الرئيسة \  مشاركات  \  محمد علي كلاي… فعل ما لم يجرؤ على فعله أوباما!

محمد علي كلاي… فعل ما لم يجرؤ على فعله أوباما!

15.06.2016
الطاهر إبراهيم




يوم وفاته ليلة الجمعة/ السبت في 3 حزيران/يونيو غادر محمد علي ولم يترك وراءه فرصة لأسود أوجزءا من فرصة فيجرؤ غيره على فعل ما فعله. تجلت ثورته منذ طفولته ضد واقعه الأسود يوم سرقت دراجته الهوائية فأبلغ شرطيا في بلدته «لويز فيل» في ولاية كينتاكي قائلا: سأحطم رأس اللص. فنصحه جوي مارتن أنه لن يستطيع معاقبة السارق قبل أن يتعلم الملاكمة.
نذكره طفلا يوم رفض «راي روبنسون» التوقيع على أجندته، فقرر أن يغدو نجماً كبيراً ليكون قريباً من الناس وأن يوقع لكل من يريد. وكانت مسيرته المتميزة عن غيره منذ أن وضع قدمه على أول درجات سلم الشهرة يوم استطاع الفوز بالميدالية الذهبية لوزن الخفيف عام 1960، لكنه قذفها في نهر أوهايو حين رفض أحدهم تقديم الطعام له بسبب لون بشرته.
كانت الانتصارات التي حققها محمد علي في واقع الحياة أكبر بكثير من انتصاراته التي حققها في حلبة الملاكمة. فقد رفض أن يذهب للقتال في فييتنام وقال كلمته الشهيرة:(نحن هنا أصحاب البشرة السوداء نلقى معاملة الكلاب ولا نمتلك أبسط الحقوق،فإذا كانت الحرب ستعطي الحرية لـ22 مليوناً من أهلي (عدد السود في أمريكا في ذلك الوقت) سأشارك غداً..في حال تم سجني، فما الجديد في الأمر نحن على هذا الحال منذ 400 عام). كانت إرادته أصلب من قبضته.
أنظروا إلى ما قاله «محمد علي»وهو يرد على المرشح الأمريكي المحتمل «دونالد ترامب» من دون أن يسميه: (لم أهتم بالسياسة طوال مسيرتي، أعتقد أن قادتنا السياسيين عليهم أن يستغلوا سلطتهم بشكل يساعد في فهم الدين الإسلامي، وتوضيح أن القتلة الذين يسيرون في الطريق الخاطئ لديهم نظرة خاطئة عن حقيقة الإسلام،أنا رجل مسلم،ولايوجد أي نص في ديني يطلب قتل الأبرياء في أي مكان من العالم).
قارنوا هذا النص الإنساني بمواقف «باراك أوباما» منذ أن صار رئيسا لأعظم دولة في العالم، وهو أسود مثل محمد علي. استبشر العالم العربي بمجيئه يوم أعلن -قبل أن يصبح رئيسا- أنه يعارض احتلال أمريكا للعراق. وفرح به حين أعلن فور فوزه أنه سيغلق معتقل «غوانتنامو» رمز الظلم والقهر. فرحنا يوم أعلن أنه سيسحب جنوده من العراق. واستبشرنا يوم قال لبشار الأسد: يجب أن ترحل. قال الكثير من الأمور التي استبشر بها العرب، فماذا فعل بكل ذلك وهو الذي يستطيع أن يفعل إذا أراد؟ المعتقلون في غوانتنامو مرت عليهم الشهور والسنوات يمنون النفس أن يضع أوباما قولته موضع التطبيق، لكنه لحس كلامه ولم يفعل شيئا.
أعلن أوباما أن الكيميائي في سوريا خط أحمر.ويوم قصف بشار الأسد غوطة دمشق بالكيميائي وقتل1300 طفلا، لحس أوباما كلامه مرة أخرى. بدلا من ذلك قام بنزع سلاح بشار الكيميائي ليحمي حمى إسرائيل. ليس هذا فحسب فقد كان حزب الله والميليشيات الإيرانية تحاصر جميع بلدات دمشق والغوطة. وتحدث العالم عن المجاعة في المعضمية ومضايا وداريا وأكثر من 20 بلدة من بلدات الغوطة حتى أكل السوريون الحيوانات الميتة، فلم يطرف لأوباما جفن. أما البراميل التي لم توفر مستشفى ولا مخبزا ولا مدرسة فقتلت النساء والأطفال، وكانت تقصف البشر والحجر أمام بصر أوباما وسمعه وكأنها تقتل حيوانات مؤذية.
أمافي العراق فقامت الميليشيات الإيرانية والحشد الشعبي الشيعي بحصار المدن السنية وأعانهم أوباما بالطيران الأمريكي، فقصف المدن السنية وقتل آلاف المدنيين في الفلوجة، وبقي تنظيم الدولة يتحدى الجميع. كان الحشد الشعبي يقطع رؤوس المدنيين، ويقوم بتصوير ذلك، ويوزعها على الملأ ليلقي الرعب في قلوب أعدائه، مرة أخرى لم يفعل أوباما شيئا عندما علم بذلك. بينما أقام الدنيا ولم يقعدها عندما قطع الدواعش رؤوس حفنة من الصحافيين. بل أعاد أوباما قواته لتقاتل أهل السنة في العراق نصرة للحشد الشعبي.
في الوقت الذي يسلح الوحدات الكردية لتقاتل السوريين ظلما وعدوانا، رفض أوباما أن يزود الثوار السوريين بصواريخ محمولة على الكتف لإسقاط طائرات النظام التي تقصف البراميل، كما فعل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في الثمانينات عندما زود ثوار أفغانستان بصواريخ استنغر ما تسبب بإلحاق الهزيمة بالاتحاد السوفييتي. وأصم أذنيه عن مناشدة السوريين الذين يقتلهم بشار يوميا. ولو فعل لكان أدرج اسمه في قائمة العظماء مع «محمد علي» الذي رفض القتال في فييتنام.
يبقى أن نقول إن الشعب السوري سيقاتل إيران وروسيا وما تبقى من جيش بشار، ولن ينزل البندقية عن كتفه مهما بلغت التكاليف.