الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : منظمة العفو الدولية : قوات كردية تشارك في حرب إبادة وتهجير ضد السكان المحليين

موقفنا : منظمة العفو الدولية : قوات كردية تشارك في حرب إبادة وتهجير ضد السكان المحليين

17.10.2015
زهير سالم




نضطر في كل موقف نتحدث فيه عن فرق ( الإرهاب ) و( الجريمة ) في ثنايا أبناء شعبنا السوري العظيم ، أن نميز الإرهابيين المجرمين الحقيقيين عن عموم أبناء شعبنا الطيب العظيم . وكما نكرر دائما أن شيفونية نظام ( الأسد ) لا علاقة لها بالعرب ولا بالعروبة . وأنها يوم كانت تمارس الاستبداد والفساد والقتل والاعتقال والتشريد ضد كل الشعب السوري ومن ضمنهم أشقاؤنا الكرد ، فإنها كانت تفعل ذلك باسم الشيفوني القاتل المستبد حبيب الفناء عدو الحياة ، ولم تكن تفعله لا باسم العرب ولا باسم العروبة ولا باسم الوطن ولا باسم الوطنية .
وكذلك يجب علينا اليوم أن نميز بين ( الإرهابيين الجدد ) بمختلف عناوينهم ومسمياتهم ، ومنهم أولئك الذين سموا أنفسهم (وحدات حماية الشعب الكردي ) وبين أشقائنا الكرد الأحرار الأبطال شركاء العقيدة والحضارة والتاريخ . ليبقى أشقاؤنا الكرد ، رغم أنف كل الشيفونيين ، شركاء اليوم والغد ، شراكة مفتوحة على الوعد الحق والأمل الجميل.
فروق كبيرة تميز بين قوى الثورة وقوى الإرهاب . قوى البناء وقوى التدمير ، وحدات الحماية ووحدات التهديد ، الفرق كبير بين وحدات يلوذ بها المستضعفون مهما كان دينهم أو مذهبهم أو عنصرهم وبين وحدات يخاف من شرها النساء والأطفال والمعمرون . فرق كبير بين الثائر المدافع عن حق والمطالب به وبين الإرهابي مدع الحقوق أو مغتصبها.
إن الذاكرة السورية حية ، والذاكرة السورية لم تنس بعد ، وأشقاؤنا الأكراد الشرفاء أنفسهم كما كل السوريين والسوريات الأحرار لم ينسوا بعد ( عنوان الجريمة ) العنوان المصنوع في أقبية الرجس ( وحدات الدفاع عن الوطن وحماية الثورة ) ، والتي كان يعبر عنها شعبنا اختصار بالوحدات ، وحدات الرعب والفحش والإثم والقتل والاغتصاب ... وحدات رفعت الأسد نفسه ، التي تظهر اليوم من جديد بالاسم نفسه ولكن في مسلاخ جديد. ليبقى عنوان ( الدفاع ) و( الحماية ) هو جسر عبور القتلة والإرهابيين ، جسرهم التاريخي والتقليدي للقتل والاغتصاب والتهجير . وحين تصرخ الحقائق يبقى المنكرون من أنفسهم يسخرون ، ويظنون أن الحقيقة تهذي كما يهذون ...
ومع المعذرة والحب والتقدير لكل مواطن كردي حر وشريف ، يبقى الصدع بالحق واجب كل الأحرار الشرفاء . وتبقى كلمة الحق ضد مشروع قتل أبناء شعب سُلت عليه في منحنى تاريخي ضنك كل السكاكين واجب الشرفاء وميثاق الله على المتقين ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ).
 ...وبعد فهذه هي الحقائق صارخة نازفة تضج إلى الله من إثم الآثمين من الأمريكيين والروس من الإيرانيين والأسديين ومن أدواتهم الرخيصة التي تظن أنها تبني وهي تهدم ليس الحاضر فقط وإنما المستقبل أيضا وهو الذي عليه يجب أن نخاف أجمعين ..هذه هي الحقائق تلقي بها منظمة العفو الدولية على أعين الناس وأسماعهم لعلهم يشهدون ..
في الغد لن تكون بالضرورة أمريكا ، ولن تكون بالضرورة روسيا ، ولن تكون بالضرورة إيران ، ولن يكون أبدا بشار وعملاؤه وشركاؤه وأدواته وسيكون بالضرورة أولاد وأحفاد هؤلاء السوريين جميعا ثم سيكون ملتقى الخلق بين يدي الخالق أجمعين ...
أنتم يا من بالطيران الأمريكي والروسي والإيراني والأسدي تفرحون وتعتزون وتهددون و تكبرون وتبطرون وبحبل هؤلاء المجرمين الإرهابيين تقتلون وتدمرون وتشردون اعلموا : إن الله من ورائكم محيط. أنتم يا قتلة الأطفال ، ومروعي النساء ، ومهجري الآمنين ، ومدمري الديار.. إلى جبار السموات والأرض نشكوكم فاستهينوا به واستعينوا عليه اليوم بمن تشاؤون وما يعلم جنود ربنا إلا هو ...
