الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  متفوق يخاطب أستاذه

متفوق يخاطب أستاذه

17.05.2016
يحيى حاج يحيى


     
 
أنـا  غرسةٌ نبتتْ بدوحك ، واستطال بها  المدى
أنا  من ضفافك أرتوي ، وأبلُّ ما اجترح  الصدى
أنـا  زهـرةٌ فاح الشذى منها ، وطاب  المُنتدى
فـاهنأ بـما غرستْ يداك ، فلم يضِع أبداً  سُدى
يـاشمعةً  لُـذنا بـها تـجلو الـظلام إذا  بـدا
سـلمتْ  يـداك ، وطـاب عيشُك هادياً  ومُسدّدا
أنـا  كـلما ارتـفعتْ يداي دعوتُ ربي  الواحدا
وهتفتُ : فاحفظ ، يارحيمُ ، معلمي ، وقِهِ الردى
واكـتب لـه الأجـر الـعظيم مُضحياً  ومجاهدا
***
هـذا الـتفوقُ كـان بـعض عـطائه  مُـتجدّدا
أبـصرتُه فـي كـل مـن أمـسى بفضلك رائدا
فـي  ضـابط الـجيش الشجاع ِ يردُّ كيداً  للعِدا
بـيد الـطبيب تُـعالجُ الأدواء ، لا عُـدمتْ  يدا
ومـهندسين  ، جـهودُهم تـغدو بـناءً  شُـيّدا
ومـصانعاً ومـزارعاً غـنّاء يـغسِلُها  الـندى
***
ديــنٌ دعـانـا لـلـتفوق مُـرشداً  ومـؤيّدا
فـغدا  الـجدودُ بـفضله بـين الـخلائق  فرقدا
قـد  سـخّروه لـخيرها فـجنتْه عـيشاً  أرغدا
***
خـيرُ الـمناهج ديـنُنا يـهدي الطريق الأرشدا
والإقـتـداءُ بـأحـمدٍ مـن ذا يُـداني  أحـمدا
يـقفو  خُـطاهُ مـعلمي وأراه خـير من  ِاقتدى
فـأسيرُ مُـؤتسياً بـه نـحو الـسعادة  والهدى