الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  هكذا يكون الربانيون !!

هكذا يكون الربانيون !!

01.04.2018
يحيى حاج يحيى




عندما أطاح طاغية بني نصير برفاقه ، و تسلم زمام الحكم بمفرده، جعل يطوف في البلاد ، و يُمَنّي العباد و جعلت أجهزة دعايته السرية و العلنية تسرب الإشاعات التي يرتاح لها الناس ، عن انفتاحه ، و إعادة النظر فيماأوقعه الرفاق من مظالم ، و كف الأذى الطائفي عن الأكثرية ، و وقْف العنت الحزبي والأمني؟! فصدقه بعضهم ، و قيل إنهم حملوه على أكتافهم في مدينة هدمها و ذبح أهلها بعد ذلك ؟!
و لما وصل إلى إحدى المدن الساحلية نهض واحد ممن تزيّا بزي أهل العلم ، و ألقى خطبة عصماء بين يديه ، و كان من جملة ما قال : لا نريد شيئا لهذه المحافظة ، و لكن نسأل الله أن يحفظك و يرعاك ! و كأنه خُدع به و بأقواله ؟!
فقال بعضهم : استوزر الرجل ، فكان كما قدّروا ؟!
أما كيف يكون  موقف العلماء الربانيين ؟ فقد ضرب السلف أروع الأمثلة على مدى التاريخ لمن أراد البراءة لدينه ، و العزة لنفسه و الصيانة لعلمه !  فعن سفيان بن عيينة قال : دخل هشام بن عبد الملك إلى الكعبة ، فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فقال له : يا سالم ! سلني حاجتك ، فقال له : إني لأستحيي من الله أن أسأل في بيت الله غير الله ، فلما خرج ، خرج في أثره ، فقال له : الآن قد خرجت فسلني حاجة . فقال له سالم : حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ فقال : بل من حوائج الدنيا ، فقال  له  سالم : ماسألت من يملكها ! فكيف أسأل من لا يملكها !؟
ولله ملك السموات والأرض ! فلماذا نذل أنفسنا بسؤال غيره !؟