني أن أي هدنة لوقف إطلاق النار أو تسوية ستكون شبه مستحيلة مع جماعات ممنوع التفاوض معها لأنها موسومة بالإرهاب.
 
============================
الائتلاف يستبق زيارة المعلم إلى موسكو بمناقشة خطة دي ميستورا ومباحثات الخطيب في روسيا...مصادر توقعت أن يبحث الوزير السوري مع لافروف «تجميل» مقترح «الحكومة الموسعة»
بيروت: نذير رضا
الشرق الاوسط
تلتئم الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اليوم في إسطنبول، في اجتماع يمتد لـ3 أيام، ويناقش فيه أعضاء الائتلاف التطورات الميدانية والسياسية، بينها خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن تجميد القتال في حلب (شمال البلاد)، وزيارة الرئيس السابق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب إلى موسكو، وذلك قبل 5 أيام من زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا.
وتشير المناقشات السياسية المطروحة على جدول أعمال اليوم الأول من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، إلى أن حراكا روسيا جديدا دخل على خط الأزمة السورية، يسترعي الاطلاع عليه، رغم أن مصادر الائتلاف تنفي أن تكون المقترحات الروسية التي تسربت من اجتماعات موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومعاذ الخطيب «وصلت إلى حد وصفها بالمبادرة».
وتناقش الهيئة العامة في الائتلاف، اليوم، الأوضاع الميدانية في حلب وكوباني والجبهة الجنوبية التي أحرزت فيها قوات المعارضة تقدما ملموسا، ومناقشة التراجع الميداني في حماه وإدلب، كما قالت مصادر الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى إدراج جلستين مهمتين على بنود جدول الأعمال، الأولى تُعقد في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، لمناقشة خطة دي ميستورا الآيلة إلى «تجميد القتال في حلب»، أما في الساعة السادسة مساء، فستناقش زيارة معاذ الخطيب إلى موسكو.
وقال عضو الائتلاف نزال الحراكي الذي رافق الخطيب في زيارته إلى موسكو، وسيتحدث عنها اليوم في الاجتماع، إن الأمر «لا يزال فكرة لدعوة اجتماع في موسكو، تحضره مكونات المعارضة السورية بكل أطيافها، وفي مقدمها ممثلون عن الائتلاف الذي يضم أغلب المكونات السورية المعارضة»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه سيعرض مناقشات موسكو أمام اجتماع الائتلاف اليوم، مشددا على أن «لا مبادرة جدية صدرت عن موسكو، ولا شيء رسميا حتى الآن، ولا تزال المقترحات عبارة عن أفكار».
وأوضح الحراكي: «إننا ذهبنا إلى موسكو بناء على دعوة للاجتماع، من غير أن يكون عندنا أي مقترح، بل لمعرفة الرأي الروسي حيال الأزمة»، مشيرا إلى أن موسكو «تحاول لعب دور الوسيط؛ لأنها تحاول العودة إلى الواجهة في الملف السوري، وتوحي للجميع بأنها تحاول أن تكون وسيطا نزيها، رغم أن هذا الأمر يتطلب شفافية أكبر من قبلها؛ نظرا لموقفها الداعم للنظام، ويتطلب منها ليونة أكثر بالتعاطي مع الملف السوري، وهو ما لاحظناه في اجتماع بوغدانوف مع المعارضة في إسطنبول في السابق». وقال إن موسكو «تحاول العودة إلى الملف عن طريق المعارضة، وذلك يتطلب شجاعة منها للإعلان عن موقف حيادي في الأزمة، ونأمل أن تعدل موقفها».
وأشار الحراكي إلى أن لافروف «أكد خلال الاجتماع مع الخطيب والوفد المرافق، أن الحل يجب أن يكون سوريًّا - سوريًّا»، مشددا على أنه «لم ندخل بالتفاصيل معهم، بل تحدثنا عن أمور عامة أهمها أن الأرضية للجلوس مع النظام هي اتفاق (جنيف1)، وإعادة المفاوضات إلى المربع الأول»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن نقبل بطروحات إلا بناء على (جنيف1)، ويجب أن تسبق المفاوضات مقدمات أهمها وقف إطلاق النار ووضع حد للمجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري».
ويعد التقرير السياسي «من القضايا الملحة» التي سيناقشها الائتلاف اليوم، على ضوء الحراك الروسي الأخير، وسط معلومات عن عرض روسي تلعب فيه موسكو دور الوسيط بين المعارضة والنظام، وتبدأ من حث المعارضة على الموافقة على عرض دي ميستورا بخصوص حلب، بعدما اعتبرها النظام جديرة بالدراسة.
وترفض المعارضة خطة دي ميستورا، كما تقول مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، إذا لم تكن مقترنة «مع خطة شاملة للحل، وتمهيدا لتسوية سياسية تبدأ من وقف لإطلاق النار، وتنتقل إلى تطبيق حل وفق بيان (جنيف1)» القاضي بإنشاء حكومة انتقالية بصلاحيات مطلقة. ويتزامن ذلك مع تسريبات من قبل موالين للنظام، حول إمكانية تأليف حكومة موسعة تشارك فيها شخصيات معارضة، على أن يؤجل البحث في مصير الرئيس السوري بشار الأسد إلى مرحلة لاحقة.
وتقول مصادر المعارضة إن هذا الطرح كان الجانب الروسي طرحه في السابق، على قاعدة أن الحكومة الموسعة «يتمثل فيها الطرفان بصلاحيات مطلقة وتصبح عمليا من يدير البلاد»، لكنها شددت على أن هذا الطرح غير مقبول، من غير أن يكون هناك اتفاق على مصير الأسد الذي «نرفض بقاءه»، مشيرة إلى أن الحكومة التي تطالب بها المعارضة هي «حكومة كاملة الصلاحيات وليس حكومة موسعة».
وتوقعت مصادر في الائتلاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يتناول لقاء المعلم مع وزير الخارجية الروسي بندين اسايين، بند خطة دي ميستورا بشأن حلب، واحتمالات إنشاء الحكومة الموسعة. ورأت أن اللقاء الذي سيجمع الطرفين في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي «سيسمع فيه المعلم من لافروف آلية لتحسين مواقعهما التفاوضية فيما يتعلق بالهدن التي يرفضها الشعب السوري، وإقناع النظام بأن خطة دي ميستورا هي لمصلحة النظام بما يتخطى مصلحة المعارضة، وكيفية الاستفادة منها سياسيا وعسكريا»، مشيرة إلى أن «الجزر الأمنية» يستفيد منها النظام، بينما قيام منطقة آمنة على حدود تركيا «تعدّ مهمة جدا بالنسبة للمعارضة؛ كونها تؤمن دعما نوعيا ووجودا سياسيا وعسكريا لها، بما يعتبر بنية تحتية تقوي مواقعها التفاوضية».
وفي الوقت نفسه، قالت المصادر نفسها إنه «سيكون هناك حديث عن احتمالات قيام حكومة موسعة يكون فيها جزء من المعارضة والنظام، ويعتبر ذلك تجميلا للحل الذي طرحه الأسد، وكيفية ضغط موسكو على المجتمع الدولي للقبول به، نظرا إلى التحديات الطارئة على الميدان السوري، المرتبطة بتنامي الإرهاب، وهو أمر يستفيد منه النظام».
============================
دي ميستورا واللعب خارج الملعب
علي العبدالله
الحياة
+
انطلق السيد ستيفان دي ميستورا في مبادرته تجميد القتال في مدينة حلب من تجزئة الحل كآلية لتوفير مناخ لإقلاع مسار باتجاه حل سياسي للصراع من دون تحديد طبيعة هذا الحل.
فهل من فرصة للنجاح؟
يبدو ان دي ميستورا اراد استثمار استحالة الحسم العسكري والاعياء الذي اصاب المواطنين جراء استمرار القتل والتدمير، وما ترتب عليهما من نزوح وتهجير، فبنى تصوره من نقطة اختبارية جد متواضعة: تجميد القتال في مدينة حلب، واختار حلب كمختبر لخطوته لاعتبارات تتعلق بكثافتها السكانية والأخطار التي يمكن ان تنجم عن استمرار القتال فيها على السكان ودول الجوار في آن.
غير ان خطوة التجميد في حلب فقط لن تكون مجدية لاعتبارات تتعلق بالوضع العام وبالوضع العسكري في ريف حلب تحديداً، وبخاصة الوجود القوي لـ «داعش» و «النصرة» فيه. فقوى المعارضة المسلحة التي تتواجه مع جيش النظام ليست واحدة او موحدة بل تختلف من منطقة الى أخرى وتتباين خياراتها وخططها ما يجعل تجميد القتال في حلب خارج حساباتها وتقديراتها للموقف رغم انعكاسه السلبي عليها وعلى المناطق التي تتحرك فيها اذا ما نجح النظام في تحريك قواته الى ريفها او الى مناطق أخرى، وتحرك جيش النظام الى ريفها قد يمكنه من السيطرة عليه وقطع خطوط الامداد على كتائب المعارضة في الجزء الذي تسيطر عليه، والعمل على فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين، ما يكرس تغيّراً في الميزان العسكري في المحافظة لصالحه.
وهذا يستدعي ضمانات قوية لمنع تحريك القوات كي يقبل الطرف الثاني الدخول في العملية، عملية جربت سابقاً ولم يلتزم النظام بها، ناهيك عن ضرورة التزام «داعش» و «النصرة» بذلك، فهل في تصور دي ميستورا خطوة كهذه، واذا لم يتم ذلك فلن تنجح الخطوة ولن يتم تعميمها على المناطق الأخرى. كان الدكتور يزيد صايغ لاحظ في مقاله «لمواجهة الدولة الإسلامية، التمسوا هدنة في سورية» (مركز كارنيغي للشرق الاوسط: 18/9/ 2014) هذا الجانب ودعا الى تجميد شامل للقتال والتفرغ لقتال «داعش». وأشار الى احتمال ان تلعب الفترة الزمنية التي سيستغرقها تجميد القتال دوراً في تغيير المزاج الشعبي على جانبي الصراع والذي قد يضغط لمنع العودة الى القتال ثانية. هذا من دون ان ننسى الأثر السلبي الذي تركه السيد دي ميستورا لدى المعارضة والدول المؤيدة لها بإشراكه ايران بالمشاورات حول خطته، وهي المعتبرة جزءاً من المشكلة في ضوء الدور الذي لعبته في دعم النظام سياسياً ومالياً وعسكرياً وزج ميليشيا تابعة لها في القتال الى جانبه، ناهيك انه لم يزر أياً من الدول المؤيدة للمعارضة.
وهذا جعل المعارضة، والدول المؤيدة لها، تنظر الى المبادرة بحذر وتحفظ بخاصة لجهة عدم وضوح سياق العملية ومآلاتها النهائية، بحيث تتضح مواقف طرفي الصراع من هذه المآلات.
تبقى النقطة الجوهرية التي تعترض نجاح المبادرة، وهي اختلاف وجهات نظر طرفي الصراع حول معنى النجاح الذي سيُقرر في ضوئه نقل العملية الى منطقة أخرى حيث يرى النظام النجاح في عودة سيطرته على المدينة، ويعتبر ما حصل في حمص مقياساً لذلك، في حين تنظر المعارضة الى النجاح نظرة مختلفة أساسها عدم استثمار النظام لفترة التجميد وتحريك قواته لإتمام إغلاق طرقها الى الريف ووقف إلقاء البراميل المتفجرة، مستندة الى القرار الدولي الرقم 2165 الذي دعا الى ذلك، وإعادة الخدمات الى المدينة والإفراج عن المعتقلين.
