الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : في ذكرى الثورة السورية المتمادية منذ نصف قرن... مقالي الذي أكتبه على ضعف في سطور

وجهة نظر : في ذكرى الثورة السورية المتمادية منذ نصف قرن... مقالي الذي أكتبه على ضعف في سطور

28.03.2024
زهير سالم




وجهة نظر :
في ذكرى الثورة السورية المتمادية منذ نصف قرن...
مقالي الذي أكتبه على ضعف في سطور

زهير سالم*
وأكتب على ضعف لأنني لا أريد أن أغيب عن هذه الذكرى، التي طالما حلم الصادقون بها، وعملوا لها وعليها..
أبناء جيل كنت واحدا من غمارهم، ولا أدّعي…
الثورة في حقيقتها نقيض السكوت على الواقع المختلط، أو الرضا به، أو تسويغه، أو "معلشته" بتكرار كلمة "معليش" وأصحاب مدرسة المعلشة؛ كان لهم منذ الأيام الأولى من عام ١٩٦٤ منطق وحجاج.
وعندما يكون الفرق بين حارتنا الجنوبية وحارتنا الشمالية فقط بأسماء المخاتير.. فإلى الله المشتكى..مما نحن فيه. وتعود ثورتنا بحاجة إلى ثورة..
لا تسوغ.. ولا تمعلش يا زهير..
ولو كنتَ ستقبلـ التسويغ لكانت المعاذير في قبول التسويغ لبقائك في وطنك منذ ٤٥ عاما أولى..
الذين ثاروا منذ آذار ١٩٦٣وليس فقط آذار ٢٠١١
لا يمكن أن تحولهم هذه السنوات بكل ما فيها من مضاء وعطاء إلى مجرد "مطبعين" أو "ممعلشين"
أنظر إلى ما يكتب كثير منهم في فضاء هذه الثورة وأقسم بالله غير حانث ولا متأل على الله، لو كتب هذا الذي يكتبه في ظل حافظ أو بشار، وكان لحمه سمينا؛ لنشره له على صفحات البعث والثورة وتشرين والجماهير وأبي الفداء..
"باسمك اللهم" كتبت قريش صفيحتها القاطعة الظالمة. وكذا يكتبون..
لا يتغير الطلم بتغير أسماء الظالمين. حقيقة
ولا يتغير الظلم إذا كان الظالمُ ابنَ حارتنا أو قريتنا أو مدينتنا أو طائفتنا أو ملتنا..
وكان الحجاج ثقفيا سنيا وقتل التابعي العالم سعيد بن جبير.
وكان المأمون مسلما عربيا هاشميا، وقتل أخاه على الملك!! ومدَّ أحمد بن حنبل تحت السياط من أجل إيمانه!!
وقتل المنتصرُ العباسي أباه الخليفة المتوكل على الملك.. وطرد حافظ الأسد أخاه رفعت حرصا، ورمّل بشار الأسد أخته بشرى، ثم أخرجها وبنيها، من الشام…
حقائق بعضها من بعض.
اللهم تقبل شهداء الثورة ااسورية المباركة، وتقبل منهم، واخلفهم في أهليهم خيرا، اللهم تقبل من كل الذين جاهدوا ليرفعوا رحى الظلم عن صدور السوريين
أردنا وجهكَ يا رب، وما بالينا بذات الشوكة، إذ حان لقاء.
وعلى ذلك نمضي حتى نلقاك..
لغة الأماني لا تصنع ثورة.
وهذا البيت تجدونه مأثورا في رسائل الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى:
رضوا بالأماني، وابتلوا بحظوضهم..
وخاضوا بحار الجِد دعوى فما ابتلوا
الثورة هي الثورة. وليست أنثى الثور…
ألا سود الله وجه المعاذير..
لندن: ٦: رمضان المبارك: ١٤٤٥
١٦/ ٣/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي