الرئيسة \  ملفات المركز  \  مقابلة الاسد مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية 15-1-2015

مقابلة الاسد مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية 15-1-2015

17.01.2015
Admin



عناوين الملف
1.     الأسد: ذاهبون إلى موسكو ليس للحوار مع المعارضة
2.     في مقابلة مع صحيفة ..الأسد: سورية تقف ضد قتل الأبرياء.. والسياسيون الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق
3.     الأسد: سياسات الحكومات الأوروبية مسؤولة عن الهجمات التى شهدتها فرنسا
4.     غربة نيوز2015-01-15 10:24
5.     الرئيس السورى يأمل في غرس أسس التعاون بين الأطراف السورية أثناء مفاوضات موسكو
6.     في حوار مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية.. الرئيس الأسد: سورية ضد قتل الأبرياء.. قتل المدنيين إرهاب.. ما حدث في فرنسا نتاج للسياسة الأوروبية ومساءلة لها..
7.     الرئيس الأسد: الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق.. وسوريا ضد قتل الأبرياء
8.     بشار الأسد: سوريا ضد قتل الأبرياء.. ومكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش
9.     الاسد: التفسير الوهابي للإسلام متطرف للغاية ومنحرف عن الإسلام الحقيقي
10.   الأسد: ما حدث في فرنسا أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً
11.   النظام السوري يحث على تبادل المعلومات بين الدول المكافحة للتطرف
 
الأسد: ذاهبون إلى موسكو ليس للحوار مع المعارضة
السبيل - قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، إن ذهاب وفد من النظام إلى روسيا نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، ليس للشروع في الحوار مع المعارضة وإنما لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ.
وفي لقاء مع مجلة (ليتيرارني نوفيني) التشيكية، نشرت نصها وكالة أنباء النظام (سانا)، قال الأسد “ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ”.
وأوضح رئيس النظام تلك الأسس برأيه “وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل”.
وحول توقعه لنتائج هذا الاجتماع المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، شكك الأسد بالشخصيات المعارضة المدعوة إلى الاجتماع ووصفها بـ(الدمى) في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وقال “فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين،(..) فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها”.
وأعلن ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية نائب وزير الخارجية، أنه تم إرسال 25 إلى 30 دعوة للمعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر موسكو بشأن الأزمة في سوريا المقرر عقده ما بين 26 و29 الشهر الجاري.
وفي تصريحات صحفية له الأربعاء، قال بوغدانوف، إنه تم إرسال الدعوات وربما نرسل المزيد منها الى المعارضة في سوريا للمشاركة في مؤتمر موسكو، وإنه لا يزال لديهم متسع من الوقت ليفكروا لأن كل شخص حر في اتخاذ القرار الذي يناسبه وننتظر أن يأتوا بكل الأحوال.
ورفض عدد من كيانات وشخصيات المعارضة السورية، دعوة موسكو للحوار وذلك لعدد من الأسباب أبرزها اعتبارها أن روسيا حليف للأسد ولا تصلح لأن ترعى حواراً للحل، وأيضاً لعدم تحقيق النظام مطالب تتعلق بإطلاق سراح معتقلين سياسيين وغيرها.
وأعلنت خارجية النظام السوري، ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استعداد دمشق للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف الى “التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي”، بحسب(سانا).
في سياق آخر، اعتبر الأسد، أن السياسات الأوروبية “مسؤولة عما حدث في المنطقة العربية وفي فرنسا مؤخراً”، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف أسبوعية “شارلي إبدو” الفرنسية الساخرة في باريس الأسبوع الماضي.
وأوضح “ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقا في بلدان أوروبية أخرى”.
وأضاف “علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس.. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهمية الآن لمعالجة هذه القضية”.
ورأى الأسد أن “مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش بل هي بحاجة إلى سياسات جديدة”، كما رأى أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن في حربها ضد الإرهاب هي “عمليات تجميلية”.
وتقود واشنطن تحالفاً دولياً، يضم دولاً عربية وغربية بينها فرنسا يشن منذ أكثر من 4 أشهر غارات جوية ضد مواقع لتنظيم “داعش” في كل من سوريا والعراق.
وتصر باريس وواشنطن على عدم التنسيق مع النظام السوري في الحرب التي يخوضها التحالف ضد “داعش”، بسبب الجرائم التي تتهم دمشق بارتكابها بحق السوريين في صد الاحتجاجات ضد نظام الأسد المندلعة منذ مارس/ آذار 2011، والتي أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فضلاً عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
الاناضول
===================
في مقابلة مع صحيفة ..الأسد: سورية تقف ضد قتل الأبرياء.. والسياسيون الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق
غربة نيوز2015-01-15 10:24
المصدر : غربة نيوز هيا
أكد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية نشرتها اليوم أن سورية تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخرا أثبت أن ما قلناه للغرب بأنه لا يجوز أن يدعموا الإرهاب ويوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانهم وشعوبهم كان صحيحا.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول: سيادة الرئيس، أود أن أبدأ من البداية، قبل أقل من عقد من الزمن، كانت سورية تبني علاقاتها مع الغرب وتطبق الإصلاحات التي اقترحها البنك الدولي، وكان السيد جون كيري حتى عام 2010 يدعوكم “صديقي العزيز”. ثم، فجأة، بين ليلة وضحاها، تغيّر كل شيء فأصبحت ديكتاتوراً وباتوا يشبهونك بهتلر. ما رأيكم بذلك، وكيف نستطيع أن نفسّر هذا التغيّر الجذري؟
الرئيس الأسد: في الواقع، أنا لم أتغير على الإطلاق، لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا أو مبادئنا. المشكلة مع الغرب، وهي ليست مشكلة جديدة، وتتعلق باستقلال بلادنا. وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى، ومنها سورية. خلال الفترة التي ذكرتها حول العلاقات مع الغرب بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سورية أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي. لم يكن المطلوب المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك. كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً. أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري. هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، ولذلك اتخذوا ذلك القرار. الأمر ذاته يحدث الآن مع روسيا؛ فقبل عقدين كانت روسيا صديقاً مقرباً للغرب. فجأة، أصبحت روسيا بلداً عدوانياً، وشرع الغرب في شيطنة الرئيس بوتين واستعمل حملة شبيهة للحملة الدعائية في الحالتين السورية والروسية. إذاً، المشكلة تكمن في استقلال هذه البلدان. ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى، هذا جوهر المشكلة مع الغرب. الأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة. والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا وأعمال القتل المستمرة في سورية بدعم من الغرب.
كنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً
السؤال الثاني: لكن، في ذلك الوقت، عندما بدأت الولايات المتحدة ما سمّته الحرب على الإرهاب، كانت سورية تساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فيما يتعلق ببرامج التحقيق والتعذيب. لماذا انضممتم إلى ذلك البرنامج؟
الرئيس الأسد: تقصدين قبل الأزمة؟
الصحفية: نعم.
الرئيس الأسد: نحن نعاني التطرّف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن. والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سورية في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك. في الغرب، لم يكونوا على علم بهذه المشكلة. ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب. لذلك السبب ساعدنا الأمريكيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب. ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية. اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. تنبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات.
السياسيون الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخراً أثبت صحة ما قلناه
السؤال الثالث:عطفاً على موضوع الإرهاب، لا شك في أنكم سمعتم بأحداث فرنسا مؤخراً. ما تعليقكم على ذلك؟
الرئيس الأسد: عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سورية. ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب بأننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية. كنّا نقول: لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفّروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيّري النظر وضيّقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى.
مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب
السؤال الرابع:في رأيكم، ما أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب؟
الرئيس الأسد: يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب.
المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة.
الصحفية: إذاً، كنت تكرر قول ذلك للسياسيين الأوروبيين، لكنهم لم يصغوا لك.
الرئيس الأسد: تماماً. ثمة تغيّر بطيء وخجول في سياسات الاتحاد الأوروبي.. بعض المسؤولين الأوروبيين قال إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة
السؤال الخامس:هل تعتقد أن سياسات الاتحاد الأوروبي، أو الدول الأعضاء فيه، تغيّرت بشكل ما حيال سورية خلال العام الماضي؟
الرئيس الأسد: ثمة تغيّر بطيء وخجول، لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين. لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سورية، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء. ما الذي يستطيعون قوله للرأي العام عندهم الآن بعد أربع سنوات؟ هل يقولون إنهم كانوا مخطئين؟ لا يستطيعون فعل ذلك. لذلك فإنهم يقولون إنهم يعترفون بوجود الإرهاب في منطقتنا، لكنهم يضيفون أن سبب ما حدث هو الرئيس. لا يعترفون بأي شيء آخر. إذاً، هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع، فنحن لا نذكر أسماء الأشخاص أو الدول. وقد قال هؤلاء المسؤولون إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيح هذه السياسات. نحن لا مشكلة لدينا، فالمسألة ليست مسألة حب وكراهية، بل تتعلق بمصالح الدول. لكني لا أعتقد أنهم سيحدثون تغييرات سريعة لأننا لم نرَ أي جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن.
السؤال السادس: هل لديكم أي آراء خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لجمهورية التشيك حيال سورية؟
الرئيس الأسد: إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام نرى أن دوله لم تتخذ مواقف متماثلة خلال الأزمة. كانت جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سورية خلال الأزمة، وهذا أمر مهم، رغم أنه لا يعني أنهما تدعمان حكومتنا أو تتفقان معها حول كل شيء، أو حول بعض الأشياء، أو أي شيء من هذا القبيل، بل يعني أنه طالما ظلت هذه العلاقات قائمة فإنهما يستطيعان فهم ما يحدث بطريقة أفضل. وهكذا، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة، لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها. فقد كان ذلك لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو أنه من خلال المحافظة على هذه العلاقات، بوسعها رؤية الأمور وتحليلها وفهم ما يحدث فعلاً، وبذلك تكون أكثر موضوعية من البلدان الأوروبية الأخرى.
الشعب السوري يدعم رئيسه
السؤال السابع:تحدثتم عن شيطنة سورية ورئيسها؛ وأود أن أسمع تعليقكم حول بعض هذه الاتهامات. على سبيل المثال، لا يزال هناك رأي شائع مفاده أن رفضك التنحي هو السبب الوحيد للحرب الجارية في سورية. ما رأيك بذلك؟
الرئيس الأسد: لا يمكن لرئيس البقاء أربع سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسورية، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها. إذاً، كيف نستطيع الصمود من دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بدهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن /سوبرمان/. وليس لدينا /سوبرمان/ في سورية بل هناك إنسان. إذاً: ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه، هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟ نحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهي بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟ أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له. إن هذا غير منطقي.
في الحقيقة إنهم يدعمون الرئيس لأنهم يعرفون أن ما حدث في سورية منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قطر في البداية على دعم المظاهرات ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سورية، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سورية، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان. هذا هو الواقع. هذا ما حدث في سورية، الأمر لا يتعلق بالرئيس ولا بوجود الرئيس في هذا المنصب. السؤال الآخر هو: ما العلاقة بين وجود /داعش/ والقاعدة في سورية ووجود الرئيس؟ ما العلاقة بين الأمرين؟ هل نستطيع القول إن سبب أحداث 11 أيلول في نيويورك كان وجود الرئيس بوش، ولو تغيّر بوش لما وقعت أحداث 11 أيلول؟ هذا غير واقعي وغير منطقي للبعض. وهم يعرفون ذلك، لكنهم يصرون على الاستمرار بسرد الأكاذيب للأسباب نفسها التي ذكرتها آنفاً وهي أنهم لا يجرؤون على الاعتراف بأنهم كانوا مخطئين وأنهم أخطؤوا قراءة الوضع في سورية، وأنهم أصغوا إلى بلدان جاهلة ومسؤولين جهلة في قطر والسعودية، وأنهم باعوا قيمهم مقابل البترودولارات، انقادوا وراء هاتين الدولتين، وهذا هو السبب الحقيقي لما حدث في سورية، وليس عدم تنحي الرئيس أو بقاءه في هذا المنصب.
السؤال الثامن: ثمة ادعاء آخر واسع الانتشار في جمهورية التشيك حتى الآن مفاده أنك تشن عملية قتل جماعي ضد شعبك. ما رأيك بذلك؟
الرئيس الأسد: الجواب نفسه. كيف يمكن لرئيس أن يقتل شعبه، وبالتالي أن يكون شعبه ضده، والعالم كله ضده، ورغم ذلك يستمر في المنصب نفسه. ما القوة التي تبقي الرئيس في هذا المنصب؟ الجواب هو نفسه. هذا غير واقعي، كما قلت. المسألة لا تتعلق بالتنحي. إننا ندافع عن شعبنا. أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد. لا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه. هذا غير واقعي.
نحن نحارب جميع أشكال الإرهابيين سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما
السؤال التاسع: والاتهام الأحدث هو أنك شريك ل/داعش/ لأن الجيش السوري لا يحارب /داعش/، كما أن /داعش/ لا يحارب الجيش السوري.
الرئيس الأسد: إذاً هذا يعني أني أدعم /داعش/ كي يقتل جنودنا ويستولي على قواعدنا العسكرية وبالوقت نفسه نستفيد من /داعش/. كيف ذلك؟. مرة أخرى ثمة تناقض في هذا. هناك ادعاء آخر شائع في الغرب هو أننا نستفيد من الضربات الأمريكية ضد /داعش/. بعضهم قال ذلك. كيف؟ إذا كنا ندعم /داعش/ فإننا لا نستفيد من الضربات الأمريكية. وإذا كانوا يقولون إننا نستفيد من الضربات الأمريكية فنحن ضد /داعش/. بعيداً عن كل ذلك، أؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان /داعش/ أو /جبهة النصرة/ أو غيرهما. ليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم /داعش/. ليس لدينا أي مبرر لذلك.
التفسير الوهابي للإسلام متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة
السؤال العاشر: فيما يتعلق ب/داعش/، وعلى الأقل من المنظور الأوروبي، فإن الإسلام الراديكالي يكتسب المزيد من القوة في المنطقة وإنه سينتشر أكثر فأكثر. هل تعتقد ذلك، أم إنها ظاهرة ستختفي خلال عشرة أعوام أو شيء من هذا القبيل؟
الرئيس الأسد: نحن كمسلمين معتدلين لا نعتبر هذا الإسلام المتطرف إسلاماً. ليس هناك تطرف في أي دين، سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية. كل الأديان معتدلة، وعندما يكون هناك تطرف فهو انحراف عن الدين لكن إذا أردنا استعمال مصطلح الإسلام الراديكالي، كما قلتِ، أعتقد أن هذا صحيح، لأن الإسلام الراديكالي تم غرسه في أذهان شعوب المنطقة لما لا يقل عن أربعة عقود بتأثير من الأموال السعودية ونشر التفسير الوهابي للإسلام، وهو تفسير متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي، ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة. وهكذا، وطالما استمر تدفق هذه الأموال بالاتجاه نفسه وللأسباب نفسها، من خلال المدارس الدينية والقنوات التلفزيونية الدينية، وما إلى ذلك، فإنه سيصبح أكثر انتشاراً، ليس فقط في منطقتنا بل في أوروبا أيضاً. وما حدث مؤخرا في فرنسا مؤشر قوي على ذلك. أعني أن هذا الحدث الإرهابي الذي وقع في باريس لم يأتِ من فراغ. لم يحدث لأن بعض الأشخاص أرادوا الانتقام لنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. في الواقع، فإن هذه هي النتيجة الطبيعية للإيديولوجيا المتطرفة والمنغلقة والقروسطية التي يعد منشؤها الأصلي السعودية. وهكذا، ليس ثمة ما يدعو للقول إن هذه الإيديولوجيا ستتراجع في المستقبل القريب ما لم يوقف العالم تدفق الأموال في الاتجاه الخطأ في دعم هذه الإيديولوجيا المتطرفة التي تفضي إلى هذا النوع من الإرهاب.
إعادة إعمار البلاد سيكون الجزء الأكبر من اقتصادنا
السؤال الحادي عشر:أعتقد أنك قلت في صيف العام الماضي بأن العمليات الرئيسية للحرب ستنتهي وأنه سيحين وقت الشروع في عملية إعادة بناء البلاد. هل تعتقد أن هذه المقولة لا تزال صحيحة؟
الرئيس الأسد: في الواقع.. عندما تحدث حرب في أي بلد، فإن المجال الأكثر أهمية في الاقتصاد هو عملية إعادة إعمار البلاد. سيكون هذا هو الجزء الأكبر من اقتصادنا، وقد بدأنا بوضع الخطط للشروع في عملية إعادة الإعمار. ولا يتعلق الأمر بالبنية التحتية وحسب، بل يتعلق أيضاً بإعادة بناء الإنسان. لكني أتحدث الآن عن الاقتصاد.
الشعب السوري لن يقبل مشاركة أي شركة من بلدٍ معاد ٍكان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري في إعادة الإعمار
الصحفية: أتحدث عن إعادة الإعمار لأن العديد من البلدان تدعم الحرب الدائرة حالياً في سورية، لكن ما إن تبدأ عملية إعادة الإعمار، حتى تصبح متلهفة للمشاركة في العملية من أجل الحصول على بعض الأرباح من عملية إعادة إعمار سورية نفسها التي تشارك هذه البلدان حالياً في تدميرها. ما هي البلدان التي تعتقدون أنها ستنضم إلى هذا الجهد؟
الرئيس الأسد: لدينا خططنا بالطبع، وقد بدأنا ببعض المناطق التي تحققت فيها المصالحة وعادت الحياة فيها إلى طبيعتها. إنها خطة بعيدة المدى وستشمل مناطق مختلفة من سورية ألحق الإرهاب بها الدمار. فيما يتعلق بالبلدان التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار فإن العملية ستكون انتقائية ولن تكون مفتوحة للجميع. لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بمشاركة أي شركة من بلدٍ معادٍ كان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري خلال الأزمة. لكن بوصفكِ صحفية تشيكية، يمكنني القول إن جمهورية التشيك قد تكون أحد البلدان التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار لأنها كانت أكثر موضوعية من معظم الدول الأوروبية الأخرى رغم الضغوط التي مورست على حكومتها ومسؤوليها كي تقطع علاقاتها مع سورية. ولذلك علينا أن نظهر تقديرنا لهذا الموقف، وبوسعيَ القول إن الأبواب ستكون مفتوحة لمثل هذا التعاون في هذا المجال من الاقتصاد.
الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات الوطنية
الصحفية: يسعدني سماع ذلك. لكني لا أستطيع أن اتخيل إمكانية حدوث مصالحة في سورية بعد أربع سنوات من الحرب. أعتقد أنها عملية صعبة للغاية للتغلب على العداوات التي نمت خلال هذه الفترة. هل لكم أن تصفوا لنا الجهود التي تبذلونها في هذا الاتجاه؟
الرئيس الأسد: لحسن الحظ، إنك تطرحين هذا السؤال في وقت نجحت فيه جهود المصالحة في العديد من المناطق، ونحن لا نتحدث عن شيء خيالي أو مجرد أمنيات. لقد حدث هذا في الواقع. في البداية كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو السؤال نفسه الذي تطرحينه الآن. هل سننجح؟ هل يمكن للناس أن تنسى العداوات والدماء؟ هذا أمر ليس بالسهل، ولم يكن سهلاً في البداية، خصوصاً عندما يكون مع جماعات مختلفة، بعضها متطرف يرفض هذه المصالحة، ك/جبهة النصرة/ و/داعش/ في بعض المناطق. وقد نجحت هذه المجموعات فعلياً في إفشال هذه المحاولات. أما في مناطق أخرى حيث أصرّت أغلبية المجموعات على تحقيق المصالحة، فإن المصالحة نجحت وتمكّنت المجموعات المنخرطة فيها من إخراج المجموعات المعارضة لها من مناطقها. وإذا أردنا التحدث عن الواقع، فإن الأشخاص الذين كانوا يقاتلون بعضهم بعضاً، إلى جانب الحكومة أو ضدها عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وأعادوا بناء علاقات الصداقة فيما بينهم، ويتعاملون مع بعضهم البعض بشكل يومي لأنهم كانوا أصدقاء وجيرانا قبل الأزمة وقبل الأحداث. في الواقع، لقد نجحت جهود المصالحة في معظم المناطق لأن الأشخاص الذين شاركوا فيها أدركوا أنهم كانوا قبل المصالحة يمضون في الاتجاه الخطأ، وأدركوا أنهم كانوا يُستعملون كأدوات مقابل الأموال التي كانت تتدفق من قطر والسعودية وفي خدمة ايديولوجيا أردوغان الإخوانية المنغلقة في تركيا. وأدركوا أنهم ألحقوا الضرر ببلادهم، فتحولوا إلى الاتجاه الصحيح، وهنا كان النجاح. إذاً، جوابي هو أن العملية نجحت، وأن الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات، وبمرور الوقت ستنضم أعداد أكبر من السوريين إلى المصالحة وستدرك أعداد أكبر من السوريين أنه لا يمكن الاستمرار في ذلك الاتجاه، إلا إذا كنّا نريد تدمير مجتمعنا وأنفسنا وبلدنا بشكل كامل.
ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع شخصيات مختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار
السؤال الثاني عشر: قد تكون إحدى عمليات المصالحة هي تلك التي ستجري في موسكو نهاية كانون الثاني، حيث ستتناقش حكومتكم على الأقل مع بعض أعضاء المعارضة. هل تتوقعون بعض النتائج الملموسة لهذا الحوار؟ وما رأيكم في هذه المبادرة الروسية؟
الرئيس الأسد: برأيي الموقف الروسي هو دعم سورية في حربها ضد الإرهاب، وهذا أمر مهم، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام مسار سياسي، وموقفنا يتطابق مع هذا الموقف وهو أننا لا نرغب بإضاعة أي فرصة سياسية، وهذا ما نحاول فعله، وإذا نجحنا فهذا أمر جيد. وإذا لم ننجح فإننا لن نخسر شيئاً. وهكذا، فإننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سورية، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل. لكن فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ اننا نتعامل مع شخصيات، وعندما نتحدث عن المعارضة فإننا لا نتحدث عن شخص يعارض شيئاً ما. يمكن لأي شخص أن يعارض أي شيء. المعارضة، بالمعنى السياسي هي حزب، أو كيان لديه ممثلون في الإدارة المحلية، أو البرلمان، ويمكن أن يؤثر في الناس في بلده ويعمل من أجل بلده ولا يعمل لمصلحة جهات أجنبية. أعتقد أن هذا مفهوم عالمي. الآن، نحن نتحدث عن شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها. وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها.. رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية.
الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سورية.. الولايات المتحدة تقوم بعمليات تجميلية في محاربة داعش وتمارس لعبة الانتظار
السؤال الثالث عشر: طبقاً لتقارير إعلامية، فإن الروس ينسقون هذه العملية مع الولايات المتحدة ويبدو أن هاتين القوتين العظميين تستطيعان إيجاد أرضية مشتركة، ربما للمرة الأولى، فيما يتعلق بسورية. هل تبدو هذه بداية نهاية الحرب في سورية؟
الرئيس الأسد: تقصدين عندما تتوصلان إلى هذه الأرضية المشتركة؟
الصحفية: نعم. إذا تمكنتا من الاتفاق على شيء ما، فإن ذلك سيكون أمراً إيجابياً.
الرئيس الأسد: إن أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص فيما يتعلق بسورية. لكني أود القول إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سورية. ثانياً: إذا أردنا التحدث عن العلاقات الدولية وآثارها، فإنها بحاجة للجدية. فعندما نتحدث عن الأرضية المشتركة، ما طبيعة هذه الأرضية المشتركة، ما مدى جدية الولايات المتحدة في محاربة /داعش/؟ حتى الآن ما تقوم به هو عمليات تجميلية، في حين ان الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب. وفي السياق نفسه ، ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير في تركيا وقطر والسعودية – وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها – ما مدى النفوذ الذي ستمارسه الولايات المتحدة عليها لوقف تدفق المال والسلاح والإرهابيين الى سورية. ما لم تتم الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن التوصل إلى هذه الأرضية المشتركة. حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تمارس ألعاباً وتمارس لعبة الانتظار. ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سورية، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سورية. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأمريكيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سورية. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة لكني لا أعتقد أن الأمريكيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية.
===================
الأسد: سياسات الحكومات الأوروبية مسؤولة عن الهجمات التى شهدتها فرنسا
غربة نيوز2015-01-15 10:24
المصدر : غربة نيوز هيا
 حث الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، الدول التي تكافح الإرهاب على تبادل المعلومات.
وقال الأسد إن سياسات الحكومات الأوروبية مسؤولة عن الهجمات، التي شنها إسلاميون مسلحون على فرنسا، الأسبوع الماضي.
وأضاف الأسد، في مقابلة مع صحيفة "ليتيرارني نوفيني" التشيكية، نشرت الوكالة العربية السورية للأنباء مقتطفات منها، أنه "ينبغي أن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب".
وتابع: نريد تذكير كثيرين في الغرب، لا يجوز أن تدعموا الإرهاب، وأن توفروا مظلة سياسية له، لأن ذلك سينعكس على بلدانكم، وعلى شعوبكم.
===================
الرئيس السورى يأمل في غرس أسس التعاون بين الأطراف السورية أثناء مفاوضات موسكو
أعرب الرئيس السورى بشار الأسد عن أمله في أن تنجح المفاوضات المزمع إجراؤها فى موسكو، فى الفترة ما بين 26 و29 يناير/ كانون الثاني، فى غرس أسس التعاون بين مختلف الأطراف السورية.
وقال الرئيس السوري، فى معرض حديثه لصحيفة "ليتيراتورنيه نوفيني" التشيكية الأسبوعية التى صدر عددها الأول لعام 2015، اليوم الخميس : "أعتقد أن الموقف الروسى يتلخص فى تأييد مكافحة سوريا للإرهاب. وهذا أمر مهم جدا. وفي الوقت ذاته، فإن هذا الموقف يفتح آفاقا جديدة للتوصل إلى حل سلمي. وموقفنا من هذا الأمر يأخذ هو الآخر طابعا مماثلا، حيث أننا لا نرغب فى إضاعة أي فرصة سياسية. وإذا نجحنا فسيكون هذا أمرا جيدا. أما إذا لم ننجح - فلا نفقد شيئا".
يذكر أنه قد سبق، وأن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المفاوضات بين الأطراف السورية ستجرى فى موسكو فى الفترة من 26-29 يناير.
وقال الرئيس بشار الأسد: "نحن نتوجه إلى روسيا ليس لبداية الحوار، بل وإنما لإجراء لقاءات ومقابلات مع مختلف الأشخاص، لكي نناقشهم فيما يتعلق بتلك القاعدة التى قد تتم إقامة الحوار - إذا فتح يوما ما - عليها. على سبيل المثال القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية السورية، وحل الجماعات المتطرفة، ودعم الجيش السورى، ومكافحة الإرهاب، وقضايا مماثلة أخرى".
هذا وأبرز الرئيس السوري فى حديثه أنه "ينبغي علينا أن نبقى واقعيين، حيث أننا نتعامل مع شخصيات منفردة، وليس مع ممثلى المعارضة الحقيقية".
وقال الأسد: "البعض منهم يعدّون وطنيين حقيقيين، والبعض الآخر ليس لهم أي نفوذ إطلاقا ولا يمثلون أي جماهير واسعة من سكان البلاد. كما أن هناك أناسا لا يعدّون إلا دمى فى أيدي العربية السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى هؤلاء الأشخاص الذين يمثلون العقيدة الإرهابية. ولذلك من السابق لأوانه أن نتوقع، هل تكون الخطوة الحالية (أي لقاء موسكو) ناجحة أم فاشلة. إلا أننا ورغم ذلك نؤيد المبادرة التى تقدمت روسيا بها، ونثق فى وجوب حضورنا كحكومة، لكي نسمع ماذا سيقال لنا. وإذا كان حديثهم يتضمن أفكارا مفيدة وقيمة، بل ويكون تطبيق هذه الأفكار قبل كل شيء لصالح الشعب السورى، ففى هذه الحالة سنواصل الحوار معهم. أما إذا لم يتضمن حديثهم شيئا من هذا القبيل، فلا نأخذهم محمل الجد".
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/news/2015_01_15/282119295/
 
===================
في حوار مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية.. الرئيس الأسد: سورية ضد قتل الأبرياء.. قتل المدنيين إرهاب.. ما حدث في فرنسا نتاج للسياسة الأوروبية ومساءلة لها..
الخميس 15/1/2015
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، وأن ما جرى في فرنسا من أحداث أثبت صحة ما كانت تقوله سورية، وكان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية، لأنها هي المسؤولة عما
حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، مشيراً إلى أن سورية كانت تقول للسياسيين الغربيين بأنه لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم.‏‏
 الرئيس الأسد وفي حوار مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية ينشر اليوم قال: عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين وبصرف النظر عن الموقف السياسي.. والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قتلوا.. فإن هذا إرهاب.‏‏‏
الرئيس الأسد أكد ضرورة أن نفرق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب.. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن.. علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس.. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية.. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش.. بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة.. ينبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة.. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر.. لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان.. السرطان لا يعالج بشقه أو إزالة جزء منه.. بل باستئصاله كليا .‏‏‏
وعن التغير الجذري في الموقف الاميركي والغربي من سورية قال الرئيس الأسد:في الواقع، أنا لم أتغير على الإطلاق، لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا أو مبادئنا. المشكلة مع الغرب- وهي ليست مشكلة جديدة- تتعلق باستقلال بلادنا. وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى ومنها سورية. خلال الفترة التي ذكرتها حول العلاقات مع الغرب بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سورية أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي. لم يكن المطلوب هو المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك. كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً. أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري. هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، ولذلك اتخذوا ذلك القرار. الأمر ذاته يحدث الآن مع روسيا؛ فقبل عقدين كانت روسيا صديقاً مقرباً للغرب. فجأة، أصبحت روسيا بلداً عدوانياً، وشرع الغرب في شيطنة الرئيس بوتين واستعمل حملة شبيهة للحملة الدعائية في الحالتين السورية والروسية. إذاً، المشكلة تكمن في استقلال هذه البلدان. ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى، هذا جوهر المشكلة مع الغرب. الأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة. والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا وأعمال القتل المستمرة في سورية بدعم من الغرب.‏‏‏
وحول مساعدة سورية الولايات المتحدة في مسألة مكافحة الارهاب قال الرئيس الأسد:‏‏‏
تقصدين قبل الأزمة؟‏‏‏
الصحفية: نعم.‏‏‏
الرئيس الأسد:‏‏‏
نحن نعاني من التطرّف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن. والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سورية في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك. في الغرب، لم يكونوا على علم بهذه المشكلة. ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب. لذلك السبب ساعدنا الأميركيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب. ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية. اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. تنبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات.‏‏‏
نتعاطف مع أسر ضحايا أحداث فرنسا‏‏‏
وبخصوص موقف سورية من أحداث فرنسا الأخيرة أشار الرئيس الأسد الى انه عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سورية. ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب بأننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية. كنّا نقول: لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفّروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيّري النظر وضيّقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى.‏‏‏
وعن أفضل الطرق لمكافحة الارهاب أكد الرئيس الأسد انه يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب.‏‏‏
المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة.‏‏‏
ثمة تغير خجول في السياسات الأوروبية‏‏ لكنهم لا يعترفون علناً أنهم مخطئون‏‏‏
وعمّا إذا كانت سياسات الاتحاد الأوروبي، أو الدول الأعضاء فيه، تغيّرت بشكل ما حيال سورية خلال العام الماضي أشار الرئيس الأسد الى ان ثمة تغيّر بطيء وخجول، لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين. لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سورية، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء. ما الذي يستطيعون قوله للرأي العام عندهم الآن بعد أربع سنوات؟ هل يقولون إنهم كانوا مخطئين؟ لا يستطيعون فعل ذلك. لذلك فإنهم يقولون إنهم يعترفون بوجود الإرهاب في منطقتنا، لكنهم يضيفون بأن سبب ما حدث هو الرئيس. لا يعترفون بأي شيء آخر. إذاً، هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع، فنحن لا نذكر أسماء الأشخاص أو الدول. وقد قال هؤلاء المسؤولون إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيح هذه السياسات. نحن لا مشكلة لدينا، فالمسألة ليست مسألة حب وكراهية، بل تتعلق بمصالح الدول. لكني لا أعتقد أنهم سيحدثون تغييرات سريعة لأننا لم نرَ أي جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن.‏‏‏
وعن السياسة الخارجية لجمهورية التشيك حيال سورية قال الرئيس الأسد: إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام نرى أن دوله لم تتخذ مواقف متماثلة خلال الأزمة. كانت جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سورية خلال الأزمة، وهذا أمر مهم، رغم أن ذلك لا يعني أنهما تدعمان حكومتنا أو تتفقان معها حول كل شيء، أو حول بعض الأشياء، أو أي شيء من هذا القبيل، بل يعني أنه طالما ظلت هذه العلاقات قائمة فإنهما يستطيعان فهم ما يحدث بطريقة أفضل. وهكذا، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة، لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها. فقد كان ذلك لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو أنه من خلال المحافظة على هذه العلاقات، بوسعها رؤية الأمور وتحليلها وفهم ما يحدث فعلاً، وبذلك تكون أكثر موضوعية من البلدان الأوروبية الأخرى.‏‏‏
أتمتع بدعم الشعب السوري‏‏ لأنني أدافع عن البلد‏‏‏
وعن ادعاء الغرب بأن رفض سيادته التنحي هو السبب الوحيد للحرب الجارية في سورية قال الرئيس الأسد:لا يمكن لرئيس البقاء 4 سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسورية، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها. إذاً، كيف نستطيع الصمود دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بديهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن /سوبرمان/. وليس لدينا /سوبرمان/ في سورية بل هناك إنسان. إذاً: ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه، هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟ نحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهم بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟ أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له. إن هذا غير منطقي.‏‏‏
في الحقيقة إنهم يدعمون الرئيس لأنهم يعرفون أن ما حدث في سورية منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قطر في البداية على دعم المظاهرات ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سورية، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سورية، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان. هذا هو الواقع. هذا ما حدث في سورية، الأمر لا يتعلق بالرئيس ولا بوجود الرئيس في هذا المنصب. السؤال الآخر هو: ما العلاقة بين وجود /داعش/ والقاعدة في سورية ووجود الرئيس؟ ما العلاقة بين الأمرين؟ هل نستطيع القول إن سبب أحداث 11 أيلول في نيويورك كان وجود الرئيس بوش، ولو تغيّر بوش لما وقعت أحداث 11 أيلول؟ هذا غير واقعي وغير منطقي للبعض. وهم يعرفون ذلك، لكنهم يصرون على الاستمرار بسرد الأكاذيب للأسباب نفسها التي ذكرتها آنفاً وهي أنهم لا يجرؤون على الاعتراف بأنهم كانوا مخطئين وأنهم أخطؤوا قراءة الوضع في سورية، وأنهم أصغوا إلى بلدان جاهلة ومسؤولين جهلة في قطر والسعودية، وأنهم باعوا قيمهم مقابل البترودولارات، انقادوا وراء هاتين الدولتين، وهذا هو السبب الحقيقي لما حدث في سورية، وليس عدم تنحي الرئيس أو بقاءه في هذا المنصب.‏‏‏
وعما يشيعه الغرب من ان الجيش العربي السوري يقتل الشعب قال الرئيس الأسد:‏‏‏
الجواب نفسه. كيف يمكن لرئيس أن يقتل شعبه، وبالتالي أن يكون شعبه ضده، والعالم كله ضده، ورغم ذلك يستمر في المنصب نفسه. ما القوة التي تبقي الرئيس في هذا المنصب؟ الجواب هو نفسه. هذا غير واقعي، كما قلت. المسألة لا تتعلق بالتنحي. إننا ندافع عن شعبنا. أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد. لا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه. هذا غير واقعي.‏‏‏
نحارب جميع أشكال الإرهابيين‏‏‏
وعن الاتهامات بان الحكومة السورية شريك لداعش لأن الجيش السوري لا يحارب داعش، كما أن داعش لا يحارب الجيش السوري قال الرئيس الأسد: إذاً هذا يعني أني أدعم /داعش/ كي يقتل جنودنا ويستولي على قواعدنا العسكرية وبالوقت نفسه نستفيد من /داعش/. كيف ذلك؟. مرة أخرى ثمة تناقض في هذا. هناك ادعاء آخر شائع في الغرب هو أننا نستفيد من الضربات الأمريكية ضد /داعش/. بعضهم قال ذلك. كيف؟ إذا كنا ندعم /داعش/ فإننا لا نستفيد من الضربات الأمريكية. وإذا كانوا يقولون إننا نستفيد من الضربات الأمريكية فنحن ضد /داعش/. بعيداً عن كل ذلك، أؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان /داعش/ أو /جبهة النصرة/ أو غيرهما. ليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم /داعش/. ليس لدينا أي مبرر لذلك.‏‏‏
وفيما يتعلق بداعش، وعلى الأقل من المنظور الأوروبي، فإن الإسلام الراديكالي يكتسب المزيد من القوة في المنطقة وإنه سينتشر أكثر فأكثر اكد الرئيس الأسد اننا نحن كمسلمين معتدلين لا نعتبر هذا الإسلام المتطرف إسلاماً. ليس هناك تطرف في أي دين، سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية. كل الأديان معتدلة، وعندمايكون هناك تطرف فهو انحراف عن الدين لكن إذا أردنا استعمال مصطلح الإسلام الراديكالي، كما قلتِ، أعتقد أن هذا صحيح، لأن الإسلام الراديكالي تم غرسه في أذهان شعوب المنطقة لما لا يقل عن أربعة عقود بتأثير من الأموال السعودية ونشر التفسير الوهابي للإسلام، وهو تفسير متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي، ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة. وهكذا، وطالما استمر تدفق هذه الأموال بالاتجاه نفسه وللأسباب نفسها، من خلال المدارس الدينية والقنوات التلفزيونية الدينية، وما إلى ذلك، فإنه سيصبح أكثر انتشاراً، ليس فقط في منطقتنا بل في أوروبا أيضاً. وما حدث بالأمس في فرنسا مؤشر قوي على ذلك. أعني أن هذا الحدث الإرهابي الذي وقع في باريس لم يأتِ من فراغ. لم يحدث لأن بعض الأشخاص أرادوا الانتقام لنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. في الواقع، فإن هذه هي النتيجة الطبيعية للإيديولوجيا المتطرفة والمنغلقة والقروسطية التي يعد منشؤها الأصلي السعودية. وهكذا، ليس ثمة ما يدعو للقول إن هذه الإيديولوجيا ستتراجع في المستقبل القريب ما لم يوقف العالم تدفق الأموال في الاتجاه الخطأ في دعم هذه الإيديولوجيا المتطرفة التي تفضي إلى هذا النوع من الإرهاب.‏‏‏
وعن الشروع باعادة الاعمار اوضح الرئيس الأسد : في الواقع عندما تحدث حرب في أي بلد، فإن المجال الأكثر أهمية في الاقتصاد هو عملية إعادة إعمار البلاد. سيكون هذا هو الجزء الأكبر من اقتصادنا، وقد بدأنا بوضع الخطط للشروع في عملية إعادة الإعمار. ولا يتعلق الأمر بالبنية التحتية وحسب، بل يتعلق أيضاً بإعادة بناء الإنسان. لكني أتحدث الآن عن الاقتصاد.‏‏‏
مشاركة الدول في إعادة الإعمار‏‏ ستكون انتقائية وليست مفتوحة للجميع‏‏‏
وأضاف السيد الرئيس لدينا خططنا بالطبع، وقد بدأنا ببعض المناطق التي تحققت فيها المصالحة وعادت الحياة فيها إلى طبيعتها. إنها خطة بعيدة المدى وستشمل مناطق مختلفة من سورية ألحق الإرهاب بها الدمار. فيما يتعلق بالبلدان التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار فإن العملية ستكون انتقائية ولن تكون مفتوحة للجميع. لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بمشاركة أية شركة من بلدٍ معادٍ كان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري خلال الأزمة. لكن بوصفكِ صحفية تشيكية، يمكنني القول إن جمهورية التشيك قد تكون إحدى البلدان التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار لأنها كانت أكثر موضوعية من معظم الدول الأوروبية الأخرى رغم الضغوط التي مورست على حكومتها ومسؤوليها كي تقطع علاقاتها مع سورية. ولذلك علينا أن نظهر تقديرنا لهذا الموقف، وبوسعيَ القول إن الأبواب ستكون مفتوحة لمثل هذا التعاون في هذا المجال من الاقتصاد.‏‏‏
المصالحة نجحت وتمكّن المنخرطون فيها‏‏ من إخراج المعارضين لها‏‏‏
وعن اجراء المصالحة في سورية وهل سوف تنجح قال الرئيس الأسد: لحسن الحظ، إنك تطرحين هذا السؤال في وقت نجحت فيه جهود المصالحة في العديد من المناطق، ونحن لا نتحدث عن شيء خيالي أو مجرد أمنيات. لقد حدث هذا في الواقع. في البداية كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو السؤال نفسه الذي تطرحينه الآن. هل سننجح؟ هل يمكن للناس أن تنسى العداوات والدماء؟ هذا أمر ليس بالسهل، ولم يكن سهلاً في البداية، خصوصاً عندما يكون مع جماعات مختلفة، بعضها متطرف يرفض هذه المصالحة، ك/جبهة النصرة/ و/داعش/ في بعض المناطق. وقد نجحت هذه المجموعات فعلياً في إفشال هذه المحاولات. أما في مناطق أخرى حيث أصرّت أغلبية المجموعات على تحقيق المصالحة، فإن المصالحة نجحت وتمكّنت المجموعات المنخرطة فيها من إخراج المجموعات المعارضة لها من مناطقها. وإذا أردنا التحدث عن الواقع، فإن الأشخاص الذين كانوا يقاتلون بعضهم بعضاً، إلى جانب الحكومة أو ضدها عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وأعادوا بناء علاقات الصداقة فيما بينهم، ويتعاملون مع بعضهم البعض بشكل يومي لأنهم كانوا أصدقاء وجيرانا قبل الأزمة وقبل الأحداث. في الواقع، لقد نجحت جهود المصالحة في معظم المناطق لأن الأشخاص الذين شاركوا فيها أدركوا أنهم كانوا قبل المصالحة يمضون في الاتجاه الخطأ، وأدركوا أنهم كانوا يُستعملون كأدوات مقابل الأموال التي كانت تتدفق من قطر والسعودية وفي خدمة ايديولوجيا أردوغان الإخوانية المنغلقة في تركيا. وأدركوا أنهم ألحقوا الضرر ببلادهم، فتحولوا إلى الاتجاه الصحيح، وهنا كان النجاح. إذاً، جوابي هو أن العملية نجحت، وأن الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات، وبمرور الوقت ستنضم أعداد أكبر من السوريين إلى المصالحة وستدرك أعداد أكبر من السوريين أنه لا يمكن الاستمرار في ذلك الاتجاه، إلا إذا كنّا نريد تدمير مجتمعنا وأنفسنا وبلدنا بشكل كامل.‏‏‏
الموقف الروسي داعم لسورية‏‏ في حربها ضد الارهاب‏‏‏
وعن التوقعات من حوار موسكو وموقف سورية من المبادرة الروسية قال الرئيس الأسد: برأيي الموقف الروسي هو دعم سورية في حربها ضد الإرهاب، وهذا أمر مهم، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام مسار سياسي، وموقفنا يتطابق مع هذا الموقف وهو أننا لا نرغب بإضاعة أي فرصة سياسية، وهذا ما نحاول فعله، وإذا نجحنا فهذا أمر جيد. وإذا لم ننجح فإننا لن نخسر شيئاً. وهكذا، فإننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سورية، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل. لكن فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ اننا نتعامل مع شخصيات، وعندما نتحدث عن المعارضة فإننا لا نتحدث عن شخص يعارض شيئاً ما. يمكن لأي شخص أن يعارض أي شيء. المعارضة، بالمعنى السياسي هي حزب، أو كيان لديه ممثلون في الإدارة المحلية، أو البرلمان، ويمكن أن يؤثر في الناس في بلده ويعمل من أجل بلده ولا يعمل لمصلحة جهات أجنبية. أعتقد أن هذا مفهوم عالمي. الآن، نحن نتحدث عن شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها. وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها.. رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية.‏‏‏
أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب‏‏ ستنعكس إيجاباً على المنطقة‏‏‏
وعما اذا تمكنت روسيا والولايات المتحدة من التوصل الى ارضية مشتركة وتمكنتا من الاتفاق على شيء ما، فهل سيكون الامر ايجابيا اكد الرئيس الأسد إن أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص فيما يتعلق بسورية. لكني أود القول إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سورية. ثانياً: إذا أردنا التحدث عن العلاقات الدولية وآثارها، فإنها بحاجة للجدية. فعندما نتحث عن الأرضية المشتركة، ما طبيعة هذه الأرضية المشتركة، ما مدى جدية الولايات المتحدة في محاربة /داعش/؟ حتى الآن ما تقوم به هو عمليات تجميلية، في حين أن الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب. وفي السياق نفسه ، ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير على تركيا وقطر والسعودية - وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها - ما مدى النفوذ الذي ستمارسه الولايات المتحدة عليها لوقف تدفق المال والسلاح والإرهابيين الى سورية. ما لم تتم الإجابة على هذه الأسئلة لا يمكن التوصل إلى هذه الأرضية المشتركة. حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تمارس ألعاباً وتمارس لعبة الانتظار. ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سورية، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سورية. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأميركيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سورية. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة لكني لا أعتقد أن الأميركيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية.‏‏‏
الصحفية: شكراً جزيلاً، وإن شاء الله أن يكون هذا العام عام خير على سورية.‏‏‏
الرئيس الأسد:‏‏‏
شــــــــــكراً لكِ.‏‏‏
===================
الرئيس الأسد: الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق.. وسوريا ضد قتل الأبرياء
15 كانون الثاني , 2015 - 09:59 التصنيف: عربي دولي - المصدر / الكاتب: سانا
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية ونشرتها اليوم، أن سورية تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخرا أثبت أن ما قلناه للغرب بأنه لا يجوز أن يدعموا الإرهاب ويوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانهم وشعوبهم كان صحيحا.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول: سيادة الرئيس، أود أن أبدأ من البداية، قبل أقل من عقد من الزمن، كانت سورية تبني علاقاتها مع الغرب وتطبق الإصلاحات التي اقترحها البنك الدولي، وكان السيد جون كيري حتى عام 2010 يدعوكم “صديقي العزيز”. ثم، فجأة، بين ليلة وضحاها، تغيّر كل شيء فأصبحت ديكتاتوراً وباتوا يشبهونك بهتلر. ما رأيكم بذلك، وكيف نستطيع أن نفسّر هذا التغيّر الجذري؟
الرئيس الأسد:في الواقع، أنا لم أتغير على الإطلاق، لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا أو مبادئنا. المشكلة مع الغرب، وهي ليست مشكلة جديدة، وتتعلق باستقلال بلادنا. وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى، ومنها سورية. خلال الفترة التي ذكرتها حول العلاقات مع الغرب بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سورية أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي. لم يكن المطلوب المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك. كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً. أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري. هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، ولذلك اتخذوا ذلك القرار. الأمر ذاته يحدث الآن مع روسيا؛ فقبل عقدين كانت روسيا صديقاً مقرباً للغرب. فجأة، أصبحت روسيا بلداً عدوانياً، وشرع الغرب في شيطنة الرئيس بوتين واستعمل حملة شبيهة للحملة الدعائية في الحالتين السورية والروسية. إذاً، المشكلة تكمن في استقلال هذه البلدان. ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى، هذا جوهر المشكلة مع الغرب. الأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة. والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا وأعمال القتل المستمرة في سورية بدعم من الغرب.
كنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً
السؤال الثاني: لكن، في ذلك الوقت، عندما بدأت الولايات المتحدة ما سمّته الحرب على الإرهاب، كانت سورية تساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فيما يتعلق ببرامج التحقيق والتعذيب. لماذا انضممتم إلى ذلك البرنامج؟
الرئيس الأسد:
تقصدين قبل الأزمة؟
الصحفية: نعم.
الرئيس الأسد:
نحن نعاني التطرّف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن. والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سورية في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك. في الغرب، لم يكونوا على علم بهذه المشكلة. ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب. لذلك السبب ساعدنا الأمريكيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب. ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية. اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. تنبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات.السياسيون الغربيون قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخراً أثبت صحة ما قلناه
السؤال الثالث:عطفاً على موضوع الإرهاب، لا شك في أنكم سمعتم بأحداث فرنسا مؤخراً. ما تعليقكم على ذلك؟
الرئيس الأسد:
عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سورية. ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب بأننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية. كنّا نقول: لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفّروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيّري النظر وضيّقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى.
مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب
السؤال الرابع:في رأيكم، ما أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب؟
الرئيس الأسد:
يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب.
المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة.
الصحفية: إذاً، كنت تكرر قول ذلك للسياسيين الأوروبيين، لكنهم لم يصغوا لك.
الرئيس الأسد:
تماماً.ثمة تغيّر بطيء وخجول في سياسات الاتحاد الأوروبي.. بعض المسؤولين الأوروبيين قال إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة
السؤال الخامس:هل تعتقد أن سياسات الاتحاد الأوروبي، أو الدول الأعضاء فيه، تغيّرت بشكل ما حيال سورية خلال العام الماضي؟
الرئيس الأسد:
ثمة تغيّر بطيء وخجول، لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين. لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سورية، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء. ما الذي يستطيعون قوله للرأي العام عندهم الآن بعد أربع سنوات؟ هل يقولون إنهم كانوا مخطئين؟ لا يستطيعون فعل ذلك. لذلك فإنهم يقولون إنهم يعترفون بوجود الإرهاب في منطقتنا، لكنهم يضيفون أن سبب ما حدث هو الرئيس. لا يعترفون بأي شيء آخر. إذاً، هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع، فنحن لا نذكر أسماء الأشخاص أو الدول. وقد قال هؤلاء المسؤولون إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيح هذه السياسات. نحن لا مشكلة لدينا، فالمسألة ليست مسألة حب وكراهية، بل تتعلق بمصالح الدول. لكني لا أعتقد أنهم سيحدثون تغييرات سريعة لأننا لم نرَ أي جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن.
السؤال السادس: هل لديكم أي آراء خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لجمهورية التشيك حيال سورية؟
الرئيس الأسد:
01إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام نرى أن دوله لم تتخذ مواقف متماثلة خلال الأزمة. كانت جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سورية خلال الأزمة، وهذا أمر مهم، رغم أنه لا يعني أنهما تدعمان حكومتنا أو تتفقان معها حول كل شيء، أو حول بعض الأشياء، أو أي شيء من هذا القبيل، بل يعني أنه طالما ظلت هذه العلاقات قائمة فإنهما يستطيعان فهم ما يحدث بطريقة أفضل. وهكذا، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة، لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها. فقد كان ذلك لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو أنه من خلال المحافظة على هذه العلاقات، بوسعها رؤية الأمور وتحليلها وفهم ما يحدث فعلاً، وبذلك تكون أكثر موضوعية من البلدان الأوروبية الأخرى.
السؤال السابع:تحدثتم عن شيطنة سورية ورئيسها؛ وأود أن أسمع تعليقكم حول بعض هذه الاتهامات. على سبيل المثال، لا يزال هناك رأي شائع مفاده أن رفضك التنحي هو السبب الوحيد للحرب الجارية في سورية. ما رأيك بذلك؟
الرئيس الأسد:
لا يمكن لرئيس البقاء أربع سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسورية، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها. إذاً، كيف نستطيع الصمود من دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بدهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن /سوبرمان/. وليس لدينا /سوبرمان/ في سورية بل هناك إنسان. إذاً: ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه، هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟ نحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهي بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟ أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له. إن هذا غير منطقي.
في الحقيقة إنهم يدعمون الرئيس لأنهم يعرفون أن ما حدث في سورية منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قطر في البداية على دعم المظاهرات ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سورية، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سورية، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان. هذا هو الواقع. هذا ما حدث في سورية، الأمر لا يتعلق بالرئيس ولا بوجود الرئيس في هذا المنصب. السؤال الآخر هو: ما العلاقة بين وجود /داعش/ والقاعدة في سورية ووجود الرئيس؟ ما العلاقة بين الأمرين؟ هل نستطيع القول إن سبب أحداث 11 أيلول في نيويورك كان وجود الرئيس بوش، ولو تغيّر بوش لما وقعت أحداث 11 أيلول؟ هذا غير واقعي وغير منطقي للبعض. وهم يعرفون ذلك، لكنهم يصرون على الاستمرار بسرد الأكاذيب للأسباب نفسها التي ذكرتها آنفاً وهي أنهم لا يجرؤون على الاعتراف بأنهم كانوا مخطئين وأنهم أخطؤوا قراءة الوضع في سورية، وأنهم أصغوا إلى بلدان جاهلة ومسؤولين جهلة في قطر والسعودية، وأنهم باعوا قيمهم مقابل البترودولارات، انقادوا وراء هاتين الدولتين، وهذا هو السبب الحقيقي لما حدث في سورية، وليس عدم تنحي الرئيس أو بقاءه في هذا المنصب.
السؤال الثامن: ثمة ادعاء آخر واسع الانتشار في جمهورية التشيك حتى الآن مفاده أنك تشن عملية قتل جماعي ضد شعبك. ما رأيك بذلك؟
الرئيس الأسد:
الجواب نفسه. كيف يمكن لرئيس أن يقتل شعبه، وبالتالي أن يكون شعبه ضده، والعالم كله ضده، ورغم ذلك يستمر في المنصب نفسه. ما القوة التي تبقي الرئيس في هذا المنصب؟ الجواب هو نفسه. هذا غير واقعي، كما قلت. المسألة لا تتعلق بالتنحي. إننا ندافع عن شعبنا. أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد. لا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه. هذا غير واقعي.
السؤال التاسع: والاتهام الأحدث هو أنك شريك ل/داعش/ لأن الجيش السوري لا يحارب /داعش/، كما أن /داعش/ لا يحارب الجيش السوري.