لا يكمن انعدام فرصة نجاح المبادرة في الجوانب الاجرائية وعدم أخذها هواجس ومخاوف المعارضة في الاعتبار فقط بل وفي تباين المواقف الاقليمية والدولية منها. فمع التلويح بدعم جهود المبعوث الدولي من قبل دول كثيرة فإن مواقفها من المبادرة متباينة، ان لم تكن متعارضة، فالولايات المتحدة التي تركز على الحرب ضد «داعش» في العراق نظرت الى المبادرة كفرصة لكسب الوقت لتأجيل تحركها بخصوص الوضع السوري في ضوء تغير ملموس في موقف الرئيس الاميركي وربطه بين هزيمة «داعش» وإطاحة رئيس النظام. وروسيا كانت تحضر لإطلاق موسكو1، رداً على استبعادها من التحالف الدولي واختراق محميتها السورية من قبل طيران التحالف من دون تنسيق مسبق، لذا ارادت الحفاظ على خطتها فدعت دي ميستورا الى العمل وفق اعلان جنيف1 وفي ضوئه. مصر تحفظت لأنها كانت على تواصل وتنسيق مع روسيا في تحركها لعقد موسكو1، ايران لم تقل كلمتها لأنها تقف على العتبة الاخيرة في مفاوضاتها مع مجموعة الـ 5+1 وتخشى من نقلة خاطئة تنعكس سلباً عليها. تركيا رفضت المبادرة ودول الخليج صمتت لأنها لم تتبين نهاية النفق لترى إن كان يناسب توجهها وخياراتها.
على دي ميستورا كي ينجح في اقناع المعارضة وجمهورها والدول المؤيدة لها ان يوضح النهاية التي يسعى اليها وان يربط مبادرته الشاملة بجذر الصراع: ثورة شعبية ضد النظام، وان يصوغ الحل النهائي بحيث يضمن السوريون قيام سورية مستقرة وآمنة، ديموقراطية وعادلة.
 
* كاتب سوري
============================
الائتلاف يُعبّر عن موقفه من مبادرة "دي ميستورا"
الجمعة 28 محرم 1436هـ - 21 نوفمبر 2014مـ  18:32    سوريا
الدرر الشامية:
نقلت وسائل إعلامية، عن عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض "هشام مروة" قوله: إن المبعوث الدولي إلى سورية "ستيفان دي ميستورا"، التقى ببعض أعضاء الائتلاف، وبأعضاء من المجلس العسكري للجيش السوري الحر، ومع ناشطين سوريين على الأرض.
وأكد "مروة" أن لديهم بعض التساؤلات والملاحظات وضعها الائتلاف حول خطة "دي ميستورا"، وستتم مناقشتها في الاجتماع القادم، مشددًا على أنه لا يستطيع المجتمع الدولي تطبيق خطة المبعوث الأممي دون موافقة المعارضة السورية، المؤلّفة من عدد من الشرائح كالائتلاف والحكومة والمجالس العسكرية.
وأضاف  مروة: إن "الائتلاف مع أي حل يصبّ في مصلحة الشعب السوري"، مشيرًا إلى أن القادة العسكريين في مدينة حلب يرون أن تجميد القتال في المحافظات السورية، وخصوصا حلب، سيعطي فرصة لنظام الأسد للسيطرة على مناطق أكثر في سورية. مؤكدًا في الوقت نفسه أن الائتلاف مع  فكرة "المناطق الآمنة" التي طرحتها تركيا منذ عدة أيام، وسيسوّقون لها أمام أصدقاء سورية والمجتمع الدولي.
============================
دي ميستورا وخطته الإسطورة ! بيار روباري
لفهم خطة السيد دي ميستورا، أنت بحاجة إلى مفسر والعلم بالغيب، لكي تستطيع فك طلاسم خطته العجيبة الخاصة بحلحلة الوضع السوري الدموي والمعقد. فالخطة كلها غموض في غموض وليس لها باب ولا عامود. وثانيآ لاهي حلآ مرحليآ ولا حلآ جذريآ للأزمة السورية، وثالثآ ليس لها مدة محددة ولا جغرافي معينة. والخطة لا تقول لنا بماذا سوف تنتهي ومن سيشرف عليها. ورابعآ ماذا بخصوص الجماعات الإرهابية وهي ثاني أقوى طرف على الأرض بعد النظام؟ وخامسآ ما هو مستبقل الأسد في ضوء هذه الإحجية؟ سابعآ لماذا غاب عن خطته أي إشارة إلى القضية الكردية والحرب الإجرامية التي تخاض ضد الشعب الكردي في غرب كردستان؟؟
 شخصيآ عجزت عن فهم خطة المبعوث الإممي ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة السورية، فوفق ما نشر عنها من تسريبات حتى الأن، إستطعت أن أجمع من الإشارات الواردة فيها، إن الخطة غير قابلة للحياة، وثانيآ هي في صالح النظام السوري، وثالثآ لا يوجد معارض واحد يتجرأ على التوقيع على مثل هذه الخطة، التي لا تضمن رحيل الطاغية بشار وعصابته عن الحكم، وإن أي شخص سيوقع على مثل هذه الخطة مصيره القتل مع الخطة بكل تأكيد.
 لا أدري بالضبط ماذا يقصد دي ميستورا بكلامه: الحل في سوريا يكمن في بلد لا مركزي. فهل يعني بذلك تقيسم البلد إلى ثلاثة مناطق (إقليم كردي، إقليم سني وإقليم علوي)، أم أنه يقصد بذلك منطقة خاضعة للنظام وتضم دمشق وحمص والساحل، والمنطقة الإخرى تكون خاضعة للمعارضة السورية، وعندها أية معارضة منها وأين الكرد من كل ذلك؟ أم أن المبعوث الأممي يقصد بقاء كل طرف في موقعه وإدارة ما لديه من مناطق؟ أي بمعنى أخر الحفاظ على الوضع الراهن مع تجميد العمليات العسكرية؟ في جميع الأحوال كيف سيقنع السيد دي ميستورا تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشمال الإرهابية بمشروعه؟ فهل سيجلس معهم على الطاولة ويفاوضهم؟
 إذا كتب وتم تنفيذ خطة دي ميستورا التي يروج لها منذ أسابيع، وهي عبارة عن هدنة دون تقديم أي تنازلات من قبل النظام، فيعني ذلك مد في عمر النظام لعدة آعوام إخرى. لأن فكرة الهدنات والمصالحات المحلية هي من بنات أفكار النظام السوري أساسآ، فالتأجيل منذ البداية كان منهج النظام، فكم مرة تعهد بشار الأسد لتركيا وروسيا وللمبعوثين الدوليين بتنفيذ الإصلاحات السياسية في البلاد وتحقيق بعض مطالب المتظاهرين، وفي النهاية لم ينفذ شيئآ من ذلك، وأعلن الحرب على الشعب السوري برمته، والنتيجة كما نرى اليوم.
