الرئيسة \  تقارير  \  من الحسم إلى الطوفان .. هكذا قدمت غزة تجربتها بمقاومة الحصار

من الحسم إلى الطوفان .. هكذا قدمت غزة تجربتها بمقاومة الحصار

17.02.2024
الغد الأردنية




من الحسم إلى الطوفان .. هكذا قدمت غزة تجربتها بمقاومة الحصار
الغد الاردنية
الخميس 15/2/2024
عواصم - منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، فرض الاحتلال حصارا سياسيا واقتصاديا على الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم تركز هذا الحصار على غزة عقب الحسم العسكري وانفراد حماس بحكم القطاع وخروجها من مشهد الحكم بالضفة المحتلة عام 2007.
وهدف الاحتلال من خلال حصاره لمعاقبة الفلسطينيين على انتخاب حركة ترفع شعار المقاومة و"كيّ وعيهم" بما يمنعهم من تكرار فعل كهذا، إضافة إلى محاولة تغيير فكر وإستراتيجية حماس للقبول بالانخراط في مسار التسوية السلمية والتخلي عن العمل المقاوم.
ولم يكن موضوع الحصار غائبا عن دوافع حماس في القيام بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وما يزال في صلب التدافع بخصوص شروط وقف الحرب التي يدور التفاوض حولها.
وفي ضوء مركزية ملف الحصار سياسيا واقتصاديا وعسكريا، نستطلع فيما يلي مفهوم الحصار وأهدافه وطرق مقاومته تقليديا، وتجربة قطاع غزة بهذا الصدد.
ويعدّ ما يتعرض له قطاع غزة مزيجا من العقوبات الاقتصادية في أوقات الهدوء والحصار الشامل أوقات الحرب، ويوثق المرصد الأورومتوسطي هذا بقوله إن الاحتلال فرض الحصار على القطاع عقب فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، ثم شددته بعد سيطرتها عسكريًا على القطاع في حزيران (يونيو) 2007، إذ أعلنت هذا القطاع كيانًا معاديا.
كما فرض الاحتلال عقوبات إضافية مسّت على نحو مباشر بالحقوق الأساسية للسكان، وشمل ذلك فرض قيود مشددة على دخول الوقود والبضائع وحركة الأفراد مـن وإلى القطاع.
وعلى مر السنين، عملـت السـلطات الاحتلالية علـى ترسيخ سياسة عـزل القطاع، من خلال فصله عـن الأراضي الفلسطينية بالضفة والقدس الشرقية، إلى جانب التحكم في كمية ونوعية البضائع والمواد التي تدخل إلى القطاع وحظر المئات منها، مما تسبب بركود اقتصادي شامل، وارتفاع حاد في معدلات الفقر والبطالة.
وعلاوة على ذلك، أثّر الحصار على نحو خاص على القطاع الصحي في غزة، إذ لا تتوفر كثير من الأصناف واللوازم الطبية الأساسية، ويضطر كثير من المرضى للانتظار لأشهر من أجل إجراء العمليات الجراحية.
أما عقب السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، فقد أعلن الاحتلال الحصار الشامل على غزة بعده بـ48 ساعة من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت، كما أمر وزير الطاقة يسرائيل كاتس بقطع إمدادات المياه عن غزة.
ووصف تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ‏"أونكتاد" -في كانون الثاني (يناير) 2024- أثر الحصار المترافق مع الضربات العسكرية الصهيونية على القطاع بقوله "إن الظروف المعيشية في غزة في أدنى مستوياتها منذ بدء الاحتلال عام 1967".
بينما أشار تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" المدعوم أمميا، والصادر في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2023 إلى أن "أكثر من 25 % من الأسر في القطاع تعاني من الجوع الشديد". كما أكد أن جميع سكان غزة "يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي".
وأظهر أيضا أن 26 % من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف، ويواجهون جوعا كارثيا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) ومن الجوع الحاد.
وقال التقرير إن هناك خطرا لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة اللاحقة لصدوره "إذا استمر الصراع العنيف وتقييد وصول المساعدات الإنسانية".
ووفقا للأمم المتحدة تُعرف المجاعة بأنها "الجوع الذي تواجه فيه ما لا يقل عن 20 % من الأسر نقصا شديدا في الغذاء، ويعاني %30 من الأطفال على الأقل من سوء التغذية الحاد، وتحدث في ظله أكثر من حالتي وفاة يوميا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا".
منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية وظهور بوادر الرفض الدولي لخيار الشعب الفلسطيني، سعت لتشكيل حكومة تجمع مختلف أنواع الطيف السياسي الفلسطيني بما يضعف شرعية أي إجراءات عقابية دولية على الفلسطينيين، إلا أن الضغوط الدولية والمراهنة على إفشال أي حكومة تقودها المقاومة منع تشكّل حكومة كهذه آنذاك.
كما سعت حماس إلى تصدير خطاب سياسي يخفف الضغوط الدولية وتداعياتها المعيشية على الشعب بالضفة والقطاع، فاعتمدت "وثيقة الوفاق الوطني" أساسا لبرنامج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية ومشاركة وزراء من حركة فتح والجبهة الديمقراطية وغيرها من القوى الفلسطينية. إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار الحصار.-(وكالات)