الرئيسة \  ملفات المركز  \  هل تغير الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن سوريا؟ 9-11-2015

هل تغير الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن سوريا؟ 9-11-2015

10.11.2015
Admin



إعداد : مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. البي بي سي :خطط عسكرية أمريكية جديدة للتصدي "لأي عدوان روسي"
  2. الاسبوع :كارتر: أمريكا في خضم مرحلة انتقالية استراتيجية للرد علي روسيا والصين
  3. وكالة تنسيم :مؤسسة العلوم والسياسة في برلين: إستراتيجية أمريكا في سوريا فشلت ؛ على الغرب التعامل مع روسيا
  4. سبوتيك :بريطانيا على خطى أمريكا: تغيير استراتيجية الأمن القومي لمواجهة روسيا
  5. ايلاف :إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
  6. القدس العربي :أوباما يواصل تبني استراتيجية مشتتة في سوريا… وقواته الخاصة ستنفع التحالف الروسي – الإيراني
  7. الشرق العربي :لوس أنجلوس تايمز: في تحول في سياستها, أمريكا سوف ترسل قوات خاصة إلى سوريا
  8. نبض الشمال : البنتاغون: سنزود قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة إضافية قرب الهول بالحسكة
  9. ستريت جورنال»: دعم أمريكا وحلفائها العسكري للمسلحين في سوريا يتزايد
  10. السومرية :أمريكا تعلن خططاً للتصدي لأي "عدوان روسي" وامتلاك أسلحة "مثيرة للدهشة"
  11. الزمان :أمريكا تغير خططها في الحرب على داعش – مقالات – سامي الزبيدي
  12. الغد الاردنية  :اللاسياسة الأميركية في سورية
 
البي بي سي :خطط عسكرية أمريكية جديدة للتصدي "لأي عدوان روسي"
7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
قال وزير الدفاع الامريكي أشتون كارتر إن القوات الامريكية شرعت في تغيير وضعها العملياتي لمواجهة اي عدوان روسي.
وقال كارتر في ندوة دفاعية عقدت في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في ولاية كاليفورنيا إن "هذه العملية بالاضافة الى خطط استعجالية اخرى التي اتخدناها بمفردنا وبمعية حلفائنا من شانها ان تردع اي عدوان روسي وان تعزز قدرات حلفاء الولايات المتحدة وشركائها."
وقال كارتر إن الولايات المتحدة شرعت بتحديث ترسانتها النووية، والاستثمار في تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيرة بدون طيار وقاذفة قنابل جديدة بعيدة المدى اضافة الى الاسلحة التي تستخدم أشعة ليزر وومدفع الكترومغناطيسي وانظمة جديدة للحرب الالكترونية.
وألمح وزير الدفاع الأمريكي الى ان هناك ايضا اسلحة جديدة أخرى ستكون "مثيرة للدهشة ولا يمكنني وصفها هنا."
وأضاف "نقوم أيضا بتحديث خططنا العملياتية للردع والدفاع خصوصا في ضوء التغيير الحاصل في تصرفات روسيا."
وقال "وأخيرا، نقوم باستخدام القدرات الاخرى المتوفرة للحكومة الأمريكية بما في ذلك اطلاق حملات اعلامية تهدف الى ايصال الحقائق وفرض عقوبات مركزة يكون لها تأثير على روسيا."
وانتقد كارتر بشدة السياسات الخارجية الروسية، التي قال عنها إنها تتحدى النظام الدولي السائد.
واتهم موسكو بانتهاك سيادة أوكرانيا وجورجيا، وبمحاولة ترويع دول البلطيق، وباطالة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وأضاف بأن ما وصفها بقعقعة السلاح النووي الروسية تمثل اكثر المواضيع اثارة للقلق لأنها تثير تساؤلات حول التزام روسيا بالاستقرار الاستراتيجي العالمي.
وأكد من جانب آخر أن الولايات المتحدة لا تسعى لخوض حرب مع روسيا، ولكنها قررت أن تؤقلم موقفها العملياتي لردع ما وصفه بالعدوانية الروسية.
من جانب آخر، قال كارتر إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ" ازاء الجهود التي تقوم بها الصين لانشاء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي واحتمال أن تؤدي هذه التصرفات الصينية الى اندلاع صراعات مسلحة في المنطقة.
======================
الاسبوع :كارتر: أمريكا في خضم مرحلة انتقالية استراتيجية للرد علي روسيا والصين
الأحد 8/11/2015 الساعة 6:11 صباحا
د.ب.أ
قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم السبت إن الولايات المتحدة يجب أن تتبني استراتيجيات دفاعية جديدة لحماية البلاد وتعزيز النظام الدولي  في مواجهة استفزازات روسيا وصعود الصين.
وقال كارتر في منتدي للدفاع بولاية كاليفورنيا 'يجب علينا أن نضمن نحن وشركاؤنا أننا في وضع يسمح لنا بهزيمة تهديدات خصومنا وسط مجموعة معقدة من الظروف'.
وتابع 'بعد 14 عاما من مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب نحن في خضم مرحلة انتقالية استراتيجية للرد علي التحديات الأمنية التي ستحدد مستقبلنا'.
======================
وكالة تنسيم :مؤسسة العلوم والسياسة في برلين: إستراتيجية أمريكا في سوريا فشلت ؛ على الغرب التعامل مع روسيا
أشار احد الاعضاء البارزين في مؤسسة العلوم والسياسة ببرلين الباحث في السياسة الدولية "ماركوس كايم"، الى فشل الاستراتيجية امريكية في سوريا ، واصفا سياسة المواجهة مع روسيا بالسياسة خاطئة ودعا الغرب الى التفاهم والتعامل مع روسيا والجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن حل الازمة السورية.
 نسخة جاهزة للطباعة
ونشرت صحيفة "تاكس اشبيغل" الالمانية مقالا للباحث السياسي البارز في مؤسسة العلوم والسياسة ببرلين واحد الاساتذه الجامعيين في هذا البلد "ماركوس كايم" حول اهداف روسيا من تحركاتها وهجماته الاخيرة ضد الارهابيين في سوريا موضحا، ان هناك خط متواصل في سياسة روسيا وهي: نحن ندعم حكومة نعتقد بشرعيتها في سوريا، ونؤكد على عملية انتقالية سياسية، وفي هذا الاطار،  ليس في الضرورة ان يكون الاسد.
روسيا تطالب باحترام ارادة الشعب السوري
واضاف هذا الاستاذ الجامعي، ان موسكو تؤكد كما في السابق على شرعية السلطة في سوريا، وهذا يعني التاكيد على اجراء الانتخابات واحترام ارادة ومطالب الشعب السوري، ولذا فان الكرملين يريد من هذه القضية التجنب عن تغيير النظام في سوريا من قبل جهة مدعومة من قبل الغرب، ويرى ضرروة عدم تكرار الاحداث المماثلة التي وقعت في أوكرانيا وجورجيا أو ليبيا، في سوريا مرة اخرى. وصرح كايم، من الواضح ان روسيا ترى النهج الجديد بمهاجمة الارهابيين نهجا مناسبا وقال، لذلك فان روسيا تعتقد ان التدخل العسكري سيفتح مجالا جديدا أمام العملية السياسية لحل النزاع في سوريا. واشار هذا الباحث والخبير السياسي الالماني البارز الى مباحثات فيينا حول الازمة السورية مبينّا، في الآونه الاخيرة ولاول مرة، اجتمع جميع اللاعبين الفاعلين في سوريا في عاصمة النمسا فيينا، لبحث سبل انهاء إراقة الدماء والقتال والصراع الذي دام لفترة طويلة في سوريا. وفي نفس الوقت اكد ان اجراء انتخابات حرة وعادلة في سوريا في ظل الظروف الحرجة والمتأزمة في هذا البلد، يكاد ان يكن امرار اشبه بالوهم والخيال.
سياسة المواجهة مع روسيا سياسة خاطئة
في جانب اخر من مقالته وصف ماركوس كايم سياسة المواجهة والمعارضة مع روسيا بالسياسة الخاطئة متابعا، يجب على الغرب تعزيز تفاهمه وتعامله مع روسيا ولاجل تحقيق هذا الهدف يجب عليه ان يضع هذه النقطة في اولويات سياساته الخارجية. ان مكافحة ارهاب داعش يجب ان يكون من اولويات سياسة الغرب، وليس هناك اعتراض من الجانب الروسي حول هذه المسألة، ويمكن عبر هذه الطريقة السيطرة على كارثة انسانية، والتي تشمل على وقف إطلاق النار وتوفير الرعاية للاجئين، وثالثا توفير عملية سياسية في سوريا، الا ان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الغرب وروسيا حول كيفية تحقيق ذلك الامر. كما ورأى في جانب اخر من مقالته ان قرار امريكا ارسال قوات برية الى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في سوريا مؤشرا على فشل الاستراتيجيات الامريكية السابقة في سوريا، وفشلها في الانتصار على داعش او الاطاحة بالاسد، اذن فان امريكا مضطرة تقريبا للتفاوض مع روسيا وإيران حول الازمة السورية.
======================
سبوتيك :بريطانيا على خطى أمريكا: تغيير استراتيجية الأمن القومي لمواجهة روسيا
تستعد بريطانيا يوم 23 نوفمبر الجاري لوضع استراتيجية جديدة للأمن القومي، حيث أعلنت صحيفة "تايمز" البريطانية أن هذه الاستراتيجية سببها التهديدات الرئيسية لموسكو فى العالم.
وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا تقوم بتقديم وثيقة كل 5 سنوات، وفى شهر اكتوبر عام 2010 لم تكن روسيا ضمن قائمة التهديدات التى وضعت.
ووفقا لقناة RT الروسية، فإن الوضع في أوكرانيا، وتوسيع الوجود العسكري الروسي في كالينينغراد والعملية في سوريا أجبرت المملكة المتحدة مراجعة التهديدات الموجهة للأمن الوطني لديها.
إلى جانب روسيا، لندن تقلق من عدم الاستقرار بسبب الهجرة الجماعية والإرهاب والأوبئة العالمية مثل الايبولا.
يذكر أن، وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عن تغيير الاستراتيجية الخاصة بها لمواجهة روسيا.
======================
ايلاف :إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
د جواد بشارة
في كتاب مهم صدر عام 1991 بقلم المحلل الاستراتيجي الفرنسي آلان جوكس، وهو شقيق وزير داخلية فرنسا بيير جوكس في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، وعنوانه:" أمريكا المرتزقة" جاءت فقرة ذات مغزى عميق تختزل الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط مفادها، أن هنري كسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير خارجية الولايات المتحدة فيما بعد، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية على مدى عقود طويلة، كان نائماً في أكتوبر سنة 1973، عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وبعض الدول العربية، فتم إيقاظه لإخباره بما يحدث فرد غاضباً:" ألهذا أزعجتموني وأيقظتموني من نومي؟ دعوا الأطفال يلعبون قليلاً "، وهكذا فإن حرباً مدمرة تزهق فيها آلاف الأرواح وتحدث الخراب والدمار والمآسي هي في نظر هذا المسؤول الأمريكي ليست أكثر من لعبة أطفال.
ولقد أورد بيير جوكس واقعة أخرى تقول أن والد الجنرال شفارتزكوف الذي قاد الجيوش الأمريكية لتحرير الكويت، كان قد وضع خطة سنة 1973 عنوانها غزو العراق للكويت وماذا يمكن أن يحدث لو تحقق هذا السيناريو. ولا أريد باقتباسي لهذه الفقرات أن أسقط في براثن نظرية المؤامرة ولكن يجب أن ندرك أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم بمصير ومستقبل الشرق الأوسط منذ عشرات السنين باسم المصالح الحيوية العليا للولايات المتحدة الأمريكية. وما نزال نرى الشرق الأوسط اليوم في حالة غليان وحروب وصراعات دموية داخلية ناجم عن الاستراتيجية اللامنطقية التي اتبعتها الولايات المتحدة في هذه المنطقة دون أن تأخذ في الاعتبار احتياجات ومعاناة الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة الحيوية. فالمراقبون يتوقعون المزيد من الفوضى والاتجاه نحو الهاوية في هذه المنطقة الاستراتيجية إذا لم يتم تصحيح المسار الاستراتجي الغربي والأمريكي على وجه الخصوص. فالإدارة الأمريكية الحالية، أي إدارة باراك أوباما ليست هي وحدها المسؤولة عما آلت إليه الأوضاع المأساوية، فكافة الإدارات الأمريكية السابقة، ومنذ عقود طويلة تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية بيد أن سياسة أوباما الخارجية كانت فاشلة بامتياز بعد ما عقد عليها من آمال في بدايات فترته الرئاسية الأولى.
يكفي أن ننظر لأوضاع العراق وسوريا وليبيا واليمن وأفغانستان وإيران ولبنان وفلسطين لندرك أنها بلغت مستوى لم يسبق له مثيل من التدهور والتأزم منذ فترة ما بين الحربين العالميتين، خلقت متاهة حقيقية ليس من السهل فك طلاسمها من ناحية التحالفات والتكتلات وتراكب شبكة الصراعات وواجهاتها. فهناك صراعات عرقية وقومية ومذهبية وطائفية ودينية. ففي سوريا تتآمر الولايات المتحدة وتحيك خيوط المؤامرة الإقليمية ضد النظام السوري القائم وفي نفس الوقت تعلن أنها ستحارب وتهاجم جزء من المعارضة، خاصة الإسلامية في سوريا أي الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وتدعم وتدرب وتسلح وتمول جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي، والجبهة الإسلامية، و تمد لهذين التنظيمين يد المساعدة بشكل سري أحياناً وعلى نحو علني أحياناً أخرى وتدعمهم عن طريق غض النظر عن الدعم اللوجستيكي والمادي والتسليحي الذي يقدمه حلفاؤها في المنطقة إلى جانب حليفتها الإقليمية وعضو حلف الناتو الأطلسي أي تركيا وذلك بذريعة محاربة النفوذ والتمدد الإيراني في المنطقة. وفي العراق تحارب الولايات المتحدة الأمريكية ولو شكلياً ولكن على نحو علني تنظيم داعش الإرهابي إلى جانب إيران وحلفاؤهما في الداخل العراقي في حين أنها في اليمن تحارب الحوثيين حلفاء إيران ومعها التحالف العربي أي السعودية ودول الخليج والباكستان ومصر وتتعاون بشكل غير مباشر مع داعش وتنظيم القاعدة هناك ولنفس الذرائع السابقة أي الحد من التمدد الإيراني.
تقف بعض دول الخليج وإسرائيل على نفس الموجة في موقفهما تجاه إيران ويتذرعان بنفس المخاوف من ظهور إيران كدولة نووية ولكن هناك سبب آخر غير معلن لدى بعض الدول العربية وهو منع تفاقم قوة الخصم الشيعي المتمثل بإيران باعتبارها قائدة للعالم السني كما تعتقد وتفرض نفسها بهذه الصيغة. وفي سوريا تساند إيران بكل قوتها النظام السوري بقيادة بشار الأسد في حين تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين والإقليميين على إطاحته بأي ثمن كان، حتى لو كان ذلك بالتحالف والتنسيق مع المنظمات الإرهابية كداعش والنصرة والجبهة الإسلامية. وفي ليبيا الجميع يعرف أنها أزيلت من الخارطة كدولة حقيقية وحولت إلى دولة فاشلة تقودها الميليشيات بعد أن فككتها أوروبا والسعودية وقطر وتركوها تواجه مصيرها المأساوي لوحدها فريسة للعنف والفوضى والتدمير الذاتي. واليوم يراد لنفس هذا السيناريو الجهنمي أن يعاد في اليمن. فكل ما يجري من حروب محلية إن هي حروب بالوكالة للحرب غير المعلنة بين إيران والعربية السعودية ومن خلفهما من الدول العالمية كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية من جهة، ومجموعة دول البريكس من جهة أخرى، أي الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا. نحن إذا إزاء مجموعة من الحالات والعمليات ذات التبعات التدميرية المعقدة والمتداخلة التي تهدد المنظومة الدولية برمتها. لذا نلاحظ أن هناك عدداً كبيراً من الأمريكيين يطالبون بالانسحاب والابتعاد عن مخاطر ومطبات هذه المنطقة وتركها تبيد نفسها بنفسها دون تدخل خارجي فالحريق الذي نشب في الشرق الأوسط لا قدرة لأحد على إخماده وهو يفوق قدرة وطاقة الولايات المتحدة الأمريكية وحدها على وقفه وإطفائه وإن تبعات وانعكاسات ما يجري هناك تؤثر سلباً على حياتهم اليومية وسلامة اقتصادهم ومواردهم بل وحتى أمنهم. وهم يشعرون أن بلدهم يلعب بنار الطائفية القديم منذ حوالي الألف وخمسمائة سنة حيث الخلاف الديني والعقائدي والسياسي الذي حدث في جسد الإسلام بين الشيعة والسنة وما يزال يلعب دوراً جوهرياً في سيرورة الصراع الإقليمي القائم اليوم بين العربية السعودية وإيران ومن حولهما. ولقد لمس الأمريكيون نتائج هذا الصراع المذهبي أو الطائفي في تفكك الدولة العراقية ودمار سوريا وتخريب اليمن وهشاشة لبنان وهيمنة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مساحات واسعة في سوريا والعراق، إلى جانب سوء الأنظمة القائمة وتفشي الفساد والتعسف والعنف الذي مارسه الحكام في المنطقة والتي نصبتها الأمبراطورية البريطانية في عهدها الاستعماري للمنطقة عندما خلقت مثل هذه الكيانات الكارتونية الهشة والممزقة بعد توقيع اتفاقيات سايكس بيكو السيئة الذكر. ومما زاد الطين بلة هو غزو جورج دبليو بوش للعراق سنة 2003 وما ترتب عليه من تبعات دامية. دون أن ننسى معضلة فلسطين وزرع الكيان الإسرائيلي وقادته المجرمين من أمثال مناحيم بيغن وآرييل شارون وإسحق شامير واليوم بينيامين نيتانياهو. ويطالب الأمريكيون اليوم حكومتهم بالبحث عن بدائل للطاقة المتجددة تغنيهم عن الاعتماد على نفط الشرق الأوسط والتورط بمشاكله العويصة، خاصة وأنهم يملكون مايكفيهم من النفط لعقود طويلة قادمة.
لقد تم اختيار باراك أوباما من قبل الناخب الأمريكي على أساس وعوده بوقف الحرب في العراق وأفغانستان وسحب كافة القوات الأمريكية من هذين البلدين بيد أن أمن الولايات المتحدة يبقى من مسؤوليته الاستراتيجية كرئيس للبلاد وهو يعرف أن هذه المنطقة هي مصدر أساسي للمخاطر وانعدام الأمن الدوليين. وبالتالي على الرئيس أوباما أن يعمل على ضمان أمن الولايات المتحدة الأمريكية وتفوقها العسكري والاستراتيجي والاقتصادي وبالتالي عليه أن يمتلك الخطط الاستراتيجية في كل مكان من العالم. من هنا تعتقد إدارة باراك أوباما أن من واجبها أن تكون متواجدة وحاضرة بقوة في كافة الشؤون والملفات الدولية، العادية منها والمحتدمة، لا سيما ملف الطاقة. فأي تغيير أو أية تقلبات تمس هذا الملف الحساس سوف تنعكس سلباً على حياة المواطن الأمريكي حتماً. وتواصل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي التحجج أمام الرأي العام الأمريكي بالقول إن أي صراعات إقليمية، خاصة إذا تلبست الزي المذهبي أو الطائفي أو الديني، وتفاقمت فسوف تنعكس على حياة الناس في كل مكان من الكرة الأرضية وسوف تتيح الفرصة للقوى الظلامية والتكفيرية والإرهابية الإسلاموية كداعش والنصرة والقاعدة وغيرها أن تتمدد وتتغلغل وتتحكم بمصائر شعوب المنطقة وتوجهها لمحاربة الغرب ومحاولة تدميره، وما يحدث في اليمن لهو أنصع مثال على ذلك مما دفع دول الجوار وحليفاتها للتدخل العسكري المباشر في اليمن بذريعة حمايتهم من الأخطار التي تتهددهم من جراء الصراع المسلح المندلع في اليمن حالياً. فتفكيك دول كبيرة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا من شأنه أن يخلخل المعادلة الإقليمية ويخلق دولاً فاشلة تغرق شعوبها في بحر الحاجة والمعاناة مما سيدفعها للثورة والانتفاضة ومحاولة الانتقام من الغرب الذي تسبب في معاناتها.
ما تخفيه وما تعلنه الولايات المتحدة الأمريكية في الملفين العراقي والسوري:
بات من المتفق عليه برأي معظم المراقبين والمحللين السياسيين والباحثين في مراكز الدراسات الإستراتيجية الدولية، أنه لا يمكن الفصل بين الملفين السوري والعراقي لأنهما طرفين في نفس المعادلة الجيوستراتيجية والجيوسياسية الدولية والإقليمية و بسبب تداخل المصالح الدولية والإقليمية فيهما. والعامل المشترك الأهم لديهما هو أنهما يواجهان عدواً شرساً واحداً في الوقت الحاضر هو تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على أراضي واسعة من البلدين، حوالي ثلثي الأراضي السورية وثلث الأراضي العراقية، وخلق داخلهما دولة الخلافة المزعومة.
فالبلدين حكمهما حزب البعث وأخضعهما لحكم شمولي وتحيط بهما مجموعة دول تضمر لهما العداء والأذى كلما سنحت الفرص لهم مثل تركيا وإيران وبعض الدول العربية، إلى جانب كون سوريا دولة مواجهة مع إسرائيل البنت المدللة للغرب، وكليهما يحتوي على فسيفساء إثني وطائفي وديني متنوع ومتشابه تقريباً. وكلنا يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية على علم بكافة الأمور المتعلقة بهذين البلدين وتتصرف معهما بما تمليه عليها مصالحها الحيوية ومخططاتها الإستراتيجية بعيدة المدى. لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مناورات عديدة، منذ ثمانينات القرن الماضي، وبمساعدة مباشرة من دول الجوار، العربية السعودية والخليج وتركيا والأردن، من احتواء العراق، وما تزال تناور لتنفيذ نفس السيناريو على سوريا. هناك مؤسسات أمريكية تقوم بتهيئة الظروف والمناخ النفسي والإعلامي اللازم والتمهيد للخطط الميدانية التي تنفذها الإدارة الأمريكية ومؤسساتها العسكرية والسياسية، خاصة مراكز الأبحاث والدراسات، أو ما يعرف بالدبابات المفكرة، التي تمولها الشركات العملاقة والمتعددة الجنسيات، وخاصة مجمع الصناعات العسكرية، وهي التي تستطلع المزاج النفسي للرأي العام وتنتج الوثائق التي تستخدم كذرائع وأسس لتشريعات من قبل المشرعين لإضفاء الشرعية على سلوكيات السلطات التنفيذية بمساندة ومباركة جوقة وسائل الإعلام بكل أصنافها. حصل هذا مع العراق على مدى سنوات وبتنسيق وتنظيم وإعداد دقيق ومدروس على مدى سنوات طويلة للوصول إلى لحظة الحسم التي تتوجت بالغزو الأمريكي المباشر للعراق سنة 2003 وتداعياته المأساوية التي نعيش نتائجها وانعكاساتها التراجيدية على الأرض العراقية. واليوم تنتج مجموعة أمريكية سيئة الصيت هي US Brookings Institution,، وثيقة تنذر بالخطر الأمريكي القادم المتمثل بالخطوة التالية ألا وهي إمكانية التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا وعنوانهاDeconstructing Syria: Towards a regionalized strategy for a confederal country وترجمتها بالفرنسية Déconstruction de la Syrie: vers une stratégie régionale pour la création d’un pays confédéré وتعني تفكيك أو تحطيم سوريا: نحو إستراتيجية من أجل خلق بلد مفكك وموحد كونفدرالياً، أي على نحو مصطنع وهش ودائم الأزمات كما هو حال العراق اليوم. ولقد تم العثور على هذه الوثيقة السياسية السرية المؤرخة والموقعة الصادرة عن مركز الأبحاث المذكور أعلاه والتي تهدف تدريجياً إلى تقسيم وتدمير واحتلال بلد ذا سيادة ومعترف به دولياً ويبعد آلاف الكيلومترات عن الحدود الأمريكية مما يكشف عن مدى خطورة الإمبريالية الأمريكية المعاصرة التي بقيت كما هي خلال القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين، أي مصدراً للمخاطر الدولية وخطراً على الأمن والاستقرار الدوليين لأنها لا يمكن أن تعيش بدون أن يكون لها عدو ظاهر أو مستتر وإن لم يوجد مثل هذا العدو فسوف تختلقه من العدم.
وجاء في الوثيقة أنه يجب استغلال الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" كذريعة، بعد تهويل خطرها،. والمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت مليارات الدولارات والأسلحة إلى جهات مسلحة سورية ادعت أنها معتدلة لكنها لا وجود لها في ساحة الصراع السورية، ما يعني أن الأموال والأسلحة ذهبت قصدا وبعلم السلطات الأمريكية إلى تنظيمات متطرفة تكفيرية إرهابية معروفة مثل داعش وجبهة النصرة الواجهة السورية لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي نفذ حوادث الحادي عشر من أيلول في نيويورك عام 2001. اعترف كتاب هذه الوثيقة علناً وبصراحة أن الحكومة الأمريكية قدمت مليارات الدولارات لتجهيز وتسليح وتدريب عناصر مسلحة ناشطة في الساحة السورية ومعارضة لنظام الأسد لتغذية الحرب الأهلية المدمرة الدائرة في سوريا رغم مخاطر امتدادها و انتشارها إقليمياً، وهناك قوات خاصة أمريكية سرية تشرف على عمليات تدريب في الأراضي التركية والأردنية، إلى جانب حث الدوليتين، لا سيما تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، والأردن، على حشد قواتهما العسكرية على طول الحدود السورية تمهيداً لتدخلهما عسكرياً في الأزمة السورية بحجة الدفاع عن نفسيها من تداعيات الحرب الدائرة هناك. وهي بذلك تعلن مواجهة صريحة مع روسيا السند الدولي الرئيسي لسوريا إلى جانب إيران، على الأرض السورية، وتدعو لتوسيع العمليات العسكرية مهما كانت نتائجها الكارثية على الشعب السوري. وتطرقت الوثيقة إلى نشوء داعش دون الخوض في تفاصيل تمويلها وتسليحها ورفد صفوفها بالمتطوعين القادمين إليها من جميع أنحاء العالم حتى من الغرب نفسه عبر الأراضي التركية التي تسهل لهم مهمة وتهريب الرجال والسلاح والمال الأمريكي والغربي والعربي والذي يهرب قسم منه إلى داعش العراق لمواصلة نشاطها الإرهابي العدواني داخل الأراضي العراقية. المطلع على فحوى الوثيقة يدرك تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياستين متناقضتين في هذين البلدين فهي من جهة تدعي محاربة داعش في العراق وسوريا من خلال التحالف الدولي، ومن جهة أخرى تضخ المليارات المالية والمعدات العسكرية وتقدم الدعم والتدريب والتوجيه لعدد من الجهات المسلحة التي تصفها بالمعتدلة وهي وهمية في حقيقة الأمر، ولا وجود حقيقي لها على أرض الصراع المسلح، إذ أن الكل يعلم أن داعش وجبهة النصرة، أي القاعدة، المتنافستان على كسب هذه المساعدات والحصول على الدعم الأمريكي، هما اللتان تقودان جبهات القتال ضد النظام السوري، أما الجيش الحر فهو مجرد وهم وحضور سياسي في الخارج ليس إلا.
 غزو سوريا:
 تكشف الوثيقة حقيقة أن خطوط الإمداد اللوجستية ألأمريكية لداعش والنصرة تمر عبر تركيا والأردن لأن الغرب كان قد خطط حتى قبل اندلاع الأزمة السورية سنة 2011 لاستخدام هذين التنظيمين الإرهابيين اللذين تستند عليهما الحملة الأمريكية المنتظرة.
وبعد تمكين الإرهابيين الإسلامويين في داعش والقاعدة من احتلال مناطق شاسعة من الأراضي السورية فإن الولايات المتحدة تنوي لاحقاً استغلال حالة الفوضى والاضطراب السائدة داخل سوريا لتبرير ما تخطط له منذ بداية الأزمة خاصة بعد أن تأكد لها أن النظام مستمر ويقاوم بشراسة كل محاولات الإطاحة به ولن يستسلم بسهولة ولن ينهار في الوقت الحاضر، والسعي إلى إقامة مناطق عازلة ومحمية محاذية للحدود التركية السورية والأردنية السورية، سميت بالمناطق الآمنة على غرار ما حصل في العراق إبان مرحلة الصراع ضد نظام صدام حسين. وبعد تثبيت أركان هذه المناطق ومدها بموجبات الحياة والاستمرار وحمايتها بغطاء جوي وبقرار أممي لتعيش مستقلة عن السلطة المركزية السورية، سوف تحول إلى مناطق معدة لاستقبال القوات الأمريكية والقوات الموالية لها أي التركية والأردنية مع ترك الجماعات الكردية السورية تحكم سيطرتها على المناطق ذات الأغلبية الكردية ومنحها استقلالها وحمايتها بالتنسيق مع كردستان العراق. وفصل الشمال والجنوب السوري عن الوسط والغرب حيث تتواجد قوات النظام. والسماح للمتطوعين الأجانب والمرتزقة للتسلل إلى الداخل السوري عبر هذه المناطق " المحررة" والآمنة الموضوعة تحت الحماية الأمريكية والغربية، حتى لوكانت تسيطر عليها عناصر تكفيرية متطرفة ومتشددة دينياً وتمارس الإرهاب والقمع الوحشي ضد السكان والمعارضين لها. وتفترض الولايات المتحدة الأمريكية أن قوات النظام السوري لن تتجرأ على مهاجمة القوات الأمريكية المتمركزة في تلك المناطق بحجة حمايتها تفادياً لردة فعل أمريكية عسكرية كبيرة مباشرة متوقعة ضد النظام السوري كما حصل سابقاً في العراق.
 وتتلخص الفكرة بمساعدة عناصر وصفت بأنها معتدلة قد تنسلخ من جلد هذين التنظيمين ظاهرياً لإدارة المناطق المحمية ومن ثم يتم نقل قوات عربية وتركية وبريطانية ضمن تشكيل تحالف دولي بطلب من الأمم المتحدة، كي تقوم بتقديم المساعدة والدعم، ليس فقط جواً بل وفي البر كذلك من خلال قوات النخبة والقوات الخاصة، وتتم مراقبة خطوط الهجمات المتوقعة من جانب النظام السوري وبأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة ومنع اقترابها من خلال الضربات الجوية المكثفة، وعمليات القوات الخاصة الأجنبية المدربة على الأرض. وإذا ما تصرف الأسد بحماقة وهدد المناطق الآمنة المزعومة فسوف يخسر المعركة ويخسر قوته الجوية بفعل الغارات والضربات الجوية التي ستشنها القوات الجوية الأمريكية والأطلسية والعربية المتواجدة هناك، وهو ليس مجنوناً لكي يخاطر بالقوة الوحيدة التي تجعله متفوقاً على قوات داعش وجبهة النصرة ألا وهي القوة الجوية والطيران. وتعترف الوثيقة الأمريكية أن النظام السوري لا يحارب شعبه بل يواجه هجمات داعش والقاعدة، وبالتالي يمكن للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية استغلال هذا الواقع كذريعة لغزو سوريا عسكرياً بحجة تخليصها من خطر داعش والقاعدة في حين أن الغربيين يتعاونون مع هذين التنظيمين الإرهابيين على أرض الواقع من أجل إسقاط نظام الأسد واحتلال سوريا في نهاية المطاف، بيد أن هذه الخطة الإستراتيجية فوجئت بحجم ومستوى ونوع التجخل الروسي العسكري المباشر في سوريا ومغازلته للعراق لتشكيل مركز التنسيق الاستبخاراتي الرباعي في بغداد الذي يضم غيران والعراق وسوريا وروسيا، مما وضع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية أمام أمر واقع جديد، سيرغم الجميع على الجلوس حول طاولة مفاوضات دولية تضم الجميع في فيينا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وبالتالي حتماً للخروج من الطريق المسدود الذي وصل إليه العراق اليوم. وفسح المجال لمصر لكي تستعيد أنفاسها وترميم بيتها الداخلي وكلك تونس وفرض حل سلمي توافقي على اليمن وتعزيز حماية الأردن والمغرب وعمان من تداعيات الفوضى العارمة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط برمتها.
======================
القدس العربي :أوباما يواصل تبني استراتيجية مشتتة في سوريا… وقواته الخاصة ستنفع التحالف الروسي – الإيراني
التحالف الكردي ـ العربي ليس موجودا إلا بالإسم... لا أعلام أو قواعد عسكرية ولا قيادة موحدة
إبراهيم درويش
NOVEMBER 3, 2015
 
