الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : وسألوني: وكيف نصنع؟؟

وجهة نظر : وسألوني: وكيف نصنع؟؟

02.07.2023
زهير سالم



وجهة نظر :
وسألوني: وكيف نصنع؟؟
زهير سالم*
وأحب أن أتفاعل مع الذين يتفاعلون مع ما أكتب..
ووصلتني أكثر من رسالة من أفراد مستضعفين بلا فئة مثلي..
وما زلت أزداد قناعة يوما بعد يوم، أن خلاصنا سيكون على يد واحد من هؤلاء الشعث الغبر المدفوعين بالأبواب لا على يد مولاهم ولا سيدهم..
يسألونني وماذا نصنع،
أقول ونحن مجرد أفراد، فيما ابتلينا به من هذا البلاء العام، حيث يسود الهرب من الاستحقاق، والتشاغل بغير واجب الوقت، من مثل "اذكروا الله" وصلوا على النبي" والتحكك بمسائل من العلم الذي لا ينفع، أو محاولة دفع الجهل الذي لا يضر..
وحكى لنا شيخ جميل منذ نصف قرن يوما هذه الحكاية: قال انتهى درس العلم لأحد علماء السلف، وقام الناس من المجلس منفضين، وصاح أحدهم على طريقة أهل اللغط والعلاقة بين اللغط والغلط وشيجة: اذكروا الله. يمدها ويرفع بها صوته!!
فرد عليه العالم الشيخ الفقيه مستنكرا : ويحك وماذا كنا نصنع إذن؟؟
كل كلمة كل منشور كل تغريدة كل محاضرة كل ندوة ، كان بالإمكان ان تؤدى حيث يتسلط بشار الأسد فالاشتغال بها في الظرف الزماني المكاني اللذين نحن فيهما في غير موضعه.
كل خطوة نخطوها نحن، تخطوها أنتَ، تخطينها أنتِ، يجب أن تكون في مقام ثورتنا وغربتنا من نوع الموطئ الذي يغيظ عدونا المباشر بشخصه وفئته. كلنا تلونا وحفظنا ونحفظ عن الذين ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ )
ثم لا نظن أن الأمر يمر اعتباطا..
هؤلاء الذين يجيدون علم الحساب، يعلمون ان أجهزة المخابرات الأسدية وغير الإسدية لن تحصي عليهم أمرهم، بذكر الله، ولا حضهم على الصلة على النبي، ولا تنديدهم بالحضارة الغربية، ولا تشنيعهم على الراية المصبوغة بالألوان، ولذلك يخوضون في كل هذا، باسترخاء وجشاء، ولكن لا يذكرون ظالما باسمه ولا مظلوما برسمه.
ثلاثة عشر عاما والأذى الذي ينزل بالسوريات والسوريين في سجون بشار الاسد معلوم. وقبل أن تصلي وراء أحدهم فتجعله إماما انظر كم له من مقام ذكر به بهؤلاء وهؤلاء…
يسمونه: بعد نظر ، وحسن سياسة، ومزيد كياسة، وحساب للأيام ..
ثم
ماذا أصنع أنا !!!! وماذا تصنع أنتَ ؟؟!! وماذا تصنعين أنتِ؟؟!!
أولا لنحذرهم ان يستزلونا عن حقيقة أمرنا، وأن يفتنونا عن مركز معركتنا، نحذرهم أن يستجرونا إلى مجالس اللغو الذي لا طائل من ورائه، وكل أمر يشغلك عن واجب وقتك، فهو لغو أو مسجد ضرار. سبحان الله ما أوضح التعبير في هذا العنوان "مسجد ضرار" مسجد مفهوم والضرار أيضا مفهوم وكيف كان الاعجاز في التعبير عن المتناقضين في كلمتين.
محاضرة عن مدهامات التاريخ وما أكثرها؟؟ ندوة عن الثياب البيض، منشور يذكرنا بالله، الذي أخرجنا من ديارنا وأهلينا حبا فيه !!نذكره بحالنا ومقامنا، وتشتغل ألسنتنا بعدوه وعدونا.
تسألني ماذا تفعل؟؟!!
تدير ظهرك لكل أنواع اللغو،، والقيل والقال، "وكره لكم قيل وقال" وتتفرغ لمتابعة أخبار بلدك، وطنك الأصلي أقصد، مكان ولدت وأبوك وأمك فيه، تتتبعأخباره، وما ينزل فيه وبه!!
واجعل لنفسك أو على نفسك في كل يوم عشرة رسائل عنه، تدين عدوا وتتصر وليا. وقد تكون الرسالة منشورا أو تغريدة أو رسالة أو فكرة أو سطرا، وكما استجروك لتكتب للناس كل يوم "اذكروا الله" اكتب كل يوم اذكروا أخواتكم المعتقلات بيد الظالم يغاديهن صبحا ومسا..
تتبع الأخبار، اشهر ما لم يشهر، ذكر بما يحاول هؤلاء جميعا أن ينسوه أو يتناسوه، أو يغطوا عليه، تذكر وذكّر، أنت في معركة وأخبار عاجلها بين يديك، أنت الشاهد وأنت المراسل وأن مدير المحطة وأنت المذيع وأنت المرسل وأنت المستقبل..
أنتَ أنتِ أعني أنا، كل واحد فينا أكبر همه وطن بل شعب يريد أهل الأرض أن يطمسوه…
هل تعجز وأعجز أن يكون كل واحدا فينا لحنا في سيمفونية الثورة والإباء الرائعة:
سؤالي وأختم به:
لماذا كلما اقتربت أعيادنا الاسلامية الأكثر قداسة، افتعل بشار الاسد وسيداه بوتين وخامنئي معارك القتل والتدمير لينغصوا على السوريين عيشهم، ويصبغوا أعيادهم بلون الدم؟؟
مستعد أن أتلقى سبعين جوابا، ولكن على الصغحات العامة.. لأنني أملك من الأجوبة سبعة وسبعين.
نجعله عجيننا اليوم ونخبزه.. صاحب الصاج على صاجه، والريس في طاقته…
لندن: ٨ ذو الحجة/ ١٤٤٤
٢٦/ ٦/ ٢٠٢٣
____________
*مدير مركز الشرق العربي