الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  من الشعر الإسلامي المعاصر : مختارات من قصيدة ( في ضيافة الذئاب )

من الشعر الإسلامي المعاصر : مختارات من قصيدة ( في ضيافة الذئاب )

10.09.2015
خالد سعود الحليبي



للشاعر : خالد سعود الحليبي { عضو رابطة الأدب الإسلامي }
تصور لحظات انطلاق القطارات ، وهي تحمل أطفال البوسنة والهرسك المسلمين إلى أوروبا ، لتتوزعهم الكنائس والملاجئ ،أو تتبناهم بعض الأسر !؟
واليوم تمضي القوارب والقطارات تحمل أطفال سورية إلى المجهول !؟
قف ياقطارُ فإنني منذُ انطلقت بهم كئيبُ !؟
قف إنني مِن هؤلاء ، وإن تباعدتِ الدروب ُ!؟
بيني وبينهمُ حبالٌ لن تُقطّعها الخطوبُ !؟
وبراءةُ الأطفال تدعو نخوتي ؟ أفلا أُجيب ُ!؟
جمُدتْ على أجفانها صورُ المجازر لا تغيبُ !
وتلفّتتْ فإذا المدى جثثٌ وآلامٌ تجوب ُ!؟
وملاعبُ الأمس الجميل تئِنُّ ليس بها دبيبُ !؟
طوتِ المدافعُ حُسنهُنّ وأُحرق الغصنُ الرطيبُ!؟
لم يبق إلا مسجدٌ يبكي ، و( صِربيٌّ ) غريبُ !؟
وبقيةٌ : للجوع أنفسُهم !؟ وللخوف القلوب ُ!؟
في لحظة حيرى أمرُّ من الردى ، كان الهروبُ !!
ورحلت ! فارتحل النهارُ ، ووجْهُه الضاحي القشيبُ !؟
* * *
ياأيها الطفلُ البريءُ دُعِيت !؟ والمِضيافُ ديبُ !؟
سلبوك مِن وطن يحِنُّ إليك  ،وهْو هنا سليبُ !؟
ياحسرتاهُ ! إذاغدوت وأنت بينهم ُ ربيبُ !
تمتصُّ دمعك  بسمةٌ ، وتحوطُك العضُدُ الكذوبُ !؟
أهْدوْك مِعطف رحمةٍ ، وحنوْا كما يحنو الطبيب ُ!؟
لم تدرِ أنّ وراء بسمتِهم توارى ما يُشيبُ !؟
ووراء كلّ هديّةٍ برّاقةٍ جثم الصليب ُ !!!؟!
لا يُلْهِك الكلِمُ المهذٌبُ !؟ إنه ذهبٌ مشوبُ !؟
* * *
ويح الشعوبِ أما تململ حِسُّها ؟ ( أمرٌ عجيبُ ) !؟
تجري ، وسوطُ القهر يجلِدُها !؟ ولكنْ تستطيبُ !
شبّتْ على العيش الذليل ! وفي براثنه تشيبُ !؟
والأمّةُ الخرساءُ يحجِلُ في نواحيها النّعيب ُ!!
نامت عيونُ العِزّ مِن ساداتها ، وغفتْ شعوبُ !؟
لكنّ نار الأكرمين - وإنْ خبتْ - يوماً تؤوبُ !؟
* * *
مهلا ً قطار الماكرين ! فإنه يومٌ قريب ُ....!؟
قف ْ !! هؤلاء الصِّبيةُ الأغرارُ ( بركانٌ) رهيبُ !
فترقبن ْيوم انفجار فؤادهِ .. إني رقيبُ !!؟