الرئيسة \  تقارير  \  ميديا بارت : مع الأسف نحتاج لخسارة روسية محققة في أوكرانيا

ميديا بارت : مع الأسف نحتاج لخسارة روسية محققة في أوكرانيا

15.02.2023
الجزيرة

ميديا بارت : مع الأسف نحتاج لخسارة روسية محققة في أوكرانيا
الجزيرة
الثلاثاء 14-2-2023
أكد ستيفان أودوان-روزو، الخبير المتخصص في الحرب العالمية الأولى ومدير الدراسات بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية في فرنسا، في حوار مع موقع ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي، أن أوجه تشابه عديدة تجمع بين الحرب على أوكرانيا والحرب العالمية الأولى.
وأضاف أودوان-روزو بأن الحرب تحولت حاليا إلى صراع حول "الحفاظ على المواقع" بعدما بدأت كحرب تقدم باتجاه اكتساب أراض جديدة، مبرزا بأن هذا النوع من الحرب يكون مكلفا بشريا، فضلا عن أنه يطيل أمد الصراع لصعوبة تحقيق نصر سريع، كما يحتاج لسلاح واحد هو الأكثر فعالية حتى من الطيران، وهو المدافع.
وأشار إلى أن تتبع ما يجري يؤكد أن المجتمع الأوكراني بات أكثر قبولا للحرب وللتضحيات التي تتطلبها، مما يذكر بالمشاعر القومية القوية التي اجتاحت أوروبا الغربية مع بداية 1914، وإن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سبق وحذر من حال "تراخ" باتت سمة بعض المدن.
استغراب
وعبر الخبير الفرنسي عن استغرابه لارتكاب القوات الروسية فظاعات إنسانية بدايات الحرب، في الوقت الذي كانت تحقق فيه انتصارات كبيرة في أوكرانيا، بحيث لا يمكن تبرير تلك الفظاعات بوجود مقاومة شرسة تعرقل تقدم الروس.
وشرح بأن القوات الروسية أرادت أن تبعث برسالة واضحة للأوكرانيين مضمونها أنها المسيطرة على الأرض، وذلك من خلال عمليات التعذيب والاغتصاب الجماعي وعمليات الإعدام، وحرص على التوضيح بأن وسائل الإعلام تنقل فقط الأحداث الظاهرة، أما عمق ما يجري فما يزال خفيا، وسيحتاج لوقت طويل لفهمه وتحليله.
وبخصوص ما يروج عن استعداد موسكو لشن هجمات كبرى، أكد أودوان-روزو أن "الانتظار" كان دائما من أهم عناصر الحروب، حيث يترقب الناس التطورات التي قد تأخذها الحرب فضلا عن سؤال متى تنتهي، مبرزا أنه بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى لم يكن الكثيرون يعتقدون أنها ستستمر لسنوات.
مفاوضات
وكشف الخبير العسكري أن انتظار انتهاء الحرب عبر مفاوضات -قد تبدأ بين الفينة والأخرى وتحقق النجاح المرجو منها- هو أحد أنواع "حالة الإنكار" مبرزا بأن ذلك ليس قاعدة ثابتة حيث انتهت العديد من الحروب من خلال وقف إطلاق النار فقط، كما حدث للحرب الكورية.
وحذر من أن انتصار موسكو سيشكل مخاطر جمة على دول أوروبا التي عليها أن تواجه قوى جديدة تتمثل في روسيا وحلفائها الصين وكوريا الشمالية وإيران، وشرح بأن الحرب أيديولوجية أيضا، لذلك ليس أمام الغرب سوى تحقيق الانتصار، وأكد أن تيار السلام المناهض للحرب يساهم بشكل غير مباشر في إضعاف أوروبا مقابل تقوية شوكة روسيا.
المصدر : ميديابارت