لندن ـ «القدس العربي»: ترى وزارة الدفاع الأمريكية في إرسال قوات برية إلى سوريا – وإن كان محدودا للمشاركة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية – إصلاحا لاستراتيجية ظل يشوبها القصور. ومع ذلك فالمدخل الجديدة للإدارة الأمريكية لن يحل المشاكل التي تعلم النزاع الدائر هناك.
وترى إيما أشفورد الباحثة في معهد كاتو الأمريكي أن قرار إرسال 50 من أفراد القوات الخاصة ما هو إلا بداية لمهمة زاحفة حيث تقتضي إرسال قوات ومعدات جديدة ولهذا فعلى قادة الإدارة التركيز على مدخل لا يؤكد كثيرا على الحلول العسكرية.
وترى في مقال نشر على موقع مجلة «تايم» الأمريكية أهمية قبول القادة الأمريكيين باحتواء فعلي لتنظيم الدولة وتأكيد الحلول غير العسكرية وتقديم الدعم الإنساني للاجئين ومواصلة البحث وبشكل قوي عن الخيارات الدبلوماسية.
وتشير إلى ما أعلنه وزير الدفاع، أشتون كارتر، الأسبوع الماضي أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس حين تحدث عن شحنات أسلحة جديدة ودعم جوي لجماعات المعارضة السورية ودعم إضافي ومستشارين للجيش العراقي وغارات تقوم بها وحدات من القوات الخاصة الأمريكية.
وتعلق الكاتبة هنا على أن ما قدمه كارتر لا يعبر عن استراتيجية جديدة لأن القوات الخاصة قامت بعمليات داخل العراق وسوريا كانت آخرها عملية تحرير سجناء لدى «تنظيم الدولة» في سجن قرب بلدة الحويجة، شمال العراق وقتل فيها أول جندي منذ انسحاب الجيش الامريكي عام 2011. لكن الملمح الجديد الذي تحتوي عليه الإستراتيجية هو أن جماعات المعارضة لن يتم التحقق منها أمنيا بطريقة دقيقة وسيكون الوجود العسكري الأمريكي طويل المدى.
 
فشل
 
وتعتقد الكاتبة أن فشل الحرب ضد «تنظيم الدولة» نابع من عدم القدرة على فهم وحل المشاكل التي تسببت في الحرب الدموية الدائرة بين قوى المعارضة ونظام بشار الأسد وتورط عدد من القوى الإقليمية في حرب بالوكالة على أرض سوريا حيث يسلح ويمول كل طرف فصيلا من الفصائل المشاركة فيها.
ويضاف إلى هذا فشل الجيش العراقي، رغم الدعم الأمريكي المكثف له، بالعمل كرديف على الأرض للغارات الأمريكية.
وعليه فلن تعمل القوات الجديدة على حرف مسار الحرب ضد «تنظيم الدولة» بل وستعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.
وتشير أشفورد إلى أن الغارات الجوية – وإن لم تنجح في هزيمة «تنظيم الدولة» – إلا أنها نجحت في احتوائه وأوقفت تقدمه في كل من العراق وسوريا ومنعت مقاتليه من السيطرة على مناطق جديدة. وعليه يمكن تعزيز الإحتواء الفعلي هذا من خلال وسائل أخرى مثل دفع أعضاء التحالف بالمنطقة – مثل تركيا والسعودية وقطر – باستهداف مصادر تمويل التنظيم ومنع تهريب النفط من سوريا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
ولهذا ترى الكاتبة أن احتواء تنظيم الدولة سيبقي عليه ضعيفا وصغيرا فيما سيؤدي تدخل عسكري إلى توسيع الاضطرابات في المنطقة وقد يمنح «تنظيم الدولة» الفرصة للتمدد أكثر. وبناء عليه فيجب على الولايات المتحدة المساعدة في التصدي لأزمة اللاجئين التي تعاني من آثارها أوروبا ودول الجوار السوري.
ويمكن للولايات المتحدة أن تقدم مساعدات إنسانية إضافية للاجئين الذين علقوا في مخيمات اللجوء. كما يمكن للمشرعين في الكونغرس زيادة عدد اللاجئين السوريين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة. ولا بد من مواصلة البحث عن حل دبلوماسي للأزمة السورية. وتقول أشفورد إن الخيار العسكري ظل يمثل جوهر استراتيجية الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة».
ومن المتوقع أن تزيد الإستراتيجية الجديدة من الإلتزامات الأمريكية. وفي الوقت الذي فشلت فيه الخيارات العسكرية في نزاعات سابقة فمن المحتمل أن تفشل في نزاع معقد مثل سوريا. ولهذا ينبغي على صناع السياسة مقاومة أي رغبة للحل العسكري.
 
البحث عن استراتيجية
 
ولا تزال إدارة الرئيس باراك أوباما تلاحق سياسات مشتتة تجاه سوريا. واتسمت استراتيجيتها بالضعف وغياب التركيز.
ومن هنا لفتت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها الإنتباه لتصريحات جون كيري الذي سئل عن السبب الذي أعلن فيه الرئيس أوباما عن إرسال القوات الخاصة في اليوم نفسه الذي انعقد فيه اجتماع فيينا لمناقشة سبل حل الأزمة السورية. وكان رد كيري أن تزامن الإعلان مع مؤتمر فيينا كان «صدفة». ويكشف تصريح كيري أكثر مما كان يريد لأن سلسلة من التحركات الأمريكية المتعلقة بسوريا لم تضف أي جديد للاستراتيجية. فقد كان كيري يعمل على حشد الدعم لخطة انتقال سياسي في سوريا تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإعداد دستور وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
ولقيت الخطة موافقة من جميع المشاركين في مؤتمر فيينا باستثناء النقطة التي تدعو إلى تحديد إطار زمني لخروج الأسد من السلطة وهو ما رفضته كل من روسيا وإيران.
وهذا يعني عدم تحقق وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه الخطة لأن المعارضة التي سترفض نهاية للحرب تبقي ديكتاتورا ملوثة يديه بدم السوريين.
وفي الوقت الذي أكد فيه كيري على ضرورة تنحية الأسد عن السلطة لإنهاء الحرب الأهلية وهزيمة تنظيم الدولة، إلا أنه اعترف بأن الإجراءات العسكرية التي أعلن عنها يوم الجمعة ليست موجهة ضد الأسد بل ضد «تنظيم الدولة». وتهدف لتعزيز قوة تحالف كردي- عربي يخطط للسيطرة على مناطق وخطوط إمدادات قريبة من مدينة الرقة عاصمة ما يطلق عليها الخلافة. وترى الصحيفة أن أي تحرك يزيد من ضغط الجيش الأمريكي على الكيان الإرهابي مرحب به ولكن الخطط التي أعلن عنها أوباما تدريجية وضعيفة.
وبحسب تقييم مسؤولين أمريكيين، فلن تقود بطريقة منطقية لسقوط الرقة قريبا. كما أن أوباما نحى جانبا الخطط الأخرى التي طورتها البنتاغون وتقضي بتوفير الغطاء الجوي من المروحيات ومستشارين على الخطوط الأمامية لدعم القوات العراقية في الشمال والشرق.
وأعلنت الإدارة يوم السبت عن مساعدات بقيمة 100 مليون دولار من المواد غير الفتاكة للمعارضة السورية. لكن هذه القوات، التي تتلقى الدعم العسكري الأمريكي الجديد، لا تقاتل نظام الأسد ولا توافق على إطار محادثات فيينا الداعي للحفاظ على «مؤسسات الدولة السورية».
 
