الرئيسة \  ملفات المركز  \  متابعة اجتماع الدوحة الثلاثي وأهم ما جاء فيه وردود الفعل حوله

متابعة اجتماع الدوحة الثلاثي وأهم ما جاء فيه وردود الفعل حوله

14.03.2021
Admin


ملف مركز الشرق العربي 13/3/2021
عناوين الملف :
  1. وجهة نظر : وإلى الدكتور رياض حجاب التحية .. تحية تقدير وليس تحية ضرار
  2. الانباء :حجاب: التغيير في سورية قادم ولقاء الدوحة الثلاثي مسار جديد في بصمات عربية
  3. العربي الجديد :الائتلاف السوري يرحّب بمخرجات اللقاء الثلاثي في الدوحة.. وتظاهرات ضد النظام بإدلب وحلب
  4. عرب تركيا :سوريون يطلقون حملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لدعم رياض حجاب
  5. السورية نت :روسيا تخشى الانهيار الاقتصادي بلبنان وسوريا.. والحل ليس بيدها
  6. الشرق الاوسط :لماذا أسست روسيا «منصة ثلاثية» جديدة لسوريا؟
  7. اروينت :بعد فشل أستانا وسقوط سوتشي: مسار جديد حول سوريا.. وروسيا تستبعد إيران وتستحضر قطر
  8. طيف بوست :على هامش اجتماع الدوحة.. رسالة جديدة من “لافروف” بشأن العملية السياسية في سوريا
  9. العربي :اجتماع الدوحة.. هل يفتح آفاق الحل السياسي في سوريا؟
  10. الدرر الشامية :مصادر تكشف عن سيناريوهات متوقعة للأزمة السورية بعد اجتماع الدوحة
  11. عربي 21 :هل تتدخل روسيا لدفع الأسد إلى تأجيل الانتخابات؟
  12. الشرق الاوسط :لماذا أسست روسيا «منصة ثلاثية» جديدة لسوريا؟
  13. “الشرق الأوسط”: اجتماع “اللجنة الدستورية” أول اختبار للمسار الثلاثي الجديد حول سوريا
  14. الاخبار :حراك روسي لكسْر «عزلة» دمشق: لا تجاوز خليجياً للسقف الأميركي
  15. الخليج اونلاين :ما دلالات جولة لافروف الخليجية وانعكاساتها على الأزمة السورية؟
  16. ارام :روسيا تعزف على الوتر العربي لتعويم الأسد .. ومسار سياسي جديد لسوريا
  17. الاناضول :تشاووش أوغلو: اجتماعاتنا مع قطر وروسيا متممة لمسارات الحل بسوريا
  18. شقنا العربي :تشاووش أوغلو: آلية قطر وروسیا وترکیا لیست بدیلة عن مسار أستانا
  19. جسر :“جاويش أوغلو” يتحدث عن سبب إطلاق “الآلية الثلاثية” بشأن سوريا في الدوحة
  20. سوريا تي في  :اجتماع الدوحة.. الأسباب والأهداف
  21. تي ار تي :هل تنجح ترويكا الدوحة في وقف انهيار الدولة السورية الوشيك؟
  22. عربي 21 :حجاب: سوريا مقبلة على تحول كبير.. ومسار جديد انطلق بالدوحة
  23. اورينت :هل تشكل تصريحات رياض حجاب إسفينا في مسار الدوحة الجديد؟
 
وجهة نظر : وإلى الدكتور رياض حجاب التحية .. تحية تقدير وليس تحية ضرار
13.03.2021
زهير سالم
وقد كان السيد رياض حجاب، وشخصيا أحب أن أعرفه بالمواطن الحر الشريف، وليس برئيس الوزراء السوري الأسبق ، في مقابلته بالأمس / 11/ 3/ 2021 مع قناة الجزيرة مفكرا ودبلوماسيا ، يلامس الحقائق ، ويؤشر على مواضع الوجع، بدون مجاملة تفضي إلى مداهنة، وبدون مواربة أو تدليس أو تضييع ...
ولم نجد في الحديث الذي تجاوز الأربعين دقيقة، من حديث السيد رياض الحجاب كلمة قالها، تقول ليته ما قال، مع اعترافنا بأن ضيق الوقت لا يمكّن القائل من كل ما يريد أن يقول ..وفي كل ما قال الرجل : وضع الهناءة موضع الجرب، كما تقول العرب. فوضح ونصح وأجاد وأفاد
في رد التحية هذا الذي أعلق به على ما تفضل به السيد رياض حجاب بالأمس سأقف فقط عند ثلاث محطات ...
أولا - حديث السيد حجاب عن الخلل في تشكيل المعارضة، وعن القصور في أدائها، وعن الحاجة الملحة للمراجعة على مستوى التشكيل، وعلى مستوى الأداء ...
ونقدر أن هذا المحور بأبعادها الثلاثة يشكل واجب الوقت، أو الأولوية الأولى على أجندة كل السوريين الجادين في البحث الخلاص لثورتهم وشعبهم ووطنهم ، ولاسيما الممسكين بالقرار منهم.
إعادة تشكيل لممثلي الثورة والمعارضة على غير الأسس العصبوية الضيقة بكل الانتماءات التي قامت عليها. وعلى قاعدة اختيار الرجل للمهمة، وليس اختيار المهمة للرجل. وفي مواجهة حقيقة أن كراسي المسئولية هي كراسي للكدح ، وليس كراسي للمنظرة ولصمدة العروس.
إعادة تشكيل، وإعادة توزيع الأعباء والأدوار، ومع أمر عمل يومي لكل عامل ومن يليه .. وفي خلايا النحل تنفي العاملات دائما كل العاطلين من الذكور ...
ثم بين إعادة تشكيل ما يمكن أن يسمى الفريق الجديد بمهامه المحددة، ومسئولياته المقننة، هناك المطالبة الجادة بالمراجعة العملية ، للمرحلة بكل معطياتها الأولية والمتغيرة لنصير إلى منهج وموقف وطريق .. ( عَلَى بَصِيرَةٍ ) كل ما نقول وكل ما نفعل ...
المحور الثاني
والمحور الثاني الذي أكد عليه السيد رياض حجاب في أكثر من محطة من حديثه، والذي شكل ثغرة حقيقية في تشكيل وفي أداء ما يسمى بُنى المعارضة السورية ، هو انعكاس حالة الاستقطاب الدولي والإقليمي على تشكيل المعارضة، وعلى صناعة مواقفها ، وعلى أدائها ...هي حقيقة جوهرية صادمة ما تزال تأخذ بتلابيب كل العاملين السوريين .. حتى الذين يوزعون سلال الخبز على الجائعين..
ما يزال مطلوبا من كل السوريين أن يتعاونوا على تجاوز هذا التحدي الخطير، فلكي يسد عليك أي محاور أفق الحوار، يلقيها إليك بكل برود : تلك رغبة معالي الوزير .. أو سعادة السفير .. أو ذلك قرار المانح .. أو المستضيف ..
معضلة حقيقية خانقة ، الإشارة إليها ، والتشكي منها لا يعني، أننا قادرون بكل بساطة على تجاوزها . في حكاية سيدنا سليمان والطفل والأم الحقيقية والأخرى المدعية، كان للطفل أم مدعية واحدة ..كيف سيقضي سليمان الحكيم عليه السلام ، حين يكون للطفل خمس أمات مدعيات متشاكسات؟؟؟
لا يمكن للمرء أن يمتطي جوادا خطامه في يد غيره. والعامة تقول ومن يشرب من كف غيره لا يروى، وأخطر شيء عايشناه في فضاء هذه الثورة ، يوم رأينا المانحين يقفزون إلى الصفوف الخلفية ، فيجندون من فيها، ويتجاوزون أصحاب القرار الوطني الذين يناط بهم التقدير والتدبير.
ونعود فنقول ونؤكد إن طرح المشكلة لا يعني حلها ، وإنما هو محاولة جادة وصريحة لمواجهتها ، ويبقى السؤال المطروح علينا جميعا : كيف ؟؟؟
والأخطر الذي كان في واقع الاستقطاب الإقليمي وانعكاساته السلبية على الثورة السورية، أن بعض دول الإقليم ، وبدون تسمية، لم يكن قرارها من رأسها. وكل دول الإقليم عندما ذهبت إلى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الأول الذي انعقد في تونس في مطلع 2012 ، كانت تسعى إلى إيجاد مظلة دولية لمقاربة الوضع السوري، بعيدا عن الفيتو الروسي في مجلس الأمن، وكلنا عشنا لحظة مجيء السيدة هيلاري كلينتون التي أفسدت كل شيء، وحولت البيان الختامي إلى موضوع إنشاء، وكل المتابعين رأوا كيف خرج السيد سعود الفيصل رحمه الله تعالى من المؤتمر غاضبا أو مغاضبا.
تجاوز حالة الاستقطاب الإقليمي في ملفات المنطقة عامة ليس بالأمر السهل، وربما تتم مقاربته، بتشكيل غرفة عمليات إقليمية سياسية وعملية ، تدير ملفات المنطقة الأكثر حساسية ، ولاسيما منها ما يتعلق بمواجهة التهديد الإيراني الذي يشكل تهديدا للعراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين كما للعربية السعودية وأخواتها كما لكل دول الإقليم وإن كان بعضها تتحاشى أن يذكر اسمه في المهددين .
مرة أخرى صراحة وجرأة مقدرة من السيد رياض حجاب أن يذكر على قناة الجزيرة أن " الهوشة على الصيدة أضرت كثيرا بثورة السوريين .
وأخيرا فإن الكلمة الأبقى التي يجب أن يتمسك بها كل السوريين السوريين هي حاجة كل السوريين إلى بعضهم وكما صاغها السيد رياض حجاب بما يشمل كل العناوين ..
يسأل القاضي الشاهد : أنت أين تسكن ؟؟ يجيبه الشاهد البسيط : عند أخي سيدي!! يسأله القاضي وأخوك أين يسكن ؟ يقول له السوري الفطري: عندي سيدي!! يصرخ القاضي: ولك أنتم وين بتسكنو ؟ يقول الشاهد بسليقته الفطرية : عند بعضنا سيدي !!!
أخي السوري السوري أنا أسكن عندك ، وأنت تسكن عندي، ونحن نسكن عند بعضنا.
ولو يعيد كل سوري حكايتها لنفسه سبع مرات ...وسورية لينا - جميعا - وما هي لبيت الأسد !!
وشكرا للدكتور رياض حجاب ..
لندن :28/ رجب/ 1442
12/ 3/ 2021
___________
*مدير مركز الشرق العربي
=========================
 
وجهة نظر : في الذكرى العاشرة للثورة السورية: تواري الدور العربي ولقاء الدوحة الثلاثي... " قيس ابن عمي عندنا ... يا مرحبا .. يا مرحبا "
13.03.2021
زهير سالم
ونستطيع أن نؤرخ لتواري الدور العربي على الساحة السورية منذ 30/ 9/ 2015 . أي منذ الاحتلال الروسي لسورية. وتأكد هذا التواري بعد ذلك بسقوط حلب نهاية 2016 ، ثم بما كان في الأستانات المتتالية، وما سمي مناطق خفض التصعيد.
لقد شعرت دول الإقليم العربي على اختلاف توجهاتها، أن مواجهة الاحتلال الروسي لسورية، أمر لا قِبَل لها به، ولاسيما في ظل حكم ترامب المتقلب الرعيب فآثرت ، بشكل أو بآخر ، الانكفاء ، أو الابتعاد .
ولقد كان الشعب السوري الطرف الذي دفع الثمن الأبهظ ، لما سمي بالأزمة الخليجية، بغض النظر عن كل تفصيل آخر فيها.
وقد أدركت الحكومة التركية دورها كدولة إقليمية كبرى، فقررت أن تدير الصراع على طريقتها، في ظل التغيرات الدولية الكبرى ، ولاسيما فيما يخصها من اكتشاف المؤامرة الأمريكية على أمنها القومي، برعاية الانقلاب العسكري، ثم بالتحالف بين الأمريكيين وبين بعض الإرهابيين من حزب البي كة كة بهوياته الثلاث التركية والعراقية والسورية، والذين انصبوا من الأقطار الثلاثة على الأرض السورية ليكونوا أداة أمريكية، تحرك بها أمريكا الصراع ، تهدد مخالفيها ، وتحمي مصالحها. ثم من خلال انقلاب حلف الناتو على الدولة التركية ، الانقلاب الذي اتضحت أبعاده من موقف الناتو بعد تورط الجيش التركي بإسقاط طائرة روسية.
التفت الحكومة التركية على نفسها، وبلع رئيسها ريقه، وتم تغيير رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو ، وبالتالي تم اقتراح أرضية جديدة، للتعامل مع الروس، قامت الحكومة التركية من خلالها بإدارة الصراع على الساحة السورية، ولاسيما في المنطقة الشمالية منها، على قاعدة أن السياسة فن الممكن ..
خلال السنوات الخمس الأخيرة من عمر الثورة ، ومن خلال جملة من المتغيرات وأهمها فتح إيران معركة ضد العربية السعودية على أرض اليمن، ومنها الانشغال بالأزمة الخليجية، التي شتت محور الجهد العربي، وكذا من خلال فتح معارك غير مقنعة على الساحة الإقليمية، بعيدا عن محوري الصراع الأساسين المحور الإيراني الصفوي بأبعاده الطائفية والسياسية ، والمحور الصهيوني الكارثي؛ وكلاهما مهددان للأمن القومي العربي، في حاضر الأمة ومستقبل أجيالها . ومن هذه المعارك التي لا معنى ولا حقيقة لها كان المعركة التي فتحت على بعض القوى والشخصيات الإسلامية المجتمعية ، التي كان المطلوب أن تكون نقطة الارتكاز الأساسية في معارك الأمة الحقيقية. ويبدو أن المستشارين الذين أشاروا بافتعال هذه المعارك كانوا يريدون الشر بمن يشيرون عليه، وأقله أن يزجوا به في الحروب التي يدعمونها عن بعد، بغير سلاح ..
لا يقبل من سياسي حقيقي أن لا يستشرف مبكرا أن الحوثي في اليمن ذراع أمريكي - إيراني - صهيوني ، ولا يقبل منه أن يتجاهل حقيقة القطران التي تقمع هذه العلة فترديها. وقديما قال العربي
أخاك أخاك إن من لا أخا له ..كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومرة أخرى يدفع الشعب السوري الثمن الأبهظ لتواري الدور العربي عن الساحة، وانشغاله، أو تشاغله ..!!
ما نكتبه هنا ليس تشكيكا في الدور التركي، وليس تقليلا من كفاءته، وليس انتقاصا لما قدم أو يحاول أن يقدم ..
ولكننا سنكون أكثر اطمئنانا وثقة عندما يجلس لافروف في مواجهة وزير خارجية تركية ووزير خارجية قطر معا، كما جلس في الدوحة بالأمس .. ولن يكون ذلك كما حين يجلس الوزير التركي الصديق في مواجهة الوزير الروسي والوزير الإيراني العدوين .. هي مسألة من أبسط المسائل في علم الحساب. أن يحاصر التركي والعربي لافروف، ولا يعطونه الفرصة ليحاصرهم !!
ومن هنا فإننا كسوريين ما زلنا نتمسك بانتمائنا إلى أمتنا في أفقيها العربي والإسلامي نتطلع ونأمل في دور عربي أكثر حضورا وفاعلية، دور عربي حقيقي واضح البوصلة، يدرك حقيقة المأساة السورية ، وعمقها ، وأبعادها ..
نطمح إلى دور عربي فاعل ومؤثر ينطلق من حقائق : أن الدم ما بيصير مي، وأن الظفر لا يخرج من اللحم ، وأنه لا خير في أمة إذا فسد شامها، بشهادة سيد المرسلين ..!!
نطمح إلى قيادة وإدارة تدير مشروع الأمة الأعز تتحد فيه الرؤية والموقف التركي - العربي ، وإذا تفحصنا خلفيات أي صراع يفتعله البعض أو الأبعاض على محور مفتعل للتناقض العربي - التركي أو العربي - التركي - الكردي فلن نقبض غير الريح، ولن نحصد غير الهشيم .
سورية اليوم هي جبهة من جبهات الأمة الساخنة المفتوحة كما هي في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وفي اليمن . ولا يخدع غير أنفسهم المراوغون ..
نطمح إلى جبهة عريضة تركية - عربية تصد عن المنطقة وعن الشام خاصة غزوات المغول ومكر الفرنجة أجمعين ...
لندن :28/ رجب/ 1442
12/ 3/ 2021
___________
*مدير مركز الشرق العربي
=========================
الانباء :حجاب: التغيير في سورية قادم ولقاء الدوحة الثلاثي مسار جديد في بصمات عربية
الجمعة 2021/3/12المصدر : وكالات
قال المنسق السابق لـ«الهيئة العليا للمفاوضات»، رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، إن اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا في الدوحة أمس الأول هو «مسار جديد فيه بصمات عربية».
وشدد حجاب خلال لقاء على قناة «الجزيرة»، على أن إنهاء المأساة السورية «بحاجة إلى دور عربي فاعل».
وعول حجاب في اللقاء الثلاثي بوجود قطر، «التي تتمتع بعلاقات ديبلوماسية مع جميع الأطراف، أي مع روسيا والولايات المتحدة وإيران والاتحاد الأوروبي إضافة إلى علاقاتها الخليجية».
وأكد رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام الأسد، أنه لن يفرط في ثوابت الثورة السورية، كاشفا عن أن «الأيام القادمة تحمل الانفراج للسوريين وأن التغيير قادم وحتمي لن يكون فيه بشار الأسد رئيسا».
وأوضح «حجاب» الذي شغل منصب «رئيس هيئة التفاوض العليا»، أن محاولات روسيا في إعادة تعويم النظام لن تنجح، كما أن إيران غير قادرة على إنقاذه اليوم.
وكان وزراء الخارجية الثلاثة ركزوا على كيفية إنجاح محادثات اللجنة الدستورية السورية، ودعم الشعب السوري في المجال الإنساني، وأكدوا أن الحل السياسي في سورية وفق القرار الأممي 2254.
=========================
العربي الجديد :الائتلاف السوري يرحّب بمخرجات اللقاء الثلاثي في الدوحة.. وتظاهرات ضد النظام بإدلب وحلب
عدنان أحمد
رحّب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الجمعة، بمخرجات قمة الدوحة التي جمعت وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا، فيما خرج آلاف الأشخاص في تظاهرات شمالي سورية، بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة.
وذكر الائتلاف المعارض، في تصريح صحافي، أن "جميع السوريين يشعرون بالاطمئنان حين تكون دول شقيقة وصديقة مشاركة في أي مبادرة من شأنها تخفيف معاناتهم وتقديم الإغاثة لملايين المهجرين والنازحين من أبنائهم"، في إشارة إلى مشاركة قطر وتركيا في القمة التي شهدتها العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس الخميس.
وأضاف أنه "بالرغم من إدراكنا لطبيعة الدور الروسي الهدّام والمعطل لكل مسارات الحل، وبالرغم إصرار الكرملين على دعم النظام ومشاركته القتل والتهجير، فإننا على ثقة بالأشقاء في تركيا وقطر وقدرتهم على تنسيق جهودهم والمساهمة في هذا الملف بطريقة تلتقي مع المصالح الحقيقية للشعب السوري، وبما يحول دون استغلاله من قبل النظام وحلفائه أو توظيفه للإضرار بالمدنيين".
وأكّد الائتلاف، في التصريح، أن "رؤيته للحل كانت ولا تزال وستظل مرتكزة إلى الشرعية الدولية، وعلى أي مبادرة دولية أو مسعى لإنقاذ الشعب السوري ينطلق من تنفيذ القرارات الدولية، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، بالتوازي مع العمل من أجل الانتقال إلى نظام سياسي مدني وفق مقتضيات بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254".
وكان وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا أصدروا، أمس، بياناً مشتركاً أكّدوا فيه على الحفاظ على استقلال وسيادة سورية، وأنه لا حل عسكرياً للأزمة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إنهم بدأوا عملية تشاورية جديدة في الشأن السوري مع وزيري خارجية قطر وروسيا تهدف للتوصل إلى حل سياسي دائم في سورية.
وأكد على أنه "لا يمكن إنهاء الصراع في سورية إلا من خلال إيجاد حل سياسي، لذا يجب الضغط على النظام السوري لكسر الجمود في الوضع الراهن".
في سياق متصل، خرج آلاف المتظاهرين في إدلب وحلب، وبخاصة في المخيمات الحدودية، في تظاهرات تحت اسم "في تمام العقد نجدد العهد" وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة التي اندلعت في مارس/ آذار عام 2011.
وأكّد المتظاهرون، الذين تجمّعوا في ساحات مدن إدلب وسلقين وحارم وإبلين، ومدينة الباب شرقي حلب، على الاستمرار بالمشاركة بالثورة حتى إسقاط النظام وكافة رموزه، كما طالبوا بالإفراج عن المعتقلين، والسماح للمهجّرين بالعودة إلى مدنهم وبلداتهم، التي تسيطر عليها قوات النظام وميليشياتها.
روسيا تسيطر على حقل غاز
ميدانيّاً، نقلت القوات الروسية الموجودة في سورية، اليوم الجمعة، راداراً لكشف الأنفاق إلى قاعدة حميميم الموجودة في ريف مدينة اللاذقية غربي البلاد، فيما سيطرت مجموعات تتبع لها على حقل توينان للغاز الواقع في البادية بين محافظتي الرقة وحمص.
وبحسب ما ترجم موقع "روسيا اليوم"، نقلاً عن وكالة "تاس الروسية"، فإنه يمكن استخدام الرادار للبحث عن أنفاق تحت الأرض. وقال نائب قائد قوات الهندسة العسكرية الروسية التابعة لمجموعة القوات الروسية في سورية بافيل ريوتسكي إن رادار " أوكو-3" رادار جيولوجي مخصص للبحث عن أماكن جوفاء ليس في الأرض فقط فحسب بل وفي بيئات أخرى مثل الخرسانة، كما يمكن استخدامه لأغراض مدنية في التنقيب الجيولوجي.
وفي سياق منفصل، وصلت مجموعات من "الفيلق الخامس" الذي تدعمه روسيا إلى حقل توينان للغاز شرقي سورية، بعد انسحاب الميليشيات الإيرانية التي كانت تسيطر عليه لأسباب مجهولة.
وذكر موقع "عين الفرات" المحلي أن سبع آليات عسكرية روسية محملة بالجنود إضافة لثلاث حافلات على متنها عناصر من الفيلق الخامس، وصلت إلى حقل توينان للغاز، وتمركزت فيه.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن التفاهمات التي يجريها الطرفان في المنطقة، والتي لم تتضح كامل معالمها بعد، وأشار إلى أنَّ القوات الروسية والميليشيات الإيرانية تعملان على تقاسم مناطق النفوذ وإعادة رسم خارطة السيطرة بمناطق البادية التابعة لريفي الرقة وحمص، حيث أخلت القوات الروسية مطار التيفور في ريف حمص لصالح الميليشيات الإيرانية، وخرجت الأخيرة من مطار تدمر العسكري لتبسط القوات الروسية سيطرتها المطلقة عليه.
وكانت مصادر كشفت لـ"العربي الجديد" أن القوات الروسية زادت في الآونة الأخيرة من حملات التجنيد للشبان في مناطق النظام، بعد تكثيف تنظيم "داعش" هجماته على قوافل نفطية ونقاط عسكرية للمليشيات المرتبطة بروسيا ضمن البادية الممتدة من محافظة دير الزور شرق البلاد، وصولاً إلى مدينتي تدمر والسخنة شرق حمص.
=========================
عرب تركيا :سوريون يطلقون حملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لدعم رياض حجاب
12 مارس 2021286 مشاهدةآخر تحديث : الجمعة 12 مارس 2021 - 9:05 مساءًسوريون يطلقون حملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لدعم رياض حجاب
تركيا بالعربي – متابعات
رصدت تركيا بالعربي في منصات التواصل الإجتماعي، حملة أطلقها سوريون حيث يقيمون في مختلف بقاع العالم، لدعم رئيس الوزراء المنشق عن نظام أسد (رياض حجاب)، وذلك بعد أن أفصح حجاب عن معلومات صادمة تتعلق برحيل رأس النظام بشار أسد، مع كشف بعض الحقائق عن كيانات المعارضة المتهالكة.
وبحسب ما رصدته تركيا بالعربي في منصات التواصل، فقد كانت الحملة على شكل وسم (هاشتاغ) حمل عبارة (#أنا_أدعم_رياض_حجاب) – (#رياض_حجاب_يمثلني).
قال رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، إن بقاء بشار الأسد في السلطة يشكل عبئاً على استقرار سورية مستقبلاً، مبدياً تفائله في “المسار الثلاثي” التشاوري حول سورية، والذي أعلن عنه في الدوحة اليوم الخميس، ويضم قطر وروسيا وتركيا.
“التغيير قادم وحقيقي”
وقال حجاب الذي شغل قبل سنوات، منصب رئيس “هيئة التفاوض العليا”، التي مثّلت المعارضة السورية في مسار جنيف، إن “الشعب السوري خُذل من المجتمع الدولي”.
واعتبر خلال مقابلة له على قناة “الجزيرة”، بثت مساء اليوم الخميس، أن “إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في بقاء بشار الأسد والحفاظ عليه، وكذلك إيران صاحبة مصلحة كبيرة في بقاء النظام، إضافة لروسيا”.
ولكنه رغم ذلك قال بأن “التغيير قادم وحقيقي” في سورية، لأن “الأسد مجرم فقد شرعيته ولا مصلحة للمجتمع الدولي بتعويمه”.
مرتاحون للمسار الثلاثي
وحول اجتماع وزراء خارجية قطر وروسيا وتركيا في الدوحة، اليوم الخميس، قال:”مرتاحون بالمسار الجديد الذي فيه بصمات عربية. تابعنا باهتمام هذا اللقاء الثلاثي والبيان الختامي”.
وأعرب حجاب الذي التقى اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاوويش أوغلو، عن أمله في “أن يُحدث هذا المسار فارقاً في المستقبل، ويكون داعماً للمسار الأممي خاصة في تنفيذ القرار الدولي 2254”.
ترهل المعارضة
وقال حجاب الذي أعلن انشقاقه عن نظام الأسد منتصف سنة 2012 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، إن “هناك ترهل عام في المعارضة السورية ويجب إعادة هيكلتها مجدداً”، مشيراً إلى أنها عجزت عن “تشكيل بديلٍ مناسب عن النظام”، وهو شكل قلقاً إضافياً للمجتمع الدولي حول تغيير النظام حسب قوله.
لكنه رغم ذلك اعتبر أن من “جلد الذات الزائد تحميل المعارضة كل أسباب الفشل”، محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي و”المسؤولية بالدرجة الأولى على الأمم المتحدة، وخاصة ديسمتورا الذي اشتغل على التماهي مع الموقف الروسي، وذهب للعمل في مساري آستانة وسوتشي وهو ما أضعف المبادرة الأممية، وادى لمزيد من تعنت للنظام وروسيا”.
الإدارة الجديدة في واشنطن
وحول رؤيته لتعاطي إدارة الرئيس الجديد للبيت الأبيض، جو بايدن، مع الملف السوري، قال بأن هذه الإدارة “مازالت تضع استراتيجيتها لمعالجة الملف السوري، وتحدثوا عن تعاون مع الحلفاء الغربيين والعرب في سورية”.
وتمنى حجاب أن “تعود مجموعة أصدقاء سورية للتشكل، وأن تعود القضية السورية إلى الواجهة بعد أن تراجعت عن أولويات المجتمع الدولي بعد انفجار أزمات جديدة في دول أخرى مثل ليبيا واليمن وشرق المتوسط وغيرها”.
وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، أخطأت في تعاطيها مع حراك الشعب السوري و”قرأنا في مذكرات أوباما انه يلوم نفسه على ذلك”.
وأشار في نفس الوقت، إلى أن هناك “تحركات إيجابية من الجالية السورية في الولايات المتحدة، والكونغرس الأمريكي أصدر قانون قيصر، والآن هناك مشاريع أخرى في الكونغرس تدفع باتجاه عدم التخلي عن الضغط على نظام الأسد. نتمنى نجاح هذه الجهود لإبقاء الضغوط على النظام”.
مشهد محزن في كل مناطق النفوذ
وحول الأوضاع داخل سورية، قال إن “المشهد العام في كل مناطق النفوذ، هو فوضى عارمة، و فلتان أمني، في ظل وضع اقتصادي متدهور، وللأسف المواطن السوري هو الذي يدفع الثمن الأكبر”.
وتابع أن “المشهد مزعج جداً، هناك تنافس روسي –إيراني وتنافس بين الميليشيات التي تتنافس على المنافع. نفس الأمر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هناك اغتيالات وفوضى. وكذلك في مناطق سيطرة المعارضة التي ما زالت تشهد تفجيرات مستمرة، والتنسيق بين الفصائل الكثيرة المسيطرة ضعيف والوضع غير مستقر في كل سورية”.
وحمّل نظام الأسد مسؤولية كل ما آلت إليه الأوضاع، معتبراً أن “سياسة النظام في تطبيق شعار الأسد او نحرق البلد، هي من أوصلت السوريين إلى هذا الوضع المأساوي والبلد إلى حافة الانهيار”.
لا شرعية للانتخابات
وتسائل حجاب:”ما هو البرنامج الانتخابي لبشار الأسد، هل مزيد من الفقر والجوع؟ ماذا سيقدم بشار الأسد للسوريين؟”، قائلاً إن الأسد “يريد من الانتخابات، أن يعزز موقفه التفاوضي، ويُفشل المحاولات الأممية لحصول أي اصلاح دستوري حقيقي، وأن يقطع أي محاولة دولية من أجل الحديث عن مصيره”.
واعتبر أن “روسيا وايران تدعم وتعمل بكل السبل من أجل شرعنة هذه الانتخابات، ولكنها لن تكون شرعية مهما حصل”، مشيراً إلى أن “بشار الأسد أمام مأزق كبير، فطهران غير قادرة على الدعم المادي بسبب العقوبات المفروضة عليها، وروسيا قالت أيضاً إنها غير قادرة على تقديم دعم مادي”.
وبينما تحدث عن “تفكك الدائرة الضيقة لبشار الأسد، وظهور خلافاته” مع رامي مخلوف وغيرها إلى العلن، فإنه رأى بأن “بشار الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه اصبح عبئاً على سورية والسوريين. ذهاب الأسد لن يخلق فوضى، بل بقائه هو الذي يسبب الفوضى”.
=========================
السورية نت :روسيا تخشى الانهيار الاقتصادي بلبنان وسوريا.. والحل ليس بيدها
في 12/03/2021
توسع روسيا مروحة حركتها في منطقة الشرق الأوسط. فوزير الخارجية سيرغي لافروف يجري جولة في دول الخليج. وقبلها كانت اللقاءات الروسية – السورية متواصلة. وغني عن القول إن روسيا حاضرة بقوة في سوريا. والتواصل الروسي – الإسرائيلي لا ينقطع. وكذلك العلاقة الروسية – الإيرانية.
روسيا بين سوريا ولبنان
لكن موسكو تخشى تداعيات السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط. وهي متضررة كبعض دول الخليج، المملكة العربية السعودية خصوصاً. وتعمل على توسيع حركتها، محاولةً تعزيز موقفها حيال واشنطن.
وتعلم موسكو أن نفوذها قوي في سوريا. لكنها تواجه أزمة حقيقية في إعادة تعويم النظام وإنتاجه. فما لم يخسره نظام الأسد في الحرب، يمكن أن يخسره في الاقتصاد.
ومن الواضح أن أشرس المعارك التي تخوضها موسكو، لتجميع أكبر كم من المواقف والقوى إلى جانبها، هي لمجابهة قانون قيصر الأميركي. فأي دولة أو شركة تحاول الدخول والعمل في مشروع على الأراضي السورية، تتعرض للعقوبات.
وهاجس روسيا الاقتصادي في سوريا، لديها مثله في لبنان أيضاً. هي تحاول ترتيب مفاوضات غير مباشرة بين النظام السوري وإسرائيل – تارة بمفاوضات حول الجولان، أو لضبط الوضع الأمني والعسكري، وطوراً لتبادل أسرى أو بحثاً عن جثة إيلي كوهين – كمدخل روسي وسوري لاستعادة بعض العلاقات أو الدور. ولكن الانهيار الاقتصادي والمالي السوري هو ما يهدد المشروع الروسي. وهذا قابل لأن ينعكس ويتكرر في لبنان أيضاً.
اللاجئون هاجس روسيا
وحسب المعلومات، يشكل الوضع اللبناني أولوية روسية في هذه المرحلة. فاللقاءات التي عقدها مسؤولون روس مع مسؤولين لبنانيين، عبّر الروس فيها عن خشيتهم من تطورات أمنية أو عسكرية على الساحة اللبنانية، بفعل الانهيار المالي والاقتصادي. وهو انهيار قابل لأن ينعكس سلباً على الوضع السوري، والعكس صحيح أيضاً. فموسكو تعلم أن لبنان هو حديقة سوريا الخلفية، مهما تغيرت الظروف والأحوال. وما يجري فيه ينعكس على سوريا والعكس صحيح.
وتحرص روسيا على علاقة ممتازة مع كل القوى اللبنانية. وكان مدخلها إلى لبنان واضحاً: اللاجئون السوريون، وعقد مؤتمر في سوريا يشارك فيه لبنان للبحث في عودتهم. وهي كانت تحضِّر لعقد مؤتمر على الأراضي اللبنانية يناقش إعادة اللاجئين، ولكنه أُجِّل لأسباب كثيرة، أهمها دولية: عدم توفر التوافق الدولي على عودة اللاجئين، في ظل عدم الاتفاق على الحل السياسي في سوريا.
على خط مبادرة فرنسا
وحالياً، توسع موسكو علاقاتها بالقوى اللبنانية. وهي تحاول أن تكون فاعلة في معضلات لبنان الداخلية، عبر مساندتها المبادرة الفرنسية، وتكاملها معها على خطّ تشكيل الحكومة، للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار في لبنان.
وهذا ما تبحثه روسيا مع رئيس الجمهورية وممثلين عنه، ومع الرئيس سعد الحريري، بينما تواصلها مستمر مع الرئيس نبيه برّي ووليد جنبلاط. ويوم الإثنين المقبل يتوجه وفد من حزب الله إلى موسكو. وحسب المعلومات، بدأ التحضير لهذا اللقاء قبل حوالى الشهر. وتحديداً لدى زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى موسكو. فخلال تلك الزيارة أثير الملف اللبناني مع ظريف، فنصح الروس بالتواصل مع حزب الله.
ومنذ ذلك الحين نشطت اتصالات روسية مع القوى اللبنانية المختلفة، للدفع في إزالة العقبات أمام تشكيل الحكومة. وروسيا تؤيد سعد الحريري منذ اليوم الأول لتكليفه. ولكن على أساس حفاظه على علاقته بحزب الله، وعدم دخوله في مواجهة معه، قد تؤدي إلى توتير الأجواء السياسية. فموسكو تريد الاستقرار في لبنان.
نظرتان إلى روسيا
وللتحرك الروسي قراءتان مختلفتان، ولكنهما تلتقيان في نقطة أساسية: لا تمتلك روسيا قدرة على إحداث تغيير في المعضلة اللبنانية، بلا توافقها مع الأميركيين والسعوديين. وكان ذلك مقتل المبادرة الفرنسية. وروسيا لا تريد تكرار الفشل الفرنسي.
أما تباين القراءتين فيتجلى في أن جهات تراهن على تنمية العلاقات الروسية – الخليجية، وانعكاسها على لبنان لصالح خصوم حزب الله بشكل أو بآخر. سواء أتعلق الأمر بأمن إسرائيل، أو بمحاولات إعادة النظام السوري إلى الحضن العربي بعيداً عن إيران. وهذه النظرة ترى تضارباً بين المصالح الإيرانية والروسية في لبنان كما في سوريا. وهذا مرتبط بملف أساسي تُستحضر روسيا إليه دوماً: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، وضبط المعابر التي يستخدمها حزب الله، ويرى أصحاب هذه النظرة أنها تستنزف سوريا ولبنان.
أما النظرة الثانية فتعود إلى الطرف الذي يراهن على استمرار التفاهم الاستراتيجي بين روسيا وإيران والنظام السوري. وهي نظرة ترى أن هذه العلاقة لا يمكن لها أن تصاب بتعارض كبير، مهما بلغت الخلافات.
لكن الأرجح أن الحركة الروسية لن تؤدي إلى تحقيق تقدم على خطّ الأزمة اللبنانية، المالية والاقتصادية والسياسية. فمثل هذه الأزمات تعني روسيا، لكنها لا تقوى على حلها. ولذا هي مرشحة للاستمرار. وآفاق تشكيل الحكومة مسدودة، وكذلك الحصول على مساعدات.
الانهيار فصوله مستمرة، إذاً. وسيكون لبنان مرتبطاً أكثر بالإيقاع السوري في المرحلة المقبلة.
=========================
الشرق الاوسط :لماذا أسست روسيا «منصة ثلاثية» جديدة لسوريا؟
في مارس 13, 2021
الاختبار الأول لـ«المنصة الثلاثية» حول سوريا، التي أطلقتها روسيا مع تركيا وقطر بغياب إيران، سيكون النجاح بعقد اجتماع الجلسة السادسة للجنة الدستورية قبل حلول شهر رمضان في منتصف الشهر المقبل، كما وعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام اجتماع «المنصة» في الدوحة أول من أمس.
– الموقف الأميركي
بداية، جاء تأسيس «المنصة الثلاثية» الجديدة في لحظة هجوم دبلوماسي روسي خلال المرحلة الانتقالية الأميركية. الواضح، أن سوريا ليست أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن، إذ تجري حالياً عملية مراجعة للسياسة الأميركية تجاه سوريا بقيادة مسؤول الشرق الأوسط الجديد في مجلس الأمن القومي بريت ماغورك. وكل المؤشرات، تدل على أن الأميركيين قرروا البقاء في شمال شرقي سوريا، وأن هذا الوجود لن يكون عرضة لتغريدات مفاجئة من بايدن، كما كان يحصل مع سلفه الرئيس دونالد ترمب. ستبقى أميركا تعبر عن «الموقف الأخلاقي» ذاته من الأزمة السورية، لكنها «لن تجد نفسها مكلفة بالقيام بأي شيء ملموس» باعتبار أنها «لا تريد أن تكون شرطي العالم».
الشيء الثابت هو العودة إلى المصلحة المباشرة المتمثلة بقتال «داعش» والاكتفاء بدعم سياسي لتنفيذ القرار 2254 وتقديم مساعدات إنسانية، وحديث خطابي عن موضوع المساءلة والمحاسبة. ومن المؤشرات الأخيرة إلى ذلك، أن وزير الخارجية طوني بلنكين قرر إلغاء تقديم خطاب تلفزيوني إلى مؤتمر بروكسل للمانحين في 30 الشهر الجاري. ستقدم واشنطن وعوداً مالية في المؤتمر، لكن الوفد سيقوده السفير الأميركي وليس وزير الخارجية. بدلاً من ذلك، قرر بلنكين الدعوة مع بلجيكا إلى مؤتمر للتحالف الدولي ضد «داعش» في 30 الشهر الجاري، يوم انعقاد مؤتمر بروكسل.
– الأولويات واضحة
يضاف إلى ذلك، أن المؤسسات الأميركية تجري مراجعة لآثار العقوبات بما فيها «قانون قيصر» على مواجهة «كورونا» والوضع الإنساني. ويعتقد أن هذا سيكون له أثر في سرعة إصدار قوائم جديدة من العقوبات، من دون أن يعني ذلك تغيير «قانون قيصر» المقر من الكونغرس الذي يسعى بعض أعضائه لفرض عقوبات إضافية.
لكن الجانب الأميركي وافق مبدئياً على إصدار بيان رباعي مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا غداً، يتضمن مبادئ الموقف السياسي في مناسبة الذكرى العاشرة للأزمة السورية في 15 الشهر الجاري، الأمر الذي سيقوم به الاتحاد الأوروبي أيضاً بإصدار بيان باسم الدول جميعاً، تضمنت مسودته عناصر، بينها أنه لا مشاركة في إعمار سوريا «قبل تقدم جوهري في العملية السياسية»، وأن «أي انتخابات سورية لا تجري وفق القرار 2254، لن تكون سبباً لتطبيع العلاقات مع دمشق»، إضافة إلى القول إن «جذور الأزمة» التي كانت سبباً للشرارة في 2011 لا تزال قائمة.
– الهجوم الروسي
أمام هذه الصورة والتوتر الأوسع بين واشنطن وموسكو، قررت روسيا القيام بـ«غزل» جديد لدول عربية أساسية. الهدف، محاولة جديدة لإقناعها بالتطبيع مع دمشق وإعادتها إلى الجامعة العربية، إضافة إلى المساهمة في إعمار سوريا وتقديم مساعدات إنسانية. البعض يرى أن «أسباب تجميد عضوية دمشق لا تزال قائمة»، وأنه «لا بد من حل سياسي يرضي الأطراف السورية»، وأن «الميليشيات الطائفية تعرقل الحل ولا بد من خروجها من سوريا»، فيما يرى آخرون أن «قانون قيصر» يحد من إمكانات التطبيع سواء من الدول أو القطاع الخاص. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيريه القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود تشاووش أوغلو: «ليس بوسعي إلا أن أرحب ببلورة موقف جماعي لدى الدول العربية بشأن ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأعتقد أن هذا سيكون قراراً موحداً سيلعب دوراً إيجابياً في استقرار الأوضاع في هذه المنطقة الكبيرة برمتها».
لكن الواضح أن «الموقف الموحد» لم يتبلور بعد، فكان الاهتمام حالياً بإطلاق «منصة ثلاثية» جديدة تضم تركيا وقطر. وإذا كانت «منصة آستانة» بمشاركة روسيا وتركيا وإيران أطلقت في مايو (أيار) 2017، للتركيز على البعد العسكري والتوصل إلى اتفاقات «خفض التصعيد» قبل أن تتحول إلى البعد السياسي بعقد «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي بداية 2018، ثم التركيز على المسار الدستوري باجتماع ثلاثي لـ«الضامنين» بداية العام، فإن الواضح أن «المنصة» الجديدة تركز في شكل مباشر على بعدين: إنساني ودستوري… وفي شكل غير مباشر على بعد سياسي – عسكري: مواجهة الأكراد، خلفاء واشنطن.
– اتفاق خطي
إذا كانت «منصة آستانة» سحبت تركيا من «مجموعة لندن 11» التي كانت تقودها أميركا لدول تدعم المعارضة، فإن «المنصة» الجديدة وضعت قطر أيضاً في مجموعة جديدة شكلتها روسيا. وكان لافتاً أن البيان الثلاثي، يشبه إلى حد كبير بيانات «مجموعة آستانة»، خصوصاً الأخير الخاص بـ«الدستورية».
لكن الأبرز، هو ثلاث نقاط: الأولى، «التأكيد على مكافحة الإرهاب في جميع صوره وأشكاله والوقوف في وجه الأجندات الانفصالية». المقصود هنا، «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا. اللافت، أن يأتي هذا بعدما تأكد أن الوجود الأميركي شرق الفرات بات ثابتاً مع إدارة بايدن، حيث يقود الملف السوري ماغورك الذي تعده أنقرة «متعاطفاً» مع الأكراد إلى حد أن مسؤولين أتراكاً سموه «لورانس الأكراد» تشبيهاً بـ«لورانس العرب» في بدايات القرن الماضي. ولم تكن صدفة، حملة التصعيد السياسية والعسكرية من موسكو وأنقرة ودمشق ضد «الإدارة الكردية» في القامشلي أمس.
الثانية، التأكيد على «الحاجة لزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى جميع السوريين بمختلف أرجاء البلاد». بالنسبة إلى أنقرة، تفسر هذه العبارة بأنها مقدمة لتمديد روسيا لقرار إيصال المساعدات «عبر الحدود» لدى انتهاء ولاية القرار الحالي في منتصف يوليو (تموز) المقبل. لكن بالنسبة إلى موسكو، فإن هذا قد يكون منصة لمساهمة قطر وتركيا في إعمار سوريا بطريقة ما من البوابة الإنسانية، أمام معارضة أوروبا وأميركا.
الثالثة، دعم المسار الدستوري عبر «التأكيد على الدور المهم للجنة الدستورية وضمان احترام الأطراف السورية معايير العمل». خطة الوزراء الثلاثة، هي عقد اجتماع الجلسة السادسة قبل شهر رمضان. قبل الاجتماع الثلاثي كان رئيس «الوفد المدعوم من الحكومة» أحمد الكزبري قدم ورقة للاتفاق مع رئيس وفد «هيئة التفاوض» المعارض هادي البحرة على آلية صوغ الدستور. مساء أول من أمس، أرسل البحرة ورقة مضادة إلى المبعوث الأممي غير بيدرسن الذي سيرسلها إلى الكزبري.
عليه، فإن الاختبار هو إمكانية التوصل إلى اتفاق خطي كما يريد بيدرسن حول آلية عمل «الدستورية» وعقد جلسة جديدة خلال أسابيع. موسكو تضغط بهذا الاتجاه، لكن الأيام ستكشف موقف طهران التي لم تحضر اجتماع الدوحة وموقف دمشق من مخرجات هذه «المنصة» الجديدة التي تحولت إلى مسار دائم. عقد ممثلو الدول الثلاث ثلاثة اجتماعات غير معلنة وسيعقدون اجتماعهم المقبل في تركيا ثم روسيا.
=========================
اروينت :بعد فشل أستانا وسقوط سوتشي: مسار جديد حول سوريا.. وروسيا تستبعد إيران وتستحضر قطر
أورينت - إعداد: أحمد جمال
تاريخ النشر: 2021-03-13 00:00
أسست روسيا لمسار جديد حول سوريا يضم تركيا وقطر، بما عرف بمسار الدوحة بعد جولة مكوكية للمسؤولين الروس في المنطقة العربية، وذلك بعد فشل موسكو بعشرات الجولات في مساري أستانة وسوتشي، وفشل خططها الدولية والإقليمية أحادية الجانب لفرض الحل في سوريا وفق الرؤية الروسية الساعية لإنقاذ نظام أسد وتحقيق مصالحها على حساب الشعب السوري.
وفتح المسار الجديد تساؤلات عديدة حول أهمية وأهداف الحلف الجديد في الدوحة من حيث الأطراف المشاركة، وخاصة استبدال إيران بقطر، وحول التغيّر الحقيقي في الموقف الروسي تجاه رؤية الحل السوري وتنازل موسكو عن حليفها أسد، بما يتناسب مع السوريين أنفسهم، في ظل استمرار القتل والنزوح والانهيار الاقتصادي غير المسبوق في مناطق سيطرة نظام أسد.
أورينت ناقشت المسار الجديد ضمن حلقة في برنامج "تفاصيل"، تحدث فيها المحللون المختصون حول أبعاد وأهداف المسار الجديد الذي أبصر النور قبل يومين، خلال اجتماع ضم وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر، وأثار تساؤلات حول غياب إيران للمرة الأولى عن ذلك الحلف.
ما الجديد في مسار الدوحة؟
يرى الكاتب والباحث في الشأن التركي، معين نعيم، أن التغيرات التي حصلت بعد تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن للسلطة، دفعت الجميع لإعادة التفكير في كثير من القضايا، وقال خلال حديثه لأورينت: "لا أستبعد أن يكون اجتماع الدوحة نتاج تغير أو محاولات استخدام الملف السوري من قبل بعض الدول المعنية بالملف، واستبعاد إيران أعتقد أنه من ضمن ذلك التغيير".
ويضيف الكاتب أن "الملف السوري لم يعد مضمونا في اتجاه معين، ويبدو أن الكثير من الآراء تطرح ويعاد تدويرها لكي تنفذ بشكل أو بآخر على ارض الواقع".
أما المحلل السياسي الروسي يفجيني  سيدورف فيقول إنه من المبكر جدا "الحديث أن هذه الصيغة المتكونة من روسيا وقطر وتركيا سوف تترتب عليها نجاحات معينة أو حتى محدودة فيما يتعلق بأي تقدم يخص الملف السوري، ولا شك أن مستقبل التطورات في المنطقة ربما سيتبين إن كانت هذه الصيغة فعالة أو تحتاج إلى صيغ أخرى لن تنجح ولن تأتي بأي جديد في الجهود المبذولة لإيجاد حل وتسوية الأزمة السورية".
بهلوانيات لإفراغ القرار الدولي
من جهته اعتبر عضو هيئة التفاوض الدكتور يحيى العريضي، المسار الجديد بمثابة بهلوانية جديدة من قبل روسيا، وقال إن "هذه البهلوانية تعكس حالة من التأزم السياسي الروسي بالنسبة للقضية السورية"، ويضيف العريضي خلال حواره مع أورينت، أن "الهدف النهائي لروسيا من كل تلك العملية البهلوانية، هو الابتعاد عن الجوهر الأساسي  للقضية السورية، ظنا منها أنها تستطيع أن تنجز بعض الإنجازات على الصعيد السياسي، وتستفيد من ملفات اقتصادية وجغرافية وعسكرية عديدة من خلال تدخلها العسكري في سوريا".
وأشار العريضي إلى أن موسكو  تسعى منذ السنوات الماضية لإفراغ القرار الدولي (2254) من مضمونه، ابتداء من وقف إطلاق النار وتحويله إلى خفض تصعيد ضمن مسار أستانة، وانتقلت إلى مسألة أخرى، مشددا على أن كل الاحتمالات مفتوحة والمشاريع السورية لا نهاية لها، حيث قال: "هذا يعطي إشارة إلى أن السوريين يئسوا من المجتمع الدولي ومن تلك الألاعيب والبهلوانيات، لا نريد عداء مع روسيا بل نريد أن نستعيد بلدنا"، بحسب تعبيره.
بديلا عن أستانة وسوتشي؟
يرى الكاتب والباحث في الشأن التركي، معين نعيم أن مسارات أستانة وسوتشي لم تصل إلى نتائج حقيقية حول سوريا خلال السنوات الماضية، مضيفا أن الأطرف المعنية تحاول في كل فترة تجديد المسارات في محاولة للوصول إلى نتيجة لتحقيق حل سياسي في سوريا، في إشارة إلى مسار الدوحة الجديد.
أما المحلل السياسي الروسي يفجيني سيدورف فيرى في حواره مع أورينت، أن روسيا تحاول إيجاد حل جديد أو مسار جديد لحل الأزمة السورية على غرار مسار "أستانة" (روسيا وإيران وتركيا)، منوها إلى أن الغلبة التكافؤية كانت (2-1) لروسيا بسبب وجود إيران الحليفة لنظام أسد مقابل تركيا حليفة المعارضة، أما في المسار الجديد نرى الصورة انقلبت تماما بحيث أصبحت عكس أستانة، بمعنى (2-1) لتركيا وقطر حليفتي المعارضة مقابل روسيا لوحدها وهي حليفة نظام أسد، بحسب تعبيره.
استبدال إيران بقطر
وحول استبدال إيران بقطر يصف الكاتب والباحث معين نعيم خلال حواره مع أورينت، بأنه "أمر إيجابي"، معتبرا وجود قطر مكان إيران بمثابة "رسالة واضحة لأمريكا، وخاصة مع وجود حدة في التفاوض بين واشنطن وطهران في الآونة الأخيرة".
ويوضح نعيم "أعتقد تم استبعاد إيران لسببين، الأول أن الروس يرون أنفسهم الحاكمين لبشار الأسد وإيران معا، والسبب الثاني هو أن الأطراف على الطاولة يحاولون إظهار أنهم غير معنيين بالخلاف مع واشنطن"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الجميع متفقون على اسبتعاد إيران، كون روسيا وتركيا تستفيدان من استبعادها.
كما أن قطر تعتبر الدولة  الخليجية الوحيدة التي يمكن أن يقف فيها الجميع في ظل خلافات مازالت عالقة بين بعض الأطراف، إضافة لوجود علاقات جيدة بين الدوحة وواشنطن وموسكو خصوصا، فضلا عن التعويل الروسي على تمويل أي حل في سوريا من خلال قطر، بحسب توقعات نعيم.
وبدوره يعتبر المحلل الروسي سيدورف أن اختيار قطر يعود لاعتبارات أخرى لاعلاقة لها بالملف السوري، ويوضح "على سبيل المثال سعي روسيا لأمرين، الأول السعي للمصالحة الخليجية التي حصلت سابقا، إضافة لمحاولة روسيا جذب قطر من أجل الجهود المبذولة للتسوية في سوريا، واعتبارات مصالحية أخرى بين البلدين".
بينما يرى عضو هيئة التفاوض الدكتور يحيى العريضي أن جميع الأطراف الدولية لا يريدون وجود إيران في الملف السوري، باستثناء المنظومة الاسبتدادية وخاصة روسيا، مضيفا أن غيابها اليوم عن اجتماع الدوحة هو غزل من نوع معين مع جهات دولية لا تريد وجودها"، بحسب تعبيره.
متغيرات وتوازنات دولية
يشير المحلل الروسي يفجيني سيدورف إلى أن لغة المصالح تطابقت مع السعي الدولي والإقليمي لإطلاق عملية سياسية جديدة في سوريا، ويقول "ربما تبدأ تلك العملية من خلال إيجاد حل لأعقد مشكلة تشغل بال الجميع، والمتمثلة ببحث الأولوية بين تشكيل دستور جديد واللجنة الدستورية، أم الانتخابات الرئاسية".
يربط سيدورف التبدلات الجديدة لروسيا في مسار الدوحة بالمتغيرات الدولية وخاصة إدارة بايدين، ويقول في هذا الصدد، "أوباما عندما تحدث عن الشرق الأوسط الكبير كان يقصد شيئا يختلف عنه الوضع الحالي، وبالتالي نحن أمام تطورات جديدة بحاجة ربما إلى جذب المزيد من الأطرف بخصوص سوريا وملفات أخرى".
ويوضح المحلل الروسي، "لاشك أن روسيا تعول على ضرورة ربما البدء بإطلاق العملية السياسية في سوريا بجلب مزيد من الأطراف الدولية بما فيها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية".
استماتة روسيا لإنقاذ الأسد
ويتفق جميع المحللين الذين يؤيدون قضية الشعب السوري، على أن روسيا مازالت تحاول اللف والدوران على قضية السوريين عبر محاولات تمييع القضية ونصرة النظام وإعادته تأهيله بشتى الوسائل الممكنة، والأخطر هو الالتفاف على القرار الدولي وتفريغه من مضمونه من خلال مسرحيات طويلة الأمد وفارغة المضمون على حساب آلام ودماء السوريين.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة شهدت قبل يومين اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية تركيا وروسيا، لإطلاق تحالف جديد لبحث الملف السوري، جمع الدول الثلاثة بينما غابت إيران التي استبعدتها موسكو على عكس مسار "أستانة" الذي يجمع (روسيا وتركيا وإيران).
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الثلاثي "هذا أول لقاء على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث بشأن سوريا"، لكنه أشار إلى أن المسار الجديد "عمره عدة أشهر ولا ينافس مسار أستانا"، مُرحّبا بما اعتبره الرغبة القطرية في خلق ظروف لتجاوز ما أسماها "الأزمة السورية".
ويأتي ذلك في إطار تحرك روسي عربي جديد بخصوص الملف السوري، الذي دخل مرحلة معقدة بسبب رفض نظام أسد وحلفائه روسيا وإيران الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الرامي لفرض حل سياسي يمهد لمرحلة جديدة بدون أسد.
ورعت روسيا بمشاركة إيران وتركيا مسارات أستانا وسوتشي منذ عام 2015، في مسعى لفرض أجنداتها على مستقبل سوريا، لكن جميع تلك المسارات فشلت رغم الإصرار الذي أبدته موسكو في حل القضية السورية بما يتناقض مع القرارات الدولية ورغبة الشعب السوري ذاته.
=========================
طيف بوست :على هامش اجتماع الدوحة.. رسالة جديدة من “لافروف” بشأن العملية السياسية في سوريا
rami fakhori2021-03-120 2 دقائق
طيف بوست – فريق التحرير
نالت زيارة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى الخليج اهتمام وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك نظراً لأهمية الزيارة من حيث التوقيت والملفات التي تمت مناقشتها مع مسؤولين بارزين في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن أهداف روسيا الرئيسية من الزيارة لم تتضح بعد، لكن العديد من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية اعتبرت تصريحات “لافروف” بعد اجتماع “الدوحة” الذي جمعه بنظيريه التركي والقطري، بمثابة رسالة روسية جديدة واضحة المعالم بشأن العملية السياسية في سوريا.
وضمن هذا السياق قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية ” يحيى العريضي” في تصريحات صحفية إن “لافروف” يرغب أن يرسل رسالة مفادها أن بلاده لديها رغبة باستمرار مسار الحل السياسي، مستدركاً بالقول: “لكنه يسعى لتفصيل حل على مقاس النظام ومقاسه”.
ونفى “العريضي” ما جاء في حديث “لافروف” خلال المؤتمر الصحفي يوم أمس حول تحديد موعد انعقاد محادثات الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية قبل شهر رمضان المقبل.
وأشار إلى أن هيئة التفاوض السورية لم تتلقى أي بيان بشأن موعد الجولة القادمة، مشدداً أن انعقاد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة إعادة صياغة الدستور لن تكون إلا بتوافق دولي.
وأضاف: “في أوساط المعارضة هناك توجه بأنه إذا لم يكن هناك ضمانات من نوع معين، تضمن الخروج بنتائج بعد نهاية المحادثات، فإنه لا لزوم لتلك الجولة”، على حد تعبيره.
من جهته، اعتبر المنسق السابق لـ “الهيئة العليا للمفاوضات”، ورئيس الوزراء الأسبق المنشـ.ـق عن النظام “رياض حجاب”، أن رسالة “لافروف” من خلال جولته الخليجية، مفادها أن روسيا مازلت متمسـ.ـكة ببقاء الأسد.
ولفت “حجاب” خلال لقاء على قناة “الجزيرة” بمناسبة الذكرى العاشرة لانطـ.ـلاقة الثورة السورية أن جولة “لافروف” تأتي في إطار سعي القيادة الروسية لإخراج الأسد من أزمته الكبيرة التي وقع فيها.
ونوه أن روسيا تكثف حراكها الدبلوماسي في الآونة الأخيرة من أجل أن تعيد الشرعية للأسد ونظامه، موضحاً أن الدول الغربية لن تسمح بذلك.
وأشار “حجاب” في معرض حديثه إلى حديث “لافروف” عن ضرورة عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الاقتصادي للنظام، مؤكداً أن المحاولات الروسية ستكون بائـ.ـسة لأن “الأسد” فقد الشرعية ولن يعد بإمكانه أن يستعيدها تحت أي ظرف.
وفي شأن ذي صلة، رأى “حجاب” أن الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر في الدوحة أمس، ما هو إلا “مسار جديد فيه بصمات عربية”.
وشدد على أن إنهاء معـ.ـاناة الشعب السوري تحتاج إلى دور عربي أكثر فاعلية خلال المرحلة المقبلة، معولاً على التحركات الدبلوماسية القطرية، مشيراً أن قطر تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع جميع الأطراف، مما يمكنها من لعب ذلك الدور.
تجدر الإشارة إلى أن وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر قد ركزوا في اجتماعهم يوم أمس على سبل إنجاح مباحثات اللجنة الدستورية السورية، بالإضافة إلى طرق تقديم الدعم للشعب السوري على الصعيد الإنساني.
كما أكد البيان الختامي للاجتماع على أن الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو الحل الوحيد القابل للتطبيق في سوريا.
=========================
العربي :اجتماع الدوحة.. هل يفتح آفاق الحل السياسي في سوريا؟
هشام منوّر
 إعلان وزراء الخارجية الروسي والقطري والتركي عن إطلاق عملية تشاورية جديدة بشأن سوريا شكل "مفاجأة" مع اقتراب ذكرى عشرية الثورة السورية،
لم تكن جولة وزير الخارجية، و"كاهن" الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، في منطقة الخليج العربي لتمر مرور الكرام، لولا الملفات التي تأبّطها وجال فيها على عدد من العواصم الخليجية العربية، باحثا في أروقتها عن تفاهمات بينية مع بعض دول الخليج العربي حول ملفات عربية (سوريا وليبيا واليمن) وغيرها.
فالرجل الذي يحاول إدارة ملفات عدة، منها الملف السوري، وهو ما يهمنا في هذا السياق، يروم البحث عن مخرج لحليفه في دمشق، بشار الأسد، بعد أنهكت العقوبات الدولية وتداعيات قانون قيصر والعقوبات الأميركية الدولية على إيران بسبب ملفها النووي، كلاً من الأسد وحلفائه، وأوصلت المواطن السوري المقيم في مناطق سيطرة النظام إلى حافة المجاعة، بحسب تصريحات أممية متوالية، آخرها ما كشف عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، من أن "60 في المئة من السوريين معرضون لخطر الجوع هذا العام". وهي التصريحات التي أدلى بها للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك تزامنا مع اقتراب الذكرى العاشرة للثورة السورية.
ما من شك أن هناك حاجة لوصول مزيد من المساعدات الإنسانية العابرة للحدود للوصول إلى جميع المحتاجين في سوريا، بحسب المسؤول الأممي، لكن عقدة التحالفات والأقطاب المتصارعة على الأرض السورية، جعلت الملف الإنساني واحدا من أبرز أوراق الضغط الممارس على السوريين على مختلف انتماءاتهم.
=========================
الدرر الشامية :مصادر تكشف عن سيناريوهات متوقعة للأزمة السورية بعد اجتماع الدوحة
الجمعة 29 رجب 1442هـ - 12 مارس 2021مـ  16:35
سوريا
الدرر الشامية:
كشفت مصادر إعلامية عن سيناريوهات متوقعة للأزمة في سوريا بعد الاجتماع "الروسي - التركي - القطري"، في الدوحة، أمس الخميس.
ونقل موقع "عربي 21" عن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، درويش خليفة، أن الروس لم يعد بإمكانهم تعويم الأسد، بعد ازدياد الخناق الاقتصادي عليه، لذلك لجأت لمسار جديد من بوابة قطر.
وأوضح أن الروس وقعوا بمأزق في سوريا، بعد وضع قطر والسعودية شروطًا لإعادة مساعدة سوريا الموحدة، وهي أن يتم تطبيق الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254، وهو ما قد يدفع موسكو للضغط على الأسد لتأجيل انتخاباته.
ورأى المحلل السياسي "بسام البني"، خلال حديثه مع الموقع ذاته، أنه من المستبعد أن تضغط روسيا على الأسد لتأجيل انتخاباته، إلا أنها ليست راضية عن تعطيل النظام للحل السياسي واجتماعات اللجنة الدستورية.
وتوقع الباحث السياسي الدكتور، صلاح قيراطة، المقرب بمواقفه من الأسد، أن النظام سيؤجل انتخاباته، بانتظار معرفة المسارات السياسية.
أما المحلل السياسي، حسن النيفي، فاعتبر أن الروس لن يضغطوا على النظام بمسألة الانتخابات، وحتى لو ضغطوا فإن ذلك سيقود النظام لمزيد من المماطلة في موضوع اللجنة الدستورية، إلى أن يجد مخرجًا.
وكانت روسيا وقطر وتركيا أكدت، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحفي عقد في الدوحة، أن الدول الثلاث تدعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعلى أن الحل السياسي في البلاد هو السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار.
=========================
عربي 21 :هل تتدخل روسيا لدفع الأسد إلى تأجيل الانتخابات؟
 Mar 12, 2021
أمام المواقف الدولية الرافضة للإنتخابات الرئاسية السورية، يتم تداول أحاديث عن احتمالية تأجيلها، بقرار روسي، أملا في الحصول على اعتراف خارجي بمشروعيتها. وجاءت التطورات الأخيرة، المتمثلة بإطلاق عملية تشاورية قطرية تركية روسية جديدة حول الملف السوري، لتقوي من حظوظ هذه الاحتمالية، خصوصا بعد تعثر مهمة روسيا بإعادة النظام السوري للجامعة العربية.
والسؤال، هل ستتدخل روسيا لدفع حليفها بشار الأسد إلى تأجيل الانتخابات؛ إفساحا لتطورات من شأنها كسر الجمود في المسار السياسي وبوابته اللجنة الدستورية؟ في هذا الصدد، قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي درويش خليفة: "من الواضح أن الروس لا يمكنهم إعادة تعويم النظام السوري، في ظل الوضع الاقتصادي الخانق، ولذلك شاهدنا محاولة تقودها الدبلوماسية الروسية تلوح في الأفق من أجل خلق مسار جديد، مضمونه سياسي بغطاء إنساني، في إشارة إلى لقاء الدوحة الثلاثي (القطري، التركي، الروسي)".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن روسيا تبدو أمام مأزق بسوريا، حيث اشترطت السعودية وقطر قبل مد يد العون لسوريا ككتلة موحدة تطبيق الحل وفق القرار الأممي رقم 2254، وهو ما يتعارض تماما مع الانتخابات التي يتحضر لها النظام السوري، الأمر الذي يجعل موسكو تفكر بجدية في الضغط من أجل تأجيل توقيتها.
وفي حال تم ذلك فعلا، يعتقد خليفة أن ترفض إيران المقترح الروسي، وتضغط لإجراء الانتخابات في موعدها أيار القادم.
من جهته، بدا الكاتب والباحث السياسي، الدكتور صلاح قيراطة، المعروف سابقا بمواقفه القريبة من النظام السوري، متيقنا بأن النظام سيؤجل إجراء الانتخابات، بانتظار تبلور بعض التطورات السياسية. وقال لـ"عربي21": "رغم اقتراب موعد الانتخابات، لم يعلن بشار الأسد عن ترشحه رسميا للانتخابات، وباعتقادي فإن جولة لافروف الأخيرة ستحسم ذلك".
لكن الكاتب والمحلل السياسي، حسن النيفي، اعتبر أن روسيا ليست بوارد الضغط على النظام في موضوع الانتخابات، وقال لـ"عربي21": رؤية روسيا والنظام واحدة، وكل ما يهم روسيا إعادة تعويم النظام سياسيا واقتصاديا.
وأضاف أنه لو فرضنا جدلا أن روسيا تدخلت وضغطت على النظام لتأجيل الانتخابات، غالبا لن يمانع النظام ذلك، ومن بعدها يواصل مشوار اللجنة الدستورية الذي يمتد إلى ما لا نهاية، بسبب عدم جدية الأسد وروسيا كذلك.
 أما المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، بسام البني، فيستبعد كذلك أن تضغط روسيا على الأسد لتأجيل الانتخابات، قائلا لـ"عربي21"، إن "روسيا تعتبر سوريا دولة ذات سيادة، من حيث المبدأ، وإن كان الواقع على الأرض يخالف ذلك". وبهذا المعنى، يعتقد البني أن من غير المرجح أن تتدخل روسيا في موضوع الانتخابات، علما بأن روسيا ممتعضة من تعطيل النظام لعمل اللجنة الدستورية، وعدم الالتزام بمضمون القرار 2254، الذي يشكل خارطة طريق لحل سياسي، يدعمه المجتمع الدولي، وفق تأكيده.
المصدر: عربي 21
=========================
الشرق الاوسط :لماذا أسست روسيا «منصة ثلاثية» جديدة لسوريا؟
الاختبار الأول لـ«المنصة الثلاثية» حول سوريا، التي أطلقتها روسيا مع تركيا وقطر بغياب إيران، سيكون النجاح بعقد اجتماع الجلسة السادسة للجنة الدستورية قبل حلول شهر رمضان في منتصف الشهر المقبل، كما وعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام اجتماع «المنصة» في الدوحة أول من أمس.
– الموقف الأميركي
بداية، جاء تأسيس «المنصة الثلاثية» الجديدة في لحظة هجوم دبلوماسي روسي خلال المرحلة الانتقالية الأميركية. الواضح، أن سوريا ليست أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن، إذ تجري حالياً عملية مراجعة للسياسة الأميركية تجاه سوريا بقيادة مسؤول الشرق الأوسط الجديد في مجلس الأمن القومي بريت ماغورك. وكل المؤشرات، تدل على أن الأميركيين قرروا البقاء في شمال شرقي سوريا، وأن هذا الوجود لن يكون عرضة لتغريدات مفاجئة من بايدن، كما كان يحصل مع سلفه الرئيس دونالد ترمب. ستبقى أميركا تعبر عن «الموقف الأخلاقي» ذاته من الأزمة السورية، لكنها «لن تجد نفسها مكلفة بالقيام بأي شيء ملموس» باعتبار أنها «لا تريد أن تكون شرطي العالم».
الشيء الثابت هو العودة إلى المصلحة المباشرة المتمثلة بقتال «داعش» والاكتفاء بدعم سياسي لتنفيذ القرار 2254 وتقديم مساعدات إنسانية، وحديث خطابي عن موضوع المساءلة والمحاسبة. ومن المؤشرات الأخيرة إلى ذلك، أن وزير الخارجية طوني بلنكين قرر إلغاء تقديم خطاب تلفزيوني إلى مؤتمر بروكسل للمانحين في 30 الشهر الجاري. ستقدم واشنطن وعوداً مالية في المؤتمر، لكن الوفد سيقوده السفير الأميركي وليس وزير الخارجية. بدلاً من ذلك، قرر بلنكين الدعوة مع بلجيكا إلى مؤتمر للتحالف الدولي ضد «داعش» في 30 الشهر الجاري، يوم انعقاد مؤتمر بروكسل.
– الأولويات واضحة
يضاف إلى ذلك، أن المؤسسات الأميركية تجري مراجعة لآثار العقوبات بما فيها «قانون قيصر» على مواجهة «كورونا» والوضع الإنساني. ويعتقد أن هذا سيكون له أثر في سرعة إصدار قوائم جديدة من العقوبات، من دون أن يعني ذلك تغيير «قانون قيصر» المقر من الكونغرس الذي يسعى بعض أعضائه لفرض عقوبات إضافية.
لكن الجانب الأميركي وافق مبدئياً على إصدار بيان رباعي مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا غداً، يتضمن مبادئ الموقف السياسي في مناسبة الذكرى العاشرة للأزمة السورية في 15 الشهر الجاري، الأمر الذي سيقوم به الاتحاد الأوروبي أيضاً بإصدار بيان باسم الدول جميعاً، تضمنت مسودته عناصر، بينها أنه لا مشاركة في إعمار سوريا «قبل تقدم جوهري في العملية السياسية»، وأن «أي انتخابات سورية لا تجري وفق القرار 2254، لن تكون سبباً لتطبيع العلاقات مع دمشق»، إضافة إلى القول إن «جذور الأزمة» التي كانت سبباً للشرارة في 2011 لا تزال قائمة.
– الهجوم الروسي
أمام هذه الصورة والتوتر الأوسع بين واشنطن وموسكو، قررت روسيا القيام بـ«غزل» جديد لدول عربية أساسية. الهدف، محاولة جديدة لإقناعها بالتطبيع مع دمشق وإعادتها إلى الجامعة العربية، إضافة إلى المساهمة في إعمار سوريا وتقديم مساعدات إنسانية. البعض يرى أن «أسباب تجميد عضوية دمشق لا تزال قائمة»، وأنه «لا بد من حل سياسي يرضي الأطراف السورية»، وأن «الميليشيات الطائفية تعرقل الحل ولا بد من خروجها من سوريا»، فيما يرى آخرون أن «قانون قيصر» يحد من إمكانات التطبيع سواء من الدول أو القطاع الخاص. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيريه القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود تشاووش أوغلو: «ليس بوسعي إلا أن أرحب ببلورة موقف جماعي لدى الدول العربية بشأن ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأعتقد أن هذا سيكون قراراً موحداً سيلعب دوراً إيجابياً في استقرار الأوضاع في هذه المنطقة الكبيرة برمتها».
لكن الواضح أن «الموقف الموحد» لم يتبلور بعد، فكان الاهتمام حالياً بإطلاق «منصة ثلاثية» جديدة تضم تركيا وقطر. وإذا كانت «منصة آستانة» بمشاركة روسيا وتركيا وإيران أطلقت في مايو (أيار) 2017، للتركيز على البعد العسكري والتوصل إلى اتفاقات «خفض التصعيد» قبل أن تتحول إلى البعد السياسي بعقد «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي بداية 2018، ثم التركيز على المسار الدستوري باجتماع ثلاثي لـ«الضامنين» بداية العام، فإن الواضح أن «المنصة» الجديدة تركز في شكل مباشر على بعدين: إنساني ودستوري… وفي شكل غير مباشر على بعد سياسي – عسكري: مواجهة الأكراد، خلفاء واشنطن.
– اتفاق خطي
إذا كانت «منصة آستانة» سحبت تركيا من «مجموعة لندن 11» التي كانت تقودها أميركا لدول تدعم المعارضة، فإن «المنصة» الجديدة وضعت قطر أيضاً في مجموعة جديدة شكلتها روسيا. وكان لافتاً أن البيان الثلاثي، يشبه إلى حد كبير بيانات «مجموعة آستانة»، خصوصاً الأخير الخاص بـ«الدستورية».
لكن الأبرز، هو ثلاث نقاط: الأولى، «التأكيد على مكافحة الإرهاب في جميع صوره وأشكاله والوقوف في وجه الأجندات الانفصالية». المقصود هنا، «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا. اللافت، أن يأتي هذا بعدما تأكد أن الوجود الأميركي شرق الفرات بات ثابتاً مع إدارة بايدن، حيث يقود الملف السوري ماغورك الذي تعده أنقرة «متعاطفاً» مع الأكراد إلى حد أن مسؤولين أتراكاً سموه «لورانس الأكراد» تشبيهاً بـ«لورانس العرب» في بدايات القرن الماضي. ولم تكن صدفة، حملة التصعيد السياسية والعسكرية من موسكو وأنقرة ودمشق ضد «الإدارة الكردية» في القامشلي أمس.
الثانية، التأكيد على «الحاجة لزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى جميع السوريين بمختلف أرجاء البلاد». بالنسبة إلى أنقرة، تفسر هذه العبارة بأنها مقدمة لتمديد روسيا لقرار إيصال المساعدات «عبر الحدود» لدى انتهاء ولاية القرار الحالي في منتصف يوليو (تموز) المقبل. لكن بالنسبة إلى موسكو، فإن هذا قد يكون منصة لمساهمة قطر وتركيا في إعمار سوريا بطريقة ما من البوابة الإنسانية، أمام معارضة أوروبا وأميركا.
الثالثة، دعم المسار الدستوري عبر «التأكيد على الدور المهم للجنة الدستورية وضمان احترام الأطراف السورية معايير العمل». خطة الوزراء الثلاثة، هي عقد اجتماع الجلسة السادسة قبل شهر رمضان. قبل الاجتماع الثلاثي كان رئيس «الوفد المدعوم من الحكومة» أحمد الكزبري قدم ورقة للاتفاق مع رئيس وفد «هيئة التفاوض» المعارض هادي البحرة على آلية صوغ الدستور. مساء أول من أمس، أرسل البحرة ورقة مضادة إلى المبعوث الأممي غير بيدرسن الذي سيرسلها إلى الكزبري.
عليه، فإن الاختبار هو إمكانية التوصل إلى اتفاق خطي كما يريد بيدرسن حول آلية عمل «الدستورية» وعقد جلسة جديدة خلال أسابيع. موسكو تضغط بهذا الاتجاه، لكن الأيام ستكشف موقف طهران التي لم تحضر اجتماع الدوحة وموقف دمشق من مخرجات هذه «المنصة» الجديدة التي تحولت إلى مسار دائم. عقد ممثلو الدول الثلاث ثلاثة اجتماعات غير معلنة وسيعقدون اجتماعهم المقبل في تركيا ثم روسيا.
إبراهيم حميدي
=========================
“الشرق الأوسط”: اجتماع “اللجنة الدستورية” أول اختبار للمسار الثلاثي الجديد حول سوريا
اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن الاختبار الأول لـ"المسار الثلاثي" الجديد حول سوريا، والذي يضم قطر وتركيا وروسيا، سيكون النجاح بعقد الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية، في منتصف الشهر المقبل، كما وعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وقالت الصحيفة في تقرير، السبت، إن الاختبار هو إمكانية التوصل إلى اتفاق خطي كما يريد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن حول آلية عمل اللجنة الدستورية وعقد جلسة جديدة خلال أسابيع.
وأضافت أن "موسكو تضغط بهذا الاتجاه، لكن الأيام ستكشف موقف طهران التي لم تحضر اجتماع الدوحة وموقف النظام من هذا المسار الثلاثي.
ولفتت إلى أن البيان الثلاثي الختامي، يشبه إلى حد كبير بيانات "مجموعة آستانا"، لا سيما الخاص بـ"الدستورية".
وحول سبب تأسيس المسار الجديد، أوضحت الصحيفة أنه "جاء في لحظة هجوم دبلوماسي روسي خلال المرحلة الانتقالية الأميركية"، مضيفة أنه "من الواضح، أن سوريا ليست أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن".
ورجّحت أن تبقى أميركا "تعبّر عن الموقف الأخلاقي ذاته من الأزمة السورية، لكنها لن تجد نفسها مكلفة بالقيام بأي شيء ملموس، باعتبار أنها لا تريد أن تكون شرطي العالم".
وقررت روسيا، أمام هذه الصورة والتوتر الأوسع بين واشنطن وموسكو، القيام بـ"غزل" جديد لدول عربية أساسية، بحسب "الشرق الأوسط".
ورأت أن الهدف يتمثل بمحاولة جديدة لإقناعها الدول العربية بالتطبيع مع الأسد وإعادته إلى الجامعة العربية، إضافة إلى المساهمة في إعمار سوريا وتقديم مساعدات إنسانية".
وأشارت إلى أنه من الواضح أن "الموقف العربي الموحد" لم يتبلور بعد، فكان الاهتمام حالياً بإطلاق "مسار ثلاثي" جديدة يضم تركيا وقطر، مرجحة أن يركز هذا المسار في شكل مباشر على بعدين: إنساني ودستوري، وفي شكل غير مباشر على بعد سياسي- عسكري: مواجهة الأكراد، حلفاء واشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإن أبرز النقاط في البيان الختامي، كانت دعم المسار الدستوري، و"مكافحة الإرهاب والوقوف في وجه الأجندات الانفصالية" في إشارة إلى "قسد"، وزيادة المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي قد يكون بالنسبة إلى موسكو، مساهمة قطر وتركيا في إعمار سوريا بطريقة ما.
=========================
الاخبار :حراك روسي لكسْر «عزلة» دمشق: لا تجاوز خليجياً للسقف الأميركي
سمع لافروف في قطر موقفاً فحواه أن «أسباب تعليق عضويّة سوريا في الجامعة العربية لا تزال قائمة» (الأناضول)
حمَل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مطلباً أساسياً في جولته الخليجية خلال الأيام القليلة الماضية، وهو كسْر عزلة دمشق العربية والإقليمية، وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. وعلى رغم الموقفَين الإماراتي والسعودي المتناسبَين مع المطلب الروسي ــــ في مقابل اصطدام لافروف بموقف قطر الرافض لعودة سوريا ــــ، فإن تحرُّكات دول الخليج تجاه الحكومة السورية تظلّ محصورة في الهامش الأميركي الضيّق المُتاح أمامها
 
بالتزامن مع بلوغ الذكرى العاشرة لاندلاع الأحداث في سوريا، والتي سُرعان ما أصبحت أعمالاً حربية دامية، وقبل قرابة شهرين من الموعد المحدَّد لإجراء الانتخابات الرئاسية السورية، تشهد المنطقة حراكاً روسياً ــــ عربياً، يهدف في الجزء الأهمّ منه إلى إنهاء سنوات العزلة العشر التي عاشتها الحكومة في دمشق، منذ تجميد مقعد سوريا في «جامعة الدول العربية» في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وتَتابُع إعلان الدول العربية قطع علاقاتها معها، باستثناء دول قليلة كالعراق ولبنان. ومثّلت «إعادة سوريا إلى محيطها العربي والإقليمي»، وتحديداً إلى «الجامعة العربية»، المطلب الرئيسي الذي حمَله وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في جولته الخليجية في الأيام القليلة الماضية، والتي زار خلالها أبو ظبي والرياض والدوحة.
في الرياض، سمع لافروف موقفاً متناسباً مع المطلب الروسي، إذ أكّد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية الوضع في سوريا، ويمهّد لعودتها إلى «الحضن العربي»، لافتاً إلى أن حلّ الأزمة «يتطلّب توافُقاً بين أطرافها من معارضة وحكومة». وإلى أبعد من ذلك، ذهب الموقف الإماراتي الذي جاء على لسان وزير الخارجية، عبد الله بن زايد، إذ اعتبر الأخير، أن «عودة سوريا إلى محيطها أمرٌ لا بدّ منه، وهو من مصلحة سوريا والمنطقة ككلّ»، مشيراً إلى أن «التحدّي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو قانون قيصر»، مضيفاً إن «إبقاء القانون كما هو اليوم يجعل هذا المسار والأمر في غاية الصعوبة». ومن هنا، شدد على ضرورة فتح حوار مع الإدارة الأميركية. لكن ردّ واشنطن سرعان ما أتى في الاتجاه المعاكس، حيث رأى متحدّث باسم وزارة الخارجية، عبر قناة «الحرة»، أن «الأزمة الإنسانية الشديدة الخطورة في سوريا هي نتيجة مباشرة لعرقلة نظام الأسد للمساعدات المنقذة للحياة والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية”، وليست بسبب قانون «قيصر»، كما ادّعى. أمّا في قطر، حيث عقد لافروف لقاءً مع نظيرَيه، القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود جاووش أوغلو، فقد سَمع موقفاً فحواه أن عودة سوريا إلى «الجامعة العربية» مشروطة بحدوث تقدُّم نحو الحل السياسي.
=========================
الخليج اونلاين :ما دلالات جولة لافروف الخليجية وانعكاساتها على الأزمة السورية؟
يوسف حمود - الخليج أونلاين
جولة خليجية بارزة قادت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الإمارات والسعودية وقطر، حيث تواجه موسكو في سوريا أزمة مركبة ومتعددة الأوجه، وسط محاولات خليجية لتفعيل دورها الاستراتيجي في المنطقة.
وخلال السنوات الماضية، اتخذت دول الخليج مواقف أكثر وضوحاً حيال النظام الحاكم في سوريا مقارنة بغيرها من الدول العربية في مرحلة الاحتجاج السلمي، حيث تولت منذ البداية طرح العديد من المخارج للأزمة السورية، وشكلت مبادراتها الديناميكية الأساسية والمحركة لمبادرة الجامعة العربية الأولى.
ودخلت معظم دول الخليج بعلاقة سيئة مع النظام السوري خلال السنوات الماضية، لكن مؤخراً عادت التحركات الخليجية تجاه سوريا ضمن مساعٍ لإنهاء حربٍ واقتتال دام أكثر من 10 سنوات، وبدأت بعض الدول كالإمارات والبحرين بفتح سفاراتها بدمشق والتهيئة لعودة سوريا لجامعة الدول العربية.
لافروف في الخليج
جولة بدأها وزير الخارجية الروسي لافروف، في الـ8 من مارس 2021، واستمرت حتى الـ12 من الشهر ذاته، التقى خلالها قادة وزعماء الإمارات وقطر والسعودية.
في الرياض قال لافروف: إن "المحادثات أولت اهتماماً كبيراً للوضع في سوريا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، وحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل"، بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
أما في الإمارات فقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي، إن بلاده تدعم التسوية السياسية في سوريا وليبيا واليمن.
لافروف كان في آخر محطاته في الدوحة قادماً من الرياض، وفي محطته القطرية انضم إليه نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.
تأكيد خليجي
في الرياض خرج موقف سعودي يعلن دعم المملكة لحل سياسي بين النظام السوري والمعارضة، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي عقد في 10 فبراير 2021، إن الأزمة السورية تتطلب حلاً سياسياً.
وأكد أن هذا البلد "بحاجة إلى العودة لحضنه العربي، والتمتع بالاستقرار والأمن"، موضحاً أن حل الأزمة في سوريا يتطلب توافقاً بين أطراف الأزمة؛ من معارضة وحكومة.
فيما قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، إن قانون قيصر يعقّد عودة سوريا لمحيطها العربي.
وأكد ضرورة فتح حوار مع الإدارة الأمريكية، التي فرضت في وقت سابق قانون قيصر ضد سوريا للضغط على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ويستهدف هذا القانون أيضاً الأفراد والشركات التي قد تتعامل مع دمشق.
أما وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فقد أكد وحدة الأراضي السورية وعدم وجود حل عسكري للأزمة، مشدداً على دعم مفاوضات اللجنة الدستورية السورية والعودة الآمنة والطوعية للاجئين.
المحطة الختامية
يرى الصحفي والكاتب السوري إبراهيم العلبي أن زيارة لافروف إلى الخليج "يمكن فهمها بالنظر إلى محطتها الختامية في قطر".
وأوضح قائلاً: "في السعودية والإمارات جرت مباحثات بين روسيا ومسؤولي كل من البلدين حول الملف السوري، وطرح كل طرف وجهة نظره تجاه الخطوات المستقبلية للدفع بالحل السياسي وتطبيع العلاقات مع سوريا، إلا أن المباحثات في قطر انتقلت من الصيغة الثنائية إلى صيغة ثلاثية جمعت وزراء خارجية قطر وروسيا وتركيا".
وأضاف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "أعلنت منصة أو مسار تعاون إقليمي جديد حول سوريا موازٍ للمسارات الدولية الأخرى مثل أستانة وجنيف، ويختلف عنها بأن تركيزه سينصب على الجانب الإنساني".
ويشير إلى أن المحطتين الخليجيتين الأوليين (السعودية والإمارات) "مجرد تمهيد لإطلاق هذا المسار ونيل موافقة البلدين على تمثيل قطر لهما فيه".
ويعتقد أن روسيا "لا تسعى مع أي دولة حتى مع حلفائها مثل إيران والصين إلى إنهاء الأزمة السورية، بل ربما تسعى لتعزيز أوراق تفاوضها، وربما استغلال الخلافات بين الدول وتضارب مصالحها لكسب المزيد من الوقت والقيام بالمزيد من المناورة".
يضيف قائلاً: "في حالتنا هذه ربما تسعى روسيا إلى استغلال المخاوف الخليجية، لا سيما في الإمارات والسعودية، من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي من الواضح أنها لا تكنّ الكثير من الود لهما كما كان الحال مع الإدارة السابقة، وتسخير هذه المخاوف في تقارب أكبر بينهما وبين روسيا في الملف السوري".
ويرى أن الهدف النهائي لروسيا "هو تهيئة الظروف واستكمال أدواتها للوصول إلى التفاوض مع الولايات المتحدة على طبيعة وحدود التسوية السياسية في سوريا، وهو مطلب لم تبدِ واشنطن اهتماماً به منذ أن اندلعت الثورة السورية وحتى اللحظة".
من جانبه يعتقد المحلل السياسي والمعارض السوري بسام جعارة، أن "روسيا لم تغير موقفها، وطالبت الدول الخليجية بإعادة مقعد سوريا بالجامعة العربية، كما أنها تطلب دعماً مالياً خليجياً تحت عنوان الدعم الإنساني".
ويرى في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن الأزمة السورية "لن تحل إلا بصفقة أمريكية روسية بعد انهيار اقتصادي تعجز روسيا عن معالجته".
عملية تشاورية ثلاثية
في الدوحة خلال مؤتمر صحفي عقد بين وزراء قطر وروسيا، إضافة إلى وزير خارجية تركيا تشاووش أوغلو، كان الكلام الأبرز للوزراء الثلاثة عن الملف السوري.
وأطلقت المحادثات بين الوزراء عملية تشاورية ثلاثية جديدة لتسوية النزاع السوري، حيث أكدوا التزام بلدانهم بالحفاظ على استقلال سوريا.
كما أكدوا أهمية دور اللجنة الدستورية، وجددوا تأكيد احترامها لاختصاصاتها وقواعدها الإجرائية الأساسية كما وضعتها الأطراف السورية.
وأكدت الدول الثلاث أيضاً عزمها على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، ووقوفها ضد الأجندات الانفصالية التي تقوض السيادة السورية وتهدد الأمن القومي لدول الجوار.
وتشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكاً دبلوماسياً وسياسياً مكثفاً ومتعدد الأطراف لإيجاد حلول وتسويات لعدد من القضايا الإقليمية الشائكة، حيث التقى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع وزيري خارجية روسيا وتركيا لمناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث.
=========================
ارام :روسيا تعزف على الوتر العربي لتعويم الأسد .. ومسار سياسي جديد لسوريا
12 مارس 2021، 02:35 م
عائشة صبري – آرام
تشهد الساحة السورية تحرُّكات دبلوماسية، تهدف لإعادة الملف السياسي إلى الواجهة، بعد فشل جولات اللجنة الدستورية الخمسة في العاصمة السويسرية جنيف، وانحسار مسار "أستانا" في كازاخستان.
وتلعب روسيا في هذه التحرُّكات الدور الأساسي لحماية مصالحها، ومحاولتها إعادة تعويم بشار الأسد مع اقتراب موعد انتخابه رئيساً لنظامه في سوريا للمرة الرابعة على التوالي منذ وفاة والده حافظ عام 2000.
ويُعرب محللون سياسيون عن أملهم في أن تؤتي هذه التحرُّكات ثمارها، لإنهاء معاناة الشعب السوري، تزامناً مع دخول الثورة السورية عامها العاشر، لا سيّما مع عودة، د. رياض حجاب إلى الظهور سياسياً، وهو يعدّ شخصية متوافق عليها لدى معظم السوريين.
وبشّر "د. حجاب" (رئيس الوزراء المنشق عن النظام) السوريين، بأنَّ سوريا "مقبلة على تحوّل كبير، والتغيير الحتمي قادم"، وأكد أنَّ "بشار الأسد يقترب من المحاسبة، ولا يمكن إعادة إنتاجه أو تعويمه".
تصريحاته جاءت عقب لقائه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة القطرية الدوحة، التي شهدت، الخميس، انطلاق مسار سياسي جديد تقوده تركيا وروسيا وقطر، إذ رأى سياسيون بأنَّه بديلٌ لمسار "أستانا"، وذلك عبر إقصاء إيران.
ويبدو أنَّ الروس أدركوا باستحالة الحلّ السياسي بمفردهم، أو عبر مسار "أستانا"، وبدأوا يشعرون بثقل الدور الإيراني، نتيجة الرفض الغربي له، ولأيّ محاولة إعادة تعويم النظام خاصة بوجود الإيرانيين.
ووفق الكاتب السوري فراس علاوي، لشبكة "آرام"، فإنَّ الروس حاولوا استباق تبلور الموقف الأمريكي تجاه طهران، عبر الذهاب إلى فرض الحلّ الروسي، وذلك باستقطاب الدول العربية.
مقعد الجامعة العربية
وقال "علاوي": إنَّ روسيا بعد فشلها مع مصر والجزائر، "اتجهت إلى دول الخليج" المشطورة لتيارين، الأول تقوده قطر مقرب من تركيا، والآخر تقوده السعودية، فحاول وزير خارجيتها سيرغي لافروف "الوصول إلى نقطة ما" مع الطرفين.
وأضاف، أنَّ لافروف حاول مع السعودية والإمارات إعادة مقعد نظام الأسد لجامعة الدول العربية، لكنَّه فشل رغم دعوة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد لعودة النظام ورفع عقوبات "قيصر" عنه.
وبرأيه، أنَّ نظام الأسد لن يعود إلى مقعده في الجامعة العربية، لوجود عوائق كثيرة، أهمها "عدم وجود إجماع عربي لذلك، ورفض أمريكي وأوروبي".
ولفت إلى محاولات استثمار الموقف الروسي من قبل دول الخليج خاصة السعودية، وهناك مؤشرات لـ"صفقة ما"، قد بدأت بالظهور، لكنَّها ليست على المدى القريب.
وباعتقاد "علاوي" أنَّ لافروف "يُحاول تدوير الزوايا بما يتعلق بالملف السوري"، ربّما هو انتقال روسي من "التحالف الهش مع إيران، إلى التحالف مع الدول العربية بجانب تركيا"، وهو على ما يبدو بديلاً لمسار "أستانا" إذ دخلت قطر بدلاً من إيران.
ويتوقع أن نشاهد في الأيام القادمة "عزلة لإيران في سوريا"، ما يؤثر على الحلّ حسب تطور العلاقات الأمريكية - الإيرانية.
ويُجمل القول: بأنَّ هذا "الحراك الدبلوماسي" يُفيد القضية السورية "بإعادتها إلى الواجهة"، سواء صدرت عنه نتائج على المستوى القريب أو البعيد، لإعادة الحياة للملف السوري بعد توقفه لفترة زمنية انعكست سلباً على الشعب السوري.
بدوره، الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، أكد لـ"آرام" أنَّ "الإمارات لن تخطو أيّة خطوة بعيداً عن القبول الأمريكي"، فدول الجزائر ولبنان والعراق لا تصنع رأياً عربياً وإقليمياً، وغير قادرين على التأثير في الجامعة العربية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية، تُحاول روسيا إيجاد خرق مسبق في القطيعة الإقليمية والدولية التي يعيشها نظام الأسد، وبحسب "علوان" فإنَّها تلتفت مجدداً إلى الدول العربية ذات الثقل والتأثير الكبير.
وذلك، بالتزامن مع الموعد المفترض لتحديد لقاء جامعة الدول العربية، إذ تحتاج موسكو إلى دعم من دول الخليج العربي التي ماتزال تحسب حساباً للموقف الأمريكي الرافض لعودة نظام الأسد إلى الجامعة، والمحذّر من تطبيع العلاقات السياسية أو التعامل الاقتصادي معه.
المسار السياسي الجديد
بدأ إطلاق المسار التشاوري الثلاثي، (الروسي – القطري – التركي)، برغبة (تركية – قطرية) قبل خمسة أشهر، ووفق المحامي عمر إدلبي، فإنَّ معارضين سوريين دفعوا باتجاه هذا المسار.
وأوضح لـ"آرام" أنَّ السوريين بحثوا هذا التوجه مع القيادتين القطرية والتركية، بهدف إعادة القضية السورية إلى "ساحة التركيز الدولي والإقليمي، واستعادة تأثير الدور العربي".
وبيَّن مدير مكتب الدوحة‏ لدى "‏مركز حرمون للدراسات"، أنَّ التحرُّك تقف وراءه "قناعة روسية بأنَّ الحلّ في سوريا لن يكون بدون حوار ودعم حلفاء المعارضة"، حتى لو توصلت موسكو إلى تفاهمات مع واشنطن.
وأشار "إدلبي"، إلى سماع "لافروف" كلاماً واضحاً في الدوحة عن الاستعداد للمساهمة بوقف انهيار الدولة السورية (الوشيك) وفق خطة عملية تنفيذية واضحة، تفضي إلى تنفيذ كامل متدرج للقرار 2254، وبمرجعية أممية "لا علاقة لمسار أستانا بها".
واعتبر أنَّ التنسيق الثلاثي الجديد "فرصة ليخرج الروس من أزمة قد تورطهم أكثر في سوريا"، ويدعموا حلاً سياسياً يقود للانتقال السياسي، ويخرج بشار الأسد من السلطة، ويفتح أفقاً لإنهاء معاناة السوريين.
لكن هذا المسار قد يتوقف وينتهي قبل الجولة الثانية المزمع عقدها في العاصمة التركية أنقرة الشهر القادم، ما لم يظهر الروس جدية في اتخاذ إجراءات تسهل الحل السياسي. وفق "إدلبي".
وبحسب الأكاديمي في أمريكا صالح المبارك، فإنَّ الاجتماع الثلاثي في الدوحة، له "دور إيجابي في سوريا"، من خلال المباحثات "الجيدة"، قائلاً: لـ"آرام": "نريد إيجاد مخرج يوفي بالحدِّ الأدنى من مطالب المعارضة السورية".
وحول تشديد متحدث باسم الخارجية الأميركية، على "أهمية لجوء بشار الأسد وداعميه للحوار السياسي وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية"، رداً على تصريحات الإمارات، التي انتقدت فيها "قانون قيصر" الأميركي.
أفاد "المبارك" بأنَّ الإدارة الأمريكية جادة في تحسين صورتها، ومن ضمنها قضية حقوق الإنسان لذلك اتجهت لقضية خاشقجي وملف اليمن، وهي لا تستطيع إعادة العلاقات مع نظام الأسد لارتكابه الجرائم وفرض قانون قيصر، لذلك تحرص على "سمعتها أخلاقياً".
وذكر أنَّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي لم يعد هناك مصارعة بينهما لاتخاذ أي قانون "إنسانياً"، مشيراً إلى أنَّ روسيا تسعى لحلّ في سوريا، لكن مصالحها أهم من بشار الأسد، وستتخلى عنه وقت ما تريد، لكنَّها تسعى لـ"أعلى سعر"، لرمي ورقة الأسد من يدها.
وفيما يخصّ دور السعودية، رأى "المبارك" أنَّها في "وضع محير جداً"، ويبدو لديها انفصال مع الرأي الإماراتي وهذا "مؤشر جيد"، أمَّا قطر فسياستها مجاملة الجميع، وتولي "دور المصالحة"، ومن الطبيعي أن تلعب هذا الدور في سوريا كما لعبته مع طالبان والحكومة الأفغانية.
وكانت جولة "لافروف" إلى دول الخليج، سبقتها مساعٍ روسية عبر الجزائر لإقناع الدول العربية بضرورة إعادة النظر في علاقات نظام الأسد وملف التطبيع مع إسرائيل، لكن الجهود الجزائرية التي كانت تعتمد عليها موسكو "لم تنجح" مع استمرار التردد المصري الذي لا يريد مخالفة الموقف العام العربي والغربي.
=========================
الاناضول :تشاووش أوغلو: اجتماعاتنا مع قطر وروسيا متممة لمسارات الحل بسوريا
أنقرة/الأناضول
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن الاجتماعات الثلاثية بين بلاده وروسيا وقطر بشأن سوريا، لا تشكل بديلا لمسارات جنيف أو أستانة وغيرها، بل متممة لها.
جاء ذلك في تصريحات حصرية للأناضول والتلفزيون التركي حول المستجدات في ملفات السياسة الخارجية.
وتطرق الوزير تشاووش أوغلو إلى اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع نظيريه القطري محمد بن عبد الرحمن والروسي سيرغي لافروف في الدوحة، الخميس، بشأن سوريا.
وأكد أن قطر ترغب الاقدام على خطوات ملموسة أكثر لا سيما فيما يخص الوضع الانساني الميداني، وذلك في معرض رده على سؤال حول الجدوى من إطلاق آلية تشاورية ثلاثية جديدة حول الشأن السوري.
ولفت إلى أنه جرى تنظيم اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاثة، بمبادرة من قطر، قبل أن يتقرر عقد الاجتماع الثلاثي الوزاري.
ولفت إلى أنه سيتم الاقدام على خطوات فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية والتعليم، وأن هدفهم هو إحلال السلام والاستقرار في سوريا والتوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.
وشدد تشاووش أوغلو على أن هذه الآلية الثلاثية ليست بديلا عن مسار جنيف أو مسار أستانة الذي تنخرط فيه إيران أيضا (إلى جانب تركيا وروسيا) أو أي مسارات أو اجتماعات بصيغ أخرى، حول الشأن السوري، بل متممة لها.
وتابع أن الدول الثلاثة (تركيا وقطر وروسيا) "لديها ما تفعله على الأرض"، ولهذا تم اطلاق الآلية الثلاثية الوزارية.
وأشار إلى أن الاجتماعات على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاثة ستتواصل لبحث سبل التعاون في سوريا، وأن الاجتماع الوزاري الثلاثي المقبل سيعقد في تركيا.
وعقب الاجتماع، الخميس، أصدر الوزراء الثلاثة بيانا مشتركا أكدوا فيه على إصرار بلدانهم على الوقوف في وجه مساعي الانفصاليين في سوريا.
كما شددوا على الالتزام بحماية سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، والاتفاق على عدم وجود حل عسكري للصراع.
=========================
شقنا العربي :تشاووش أوغلو: آلية قطر وروسیا وترکیا لیست بدیلة عن مسار أستانا
شفقنا – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن الآلية الثلاثية الجدیدة بين بلاده وروسيا وقطر بشأن سوريا، لا تشكل بديلا عن مسارات جنيف أو أستانا وغيرها التي تنخرط فیها إيران بل متممة لها.
وقال: “جرى تنظيم اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاث بمبادرة من قطر، قبل أن يتقرر عقد الاجتماع الثلاثي الوزاري”.
وأضاف: “قطر ترغب في الإقدام على خطوات ملموسة أكثر لاسيما في ما يخص الوضع الإنساني، وسيتم الإقدام على تلك الخطوات بإيصال المساعدات الإنسانية ورفد التعليم، والهدف هو إحلال السلام والاستقرار في سوريا والتوصل إلى حل سياسي هناك”.
وتابع: “الدول الثلاث لديها ما تفعله على الأرض، ولهذا تم إطلاق الآلية الثلاثية الوزارية”.
وأشار، إلى أن الاجتماعات على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاث ستتواصل لبحث سبل التعاون في سوريا، وأن الاجتماع الوزاري الثلاثي المقبل سيعقد في تركيا.
=========================
جسر :“جاويش أوغلو” يتحدث عن سبب إطلاق “الآلية الثلاثية” بشأن سوريا في الدوحة
في مارس 13, 2021
جسر – وكالات
صرّح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بأن الاجتماعات الثلاثية بين تركيا وروسيا وقطر بشأن سوريا، لا تشكل بديلاً لمسارات جنيف أو أستانا وغيرها، بل متممة لها، مضيفاً أن الدول الثلاث “لديها ما تفعله على الأرض”.
وكان قد اجتمع أوغلو أول أمس الخميس في الدوحة، مع نظيريه القطري محمد بن عبد الرحمن، والروسي سيرغي لافروف في الدوحة، وأعلنوا فيها عن مسار جديد بشأن سوريا.
وقال أوغلو لوكالة “الأناضول” إن “قطر ترغب الاقدام على خطوات ملموسة أكثر، لا سيما فيما يخص الوضع الانساني الميداني”، وذلك في معرض رده على سؤال حول الجدوى من إطلاق آلية تشاورية ثلاثية جديدة حول الشأن السوري.
وأشار الوزير التركي إلى أنه “جرى تنظيم اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاثة، بمبادرة من قطر، قبل أن يتقرر عقد الاجتماع الثلاثي الوزاري”، مضيفاً أنه “سيتم الاقدام على خطوات فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية والتعليم، وأن هدفهم هو إحلال السلام والاستقرار في سوريا والتوصل إلى حل سياسي في هذا البلد”، حسب قوله.
وأضاف أن “هذه الآلية الثلاثية ليست بديلاً عن مسار جنيف أو مسار أستانا أو أي مسارات أو اجتماعات بصيغ أخرى، حول الشأن السوري، بل متممة لها”.
وتابع أن تركيا وقطر وروسيا “لديها ما تفعله على الأرض”، ولهذا تم إطلاق الآلية الثلاثية الوزارية في الدوحة.
ولفت إلى أن “الاجتماعات على مستوى كبار الموظفين بين الدول الثلاثة ستتواصل لبحث سبل التعاون في سوريا، وأن الاجتماع الوزاري الثلاثي المقبل سيعقد في تركيا”.
=========================
سوريا تي في  :اجتماع الدوحة.. الأسباب والأهداف
محمد شيخ يوسف
بالرغم من التحضيرات التي جرت على مدار أشهر بحسب ما أعلن في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزراء خارجية تركيا وقطر وروسيا في الدوحة الخميس، من أجل إتمام الاجتماع الأول من نوعه بين الدول الثلاثة لتناول الملف السوري، إلا أن الإعلان المتأخر الرسمي عن الاجتماع عشية انعقاده، وطريقة ظهوره المفاجئ، ترك إشارات استفهام عديدة عن أسباب وأهداف الدول المشاركة من الاجتماع على صعيد الملف السوري من جهة، وعلى صعيد الإعلان عن أنه مسار جديد متواصل سيستمر بالاجتماع في الفترة المقبلة، مذكرا ببقية المسارات التي تناولت الملف السوري، وهي مسارات جنيف وأستانا وسوتشي، وكلها لم تحقق أثرا يذكر في إيجاد سبيل للحل السياسي، والمرحلة الانتقالية المنشودة من قبل السوريين، ولهذا تساءل السوريون في كل مكان وبمختلف المنصات مع انعقاد الاجتماع، عن أهدافه وأسبابه، والنتائج التي يمكن أن تحقق أثراً على صعيد الحل في البلاد.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توّج جولته في المنطقة بزيارة قطر والمشاركة في الاجتماع، بهدف واضح وهو إعادة شرعنة النظام، خاصة بعد اللغة التي استخدمها المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في اجتماع أستانا-15 الذي انعقد في سوتشي قبل أكثر من أسبوعين، بأن الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام إجراءها مشروعة، ودعا جميع دول العالم للاعتراف بها، في ظل رفض دولي واضح، ورفض من الضامن التركي الذي يرفض مجرد الحديث عن هكذا انتخابات لا يمكن أن تجرى في ظل الظروف الحالية دون تحقيق الانتقال السياسي، ولا توجد أي مقومات ومؤشرات للاعتراف بها، في وقت تتكثف فيه الضغوط الاقتصادية الخانقة على النظام، فبدت جهود لافروف وكأنها استمرار في مسار السعي الروسي لتشريع النظام، ولكن النتائج التي خرج بها تظهر أنه عاد بخفي حنين من جولته هذه، دون تحقيق الهدف المنشود بسبب المواقف العربية والدولية الرافضة لاستمرار الوضع الراهن وتعويم النظام.
البيان الختامي أكد بوضوح أن قطر وتركيا كان لهما موقف واضح بأن المقاربة السورية تنطلق من بوابة الحل السياسي
جولة لافروف هذه توضح مما لا يدع مجالاً للشك، أن روسيا ساعية بكل قوتها إلى شرعنة النظام من جهة، وأنها تهدف إلى تحقيق عدة نقاط من جهة ثانية، بعد أن خنق الوضع الاقتصادي النظام، في ظل عجز كبير من قبل إيران وروسيا لمساعدته على احتواء الوضع الذي أثار استياء مؤيديه، فالأهداف الأخرى التي ترغب موسكو بتحقيقها هي إعطاء صورة عنها بأنها الدولة المنفتحة على جميع دول المنطقة والإقليم والعالم، وخاصة فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط، أملا في استعادة دور بعد أن ظهرت أولويات للإدارة الأميركية، ولّدت ظروفا دفعت دول المنطقة للبحث عن حلفاء جدد على الساحة الدولية، فسعت موسكو لاستغلال ذلك عبر البوابة السورية، وإعطاء الانطباع أنها منفتحة على جميع الدول، والهدف التالي هو محاولة الاستفادة من الدور القطري الإيجابي في المنطقة، الدور الساعي لتحقيق الاستثمارات في الشعوب وتلبية مطالبه، حيث إن قطر معروف عنها دعم الجهود المشتركة مع منظمات المجتمع المدني بهدف مساندة شعوب المنطقة، وبالتالي الاستفادة من المواقف القطرية لتوفير المساعدات اللازمة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا التي تسبب بها النظام، أما الهدف الرابع فهو الرغبة الروسية في إشراك قطر بملف إعادة الإعمار خاصة أن الدول الغربية أبدت بشكل واضح أنها غير مستعدة لبدء مرحلة إعادة الإعمار دون حل سياسي لا يلوح في الأفق، ومن هذه النقطة يبدو واضحا رغبة روسيا في مواصلة سياستها مؤخرا بتعويم النظام ومحاولة حشد المساعدات له وإعادة الإعمار، ولكن البيان الختامي كان واضحا بتجديد التأكيد على أن كل هذه المراحل لا تمر إلا من الحل السياسي، والانتقال القائم على القرار الأممي 2254 الذي ينص بوضوح على حكومة انتقالية تعمل على إعداد دستور وقيادة الانتخابات.
البيان الختامي أكد بوضوح أن قطر وتركيا كان لهما موقف واضح بأن المقاربة السورية تنطلق من بوابة الحل السياسي، ولهذا جرى الحديث عن انعقاد اجتماع اللجنة الدستورية القادمة قبل شهر رمضان المبارك المقبل، في ظل اتهام صريح وواضح من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في المؤتمر الصحفي، بأن النظام غير مستعد للانخراط في الاجتماعات التي تقود لصياغة مسودة دستور جديد للسوريين حسب الجولات السابقة، ومن هنا بدا واضحا أن الهدف التركي من هذا الاجتماع هو تحقيق مزيد من الحشد السياسي والإنساني للملف السوري، وتحقيق الضغط على روسيا والنظام، حيث إن تركيا هي التي تقود الجهود الحقيقية للانتقال السياسي وتبدي رغبة واضحة أن يكون هناك حل عادل يرضي الشعب السوري، ولكن في ظل تخلٍ دولي عن السوريين وتراجع عن دعم الموقف التركي، باتت معه أنقرة وحيدة أمام إيران وروسيا في اجتماعات الدول الضامنة، وهو ما يجعلها بحاجة لمواقف دولية داعمة، ومن هنا كان ضم قطر إلى هذا المسار من أجل مزيد من الزخم السياسي الداعم لمواقفها، خاصة أن العبء الأكبر من اللاجئين يقع على تركيا، وفي المناطق الآمنة التي تسيطر عليها المعارضة وتوفر تركيا الحماية لهذه المناطق، وبالتالي برز الهدفان التركيان بخلق مسار إنساني، وتحقيق زخم سياسي لها على الصعيد الدولي، من أجل لفت النظر للملف السوري الذي بات يحتل مرتبة متأخرة من أولويات وأجندة الدول الغربية، ما أفسح المجال للنظام وداعميه لمزيد من التهرب من الاستحقاقات السياسية.
قطر من ناحيتها كان لها دور كبير على الصعيد الإقليمي والدولي، قبل أن تتعرض للحصار، من قبل محور السعودية الإمارات، ولكن قمة العلا التي استضافتها السعودية مؤخرا لدول مجلس التعاون الخليجي أفضت إلى مصالحة خليجية، وهو ما جعل قطر تستعيد دورها الإقليمي مجددا، خاصة أنها كانت داعما أساسيا للمعارضة السورية وللشعب السوري، وحاولت توفير الظروف الإقليمية والدولية لإيجاد حل وتخفيف معاناة السوريين، لكن تعنت النظام منع ذلك، فشكل الاجتماع الثلاثي في الدوحة الخميس، بداية العودة القطرية إلى لعب الدور الإقليمي والدولي، كما أنها أبدت استعدادها لتقديم الدعم للاجئين والنازحين السوريين داخل سوريا وخارجها، وبالتالي عودة للدور الإنساني القطري في المنطقة.
الاجتماع تزامن أيضا مع ظهور لرئيس الوزراء المنشق رياض حجاب على قناة الجزيرة في اليوم نفسه الذي التقى فيه مع جاويش أوغلو على هامش الاجتماع الثلاثي، وهو ما أدى إلى تأويلات عديدة بأنه ربما هناك شيء ما يلوح بالأفق من ترتيبات لمرحلة جديدة، ولكن الواضح حتى الآن ووفق ما تفيد مصادر مطلعة، أن اجتماع الدوحة حاليا إنساني، وهو الاجتماع الأول حتى الآن يحمل صبغة الاجتماع التأسيسي وتدشين المسار الجديد، ومن المبكر حتى الآن الحديث عن نتائج ربما تصدر عنه، ولهذا يمكن القول بوضوح أن المسار حاليا بدأ مسارا إنسانيا مع تلاقي أهداف الدول الثلاث في الملف الإنساني، وحسب التطورات والحوارات التي ستستمر على مستوى رفيع، ولاحقا على مستوى وزراء الخارجية في تركيا وروسيا على التوالي بحسب ما أعلن جاويش أوغلو، ربما هناك ثمة أهداف سرية غير معلنة يجري العمل والتأسيس عليها، ولم تتصدر التصريحات والأحاديث الرسيمة والمجاملات الدبلوماسية، وربما تقود مستقبلا إلى مسار سياسي جديد يأمل السوريون أن يكون مختلفا ويقدم حلا حقيقيا، ويخشون بالوقت نفسه أن تكون مزيدا من إضاعة الوقت الذي لا يحتمل مزيدا من التأخير نظرا للوضع الإنساني الصعب عليهم منذ 10 سنوات مع إدارة المجتمع الدولي ظهره لهم.
=========================
تي ار تي :هل تنجح ترويكا الدوحة في وقف انهيار الدولة السورية الوشيك؟
وحمل توصيف لافروف هذا الكثيرَ من الدقة، فقد كان النظام آنذاك يُسيطر على أقل من ثُلث الأرض السورية، وكان ما تبقى من مناطق سيطرته آيلاً للسقوط في أي لحظة، رغم كل المقاتلين المؤدلجين الذين زجّت بهم إيران في المعركة.
وبعد أكثر من خمس سنوات من التدخل، وإعلان روسيا مراراً ما تُسميه "انتصار سوريا في المعركة"، جاء توصيف لافروف مختلفاً في أثناء لقاء الدوحة الثلاثي في 11 مارس/آذار، حين تحدّث عن "انهيار الدولة السورية الوشيك"، وهو توصيفٌ ملفتٌ ويدعو للكثير من التوقف.
فانهيار "الدولة" الوشيك يحدث هذه المرة في ظل الوجود الروسي، بما يُمثّل اعترافاً بعجز موسكو عن إنقاذ دمشق كما فعلت في 2015.
لكن مكان الاعتراف وسياقاته تحمل هي الأخرى دلالات ملفتة، حيث جاء في لقاء مع وزير خارجية قطر وتركيا، آخر الفاعلين المعارضين بشكل واضح للنظام السوري، ضمن مسعى من لافروف للحصول على تعهّد من هؤلاء الفاعلين، دون غيرهم، لمنع انهيار الدولة، وهو ما يبدو أنه حصل عليه "وفق خطة عملية تنفيذية واضحة تفضي إلى تنفيذ كامل متدرج للقرار 2254".
وبغض النظر عمَّا إذا كان هذا التعهد سيأخذ مجراه الفعلي إلى التنفيذ، وما إذا كانت روسيا ستلتزم بتنفيذ الخطة العملية للقرار المذكور وفقاً لتفسير الأطراف الثلاثة، وليس وفقاً للتفسير الروسي وحده بطبيعة الحال، إلا أن مجرد الموافقة على هذا التوصيف الذي تلاه لافروف بنفسه يُظهر حجم المأزق الروسي، وتحول سوريا إلى مستنقع لا يمكن الخروج منه إلا بخطة عمل مشتركة مع الأطراف الرافضة للنظام.
الاجتماع الثلاثي بين وزراء الخارجية لقطر وتركيا وروسيا لبحث الأزمة السورية  (Reuters)
وما كان ملفتاً في لقاء الدوحة أيضاً هو تحويله إلى مسارٍ مستمرٍ تم تحديد محطاته القادمة مسبقاً، رغم أن الوزراء المجتمعين حرصوا على عدم وصفه بالمسار، دون أن يتحفّظوا في الوقت ذاته على التسمية. كما تم تعيين مبعوثين عن الدول الثلاث للاستمرار في تحقيق الأهداف المشتركة المتفق عليها في اللقاء.
إن إطلاق هذا "المسار" السياسي ذي الصبغة الإنسانية يُشير إلى أن موسكو تشعر بالحاجة إلى البحث عن مخرج للمأزق الذي تعيشه في سوريا، فاستخدامها المفرط للقوة سمح لها بوقف تقدم المعارضة وحصرها في شمال البلاد، إلا أن هذه القوة وقفت عاجزة أمام الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها النظام، والتي أثّرت حتى على مزاج وتوجهات الحاضنة الأكثر دعماً للنظام، كما أن هذه القوة لم تتمكن من فرض الأمر الواقع على المجتمع الدولي، ولم تتمكن من نقل سوريا إلى حالة الاستقرار التي يمكن أن تعود بالنفع الاقتصادي والسياسي على روسيا.
كما أن روسيا تواجه تغيراً في المعطيات الدولية والإقليمية، بما يدفعها هي الأخرى لتغيير توجهاتها وسياساتها السابقة.
فوصول إدارة أمريكية جديدة، لا تنظر بالكثير من الود إلى موسكو، فرض تغييراً روسياً في الأداء السياسي الخارجي، مثلما فرض مثل هذا التغيير على بقية الفاعلين في المنطقة، وهو ما قد يُحدث إزاحة تُهيئ لانطلاق مسار الحل السياسي ولو بشكل جزئي.
وتبدو جولة وزير الخارجية الروسي الأخيرة في المنطقة، ومحاولته التوصل إلى توافقات مع حلفاء الولايات المتحدة فيها خطوة روسية أولية لبناء التوافق القادم مع البيت الأبيض الجديد، حيث تأمل موسكو في أن تتمكن من صياغة مشاريع للحل تقبل بها المنطقة أولاً، قبل أن تقوم باعتمادها أمريكياً.
ورغم الغياب الإيراني الواضح عن اللقاء الثلاثي الذي بدا مخصصاً للشأن السوري، فإنّ ذلك قد يبدو مبرراً روسياً وإيرانياً، حيث تمتلك طهران مسارها التفاوضي الخاص مع الولايات المتحدة، والذي يشمل المشروع النووي أولاً، وقد يشمل الساحات اليمنية والعراقية، لا الساحة السورية المصنفة أمريكياً باعتبارها ملفاً روسياً لا إيرانياً.
كما أن روسيا تولّت حتى منذ ما قبل دخولها المباشر إلى سوريا عام 2015 إدارة الملفات التفاوضية المتعلقة بالملف السوري بعيداً عن إيران، بتوافق معها أحياناً، ودون توافق في أحيان أخرى، فإيران تُدرك أن تقدمها إلى الواجهة في الملف السياسي السوري لن يُساهم إلا في تعقيد الملف، كما أنها تُدرك أن روسيا تمتلك فائضاً من النفوذ السياسي الذي يمكّنها من التفاوض مع الفرقاء بصورة فاعلة.
إلا أن هذا التفويض الإيراني لا يعني موافقة إيرانية على مخرجات التوافقات الروسية مع الفاعلين، خاصة أن العديد من هذه التوافقات تتعارض كلياً أو جزئياً مع المصالح الإيرانية، مثل التوافقات الروسية الإسرائيلية، والروسية الأمريكية، والروسية التركية.
لكن إيران تملك في الواقع خيارات محدودة في عرقلة هذه التوافقات من جهة، وهي تعتبر هذه التعارضات خسائر تكتيكية مقبولة، ما دامت لا تؤثر على مشروعها الاستراتيجي في سوريا.
وستحمل الشهور القليلة القادمة عدداً من المؤشرات التي ستفحص جدية النيات الروسية في التعامل مع المسار الثلاثي الجديد، حيث ستكون الانتخابات الرئاسية القادمة في سوريا أولى هذه المحطات.
فتنفيذ الانتخابات في موعدها وبطريقتها المسرحية المعتادة، وهو السيناريو الإيراني المفضل، سيحمل مؤشراً على غياب الرغبة الروسية في إجراء تغيير فعلي في نهجها، وعدم جديتها في تطبيق القرار 2254 الذي تتغنّى به في كل محفل.
كما أنتصويت مجلس الأمن في شهر يوليو/تموز على آلية دخول المساعدات الأممية للشمال السوري عبر معابر لا يسيطر عليها النظام سيمثل هو الآخر محطة لاختبار النيات الروسية، فاستخدام حق النقض لوقفه سيعني أن المسار الثلاثي لم ينجح في تحقيق مبتغاه.
وبالمقابل فإنّ وصول مساعدات إنسانية إلى مناطق سيطرة النظام عبر أطراف اللقاء الثلاثي سيعني نجاحاً للمسار، وكسراً للمعادلات التي كانت قائمة خلال السنوات العشر الماضية.
بكل الأحوال فإنّ لقاء الدوحة أعاد الزخم إلى الملف السوري الذي بدا لسنوات منسياً إلا من الأطراف الثلاثة الضامنة له، حيث لم يشهد هذا الملف لقاءات دولية متعددة الأطراف، خارج مسار أستانا، منذ اللقاء الرباعي الذي جمع زعماء تركيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا نهاية عام 2018.
ولذا فإنّ لقاء الدوحة الذي تم تخصيصه للملف السوري يُعيد الزخم من جديد إلى الملف، ويساهم في تحريك مياهه الراكدة، ويحاول الاستفادة من الزخم الذي أحدثه وصول إدارة أمريكية جديدة.
كما أن اللقاء ساهم في رسم صورة واقعية للمشهد السوري، بما يساعد على قراءة المستقبل بشكل أفضل، حيث تبدو في وسط الصورة دولة على وشك الانهيار، وحليف يبحث عن أي حل يمنع هذا الانهيار الذي يحدث بين يديه وهو عاجز عن وقفه.
=========================
عربي 21 :حجاب: سوريا مقبلة على تحول كبير.. ومسار جديد انطلق بالدوحة
لندن- عربي21# الجمعة، 12 مارس 2021 08:42 م بتوقيت غرينتش0
عبّر رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب؛ عن اعتقاده بأن سوريا مقبلة على تغيير كبير، ورأى أن رئيس النظام بشار الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة.
وكان حجاب يتحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة بعد الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في الدوحة، بحضور وزراء خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وروسيا سيرغي لافروف، وتركيا مولود تشاووش أوغلو. وقد التقى تشاووش أوغلو مع حجاب بشكل منفصل.
وقال حجاب: "المحادثات في الدوحة مسار جديد، ونحن مرتاحون لأن هذا المسار له بصمات عربية"، مضيفا: "نعول على الدبلوماسية القطرية لأنها متميزة تمتاز بالحيوية والنشاط ولها خبرة كبيرة وتجارب ناجحة ولديها تواصل مع جميع الأطراف الدولية"، مثل إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا، والسعودية بعد المصالحة الأخيرة.
وكان حجاب قد انشق عن النظام السوري في آب/ أغسطس 2012، عندما كان رئيسا للوزراء. وتولى حجاب رئاسة "الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية"، منذ تأسيسها في كانون الأول/ ديسمبر 2015، حتى استقالته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 احتجاجا على الضغوط التي تمارس على الهيئة بشأن مصير بشار الأسد.
تحول كبير
وقال حجاب إن "سوريا مقبلة على تحول كبير، الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه سوريا وصل إلى حافة الانفجار.. أيضا تفكك الدائرة الضيقة حول بشار الأسد.. 50 سنة لم تخرج الخلافات كما هو موجود حاليا ما بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، بين بشار الأسد وآل شاليش، وكذلك الخلافات بين (زوجة الأسد) أسماء و(شقيقه) ماهر و(شقيقته) بشرى. الآن أسماء تتدخل في شؤون الحكم وهي ظاهرة نراها لأول مرة في سوريا، وصورتها موجودة في المكاتب الرسمية.. أسماء تعمل على الاستحواذ على الاقتصاد السوري بعد إقصاء رامي مخلوف".
وأضاف: "نحن مقبلون على معادلة أمنية وعسكرية جديدة في سوريا.. بشار الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه أصبح عبئا على البلاد وعلى السوريين، فلا يمكن أن يستقيم الوضع بوجود بشار الأسد. لذلك من يدفع بجدلية أنه إذا رحل بشار الأسد ستكون هناك فوضى.. هذا الكلام غير صحيح، بقاء بشار الأسد هو الفوضى".
 وأكد أنه "لا بد من أن تكون هناك مقاربات جديدة، لا بد أن تكون هناك مبادرات سياسية جديدة تدفع باتجاه أن يكون هناك حل حقيقي في سوريا".
وتوقع أن "تتسارع وتيرة الأمور خلال هذا العام وخلال الفترة القادمة باتجاه حل"، مشددا على أن "التغيير قادم".
وأوضح أنه بينما روسيا وإيران تدعمان النظام لكي تشرعنا الانتخابات القادمة في سوريا، "لكن هذه الانتخابات لن تكون شرعية". كما أن إيران لا تستطيع دعم بشار الأسد لأنها تتعرض أيضا لعقوبات، وروسيا عبر مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين؛ سبق أن قالت إنها ليست في وضع يسمح لها بتقديم الدعم، بسبب العقوبات الغربية وبسبب تداعيات كوفيد 19.
من جهة أخرى، قال حجاب إن التنافس الإيراني الروسي على المناطق في سوريا جعل السوريين يدفعون الثمن.
رأى أن موقف غالبية الدول العربية لا يؤيد الدعوات لعودة سوريا للجامعة العربية، رغم تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الأخيرة؛ التي دعا فيها إلى السماح بعودتها واعتبر (ابن زايد) أن العقوبات الأمريكية ضمن قانون قيصر لا تخدم الحل في سوريا.
الحل العسكري
وكشف حجاب أن دولا مثل قطر وتركيا والسعودية عرضت على بشار الأسد دعما في بداية الثورة في عام 2011، لمساعدته على الإصلاح وتجنب الأسوأ، لكن الأسد رفض جميع المبادرات من جانب هذه الدول وأصر على الحل العسكري بدعم من إيران. ونقل عن محمد مخلوف، خال بشار الأسد، قوله إن "الحل بالبوط العسكري".
وذكر أن وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو زار سوريا 13 مرة بهدف تقديم عروض للمساعدة في الإصلاح في الجانب الاقتصادي، كما زارها وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، وكذلك فعل الأمير الحالي الشيخ تميم عندما كان وليا للعهد. ولفت حجاب إلى أن العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله التقى ببشار الأسد وعرض عليه المساعدة، وأن الأخير طلب 200 مليون دولار وتلقاها بالفعل لكنه "أخذها لحسابه الخاص"، وهو ما أكده أيضا الأمير بندر بن سلطان مؤخرا.
ولفت حجاب إلى أن بشار الأسد لم يتمكن من البقاء في السلطة بسبب قوته الذاتية، وإنما "تم فرضه على الشعب السوري من قبل أطراف إقليمية بالدرجة الأولى إسرائيل وإيران"، وأن إسرائيل فعلت كل ما يمكنها للإبقاء على نظام الأسد.
الموقف الأمريكي
ورأى حجاب أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ضحى بالقضية السورية لأجل عقد الاتفاق النووي مع إيران. وقد ذكر أوباما "في مذكراته أنه أخطأ في التعامل مع الملف السوري وفي حق الشعب السوري".
وقال: "نتمنى من إدارة بايدن دفع الأطراف إلى تنفيذ القرارات الدولية"، مشيرا إلى أن بعض المشرعين في الكونغرس الأمريكي "يطرحون مشاريع لأجل الضغط على هذا النظام وعدم رفع العقوبات عنه، وتصعيد العقوبات لأجل محاسبته".
وأشار حجاب إلى أن "القضية السورية تراجعت ولم تعد ضمن أولويات المجتمع الدولي"، لافتا إلى أن الصراع في اليمن وليبيا وشرق المتوسط العراق ولبنان احتل محل القضية السورية في أولويات المجتمع الدولي.
واتهم حجاب مبعوث الأمم المتحدة السابق ستافان ديمستورا بالانحياز للنظام السوري، وأنه حاول تقديم مسار أستانة بديلا عن مسار الأمم المتحدة.
وأشار إلى المشكلات التي تعاني منها المعارضة السورية، معتبرا أن تشكيل مؤسسات المعارضة، مثل الائتلاف وهيئة المفاوضات، لم تكن بقرار من السوريين بل بتوافق بين القوى الدولية والإقليمية.
=========================
اورينت :هل تشكل تصريحات رياض حجاب إسفينا في مسار الدوحة الجديد؟
أورينت - إعداد: أحمد جمال
تاريخ النشر: 2021-03-12 11:41
جاءت تصريحات رئيس الوزراء المنشق عن نظام أسد ورئيس هيئة التفاوض العليا السابق رياض حجاب الأخيرة، بمثابة "إسفين" في الخطة الروسية التي تبلورت في مسار الدوحة الجديد، عبر تأكيده على رفض أي دور لبشار أسد في مستقبل سوريا، في حين كثفت موسكو جولاتها في المنطقة العربية سعياً لإنقاذ حليفها أسد ونظامه.
وتزامنت التصريحات الأخيرة مع انطلاق المسار الجديد (روسيا وتركيا وقطر) في العاصمة الدوحة، والمعني ببحث الملف السوري، والذي سبقته جولة مكوكية لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في الدول الخليجية بهدف البحث عن حلول لدعم أسد اقتصاديا وسياسيا عبر إعادته للجامعة العربية.
وقال حجاب في مقابلة مع قناة "الجزيرة" عقب اجتماع الدوحة أمس الخميس، إن "روسيا تسعى لإخراج بشار الأسد ونظامه من الأزمة الكبيرة الواقع فيها، لذلك هي تسعى لإعطائه الشرعية عبر دعم  الانتخابات وهذا ما لحظناه من خلال تصريحات المسؤولين الروس".
وأضاف في مقابلته: أن "الاسد لا يملك أي شيء يقدمه للسوريين في برنامجه الانتخابي، وأكد على وجود تغيير حتمي في سوريا"، مؤكداً أن "الأسد لن يكون رئيسا لسوريا ولن يكون رجل المرحلة المقبلة(..)بشار الأسد يقترب من المحاسبة ولا يمكن إعادة إنتاجه".
وتابع حجاب: "جاء لافروف إلى المنطقة الخليجية وتحدث عن عودة نظام الأسد للجامعة العربية وضرورة دعمه اقتصاديا، حيث لاقى جوابا واضحا من الدول الخليجية بأن عودة النظام مشروطة بتطبيق القرارات الأممية وأن يكون هناك عملية سياسية حقيقية وأن يكون هناك محاسبة لمن ارتكب الجرائم في سوريا".
واللافت في تصريحات حجاب أنها تشكل "إسفينا" في المسار السياسي الجديد، وبشكل أساسي في وجه الحراك الروسي الأخير، والتي تسعى من خلاله إلى أمرين الأول إنقاذ النظام من أزمته الاقتصادية التي تعصف بالمناطق الخاضعة لسيطرته بعد تدهور اقتصادي ومعيشي كبير، إضافة إلى عمل موسكو لإعادة النظام وتأهيله سياسياً في المحيط العربي عبر إعادته إلى الجامعة العربية.
 
وشهدت الدوحة اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية تركيا وروسيا وقطر أمس الخميس بهدف بحث الملف السوري،  ما يشكل نواة تحالف جديد للدول الثلاثة باستثناء إيران التي استبعدتها موسكو على عكس مسار "أستانا" الذي يجمع (روسيا وتركيا وإيران).
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الثلاثي أمس في الدوحة: "هذا أول لقاء على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث بشأن سوريا"، لكنه أشار إلى أن المسار الجديد "عمره عدة أشهر ولا ينافس مسار أستانا"، مُرحّباً بما اعتبره الرغبة القطرية في خلق ظروف لتجاوز ما أسماها "الأزمة السورية".
من جهة أخرى فإن المسار الجديد الذي انطلق في الدوحة بمشاركة وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا، يمتاز باستبعاد إيران (حليفة الأسد) وضم قطر وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، وهو أمر رحب به رئيس الهيئة العليا السابق للمفاوضات رياض حجاب خلال مقابلته الأخيرة، مشيرا إلى أهمية وجود بصمات عربية ودور عربي في الحراك الدولي الخاص بسوريا.
وسبق الاجتماع الثلاثي لقاء جمع جاويش أوغلو مع رياض حجاب في العاصمة القطرية الدوحة، بالتزامن مع قرب الذكرى العاشرة للثورة السورية ضد نظام أسد، وفي ظل البحث عن سيناريو ينهي حكم النظام.
ويأتي ذلك في إطار تحرك روسي مكثف في المنطقة العربية في محاولة الترويج للرؤية الروسية حول الحل السياسي في سوريا، وذلك مع دخول الملف السوري مرحلة معقدة بسبب رفض نظام أسد وحلفائه روسيا وإيران الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الرامي لفرض حل سياسي يمهد لمرحلة جديدة بدون أسد.
وسعت روسيا منذ تدخلها بشكل رسمي في أيلول 2015، إلى إعادة تأهيل نظام أسد بدعم ميليشياته ومساعدته بإعادة السيطرة على مناطق واسعة من سوريا، إلى جانب حراكها الدبلوماسي المكثف لتعويم بشار أسد ونظامه في وجه إرادة الشعب السوري والقرارات الدولية.
=========================