الرئيسة \  مواقف  \  مصر... ويستمر مسلسل الإعدام بالجملة.. أما لهذا البغي من رادع؟!

مصر... ويستمر مسلسل الإعدام بالجملة.. أما لهذا البغي من رادع؟!

19.05.2015
جماعة الإخوان المسلمين في سورية



بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
مصر... ويستمر مسلسل الإعدام بالجملة.. أما لهذا البغي من رادع؟!



لم تكن مفاجأة للرأي العام بالأمس إحالة القضاء المصري ملف مائة وثلاثين مصرياً إلى المفتي، وهي مقدمة روتينية لإصدار حكم الإعدام بحقهم، فقد تعوّد العالم على فصول هذه الكوميديا السوداء في وقعات سابقة من قبل.
ولقد كان من بين المشمولين بالحكم المشين للقضاء المصري ولحضارة الإنسان في القرن الحادي والعشرين، الرئيس المصري الشرعي المنتخب والمختطف محمد مرسي، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ومعه ثلة من نوابه وإخوانه، وكان منهم للتأكيد على المعنى الكوميدي المستهتر بعقول البشر المتحدي لضمائرهم أشخاص غيّبهم الموت منذ سنين، وكان منهم أسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ سنين، وكان منهم صبيّة في العقد الثاني من عمرها دارسة باحثة، جلّ دورها أنها كانت ناطقة إعلامية تجيد الخطاب في عصر حرّية التعبير !!..
إنّ كلّ التنديدات والاستنكارات الشكلية التي تصدرها الهيئات السياسية والمنظمات الحقوقية لن تغني في الحدّ من كارثية هذه الأحكام في تداعياتها الإنسانية والسياسية والمجتمعية شيئا...
وحين يردّد الكثيرون اليوم، إنّ العالم قد أصبح قرية صغيرة ، فكيف يّسوّغ أنّ على منصة من منصات هذه القرية قضاءً يمارس باسم القانون مثل هذا التعسّف والتخبّط الذي تبرّأ منه كلّ القيم والأعراف؟
إنّ التقديرات العملية لانعكاسات هذه الأحكام المنحرفة والهوجاء، والتي لطّخت أقدس شيء في حياة الناس (ميزان العدل ) الذي هو قوام الحياة الإنسانية، يجب ألا تتوقف عند التنديد والاستنكار ، فماذا يعني أن يقول الأقوياء: نشجب، ونستنكر، وندين ونتمنّى..
إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية...
ندعو إلى مبادرة عملية، يقوم بها دعاة الحرية ورعاة الديموقراطية والمتلفعون دائماً برداء الحرية وحقوق الإنسان، ليثبتوا صدق دعواهم، مبادرة حقيقية جادة في إيقاف هذا المسلسل المضحك المبكي، واحتواء آثاره الإنسانية، ومصادرة تداعياته الاجتماعية والسياسية..
كما نحمّل المجتمع الدولي المسئولية الإنسانية والقانونية والسياسية عن هذه الأحكام الاستئصالية، والمغذّية أصلاً لكل أشكال التطرف والإرهاب، ليس في مصر الحبيبة وحدها، بل على كل الجغرافيا الإسلامية في العالم أجمع..
إنّ مصرع البغي وخيم. وإنّ من بعض حقّ الإنسان على الإنسان أن يجد الباغي حين يبغي من يأخذ على يده فيردعه. ولقد تجاوز ما يصدر عن قضاء الانقلاب حدود العقل وليس فقط حدود العدل.
كما نعلن وقوفنا إلى جانب أهلنا في مصر الحبيبة، سائلين الله العلي القدير أن يحفظهم ويرعاهم وينزل السكينة عليهم وأن ينصرهم على من بغى عليهم.
وإنّما مثلهم ومثل الذي بغى عليهم...
((ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار * يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء))
29/ رجب/ 1436 – 18/5/2015
جماعة الإخوان المسلمين في سورية