الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  منادمات

منادمات

02.04.2013
الدكتور عثمان قدري مكانسي



1-    كنت وأحد الأساتذة الأفاضل نلاحظ الطلاب في امتحاناتهم عام تسعين وتسع مئة وألف ، ولعل صاحبي كان مُتعباً ، فعكس الأمر إذ اتهمني بالنعاس –مازحاً- وطلب إليّ اليقظة الكاملة ..... ثم انزوى ركناً وغاص في بحر النوم ....
تركته على حالته هذه ، ثم أيقظته وأعطيتُه هذه الأبيات التي كتبتها حين كاد الفصل يفرغ من الطلاب.

أوحى إليّ بأن أنـام وأحسَب النــــــــومَ اللذيذ قد اصطفـاه خليـلاً
ويقول : إني لا أروم النـّومَ لا        هذا لَعَمـرُك قد أتى تضليـلاً
يا صاحبي إياك أن تسعى إلى        غشي فسيفي قد بدا مـسلولاً
لي ألف عين لا تراوح لحظة          وأراك تغفو مكثِراً وقـليـلاً
أوَ تحسب الليثَ الهِزَبر مسالماً       أم تحسب النسر العظيم ذليلاً
إيـّاك أن تـرنـو إليّ مجـادلاً            متحدّياً فلقد غدوتَ عليـلاً
إني انقضضت من السماء كباشَق     فظلّلتَ تندُب حظّك المطلولا
2-    وفي السنة نفسها دخل موجّه اللغة العربية غرفة أساتذتها دون أن يُسلم - وكان فيه جفاءٌ- فنبهه المدرسون إلى ما وقع فيه من خطأ أدبي واجتماعي وأخلاقي، ارتجلت  - وقليلاً ما أرتجل فقد ساءني ماقصّر – قائلاً :

قـُل للموجّـه قد أسـأتَ كثـيـراً           وأتيـتَ فعـلاً قد أضَـرّ كبـيـراً
إن كنت ترجو أن تنال مكانةً           عـُليـا فـأظهـِرْ للـورى تقـديـراً
واخفض جناحَك فالتواضع رافعٌ       أصـحـابـه نحـو العـُلا تقـديـراً
أمـّا التـكـبّـرُ فـالبـلاءُ بعـَيـنـه           يودي بك اللهَبَ المُذيبَ حسيراً
إن البشاشة في الوجوه حميدةٌ         والبِشـرَ يهدي الآخـرين حبـوراً
أمـا السـلام بلهـْفـة ومحـبـة              فكأنـّه الـروض المليء عبـيـراً
فاربأ بنفسك أن تكون مُقصِّراً           فـي حـق نفســك أوّلاً وأخـيـراً