الرئيسة \  في وداع الراحلين  \  وإنا على فراقك يا أبا مسعود لمحزنون

وإنا على فراقك يا أبا مسعود لمحزنون

07.03.2024
زهير سالم




في وداع الراحلين
وإنا على فراقك يا أبا مسعود لمحزنون
زهير سالم*
غادر ركب تهجيرنا الطويل، صباح هذا اليوم الأربعاء الأخ العالم الداعية المربي الناصح عبد الحميد الأحدب "أبو مسعود" مصباح هدى، ونور درب، ورفيق طمأنينة، وراحة قلب، وجهه يتهلل كما عهدك بوجوه الأبرار الصالحين، أول لقاء بيننا كان منذ أربعين عاما، وآخر لقاء حضرني مسلّما تسليم الأوفياء في دار هجرته الأخير في "عين طاب" طابت عينا وطاب من فيها..
وربما أقسى ما يكون النعي يبلغك على النأي، لإخوة طالما ذاكرتهم وذاكروك، وآنستهم وآنسوك، وتقرأ أن قد رحل واحدهم فتقول في نفسك إذن هو الوداع، ولا يعزيك إلا حديث المنابر من نور…
ومن ذواق طعم الموت أن يموت لداتك وتبقى، تفتقدهم وتنعاهم، ويغلبك السؤال ومن يمكن أن يفتقدك ولم يبق في الربع من أحد!!
اللهم …
والتقينا عليك، مهاجرين في سبيلك، لم تجمعنا الأراحم ولا تعاطي المصالح والأموال، ولم يجمعنا عليك غير حبك، وحب دعوتك، وحب نصرة دينك، وهذا أخونا عبد الحميد فرطنا بين يدي رمضاننا هذا قد صار إليك..
اللهم فتقبل منه واقبله..
وزده إحسانا فما علمناه إلا محسنا، وعلى ذلك نشهد، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا. وارفع مقامه في عليين. اللهم واجمعنا معه على حوض نبيك، فقد طال السرى، واشتدت علينا الهواجر، وبلغ منا الظمأ كل مبلغ..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، ولا تفتنا بعده، ولا تفتنا بعده؛ فقد كثر في الناس الفاتنون..واغفر لنا وله يا رب العالمين…
وخالص العزاء والمواساة لآل الفقيد من آل الأحدب الكرام، ولأنجاله وبناته وأصهاره وإخوان دربه أجمعين
وداعا على البعد يا أبا مسعود..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
لندن: ٢٥: شعبان/ ١٤٤٥
٦/ ٣/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي