الرئيسة \  مشاركات  \  مسلسل التصفيات الاسدي

مسلسل التصفيات الاسدي

06.01.2021
المهندس هشام نجار




أعزائي القراء
في شهر حزيران الماضي اشارت صحيفة الشرق الاوسط إلى جملةً اغتيالات استهدفت مقربين من بشار اسد واخيه ماهر اسد، إذ قتل ثمانية عسكريين في ظروف غامضة، بينهم خمسة برتبة عميد، واثنان برتبة عقيد، ومنهم من تمت تصفيته بالرصاص أمام منزله أو في مكتبه، حسب الصحيفة.
وفي يوم الرابع من تموز / يوليو الماضي، اغتيل مرافق ماهر الأسد علي جمبلاط قنصاً بالرصاص أمام منزله في منطقة يعفور، وذلك بالتزامن مع اغتيال رئيس فرع المخابرات الجوية بالمنطقة الشرقية العميد جهاد زعل.
وفي اليوم التالي، اغتيل العميد في المخابرات الجوية ثائر خير بيك، قنصاً بالرصاص أثناء وجوده أمام منزله في حي الزاهرة بدمشق، وتزامن ذلك أيضا، مع استهداف سيارة القيادي نزار زيدان في منطقة وادي بردى بعبوة ناسفة
واغتيل العميد معن إدريس، وهو من المقربين من الاخوين اسد بإطلاق نار عليه وهو أمام منزله في مشروع دُمَّر بدمشق، في الأول من شهر تموز الماضي
وسبقه بيومين مقتل العميد سومر ديب، المحقق في سجن صيدنايا، قنصاً بالرصاص أمام منزله في حي التجارة بدمشق. وفي ٢ تموز / يوليو، أعلن عن وفاة العميد هيثم عثمان، في أكاديمية الهندسة العسكرية، وقالت صفحات إخبارية غير رسمية إن سبب الوفاة الإصابة بفيروس كورونا؟؟
وقد بلغ مسلسل التصفيات لشخصيات مقربة من بشار اسد من ضباط ومدنيين حداً فاق التصور ففي شهر كانون الاول: ديسمبر الماضي قتل من ضباط اسد شخصيات مقربة من رتبة لواء الى دونها العشرات ونذكر الاسماء التالية: اللواء موريس مواس مدير إدارة الخدمات الطبية ومشفى تشرين سابقا، والعمداء جابر حرفوش وأكرم معلا ومحمد سكاف وعارف حسان ومصطفى نوري وعماد خضور ومحمود خليفة وغسان صالح وعدنان أبو راس وأديب خضور ويوسف منصور.
والعقداء فاضل ميكائيل من الحرس الجمهوري وأمجد نظامي رئيس الأمن السياسي في الحسكة والعقيد مازن حسون من الحرس الجمهوري وعيسى معروف، وأحمد بهلول وعلي شحرور وسالم محمد وعيسى حلاق. ولاننسى اللواء ماهر زهر الدين وكل هؤلاء كانوا يتلقون اوامر الفتل والتصفيات المباشرة من بشار اسد
وهذه الإحصائية لاتشمل كل العمداء والعقداء الذين لقوا مصرعهم خلال الفترة المذكورة، فضلا عن بقية الضباط، وإنما تشمل فقط من لم يتم الإعلان عن سبب وفاتهم أو معرفتها.
وجميع هؤلاء ارتكبوا جرائم حرب ضد المدنيين الأبرياء.
وعلينا ان نقيس قتلاه خلال عام ٢٠١٩ ليصل الرقم الى عدد كبير يصعب تصديق ان هؤلاء تم تصفيتهم جميعاً من قبل ثوار المقاومة المسلحة الوطنية مع عدم نفينا الى ان عدداً منهم تم تصفيتهم من قبل الثوار . فما هي القصة التي يمكن ان نضيفها حتى نضع كافة الاحتمالات على الطاولة ؟
كما هو معروف فقد بدأ بشار اسد بتصفية كل ضباطه الذين يعتبروا شهود اثبات ضده في حال تقديمه الى محكمة دولية سواءاً غيابياً او حضوريا حيث سيثبت جميع ضباطه المقربين منه في حال بقائهم على قيد الحياة ان كبيرهم هو من اعطاهم الاوامر المباشرة بالتصفيات سواءاً لابرياء في المعتقلات او بالاسلحة المحرمة كالكيماوي و البرميلي والفوسفوري والصاروخي... فعاجلهم قبل ان يعاجلوه ، وفد بدأ اسد هذه السياسة منذ ان اعطى اوامره بتصفية الرئيس رفيق الحريري فقضى على الشهود بدءًا من اللواء غازي كنعان مرورا باللواء رستم غزالة ووزير الداخلية اللبناني السابق محمد شطح الذي تم تفجير سيارته وايلي حبيقة الذي اغتيل في تفجير سيارته ايضاً في بيروت الشرقية وهو مسؤول القوات اللبنانية التي شاركت قوات اسد في مجازر صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين .واللواء وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي في لبنان، والذي كان له الفضل في كشف فريق الاغتيالات السوري المشترك مع حزب الله ، واذا اردنا ان نذكر اسماء شهود الاثبات في توجيه اوامر الاغتيالات من قبل المجرم بشار اسد لوصلت اعدادهم للمئات وهؤلاء هم من يجري تصفيتهم واحداً اثر اخر ، وذلك على سبيل الاحتياط وهذه السياسة هي الموروث الذي اتقنه عن والده.
بقي نقطتان وسؤال . اما النقطة الاولى وهي : طالما ان فخ اصطياد شركاء اسد بالجرائم باتوا على علم بخطة معلمهم باصطيادهم وتصفيتهم فلماذا لايهربون قبل ان يقع الفاس بالراس ؟
والنقطة الثانية موجهة للثوار : لماذا لاتحاولوا اسر بعض من هؤلاء بدلاً من تصفيتهم فهم كنز اسرار ثمين ليوم معلوم ؟ اما السؤال فهو ؛ هل تصل الامور ببشار اسد بتصفية حتى المجرم حسن نصر الله الذي يعتبر شريكه بكل اوامر القتل والتصفيات اذا شعر بالخطر يحوم حوله؟، ثم اليس تصفية المجرم قاسم سليماني من قبل الامريكان اراح اسد من هم ثقيل فهو شريك آخر في خطط الاغتيالات؟ ، بل هل كان هناك تبادل معلومات بين عصابة اسد والامريكان للوصول لتصفيته ؟
أعزائي القراء
لم يعد اي فعل منكر سواءاً كان جنائياً - سياسياً - عسكرياً - مخابراتياً -اقتصادياً بغريب عن ابن البهرزي ، فكل فعل يحوم حوله قابل للتصديق.