الرئيسة \  ملفات المركز  \  في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي، الشعب السوري ينادي بمحاكمة المجرم وتشكيل رابطة لذوي الضحايا

في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي، الشعب السوري ينادي بمحاكمة المجرم وتشكيل رابطة لذوي الضحايا

22.08.2022
Admin


ملف مركز الشرق العربي 21-8-2022

عناوين الملف :
  1. عربي 21 :9 سنوات على مجزرة كيماوي الغوطة.. رفض للمصالحة مع الأسد
  2. الجزيرة مباشرة :“كأنها القيامة”.. ناجٍ من الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق يروي للجزيرة مباشر تفاصيل يوم المجزرة (فيديو)
  3. بلدي نيوز :بعد 9 سنوات على "مجزرة الكيماوي".. دول تنقلب على الضحايا لصالح "المجرم"
  4. اورينت :بذكرى مجزرة كيماوي الغوطة.. تشكيل رابطة لذوي الضحايا وناجون يتحدثون عن ألم فقدان الأهل
  5. سوريا 24:“مجزرة بلا دماء”.. الذكرى التاسعة لهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق
  6. شام :المسلط: ضعف التعاطي الدولي تجاه مجزرة الكيماوي بالغوطة دفع الأسد لتكرار مجازره باطمئنان
  7. السورية نت :الذكرى التاسعة لمجزرة كيماوي الغوطة..”مشاهد الموت خنقاً راسخة في أذهان السوريين
  8. عنب بلدي :“رابطة ضحايا الأسلحة الكيماوية”.. بناء الأدلة لتحقيق العدالة
  9. الجزيرة مباشر :“لا تخنقوا الحقيقة”.. الخوذ البيضاء تدعو لإحياء ذكرى مجزرة كيميائي الغوطة السورية
  10. سوريا تي في :كيماوي الأسد.. 9 سنين بلا محاسبة
  11. الائتلاف الوطني ميديا نيوز :9 سنوات على مجزرة الغوطة.. سوريون يرفضون خنق الحقيقة
  12. الحرة :فرنسا و"مجزرة التضامن".. "خطوة للأمام" تفتح الباب أمام 3 خيارات
  13. ستيب نيوز :المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا يوجه رسالة لذوي ضحايا الغوطة
  14. ارام نيوز :9 نقابات لقادة الفصائل: سقوطكم سيكون قبل سقوط النظام في هذه الحالة
  15. الحرية اولا :مجزرة الغوطة: كيف قايضت أميركا دماء الضحايا بسلاح الأسد الكيماوي
  16. جسر :في ذكرى مجزرة الغوطة.. “الائتلاف”: المجتمع الدولي خذل السوريين
  17. الائتلاف الوطني يطلق حملة “تسع سنين بلا محاسبة” بمناسبة ذكرى مجزرة الكيماوي ويطالب بمحاسبة الأسد
  18. الوكالة السورية للأنباء :كلمة رئيس الائتلاف الوطني السوري في ذكرى مجزرة الكيماوي بغوطة دمشق
  19. اخبار القارة الاوروبية :“كيماوي الأسد”.. سوريون في هولندا يذكرون العالم بـ “مجزرة الغوطة
  20. بيننا :تسع سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية: “تراكمت الجثث على جرار البلدية
  21. اخبار الان :ناج من مجزرة الكيماوي في الغوطة: تم دفن الناس وهم أحياء وفقدت جزءاً من نظري
  22. رسالة بوست :ناشطون يحييون ذكرى “مجزرة الكيماوي” بالغوطة الشرقية
 
عربي 21 :9 سنوات على مجزرة كيماوي الغوطة.. رفض للمصالحة مع الأسد
عربي21- يمان نعمة# الأحد، 21 أغسطس 2022 06:06 ص بتوقيت غرينتش0
تصادف اليوم الأحد، الذكرى التاسعة لمجزرة الغوطة التي نفذها النظام السوري بالسلاح الكيماوي (غاز السارين) في الغوطتين الشرقية والغربية بضواحي العاصمة دمشق التي كانت خارجة عن سيطرته بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2013، ليزهق خنقاً أرواح نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال، ويصيب الآلاف بحالات اختناق.
ويأتي حلول الذكرى التاسعة للمجزرة التي مرت دون عقاب، بعد إعلان أطراف عربية إقليمية نيتها تطبيع علاقتها مع النظام السوري، وهذا ما زاد من شعور غالبية السوريين المعارضين للنظام بالخذلان من المجتمع الدولي، وسط اتهامات للعالم بأسره بـ"الصمت حيال واحدة من أكبر المجازر في التاريخ الحديث".
الصمت قاد لمجازر أخرى
وقال رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط إن شهقات الأطفال الأخيرة قبل أن يقضوا خنقاً لم تلق آذاناً مصغية لدى صناع القرار في هذا العالم، الذي سمح لهذه المنظومة الإجرامية أن تستمر في حكم سوريا.
وحمل في كلمة بمناسبة ذكرى الهجوم التعاطي الدولي الضعيف والمسُتغرب مسؤولية ارتكاب النظام مجازر أخرى بالأسلحة المحرمة دولياً، مؤكداً أن "المجتمع الدولي لم يفعّل المحاسبة حتى الآن، على الرغم من إثبات لجنة التحقيق الدولية المستقلة مسؤولية نظام الأسد عن الهجمات الكيماوية".
ووصف المسلط منهج نظام الأسد ومن خلفه إيران وروسيا بـ"الدموي والإجرامي والقائم على القتل والإرهاب والاعتقال والتغييب"، معتبراً أن "رهان بعض الدول على تغيير سلوكه مضيعة للوقت، إذ تتكرر جرائمه وجرائم داعميه في أوكرانيا بصورة مماثلة".
وطالب رئيس الائتلاف بالتحرك الفعال ضمن جدول زمني يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، وترك المماطلة القاتلة التي تتسبب في تعميق المأساة.
ضوء أخضر
أنكر النظام السوري مسؤوليته عن ارتكاب المجزرة، لكن مصادر أممية أكدت أن الغازات الكيماوية التي استعملت في منطقة الغوطة، مصدرها مخازن جيش النظام السوري، وكذلك أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" امتلاكها أدلة على أن قوات النظام السوري وراء مجزرة الغوطة.
واقتصرت التحركات الدولية على إصدار مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2118 الخاص بنزع السلاح الكيمياوي الذي بحوزة النظام السوري، من دون أن يتم تحميل النظام المسؤولية.
وبعد المجزرة، عمد النظام إلى استخدام الأسلحة المحرمة في أكثر من منطقة سورية، مرتكباً العديد من المجازر باستخدام الأسلحة الكيماوية، ومنها مجزرة خان شيخون في نيسان/ أبريل في 2017 ومجزرة اللطامنة في آذار/ مارس 2017.
ويقول نقيب المحامين السوريين الأحرار محمود الهادي النجار، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الصمت الدولي إزاء مجزرة الغوطة والتقاعس أعطى الضوء الأخضر للنظام، لارتكاب مجازر أخرى باعتراف منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية".
وأضاف أنه "رغم ذلك ما زالت القرارات الدولية بمحاسبة هذا النظام الإرهابي طي النسيان، والتجاهل من كافة أعضاء مجلس الأمن، في تعارض فاضح مع القيم والمبادئ الإنسانية، ما يضع العالم أمام تحد أكبر"، متسائلاً: "هل مجلس الأمن وجد لحماية المجرمين الدوليين أم لتطبيق السلام الدولي؟".
من جانبه، أشار الناشط الحقوقي والسياسي المعارض فهد الموسى إلى إدانة منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" في نيسان/ أبريل 2021، النظام السوري واتهامه باستخدام أسلحة كيماوية خلال هجوم شنه على مدينة سراقب بريف إدلب في العام 2018.
وأضاف لـ"عربي21" أن ذلك يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن نظام الأسد قام باستخدام السلاح الكيماوي ضد أبناء الشعب السوري، لكن بالرغم من صدور هذه الإدانة عن أعلى منظمة دولية مكلفة ومختصة بتحديد الفاعلين والمجرمين والمستندة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي خول مجلس الأمن فرض تدابير بموجب الفصل السابع وأكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن استخدامها، إلا أن أعضاء مجلس الأمن يحاولون التنصل من مسؤولياتهم الأخلاقية وعدم تنفيذ القرارات الدولية.
هل يُحاسب النظام؟
يرد الموسى بقوله، إن "قرار محاسبة نظام الأسد من عدمه عن جرائم الحرب وجرائم الكيماوي، يرتبط بالمرحلة القادمة ومصالح الدول التي تحاول تعويم نظام الأسد"، معتبراً أن "المصالحة مع النظام هي على حساب الأرواح التي أزهقها بغاز السارين".
وبحسب الناشط الحقوقي، فإنه في حال أفشل الشعب السوري هذه المخططات الهادفة إلى تعويم نظام الأسد والمصالحة معه، فلن يكون أمام الدول سوى أن تبقى على الأقل محرجة أخلاقيا أمام شعوبها وأمام الإنسانية.
=============================
الجزيرة مباشرة :“كأنها القيامة”.. ناجٍ من الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق يروي للجزيرة مباشر تفاصيل يوم المجزرة (فيديو)
آخر تحديث: 21/8/202201:32 PM مكة المكرمة
روى شاب سوري للجزيرة مباشر تفاصيل ما عايشه يوم الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق الذي يوافق 21 أغسطس/آب من كل عام، وتحل اليوم الأحد ذكراه التاسعة.
وأطلقت قوات النظام السوري في مثل هذا اليوم عام 2013، صواريخ محملة بغازات سامة على عدد من بلدات الغوطتين “الشرقية والغربية” بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل نحو 1500 مدني بينهم أطفال عقب استنشاقهم الغازات السامة وإصابة المئات بحالات اختناق.
وعانى الناجون من المجزرة من احمرار وحكة في العينين، وغياب عن الوعي وحالات اختناق وتشنجات عضلية وأعراض أخرى.
ووصف الشاب الصوري محمد ليلة المجزرة بأنها كانت “صعبة”. وأضاف “تنقلت خلالها من منطقة جور في دمشق إلى حمورية بريف دمشق”، إذ كان من المفترض أن يقضي الشاب وآخرون معه مصالح قبل أن يعودوا أدراجهم، لكنهم تحولوا إلى شهود على الفاجعة.
فور وصولهم إلى المكان، أصيبت سيارتهم جراء القصف، فقرروا تركها وركوب دراجات نارية. وفي طريقهم، مروا بمنطقة زملكا التي كانت مركز الهجمات الكيماوية، فسمعوا دويّ انفجارات ثم لم يقووا على التقاط أنفاسهم.
وأضاف “من حسن حظنا أننا كنا قريبين من مستشفى القدس في المنطقة. فور وصولنا أسعفتنا الفرق الطبية ظنًّا منها أنه غاز كلور، إذ لم يسبق قصف دمشق بمثل هذا الغاز أبدًا”.
ووصف الناجي ما حدث في المستشفى بعدها بالقول “كأنه يوم القيامة”، وأضاف “امتلأ المشفى بالأطفال والنساء والرجال والشيوخ”.
وقال للجزيرة مباشر إن عددًا هائلًا من المتوافدين كانوا يشرعون بالارتجاف فور رشهم بالماء إلى أن يقعوا أرضًا ويخرج الزبد من أفواههم.
ويحكي محمد أنه بدأ منذ الخامسة فجرًا من تلك الليلة في استرجاع عافيته شيئًا فشيئًا، فقام بعدها بمساعدة أحد أصدقائه بجولة في شوارع المنطقة لإسعاف الناس.
ويقول “خلال صعودنا للبنايات كنا نجد جثث الأطفال والنساء مرمية على السلالم”، وتابع “عند عودتنا إلى المستشفى وجدنا مشهدًا رهيبا، كنا نرى أعداد الجثث التي لا تنتهي على مرمى البصر، لا أسماء تميزها. كانت فقط أرقامًا”.
وعاد ليقول إنه يوم صعب ملأت فيه الجثث المستشفيات والشوارع والمباني، قبل أن يستطرد “لا أظن أن التاريخ عرف يومًا إجراميًّا مثل ذاك”.
ودعا الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى المشاركة في فعالية إشعال شموع عبر وسائل التواصل اليوم الأحد، وأطلق وسم (#لا_تخنقوا_الحقيقة) الذي عرف تفاعلًا واسعًا.
واتهم الائتلاف السوري المعارض نظام بشار الأسد بارتكاب المجزرة، ووفق تقرير للائتلاف، فإن قوات النظام كانت متمركزة داخل (اللواء 155) بالقلمون- حيث أطلقت في الساعة 2:31 من صباح 21 أغسطس 2013، 16 صاروخًا من نوع “أرض أرض” محملة بغازات سامة يُرجَّح أنها من نوع السارين.
وقال تقرير المعارضة إن الصواريخ سقطت في مدن بالغوطتين أبرزها زملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين بالغوطة الشرقية، ومدينة المعضمية بالغوطة الغربية.
ولم يحمّل تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة -الذي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2013- مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف، واكتفى بوصف الهجوم بأنه جريمة خطيرة يجب تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.
وتتميز الصواريخ التي تحمل رؤوسًا كيميائية -المستعملة في الهجوم- بأنها لا تُحدث صوتًا بعد انفجارها، ولا تخلّف أضرارًا في المباني، بل تخنق الأنفاس وتدمر الأعصاب.
المصدر : الجزيرة مباشر
=============================
بلدي نيوز :بعد 9 سنوات على "مجزرة الكيماوي".. دول تنقلب على الضحايا لصالح "المجرم"
بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
تمر الذكرى التاسعة لمجزرة الغوطة الكيماوية وسط هرولة من العديد من الدول لإعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد المسؤول عن مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، في 21 آب/أغسطس عام 2013.
 وعلى الرغم من الإدانات الدولية للمجزرة، وسعي المجتمع الدولي لمزاعم محاسبة مرتكبيها وما تبعه من لجان تقصي وتحقيق أممية واتهام النظام بارتكابها، إلا أن عددا من قادة الدول التي أدانت المجزرة يحاولون اليوم إيجاد الثغرات لمصافحة الأسد وإعادته لمحيطه العربي والدولي.
ارتكبت قوات النظام المجزرة في فجر الـ21 من آب/أغسطس2013 مستخدمة غاز السارين ضد سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، والذي أدى إلى مقتل 1450 مدنيا جلهم من النساء والأطفال من أصل حوالي 3000 شخص نقلوا للمشافي الميدانية في المناطق المذكورة.
استنكرت الأمم المتحدة حينها الجريمة، بحسب تقرير لجنة التفتيش الذي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2013 فلم يحمل مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف، واكتفى بوصف الهجوم بأنه جريمة خطيرة ويجب "تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أنه تم بواسطة صواريخ أرض أرض، أطلقت بين الثانية والخامسة صباحا مما جعل حصيلة الضحايا كبيرة كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة حاله بالمذهول من وقع الجريمة، وهي ذات المنظمة الدولية التي وجهت دعوة لحكومة النظام المسؤول عن المجزرة لحضور قمة عالمية لتحويل التعليم بغية الاستفادة من تجربة النظام في سنوات حربه المفتوحة على السوريين، بحسب تصريح وزير التربية في حكومة الأسد دارم الطباع الأسبوع الفائت لصحيفة الوطن الموالية، سبقه اتصال هاتفي "نادر"، بين وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، في حين لايزال ممثل الأسد الرسمي بالأمم المتحدة يمارس عمله بكل حرية.
أما الاتحاد الأوروبي والذي دعا حينها إلى تحقيق فوري في اتهامات استخدام محتمل للكيميائي من جانب النظام السوري بادر القائم بأعماله، دان ستوينيسكو، مع عمران رضا منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا بزيارة مناطق سيطرة النظام في مطلع الشهر الجاري لتقييم الأوضاع الإنسانية، بحسب زعمه، في محافظات حلب وحمص وحماة، في حين شهدت دمشق على مدى الأشهر الـ7 الماضية زيارة 5 وفود كنائسية من اوروبا بشكل سري لنظام الأسد ولقاء مسؤولين هناك.
بدورها، اكتفت الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة باراك أوباما آنذاك بالتعبير عن القلق، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري النظام السوري إلى تسليم كامل مخزونه من الأسلحة الكيميائية في مقابل عدم تنفيذ ضربة عسكرية عليه، إذ عمدت الولايات المتحدة إلى نزع سلاح الجريمة وترك المسؤول عنها يواصل القتل ضد المدنيين، فيما كشفت إدارة جو بايدن سلف أوباما الديمقراطي منذ أيام، من خلال تصريحات لشبكة CNN، أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالات مباشرة مع نظام الأسد في محاولة لتأمين الإفراج عن المواطن الأمريكي أوستن تايس، في حين يعتقل النظام مئات الالآف من السوريين في معتقلاته الموحشة.
يأتي ذلك في حين دعت تركيا حينها الأمم المتحدة لتسمية المسؤول عن المجزرة ومحاسبته، كشف وزير خارجيتها  مولود جاويش أوغلو في الـ 11 من الشهر الجاري، أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالعاصمة الصربية بلغراد، داعيا إلى إجراء مصالحة بين النظام والمعارضة للوصول إلى الحل الأمثل في سوريا، كما بدأت تصريحات المسؤولين الأتراك تأخذ منحى جديدا وفتح صفحة جديدة مع نظام بشار الأسد، متجاهلين كل الدعوات السابقة لمحاسبة الأسد.
وضمن دورها الضعيف طالبت جامعة الدول العربية بعد ارتكاب النظام لمجزرة الكيماوي في الغوطة  مفتشي الأمم المتحدة بالتوجه فوراً إلى الغوطة الشرقية للتحقيق في ملابسات وقوع الجريمة التي اعتبرت أنها تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، تسعى العديد من دولها اليوم لعودة مقعد الأسد للجامعة لما يشكله من أهمية في صفوفها، حسب ما  جاء على لسان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إضافة لزيارة وزير خارجية بلاده رمطان لعمامرة إلى دمشق في 25 يوليو/تموز الماضي.
وكانت قوات النظام الموجودة داخل اللواء 155 بالقلمون أطلقت في الساعة 2:31 من صباح 21 أغسطس/آب 2013، ستة عشر صاروخا، من نوع أرض - أرض محملة بغازات سامة، استهدفت سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية وأوقعت 1450 قتيلا ومئات المصابين.
ولم تكتفِ قوات الأسد بتلك المجزرة، بل ارتكبت سلسلة مجازر باستخدام الأسلحة الكيماوية سيما مجزرة خان شيخون في نيسان 2017 ومجزرة اللطامنة في آذار 2017.
=============================
اورينت :بذكرى مجزرة كيماوي الغوطة.. تشكيل رابطة لذوي الضحايا وناجون يتحدثون عن ألم فقدان الأهل
أخبار سوريا || أورينت نت - طارق سليمان 2022-08-21 09:53:03
يوافق يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر آب ذكرى مضيّ 9 أعوام على استهداف ميليشيا أسد للغوطتين الشرقية والغربية بالغاز الكيماوي، والذي أودى بحياة المئات مع إصابة الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال في مجزرة وُصفت بـ"هولوكست العصر" دون أن يقدّم نظام أسد للمحاكمة على فعلته واكتفى المجتمع الدولي بإدانات وإجراءات لم توقف مجازر ميليشيا أسد حتى اليوم.
ذكريات الفاجعة
وقال “أنس عوض” ناشط إعلامي من مدينة زملكا لأورينت نت، إنه" في كل عام بهذا التاريخ الـ21 من آب نحمل في قلوبنا غصّة لما عايشناه من فقدان لأهلنا وأحبائنا بلحظات قليلة نتيجة استخدام ميليشيا أسد غاز السارين بقصف المدنيين في تلك الليلة، وذهب ضحيّتها أكثر من 1300 بريء معظمهم أطفال ونساء".
رأى أنس وهو ناجٍ وشاهد على المجزرة، في اليوم التالي للمجزرة جثث الضحايا وقد صُفّوا إلى جانب بعضهم وعليهم فقط أرقام ودُفنوا في مقابر جماعية في فاجعة هي الأقسى على سكان غوطة دمشق، بالإضافة لرؤيته مئات المصابين بحالات اختلاج عصبي وضيق في التنفس واختناق.
غياب المحاسبة
من جانبه، ذكر وليد الغوطاني أنه “في موعد الذكرى التاسعة للفاجعة نستذكر أن المجزرة ارتُكبت تحت أنظار العالم المتحضّر وسط صمت مُريب، ولم نرَ إلى الآن أيّ تحرّك حقيقي من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لمحاسبة نظام أسد الذي واصل استخدام السلاح الكيماوي في أكثر من مناسبة دون أي رادع”.
كما أبدى استياءه من مواصلة نظام أسد وروسيا نشر أكاذيب وإنكارهم حدوث المجزرة من أصلها، وعملهما على تغيير اعترافات بعض الأطباء الذين بقوا في الغوطة عام 2018 والضغط عليهم لنفي مسؤولية ميليشيا أسد عن المجزرة، معتبراً أن تلك المحاولات للإفلات من المساءلة تجعل أهالي الضحايا أكثر ثباتاً بالمطالبة بمحاسبة نظام أسد وحلفائه في المحاكم الدولية.
إطلاق رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية
بدوره قال الدكتور “سليم نمور” من الغوطة الشرقية، إنه بالتزامن مع إحياء الذكرى التاسعة لمجزرة كيماوي الغوطة تم إطلاق رابطة ضحايا الأسلحة الكيمائية في سوريا التي تتألف من مجموعة من الناجين وذوي الضحايا الذين عايشوا مجازر ميليشيا أسد لتذكير العالم بتلك المأساة ومنع تكرارها.
وأضاف الدكتور سليم وهو رئيس إدارة رابطة ضحايا الأسلحة الكيمائية لأورينت نت، أن أهم أهداف الرابطة أولاً أحياء ذكرى الضحايا والهدف الثاني هو المحافظة على السردية والرواية الحقيقية لكل المجازر الكيماوية في سوريا من قبل أهلها لمواجهة التضليل والتزوير من قبل روسيا ونظام أسد الذين زيّفوا الحقائق وأرغموا شهوداً على تبنّي روايات مغايرة عن المجازر الكيميائية كما حصل في دوما بإجبار الكوادر الطبية والعاملين بالدفاع المدني على تبنّي رواية مختلفة وإنكار المجزرة.
منع الإفلات من العقاب
وبحسب الدكتور سليم فإن الهدفين السابقين للرابطة معنويّان خلافاً للهدف الثالث المتمثل في العمل على تأمين حقوق الضحايا ومحاسبة الجناة ومنع الإفلات من العقاب لنظام أسد وكذلك العمل للتشبيك مع روابط ضحايا الانتهاكات الأخرى مثل رابطة المعتقلين ورابطة ضحايا قيصر وغيرها.
وتابع: “في ذكرى مجزرة الغوطة التاسعة التي حملنا فيها ذكريات أليمة أحببنا ألا تكون فقط ذكرى إحياء بل إطلاق رابطة من ذوي ضحايا حقيقيين وناجين وناس عاشوا الذكرى على الأرض وذلك لإيصال المجرمين إلى المحاسبة”.
يُذكر أنه بتاريخ 21 آب 2013 قصفت ميليشيا أسد الغوطة الشرقية (زملكا وعين ترما وأطراف من جوبر وحزة وعربين) ومعضمية الشام بالغوطة الغربية بصواريخ محمّلة بالسلاح الكيماوي وبالتحديد غاز السارين أو الأعصاب، ما أدى لاستشهاد نحو 1450 شخصاً غالبيتهم من الأطفال في مدينة زملكا ومحيطها، وأوردت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقتها أسماء 1144 منهم.
وأحصى مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سوريا 6 آلاف و210 أشخاص ظهرت عليهم حالات الإصابة بالسلاح الكيماوي، وعانوا من احمرار وحكّة في العينين، وغياب عن الوعي، واختناق وتشنّجات عضلية ورغوة في الفم في الغوطة الشرقية.
=============================
سوريا 24:“مجزرة بلا دماء”.. الذكرى التاسعة لهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق
خاص - SY2421/08/2022
تحلّ اليوم الأحد، الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري بحق الأهالي في الغوطة بريف دمشق.
فقبل تسع سنوات، وتحديداً يوم 21 آب/أغسطس 2013، تم إطلاق صواريخ محملة بغاز الأعصاب، على مناطق في غوطة دمشق الشرقية، والمعضمية بالغوطة الغربية.
ويُوصف الهجوم الذي وقع بأنه أكبر هجوم كيميائي في منذ بداية النزاع في سوريا، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي بوسم هاشتاغ “مجزرة الكيماوي”، إذ بدأ ناشطون سوريون بنشر الصور والتعليقات المتعلقة بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في 21 آب/أغسطس 2013.
وشارك الفنان السوري “عبد الحكيم قطيفان” في التعليق على هذا الوسم بالقول “تماماً وقبل 9 سنوات، لنستذكر جميعاً ذكرى الفجيعه لـ (مجزرة بلا دماء) راح ضحيتها حوالي1400 شهيد”، مضيفاً “كيف ننسى والسفاح طليقآ.. #مجزرة_الكيماوي _الغوطة”.
واستذكر فريق الدفاع المدني إلى جانب الناشطين السوريين مجزرة الكيماوي بالقول “قبل تسع سنوات، ناموا ليلتهم الأخيرة للأبد، وأصبحت أسماؤهم أرقاماً، كانوا على موعد مع أكبر مجزرة بالسلاح الكيماوي ارتكبها نظام الأسد شهدها القرن 21، ليلة ليست كغيرها من الليالي، الأنفاس فيها سم قاتل، تزاحمت الأرواح على أبواب السماء، وبكى الموت قهراً، عبثاً يحاول المجرمون نزعها من الذاكرة”.
وأكد الدفاع المدني أن “الجريمة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في غوطتي دمشق ليست ضد الضحايا فحسب بل ضد الإنسانية جمعاء، ونريد تسليط الضوء على الحقيقة حتى لا تترك هذه الفظائع في الظلام”.
أمّا الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز، فقالت وعلى لسان رئيسها أمجد راس “نتذكر اليوم هذه الحادثة، ونشعر بالحزن والغصة والتعاطف مع الضحايا وعشرات الآلاف الآخرين الذين تضرروا من الأسلحة الكيميائية في سوريا”.
وأضاف “يجب محاسبة من يستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، ونشدد على تجريم استخدام كل الأسلحة بحق أهلنا في سوريا”.
وبدأ استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً في سوريا بوقت مبكر من كانون أول 2012، عندما تم علاج المدنيين في حمص من الأعراض التي تشير إلى تعرضهم واستنشاقهم للمواد الكيميائية، ومنذ ذلك الحين، وثَّقت “سامز” أكثر من 200 هجوم بالأسلحة الكيميائية.
وأكدت الجمعية الطبية الأمريكية في بيان أنه “لا يكفي انتقاد استخدام الأسلحة الكيميائية، بل يجب على المجتمع الدولي أن يضع حداً لاستخدام الأسلحة غير المشروعة ضد المدنيين، وأن يُحاسب الجناة على جرائم الحرب البشعة”.
يشار إلى أنه في 21 آب 2013، استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي لقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي كانت تعاني من الحصار المفروض عليها، ما أدى لمقتل 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
=============================
شام :المسلط: ضعف التعاطي الدولي تجاه مجزرة الكيماوي بالغوطة دفع الأسد لتكرار مجازره باطمئنان
قال "سالم المسلط" رئيس الائتلاف الوطني، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى التاسعة لكيماوي الغوطة، والتي تصادف يوم غد، إن شهقات الأطفال الأخيرة قبل أن يقضوا خنقاً لم تلق آذاناً مصغية لدى صناع القرار في هذا العالم، الذي سمح لهذه المنظومة الإجرامية أن تستمر في حكم سورية، بعد أحد عشر عاماً من ارتكابها المجازر بحق الشعب السوري.
واستخدم نظام الأسد غاز السارين السام ضد الأهالي، وقتل على إثرها أكثر من 1400 شخص خنقاً، في واحدة من أكبر الجرائم عبر التاريخ الحديث، قبل تسع سنوات من اليوم، لاتزال أصداء المجزرة وصورتها حاضرة لدى أهالي الغوطة الذين عانوا مراراً من أسلحة النظام الفتاكة.
وأوضح المسلط أنه نتيجة التعاطي الدولي الضعيف والمسُتغرب تجاه مجزرة الأسد الكيماوية، أعاد هذا النظام مجازره في مختلف المحافظات السورية، مستخدماً أسلحة تدميرية محرمة دولياً على رؤوس مدنيين عزّل، لنصل إلى يومنا هذا وما يزال نظامُ الأسد وحلفاؤه وميليشيات إرهابه يفتكون بالشعب السوري، قتلاً وحصاراً وتدميراً.
ولفت المسلط إلى أن تجاهلُ المجتمع الدولي لهم في عدم محاسبة نظام الأسد، الذي خرق القرار ألفين ومئة وثمانية عشر، واستخدام السلاح الكيماوي عدة مرات، ولم تُفعّل المحاسبة حتى الآن؛ على الرغم من إثبات لجنة التحقيق الدولية المستقلة مسؤولية نظام الأسد عن الهجمات الكيماوية عمّق جراحَ السوريين.
وبين أن اللجنة ذاتها أثبتت مسؤولية النظام المجرم عن اثنتين وثلاثين جريمة حرب نفذها بالأسلحة الكيماوية، وهذا ما يوجب تحركاً دولياً تحت البند السابع بحسب المادة الواحدة والعشرين من القرار المذكور.
وأكد المسلط أن منهجَ نظام الأسد ومن خلفهِ إيران وروسيا مكشوفٌ لا لبس فيه، منهج دموي إجرامي قائم على القتل والإرهاب والاعتقال والتغييب، ورهان بعض الدول على تغيير سلوكه مضيعة للوقت، إذ تتكرر جرائمه وجرائم داعميه في أوكرانيا بصورة مماثلة.
ودعا في كلمته المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه المتعددة، إنصافاً لشهداء سورية ،وللشعب الذي يعيش مأساة إنسانية فريدة بسبب هذا النظام، كما طالب بالتحرك الفعّال ضمن جدول زمني يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وترك المماطلة القاتلة التي تتسبب بتعميق المأساة.
=============================
السورية نت :الذكرى التاسعة لمجزرة كيماوي الغوطة..”مشاهد الموت خنقاً راسخة في أذهان السوريين
في 21/08/2022
يستذكر ملايين السوريين، يوم 21 أغسطس/آب من كل عام، ذكرى واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، وهي مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، والتي راح ضحيتها حوالي 1400 مدنيّ سنة 2013.
وقال مركز “توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية”، في بيان: “يصادف الواحد والعشرين من آب الجاري الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الغوطة الشرقية التي صنّفت كواحدة من أفظع الجرائم رعباً والتي ارتكبت بحق المدنيين في سورية، ورغم مرور تسع سنوات على هذه المجزرة إلا أن مشاهدة الموت خنقاً ما زالت راسخة في أذهان السوريين وذوي الضحايا”.
وتابع  البيان: “لقد تهاون المجتمع الدولي في التعاطي مع هذه المجزرة وتجاهل محاسبة مرتكبيها واكتفى بسحب جزء من مخزون الأسلحة الكيميائية مما أدى إلى تعميق مأساة السوريين المستمرة”.
وأضاف: “في هذا اليوم يتوجّه مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية بعزائه لأهالي الضحايا، ويجدد مطالبه للمجتمع الدولي في تحمذل مسوؤلياته تجاه هذه المأساة، والسعي بشكل جدي للعمل على تحقيق العدالة، ويطالب الدول الفاعلة في مجلس الأمن للمارسة ضغوط مباشرة سعياً لوقف الإجرام ومحاسبة المتورطين، ودعم الانتقال السياسي وفقاً لبيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم (1212) و(2254)”.
وطالب البيان في ختامه، “الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية بالتمعّن تجاه التزاماتهم بالاتفاقية والنظر حول إمكانية إحال الملف السوري إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو تشكيل كيان قضائي يضمن محاكمة الأشخاص المتورطين بنقل وحيازة وتصنيع واستخدام أسلحة الدمار الشامل”.
من جهتها، قالت فرق “الدفاع المدني السوري” أو ما تعرف بـ(الخوذ البيضاء): “قبل تسع سنوات، ناموا ليلتهم الأخيرة للأبد، كانوا على موعد مع أكبر مجزرة بالسلاح الكمياوي ارتكبها نظام الأسد، ليلة ليست كغيرها من الليالي، الأنفاس فيها سمٍ قاتل، تزاحمت الأرواح على أبواب السماء، وبكى الموت قهراً، عبثاً يحاول المجرمون نزعها من الذاكرة”.
وتابعت الفرق: “استيقظت الغوطة بذعر على ضجيج انقطاع الأنفاس، تعالت أصوات الصراخ الممزوجة برهبة الصمت، خلف أبواب المنازل، كان هناك من يصارع الموت وهناك من استسلم له وهناك من نام للأبد بهدوء”.
وأسفرت هجمات النظام الكيميائية في سورية عن مقتل حوالي 3 آلاف و423 سوريّاً، وأكثر من 13 ألفاً و947 من الإصابات.
واستخدم النظام، بحسب مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية، 262 مرةً السلاح الكميائي على مدار 8 سنوات.
=============================
عنب بلدي :“رابطة ضحايا الأسلحة الكيماوية”.. بناء الأدلة لتحقيق العدالة
صالح ملص
عنب بلدي- صالح ملص
في 22 من آب عام 2013، بعد يوم واحد من استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد أهالي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، أصدرت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا” بيانًا صحفيًا طالبت فيه بالتحقيق بهذه الجريمة، التي تسببت باختناق أكثر من ألف فرد من أهالي المنطقة، تمهيدًا لمحاسبة الضالعين بارتكابها.
ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، تستمر المطالب الحقوقية بمناهضة إنكار حقيقة هذه المجزرة، والعمل على توثيق الأدلة لتشكيل مسؤولية جنائية مباشرة ضد أشخاص أشرفوا على الهجوم الكيماوي أو شاركوا بتنفيذه، لبناء شكاوى قضائية بحقهم، وتقديمهم إلى العدالة.
نحو عمل ممنهج
في ذكرى المجزرة عام 2021، أنشأت مجموعة من الضحايا وذوي الضحايا والناجين من جرائم الهجمات الكيماوية “رابطة ضحايا الأسلحة الكيماوية” لمحاسبة القيادات الأمنية والعسكرية في النظام السوري على ارتكاب تلك الهجمات، التي بلغت حتى تاريخ إعداد هذا التقرير 222 هجومًا موثقًا لدى “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وبحسب ما قاله نائب رئيس الرابطة، ثائر حجازي، لعنب بلدي، فإن “الرابطة مرخصة في فرنسا، نعمل منذ تشرين الأول 2020 على جمع وتوثيق والتحقيق بالمعلومات المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا”.
بعد عام كامل من تأسيسها، تحاول الرابطة حاليًا “بناء استراتيجية كاملة لمحاسبة النظام على جرائم الكيماوي، مع ضبط سقف التوقعات، خصوصًا لدى أعضاء الرابطة وضحايا تلك الجرائم”، وفق حجازي.
تحديات حقيقية
أوضح حجازي أن ملف مجزرة الكيماوي في 21 من آب 2013 ليس بالأمر السهل، “نواجه معوقات بجمع الأدلة لتحديد المسؤولية، وعدم إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية، وحماية القانون السوري رؤساء الأفرع الأمنية وإعطائهم الحصانة ضد أي شكوى قضائية”.
إثبات المسؤولية الجنائية التي يتحملها الضالعون في الهجوم الكيماوي في 21 من آب، يتطلّب من الادعاء العام في أي محاكمة بشأن هذه القضية تقديم أدلة قوية على أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والقيادات العسكرية التابعة له، قد قصدوا بالتحديد القضاء على أهالي الغوطة الشرقية من المدنيين.
وكونها جريمة جماعية، سيلزم تقديم أدلة من أماكن متعددة للجريمة، ومن شأن هذه العوامل أن تطرح تحديًا أمام أعضاء الرابطة.
كذلك، يمتلك عناصر الأمن السوريون حصانة قانونية استنادًا إلى مراسيم تشكيل الأفرع الأمنية، وفقًا للمادة رقم “16” من قانون “استحداث إدارة أمن الدولة”، الصادر بالمرسوم التشريعي رقم “14” تاريخ لعام 1969.
يتبيّن من هذه المادة أن عناصر الأجهزة الأمنية محميون من الملاحقة القضائية في حال ارتكابهم جرائم تعذيب، وهم على رأس عملهم، رغم أن القانون يصفها بـ”الجرائم”.
مشاركة برفع شكاوى
في 2 من آذار 2021، قدمت مجموعة من الناجين من الهجمات الكيماوية في سوريا و”المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” (SCM) بدعم من “مبادرة عدالة” و”مبادرة الأرشيف السوري”، شكوى لفتح تحقيق جنائي في فرنسا حول هجمات الأسلحة الكيماوية في سوريا ومحاربة الإفلات من العقاب.
كانت تلك المجموعة من الناجين هي ضمن أعضاء الرابطة، “منهم من فقد جميع أفراد عائلته بسبب الهجمات الكيماوية. أعضاء الرابطة هم من مختلف المناطق السورية، متوزعون بعدد من البلدان خارج سوريا، عددهم حاليًا 18 شخصًا، وسينضم إلى الفريق أعضاء آخرون قريبًا من داخل سوريا”، وفق ما قاله حجازي.
بناء أدلة موثقة
تعتمد الرابطة في جمع الأدلة المرتبطة بالهجمات الكيماوية بالأساس على إفادات الشهود من الضحايا الذين انضموا إلى الرابطة، وجمع الصور والمقاطع المسجلة من قبلهم في وقت ارتكاب الهجوم والآثار المترتبة عليه من حيث أسباب الوفاة والأضرار الصحية نتيجة الاختناق بالغاز السام.
كما توجد مشاركة وتعاون حقوقي بين الرابطة وعدة منظمات سورية معنية لإعداد ملف متكامل عن جميع الهجمات الكيماوية في سوريا، وتوثيق أي شيء من شأنه توفير المعلومات حول تلك الهجمات، بحيث يثبت كل دليل من الأدلة حقيقة ما، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا العمل بمنزلة المادة الأولية التي يستخدمها القضاة خلال مساعيهم الهادفة إلى التثبت من الحقيقة.
وتعد عملية توثيق مجزرة 21 من آب جهدًا مركبًا ومعقدًا، يهدف إلى تعزيز سردية الضحايا بشأن الهجوم، لذلك يجب أن تكون المعلومات مباشرة، ومفصلة، ومتكاملة، ومترابطة، ومدعومة بالأدلة، تمهيدًا لمساءلة ومحاسبة الضالعين وإنصاف الضحايا.
=============================
الجزيرة مباشر :“لا تخنقوا الحقيقة”.. الخوذ البيضاء تدعو لإحياء ذكرى مجزرة كيميائي الغوطة السورية
دعا الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى المشاركة في فعالية “إشعال شموع” عبر وسائل التواصل غدًا الأحد تحت وسم (#لا_تخنقوا_الحقيقة)، لتكريم ضحايا الهجمات الكيميائية على غوطة دمشق التي راح ضحيتها مئات من المدنيين بينهم أطفال.
وقال بيان للمنظمة “في الذكرى التاسعة لمجزرة الغوطة بالأسلحة الكيماوية التي ارتكبها نظام بشار الأسد باستخدام غاز السارين السام في 21 أغسطس/آب 2013 -التي راح ضحيتها أكثر من ألف مدني- نريد تكريم وإحياء ذكرى ضحايا هجوم الغوطة وجميع ضحايا الهجمات الكيماوية حول العالم”.
وأكد البيان أن ذلك سيكون بمثابة نشر رسالة تضامن مع أسر الضحايا وتذكير العالم بهذه الجريمة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد، ليس ضد الضحايا فحسب بل ضد الإنسانية جمعاء.
وقال البيان “ستكون الشمعة وسيلة لتذكر وتكريم وإحياء ذكرى الضحايا، كما أن الشمعة هي رمز لتسليط الضوء على الحقيقة حتى لا تترك هذه الفظائع في الظلام وهي رسالة بأننا يجب ألا ننسى هذه الجرائم المروعة وحتى لا تتكرر مرة أخرى في المستقبل”.
مجزرة الغوطة
وأطلقت قوات النظام السوري في 21 من أغسطس/آب عام 2013، صواريخ محملة بغازات سامة على عدد من بلدات الغوطتين “الشرقية والغربية” بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل نحو 1500 مدني بينهم أطفال عقب استنشاقهم الغازات السامة وإصابة المئات بحالات اختناق.
وعانى الناجون من المجزرة من احمرار وحكة في العينين، وغياب عن الوعي وحالات اختناق وتشنجات عضلية وأعراض أخرى.
واتهم الائتلاف السوري المعارض، نظام بشار الأسد بارتكاب المجزرة، وبحسب تقرير للائتلاف فإن قوات النظام كانت متمركزة داخل اللواء 155 بالقلمون- حيث أطلقت في الساعة 2:31 من صباح 21 أغسطس/آب 2013، 16 صاروخا من نوع أرض أرض محملة بغازات سامة يرجح أنها من نوع “السارين”.
وقال تقرير المعارضة إن الصواريخ سقطت في مدن بالغوطتين أبرزها زملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين بالغوطة الشرقية، ومدينة المعضمية بالغوطة الغربية.
من جانبه نفى النظام السوري وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية، متهما المعارضة بالمسؤولية عنه، وقالت الحكومة السورية إنها عثرت على أسلحة كيميائية في أنفاق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في ضاحية جوبر.
لكن محققين أمميين قالوا إن الأسلحة الكيميائية التي استعملت في منطقة الغوطة، خرجت من مخازن جيش النظام السوري، وأكدت (هيومن رايتس) أن لديها أدلة على أن قوات النظام السوري وراء مجزرة الغوطة.
ولم يحمل تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة الذي صدر في 16 من سبتمبر/ أيلول 2013 مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف، واكتفى بوصف الهجوم بأنه جريمة خطيرة يجب تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.
وتتميز الصواريخ التي تحمل رؤوسا كيميائية -المستعملة في الهجوم- بأنها لا تحدث صوتا بعد انفجارها، ولا تخلف أضرارا في المباني، بل تخنق الأنفاس وتدمر الأعصاب.
=============================
سوريا تي في :كيماوي الأسد.. 9 سنين بلا محاسبة
هذا ما حصل في مثل هذا اليوم 21/آب 2013 بحق المدنيين عندما قرر نظام الأسد قتل السوريين خنقاً باستخدام السلاح الكيماوي (غاز السارين) في غوطة دمشق مستهدفاً مناطق (جوبر - زملكا - معضمية الشام - عربين - عين ترما - كفر بطنا).
في ذلك التاريخ وعند الساعة 02:30 بعد منتصف الليل في يوم الأربعاء حصلت أكبـــر مجزرة في سوريا على يد نظام الأسد. إنه الهجوم الأكبر، ليس على مستوى سوريا، بل العالم كله منذ دخول اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية حيز التنفيذ في 29 نيسان 1997.
مشاهد مروعة عششت في الذاكرة منذ تسع سنين لأطفال في شهقاتهم الأخيرة ودموع آباء عاجزين عن فعل أي شيء، تلك الطفلة التي تنادي بتعجب: "أنا عايشة؟..أنا عايشة!"، ذلك الأب الذي يشجع ولده على الحياة وهو يقول له: "بابا قوم، قوم بابا قوم" وولده يختنق بين يديه. كهذه القصة وتلك، هناك أكثر من 1400 قصة أخرى، وهو عدد الشهداء الذين قضوا في تلك المجزرة بغاز السارين السام.
عوّل السوريون بعد المجزرة على وعد أوباما لكنه اكتفى بإبرام اتفاق مع روسيا لنزع السلاح الكيماوي من نظام الأسد
جريمة توازي جريمة الخنق؛ هو ردة فعل المجتمع الدولي الباردة تجاه مجزرة فريدة. حينها، غابت الخطوط الحمراء بعد تهديد ووعيد للنظام بتوجيه ضربة عسكرية له. عوّل السوريون بعد المجزرة على وعد أوباما لكنه اكتفى بإبرام اتفاق مع روسيا لنزع السلاح الكيماوي من نظام الأسد، ووجد النظام في ذلك رخصة في قتل الشعب السوري بما شاء من براميل وصواريخ، لكن بدون كيماوي! ومع ذلك لم يلتزم نظام الأسد بالاتفاق وشن هجمات كيماوية أخرى لاحقاً.
مجزرة الكيماوي التي شكّلت جحيماً للسوريين، لم يتفاعل معها مجلس الأمن الدولي بغير الإدانة بعد 26 يوماً على مضيّها، وإقرار سحب السلاح الكيماوي من نظام الأسد عبر القرار 2118، من دون أي إجراء عقابي رادع على جريمته المرتكبة أو التي قد ترتكب لاحقاً.
غياب الرادع الفعال والتعامل الهش مع ملف استثنائي في الأهمية مثل الكيماوي سمح لنظام الأسد أن يكرر الجريمة وهو مطمئن، حيث استخدم النظام بعد تلك المجزرة السلاح الكيماوي 184 مرة حتى عام (2022) على الرغم من تصديقه حينها على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى وقوع مزيد من الضحايا الأبرياء في مناطق مختلفة في سوريا، بحسب مصادر حقوقية.
عقب الخذلان الدولي للشعب المخنوق والمذبوح والمقصوف، تغيرت نظرة السوريين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المنصات الدولية، إذ إن تعامل المجتمع الدولي تجاه مآسي السوريين، عكس أنه ثمة خلل ما، لم تستطع أن تخلص شعباً طالب بالحرية والكرامة من نظام قاتل سفاح مجرم على الرغم من وجود آلاف الدلائل والوثائق التي تثبت جرائمه، وإذا انتفى وجود ذلك الخلل فليس هناك مبرر لترك السوريين سوى أن المجتمع الدولي يريد بقاء نظام الأسد في حكم سوريا من دون النظر إلى ما يترتب على بقائه من فناء شعب قتلاً وتهجيراً واعتقالاً، غير مكترثين بأرواح الملايين.
تدور عجلة السنوات على مجازر تاريخية، في حين يبقى مرتكبوها (بشار الأسد وأعوانه) في حكم سوريا، على كرسي عماده جماجم السوريين
المجتمع الدولي مطالب بترك المماطلة القاتلة التي تتسبب بتعميق المأساة، وتحمل مسؤولياته في محاسبة نظام الأسد على جرائمه المتعددة إنصافاً لشهداء سوريا وللشعب الذي يعيش مأساة إنسانية فريدة بسبب هذا النظام، كما أن التحرك الفعال ضمن جدول زمني يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا؛ هو ضرورة وأولوية.
تدور عجلة السنوات على مجازر تاريخية، في حين يبقى مرتكبوها (بشار الأسد وأعوانه) في حكم سوريا، على كرسي عماده جماجم السوريين، لا لذنب ارتكبوه، فقط لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة وخرجوا إلى الشوارع منادين: "الشعب يريد إسقاط النظام"، بيد أن هذه السنوات الطويلة مع الإجرام والقتل والاعتقال والتعذيب والتهجير لم تغير من مطالب السوريين الأحرار، ليكرروا بعد أكثر من أحد عشر عاماً: "الشعب يريد إسقاط النظام".
=============================
الائتلاف الوطني ميديا نيوز :9 سنوات على مجزرة الغوطة.. سوريون يرفضون خنق الحقيقة
يُحيي السوريون اليوم الأحد الذكرى التاسعة للمجزرة الأكثر وحشية التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق أبناء بلدات الغوطة الشرقية لدمشق في عام 2013، حين استخدم غاز السارين السام، ما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص خنقاً.
ودعا أهالي الغوطة الشرقية المهجرون إلى الشمال السوري، إلى المشاركة في وقفة تضامنية لإحياء ذكرى المجزرة، وذلك عند الساعة السادسة والنصف مساء اليوم الأحد عند حديقة المشتل داخل مدينة إدلب شمال غربي سورية.
كما دعا ناشطون إلى وقفات في مقر جامعة حلب الحرة في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، وفي حي زمزم بمدينة الباب شمال شرقي حلب، وساحة الشهداء في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
بدوره دعا الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) للمشاركة في فعالية “إشعال شموع” ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتكريم ضحايا الهجمات الكيميائية في غوطة دمشق وسورية والعالم. وقال في بيان: “نريد تكريم وإحياء ذكرى ضحايا هجوم الغوطة وجميع ضحايا الهجمات الكيماوية حول العالم، ونشر رسالة تضامن مع أسر هؤلاء الضحايا. يجب أن نذكر العالم بهذه الجريمة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد ليس ضد الضحايا فحسب بل ضد الإنسانية جمعاء”.
وأشار إلى أن “الشمعة وسيلة لتذكر وتكريم وإحياء ذكرى هؤلاء الضحايا حتى لا تُنسى ذكراهم”، مضيفا: “الشمعة هي رمز لتسليط الضوء على الحقيقة حتى لا تترك هذه الفظائع في الظلام، هي رسالة بأننا يجب ألا ننسى هذه الجرائم المروعة وحتى لا تتكرر مرة أخرى في المستقبل.
بموازاة ذلك، صنّف “مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية” مجزرة الغوطة الشرقية كـ “كواحدة من أفظع الجرائم رُعباً والتي ارتكبت بحق المدنيين في سورية”، مضيفا في بيان: “رغم مرور تسع سنوات على هذه المجزرة إلا أن مشاهد الموت خنقاً مازالت راسخةً في أذهان السوريين وذوي الضحايا”.
وأشار إلى أن “تهاون المجتمع الدولي في التعاطي مع هذه المجزرة وتجاهل محاسبة مرتكبيها، كان السبب في تشجيع النظام السوري على تطوير الأسلحة الكيميائية واستخدامها لـ 262 مرة على مدار ثماني سنوات في مناطق أخرى مما تسبب بسقوط 3423 ضحية و13 ألفا و947 إصابة.
وطالب مدير المركز نضال شيخاني في حديث مع “العربي الجديد” الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية بـ “التمعن تجاه التزاماتهم بالاتفاقية والنظر حول إمكانية إحالة الملف السوري الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو تشكيل كيان قضائي يضمن محاكمة الأشخاص المتورطين بنقل وتصنيع وحيازة واستخدام أسلحة الدمار الشامل”.
وفي السياق، أشار رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، سالم المسلط، في كلمة له بذكرى المجزرة إلى أنه “نتيجة التعاطي الدولي الضعيف والمسُتغرب تجاه مجزرة الأسد الكيماوية، أعاد هذا النظام مجازره في مختلف المحافظات السورية، مستخدماً أسلحة تدميرية محرمة دولياً على رؤوس مدنيين عزّل”.
وفي بيان له، وصف “الائتلاف الوطني” ما جرى في غوطة دمشق فجر الواحد والعشرين من أغسطس/ آب من عام 2013 بـ “أقسى مجازر نظام الأسد في سورية، التي ارتكبها بالسلاح الكيماوي (غاز السارين) ضد المدنيين”. وقال إن “غياب الرادع الدولي والمحاسبة عن هذه المجزرة الوحشية، وإقرار سحب سلاح الجريمة خلال قرار مجلس الأمن 2118 بدلاً من عقاب المجرم، فتح الباب أمام النظام الإرهابي لاستخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وعشرات الأسلحة التدميرية على امتداد السنوات السابقة”.
وفجر 21 أغسطس/ آب 2013، ارتكب النظام واحدة من أكثر مجازره وحشية منذ بدء الثورة وحتى اللحظة، حيث قتل بالغازات السامة أكثر من 1400 شخص في بلدات غوطة دمشق الشرقية، التي كانت خارج سيطرة النظام ومحاصرة من كل الاتجاهات.
وتجاوز النظام السوري بذلك الخطوط الحمراء التي كانت وضعتها الإدارة الأميركية، إلا أن روسيا أبرمت بسرعة كبيرة صفقة مع الولايات المتحدة الأميركية يسلّم بموجبها نظام الأسد كل سلاحه الكيميائي، مقابل تفادي الضربة المحتملة التي لوّحت بها واشنطن.
وفي أيلول/ سبتمبر من عام 2013 صدر القرار الدولي 2118 والذي نص على ألا يقوم النظام بـ “استخدام أسلحة كيميائية أو استحداثها أو إنتاجها أو حيازتها بأي طريقة أخرى أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو بنقل الأسلحة الكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى دول أخرى أو جهات من غير الدول”.
كما نص على التعجيل بـ “تفكيك برنامج النظام للأسلحة الكيميائية وإخضاعه لتحقق صارم”، وبذلك طويت صفحة واحدة من أكبر المجازر وحشية في الشرق الأوسط، والتي تلتها مجازر أخرى بأسلحة محرمة دوليا اقترفها النظام بحق السوريين منها مجزرة جرت في الغوطة الشرقية في إبريل/ نيسان من عام 2018. ووفق تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان، قُتل في المجزرة 1144 شخصاً اختناقاً بينهم 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة (الأرقام طبقاً للضحايا الموثقين بالأسماء لدى الشبكة)، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
=============================
الحرة :فرنسا و"مجزرة التضامن".. "خطوة للأمام" تفتح الباب أمام 3 خيارات
ضياء عودة - إسطنبول
16 أغسطس 2022
اتخذت فرنسا، قبل أيام، خطوة هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي حيال ملف "مجزرة حي التضامن" في سوريا، والتي تم الكشف عنها قبل 4 أشهر، من خلال تحقيق نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، موثقةً بالتفاصيل جريمة حرب نفذها عنصر في مخابرات النظام السوري، قبل ثماني سنوات، بحق العشرات من المدنيين العزل.
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الفرنسية، يوم السبت، قالت إنها أحالت إلى "مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب"، وثائق تتعلق بـ"المجزرة"، للتحقيق فيها.
وأضافت أن هذه الوثائق تحمل صورا وتسجيلات مصوّرة للمجزرة التي ارتكبتها القوات الموالية للنظام السوري في حي التضامن بدمشق عام 2013، فيما تعد نتيجة "جهد طويل للعديد من الأشخاص المدافعين عن حقوق الإنسان"، وفق ما ذكره البيان.
وأشارت الخارجية إلى أن هذه الجريمة يمكن أن تكون من "أخطر الجرائم الدولية وجرائم الحرب"، وأن فرنسا "تواصل العمل من أجل ضمان عدم إفلات مرتكبي جرائم الحرب بحق الشعب السوري".
"بلسان وصورة المنفّذ"
ورغم أن "مجزرة التضامن" ليست الأولى من نوعها في سوريا التي يرتكبها عناصر وضباط في قوات النظام السوري، إلا أن الآلية التي كُشفت فيها أثبتت ضلوع المؤسسة الأمنية التابعة للنظام السوري في قتل مدنيين عزل بأسلوب "الإعدام الميداني".
ووثق تحقيق المجزرة الذي نشر، في شهر أبريل الماضي، وأعده الباحثان أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور، العاملان في "مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية" في جامعة أمستردام الجريمة بالفيديو وباسم مرتكبها وصورته، ليذهب بعيدا وعلى مدى سنوات ليلتقي فيه افتراضيا وجها لوجه، ويسحبا جزءا من تفاصيل ما فعله بلسانه وباعترافاته.
وحسب ما أورد التحقيق فإن المنفذ الرئيسي للمجزرة في التضامن هو العنصر في مخابرات النظام "أمجد يوسف"، والذي كان يشغل بعد عام 2011 منصب صف ضابط "محقق" في فرع المنطقة أو الفرع 227، وهو فرع تابع للأمن العسكري "شعبة المخابرات العسكرية".
وكان تسجيلٌ مصور قد أظهر كيف كان "يوسف" يقتاد مع شخص آخر أناسا معصوبي العينين ومكبلي اليدين إلى شفا حفرة، ومن ثم يدفعهم إليها ويطلق النيران على رؤوسهم وأجسادهم.
"خطوة للأمام"
ويعتبر التحرك الفرنسي حيال ملف "المجزرة" الأول من نوعه على المستوى الدولي، فيما يصفه حقوقيون سوريون بأنه "خطوة للأمام"، من شأنها أن تفتح باب التحرك باتجاه "المحاسبة"، من خلال 3 خيارات.
وسرعان ما أصدر النظام السوري بيانا، يوم الاثنين، علّق بموجبه على ما أعلنته الخارجية الفرنسية، فيما كان البيان أول رد من جانبه على التحقيق الذي كشف "المجزرة" بتفاصيلها الدقيقة، في شهر أبريل.
وقال مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين بحكومة النظام السوري، إن المقطع المسرّب "مفبرك ومجهول المصدر، ويفتقد لأدنى درجات الصدقية"، في إشارة إلى التسجيل الذي أظهر الضابط "يوسف" وهو يقوم بإعدام المدنيين، ومن ثم دفعهم داخل "الحفرة".
واعتبر المصدر، بحسب بيان نشرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن تصرف فرنسا "لم يكن مستغربا، باستخدام المواد المكررة التي تعتبر من أكثر الأدوات تضليلا والتي استُخدمت في العدوان على سوريا".
وأضاف "المصدر" أن الحكومة الفرنسية "تتحمّل مسؤولية سفك الدم السوري من خلال انخراطها في دعمها اللامحدود للإرهاب في سوريا، وعليه تستوجب المساءلة السياسية والقانونية".
علي الجاسم، وهو باحث مختص في الجماعات شبه العسكرية، تحدث عن "خصوصية تتعلق بالتحرك الفرنسي بشأن ملف مجزرة التضامن".
وترتبط هذه الخصوصية بأن "الأشخاص الذين عملوا على تهريب المواد الخاصة بالكشف عنها تم منحهم اللجوء في فرنسا، والحماية أيضا".
ويقول الجاسم لموقع "الحرة": "هذا مؤشر مهم جدا، ويشي بأنه يوجد ميول ورغبة فرنسية لبناء ملف ما"، لكنه يضيف مستدركا: "لست متفائل بشكل شخصي بوجود إنصاف للثورة أو للقضية السورية بشكل عام. قد يتم استغلال هذا الملف كورقة ضغط سياسي".
وتعمل الدول الأوروبية أو المجتمع الدولي ككل على "مراكمة الملفات" بخصوص انتهاكات النظام السوري والجرائم التي نفذها، خلال السنوات الماضية، فيما تمتلك هذه الدول "أدلة دامغة" على تورطه، بالاعتماد على أدلة كثيرة.
وفي يوم 22 من شهر أغسطس الحالي سينشر تقرير، حسب الباحث في مجلة "نيو لاينز" في ذكرى الهجمات الكيماوية التي نفذها النظام السوري في سوريا، موضحا: "سيكون تقريرا إضافيا وقويا، وسيضم تشريحا للهيكلية والتراتبية في سلسلة الأوامر المتورطة في استخدام السلاح الكيماوي".
وبخصوص ملف "التضامن" يشير الجاسم إلى أن "الفرنسين فقط من عرضوا على فريق العمل أنهم مستعدين لاتخاذ خطوة إلى الأمام، بتحويل ملف المجزرة إلى الادعاء العام"، مع العلم أن خطواتهم كان تسير سابقا بالشراكة مع الهولنديين والألمان.
والنقطة التي تميّز ملف "مجزرة التضامن" أن تحتوي "أدلة دامغة" على تورط المؤسسات الأمنية في النظام السوري، وليس على مستوى الأفراد فقط.
"هناك هيكلية واضحة على مستوى الأوامر. من الفرع 227 إلى شعبة الأمن العسكري، وصولا إلى مكتب الأمن القومي التابع للقصر الجمهوري. هذه التراتبية لا تضع أي مجال للشك".
ويوضح الجاسم: "الخصوصية في ملف التضامن وحيثياتها هي إدانة المؤسسات وليس الأفراد. إذا تم تحريك القضية بهذا الاتجاه ستكون رابحة. أما إذا تم التحرك على مستوى الأفراد، لن تأتي بأي جديد".
3 خيارات
وتتّبع الجهات الحقوقية في سوريا والأخرى التي تعمل على نطاق دولي آليات عدة لتوثيق الانتهاكات أو الكشف عنها، وإثبات الأطراف الضالعة بها.
وكان لـ"المصدر السري" أو كما يعرفه حقوقيون بـ"كنز المعلومات" دورا كبيرا في توثيق سلسلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها النظام السوري.
وذلك ما تقمصته أولا شخصية "قيصر" الضابط السوري المنشق الذي سرب آلاف الصور لجثث معتقلين في سجون نظام الأسد.
وبخصوص "مجزرة التضامن" فقد انعكس ذات المشهد على العنصر الذي صدم بتسجيل "مجزرة التضامن" على إحدى الحواسيب التابعة لفرع المخابرات العسكرية، ما دفعه لسحبه وتسريبه إلى أيدي نشطاء في أوروبا.
ويعتبر مدير منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، بسام الأحمد أن "الموقف الفرنسي ضد أفراد النظام السوري في الوقت الحالي مهم جدا"، مستعرضا 3 خيارات للتحرك الذي قد تقدم عليها باريس.
أولى هذه الخيارات أن تتخذ فرنسا ذات الطريقة التي عملت عليها هولندا في وقت سابق.
وفي سبتمبر 2020 أعلنت هولندا أنها أبلغت النظام السوري نيتها محاسبَته على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان لا سيما التعذيب، بموجب "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
وردّ النظام، حينها، بالقول إن لا حقّ لهولندا في التعاطي مع ملفات حقوق الإنسان لديها، وأن ذلك الإجراء "قفز فوق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وهذه المذكرة الهولندية التي انضمت إليها كندا في 2021، وصفتها "هيومان رايتس ووتش" مؤخرا بأنها خطوة مهمة قد تفضي إلى مقاضاة النظام في "محكمة العدل الدولية".
ويوضح الأحمد لموقع "الحرة": "هولندا كانت مصدّقة على اتفاقية مناهضة التعذيب، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا. القانون الدولي يسمح أن تطلب إحدى الدول من الثانية بضرورة الالتزام بالاتفاقية والامتناع عن التعذيب، والتحرك على أساس ذلك".
وعلى الرغم من أن ما سبق إحدى الخيارات المرجّحة، إلا أن الحقوقي السوري، يرى ذلك مستبعدا، وكذلك الأمر بالنسبة للخيار الثاني، الذي تنحصر حدوده ضمن ما يسمى بـ"الولاية القضائية خارج الحدود الفرنسية".
وسبق وأن فتحت باريس قضية ضد جميل حسن وعلي مملوك، وهما مسؤولان أمنيان كبيران في النظام السوري، "القضية كانت ترتبط بشكل أساسي بوجود مواطنين سوريين فرنسيين قضوا في أقبية المخابرات السورية".
ويتابع الأحمد: "هذه الخيار سيكون ضعيفا أيضا في الوقت الحالي، بسبب الاحتمالية الضعيفة لوجود فرنسيين سوريين كضحايا في مجزرة التضامن".
"التحقيقات الهيكلية"
في غضون ذلك يرجح الحقوقي بسام الأحمد أن يكون التحرك الفرنسي بشأن "ملف مجزرة التضامن" ضمن الخطوات التي تعمل عليها الدول ضمن ما يسمى بـ"آلية التحقيقات الهيكلية".
ويميل الحقوقي السوري إلى أن "الفرنسيين والألمان الذين يعملون على هذا النوع من التحقيقات سيتحركون حسب مبدأ الولاية القضائية العالمية، والتي تخولهم العمل بسبب وجود جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ويقول الأحمد: "التحرك سيكون على هذا الأساس. وهو ممكن بسبب وجود ضحايا في أوروبا. ومنتهكين قد يتم العمل على جمع المعلومات الخاصة بهم".