فرصة الأكراد
 
ويحاول الأكراد السوريون، الذين يحتفظون بمعاهدة دائمة مع النظام، رسم منطقة حكم ذاتي خاصة بهم. وتستخدم إيران وروسيا القوة العسكرية لدعم أهدافهما السياسية في سوريا والحفاظ على الأسد في السلطة ولأمد طويل.
ولأن أوباما يرفض دعم خطوات تضع ضغوطا على الأسد، فكيري ليس لديه النفوذ الكافي لرفض الأجندة الروسية – الإيرانية. وترى الصحيفة أن محاولة الإدارة الأمريكية تحقيق أهداف تكتيكية لن تدعم إلا الأهداف الروسية والإيرانية.
وفي ضوء التناقض بين المسار الدبلوماسي والعسكري الأمريكيين، فجهود أوباما ستنتهي بالفشل كما تتوقع الصحيفة. واستفاد الأكراد – وهم حلفاء واشنطن – من التدخل الروسي في سوريا لتعزيز مواقعهم.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن الأكراد ظلوا حلفاء واشنطن الذين لا يقدرون بثمن. لكنهم قد يتحولون إلى صداع كبير. فمع محاولة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة»، يقوم الأكراد برسم خططهم الخاصة وأعلنوا في الأسابيع القليلة الماضية منطقة حكم ذاتي مستقلة في شمال سوريا، وهو قرار أثار حنق الجارة تركيا. كما يناقش حزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني خططا حول الحكم الذاتي مع الروس.
وزادت جرأة الحزب وشركائه من خلال الإنتصارات التي حققوها ضد تنظيم الدولة حيث يحاولون تعزيز موقفهم السياسي.
وترى الصحيفة أن خططا كهذه تهدد بإثارة غضب تركيا الحليف المهم في الحرب وكذلك جماعات المعارضة العربية. ويرى مراقبون أن محادثات حزب الاتحاد الديمقراطي مع روسيا تهدف للضغط على أمريكا كي تقدم لهم أسلحة متقدمة.
ونقلت الصحيفة عن نوال خليل، العضو السابق في حزب الإتحاد الديمقراطي، تعليقها على المحادثات مع الروس بأنها محاولة للبحث في المواقف.
وأضافت خليل، التي تعمل في مركز للدراسات الكردية في ألمانيا، قائلة: «نريد اعترافا لإدارة الحكم الذاتي، ولهذا فنحن بحاجة لتوسيع علاقاتنا». وقام أكراد سوريا برسم منطقة أطلقوا عليها «روجوفا» حيث تلقى محاولاتهم معارضة من العرب.
وتقول الصحيفة إن منطقة الحكم الذاتي لم تكن واردة في سياق الحرب الأهلية السورية لكنها أصبحت قريبة للتحقق بسبب ما حققه الأكراد من إنجازات ضد الجهاديين. ويرى الأكراد أن ما يقومون به مبرر لأن القوى الدولية دائما ما تتخلى عنهم.
ويقول أرون ستين من المعهد الأطلنطي: «يعتقدون أن هذه هي لحظتهم ولن يتلقوا أوامر» من أحد «فهم يريدون صناعة تاريخ لا القبول به».
وهو ما سيضعهم بمواجهة مع تركيا التي لا تفرق بين حزب الإتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني.
وتأتي التحركات الكردية في الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة عن تحالف كردي- عربي سيتقدم في مناطق تنظيم الدولة، والذي أعلن عنه بعد إلغاء برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رصدت له واشنطن مبلغ 500 مليون دولار ولم يثمر إلا عددا قليلا من المقاتلين.
 
تحالف مهلهل
 
وعلى ما يبدو فالتحالف الجديد لا يوجد إلا بالإسم حسب تقرير أعده بن هابارد لصحيفة «نيويوك تايمز». ففي مقابلات على مدار 10 أيام وزار فيها الخطوط الأمامية للقتال في شمال سوريا أكدت القوات التي تنسب للتحالف أنه لا يوجد إلا بالاسم، وأن تحديات سياسية ولوجيستية كبيرة تواجهه. وقابل الصحافي أحد القادة العسكريين في قرية عين العيسى وتحدث عن قائمة طويلة من المطالب لمواجهة الجهاديين مثل الذخيرة وأجهزة اللاسيلكي والمعدات الثقيلة ومزيد من الغارات الأمريكية. وقال: «هذا هو حال مقاتلينا الذين يحاولون مواجهة «تنظيم الدولة» بأجهزة بسيطة»، مشيرا للمقاتلين الذين يرتدون ملابس رثة وأحذية ممزقة.
وتبقى المشكلة اللوجيستية بسيطة مقارنة بالتحدي الأكبر للتحالف والمكون في معظمه من مقاتلين أكراد لاستعادة مناطق عربية تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وتعلق الصحيفة قائلة أن هذا التحالف يثير مخاوف تركيا ويقلل من دافعية الأكراد الذين لا يرغبون بالدخول في مناطق أبعد من تلك التي يعتبرونها جزءا من منطقة الحكم الذاتي التابعة التي يحاولون تعزيز وجودهم فيها.
وينقل التقرير عن ريدور خليل، المتحدث باسم قوات الحماية الشعبية، قوله: «عصب هذه القوات هم الأكراد بسبب خبرتهم في قتال «تنظيم الدولة» وعددهم».
ولكنه أشار الى أن العدد قد يكون له أثر محدود: «علينا أن نكون واقعيين، فقوات الحماية الشعبية لا يمكنها التقدم نحو الرقة بنفسها».
وقابل الصحافي طلال سيلو المتحدث باسم التحالف الجديد حيث قابل الصحافيين في سوريا وتحت علم أصفر يحمل اسم التحالف المكتوب بالعربية والأشورية والكردية.
وتم اللقاء في داخل موقع عسكري كردي لأن التحالف ليست لديه قواعد أو أعلام ولا تسلسل قيادي. ويقول سيلو إن القوات مجموعة سيشرف عليها مجلس عسكري مكون من ستة أشخاص. واعترف بأنه لم يتم اختيار إلا شخص واحد، سيلو نفسه.
 
أصدقاء القذافي
 
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه تم إنزال 50 طنا من الذخائر للمقاتلين العرب في التحالف، لكن الأمور لم تسر حسب الخطة. فلم يكن لدى المقاتلين العرب القدرات اللوجيستية لنقلها، ومن هنا تمت الإستعانة بالأكراد.
ويضيف أن عددا من الجماعات الصغيرة هي جزء من هذا التحالف: مقاتلون تركمان ومسيحيون ومقاتلون بدو موالون لشيوخ يعتبرون الزعيم الليبي السابق معمر القذافي صديقهم.
ويعلق الكاتب أن ما يجمع هذه الفصائل الصغيرة هو كراهيتها للتنظيم الذي هزمها وتعول عليها الولايات المتحدة كي تهزمه.
ويرى الكاتب أن هذه القوى ليست منظمة وعادة ما تترك أحداث بالكلاشنيكوف على نقاط التفتيش حيث يقومون بتخويف السيارات.
وهذا يتناقض مع التنظيم والتسلسل القيادي الذي تتمتع به قوات الحماية الشعبية التي تقوم بالسيطرة على مناطق.
وعلق قيادي عربي، بنوع من الأسى، أنه لا يستطيع إصدار أوامر لمقاتليه بل يقترح عليهم. ورغم تعاون الجماعات المتحالفة مع بعضها من قبل، إلا أن العلاقات ليست دائما سلسلة. فقوة الأكراد تعني أنهم هم من يحددون الأجندة بينما ينظر بعضهم نظرة دونية لشركائهم العرب.
ومن جهتهم يبدي العرب قلقا من صلات المقاتلين الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وأمريكا إرهابيا ويشكون بدوافع المقاتلين الأكراد الذين تدفقوا إلى سوريا من العراق وتركيا وإيران.
وينقل التقرير عن أبو حمزة، وهو مقاتل في كتيبة الثوار، قوله: «يجلب تنظيم الدولة المقاتلين الأجانب لبناء الدولة الإسلامية. أما هم فيحضرون المقاتلين الأكراد الأجانب لتنفيذ المشروع الكردي». وقابل الصحافي قياديا كرديا تحدث باختيال عن انتصاراته على «تنظيم الدولة».
ومثل بقية مقاتليه فهو ليس كرديا بل جاء من إيران. ولم ينكر هذا أنه قال إنه جاء إلى سوريا لتحقيق الديمقراطية أما داعش فجاء ليقتل، «وهذا هو الفرق».
ويشير الصحافي هنا لسيطرة الأكراد على مناطق في شمال ـ شرق سوريا حيث يديرون نقاط تفتيش وتنتشرصور المقاتلين «الشهداء» الذين قتلوا في الحرب في الشوارع وعلى المباني ويسيطرون على الخطوط الأمامية مع «تنظيم الدولة».
 