 النظام سوف يحاول الإستفادة من هذه الهدنة، لترميم عظام قواته العسكرية والأمنية، بدعم من إيران وروسيا، أما المعارضة السورية «المعتدلة» فوضعها مهلهل وليس منها رجاء، لا اليوم ولا غدآ. وسيبقى في الميدان قوتان هما قوة النظام المجرم والتنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة، فأيهما تختار يا محتار؟ والكرد لن ينجروا إلى مثل هذه الألاعيب، التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ما يهم الشعب الكردي حقوقه أولآ وثانيآ سوريا ديمقراطية لا مركزية أي فدرالية.
 في رأي أي حل لا يشمل رحيل الأسد عن السلطة، ويشمل حل القضية الكردية في البلد حلآ دستوريآ ولا يعترف بالكيان الكردي القائم، ويرفض بصريح العبارة مفهوم الدولة الدينية، سيبوء بالفشل وسيزيد من عمر الأزمة ويكلف مزيدآ من الدماء، ولن يتوحد البلد من جديد. هذا إلى جانب ضمان عدم إرتكاب مجازر طائفية منظمة ومتعمدة بحق العلويين، في المستقبل.
============================
نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار .. واشنطن : مبادرة " دي ميستورا " جديرة بالدراسة
الثلاثاء - 11 تشرين الثاني - 2014 - 10:59 بتوقيت دمشق
عكس السير
أعلنت واشنطن تأييدها لمبادرة وقف إطلاق النار في حلب، التي أعلن عنها وبحثها المبعوث الدولي دي ميستورا مع بشار الأسد، مشككة في نفس الوقت برغبة دمشق في وقف القتال.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي الاثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني تعليقا على إعلان دمشق أن مبادرة دي ميستورا جديرة بالدراسة: "نحن بكل تأكيد ندعم وقف إطلاق النار الذي يقدم إغاثة حقيقية للمدنيين السوريين ويتسق مع المبادئ الإنسانية".
 وأضافت مؤكدة: "نحن ندعم أي جهد لإنقاذ حياة الإنسان والذي من شأنه أن يمثل تحولا في نهج نظام بشار الأسد، لكننا نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار".
وتابعت مشككة بنوايا دمشق: "إننا، على أية حال، شاهدنا في بعض المدن مثل حمص، وللأسف، أن العديد من الهدنات المحلية التي تم تحقيقها حتى الآن شكلت بطريقة هي أقرب إلى ترتيبات استسلام بدل ترتيبات وقف إطلاق نار حقيقية ودائمة تتفق مع أفضل الممارسات الإنسانية".
كما اعتبرت المسؤولة الأمريكية أن "نظام الأسد يتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الكارثة الإنسانية والمعاناة اليومية للشعب السوري، ويجب علينا، على الرغم من استغلال "داعش" لهذا الفراغ، ألا نتغافل عن جرائم الأسد المستمرة ضد الشعب السوري والتي غذت نمو داعش في سوريا"، حسب تعبيرها.
 وكان  بشار الأسد قد أكد للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خلال لقائهما في دمشق الاثنين استعداده لدراسة مبادرته حول تجميد القتال في حلب.
عكس السير
============================
جمال خاشقجي يكتب:أنصاف الحلول هي الحل في سوريا
السياسة هي فن الممكن، والممكن هو جوهر مبادرة المبعوث الأممي الجديد لسوريا «ستيفان دي ميستورا». الجيد أن المعارضة السورية المعتدلة تعترف هي الأخرى بهذا «الممكن»، فلم تدخل في سباق مزايدة وتطالب بكل شيء أو لا شيء، فهي محاصرة من العدو والصديق والإنسانية، والشتاء القاسي الذي يدهم ملايين اللاجئين السوريين لم يحرك العالم في الأعوام الثلاثة الماضية، وبالتالي فلن يحركهم هذا العام، بل إن جيران سوريا باستثناء لبنان شرعوا في دمج اللاجئين باقتصادياتهم الوطنية، ما يعني أنهم على استعداد للتعود على الحال السورية لأعوام طويلة مقبلة.
فما هو هذا «الممكن»؟ إنه مبادرة أعلنها «دي ميستورا» قبل أيام تقوم على أن «الحل في المدى القصير ليس مرحلة انتقالية ولا محاصصة سياسية، بل تجميد الحرب كما هي عليه، والاعتراف بأن سوريا أصبحت لا مركزية في مناطق على فوهة البندقية»، ذلك أنه باتت في سوريا «مجموعات متمردة كثيرة مع أجندات متناقضة محلية ودولية، لا يمكنها التوصل إلى اتفاق كبير» في البلاد، في وقت «يعرف» الرئيس بشار الأسد أنه «لا يستطيع استعادة السيطرة على كامل البلاد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء»، إذاً المطلوب حالياً «وقف فرامة اللحم» في سوريا وتوسيع اتفاقات وقف النار المحلية على أساس ثلاث أولويات تتعلق بـ«خفض مستوى العنف وإيصال المساعدات الإنسانية وزرع بذور الحل السياسي»، ما سبق كان ما نقله حرفياً الزميل إبراهيم حميدي في هذه الصحيفة على لسان المبعوث الأممي، فيما اعتبره المراقبون «انقلاباً» على صيغة «جنيف 1 و2»، التي تقوم على تنحي بشار وتشكيل حكومة انتقالية يفترض أن تكون مسؤولة عن كامل الجمهورية السورية، وهو ما يبدو أنه انتهى لدى «دي ميستورا» والمجتمع الدولي المتضامن مع خطته، ما قد يرعب المعارضة السورية المعتدلة ودول المنطقة، لولا أن خطته تفضي في النهاية إلى تفاوض بين المعارضة والحكم يؤسس لجمهورية جديدة.
المعارضة السورية من جهتها وكما أخبرني أحد قياداتها، وطلب عدم ذكر اسمه، لأن المسألة لا تزال محل تشاور، تتجه إلى القبول بهذا الممكن، «على رغم أنه مؤلم لكل سوري ويدعو إلى القلق» بحسب قوله، ولكنها تراه أفضل الخيارات السيئة، فتداويه بالمساومة للحصول على عرض أفضل، مستعينة على ذلك بأصدقائها وتحديداً الرئيس التركي أردوغان. انهم مستعدون للقبول باقتراح «تجميد الصراع»، ويقبلون بدوافع الأطراف الدافعة لهذا الاقتراح، المجتمع الدولي الذي يريد أي حل يبرر عجزه عن التدخل، والعرب والجامعة العربية الذين تغير موقفهم بعد التغير الذي حصل في مصر تحديداً وتحولها بعيداً عن معسكر الثورة وأهدافها، والأتراك الذين لا يريدون أن تنساب المشكلات السورية والعراقية إلى جنوبهم الهش، الذي تجلت فيه الصدامات العرقية بين الأتراك والأكراد الشهر الماضي على خلفية أزمة كوباني، وإن حصل ذلك سيدمر كل مكاسب حزب «العدالة والتنمية»، ويهدد دورة النمو الاقتصادي التركي التي يبدو أنها بلغت مداها الأقصى، وأوباما الذي يريد أن يتفرغ السوريون معه لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ثم بعد ذلك ينظر في أمر بشار ونظامه وبالشكل الذي لا يهدد الإنجاز الخارجي، الذي يريد أن يدخل به التاريخ الأميركي بمصالحة تاريخية مع إيران، حتى بلغ به الأمر أن وعد مرشد الثورة في إيران آية الله خامنئي أنه لن يستهدف عسكرياً نظام بشار الأسد، وذلك في رسائل سرية سربت، وأثارت قلق المعارضة وأشعرتها بالخذلان.
تأمل المعارضة في أن تنجح في دفع مبادرة «دي ميستورا» بتجميد الصراع إلى قرار أممي يصدر عن مجلس الأمن تحت البند السابع بوقف إلزامي لإطلاق النار من جميع الأطراف، وهو ما لا يطيقه النظام السوري وعسكره الذين أبدوا تحفظات على المبادرة، بينما وعد وزير خارجية النظام «وليد المعلم» ومستشارة الرئيس بثينة شعبان بدراستها، ويستحضرون لذلك قراراً مماثلاً صدر بوقف إطلاق النار في كوسوفو عام 1999 انتهى بتدخل «الناتو» ضد القوات الصربية، التي انتهكت القرار فحسمت المعركة لمصلحة استقلال الإقليم عن صربيا.
الأمل الثاني هو استصدار قرار أممي آخر يمنع الطيران شمال خط 36، يحمي حلب وريفها من قصف براميل بشار الغبية، وجنوب خط 32 لتوفير منطقة آمنة في الجنوب بحوران، وهو طلب تضغط من أجله تركيا، ما قد يشجعها لو تحقق على تدخل بري هناك بغطاء أممي، فيعود إلى حلب مئات الآلاف من اللاجئين من لبنان تحديداً، حيث يتعرضون لضغوط من الحكومة هناك، بقدر ما يضغطون هم على استقرار لبنان الهش، وهو ما تحاول السعودية وفرنسا وحتى إيران حمايته من الانهيار، كما يتوقف سيلهم المنساب إلى تركيا ويعود البعض منهم ممن لم يجدوا وظائف هناك ولا يزالون يعيشون في المخيمات، والأمر نفسه يحصل في الجنوب فيرتاح الأردن هو الآخر من ضغط اللاجئين.
في الوقت نفسه تأمل المعارضة بأن يؤدي ذلك إلى حماية مناطقها المحررة من تغول تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«النصرة»، اللذين باتا الأقوى في الشمال، وستدفع فصائلها والمدنيون كلفة حصول حرب بينهما أو كلفة اتحادهما، الذي سيكون على حساب السوريين الذين لم يثوروا ضد استبداد بشار ليستبدلوه باستبداد «داعش» أو حتى «النصرة»، التي وإن لم تكن بقسوة الأولى فإنها تحمل رؤية سلفية منغلقة ونزعة استبدادية إن استقر لها الأمر، إذ أظهرت خلال الأسابيع الأخيرة شهية مفتوحة للتوسع على حساب الفصائل الأخرى، كأنها تستعد لمواجهة مقبلة مع «داعش» أو قوات تركية قادمة. الصورة غير واضحة ولكنها في حال نشاط ملاحظ.
في النهاية، بعد عام أو اثنين أو أكثر، ستفرز الأحداث والتدافع والتدخلات الخارجية وتعب الجميع معسكرين في سوريا، ليسا إسلامياً وعلمانياً، ولا سنياً وعلوياً، وإنما المعسكر «المستعد للتفاوض والمشاركة»، والثاني الرافض لهما. المنطق يقول إن المعسكر الثاني هو الذي يجب أن يخسر.
* جمال خاشقجي كاتب وإعلامي سعودي. 
المصدر | الحياة
============================
جميل: الحل السياسي في سورية مطلوب منذ زمن ولذلك هو مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى
 كتبه قاسيون
قاسيون
غداة اللقاء الذي جمعه مع الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو أجرت قناة العربية عصر الجمعة 21/11/2014 لقاءً عبر الأقمار الصناعية ضمن برنامج نهاية الأسبوع مع د.قدري جميل أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير للوقوف على رأيه بخصوص آخر التطورات في المشهد السياسي السوري دولياً ولاسيما بوادر النشاط الدبلوماسي المبذول لإحياء مسار الحل السياسي للأزمة السورية، حيث كان هذا الحوار:
 
بداية قبل الحديث عن الأفكار سواء أفكار دي ميستورا أو أفكار روسيا، أريد أن اسألك هل تعتقد بأن الفترة الآن هي مناسبة جداً لحل سياسي في سورية؟
الحل السياسي في سورية كان مطلوباً البارحة، وقبل ذلك أيضاً، لذلك فهو اليوم مطلوب أكثر من أي وقت مضى لأن السياسيين الجديين يجب أن ينظروا ويأخذوا بالدرجة الأولى معاناة الشعب السوري التي آن الأوان لإيقافها. لذلك القول إن الحلول أصبحت الظروف الموضوعية ناضجة لها فهذا الأمر أصبح كلاماً قديماً. اليوم مطلوب الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف للذهاب إلى حوار وتوافقات وحلول وسط لحل هذه الأزمة للانكباب على حل المهام الكبرى التي تواجه الشعب السوري والتي تتطلب حماية سيادة سورية ووحدتها في ظل خطر الإرهاب التكفيري. إن الشعب السوري اليوم بحال استطاع الوصول إلى الحوار وتأمين الحد الأدنى الضروري من  وحدته الوطنية فهو قادر على القضاء على داعش وأخواتها.
قبل أسبوعين طرح دي مستورا مبادرة بالنسبة إلى تجميد القتال في حلب ويبدو أن النظام نظر لها بنظرة إيجابية للبحث فيها، إلى أي مدى ترى أن هذه المبادرة واقعية وستنجح؟
 نحن نؤيد كل المحاولات وكل المبادرات التي تهدف إلى إيقاف نزيف الدم السوري. هذه المحاولة إن أعطت نتيجة فسيكون لدي مستورا أجر حتى لو لم تعط النتائج النهائية الكافية. هذه التجربة يجب البدء فيها وإذا استطعنا تعميمها فيجب ذلك
إذا تعتقد أنها قد تنجح؟ وهل يمكن أن تطال مناطق أخرى؟
..قد تنجح، وإذا نجحت فإنها ستكون ذلك النموذج الذي يمكن تعميمه في مناطق أخرى لتشمل كل سورية فيما بعد. من هذه الزاوية تأتي أهمية هذه المبادرة. هذه المبادرة يجب ألا تكون بديلاً عن الحل الشامل كما يظن البعض، هذه المبادرة يجب أن تكون مدخلاً للحل الشامل.
هناك حديث عن أفكار أو تسريبات لأفكار قد تكون مبادرة أو تكملة لمبادرة دي مستورا، أنه بعد حلب يتم الاتفاق حول وقف الاقتتال في مناطق أخرى ومن ثم يمهد ذلك لعملية مصالحة، وبعد ذلك تشكيل إدارات محلية مشتركة تليها انتخابات برلمانية تمهد إلى تغيير شكل النظام من رئاسي إلى برلماني، هل تعتقد أن هذه الأفكار يمكن أن تكون مبادرة ربما تقبل بها الأطراف المعنية، سواء المعارضة أو النظام؟
أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه، لأن شكل النظام السياسي القادم في سورية يجب أن يكون تحديداً هو موضوع طاولة الحوار بين السوريين. أنا لا أرى مانعاً من نقاش أي فكرة، ولكن يجب اعتبار الأفكار التي تطرح أولياً ليست أفكاراً نهائية بل هي مدخل يمكن الوصول من بعض الأفكار التي تطرح إلى أفكار أخرى توافقية. أنا مثلاً رأيي أن النظام القادم في سورية يجب أن يكون برلماني- رئاسي أشبه بالنظام الفرنسي ، فالتخلي عن النظام الرئاسي بشكل سريع في سورية  يمكن أن يكون له أضراره ولكن يجب رفع دور البرلمان إلى حد كبير في الظروف السورية، لذلك يمكن أن تكون الصيغة التي سأدافع أنا عنها لاحقاً هي رئاسي – برلماني، وفيما بعد نرى بحسب تطور الأوضاع، أي أن الانتقال الحاد من نظام رئاسي إلى نظام برلماني لا أعتقد أن سيكون مفيداً في الظروف السورية.
ماذا يجب أن يكون قبل هذا الانتقال؟
قلت إن هذا الانتقال الحاد ممكن أن يكون غير مفيد ولكن هذا رأيي، هذه القضية مطروحة على طاولة الحوار بين السوريين، وهم الذين سيبحثون هذه الموضوع ويمكن أن يستمعوا إلى مختلف الآراء، دي مستورا أو غيره ولكن فيما يخص الأزمة السورية وشكل النظام السوري القادم التي هي مرحلة متقدمة من النقاش الذي يجب أن يجري بين السوريين، قهي قضية تحل على طاولة الحوار بشكلها النهائي.
الحدث عن الأفكار الروسية كان منذ أسبوع تقريباً وحضرتك موجود في روسيا والتقيت أيضاً مع بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، هل أصبحت هذه الأفكار واضحة؟
أولاً، هذه الأفكار هي أفكار قديمة، الروس بموقعهم في الأزمة السورية لديهم علاقات مع كل أطراف الأزمة السورية على خلاف بقية القوى الدولية والإقليمية، تتراوح هذه العلاقات بين الجيدة والجيدة جداً والمقبولة، ولكن خطوطهم مفتوحة، لذلك وضعهم جيد لكي يفتحوا حوار بين كل السوريين، اليوم الفكرة الروسية هدفها عملياً إنعاش مسار جنيف، لذلك كل الحديث عن موسكو1 لا معنى له دون الحديث عن جنيف وإنعاشه. يمكن أن تكون موسكو نتيجة موقع القيادة الروسية من السوريين مكاناً مناسباً لتتحاور المعارضة أولا وتوحد نفسها خلافاً لصيغة جنيف2 التي تم فيها احتكار تمثيل المعارضة من طرف واحد، فالمعارضة في سورية تعددية، واجتماع المعارضة المقترح في موسكو سيحل مواضيع عديدة منها هذه القضية، ومن ثم من الممكن أن يتم لقاء مع النظام بحال نجح لقاء المعارضة في موسكو، مما سيفتح الطريق واسعاً لإنعاش جنيف والذهاب إلى الحلول المطلوبة للأزمة السورية.
