الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا :على طريق تصفية الثورة السورية .. ثلاث خطوات جديدة على طريق التصفية بالإنهاك

موقفنا :على طريق تصفية الثورة السورية .. ثلاث خطوات جديدة على طريق التصفية بالإنهاك

08.10.2014
زهير سالم




منذ أن انطلقت الثورة السورية وتعاظم مدها انطلق جهد دولي منظم وممنهج ،ممن أسموا أنفسهم أصدقاء الشعب السوري ، لاحتوائها وتصفيتها وإعادة الشعب السوري تحت نير نظام الخدمات الوظيفية المقرر له البقاء والاستمرار في سورية كنوع من أنواع الاستقرار الاستراتيجي المقرر في أرقى المؤسسات الدولية . اللعبة ( المباركية – السيسية ) الخبيثة التي لم ترق لبشار الأسد وحلفائه فقرروا أن يلعبوا خارج سياقها ؛ وكان على الشعب السوري أن يدفع ثمنها لا لتحقيق أهدافها وإنما أهداف الشياطين الأصدقاء .
منذ البداية ، أي قبل أن تحمل الثورة السورية العصا أو الحجر ، كان منهج أصدقائها المزعومين دائما : الإصرار على تشويهها ، والتشكيك في نوايا وأهداف قواعدها ، والاشتراطات اللامتناهية عليهم، والامتناع الصارم عن دعمهم بما يستحقه الموقف الاستراتيجي سياسيا وتعبويا ..
وعلى مدى أكثر من أربعين شهرا ظل الجهد دائبا ومنصبا على إقصاء القوى الممثلة للشعب السوري ( بغض النظر عن أي خلفية حزبية )، وإضعاف وجودها ودورها ، والتمكين لشخصيات هزيلة ، وبُنى مفككة لا قاعدة ولا قرار من زعم تمثيل هذه الثورة ، والسيطرة على قرارها والافتئات على إرادة ثوارها ..
ولقد كان قرار الإعدام بالانهاك الذي أصدره أصدقاء الشعب السورية بحقه أكثر مكرا وخبثا من ذلك الذي نهجه بشار الأسد وحلفاؤه ، الإعدام بالسارين أو بالوأد تحت وطأة البراميل المتفجرة ..
والقتل بالإنهاك يشبه إلى حد كبير القتل تحت التعذيب أو القتل بالتجويع الذي تظاهر العالم المتحضر تقززه من صوره وهو يتابعها التي عرضها القيصر في نوادي السياسة الدولية .
من يراقب بدقة صمت من يسمون أصدقاء الشعب السوري على مسلسل القتل ضد المدنيين والأطفال على مدى أكثر من ألف يوم بفاتورة قتل يومية لا تقل عن مائة شهيد لا بد أن يتساءل بجد عما وراء الأكمة ، وعن سر هذا الصمت ، وغايته وصيرورته ومنتهاه...
وعلى طريق القتل بالإنهاك ، وبعد أن شعر الأصدقاء المزعمون أنه قد تمت الإطاحة بكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية من دائرة التأثير في قرار الممثلية المصنوعة على عين ، انتقل هؤلاء الأصدقاء لأول مرة إلى خطوات تنفيذية متقدمة ، كان أولها توجيه ضربات عسكرية جريئة تحت عنوان الحرب على الإرهاب ..
ومع تأكيد رفضنا العقائدي و السياسي والوطني للقوى التي يتم التصدي لها في مشروع لحرب يعلن عنه أمريكيا لسنوات ، فإن المدرك أن قص هذه الأظافر ، وخلع هذه الأنياب ، في منطقة تتحكم فيها المخالب والأنياب هو الطريق لفرض الحل الذي تسعى إليه الولايات المتحدة وشركاؤها مسبقا . والتي تجعل شعوب هذه المنطقة ضحايا خاضعين لميليشيات مثل حزب الله في لبنان أو ميليشيا بدر في العراق أو الحرس الجمهوري في سورية.
وانضاف إلى هذه الخطوة المتقدمة على طريق تصفية الثورة السورية تلقائيا ، ما تطوع بالإعلان عنه من سمي رئيس الأركان للثورة السورية. إعلان مضمونه أيها القتلة المغتصبون المجرمون لا خوف على مواقعكم فأنتم على كرسي حكم سورية باقون ...
وتحت عنوان الوطنية الفضفاض أُعطي الحق لكل القتلة والمغتصبين والفاسدين والمستبدين في البقاء في مواقعهم في إدارة سورية المستقبل والسيطرة على قرارها وانتهاك أبنائها تحت راية جديدة وربما في قبو جديد وبأدوات أكثر جدة . وحسب العرض التصفوي المعروض المطلوب فقط أن ( يخرج المالكي ويدخل العبادي ) ويبقى كل شيء على ما هو عليه .
إذن سيحافظ كل القتلة والمجرمين على مواقعهم ومكاسبهم تحت عنوان ( الوطنية الفضفاض ) وتحت عنوان ( الإرهاب المائع) سيتم استئصال وإقصاء وانتهاك كل سوري وسورية يطالبان بحقهما بالحرية وبالكرامة الإنسانية ، وليس الكرامة الوطنية . فكل حلفاء الأمريكيين يرددون في ردهات البيت الأبيض : نحن أصحاب البلاد الأصليون ، نحن المواطنون الأولون ...
وسيجد (أصدقاء الشعب السوري ) المزعمون ( عميا أوهبلا ) كثيرين يجارونهم ويمكنونهم من أكتافهم ، ليستعيد حزب الطوائف (الوطني ) هذه المرة دوره ومكانته على حساب الجماهير ( الملعونة أمريكيا وصهيونيا وصفويا).
وإنه ومقابل اللعنة الأمريكية والصهيونية والصفوية سيكون من حق جماهير الثورة السورية أن تعلن لعنتها الاستباقية على كل الأدوات القذرة عميا كانوا أو مبصرين ...
وفي سياق الخطوات المتتابعة لتصفية الثورة ، وتضييق الخناق على قياداتها وكوادرها وقواعدها وهوامشها ، تأتي الخطوة الثالثة على اليد الأممية في صورة القرار التمهيدي للمفوضية العليا لشئون اللاجئين في تقليص جرعة دعمها الغذائي للاجئين السوريين . خطوة بعدها السياسي أخطر من بعدها الإنساني . وهو بهذا يستحق عودا إليه في غير هذا المقام ...
أيها السوريون السوريون ...
يا من دفعتم ثمن هذه الثورة من أعراضكم ودمائكم وأمنكم وكرامتكم وأموالكم تنبهوا فهذه مناجل الخيانة والغدر والمكر قد أحاطت بكم من فوقكم ومن أسفل منكم ... احذروا أن تزيغ الأبصار ، وتوكلوا على الله وثقوا به يأتِ الله بالفتح فيصبح الخونة والغادرون والماكرون والمسترسلون على ما أسروا في أنفسهم نادمين ...
لندن : 8 / ذي الحجة / 1435
2 / 10 / 2014
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
0044101010223210210
zuhair@asharqalarabi.org.u