الرئيس الأسد:
إذاً هذا يعني أني أدعم /داعش/ كي يقتل جنودنا ويستولي على قواعدنا العسكرية وبالوقت نفسه نستفيد من /داعش/. كيف ذلك؟. مرة أخرى ثمة تناقض في هذا. هناك ادعاء آخر شائع في الغرب هو أننا نستفيد من الضربات الأمريكية ضد /داعش/. بعضهم قال ذلك. كيف؟ إذا كنا ندعم /داعش/ فإننا لا نستفيد من الضربات الأمريكية. وإذا كانوا يقولون إننا نستفيد من الضربات الأمريكية فنحن ضد /داعش/. بعيداً عن كل ذلك، أؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان /داعش/ أو /جبهة النصرة/ أو غيرهما. ليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم /داعش/. ليس لدينا أي مبرر لذلك.
السؤال العاشر: فيما يتعلق ب/داعش/، وعلى الأقل من المنظور الأوروبي، فإن الإسلام الراديكالي يكتسب المزيد من القوة في المنطقة وإنه سينتشر أكثر فأكثر. هل تعتقد ذلك، أم إنها ظاهرة ستختفي خلال عشرة أعوام أو شيء من هذا القبيل؟
الرئيس الأسد:
02نحن كمسلمين معتدلين لا نعتبر هذا الإسلام المتطرف إسلاماً. ليس هناك تطرف في أي دين، سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية. كل الأديان معتدلة، وعندما يكون هناك تطرف فهو انحراف عن الدين لكن إذا أردنا استعمال مصطلح الإسلام الراديكالي، كما قلتِ، أعتقد أن هذا صحيح، لأن الإسلام الراديكالي تم غرسه في أذهان شعوب المنطقة لما لا يقل عن أربعة عقود بتأثير من الأموال السعودية ونشر التفسير الوهابي للإسلام، وهو تفسير متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي، ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة. وهكذا، وطالما استمر تدفق هذه الأموال بالاتجاه نفسه وللأسباب نفسها، من خلال المدارس الدينية والقنوات التلفزيونية الدينية، وما إلى ذلك، فإنه سيصبح أكثر انتشاراً، ليس فقط في منطقتنا بل في أوروبا أيضاً. وما حدث مؤخرا في فرنسا مؤشر قوي على ذلك. أعني أن هذا الحدث الإرهابي الذي وقع في باريس لم يأتِ من فراغ. لم يحدث لأن بعض الأشخاص أرادوا الانتقام لنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. في الواقع، فإن هذه هي النتيجة الطبيعية للإيديولوجيا المتطرفة والمنغلقة والقروسطية التي يعد منشؤها الأصلي السعودية. وهكذا، ليس ثمة ما يدعو للقول إن هذه الإيديولوجيا ستتراجع في المستقبل القريب ما لم يوقف العالم تدفق الأموال في الاتجاه الخطأ في دعم هذه الإيديولوجيا المتطرفة التي تفضي إلى هذا النوع من الإرهاب.
السؤال الحادي عشر:أعتقد أنك قلت في صيف العام الماضي بأن العمليات الرئيسية للحرب ستنتهي وأنه سيحين وقت الشروع في عملية إعادة بناء البلاد. هل تعتقد أن هذه المقولة لا تزال صحيحة؟
الرئيس الأسد:
في الواقع.. عندما تحدث حرب في أي بلد، فإن المجال الأكثر أهمية في الاقتصاد هو عملية إعادة إعمار البلاد. سيكون هذا هو الجزء الأكبر من اقتصادنا، وقد بدأنا بوضع الخطط للشروع في عملية إعادة الإعمار. ولا يتعلق الأمر بالبنية التحتية وحسب، بل يتعلق أيضاً بإعادة بناء الإنسان. لكني أتحدث الآن عن الاقتصاد.الشعب السوري لن يقبل مشاركة أي شركة من بلدٍ معاد ٍكان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري في إعادة الإعمار
الصحفية: أتحدث عن إعادة الإعمار لأن العديد من البلدان تدعم الحرب الدائرة حالياً في سورية، لكن ما إن تبدأ عملية إعادة الإعمار، حتى تصبح متلهفة للمشاركة في العملية من أجل الحصول على بعض الأرباح من عملية إعادة إعمار سورية نفسها التي تشارك هذه البلدان حالياً في تدميرها. ما هي البلدان التي تعتقدون أنها ستنضم إلى هذا الجهد؟
الرئيس الأسد:
لدينا خططنا بالطبع، وقد بدأنا ببعض المناطق التي تحققت فيها المصالحة وعادت الحياة فيها إلى طبيعتها. إنها خطة بعيدة المدى وستشمل مناطق مختلفة من سورية ألحق الإرهاب بها الدمار. فيما يتعلق بالبلدان التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار فإن العملية ستكون انتقائية ولن تكون مفتوحة للجميع. لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بمشاركة أي شركة من بلدٍ معادٍ كان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري خلال الأزمة. لكن بوصفكِ صحفية تشيكية، يمكنني القول إن جمهورية التشيك قد تكون أحد البلدان التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار لأنها كانت أكثر موضوعية من معظم الدول الأوروبية الأخرى رغم الضغوط التي مورست على حكومتها ومسؤوليها كي تقطع علاقاتها مع سورية. ولذلك علينا أن نظهر تقديرنا لهذا الموقف، وبوسعيَ القول إن الأبواب ستكون مفتوحة لمثل هذا التعاون في هذا المجال من الاقتصاد.
الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات الوطنية
الصحفية: يسعدني سماع ذلك. لكني لا أستطيع أن اتخيل إمكانية حدوث مصالحة في سورية بعد أربع سنوات من الحرب. أعتقد أنها عملية صعبة للغاية للتغلب على العداوات التي نمت خلال هذه الفترة. هل لكم أن تصفوا لنا الجهود التي تبذلونها في هذا الاتجاه؟
الرئيس الأسد:
لحسن الحظ، إنك تطرحين هذا السؤال في وقت نجحت فيه جهود المصالحة في العديد من المناطق، ونحن لا نتحدث عن شيء خيالي أو مجرد أمنيات. لقد حدث هذا في الواقع. في البداية كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو السؤال نفسه الذي تطرحينه الآن. هل سننجح؟ هل يمكن للناس أن تنسى العداوات والدماء؟ هذا أمر ليس بالسهل، ولم يكن سهلاً في البداية، خصوصاً عندما يكون مع جماعات مختلفة، بعضها متطرف يرفض هذه المصالحة، ك/جبهة النصرة/ و/داعش/ في بعض المناطق. وقد نجحت هذه المجموعات فعلياً في إفشال هذه المحاولات. أما في مناطق أخرى حيث أصرّت أغلبية المجموعات على تحقيق المصالحة، فإن المصالحة نجحت وتمكّنت المجموعات المنخرطة فيها من إخراج المجموعات المعارضة لها من مناطقها. وإذا أردنا التحدث عن الواقع، فإن الأشخاص الذين كانوا يقاتلون بعضهم بعضاً، إلى جانب الحكومة أو ضدها عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وأعادوا بناء علاقات الصداقة فيما بينهم، ويتعاملون مع بعضهم البعض بشكل يومي لأنهم كانوا أصدقاء وجيرانا قبل الأزمة وقبل الأحداث. في الواقع، لقد نجحت جهود المصالحة في معظم المناطق لأن الأشخاص الذين شاركوا فيها أدركوا أنهم كانوا قبل المصالحة يمضون في الاتجاه الخطأ، وأدركوا أنهم كانوا يُستعملون كأدوات مقابل الأموال التي كانت تتدفق من قطر والسعودية وفي خدمة ايديولوجيا أردوغان الإخوانية المنغلقة في تركيا. وأدركوا أنهم ألحقوا الضرر ببلادهم، فتحولوا إلى الاتجاه الصحيح، وهنا كان النجاح. إذاً، جوابي هو أن العملية نجحت، وأن الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات، وبمرور الوقت ستنضم أعداد أكبر من السوريين إلى المصالحة وستدرك أعداد أكبر من السوريين أنه لا يمكن الاستمرار في ذلك الاتجاه، إلا إذا كنّا نريد تدمير مجتمعنا وأنفسنا وبلدنا بشكل كامل.
السؤال الثاني عشر: قد تكون إحدى عمليات المصالحة هي تلك التي ستجري في موسكو نهاية كانون الثاني، حيث ستتناقش حكومتكم على الأقل مع بعض أعضاء المعارضة. هل تتوقعون بعض النتائج الملموسة لهذا الحوار؟ وما رأيكم في هذه المبادرة الروسية؟
الرئيس الأسد: برأيي الموقف الروسي هو دعم سورية في حربها ضد الإرهاب، وهذا أمر مهم، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام مسار سياسي، وموقفنا يتطابق مع هذا الموقف وهو أننا لا نرغب بإضاعة أي فرصة سياسية، وهذا ما نحاول فعله، وإذا نجحنا فهذا أمر جيد. وإذا لم ننجح فإننا لن نخسر شيئاً. وهكذا، فإننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سورية، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل. لكن فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ اننا نتعامل مع شخصيات، وعندما نتحدث عن المعارضة فإننا لا نتحدث عن شخص يعارض شيئاً ما. يمكن لأي شخص أن يعارض أي شيء. المعارضة، بالمعنى السياسي هي حزب، أو كيان لديه ممثلون في الإدارة المحلية، أو البرلمان، ويمكن أن يؤثر في الناس في بلده ويعمل من أجل بلده ولا يعمل لمصلحة جهات أجنبية. أعتقد أن هذا مفهوم عالمي. الآن، نحن نتحدث عن شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها. وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها.. رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية.
السؤال الثالث عشر: طبقاً لتقارير إعلامية، فإن الروس ينسقون هذه العملية مع الولايات المتحدة ويبدو أن هاتين القوتين العظميين تستطيعان إيجاد أرضية مشتركة، ربما للمرة الأولى، فيما يتعلق بسورية. هل تبدو هذه بداية نهاية الحرب في سورية؟
الرئيس الأسد:
تقصدين عندما تتوصلان إلى هذه الأرضية المشتركة؟
الصحفية: نعم. إذا تمكنتا من الاتفاق على شيء ما، فإن ذلك سيكون أمراً إيجابياً.
الرئيس الأسد:
إن أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص فيما يتعلق بسورية. لكني أود القول إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سورية. ثانياً: إذا أردنا التحدث عن العلاقات الدولية وآثارها، فإنها بحاجة للجدية. فعندما نتحدث عن الأرضية المشتركة، ما طبيعة هذه الأرضية المشتركة، ما مدى جدية الولايات المتحدة في محاربة /داعش/؟ حتى الآن ما تقوم به هو عمليات تجميلية، في حين ان الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب. وفي السياق نفسه ، ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير في تركيا وقطر والسعودية – وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها – ما مدى النفوذ الذي ستمارسه الولايات المتحدة عليها لوقف تدفق المال والسلاح والإرهابيين الى سورية. ما لم تتم الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن التوصل إلى هذه الأرضية المشتركة. حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تمارس ألعاباً وتمارس لعبة الانتظار. ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سورية، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سورية. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأمريكيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سورية. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة لكني لا أعتقد أن الأمريكيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية.
الصحفية: شكراً جزيلاً، وإن شاء الله أن يكون هذا العام عام خير على سورية.
