الرئيسة \  مشاركات  \  نخبة صنّاع القرار، في تركيا ، وظروفها

نخبة صنّاع القرار، في تركيا ، وظروفها

27.03.2018
عبدالله عيسى السلامة




ما أعلمه ، أن نخبة صناع القرار التركي ، الحاليين ، هم من الطراز، الذي نبحث عنه، من زمن طويل ، في بلادنا ، فلا نجده ! وهو طراز الرجال ، المتصفين بالوعي والإخلاص ؛ لا يُخشى منه الغدرُ، ولا المكر السيّء ، بشعبه ، أو بشعبٍ هو جار له ، قدّم له ، مالم يقدّمه نظام حكم، لأيّ شعب يجاوره ، في التاريخ الحديث ، فيما نعلم !
 والقضية السورية ، اليوم ، هي شأن داخلي ، لتركيا .. هامّ جدّاً ، لها ، وخطير جدّاً ، عليها ، من نواح عدّة : سياسية وأمنية ، واجتماعية واقتصادية ..! فلا نتوقع ، ألبتة ، أن يمكر ساسة تركيا ، المكر السيّء ، بالشعب السوري، ولا أن يخذلوه! وقد عرّضوا أمن بلادهم ، كله ، للخطر،لنصرته!
 لكنّ ، هوامش المناورة ، تضيق ، باستمرار، أمام ساسة تركيا ؛ لكون بلادهم ، ذاتها ، محاطة ، بقوى ضخمة معادية ، تتربّص بها الدوائر: داخلياً وخارجياً ! ونحن نرى المعادلة ، كلها ، ونرى لعبة الشطرنج الصعبة ، بين الأعداء المتحالفين، الذين يتربّص بعضُهم الدوائرَ، ببعض!
 وما نعلمه ، أن تركيا ، بحثت ، طويلاً ، عن شباب سوريين مقاتلين ؛ لتجندهم ، في جيش سوري، يقاتل في الرقة، بدلاً من الميليشيات الكردية ، التي تدعمها أمريكا، وتصرّ عليها، لأهداف كثيرة معروفة! لكن المشكلة: أن تركيا تحتاج، إلى جيش تثق به، خال من عملاء النصيرية، والأمريكان والروس والفرس ، و.. و.. وما أكثرهم في سورية ! إضافة إلى أن أمريكا، سابقت الزمن ،لاجتياح الرقة، ببنادق كردية ، لفرض أمر واقع، على تركيا، أوّلاً، وعلى سائر القوى ، الموجودة في الساحة ، ثانياً، ومنها: روسيا وإيران ..!
واللعبة شديدة التعقيد، كما نرى ، ويصعب شرحها، في سطور قليلة ! لكن، من الأمور البدهية، عقلاً، أن رجلاً واعياً مخلصاً ، مثل أردوغان ، يمكن أن يغيّر تكتيكاته، مئة مرّة ، لتحقيق هدفه، لكنه لايتخلى، عن هدفه ، ألبتة، ولاسيّما ، إذا كان الهدف وجودياً ، أو مصيرياً !  
فظنّ خيراً، أخي السوري ، بإخوانك الأتراك ، فهم لن يخذلوك ، إلاّ مؤقتا، ومضطرّين؛ لأنك جزء من شأنهم الداخلي؛ فإذا خذلوك، خذلوا أنفسهم وشعبهم وبلادهم ! ورسول الله تنازل ، في صلح الحديبية،عن أمور، ليحقق أموراً ، هي أكبر منها ، وأهم ، بكثير!