اختراع أمريكي
 
ونقل عن مسؤول أمريكي بارز قوله إنهم شجعوا الأكراد على إنشاء مظلة من الفصائل الكردية تحت مسمى «القوى الديمقراطية السورية» وهو اسم لجذب الرأي العام العالمي لا غير. إلا أن الجماعات العربية التي أطلق عليها «التحالف العربي السوري» هو «اختراع أمريكي» وهو مكون من 5000 مقاتل وقالت نسبة 20% منهم إنهم سيدافعون عن أراضيهم ولن يتقدموا باتجاه مناطق تنظيم الدولة.
أما قوات الحماية الشعبية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني فتضم 40000 مقاتل منهم آلاف جاءوا من الدول المجاورة.
ونقل التقرير عن باراك بارفي، الزميل الباحث في «نيو أمريكان فاونديشين»، قوله إن قوات الحماية الشعبية فاعلة ويمكنها فعل الكثير مقارنة مع الجماعات العربية الضعيفة والتي قصد منها أن تكون «ورقة التوت» لقوات الحماية الكردية.
فقد حاولت الولايات المتحدة تبديد الشكوك العربية حول التسيد الكردي وتقليل مخاوف تركيا من مساعدتها للأكراد. إلا أن التحالف يواجه مشاكل داخلية. فبحسب بارفي فالتحالف ليس قويا وما يجمع فصائله هو تعاون تكتيكي. فبعض الفصائل تعيش بمناطق كردية ولهذا تأمل بالتعاون معهم للدفاع عن نفسها.
بينما فقدت فصائل أخرى مناطقها لتنظيم الدولة، ولهذا ترغب بمساعدة كردية لاستعادتها. ويقول الشيخ حميدي دهام الجربا، الذي انضم فصيله «قوات الصناديد» إلى التحالف: «ما يهمنا هو حماية مناطقنا وتوفير الأمن لأولادنا وبيوتنا ونسائنا». وقال: «نحن بين تنظيم الدولة من جهة والأكراد من جهة أخرى، فمن نختار؟».
 
إبراهيم درويش
======================
الشرق العربي :لوس أنجلوس تايمز: في تحول في سياستها, أمريكا سوف ترسل قوات خاصة إلى سوريا
لوس أنجلوس تايمز: ترجمة مركز الشرق العربي
 
في مواجهة الانتقادات المتصاعدة بسبب سياساته في سوريا, قال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه سوف يرسل عددا من القوات الخاصة الأمريكية لمساعدة المتمردين في سوريا لأول مرة, إضافة إلى تعزيز موقف الحلفاء الإقليميين وذلك من أجل كسر الجمود العسكري ضد الدولة الإسلامية.
سوف تنتشر القوات الخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال شرق سوريا, بعيدا عن المناطق الساخنة إلى الجنوب والغرب حيث تقوم الطائرات الروسية والقوات المدعومة من إيران بدعم هجوم بري تشنه القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية الدامية التي تدور رحاها في البلاد.
الأمريكان – الذين لن يزيد عددهم عن 50 جندي- سوف يقدمون المشورة للجماعات المتمردة والكردية  السورية التي خضعت للتدقيق, وسوف يساعدون في تسهيل ضربات التحالف وجمع المعلومات الاستخبارية عن الدولة الإسلامية وحلفاؤها, الذين يضمون ميليشيات تابعة للقاعدة. ولكن الأمريكان لن يلعبوا أي دور في الهجوم البري, وفقا لما ذكره المسئولون.
هذه العملية المتواضعة تعتبر واحدة من العديد من التحركات التي يقوم بها البنتاغون والتي تمثل تصعيدا محدودا من قبل حكومة أوباما, التي تهدف إلى تجنب الدخول في مستنقع الحرب السورية كما أنها تشعر بالقلق من تقديم أي أداة تجنيد لماكينة الإعلام التابعة للدولة الإسلامية.
كشف مسئولون عن هذه الخطط يوم الجمعة وذلك مع لقاء وزير الخارجية جون كيري مع دبلوماسيين من روسيا وإيران والسعودية والعديد من الدول الأخرى في فيينا لمحاولة لوضع حد للصراع. اتفق الدبلوماسيون على مطالبة الأمم المتحدة بمحاولة تنظيم وقف لإطلاق النار ولكنهم أقروا بصعوبة حصول أي انفراج قريب.
قال مسئولون بأن الرئيس أوباما أقر يوم الخميس بتوسيع دور الولايات المتحدة العسكري بعد أسابيع من المداولات مع كبار مستشاريه. وأشاروا إلى الإحباط المتزايد لدى البيت الأبيض بسبب حالة الجمود في العراق واسوريا على الرغم من أكثر من 7750 غارة شنتها طائرات التحالف في أقل من 15 شهر.
كما وافق أوباما على إضافة عشر طائرات هجومية من نوع أ-10 وعددا مساويا من طائرات إف-15 إلى الطائرات الموجودة في قاعدة إنجرليك في تركيا, التي تواجه هجمات من قبل مسلحين قرب حدودها الجنوبية التي يسهل اختراقها. من المقرر أن يزور أوباما تركيا في 15 نوفمبر خلال قمة مجموعة العشرين.
كما وافقت الإدارة على زيادة المساعدة لكل من لبنان والأردن. حيث يعاني كلا البلدين من تدفق اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب واللتان تخشيان من امتداد الحرب داخل حدودهما.
ولكن الرئيس رفض قرارات أخرى أكثر عدوانية تم الإعداد لها كجزء من مراجعة شاملة للسياسة بدأت في الصيف الماضي.
حيث أنه لم يسمح بإرسال مستشارين أمريكان على مستوى لواء في العراق, على سبيل المثال, أو إرسال المزيد من طائرات الأباتشي الهجومية إلى بغداد, كما طالب بعض الخبراء.
كما أنه لم يوافق على خطة قدمها البنتاغون لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا لحماية المدنيين من هجمات قوات الأسد, أو خطة منفصلة أخرى لإقامة ممر إنساني أو منطقة آمنة للعائلات النازحة.
قال مسئولون إن منطقة حظر الطيران ربما تضع الطائرات الحربية الأمريكية في مواجهة مباشرة مع الطائرات الروسية, التي بدأت في القصف في سوريا في 30 سبتمبر. كما أنها تتطلب تدمير نظام الدفاع الجوي السوري وتحويل الطائرات الأمريكية عن مهاجمة الدولة الإسلامية.
وأضاف المسئولون إن فرض منطقة حظر جوي للعائلات النازحة شمال سوريا ستتطلب نشرا كبيرا لقوات أمريكية برية, مدعومة بقوات جوية وإيواء وطعام وحمايتهم من التعرض لأي هجوم.
صرح وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمام مجلس لجنة التسليح في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء بأنه لم يوص بأي خيار لأوباما وقال:” وأنا لا أستبعد أي منها في المستقبل”.
قال المسئولون يوم الجعة بأن الهدف الرئيس للخطة الحالية هي مساعدة المتمردين في قطع خطوط الإمداد والاتصالات بين الرقة, عاصمة الدولة الإسلامية الإدارية في سوريا والموصل, في العراق, وفي النهاية إخراج الدولة الإسلامية من كلا المدينتين. وقالوا إن طائرات التحالف سوف تكثف هجماتها في الأسابيع القادمة.
قام البنتاغون بإرسال 3550 مستشار ومدرب عسكري إلى العراق منذ أغسطس 2014 ولكن لم يتم إرسال أي منهم – على الأقل معلن عنهم حتى الآن- إلى سوريا.
برنامج البنتاغون لإنشاء قوة سورية وكيلة تم التخلي عنه الشهر الماضي وسط تقارير تشير إلى أن معظم المقاتلين الذين تم تدريبهم خارج البلاد محاصرون ومقطعو الأوصال أو أنهم قتلوا حالما عادوا إلى سوريا. فقط 125 مقاتل – وليس 5300 كما كانت الخطة- خضعوا للتدريب.
قال مسئولون في البيت الأبيض يوم الجمعة بأن إدخال القوات الأمريكية إلى سوريا لا يشير إلى استراتيجية أمريكية جديدة.
قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إيرنست بأن قوة صغيرة سوف “تواصل تكثيف عناصر استراتيجيتنا التي تظهر تقدما”. ووصف فرق الولايات المتحدة بأنها “قوة مضاعفة هامة” للمتمردين.
يميل المحللون إلى التوافق على ذلك, قائلين بأن القوات الخاصة الأمريكية قرب الخطوط الأمامية يمكن أن تساعد في تنظيم الغارات وتسهيل الضربات الجوية.
يقول أنثوني كوردسمان, مدير المخابرات السابق في البنتاغون والذي يعمل حاليا مع مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن :” لست بحاجة إلى عدد كبير من القوات الخاصة لكي تحدث الفرق”.
يقول مايكل أوهانلون, المحلل العسكري في مركز بروكنغز :” إنها بداية صغيرة, ولكنها تسير في الاتجاه الصحيح. عملية رمزية توضح أننا نريد العبور فعلا”.
نقاد, من بينهم صانعوا قرار جمهوريون لم يكونوا بهذا التفائل.
قال النائب ماك ثرونبري رئيس لجنة التسليح بأن هذا التصعيد طال انتظاره.
وأضاف :” في غياب استراتيجية كبيرة متماسكة, فإن هذه الخطوات ربما تكون محدودة ومتأخرة جدا. ولا أرى حاليا أي استراتيجية للنجاح”.
يقول كريستوفر هارمر, وهو محلل في معهد دراسات الحرب في واشنطن :” سياسة الولايات المتحدة الأخيرة استرمار لسياسة التظاهر,. إننا مستمرون في العمل على الهوامش”.
بدأ التحول في السياسة عندما زار أوباما البنتاغون في 16 يوليو وطالب بأفكار جديدة لإخراج الميليشيات خارج معاقلهم القوية في العراق وسوريا, وقطع مصادر التمويل ووضعهم في موضع دفاع
مسئولون بارزون في وزارة الدفاع قالوا أنه لم تفرض عليهم أي خطوط في وضع خططهم.
سرعان ما اعتمد مسئولو البنتاغون مجموعة من الخيارات للبيت الأبيض, وفقا للمساعدين, وبدأ أعضاء مجلس الأمن القومي والموظفين في دراستها.
وقد وقفوا جميعا خلف اقتراح نشر قوات خاصة في شمال شرق سوريا, ولكن على مستوى منخفض بحيث يمكن لإدارة أوباما الحفاظ على عدم إرسال قوات برية إلى الحرب.
قال مسئولون إن أقل من 50 جندي من القوات الخاصة سوف يدخلون سوريا الأسبوع القادم للقاء المتمردين الأكراد والتركمان والعرب السوريين لتقييم الأمن المحلي. وسوف يبقون هناك لمدة شهرين تقريبا.
يقول مسئول بارز في وزارة الدفاع, طلب عدم ذكر اسمه :” هذه بداية لقياس ما هو ممكن وفي هذه الأثناء مساعدتهم في تقديم خطط عملياتية وتكتيكات ودعم لوجستي – والعناصر الأساسية للحفاظ على الأراضي. الهدف الرئيس لهذه الخطة هو الوقوف على الأرض ومعرفة ما يجري هناك وماالذي يمكن أن نقوم به, ومن ثم التحرك”.
لم تستبعد الإدارة أن الأمريكان يمكن في يوم ما أن ينضموا إلى المتمردين في العمليات الخاصة, ولكن المهمة تبدأ صغيرة ويمكن أن تنشئ قوة يمكن أن تبني في المناطق التي تسيطر عليها الآن الدولة الإسلامية, وفقا لم قاله مسئولون أمريكان.
======================
نبض الشمال : البنتاغون: سنزود قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة إضافية قرب الهول بالحسكة
ARA News / أحمد شويش – قامشلو
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية ‹بنتاغون›، أمس السبت، أنها ستزود القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة بلدة الهول شرقي مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بالمزيد من الأسلحة كونهم يحققون تقدماً على الأرض.
وخلال جلستين منفصلتين مع الصحفيين قال مدير المركز الصحافي في وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيز عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية «إن ‹داعش› (تنظيم الدولة الإسلامية) أصبح في حالة فرار وتقلصت قدراته على التوسع والسيطرة على الأراضي وأن البنية التحتية لمرتزقة التنظيم بدأت تنهار وخطوط الإمدادات تتداعى، لكن تبقى مشكلة تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا قائمة».
كما أوضح جيف ديفيز أن أمريكا «ستوفر أسلحة إضافية للمقاتلين الذين يحاربون تنظيم الدولة بعد المكاسب التي حققوها في شمال شرقي سوريا»، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية المعلن عنها حديثاً.
وفي شأنٍ آخر قال ديفيز «إن الطائرات الروسية التي تشن ضرباتها في سوريا تساهم في دعم النظام السوري وتقويته من خلال إرسال قوات برية ومستشارين على خلاف الضربات التي تشنها على مناطق المعارضة».
وكان الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال علي سلو قد قال خلال لقاء مع ARA News «إن المعارك ضد تنظيم ‹داعش› (تنظيم الدولة الإسلامية) تتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن قواتهم تعطي إحداثيات الأهداف لطيران التحالف لاستهدافها جوياً»، نافياً «وجود أي تواصل مع الجانب الروسي».
الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية قال «إن القيادة العامة للقوات هي المخولة باتخاذ قرار التعاون والتنسيق مع الروس من عدمه»، مشدداً على أن «الهدف الرئيسي لقواتهم هو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي والقضاء عليه وتحرير الأراضي التي يحتلها».
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية هاجمت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في محيط بلدة الهول على الحدود السورية العراقية قبل أكثر من أسبوع وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي بدعم وإسناد جوي من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

======================
ستريت جورنال»: دعم أمريكا وحلفائها العسكري للمسلحين في سوريا يتزايد
 السبت, نوفمبر 7, 2015 |  ريهام التهامي |  4:03:10 م
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن المسئولين الأمريكيين وحلفاءهم في المنطقة اتفقوا على زيادة شحنات الأسلحة وغيرها من الإمدادات لمساعدة المعارضة المسلحة في سوريا، مضيفة أن شحنات تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية من المملكة العربية السعودية، وأجهزة تجسس من دول أخرى حليفة تعمق القتال في سوريا، على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بعدم السماح بأن يصبح الصراع حربا بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين أوضحوا أن إدارة “أوباما” تسعى إلى استراتيجية المسار المزدوج، والتي تهدف إلى الحفاظ على الضغط العسكري ضد الرئيس السوري “بشار الأسد” وإيران وروسيا، في حين يتمكن الأمريكيون من تخفيف سلطة “الأسد” خلال المفاوضات، مؤكدين أن واشنطن تضغط لاستكمال المسار الدبلوماسي والحصول على نفوذ أكبر بطاولة المفاوضات.
وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن مسئولين سعوديين وأتراك لا يزالوا يرون أن الدعم الأمريكي للجماعات المسلحة في سوريا غير كاف، على الرغم من محاولة الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد في تقديم هذا الدعم، موضحة أن المسئولين السعوديين يرغبون في أن يفتح البيت الأبيض خط أسلحة ثقيلة، محذرين من تراجع دور الولايات المتحدة حيال الأزمة في سوريا.
وتؤكد الصحيفة أنه مع بداية الضربات الجوية الروسية، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وشركاءها زيادة الإمدادات العسكرية للمسلحين في شمال سوريا، بما في ذلك صواريخ “توو” المضادة للدبابات، وسوف تستمر هذه الإمدادات خلال الأسابيع المقبلة لتوسيع الهجوم العسكري ضد الدولة السورية.
وتوضح الصحيفة أنه بالإضافة إلى الإمدادات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة، يرغب المسئولين السعوديين والأتراك في السماح بإدخال أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف تساعد المسلحين في إطلاق النار، أو منظومات دفاع جوي محمولة، ولكن “أوباما” منذ فترة طويلة يرفض مثل هذه المقترحات، لخطورتها على الطائرات المدنية، والمخاوف من وقوعها في أيدي الإرهابيين المتشددين.
======================
السومرية :أمريكا تعلن خططاً للتصدي لأي "عدوان روسي" وامتلاك أسلحة "مثيرة للدهشة"
السومرية نيوز/ بغداد
أعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، أن القوات الأمريكية شرعت في تغيير وضعها العملياتي لمواجهة أي "عدوان روسي"، لافتا الى أن بلاده تمتلك أسلحة جديدة "مثيرة للدهشة"، فيما انتقد كارتر بشدة السياسات الخارجية الروسية التي وصفها بأنها تتحدى النظام الدولي السائد.
وقال كارتر في ندوة دفاعية عقدت في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في ولاية كاليفورنيا، إن "هذه العملية بالإضافة الى خطط استعجالية أخرى التي اتخذناها بمفردنا وبمعية حلفائنا من شانها أن تردع أي عدوان روسي وان تعزز قدرات حلفاء الولايات المتحدة وشركائها".
وقال كارتر، إن "الولايات المتحدة شرعت بتحديث ترسانتها النووية، والاستثمار في تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيرة بدون طيار وقاذفة قنابل جديدة بعيدة المدى إضافة الى الأسلحة التي تستخدم أشعة ليزر ومدفع الكترومغناطيسي وأنظمة جديدة للحرب الالكترونية".
وألمح وزير الدفاع الأمريكي الى أن "هناك أيضا أسلحة جديدة أخرى ستكون مثيرة للدهشة ولا يمكنني وصفها هنا".
وأضاف "نقوم أيضا بتحديث خططنا العملياتية للردع والدفاع خصوصا في ضوء التغيير الحاصل في تصرفات روسيا".
وقال "وأخيرا، نقوم باستخدام القدرات الأخرى المتوفرة للحكومة الأمريكية بما في ذلك إطلاق حملات إعلامية تهدف الى إيصال الحقائق وفرض عقوبات مركزة يكون لها تأثير على روسيا"، منتقدا بشدة "السياسات الخارجية الروسية، التي قال عنها إنها تتحدى النظام الدولي السائد".
واتهم كارتر موسكو بـ"انتهاك سيادة أوكرانيا وجورجيا، وبمحاولة ترويع دول البلطيق، وبإطالة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا".
وأضاف أن "ما وصفها بقعقعة السلاح النووي الروسية تمثل أكثر المواضيع إثارة للقلق لأنها تثير تساؤلات حول التزام روسيا بالاستقرار الاستراتيجي العالمي".
وأكد من جانب آخر أن "الولايات المتحدة لا تسعى لخوض حرب مع روسيا، ولكنها قررت أن تؤقلم موقفها العملياتي لردع ما وصفه بالعدوانية الروسية".
من جانب آخر، قال كارتر إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ" إزاء الجهود التي تقوم بها الصين لإنشاء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي واحتمال أن تؤدي هذه التصرفات الصينية الى اندلاع صراعات مسلحة في المنطقة.
======================
الزمان :أمريكا تغير خططها في الحرب على داعش – مقالات – سامي الزبيدي
 أعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون ) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق على تحريك قوات  برية أمريكية لمواجهة داعش في العراق وفي سوريا كذلك وذكر مسؤول رفيع المستوى أن الرئيس أوباما سوف يرسل وحدة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية الى العراق تتمركز في إقليم كردستان تستطيع هذه القوة القيام بواجبات خاصة ومهام عسكرية محدودة كتلك التي جرت في الحويجة وتم خلالها إنقاذ عدد من الرهائن الذين كانت داعش تحتجزهم  , ووافق الرئيس الأمريكي كذلك على إرسال طائرات حربية من نوع A10   وf16 وطائرات أباتشي الى العراق كما أمر بتحريك الخبراء العسكريين الأمريكان المتواجدين مع القوات العراقية الى الحافات الأمامية من مناطق العمليات  في الرمادي ,وفي هذا الإطار قامت طائرات النقل الأمريكية نوع شينوك من نقل أسلحة ومعدات الى القوات العراقية في الرمادي كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستسلم العراق قريباُ عدد من الطائرات المقاتلة من نوع f16 ,كما وافق  الرئيس الأمريكي على إرسال قوة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الى شمال سوريا قوامها 50 مقاتلاُ للتنسيق مع ما يسمى قوات المعارضة المعتدلة ضد مسلحي داعش .لقد جاءت هذه التطورات المهمة في تغير خطط أمريكا لمجابهة داعش في العراق وسوريا بعد الانتصارات العسكرية المهمة التي حققها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في الحرب ضد تنظيم داعش في بيجي والصينية والفتحة والرمادي والتي تكبد التنظيم خلالها خسائر كبيرة في الأشخاص والمعدات كما جاءت بعد التدخل الروسي في الحرب ضد داعش في سوريا الذي قلب ميزان القوة لصالح القوات العسكرية السورية وأوقع خسائر جسيمة في داعش والجماعات المسلحة  الأخرى لذا سعت أمريكا الى تغيير خططها والاعتماد على أساليب جديدة في حربها ضد داعش للإبقاء على دورها القيادي في هذه الحرب ومنع روسيا من التوسع في الشرق الأوسط  وتكوين تحالفات جديدة  المقصود منها مع العراق لتحصل روسيا على موطئ قدم  جديد في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة الى قواعدها العسكرية في سوريا يمكن أن يتطور لاحقاٌ الى تواجد كبير مع استمرار الحرب مع داعش في العراق خصوصاُ بعد دعوة العديد من السياسيين العراقيين وخصوصاُ من التحالف الوطني العبادي الى الطلب من روسيا لتنفيذ ضربات جوية ضد داعش في العراق بعد فشل ضربات التحالف الدولي في التأثير على قدرات داعش العسكرية أو الحد من عملياتها الهجومية وهذا ما لم يقدم عليه العبادي نتيجةٌ  للضغوط الأمريكية . إذن هذا هو السبب الرئيسي والمهم الذي دفع الرئيس أوباما والإدارة الأمريكية لتغيير خططها ضد داعش التي واجهت انتقادات واسعة من أطراف التحالف الدولي نفسه ومن العديد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين وحتى من أعضاء بارزين في الكونكرس الأمريكي بعد عجز إستراتيجية التحالف الدولي من التأثير على داعش أو تحجيم قدراتها العسكرية واللوجستية فأقدم الرئيس الأمريكي وإدارته أخيراُ على تغيير الخطط الأمريكية لمجابهة داعش في العراق وسوريا بالعمل على تكثيف العمليات العسكرية في العراق وتكثيف الوجود العسكري أيضاٌ واستخدام ذلك كأوراق ضغط على العراق ومنعه من طلب المساعدة من روسيا في توجيه ضربات جوية على داعش في العراق التي تعني طائرات روسية في القواعد الجوية العراقية مع أطقم هذه الطائرات مع فنيين لإدامة عمل هذه الطائرات و خبراء عسكريين للإشراف على هذه الضربات مما يمكن روسيا من التمدد الى العراق بعد سوريا خصوصاٌ مع وجود ما يسمى بالحلف الرباعي العراقي السوري الروسي الإيراني لتبادل المعلومات الاستخبارية ضد داعش في العراق وسوريا وهذا ما لا تريده أمريكا أبداُ .
======================
الغد الاردنية  :اللاسياسة الأميركية في سورية
الغد الاردنية
دنفر- ربما ينتهي التدخل الروسي الجريء في الحرب الأهلية الدائرة في سورية إلى عواقب وخيمة على قيادات روسيا. ولكن الجميع يمكن أن يخسروا في الشرق الأوسط في هذه الأيام. فكما قد تخسر روسيا نتيجة لتدخلها، ربما تخسر الولايات المتحدة بسبب عدم تدخلها -أو بشكل أكثر تحديداً، بسبب فشلها في تصميم -ناهيك عن تطبيق- سياسة متماسكة ذات أهداف محددة في التعامل مع سورية.
أياً كانت عواقبها، فإن السياسة الروسية في سورية لا تعكس هدفاً فحسب. إنها تعكس أيضاً استراتيجية حقيقية تسعى إلى تحقيق هذه السياسة -الاستراتيجية التي عززها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخراً باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء محادثات ثنائية معه في موسكو. والآن، بعد أن نجحت روسيا في دحر بعض أعداء الأسد على الأقل، قرر الكرملين أن الوقت قد حان لمناقشة أي ترتيبات سياسية مقبلة، أو ربما بشكل أكثر دقة: حان الوقت لإخبار الأسد ماذا سيحدث بعد ذلك.
لكن من المؤسف أن سياسية الرئيس الأميركي باراك أوباما تفتقر إلى التماسك نفسه. ولعل من المؤكد أن الكثير من الانتقادات القائلة إن السياسة الخارجية التي تنتهجها إدارته -على سبيل المثال، القرار بالبقاء بعيداً عن سورية- تعكس الضعف أو التردد في اتخاذ القرار، تبقى غير دقيقة. فمثل هذه الاتهامات لا تعكس الواقع بقدر ما لا يعكسه الميل إلى استخدام أوباما ككبش فداء لمشاكل العالم، وهو الاتجاه الذي اشتد خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية في الولايات المتحدة.
يُحسِن المنتقدون صنعاً إذا تذكروا أن المجتمع الدولي كان يطالب الولايات المتحدة قبل عشر سنوات فقط بتوخي المزيد من الحذر في اتخاذ القرار حول متى تتحرك بقوة ومتى لا تفعل. وهذا هو ما فعله أوباما في سورية على وجه التحديد: لقد تمهل لتقييم الخيارات، وخلص إلى أن مصالح الولايات المتحدة لن يخدمها التدخل على الأرض في سورية بقدر ما تخدمها، على سبيل المثال، الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن هناك فارقاً بين اختيار عدم التدخل والافتقار إلى أي استراتيجية متماسكة على الإطلاق. ولذلك، فإن يستحق أوباما اللوم عنه هو فشله في الإعراب بوضوح عن الأسباب التي دفعته إلى اختيار عدم التدخل، وتحديد خطوات بديلة يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة للمساعدة في تخفيف الأزمة.
من المؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الفشل هو الافتقار إلى الإجماع -وليس بين أقسام الحكومة فقط؛ فإذا سألت خمسة أعضاء في مجلس الشيوخ عن التصرف الواجب بشأن سورية، فإنك ربما تحصل على ستة أجوبة على الأقل، وإنما داخل الإدارة نفسها أيضاً. لكن على أوباما نفسه أن يتحمل المسؤولية عن هذا الوضع في نهاية المطاف، وهو الرئيس الذي أظهر في مجالات أخرى قدرة مبهرة على التعرف إلى التعقيدات المحيطة بأي مشكلة، ورسم مسار إلى الأمام.
ظهرت الصعوبات التي تواجه إدارة أوباما في سورية في مرحلة مبكرة، مع افتراض أن الأسد سوف يخرج من السلطة في غضون أسابيع من اندلاع الصراع. وكان ذلك سوء تقدير أشبه بذلك الذي وقع فيه سلفه جورج دبليو بوش، الذي قرر القيام بغزو العراق استناداً إلى افتراضات خاطئة، والتي لم تقتصر على الاعتقاد بأن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل فقط، وإنما افترضت أيضاً -وهو الأمر الأكثر أهمية- أن العراق في مرحلة ما بعد صدام سرعان ما سيتحول إلى ديمقراطية مستقرة.
بمجرد أن تبين أن الأسد لن يسقط من دون قتال شرس، اختصرت إدارة أوباما جهودها لتأمين رحيله في فضحه علنا -وهو التكتيك الذي يظل سجله موضع شك عندما يتعلق الأمر بالحكام المستبدين. ومن الواضح أن فرض الحظر الأحمق تكتيكياً على مشاركة الأسد في أي ضربة موجهة إلى تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة -ناهيك عن توجيه الدعوة إلى فصائل المعارضة لعقد انتخابات مؤقتة- هي مجرد استعراض للشعارات، والذي لا علاقة له بصنع السياسات الحقيقية.
من المؤكد أن الأزمة السورية شديدة التعقيد، حتى أن مجرد محاولة فهمها تتجاوز قدرة الشعب الأميركي على الصبر. ولكن، إذا كان هناك أي رئيس أميركي على الإطلاق يمتلك القدرة على شرح التعقيدات، فهو أوباما. ويتعين عليه عندما ينتهي من شرحها أن يحدد مساراً واضحاً إلى الأمام -ثم يتابعه إلى النهاية.
بادئ ذي بدء، من الممكن أن يتعهد أوباما بالعمل مع كل البلدان –من الحلفاء وغيرها- ممن لديها مصلحة في حل الأزمة السورية. وأياً كانت الخلافات بينها، فإن من شأن المصلحة المشتركة بين هذه البلدان في جلب السلام والاستقرار إلى سورية أن توفر أرضية مشتركة كافية لبناء سياسة متماسكة.
وبالرغم من أن الرأي الذي تتبناه الولايات المتحدة، والقائم على وجوب عدم بقاء الأسد يبقى في السلطة، ربما يكون مقنعاً من الناحية الأخلاقية، فإن السياسة الرسمية التي تنتهجها أميركا في التعامل مع سورية يجب أن تترك هذا القرار للشعب السوري. وبدلاً من محاولة فرض قيادة سورية جديدة، يتعين على الولايات المتحدة أن تستضيف اجتماعاً مع ممثلين مختارين من الداخل لمساعدتهم في صياغة دستور واتخاذ غير ذلك من الترتيبات السياسية.
وأخيراً، يجب على أوباما أن يَعِد بمواصلة العمل مع الكيانات ذات التوجهات المماثلة، من أجل تفكيك وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية. فما دام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يعملون على زعزعة استقرار الشرق الأوسط، فلن تكون سورية آمنة أبداً. لقد اتخذت روسيا القرار بالتدخل عسكرياً في الحرب الأهلية في سورية، في حين قرر أوباما أن لا تتنافس الولايات المتحدة مع الكرملين في نشر قواتها. ولكن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قوات برية لإحداث الفارق في سورية، بقدر ما تحتاج إلى سياسة متماسكة تسعى إلى تحقيق أهداف ملموسة ومدروسة.
 
*مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق لشؤون آسيا. كان سفيراً للولايات المتحدة في العراق وكوريا الجنوبية ومقدونيا وبولندا، ومبعوثاً خاصاً إلى كوسوفو، ومفاوضاً في اتفاقيات دايتون للسلام، وكبير مفاوضي الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية أثناء الفترة 2005-2009. وهو يشغل حالياً منصب عميد كلية كوربل للدراسات الدولية في جامعة دنفر.
*خاص بـ الغد، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
كريستوفر ر. هيل*
=====================