إشرح لي بداية من هي المعارضة.. هل هناك معارضة جديدة، هل هي جزء من الائتلاف أو من خرج عن الائتلاف، هل هي معارضة الداخل فقط؟
أستغرب هذا السؤال، معارضة الداخل موجودة دائماً، وهي لم بتغير فيها شيء، التغييرات تجري في معارضة الخارج، بسبب التغييرات المرافقة لها في مواقف الدول الكبرى الغربية والإقليمية من الأزمة السورية، وهذا طبيعي أن ينعكس على من التزم بمواقف هذه الدول، لذلك  بعض أطراف المعارضة الخارجية اليوم في حالة التباس وحالة «حيص بيص» كما يقال في دمشق وهم اليوم يبحثون عن أشكال جديدة وأفكار جديدة وبرامج جديدة، لأنهم غيروا برامجهم مرتين، من «المجلس الوطني» إلى «الائتلاف»، واليوم الائتلاف يعيش حالة صعبة وهو بخطر أن يتبخر في الظروف الحالية وهذا طبيعي لأن سورية اليوم تذهب إلى الحوار.
سيد قدري سيكون هنالك معارضة جديدة.. هل بدأتم الاتصال بهم؟ ومن هم؟ هل هنالك فكرة عامة مما يتشكلون؟
إذا كان قصدك عن المعارضة التي ستحضر مجدداً الحوار فهذه المعارضة هي معارضة قديمة وهي أقدم بكثير من بعض المعارضات التي يسلط عليها الضوء في الإعلام، لذلك أعتقد أن القوى الأساسية في المعارضة الداخلية ستكون موجودة في جنيف إلى جانب قضية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي هامة وضرورية، وتتعلق بوزن الشخصيات الكبير، الشخصيات التي لها دور في الخارج والداخل في الأزمة السورية سيكون لها حسبما اعتقد حيز هام في طاولة الحوار بين أطراف المعارضة، أولاً في موسكو.
تحدثت أن المبادرة مبنية على جنيف1، أي ربما حكومة انتقالية وفترة انتقالية، هل سيكون الرئيس الأسد موجود في هذه المرحلة أم لا؟
أنا لم أقل إنه يوجد مبادرة روسية، هناك اقتراحات وأفكار لكي بعود السوريون إلى طاولة الحوار، كل القضايا فيما يتعلق بمستقبل سورية، ابتداءاً من شكل النظام السياسي وانتهاءً بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية هي مواضيع للحوار، ووضع أية أفكار مسبقة قبل الدخول إلى الحوار واعتبارها أفكاراً نهائية أعتقد أنها تضر بالحوار نفسه، لأننا بالحوار يجب أن نصل جميعاً إلى توافقات، ولذلك التمترس على موقف مسبق بهذه القضايا هو أمر غير مفيد.
 إلى أي مدى هناك احتمال كبير بأن تتخلى روسيا في هذه الفترة عن الرئيس الأسد وأن لا يكون في المرحلة المقبلة؟
روسيا لا تعتبر نفسها معنية في هذا الأمر منذ البداية، وهي تترك هذه الموضوع للسوريين أنفسهم ليحلوه فيما بينهم، روسيا عندها موقف مبدئي يختلف عن مواقف الدول الأخرى التي تدخلت بالشأن السوري، التدخل في موضوع الرئيس السوري، يكون أو لا يكون، فهذا تدخل في الشأن السوري، على السوريين أن يتعلموا حل هذه القضية بالحوار السياسي الحضاري فيما بينهم.
هل ستكون حضرتك مشاركاً في المفاوضات التي ربما ستجرى قريبا؟
ليس المهم شخصي، المهم هو الجهة التي أمثلها، أنا أمثل حزب الإرادة الشعبية المعارض  وجبهة التغيير والتحرير الذين كان لهم دور هام جداً منذ بداية الأزمة وحقهم الطبيعي أن يكونوا موجودين على طاولة الحوار بين أطراف المعارضة، لذلك إذا دعيت جبهة التغيير والتحرير وحزب الإرادة الشعبية ضمناً الذي هو أحد مكونات هذه الجبهة، فهذه الجهة هي التي ستقرر من سيمثلها.
وزير الخارجية السوري سيأتي إلى روسيا الأسبوع المقبل، هل ستلتقي به؟
لا أعتقد، فزيارته رسمية، وهو قادم ليلتقي بالطرف الروسي ، وآمل بالمستقبل عندما يبدأ الحوار بين المعارضة والنظام الأولي لفتح آفاق جنيف آمل أن نلتقي مع ممثلي النظام، ولكن لا أعتقد أن من مهامه أحد من أطراف المعارضة في هذه الزيارة المخصصة للقاء الرسميين الروس.
بالنسبة للأفكار التي تتحدث عنها، الأفكار الروسية، هل هناك تنسيق بخصوصها مع دول عربية مثل مصر، السعودية ؟
لست بصورة هذا الموضوع ولكن حينما أتابع الإعلام أشعر أنه هناك تقاطعات هامة بين المواقف الروسية والمواقف المصرية في الفترة الأخيرة، وهناك نقاش جدي بين الروس والسعوديين يجري، واليوم جرى لقاء بين لافروف ووزير الخارجية السعودي. العلاقات الروسية السعودية تمر بمرحلة هامة جداً وأعتقد أنها بنهاية المطاف في الجو الحالي يمكن أن تصل إلى تفاهمات.
============================
المعلم سيبحث فكرة الحكومة الموسعة مع لافروف .. الائتلاف يستبق زيارة وفد النظام لموسكو بمناقشة خطة دي ميستورا و مباحثات الخطيب
شام تايمز
تلتئم الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اليوم في إسطنبول، في اجتماع يمتد لـ3 أيام، ويناقش فيه أعضاء الائتلاف التطورات الميدانية والسياسية، بينها خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن تجميد القتال في حلب (شمال البلاد)، وزيارة الرئيس السابق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب إلى موسكو، وذلك قبل 5 أيام من زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا.
وتشير المناقشات السياسية المطروحة على جدول أعمال اليوم الأول من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، إلى أن حراكا روسيا جديدا دخل على خط الأزمة السورية، يسترعي الاطلاع عليه، رغم أن مصادر الائتلاف تنفي أن تكون المقترحات الروسية التي تسربت من اجتماعات موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومعاذ الخطيب «وصلت إلى حد وصفها بالمبادرة».
وتناقش الهيئة العامة في الائتلاف، اليوم، الأوضاع الميدانية في حلب وكوباني والجبهة الجنوبية التي أحرزت فيها قوات المعارضة تقدما ملموسا، ومناقشة التراجع الميداني في حماه وإدلب، كما قالت مصادر الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى إدراج جلستين مهمتين على بنود جدول الأعمال، الأولى تُعقد في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، لمناقشة خطة دي ميستورا الآيلة إلى «تجميد القتال في حلب»، أما في الساعة السادسة مساء، فستناقش زيارة معاذ الخطيب إلى موسكو.
وقال عضو الائتلاف نزال الحراكي الذي رافق الخطيب في زيارته إلى موسكو، وسيتحدث عنها اليوم في الاجتماع، إن الأمر «لا يزال فكرة لدعوة اجتماع في موسكو، تحضره مكونات المعارضة السورية بكل أطيافها، وفي مقدمها ممثلون عن الائتلاف الذي يضم أغلب المكونات السورية المعارضة»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه سيعرض مناقشات موسكو أمام اجتماع الائتلاف اليوم، مشددا على أن «لا مبادرة جدية صدرت عن موسكو، ولا شيء رسميا حتى الآن، ولا تزال المقترحات عبارة عن أفكار».
وأوضح الحراكي: «إننا ذهبنا إلى موسكو بناء على دعوة للاجتماع، من غير أن يكون عندنا أي مقترح، بل لمعرفة الرأي الروسي حيال الأزمة»، مشيرا إلى أن موسكو «تحاول لعب دور الوسيط؛ لأنها تحاول العودة إلى الواجهة في الملف السوري، وتوحي للجميع بأنها تحاول أن تكون وسيطا نزيها، رغم أن هذا الأمر يتطلب شفافية أكبر من قبلها؛ نظرا لموقفها الداعم للنظام، ويتطلب منها ليونة أكثر بالتعاطي مع الملف السوري، وهو ما لاحظناه في اجتماع بوغدانوف مع المعارضة في إسطنبول في السابق». وقال إن موسكو «تحاول العودة إلى الملف عن طريق المعارضة، وذلك يتطلب شجاعة منها للإعلان عن موقف حيادي في الأزمة، ونأمل أن تعدل موقفها».
وأشار الحراكي إلى أن لافروف «أكد خلال الاجتماع مع الخطيب والوفد المرافق، أن الحل يجب أن يكون سوريًّا – سوريًّا»، مشددا على أنه «لم ندخل بالتفاصيل معهم، بل تحدثنا عن أمور عامة أهمها أن الأرضية للجلوس مع النظام هي اتفاق (جنيف1)، وإعادة المفاوضات إلى المربع الأول»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن نقبل بطروحات إلا بناء على (جنيف1)، ويجب أن تسبق المفاوضات مقدمات أهمها وقف إطلاق النار ووضع حد للمجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري».
ويعد التقرير السياسي «من القضايا الملحة» التي سيناقشها الائتلاف اليوم، على ضوء الحراك الروسي الأخير، وسط معلومات عن عرض روسي تلعب فيه موسكو دور الوسيط بين المعارضة والنظام، وتبدأ من حث المعارضة على الموافقة على عرض دي ميستورا بخصوص حلب، بعدما اعتبرها النظام جديرة بالدراسة.
وترفض المعارضة خطة دي ميستورا، كما تقول مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، إذا لم تكن مقترنة «مع خطة شاملة للحل، وتمهيدا لتسوية سياسية تبدأ من وقف لإطلاق النار، وتنتقل إلى تطبيق حل وفق بيان (جنيف1)» القاضي بإنشاء حكومة انتقالية بصلاحيات مطلقة. ويتزامن ذلك مع تسريبات من قبل موالين للنظام، حول إمكانية تأليف حكومة موسعة تشارك فيها شخصيات معارضة، على أن يؤجل البحث في مصير الرئيس السوري بشار الأسد إلى مرحلة لاحقة.
وتقول مصادر المعارضة إن هذا الطرح كان الجانب الروسي طرحه في السابق، على قاعدة أن الحكومة الموسعة «يتمثل فيها الطرفان بصلاحيات مطلقة وتصبح عمليا من يدير البلاد»، لكنها شددت على أن هذا الطرح غير مقبول، من غير أن يكون هناك اتفاق على مصير الأسد الذي «نرفض بقاءه»، مشيرة إلى أن الحكومة التي تطالب بها المعارضة هي «حكومة كاملة الصلاحيات وليس حكومة موسعة».
وتوقعت مصادر في الائتلاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يتناول لقاء المعلم مع وزير الخارجية الروسي بندين اسايين، بند خطة دي ميستورا بشأن حلب، واحتمالات إنشاء الحكومة الموسعة. ورأت أن اللقاء الذي سيجمع الطرفين في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي «سيسمع فيه المعلم من لافروف آلية لتحسين مواقعهما التفاوضية فيما يتعلق بالهدن التي يرفضها الشعب السوري، وإقناع النظام بأن خطة دي ميستورا هي لمصلحة النظام بما يتخطى مصلحة المعارضة، وكيفية الاستفادة منها سياسيا وعسكريا»، مشيرة إلى أن «الجزر الأمنية» يستفيد منها النظام، بينما قيام منطقة آمنة على حدود تركيا «تعدّ مهمة جدا بالنسبة للمعارضة؛ كونها تؤمن دعما نوعيا ووجودا سياسيا وعسكريا لها، بما يعتبر بنية تحتية تقوي مواقعها التفاوضية».
وفي الوقت نفسه، قالت المصادر نفسها إنه «سيكون هناك حديث عن احتمالات قيام حكومة موسعة يكون فيها جزء من المعارضة والنظام، ويعتبر ذلك تجميلا للحل الذي طرحه الأسد، وكيفية ضغط موسكو على المجتمع الدولي للقبول به، نظرا إلى التحديات الطارئة على الميدان السوري، المرتبطة بتنامي الإرهاب، وهو أمر يستفيد منه النظام».
============================