الرئيسة \  مشاركات  \  موقف الشعب العربي السوري من العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ومواقف العرب من العدوان العالمي على سور

موقف الشعب العربي السوري من العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ومواقف العرب من العدوان العالمي على سور

27.09.2016
المهندس هشام نجار


موقف الشعب العربي السوري من العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ومواقف العرب من العدوان العالمي على سوريا .. لقد مات العرب 


اعزائي القرّاء 
في عام ١٩٥٦ كنت حينها احبو على ما اذكر الى الصف السادس إعدادي حيث يومها كان الصف الخامس اخر مراحل الدراسة الابتدائية .
في تلك العمر المبكره شعرت واقراني في المدرسة وفي الحارة ان علينا دورا يجب ان نقوم به ، فمصر الشقيقة تتعرض لعدوان ثلاثي.
يومها تم نصب مدفع م/ط فوق بنايتنا ذات الموقع الاستراتيجي فهي تقع على مفرق طرق للموءسسة الكهرباء ومحطة بغداد للقطارات وثكنة طارق بن زياد وثكنة المهلب بن ابي صفرة للمغاوير.
 فكان لزاما علينا نحن اولاد الحارة ان نوءمن كل ما يلزم لطاقم المدفع من طعام وشراب وعناية طبية وتناوبنا على تلك المهمة . كما قمنا بحمله لشراء الورق الأزرق من مصروفنا الشخصي لتزويدالمنازل للصقها على نوافذهم كما ساهمنا في طلي مصابيح اضاءة السيارات بالمحلول الأزرق مع فتحه بشكل حرف T في منتصف المصباح عملا بنظام التعتيم ، خشية ان يتحرك حلف بغداد ضد سوريا عن طريق تركيا انتقاما منها لدعمها مصر فتم تجهيز محيط حلب بالخنادق وتدرب الجميع على استعمال السلاح وكنت احد المتفوقين بفك وتركيب البندقية التشيكية العائدة لأخي الأكبر والذي استلمها من نظام الفتوة.
لم تكن سوريا وحدها التي وقفت داعمة لمصر بل كل شعوب الامه العربية وكل الحكام نسوا خلافاتهم من اجل مصر فكان موقفاً واحداً في مواجهة العدو الثلاثي والذي قادته بريطانيا ومعها فرنسا والكيان الاسرائيلي بعد تأميم قناة السويس 
لقد كان الرابط الذي جمع كل من مصر وسوريا قويا
 فقد كانت سوريا بطلة في اتخاذ خطوات جريئة دفاعًا عن مصر، مما جعلها أول من بادر بفكرة تفجير أنابيب البترول في سوريا. فقد كان هناك خطان يمران من سوريا لنقل البترول وكان أحدهما عراقي يمر من وسطها وينتهي في مياه البحر الأبيض المتوسط عند ميناء "بانياس" والثاني خط "التابلاين" لنقل البترول من الخليج العربي مرورًا بالأردن وسوريا لينتهي به المطاف في ميناء طرابلس اللبناني على البحر المتوسط.
 قطع السوريون العصب الرئيسي في استمرار الحياة عند الغرب ، حين أقدم العمال السوريون على نسف خط أنابيب البترول، الممول الأساسي لأوروبا، بداية بتفجير خط "التابلاين" الممتد إلى طرابلس اللبنانية، وكذلك خط أنابيب البترول العراقي الواصل إلى ميناء بانياس السوري، إضافة إلى نسف فرع ماسورة البترول في الأردن، مما استدعى التقليل من توزيع المشتقات البترولية، وفرض نظام البطاقات في توزيعها صاحب ذلك ارتفاع الأسعار عامة وتوقف إنتاج عدد من الصناعات الثقيلة
بينما كان ضباطنا في البحرية يشاركون جنبا الى جنب مع اخوتهم الضباط المصريين في الدفاع عن شواطيء مصر فاستشهد منهم ابطال وكان منهم الضابط الوطني جول جمال.
هذه هي سوريا قلب العروبة الواقفة دائماً وابداً مع أشقائها العرب فسلاحها القديم تم تسليمه لاخواننا في الجزائر لمحاربة المحتل الفرنسي قبل الانتقال الى السلاح الروسي ومظاهراتنا ودعمنا تأييدا لكل العرب كانت راسمالنا الوطني .
هذه هي سوريا.
اما اليوم 
ماذا اقول 
العين تدمع والقلب يخشع فصلوات الجنازة ستقام قريبا . ..
فأمة العرب ماتت.
سوريا اليوم ومنذ ست اعوام تتعرض ليس لعدوان ثلاثي ولا لعدوان رباعي ولا لعدوان خماسي ،
ايها العرب النائمه ..سوريا اليوم تتعرض لعدوان عالمي ..
فطائرات العدوان اليوم ليست كطائرات الامس .
وأسلحة اليوم المحرمه والمحللة ليست كأسلحة الامس .
واجرام اليوم ليس كإجرام الامس .
اعداد شهداء اليوم تفوقوا عددا بمئات المرات عن شهداء الامس .
دمار اليوم تفوق الاف المرات عن دمار الامس .
مهجرو اليوم بالملايين بينما لم يهاجر مصري واحد وطنه يوم الاعتداء الثلاثي عليه.
الشعب العربي السوري ضحى من اجلكم ياعرب ..
الشعب العربي السوري لايحتاج لمكافأة منكم ولن يستجديها منكم بل هو يحذركم ان بقيت نياما فالموءامرة العالمية قادمة عليكم لا محاله.
ايها العرب العاربه
ايها العرب المستعربه 
لا 
بل ايها العرب النائمه 
والهاربه 
اخشى عليكم ان تاخر دعمكم لسوريا التي هي قلب الامه العربية وهو تأخر.
 ان تجدوا انفسكم تلملمون بقايا بيوتكم والفزع في وجوهوكم والدماء على صدوركم وعلى بقايا اطفالكم وانتم تحملونهم الى مثواهم الأخير ، ومن بقي حيّا منهم فستحملونهم مع بقايا أسركم تتراكضون بهم الى قارب مهترئ لتعبروا بانفسكم وباهلكم واطفالكم الى ضفة امنه لتجدوا انفسكم في قاع البحار .
ايها العرب 
ان بقي منكم عربي فلديكم اليوم خيارين :
الاول اما ان تدعموا انفسكم بدعمكم لثوار سوريا 
واما...
 فالبحر الابيض المتوسط بانتظاركم .
فاختاروا.
ــــــــــــــ
المنسق العام للهيئة السورية للاعمار