أنتم يا من ذهبت بعقولكم نشوة اللحظة ، وغركم عقد الأجرة فما عدتم تميزون عدوا من صديق ، وخطأ من صواب ، ومفسدة من مصلحة ؛ فخضتم مع الخائضين ، وانحدرتم مع المنحدرين .. اعلموا إن لقرني الوعل العظيم صخرة ينتهيان إليها ويتحطمان عليها ؛ فكيف بمن كانت قرونه من عجين ، ومخالبه من طين ...؟!
ومنظمة العفو الدولية – حتى لا تسبقونا بالقول - هي منظمة العفو الدولية نفسها التي كانت تجأر بالشكوى يوم استهدفت (كوباني ) التي تعرفون ، والتي ضجت بالصراخ يوم علا صوت المرأة ( اليزيدية ) في برلمان المالكي فتحركت لضجيجها أسراب الطائرات ؛ نذكر بذلك فقط حتى لا تقولوا ( منظمة العفو الدولية ) منظمة إرهابية داعشية منظمة العفو الدولية التي طالما شهدت لكم فاعتززت بشهادتها ها هي اليوم تشهد عليكم فماذا أنتم قائلون ..
منذ أيام قليلة فقط أصدرت منظمة العفو الدولية نفسها تقريرها تستغيث وتدين لما يجري من قتل وتدمير وتطهير عرقي شيفوني في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ، وكل ما سنضعه بين قوسين هو منقول موثق عن المنظمة نفسها
تقول المنظمة إن ( القوات الكردية تقوم بتهجير السكان قسرا من قراهم شمال وشرق سورية . وتدمر منازلهم ، وتهددهم بجلب قصف التحالف الدولي ضدهم باتهامهم بأنهم من تنظيم الدولة )
وتطالب منظمة العفو الدولية في تقريرها على لسان مسؤولتها ( لمى الفقيه ) بأنه يجب أن تتوقف الإدارة الذاتية – الكردية - عن تدمير منازل المواطنين ، وأن تقدم تعويضات للذين دمرت منازلهم بشكل غير قانوي.
وتنقل منظمة العفو الدولية عن أحد سكان قرية الحسينية – شمال شرق –قوله ( أخرجونا – مقاتلو الوحدات – من منازلنا وأحرقوها ، واستقدموا جرافات ودمروا المنازل واحدا بعد الآخر حتى قضوا على القرية ..) أسلوب من هذا تذكروا أيها الأعزاء ...
وتوثق المنظمة ، منظمة العفو الدولية عينها، ومسؤولتها لمى الفقيه أنه بحسب صور بالأقمار الصناعية فحصتها المنظمة فإن قرية الحسينية دمرت بنسبة 94 % بين حزيران 2014 وحزيران 2015 .
وشهد سكان آخرون حسب تقرير منظمة العفو الدولية أن عناصر (الوحدات ) كانوا يهددون سكان القرية ( بأنهم سيطلبون من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات على المنطقة ما لم يغادروها ) ويقول ( صفوان ) وهو أحد سكان المنطقة قالوا لنا : ( إن علينا الرحيل وإلا سيقولون للائتلاف الدولي بأننا إرهابيون وأن المقاتلات الأمريكية ستقصفنا مع عائلاتنا ) . وتلفت منظمة العفو الدولية ( أن العديد من المناطق التي شهدت تهديدا لم تكن قرى في مناطق الاشتباك )
وقد وثقت منظمة العفو الدولية في تقريرها أربع عشرة مدينة وقرية تسيطر عليها الوحدات ( الأمريكية – الأسدية – ثم الكردية ) تم فيها التهجير القسري وتدمير المنازل الجرائم التي تعتبر جرائم حرب ارتكبتها من تسمى الإدارة الذاتية التابعة للوحدات نفسها ...
وتؤكد التقارير الرديفة بما فيها شهادة نائب رئيس الوزراء التركي ( بولنت أريننج أن ما يجري في سورية في مناطق سيطرة الوحدات يعد تطهيرا عرقيا يستهدف العرب والتركمان بشكل خاص . أكرر يستهدف العرب والتركمان بشكل خاص بهدف توحيد كانتونات كردية متباعدة ومتفرقة .
هذه الحقائق منصوبة أمام العالم ، وأمام القوى الوطنية والثورية ، وأمام شعبنا السوري بمن فيهم أهلنا الكرد الأحرار الشرفاء وأمام من تولى أمرنا ثم غفل عنا بل نام حتى عن نفسه ..
باختصار شديد : إن هذه المدخلات ليست جيدة لصناعة المستقبل الذي نريده جميعا . وعلى من يستسهلها حربا أن يعلم أن إشعال الحروب وكسب العداوات هو فعل الحمقى فقط
وأن الزمن طويل طويل أكثر مما يظن المغامرون والمقامرون بشار الأسد وأدواته الرخيصة في كل واد يهيمون ...
(( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ))
(( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ..))
اللهم اجعل امرنا من أمرك وعدونا عدوك يا رب العالمين . اللهم أطفئ نار العداوة بيننا وبين من تحب (( عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ))
لندن : 2 / محرم / 1437
15 / 10 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk