وجهة نظر :
حديث عيد..
حول حديث الباحث العبري شلومو ساند
زهير سالم*
حديث البرفسور العبري شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، حول عنوان "اختراع الشعب اليهودي" طرب له من جانبنا قوم، وصفق له آخرون، وتبرع بتوزيعه فريق ثالث…
هذا المقال لا ينسف فقط بعض الروايات التوراتية، والمحاولات الهشة في البناء عليها؛
بل ينسف أيضا من غير أن يعتبر بعضنا، أساسيات من قصص القرآن الكريم عن بني إسرائيل، وتاريخ وجودهم، ونبوءات صراعنا معهم.
بنو إسرائيل ببقرتهم الصفراء، وعجلهم الذهبي الذي له خوار، وبأنبيائهم جميعا عليهم السلام، وبسيدنا داود الذي قتل جالوت، والذي علمه الله صنعة لبوس لنا، والذي كان إذا سبح أوبت الجبال؛ وبسيدنا سليمان الذي تبسم لحديث نملة، والذي واصله الهدد مع أهل سبأ، وأحضر له الذي عنده علم من الكتاب عرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه، وهذا هو المشروع الذي يعمل عليه علماء فيزياء الكم هذه الأيام…
كل هذا حقائق تاريخية ثابتة، لا يمكن لشلومو ساند، ولا لغيره أن ينسفها…
بنو إسرائيل تاريخهم منذ دخلوا مصر، ومنذ خرجوا منها، وحديث السبي الأول والوعد القرآني بإفسادهم في الأرض مرتين، والوعد النبوي الصادق أننا سنقاتلهم هم شرقيو النهر ونحن غربيه…
بنو إسرائيل الذين هم بنو الأسباط من إخوة يوسف؛ هم حقيقة واقعة بكل أبعادها التاريخية والسلالية؛ بدليل أننا نعرفهم بسيماهم عندما نمر بهم…
لا ننكر أن هذا التاريخ العبري اليهودي الصهيوني قد اختلط واضطرب، ولكن يجب أن نكون أكثر وعيا، ونحن نقرأ مثل هذه المقالات المفخخة، مهما كان شأن أصحابها..
أيها الناس لا نؤجر عقولنا لأحد، فهي سر تكريمنا، ولأننا عقلاء فرض الله عليه الصوم والصلاة والحج والزكاة..
امسك قلمك الأحمر واقرأ كل ما يقوله الآخر ولو كنتُ أنا…
منذ أيام كان صاحب اختصاص شرعي، يؤكد لنا بآيات القرآن الكريم أن الأرض لا تدور…
(قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)
لندن: ١٠ ذو الحجة/ ١٤٤٥
١٦/ ٦/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي