الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : نظم الشعر في إيجابيات فتّ البعر

موقفنا : نظم الشعر في إيجابيات فتّ البعر

30.05.2015
زهير سالم




في أكثر من موطن من كتابه إحياء علوم الدين يكرر الإمام حجة الإسلام الغزالي قوله ( لو نُهي الناسُ عن فت البعر لفتوه ؛ وقالوا : ما نُهينا عن فته إلا وفيه شيء).
ذكرني بكلام الإمام حجة الإسلام هذا ما تابعته من اهتمام بعض الأذواء الأقيال العباهلة بما سمي لقاء ( كازاخستان) ، واسترسال البعض في تقويم الموقف في تعداد الإيجابيات والسلبيات ، فعل الذي يفت البعر يبحث عسى أن يجد فيه شيئا ، أو لعل غرض الكاتب ينحصر في كتابة كلام غرائبي يلفت إليه الأنظار ، ويجذب إلى ذكر اسمه وسائل الإعلام ..
وحتى لا أكون من المشتركين في( فت البعر ) بالتعليق عليه ، وعلى المؤتمر الحدث وما قيل فيه وعنه وعن الدعوة والمدعو والداعي ؛ أحب أن أوضح أنني لم أرد من الواقعة إلا التمثيل لما آل إليه وضع المعارضة العتيدة ، التي اختلط على الناس أمرها فما عاد المعنيون يعرفون دخلها من خرجها .
وألتمس العذر من القارئ الكريم أكثر حين سأذكر أن متابعة خبر ( الشاطر والمشطور والكامخ بينهما ) في كازاخستان ، جاء في جواء متابعة مقابلة أبي محمد الجولاني مع أحمد منصور . (أبو محمد ) الذي يدلله العامة في مثل هذا الموطن فينادون عليه ( أبو حمدو ) . ويزيدون أكثر إعجابا وتأييدا فيقولون : دو أبو حمدو ..ودو ..ودو ..
أبو محمد الجولاني الذي استمع إليه موافقوه ومخالفوه وخصومه وأعداؤه باحترام ، وأصغوا إلى كل كلمة من كلماته بعناية ، والذي كنا مع الاختلاف معه في المشروع ندعو له بأن يسدد ويعان وأن يكون معه في كل ما يقول من الله سلطان ...
يقول أبو الطيب المتنبي : وتعظم في عين الصغير صغارها ...وهكذا حين تولى أمر هذه الثورة معارضون تصاغروا وصغّروا ، على مدى خمسة أعوام، ضاعت الثغور ، واتسعت الخروق ومن ثم تعاظمت ( الإنجازات ) الصغيرة، ولا نريد أن نقول الحقيرة ، فأصبحت ، حين تصغي إلى كل عظيم متصاغر يتحدث عنها وعن نفسه ، عظيمة بما ينفث فيها بين السحر والنحر ..
في حديث أبي محمد الجولاني، ورغم ملاحظات أساسية على ما أدلى به الرجل ، من حيث الاختلاف المبدئي بيننا في المزاوجة بين لغة السياسة ولغة العصر؛ غبطت الرجل ، وغبطت الجبهة التي يمثلها ، وسرح بي الخيال كيف كبر هؤلاء الرجال في ظرف أربع سنوات فتقدموا وقد بدؤوا على أرض الشام من الصفر وكيف تقازمت سرحة الوادي بعد عمر تجاوز السبعين عام .. تقدم أبو محمد الجولاني وركبه وتخلف غيرهم ، وحضروا وغاب غيرهم ، قلت : أغبطهم مع ما لدي من ملاحظات أساسية ، ولم أقل أحسدهم حتى لا يتصيد متصيد ، ولا يتقول متقول .
وغبطت الرجل أيضا أنني وجدته واثقا ولم أجده مهتاجا ، حتى في الرد على حسن نصر الله ، الذي ما يزال يخرج علينا مرغيا مزبدا متوعدا مهتاجا كان أبو محمد وكأنه يقول له بلغة الواثق المطمئن ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) ، وبرؤية مستشرفة لآفاق المستقبل ، يعرف الرجل كيف يضع معركة القلمون في ومعركة لبنان في إطارها الصحيح..
غبطته وهو يؤكد يتحدث بكل الثقة : دمشق هي القصد وهي السبيل ، دمشق وليست جنيف ولا القاهرة ولا كازاخستان ..دمشق وليس قرية هنا أو قبرا هناك...
سيدنا عمر لم يتوقف عند الأسماء والمسميات ، في لغة السياسة المطلق والمقيد أكثر من مرة قال أبو محمد ( الآن .. ) أو ( في الوقت الحاضر ) وكان بغنى عنها . لست في مقام أن أسطر ما انتقدته وما أعتبره خارج إطار المشروع ولكنني في مقام أن أنادي على أصحاب المشروع الإسلامي الوطني : يا قطان احترق قطنك ..
وبين متلازمتي : ( دمشق هي السبيل ) وبين التفاوض حول فت البعر في كازاخستان حيث خلص المجتمعون إلى اعتبار قانون الأحزاب الأسدي هو المعيار والمقاس ..نمت بالأمس واستيقظت اليوم لأكتب هذه الكلمات ...وسأتوقف مع أن الحوض ما زال يفيض وأخشى أن أزيد ...
ألا أيها النوامُ ويحكمُ هبوا ...
لندن : 11 / شعبان / 1436
28 / 5 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk