الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : يستحق التنويه والشرح والتعقيب

وجهة نظر : يستحق التنويه والشرح والتعقيب

02.07.2023
زهير سالم



وجهة نظر
يستحق التنويه والشرح والتعقيب

زهير سالم*
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين في سورية..
القرار بحد ذاته خطوة إيجابية يستحق الشكر والعرفان والتأييد..
ونبدأ بالشكر لكل الفرق من العاملين الانسانيين والدوليين والسوريين الذين أسهموا في دفع هذا القرار ودعمه حتى صار حقيقة واقعة في تاريخ الجمعية العامة للأمم المتحدة والمشهد السوري.
ونثنّي الشكر والتقدير لكل الدول التي أيدت ودعمت هذا القرار، وصوتت عليه بالإيجاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ٨٣ دولة من أصل ١٥٦ ودولة اشتركت في التصويت، مع امتناع ٦٢ دولة عن التصويت، ومعارضة ١١ دولة من بينها زمرة الاسد المغتصِبة لحق تمثيل الدولة السورية، بسوء أداء المعارضة السورية منذ ٢٠١١.وما زال الذين صنعوا هذه الكارثة يكتبون ويتصورون!!
ومع التعبير عن الشكر والامتنان لكل صاحب موقف إنساني، وجهد إيجابي، تبقى الحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن عقولنا وقلوبنا نحن السوريين، أن القرار قد لا يكون أكبر من نصر دبلوماسي. وأن الكشف عن مصير مئات الألوف من المفقودين، وإطلاق سراح أمثالهم من المعتقلين، يتم بآليات عملية وواقعية (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
والذي يبقى عصيا عن الفهم، والإدراك الموقف العربي ، الذي آثر أن يلوذ بصمت مريب ، عصي عن التفسير. جميع الدول العربية تقريبا، والتي لم تجمع على تحديد يوم الوقوف في عرفة، أجمعت على الصمت، تواطأ ضد السورية المغتصبة، والسوري المصبور في غرف الملح، ينتظر نضح آخر ذرة ماء في خلاياه…
الله أكبر أيها العرب!!
و قد لا أملك قدرات بيانية تعين على توصف أبعاد شبه الإجماع العربي على خذلان السوريين، إلى هذا الحد، باستثناء دولتي قطر والكويت، بيض الله الوجوه.
لقد كانت الرسالة العربية شبه الإجماعية هي الأقسى التي توجهها الدول العربية لشعب عربي هو الشعب السوري، وفي أضعف حلقاته حلقة المعتقلات والمعتقلين!! وفي أضعف حالاته حالة الخدلان المسبطر، تتعاقب عليه الدول دولة بعد دولة!! إنها الرسالة الأقسى على العقول والقلوب وفي سياق التاريخ والجغرافيا، والأمس والغد واليوم…
وقوله تعالى (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) خطاب لا يوجه للمستضعفين والمعتقلين والمشردين والمهجرين فقط، حتى عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان، وهارون الرشيد سيأتي كل واحد منهم يوم الفيامة ربه فردا أيضا، وسيسأله..
اللهم أعنا لنعد لمسألة ذلك اليوم جوابا.
إن التصويت العربي في بعده الانساني و الاسلامي والقومي، يعد طعنة نجلاء في الضمير العربي، وفي الانسانية العربية، وما نظن أن عربيا خذل عربيا على مر التاريخ، كما يخذل السوريون بقضهم وقضيضهم في عصر البؤس العربي!!
 ويشير هذا الخدلان في الوقت ذاته إلى هذا الإخفاق المكعب الذي تتردى به هذه الهيئات التي تتنطح منذ اثني عشر عاما، لقيادة ثورة تجاوزت تضحياتها،المليون شهيد وخمسة عشر مليون لاجئ ومشرد.
لا يصغر الانسان إذا قال لقومه: يا قوم حاولت وأخفقت!! أو حاولت ولم أنجح!! يا قوم ظننتها سهلة قريبة هينة لينة؛ فإذا هي أكبر من ما ضغيّا
وأنا رجل كثير ما أتأمل أحكام الفقهاء الاجتهادية التي لا تنبني على نصوص.. ومن ذلك مثلهم حكم بعضهم بتأجيل "العنّين" أربع سنوات…أربع سنين حتى يحكم بالعنانة، ولا يتساءلون عن حق الضحية!!
وها نحن حتى قد أجلناهم اثني عشر عاما!!
قال في خطبته المشهورة: وإن امتدت بكم الأيام ولم تقضوا لكم أمرا، تبدلت القلوب من خوفها منكم الجرأة عليكم"
من خوفها منكم الجرأة عليكم أيها السوريون..
لندن: ١٢ ذو الحجة/ ١٤٤٤
٣٠/ ٦/ ٢٠٢٣
____________
*مدير مركز الشرق العربي