الرئيس الأسد:
شكراً لكِ.
===================
بشار الأسد: سوريا ضد قتل الأبرياء.. ومكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش
2015-01-15T10:11:06.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في
النشرة
 
 
قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن بلاده تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق.
وأوضح الأسد، في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية نشرت وكالة الأنباء السورية «سانا» نصها،الخميس: «ما حدث في فرنسا مؤخرا أثبت أن ما قلناه للغرب بأنه لا يجوز أن يدعموا الإرهاب ويوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانهم وشعوبهم كان صحيحا».
وردًا على سؤال حول أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب، أجاب: «يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب، وإذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية».
وتابع: «لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة، تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة، كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».
وأضاف: «المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001، وكنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها، قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان، والسرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كليًا، وما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر، لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة».
وبسؤاله عن أن الرأي الشائع يرى أن رفض الأسد التنحي هو السبب الوحيد للحرب الجارية في سوريا، قال: «لا يمكن لرئيس البقاء 4 سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسوريا، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها».
وأضاف: «إذاً، كيف نستطيع الصمود من دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بديهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن سوبرمان، وليس لدينا سوبرمان في سورية بل هناك إنسان، إذاً: ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه، هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟، ونحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهي بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟ أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له، إن هذا غير منطقي».
وعن الوضع الراهن في بلاده، قال الأسد إن الشعب السوري يدعمه «لأنهم يعرفون أن ما حدث في سوريا منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قطر في البداية على دعم المظاهرات، ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سوريا، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سوريا، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان، هذا هو الواقع، وهذا ما حدث في سوريا».
واستطرد: «المسألة لا تتعلق بالتنحي، إننا ندافع عن شعبنا، أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد، ولا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه، هذا غير واقعي، وأؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما، وليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم داعش ليس لدينا أي مبرر لذلك».
===================
الاسد: التفسير الوهابي للإسلام متطرف للغاية ومنحرف عن الإسلام الحقيقي
النشرة
الخميس 15 كانون الثاني 2015  آخر تحديث 08:18
 
أشار الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "ليتيرارني نوفيني" التشيكية الى أنه لم يتغير على الإطلاق، "لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا أو مبادئنا، فالمشكلة مع الغرب، وهي ليست مشكلة جديدة، وتتعلق باستقلال بلادنا، وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى، ومنها سوريا"، مضيفاً "خلال الفترة التي ذكرتها حول العلاقات مع الغرب بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سوريل أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي، لم يكن المطلوب المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك، كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً، أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري، هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، ولذلك اتخذوا ذلك القرار. الأمر ذاته يحدث الآن مع روسيا؛ فقبل عقدين كانت روسيا صديقاً مقرباً للغرب، فجأة، أصبحت روسيا بلداً عدوانياً، وشرع الغرب في شيطنة الرئيس بوتين واستعمل حملة شبيهة للحملة الدعائية في الحالتين السورية والروسية. إذاً، المشكلة تكمن في استقلال هذه البلدان، ما يريده الغرب هو دول تابعة تحكمها دمى، هذا جوهر المشكلة مع الغرب. الأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة. والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا وأعمال القتل المستمرة في سوريا بدعم من الغرب".
ولفت الى اننا "نعاني التطرف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن، والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سوريا في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك"، مشيراً الى ان "في الغرب لم يكونوا على علم بهذه المشكلة، ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب"، مضيفاً "لذلك السبب ساعدنا الأميركيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب، ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية، اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. تنبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات".
وأضاف "يجب أن نفرق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب، إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس، هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة، تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب"، مشيراً الى ان "المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001، كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان"، مشيراً الى ان "السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر، لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة".
ولفت الى انه "ثمة تغير بطيء وخجول في سياسات الاتحاد الأوروبي، بعض المسؤولين الأوروبيين قال إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة"، مضيفاً "لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين، لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سوريا، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء. ما الذي يستطيعون قوله للرأي العام عندهم الآن بعد أربع سنوات؟"، متسائلاً "هل يقولون إنهم كانوا مخطئين؟، لا يستطيعون فعل ذلك، لذلك فإنهم يقولون إنهم يعترفون بوجود الإرهاب في منطقتنا، لكنهم يضيفون أن سبب ما حدث هو الرئيس، لا يعترفون بأي شيء آخر"، مضيفاً "إذاً هناك بعض التغيير ولدينا اتصالات مع بعض المسؤولين على مستويات مختلفة، وهي اتصالات غير معلنة بالطبع، فنحن لا نذكر أسماء الأشخاص أو الدول، وقد قال هؤلاء المسؤولون إن السياسات الأوروبية كانت خاطئة، وإنهم يريدون تصحيح هذه السياسات. نحن لا مشكلة لدينا، فالمسألة ليست مسألة حب وكراهية، بل تتعلق بمصالح الدول، لكني لا أعتقد أنهم سيحدثون تغييرات سريعة لأننا لم نرَ أي جهود جدية يبذلها أي بلد أوروبي حتى الآن".
وقال: "إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام نرى أن دوله لم تتخذ مواقف متماثلة خلال الأزمة، كانت جمهورية التشيك ورومانيا من البلدان التي احتفظت بعلاقاتها مع سوريا خلال الأزمة، وهذا أمر مهم، رغم أنه لا يعني أنهما تدعمان حكومتنا أو تتفقان معها حول كل شيء، أو حول بعض الأشياء، أو أي شيء من هذا القبيل، بل يعني أنه طالما ظلت هذه العلاقات قائمة فإنهما يستطيعان فهم ما يحدث بطريقة أفضل. وهكذا، أستطيع القول فيما يتعلق بجمهورية التشيك إن علاقاتنا لم تكن جيدة جداً قبل الأزمة، لكن خلال الأزمة تبيّن أن لديها رؤية أوضح من غيرها، فقد كان ذلك لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو أنه من خلال المحافظة على هذه العلاقات، بوسعها رؤية الأمور وتحليلها وفهم ما يحدث فعلاً، وبذلك تكون أكثر موضوعية من البلدان الأوروبية الأخرى".
وشدد على انه "لا يمكن لرئيس البقاء أربع سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسورية، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها، إذاً، كيف نستطيع الصمود من دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بدهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن "سوبرمان"، وليس لدينا "سوبرمان" في سوريا بل هناك إنسان"، مضيفاً "ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه"، متسائلاً "هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟، نحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهي بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟، أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له؟، إن هذا غير منطقي".
واوضح "في الحقيقة إنهم يدعمون الرئيس لأنهم يعرفون أن ما حدث في سوريا منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قط على دعم المظاهرات ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سوريا، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سوريا، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان. هذا هو الواقع. هذا ما حدث في سوريا، الأمر لا يتعلق بالرئيس ولا بوجود الرئيس في هذا المنصب.
وسأل "ما العلاقة بين وجود داعش والقاعدة في سوريا ووجود الرئيس؟، ما العلاقة بين الأمرين؟، هل نستطيع القول إن سبب أحداث 11 أيلول في نيويورك كان وجود الرئيس بوش، ولو تغيّر بوش لما وقعت أحداث 11 أيلول؟"، مشيراً الى ان "هذا غير واقعي وغير منطقي للبعض، وهم يعرفون ذلك، لكنهم يصرون على الاستمرار بسرد الأكاذيب للأسباب نفسها التي ذكرتها آنفاً وهي أنهم لا يجرؤون على الاعتراف بأنهم كانوا مخطئين وأنهم أخطؤوا قراءة الوضع في سوريا، وأنهم أصغوا إلى بلدان جاهلة ومسؤولين جهلة في قطر والسعودية، وأنهم باعوا قيمهم مقابل البترودولارات، انقادوا وراء هاتين الدولتين، وهذا هو السبب الحقيقي لما حدث في سوريا، وليس عدم تنحي الرئيس أو بقاءه في هذا المنصب".
وأضاف الاسد "كيف يمكن لرئيس أن يقتل شعبه، وبالتالي أن يكون شعبه ضده، والعالم كله ضده، ورغم ذلك يستمر في المنصب نفسه. ما القوة التي تبقي الرئيس في هذا المنصب؟، الجواب هو نفسه، هذا غير واقعي، كما قلت. المسألة لا تتعلق بالتنحي. إننا ندافع عن شعبنا، أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد، لا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه. هذا غير واقعي"، مشيراً الى اننا "نحارب جميع أشكال الإرهابيين سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما".
ورداً على سؤال حول اتهامه بأنه شريك لداعش لأن الجيش السوري لا يحارب داعش، وان داعش لا يحارب الجيش السوري، قال: "إذاً هذا يعني أني أدعم داعش كي يقتل جنودنا ويستولي على قواعدنا العسكرية وبالوقت نفسه نستفيد من "داعش". كيف ذلك؟، مرة أخرى ثمة تناقض في هذا. هناك ادعاء آخر شائع في الغرب هو أننا نستفيد من الضربات الأميركية ضد داعش، بعضهم قال ذلك. كيف؟ إذا كنا ندعم داعش فإننا لا نستفيد من الضربات الأميركية. وإذا كانوا يقولون إننا نستفيد من الضربات الأميركية فنحن ضد داعش، بعيداً عن كل ذلك، أؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما. ليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم داعش، ليس لدينا أي مبرر لذلك"، مشيراً الى ان "التفسير الوهابي للإسلام متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة".
وأضاف الاسد "نحن كمسلمين معتدلين لا نعتبر هذا الإسلام المتطرف إسلاماً، ليس هناك تطرف في أي دين، سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، كل الأديان معتدلة، وعندما يكون هناك تطرف فهو انحراف عن الدين لكن إذا أردنا استعمال مصطلح الإسلام الراديكالي، كما قلتِ، أعتقد أن هذا صحيح، لأن الإسلام الراديكالي تم غرسه في أذهان شعوب المنطقة لما لا يقل عن أربعة عقود بتأثير من الأموال السعودية ونشر التفسير الوهابي للإسلام، وهو تفسير متطرف للغاية ومنحرف جداً عن الإسلام الحقيقي، ويشكل أساس الإرهاب في هذه المنطقة. وهكذا، وطالما استمر تدفق هذه الأموال بالاتجاه نفسه وللأسباب نفسها، من خلال المدارس الدينية والقنوات التلفزيونية الدينية، وما إلى ذلك، فإنه سيصبح أكثر انتشاراً، ليس فقط في منطقتنا بل في أوروبا أيضاً"، مشيراً الى ان "ما حدث مؤخرا في فرنسا مؤشر قوي على ذلك، أعني أن هذا الحدث الإرهابي الذي وقع في باريس لم يأتِ من فراغ. لم يحدث لأن بعض الأشخاص أرادوا الانتقام لنشر بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. في الواقع، فإن هذه هي النتيجة الطبيعية للإيديولوجيا المتطرفة والمنغلقة والقروسطية التي يعد منشؤها الأصلي السعودية، وهكذا، ليس ثمة ما يدعو للقول إن هذه الإيديولوجيا ستتراجع في المستقبل القريب ما لم يوقف العالم تدفق الأموال في الاتجاه الخطأ في دعم هذه الإيديولوجيا المتطرفة التي تفضي إلى هذا النوع من الإرهاب".
