الرئيسة \  مشاركات  \  مصلحة وامن إسرائيل أولوية السياسة الخارجية الأميركية كما الروسية

مصلحة وامن إسرائيل أولوية السياسة الخارجية الأميركية كما الروسية

13.11.2016
حسان القطب




لم يعد خافياً على احد ولا نقدم جديداً اذا ما قلنا، ان امن واستقرار اسرائيل هو الاولوية المطلقة لكافة الادارات الاميركية، وتعزيز العلاقة مع اسرائيل وتفهم حاجاتها الامنية ورعاية طموحاتها السياسية واستقرارها الاقتصادي يعتبر اولوية، سواء في مرحلة انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية او ما بعدها... هيلاري كلينتون كما دونالد ترامب وخلال حملتهما الانتخابية وفي خضم تنافسهما على مقعد الرئاسة الاميركية والوصول الى البيت الابيض... بالغا في استرضاء اسرائيل ومغازلة مؤسساتها الاقتصادية والامنية الناشطة على الساحة الاميركية كما الناخبين المتعاطفين مع اسرائيل في الولايات المتحدة..؟؟
عقب انتهاء الانتخابات كانت الخطوة الاولى في ميدان السياسة الخارجية التي قام بها دونالد ترامب هي التالية: (افادت الاذاعة الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وجه اول دعوة له كرئيس للولايات المتحدة، إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو لزيارة واشنطن في اقرب فرصة ممكنة. ونقلت الاذاعة عن بيان صدر عن مكتب نتنياهو قوله: «ان نتنياهو هنأ خلال اتصال هاتفي اجراه الرئيس الاميركي المنتخب الذي قال إنه ما من حليف افضل للولايات المتحدة أكثر من إسرائيل«. كما هاتف نتنياهو المرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون وشكرها على دعمها لاسرائيل قائلا إنه «مرحب بها في اسرائيل في اي وقت«. كما قال وزير البُنى التحتية يوفال شتاينيتس، في حديث للإذاعة الإسرائيلية، إن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سيمكّن الحكومة الإسرائيلية من توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.. واشار الى أن وزارته تنوي القيام بأعمال واسعة النطاق في الضفة الغربية، على خلفية فوز ترامب في الانتخابات. مضيفاً إن «انتخابه وتصريحاته المؤيدة لإسرائيل، سيمكنها من توسيع أعمال البناء في المستوطنات..)... وفي الوقت الذي تتعاظم فيه الاستعدادات الروسية البحرية والجوية والعسكرية لقصف حلب كان من الملفت للنظر قيام رئيس وزراء روسيا الاتحادية، او رجل الرئيس الروسي بوتين، بزيارة اسرائيل والتباحث معها حول شؤون المنطقة والوقوف على نظرتها للأزمة السورية والعلاقة مع الدول الاقليمية في المنطقة.. فقد: (بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، في القدس، الوضع في سورية ودور إيران في النزاع. وأفاد بيان رسمي صادر عن مكتب نتانياهو بأن نتانياهو قال لمدفيديف خلال لقائهما: «نحن مصممون على منع إيران من التمركز عسكرياً في سورية»، مضيفاً أن من مصلحة إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة «أن تتشارك في محاربة داعش»، أي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال: نحن متحدون في مكافحة الإرهاب والإسلام المتطرف». وكرر نتانياهو التعبير عن مخاوف إسرائيل من التهديد النووي الإيراني. ولم يتضح إن كانت المحادثات بين الجانبين تطرقت الى قمة ثلاثية ترتب موسكو لعقدها بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، في إطار اخر فقد جددت روسيا مبادرتها الرامية إلى جمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس فلاديمير بوتين في لقاء قمة في موسكو. وقال مسؤولون فلسطينيون إن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف جدد طرح المبادرة الروسية على الرئيس عباس الذي التقاه أمس في مدينة أريحا في الضفة الغربية، وعلى نتانياهو في لقاء جمع بينهما أول من أمس. وأوضحوا أن الرئيس عباس أبلغ الجانب الروسي قبوله عقد مثل هذا اللقاء في حال الاتفاق على أساس إطلاق العملية السياسية المتمثل في قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي حل الدولتين على حدود عام 1967..)...
كما ان الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، يتنافسان على استرضاء اسرائيل وعلى خدمة استقرارها، وتامين مصالحها، كذلك فرنسا التى تسعى لعقد مؤتمر سلام اسرائيلي – فلسطيني في باريس.. اذ جاء تحرك الدبلوماسية الفرنسية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مفاجئاً للبعض، مع توجّه لعقد مؤتمر للسلام في باريس، عبر إطلاق رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس مبادرة سلام ولكن رفضها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو..؟؟ الا ان ميدفيديف وخلال زيارته لاسرائيل اشار الى ان العمل جاري على عقد قمة فلسطينية – اسرائيلية بحضور بوتين ورعايته مما يؤكد عمق العلاقات الاسرائيلية – الروسية، ومدى التعاون الاستراتيجي بين الدولتين وعلى تكامل وتداخل مصالحهما في المنطقة..
رغم هذا المشهد السياسي الذي يفيد بتحالفات استراتيجية بين الدول الكبرى واسرائيل وخاصةً الولايات المتحدة وروسيا.... فقد: (أعرب النائب الاول لرئيس البرلمان الايراني علي مطهري، عن اعتقاده بان انتخاب ترامب «سيصب في مصلحة ايران»، موضحا «ان مواقف ترامب خلال الحملة الانتخابية ستكون مختلفة خلال فترة الرئاسة مما يدفعني للاعتقاد بانه افضل لايران من هيلاري كلينتون، وذلك لان الديموقراطيين يتحركون وفق برنامج دقيق ويذبحون بالخيط». وقائل «ان مواقف ترامب اكثر صدقية، ومواقفه جيدة حيال القضية السورية ويرغب بعلاقات حسنة مع روسيا، واعتقد ان رفضه للاتفاق النووي يصب ايضا في مصلحة ايران فهم من الناحية العملية عاجزون عن فعل شيء، لذا وفي المحصلة النهائية فان انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة سيصب في مصلحتنا»...)؟؟؟؟؟ ياتي هذا التصريح من مرجع ايراني رفيع المستوى متفائلاً بفوز ترامب وبامكانية التعاون معه بالرغم من ان ترامب قد اشار الى (رغبته تمزيق الاتفاق النووي مع إيران ووجه انتقادات شديدة لتخفيف العقوبات الذي ترتب على ذلك الاتفاق.).. فقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق الذى تم إبرامه فى ٢٠١٥ مع إيران بشأن برنامجها النووى إذا ما أراد الرئيس الأمريكى المقبل دونالد ترامب ذلك. وقال مارك تونر المتحدث باسم الوزارة إن «أى طرف يمكنه الانسحاب» من الاتفاق الذى أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضى لضمان عدم حيازة طهران السلاح النووي...))..
في الملف السوري نرى ان منسوب التفاؤل بانتخاب ترامب لدى قادة محور ايران مرتفع ايضاً..فقد نشرت وكالة (رويترز) تقريراً ورد فيه:  (فقد اشار مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للأسد بمساندة من سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وفصائل مسلحة أخرى «هذا مريح جدا لنا ولحلفائنا في سوريا». وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أو جنسيته حتى يتمكن من إعطاء تقييم صريح «الموجة الحالية معنا وتخدمنا ويجب أن نستفيد منها إلى أبعد الحدود». وقال المسؤول الكبير ايضاً إن فرضية فوز كلينتون شكلت لبعض الوقت التخطيط للحملة العسكرية في حلب وكان الهدف أن تنتهي الحملة قبل أن يتولى الرئيس الأميركي الجديد منصبه. وقال المسؤول إنه في حين لا تزال الخطة سارية إلا أن «عاملا جديدا» طرأ عليها وهو فوز ترامب. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «من المؤكد أنه عنده مقاربة مختلفة الآن لوضع الأزمة السورية كلها في ضوء ما سيحصل مع ترامب». كما قالت ايضاً صحيفة الوطن السورية أنه «لا بد من ملاحظة الفرح الذي ارتسم على وجوه معظم السوريين الذين قضى قسم كبير منهم ليلته يتابع مستجدات عمليات فرز الأصوات» في الانتخابات الأميركية...)؟؟؟
امن اسرائيل يتطلب انهاك المنطقة العربية واضعافها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، والعرب بين خيارين اما الابقاء على انظمة الممانعة التي تاجرت طويلاً بالقضية الفلسطينية ومعاناة شعبها، وهذا ما اشارت اليه اسرائيل حين قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف، (إن إسرائيل أبلغت روسيا أنها تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أفضل لها من سواه، رغم أنها لا تؤيده).  والخيار الثاني امام الشعوب العربية هو الدخول في نفق الحروب الاهلية المدمرة... وهو ما نعيشه اليوم... بكل قسوة ومرارة..؟؟ وعندما فشلت الادوات والتنظيمات التكفيرية المتطرفة والمذهبية الحاقدة، التابعة لايران ومحورها في حسم المعركة كان لا بد من تدخل القوى العظمى... الاسطول الروسي في البحر المتوسط وطائرات روسيا في اجواء سوريا كما وجيشها على البر السوري، والولايات المتحدة تشارك روسيا القصف الجوي وتمارس الى جانبه كافة انواع الضغوطات لمنع تسليح المعارضة السورية حتى لا يتم حسم المعركة.. بل تسعى لاطالة امدها ليستمر نزيف الدم والاقتصاد والبشر..!! إذ في تقرير أعلنته مؤخراً («لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة ورد فيه أن «انتفاضات الربيع العربي في 2011 كلفت اقتصادات المنطقة ما يقدر بنحو ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي حتى نهاية العام الماضي أو نحو 614 مليار دولار بسبب تغيير الأنظمة الحاكمة واستمرار الصراع مع هبوط أسعار النفط». ووفقا لتقديرات من الأجندة الوطنية لمستقبل سورية -وهو برنامج آخر للأمم المتحدة- فإن الحرب التي تمر بعامها السادس هناك ألحقت ضررا شديدا بالناتج المحلي الإجمالي وتسببت في خسائر رأسمالية بلغت 259 مليار دولار منذ 2011 في سورية وحدها. ولفت رئيس قسم التحليل والنمذجة الاقتصادية في «إسكوا» محمد هادي بشير، إلى أن «عدد اللاجئين في العالم وصل إلى 60 مليوناً نهاية العام الماضي، فيما سُجل نزوح داخلي لـ 7.6 مليون شخص في سورية وأكثر من 4 ملايين خارجياً..)...
هذه هي سياسات دول الممانعة والمقاومة وهذه تحالفاتها وتطلعاتها ... واقصى طموحاتها ان يبقى بشارالاسد في السلطة ارضاءً لاسرائيل ولو على حساب الشعب العربي ومصالح الشعب السوري، ولو ادى ذلك الى تدمير مقدرات الامة ونسيجها ووحدتها.. المهم ان اسرائيل بخير وكذلك دولة الولي الفقيه في ايران ..؟؟
_________
مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات