الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : الفيتو الروسي الثامن عشر ضد الشعب السوري.. الجريمة المتمادية

وجهة نظر : الفيتو الروسي الثامن عشر ضد الشعب السوري.. الجريمة المتمادية

13.07.2023
زهير سالم



وجهة نظر :
الفيتو الروسي الثامن عشر
ضد الشعب السوري.. الجريمة المتمادية
زهير سالم*
لا أدري إذا كنت قد أحسنت الإحصاء لأعداد قرارات الفيتو الروسية ضد الشعب السوري، وربما يستطيع من هو أكثر حضورا مني، أن يصححني في إحصاء هذا العدد ، وسأغتبط بذلك. منذ ٢٠١١ وحتى مساء الأمس١١/ ٧/ ٢٠٢٣ سيكون الاتحاد الروسي، أو الرئيس بوتين، قد اتخذوا على الأقل ثمانية عشر قرار فيتو، في مجلس الأمن، ضد إرادة الشعب السوري الحر.
في كل قرارات الفيتو التي اتخذها الروس ضد الشعب السوري، كانت إرادتهم المنفردة تقف في وجه الإرادة الدولية المجمعة المعبرة عن إرادة الحكومات والشعوب، وفي مرات محدودة آزرتهم الصين، وأحيانا اكتفت بالامتناع عن التصويت.
ربما يحلو لي أن أفسر الموقف الصيني من الشعب السوري بخلفية الموقف الصيني، من شعب الايغور المسلم، الذي يتعرض للابادة على يد الحكومة الصينية، كما الشعب السوري المسلم على يد بشار الأسد.
كان من تقديرات الرئيس الأمريكي أوباما العرجاء، أنه سيحرج نده بوتين بإشراكه في حرب إبادة السوريين، ومحاصرته بما قد يقدم عليه من استعمال لقرار الفيتو..بجعله شريكا في الجريمة المتمادية..
ربما أن قريبا من خُمس قرارات الفيتو التي اتخذها الاتحاد الروسي في مجلس الأمن في تاريخه، كان في دعم مجرم الحرب بشار الأسد.
وربما بالقاء نظرة على سجل ما يقرب من عشرين قرار فيتو روسي، ضد الشعب السوري، سوف يلحظ المتابع أن أغلب هذه القرارات لم تكن في سياقات رؤية أو موقف سياسي.
وإنما كانت في التغطية على الجريمة ضد الإنسانية التي تمثلت في استخدام السارين والأسلحة الكيماوية، وبقية الاسلحة المحرمة دوليا، التي غطت عليها الدولة الروسية بقرارات الفيتو، وشاركت في استخدامها عمليا لاستكمال مشروع "تقتيل السوريين، وتهجيرهم"
والحزمة الثانية من هذه القرارات جاءت في عملية دعم سياسات الاعتقال والتعذيب والتشريد والتجويع، بما في ذلك إغلاق المعابر لإحكام الحصار، وقطع المساعدات عن المهجرين الجائعين.، ومن هذه الحزمة جاء قرار الأمس الجائر، بمعارضة فتح المعبر الوحيد المتبقي لمدة تسعة أشهر!!
وكل ذلك ينطلق من الاستراتيجية التي عبر عنها لافروف وزير خارجية بوتين، بصراحة أو بوقاحة: منع المسلمين السنة من أن يحكموا أنفسهم في سورية، لأن هذا يشكل خطرا على العالم، حسب تعبيره.
أسجل كل هذا وأنا أتابع أخبار الاجتماع الوزاري السادس بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الروس، وأتساءل: وأين طاشت بالقوم العقول…
كل المناورين والمناورات تدور في العالم والمنطقة لاستكمال حصار أرملة وثكلى ويتيم لشهيد!!
والأعجب أن أرجال من هوام تخوض مع الخائضين.
لندن: ٢٤/ ذو الحجة/ ١٤٤٤
١٢/ ٧/ ٢٠٢٣
____________
*مدير مركز الشرق العربي