اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل السياسة بناءُ ، أم هَدم !؟
هل السياسة بناءُ ، أم هَدم !؟
17.10.2018
عبدالله عيسى السلامة
للسياسة تعريفات كثيرة ، وتمارسها عقول كثيرة ، وإرادات كثيرة ، وأمزجة كثيرة ، في مجتمعات مختلفة كثيرة ، وأزمنة كثيرة ، وأمكنة كثيرة ..!
وبناء على ماتقدم ، كلّه ، تختلف الممارسات السياسية ، وتختلف زوايا النظر إليها ، وتختلف تسمياتُها ، من جهة إلى أخرى ، ومن مكان إلى آخر!
فبعض الناس ، في مجتمع معيّن ، يتّخذون مواقف معيّنة ، يسمّونها : بناءً .. في حين يسمّيها آخرون ، في المجتمع ، ذاته ، هَدماً !
وفي جهتين متعاديتين ، يكون البناء ، لدى إحداهما ، هدماً ، لدى الثانية .. كما يكون الهدم ، لدى إحداهما، بناء لدى الثانية ! وهذا، كلّه ، حسب نوع البناء، ونوع الهدم ، والنيّة الكامنة، وراء كلّ منهما ! وقد تَحمل المصيبةُ ، أوالكارثة ، لدى إحدى الجهتين ، نفعاً للجهة الثانية !
وقد قال المتنبّي ، قديماً :
كذا قَضت الأيامُ ، مابين أهلِها = مصائبُ قوم ، عندَ قوم ، فوائدُ !
أمثلة :
أوّلاً : تهديم المجتمع ، لأجل الحزب !
حين استلم حزب البعث ، السلطة ، في سورية ، كانت سياسته ، في بناء المؤسّسات البعثية، في الدولة ، قائمة ، على هدم البنى القديمة : القبلية ، والاجتماعية ، بما فيها الأسَرية .. وربط الفرد ، بمؤسّسات حزبية : عمّالية ، نقابية ، طلاّبية :( كلّ مرحلة عُمرية ، للطالب ، لها تنظيم : الأشبال - شبيبة الثورة- اتحاد الطلبة ..!) ليكون الفرد الحزبي : الصغير والكبير، جاسوساً للحزب ، داخل أسرته ، أوقبيلته ، أو حَيّه ، أو دائرة عمله ..!
فهدّم الرفاق ، نفسيات الأفراد ، وأخلاقهم ، تهديماً كبيراً وخبيثاً ؛ إذ صار الفرد ، مرتبطاً، بمجموعته الحزبية ، المرتبطة بالمجموعة الأعلى .. حتى تصل السلسلة ، إلى أعلى هرم السلطة الحزبية ، المرتبطة بالرفيق القائد ، الذي صار صنماً ، يقدّسه الجميع ! وأيّة كلمة ، تمسّه ، أوتمسّ نظام حكمه ، أو حزبه ، بسوء .. يعاقَب عليها قائلها، عقاباً شديداً، بتهم شتّى! والجواسيس ، الذين يوصلون الكلمة ، موجودون ، في كلّ زاوية ، بدءاً من الأسرة ، ومروراً بالقبيلة ، والحيّ ، والنادي ، والمدرسة ، والجامعة ، والمعمل ، والقطعة العسكرية ..!
ثانياً : حفرُ الأسس ، تحت نظام الحكم ، بحجّة المحافظة ، على أمنه !
ماتمارسه بعض أجهزة المخابرات ، من عمليات اضطهاد ، للناس ، في بلادهم ، سواء بالترويع ، والاعتقال ، والتعذيب .. أم بالمطاردة ، والحرمان من الحقوق الأساسية .. إنّما ينخر الأسس ، التي يقوم عليها نظام الحكم ، أيّ نظام حكم ؛ لأنه يدفع الناس ، دفعاً ، إلى كُره الحاكم ، وكُره حكمه .. والسعي إلى الإطاحة به ، للتخلص من كابوسه ، الذي تصنعه أجهزة مخابراته ، للناس ! لأن الناس ، لايعرفون الأفراد ، الذين يظلمونهم ، بل يعرفون، أن هؤلاء الأفراد ، النَكِرات ، يضربونهم ، بسوط الحاكم ، ويذبحونهم بسيفه ! بينما يحسب عناصر الأجهزة ، أنهم يبنون للحاكم ، نظاماً أمنياً صلباً ، يحفظه ، من أيّة مؤامرة ، للإطاحة به !