وأكد انه "عندما تحدث حرب في أي بلد، فإن المجال الأكثر أهمية في الاقتصاد هو عملية إعادة إعمار البلاد. سيكون هذا هو الجزء الأكبر من اقتصادنا، وقد بدأنا بوضع الخطط للشروع في عملية إعادة الإعمار. ولا يتعلق الأمر بالبنية التحتية وحسب، بل يتعلق أيضاً بإعادة بناء الإنسان. لكني أتحدث الآن عن الاقتصاد"، مضيفاً "لدينا خططنا بالطبع لاعادة الاعمار، وقد بدأنا ببعض المناطق التي تحققت فيها المصالحة وعادت الحياة فيها إلى طبيعتها. إنها خطة بعيدة المدى وستشمل مناطق مختلفة من سوريا ألحق الإرهاب بها الدمار،فيما يتعلق بالبلدان التي يمكن أن تشارك في إعادة الإعمار فإن العملية ستكون انتقائية ولن تكون مفتوحة للجميع، لا أعتقد أن الشعب السوري سيقبل بمشاركة أي شركة من بلدٍ معادٍ كان مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن سفك الدم السوري خلال الأزمة، وجمهورية التشيك قد تكون أحد البلدان التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار لأنها كانت أكثر موضوعية من معظم الدول الأوروبية الأخرى رغم الضغوط التي مورست على حكومتها ومسؤوليها كي تقطع علاقاتها مع سوريا. ولذلك علينا أن نظهر تقديرنا لهذا الموقف، وبوسعيَ القول إن الأبواب ستكون مفتوحة لمثل هذا التعاون في هذا المجال من الاقتصاد".
وشدد على ان "جهود المصالحة نجحت في العديد من المناطق، ونحن لا نتحدث عن شيء خيالي أو مجرد أمنيات. لقد حدث هذا في الواقع. في البداية كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو السؤال نفسه الذي تطرحينه الآن، هل سننجح؟ هل يمكن للناس أن تنسى العداوات والدماء؟، هذا أمر ليس بالسهل، ولم يكن سهلاً في البداية، خصوصاً عندما يكون مع جماعات مختلفة، بعضها متطرف يرفض هذه المصالحة، كجبهة النصرة وداعش في بعض المناطق. وقد نجحت هذه المجموعات فعلياً في إفشال هذه المحاولات"، مضيفاً "أما في مناطق أخرى حيث أصرّت أغلبية المجموعات على تحقيق المصالحة، فإن المصالحة نجحت وتمكّنت المجموعات المنخرطة فيها من إخراج المجموعات المعارضة لها من مناطقها، وإذا أردنا التحدث عن الواقع، فإن الأشخاص الذين كانوا يقاتلون بعضهم بعضاً، إلى جانب الحكومة أو ضدها عادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وأعادوا بناء علاقات الصداقة فيما بينهم، ويتعاملون مع بعضهم البعض بشكل يومي لأنهم كانوا أصدقاء وجيرانا قبل الأزمة وقبل الأحداث"، مشيراً الى ان "جهود المصالحة نجحت في معظم المناطق لأن الأشخاص الذين شاركوا فيها أدركوا أنهم كانوا قبل المصالحة يمضون في الاتجاه الخطأ، وأدركوا أنهم كانوا يُستعملون كأدوات مقابل الأموال التي كانت تتدفق من قطر والسعودية وفي خدمة ايديولوجيا أردوغان الإخوانية المنغلقة في تركيا. وأدركوا أنهم ألحقوا الضرر ببلادهم، فتحولوا إلى الاتجاه الصحيح، وهنا كان النجاح. إذاً، جوابي هو أن العملية نجحت، وأن الأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من المصالحات، وبمرور الوقت ستنضم أعداد أكبر من السوريين إلى المصالحة وستدرك أعداد أكبر من السوريين أنه لا يمكن الاستمرار في ذلك الاتجاه، إلا إذا كنّا نريد تدمير مجتمعنا وأنفسنا وبلدنا بشكل كامل".
وأضاف الاسد "برأيي الموقف الروسي هو دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب، وهذا أمر مهم، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام مسار سياسي، وموقفنا يتطابق مع هذا الموقف وهو أننا لا نرغب بإضاعة أي فرصة سياسية، وهذا ما نحاول فعله، وإذا نجحنا فهذا أمر جيد. وإذا لم ننجح فإننا لن نخسر شيئاً. وهكذا، فإننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل. لكن فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ اننا نتعامل مع شخصيات، وعندما نتحدث عن المعارضة فإننا لا نتحدث عن شخص يعارض شيئاً ما. يمكن لأي شخص أن يعارض أي شيء"، مشيراً الى ان "المعارضة، بالمعنى السياسي هي حزب، أو كيان لديه ممثلون في الإدارة المحلية، أو البرلمان، ويمكن أن يؤثر في الناس في بلده ويعمل من أجل بلده ولا يعمل لمصلحة جهات أجنبية. أعتقد أن هذا مفهوم عالمي، الآن، نحن نتحدث عن شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها. وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها، رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية.الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سوريا، الولايات المتحدة تقوم بعمليات تجميلية في محاربة داعش وتمارس لعبة الانتظار".
وراى إن "أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص فيما يتعلق بسوريا. لكني أود القول إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سوريا، ثانياً: إذا أردنا التحدث عن العلاقات الدولية وآثارها، فإنها بحاجة للجدية. فعندما نتحدث عن الأرضية المشتركة، ما طبيعة هذه الأرضية المشتركة، ما مدى جدية الولايات المتحدة في محاربة /داعش/؟ حتى الآن ما تقوم به هو عمليات تجميلية، في حين ان الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب. وفي السياق نفسه ، ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير في تركيا وقطر والسعودية وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها ما مدى النفوذ الذي ستمارسه الولايات المتحدة عليها لوقف تدفق المال والسلاح والإرهابيين الى سوريا. ما لم تتم الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن التوصل إلى هذه الأرضية المشتركة. حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تمارس ألعاباً وتمارس لعبة الانتظار. ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سوريا، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سوريا. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأميركيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سوريا. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة لكني لا أعتقد أن الأميركيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية".
===================
الأسد: ما حدث في فرنسا أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً
دمشق/ قال الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية تعليقاً على أحداث فرنسا الأخيرة: «عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدأنا.
نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة، لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سوريا. لذلك، فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا. لكننا، في الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب بأننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سوريا».
وأضاف الأسد، : «كنّا نقول لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفّروا مظلة سياسية له، لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم. لم يصغوا إلينا، بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيّقي الأفق. وما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عمّا حدث في منطقتنا وفي فرنسا أخيراً، وربما ما حدث سابقاً في بلدان أوروبية أخرى».
وردّاً على سؤال عن أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب، قال إنّه «يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء، وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب، فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. ينبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كذلك ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».
وأضاف الأسد: «المشكلة لا تُعالَج كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في عام 2001. كنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها. قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان. السرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً. ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر. لذلك، كما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة».
(سانا)
===================
النظام السوري يحث على تبادل المعلومات بين الدول المكافحة للتطرف
14 يناير 2015 at 4:16م
الدول التي تكافح الإرهاب على تبادل المعلومات قائلا إن سياسات الحكومات الأوروبية مسؤولة عن الهجمات القاتلة التي شنها إسلاميون مسلحون في فرنسا الأسبوع الماضي.
جاء ذلك في مقتطفات نشرتها الوكالة العربية السورية للأنباء من مقابلة مع صحيفة شهرية تشيكية من المقرر أن تنشرها في عدد الخميس.
وأدان الأسد هجمات باريس ولكنه اتهم صناع السياسة في الغرب بأنهم “قصيرو النظر وضيقو الأفق” جراء سياساتهم الداعمة للانتفاضة السورية التي اندلعت في عام 2011 وتحولت إلى حرب أهلية يهيمن عليها إسلاميون متشددون.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية الآن على نحو ثلث الأراضي السورية.
وكانت دول غربية بينها فرنسا رفضت من قبل عروضا من الحكومة السورية بأن تشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تستهدفه ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في سوريا منذ سبتمبر/أيلول.
ونقلت الوكالة عن الأسد قوله في المقابلة مع صحيفة ليتيرارني نوفيني “ينبغي…. أن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب”.
وتعتبر الحكومة السورية كل الفصائل المعارضة المسلحة جماعات إرهابية. وقال الأسد إن بلاده تواجه الإرهاب منذ أربع سنوات مضيفا في المقابلة في إشارة إلى الهجمات في فرنسا “نشعر بالتعاطف مع أسر أولئك الضحايا”.
وتابع “نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سوريا.. كنا نقول.. لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم”.
وقالت الحكومة السورية الأسبوع الماضي إن الهجمات في فرنسا توضح الخطر المتزايد للتشدد الإسلامي الذي تتبناه الجماعات التي تقاتل في سوريا. وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع السوري أسفر عن سقوط 200 ألف قتيل.
وكانت الحكومة السورية التي تدعمها روسيا وإيران قالت إنها مستعدة للانضمام للجهود الدولية لمحاربة الدولة الإسلامية إلا أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال العام الماضي إن الأسد ليس حليفا في هذه الحرب مكررا الموقف الأمريكي. وتقول فرنسا إنها زودت جماعات المعارضة غير الجهادية في سوريا بأسلحة.
وقال الأسد إن السياسات الأوروبية “هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخرا”.
وأضاف في لصحيفة “ليتيرارني نوفيني”، بحسب سانا، “ان سورية كانت تقول للسياسيين الغربيين بأنه لا يجوز أن تدعموا الارهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لان ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم… لم يصغوا لنا بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الافق”.
واضاف في اول رد له على اعتداءات فرنسا، “ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحا، وفي الوقت نفسه، فان هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الاوروبية لانها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخرا”.
وقال “عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا…. لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية”.
واعتبر الاسد ان “مكافحة الإرهاب لا تحتاج الى جيش، بل هي بحاجة الى سياسات جيدة”، مشددا على “ضرورة محاربة الجهل من خلال الثقافة”، و”بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر”، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الارهاب”.
ورأى ان “مكافحة الارهاب أشبه بمعالجة السرطان”، مشيرا الى ان “السرطان لا يعالج بشقه أو ازالة جزء منه، بل باستئصاله كليا” حتى لا ينتشر بسرعة.
===================
لأسد يدعو الغرب لتبادل المعلومات حول «الإرهاب»
بيروت - رويترز - دعا الرئيس السوري بشار الأسد الدول التي تكافح الإرهاب الى تبادل المعلومات قائلا إن سياسات الحكومات الأوروبية مسؤولة عن الهجمات القاتلة التي شنها إسلاميون مسلحون في فرنسا الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن
الأسد قوله في مقتطفات من مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية الشهرية: «ينبغي.... أن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».
وقال الأسد: «نريد تذكير كثيرين في الغرب... لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم».
===================