بدوره يؤكد الباحث علي الجاسم أن الخيار المتعلق باتباع الفرنسين للخطوة الهولندية سيكون مستبعدا، وكذلك الأمر بالنسبة للتجربة الألمانية، والمتمثلة بـ"الولاية القضائية العالمية"، والتي حوكم من خلالها الضابط أنور رسلان، كما فتحت قضايا أخرى، ضمن سياقها.
ويقول الجاسم: "هناك معضلة تتعلق بأن الولاية العالمية تتطلب وجود مرتكب الجريمة على أرض الدولة التي تريد محاكمته، ولو كان الجرم مرتكبا خارج حدود الدولة أو ضد شخص ليس من رعاياها".
"هذه الجزئية ليست متوفرة بمجزرة التضامن. المرتكب للمجزرة غير موجود. على أي أساس ستطلب الحكومة الفرنسية إحضار أمجد يوسف؟ لا يمكن لأن هذا الأمر في عقلية المجتمع الدولي انتهاك للسيادة".
ويبقى الخيار الوحيد وهو "التحرك الفرنسي ضد المؤسسة الأمنية التابعة للنظام السوري"، ووفق الجاسم: "إن لم يكن كذلك فلن يعدو كونه بيان".
وعلاوة على ذلك، يرى الباحث السوري أن أهمية هذا النوع من التحرك، والذي يرافقه النشاط الخاص بالباحثين والأكاديميين والمشتغلين بالرأي العام له أثر أكبر بـ"منع التحرك أو النزعة أو الميول الغربية باتجاه فتح قنوات مع النظام السوري".
"هكذا نوع من التحركات مهمة جدا، لأنها تمنع التعويم السياسي للنظام، وإعادة إلى الحظيرة الدولية".
ويقول الجاسم: "ما يتم العمل عليها يصل إلى نتيجة أنه لا يمكن للنظام السوري أن يعود إلى ما قبل 2011، وهو الأمر الذي ينعكس بمواضيع اللجوء والتعاون والعودة الطوعية، وإعادة فتح السفارات والقنصليات".
وهناك نتيجة أخرى هو "بناء رأي عام ضد النظام بأنه لا يمكن إعادة قبوله وتأهيله، وأن العدالة ورغم أنها تأخرت كثيرا، إلا أن الثابت الوحيد هو إبقاء المزاج العام كرافض لأي تطبيع".
=============================
ستيب نيوز :المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا يوجه رسالة لذوي ضحايا الغوطة
يصادف، اليوم الأحد، الذكرى التاسعة لمجزرة الغوطة التي نفذها النظام السوري بالسلاح الكيماوي (غاز السارين) في الغوطتين الشرقية والغربية بضواحي العاصمة دمشق التي كانت خارجة عن سيطرته بتاريخ 21 أغسطس/آب 2013، والتي راح ضحيتها 1500 شخص معظمهم من الأطفال، وأصيب الآلاف بحالات اختناق.
وعليه، أصدر مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا بياناً قال فيه: “يصادف الواحد والعشرين من آب الجاري الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الغوطة الشرقية التي صُنفت كواحدة من أفظع الجرائم رعباً، والتي ارتكبت بحق المدنيين في سوريا”.
وأضاف البيان: “ورغم مرور تسع سنوات على هذه المجزرة إلا أن مشاهد الموت خنقاً مازالت راسخةً في أذهان السوريين وذوي الضحايا”.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية أحمد الأحمد في تصريح لوكالة ستيب الإخبارية: “أود أن أؤكد لذوي ضحايا الأسلحة الكيميائية عموماً ولأهالي الغوطة الشرقية خصوصاً بأننا في مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية كنا ومازلنا مستمرون في الدفاع عن حقوقكم، ونسعى بكل ما نملك من قوة للضغط على المجتمع الدولي للدفع في اتجاه محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وسوقهم للعدالة”.
وتابع: “هناك بالتأكيد مساعٍ لمعاقبة الجناة. لكن هذه المساعي تتقدم للأسف ببطء ولا ترتقي لحجم هذه الجرائم. فهناك عدة دعاوى قضائية تم فتحها للبحث في جرائم الأسلحة الكيميائية لكن لم تُفض إلى أي شيء حتى الآن”.
الأحمد تابع: “أما على الصعيد الدولي فإن الملف مازال يحظى بأهمية كبيرة خصوصاً لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي حققت فرقها الدولية في العديد من الهجمات وحملت النظام السوري مسؤولية أغلبها، ومازالت هذه الفرق مستمرة في التحقيق من هجمات عديدة لم يُحقق بها سابقاً”.
وختم كلامه: “قد نشهد قريباً صدور تقارير جديدة عن المنظمة تخص بعض الهجمات التي ارتكبت في سوريا ولم يُبت بها حتى يومنا هذا”.
=============================
ارام نيوز :9 نقابات لقادة الفصائل: سقوطكم سيكون قبل سقوط النظام في هذه الحالة
19 اغسطس 2022، 06:33 م
حمّلت تسع نقابات سورية، قادة فصائل الثورة، المسؤولية عن كل قطرة دم تسقط في المناطق المحررة، وذلك بعد ساعات من ارتكاب نظام الأسد وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مجزرة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، راح ضحيتها 15 شخصاً.
وجاء ذلك في بيان مشترك، صادر عن نقابة أطباء حلب، ونقابة الصيادلة الأحرار، ونقابة المعلمين السوريين الأحرار، ونقابة المهندسين السوريين الأحرار، واتحاد المقاولين السوريين للإنشاءات، ونقابة الأكاديميين السوريين الأحرار، ونقابة التمريض والفنيين والإداريين المركزية، ونقابة الاقتصاديين الأحرار، ونقابة المحامين الأحرار في سوريا.
وقالت النقابات في بيانها، إنه في "ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد الإرهابي بحق أطفالنا بالغوطة الشرقية، استفاقت اليوم مدينة الباب على وقع مجزرة دامية بحق أهلنا المدنيين العزل والتي كان ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والرجال بين شهيد وجريح".
وأضافت أن "مجازر نظام أسد وقسد والمحتل الروسي ما زالت تتوالى على محررنا لأنها لم تجد قوة تردعها ولا مدافع عن الشعب المكلوم بسبب تشرذم الفصائل التي أخذت على عاتقها حماية الثورة".
وتابعت: "إننا في النقابات العلمية والمهنية الحرة في سوريا نحمل نظام الأسد ومشغليه والمجتمع الدولي كافة المسؤوليات القانونية عن ذلك، كما نحمل قادة فصائل الثورة السورية المسؤولية عن كل قطرة دم تسقط في المحرر".
وطالبت النقابات، قادة الفصائل بتحمل "مسؤولياتهم تجاه الشعب الذي لم يعد يطيق هوانهم وتخاذلهم في حمايته والدفاع عن الثورة، وإن لم يكونوا اليوم قوة واحدة في الدفاع عن الثورة فإن سقوطهم سيكون قبل سقوط الأسد"، حسب البيان.
وأكدت أن "الرد الحقيقي على هذه المجازر يكون بتحرير الأرض من إجرام نظام الأسد، والصمت والسكوت يعني التبعية والاستسلام بشكل واضح وصريح لكل مؤامرات الخيانة التي تحاك للشعب السوري".
يذكر أن الدفاع المدني السوري، أعلن عن ارتفاع حصيلة المجزرة في مدينة الباب إلى 15 قتيلاً منهم 5 أطفال، وأكثر من 30 مصاباً بينهم 11 طفلاً على الأقل، مضيفاً أن حصيلة القتلى والمصابين غير نهائية
=============================
الحرية اولا :مجزرة الغوطة: كيف قايضت أميركا دماء الضحايا بسلاح الأسد الكيماوي
د. وسام الدين العكلة
يعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة حرب، بموجب بروتوكول جنيف، واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعامي 1925 و1997 على التوالي، بالإضافة إلى ذلك هناك وجهة نظر دولية مشتركة مفادها أنه بموجب قواعد القانون الدولي العرفي، فإن أي استخدام لسلاح كيميائي في نزاع مسلح يعد عملاً محظوراً. إلى جانب أن استخدام الغازات الخانقة أو السامة في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية هو جريمة تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، لأنه انتهاك خطير للقوانين والأعراف السارية، وعزز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الحظر الذي فرضته اتفاقية الأسلحة الكيميائية، بالقرار 1540 لعام 2004، الذي دعا جميع الدول إلى اعتماد تشريعات وطنية لمنع ومعاقبة الأفعال المحظورة بموجب هذه الاتفاقية.
وبالرغم من توثيق الخبراء المختصين أكثر من 300 هجوم بالأسلحة الكيميائية شنّها النظام السوري، إلا أنه لا يزال خارج نطاق المساءلة الجنائية بسبب التجاذبات السياسية بين الأطراف الفاعلة في الملف السوري خاصة ملف استخدام السلاح الكيميائي رغم العديد من المبادرات الدولية التي قادتها الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وفي هذا الصدد يقول أليكس ويتينغ أستاذ القانون في جامعة هارفرد والمتخصص في قضايا الملاحقة الجنائية الدولية “يبدو أن المساءلة ليست للجميع، ففي 15 شباط/فبراير 2011، بعد اندلاع الاضطرابات في ليبيا، بدأت حكومة معمر القذافي حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين المدنيين، وبعد 11 يوماً فقط، تبنى مجلس الأمن القرار 1970، المتضمن إحالة الوضع في ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفي غضون أشهر، اتهمت المحكمة الجنائية القذافي وابنه ورئيس مخابراته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”. وبالرغم من الأدلة الكثيرة التي أكدت وقوف النظام السوري وراء العديد من الهجمات الكيميائية، إلا أن مجلس الأمن أُصيب بالشلل ولم يكن قادراً على اتخاذ أية خطوات باتجاه محاسبة الأشخاص المسؤولين عن هذه الهجمات ويرجع السبب في ذلك إلى انقسام الأطراف داخل المجلس إضافة إلى المصالح الجيوسياسية المختلفة في سوريا.
في ليلة 21 آب/أغسطس 2013، وفي تحد واضح وصارخ للمجتمع الدولي وللمعاهدات والأعراف الدولية شن نظام بشار الأسد هجمات واسعة النطاق على منطقتي الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق مستخدماً غاز السارين، ما أدى إلى حدوث مجزرة راح ضحيتها نحو 1500 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأكدت التحليلات اللاحقة للعينات الطبية الحيوية والبيئية التي أجرتها مختبرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ونتائج التقرير الذي قدمته بعثة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في 13 أيلول/سبتمبر 2013 أن صواريخ أرض – أرض تحمل شحنة من غاز السارين سقطت وانفجرت في عدة مناطق من ريف دمشق. لم يكن حينها من صلاحيات البعثة تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات، لكن المعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الغربية بما فيها وكالة المخابرات المركزية الأميركية وصور الأقمار الصناعية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك تورط النظام السوري بهذه الهجمات. وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد حذر في أيلول/سبتمبر 2012 من أن استخدام السلاح الكيميائي في الصراع الدائر في سوريا سيكون “خطاً أحمر” قد يدفع إدارته إلى تغيير حساباتها تجاه الأزمة في سورية.
مع ذلك وأمام تصاعد الإدانات الدولية لمجزرة الغوطة بدا وكأن الولايات المتحدة بدأت تحضّر للتدخل العسكري في سوريا من خلال توجيه ضربات جوية ضد قوات النظام السوري، وأدلى الرئيس أوباما في 29 آب/أغسطس 2013 ببيان قال فيه “إنه سيسعى للحصول على إذن لاستخدام القوة من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية محدودة في سوريا، وإنه يؤيد اتخاذ إجراءات محدودة لردع المزيد من استخدام الأسلحة الكيميائية والتمسك بالمعايير الدولية”، كما صوّت مجلس العموم البريطاني ضد دعم العمل العسكري في سوريا.
في هذه الأثناء كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في التاسع من أيلول/سبتمبر 2013 عن اقتراح روسي يوافق النظام السوري بموجبه على وضع أسلحته الكيميائية تحت السيطرة الدولية وتفكيكها مقابل عدول الولايات المتحدة عن توجيه ضربات عسكرية ضده ورداً على ذلك قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري “إذا قام نظام الأسد بتسليم جميع أسلحته الكيميائية إلى المجتمع الدولي دون تأخير، فيمكن تجنب توجيه ضربة عسكرية”. كما طلب أوباما، من الكونغرس تأجيل التصويت على استخدام القوة بينما يتم اتباع المسار الدبلوماسي الذي اقترحه الروس في مجلس الأمن الدولي. في هذه الأثناء أرسلت وزارة خارجية النظام رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تفيد بموافقته على انضمام سوريا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والامتثال لأحكامها قبل دخولها حيز التنفيذ.
في الرابع عشر من أيلول/سبتمبر 2013 توصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف إلى اتفاق بشأن خطة تفصيلية لحصر الأسلحة الكيميائية السورية وتفتيشها ومراقبتها وإزالتها. وتطالب الخطة النظام السوري بتقديم إعلان كامل عن مخزونه من الأسلحة الكيميائية في غضون أسبوع، وتتيح وصول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى جميع مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا. كما تدعو الخطة مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إكمال عمليات التفتيش الأولية بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وتدعو إلى تدمير كامل مخزون الأسلحة الكيميائية والعوامل الكيميائية بحلول النصف الأول من عام 2014. وقد حصلت الولايات المتحدة وروسيا على موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الخطة، كما تم التصديق عليها بالقرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي حذر النظام السوري في حالة عدم الامتثال لأحكامه، بما في ذلك نقل الأسلحة الكيميائية دون إذن أو استخدامها، فسيتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وبناء على هذا الصفقة وصل فريق مشترك من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومسؤولي الأمم المتحدة إلى سوريا في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2013 لبدء تدمير مخزونات ومنشآت الأسلحة الكيماوية في البلاد. كما ساهمت عدد من الدول في هذه العملية، وقدمت الكثير من الموارد والأفراد والمركبات وملايين الدولارات، كما أرسلت واشنطن حاويات شحن بحري وأجهزة تعقب ومركبات مدرعة للمفتشين ومعدات لإزالة التلوث وسفينة شحن مجهزة بأنظمة لمعالجة الكيماويات السامة، وتم نقل المواد الكيميائية السورية بواسطة سفينتين إحداهما نرويجية والأخرى دنماركية من ميناء اللاذقية إلى ميناء “جويا تورو” الإيطالي، وهناك تم نقلها إلى السفينة الحربية الأمريكية “كيب راي” المسؤولة عن تدمير هذه الترسانة في البحر. وفي 30 أيلول/سبتمبر 2014 أعلن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون انتهاء المهمة بتدمير 600 طن متري من العوامل الكيميائية، معرباً عن امتنانه العميق للمنسقة الخاصة للبعثة التي أشرفت على تدمير ترسانة النظام الكيميائية، سيغريد كاغ، ولجميع موظفي الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأشار إلى أن البعثة نجحت في تنفيذ عملها في ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية
هكذا انشغل المجتمع الدولي بتدمير ترسانة النظام الكيميائية، وتجاهل حقوق الضحايا الذين سقطوا في مجزرة الغوطة دون أن يتم التطرق في الصفقة الأميركية – الروسية إلى تعويضهم أو جبر الضرر الذي لحق بهم وذويهم ومحاسبة المسؤولين الذين نفذوا هذه المذبحة، ما شجع النظام على معاودة استخدام الأسلحة الكيميائية في عدة هجمات لاحقة بالرغم من إعلان الأمم المتحدة عن تدمير ترسانته الكيميائية بالكامل نهاية عام 2014.
مع ذلك يبدو أن هناك بارقة أمل تلوح في الأفق لمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن هذه المجزرة، إذ قدمت ثلاث منظمات حقوقية دولية شكوى أمام القضاء الفرنسي والألماني والسويدي بشكل متزامن لملاحقة بشار الأسد وشقيقه ماهر وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين رفيعي المستوى الذين يشتبه بتورطهم في هذه الجريمة، وتعتمد الشكوى على آلاف الأدلة ومقاطع الفيديو وشهادات الشهود، ومن المتوقع البدء بالتحقيقات خلال الفترة المقبلة بناء على مبدأ الولاية القضائية العالمية.
أخيراً، يمكن القول إن الصفقة الأميركية – الروسية كانت كارثية بكل معنى الكلمة، وإنها أغرت النظام وحلفاءه على مواصلة الحرب ضد الشعب السوري وأهالي الغوطة بشكل خاص ضاربين بكل المعاهدات وقواعد القانون الدولي عرض الحائط، كما هجّروهم لاحقاً بالكامل بعد حصار شديد استمر عدة سنوات. وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا الانحناء لتضحيات أهالي الغوطة والتأكيد على حقهم بالعودة إلى غوطتهم التي هجرهم منها عنوة نظام بشار الأسد وميليشياته الطائفية.
=============================
جسر :في ذكرى مجزرة الغوطة.. “الائتلاف”: المجتمع الدولي خذل السوريين
في أغسطس 21, 2022
جسر – متابعات
قال “الائتلاف الوطني” في بيان بمناسبة مرور تسع سنوات على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في غوطة دمشق، إن المجتمع الدولي، هو المسؤول عن استمرار المأساة في سوريا وخذلان السوريين.
وفي بيان نشره عبر معرفاته، قال الائتلاف: “يصادف اليوم ذكرى أقسى مجازر نظام الأسد في سوريا، التي ارتكبها بالسلاح الكيماوي (غاز السارين) ضد المدنيين في غوطة دمشق في 21 آب سنة 2013، وقتل أكثر من 1400 إنسان خنقاً، كما يصادف أيضاً ذكرى اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم الذي أُقرّ عام 2017”.
=============================
الائتلاف الوطني يطلق حملة “تسع سنين بلا محاسبة” بمناسبة ذكرى مجزرة الكيماوي ويطالب بمحاسبة الأسد
أطلق الائتلاف الوطني السوري حملة إعلامية بعنوان”تسع سنين بلا محاسبة” للمطالبة بمحاسبة نظام الأسد على استخدامه للسلاح الكيماوي في غوطة دمشق بتاريخ الحادي والعشرين من شهر آب سنة 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص كثير منهم أطفال ونساء.
وجاءت الحملة في الذكرى التاسعة للمجزرة تحت وسم #9سنين_بلامحاسبة، وتعمل على التذكير بالمجزرة وضحاياها، وجرائم نظام الأسد البشعة بحق المدنيين في سورية، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة، ولا سيما أن نتائج لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، في تقريرها الصادر في شباط 2021، أكدت مسؤولية نظام الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوي 32 مرة في مناطق مختلفة.
وتؤكد الحملة على مواصلة الائتلاف الوطني في مطالبة المجتمع الدولي باستمرار عزل نظام الأسد ومنع أي محاولة للتطبيع معه أو إعادة إنتاجه، وتطالب بتحقيق الانتقال السياسي الكامل وفق القرارات الدولية وفي مقدمتها بيان جنيف والقراران 2118 و 2254.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري
=============================
الوكالة السورية للأنباء :كلمة رئيس الائتلاف الوطني السوري في ذكرى مجزرة الكيماوي بغوطة دمشق
كلمة رئيس الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق:
شعبنا السوري الحر في سورية الحبيبة وخارجها،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمرّ بعد غدٍ ذكرى قاسية على قلوب السوريين، إذ قصف نظام الأسد منذ تسع سنين وفي الحادي والعشرين من شهر آب عام ألفين وثلاثة عشر، بلداتٍ من غوطتي دمشق بالسلاح الكيماوي، مستخدماً غاز السارين السام ضد الأهالي، ليقتل أكثر من 1400 ألف وأربعمئة شخص خنقاً، في واحدة من أكبر الجرائم عبر التاريخ الحديث.
إن شهقات الأطفال الأخيرة قبل أن يقضوا خنقاً لم تلق آذاناً مصغية لدى صناع القرار في هذا العالم، الذي سمح لهذه المنظومة الإجرامية أن تستمر في حكم سورية، بعد أحد عشر عاماً من ارتكابها المجازر بحق الشعب السوري.
ونتيجة التعاطي الدولي الضعيف والمسُتغرب تجاه مجزرة الأسد الكيماوية، أعاد هذا النظام مجازره في مختلف المحافظات السورية، مستخدماً أسلحة تدميرية محرمة دولياً على رؤوس مدنيين عزّل، لنصل إلى يومنا هذا وما يزال نظامُ الأسد وحلفاؤه وميليشيات إرهابه يفتكون بالشعب السوري، قتلاً وحصاراً وتدميراً.
يأبى هذا النظام المجرم أن تمر علينا ذكرى المجزرة إلا بارتكاب مجزرة جديدة، فصباح هذا اليوم وجّه النظام المجرم نيران حقده وغيظه على أهلنا في الباب بريف حلب؛ ليقصف منازل المدنيين وأسواقهم ويسيّل دماءهم الزكية، في الوقت الذي يمنع فيه مياه الشرب عن هذه المدينة ويعمد إلى جعلها مدينة عطشى.
لقد عمّق جراحَ السوريين تجاهلُ المجتمع الدولي لهم في عدم محاسبة نظام الأسد، الذي خرق القرار ألفين ومئة وثمانية عشر، واستخدم السلاح الكيماوي عدة مرات، ولم تُفعّل المحاسبة حتى الآن؛ على الرغم من إثبات لجنة التحقيق الدولية المستقلة مسؤولية نظام الأسد عن الهجمات الكيماوية.
اللجنة ذاتها أثبتت مسؤولية النظام المجرم عن اثنتين وثلاثين جريمة حرب نفذها بالأسلحة الكيماوية، وهذا ما يوجب تحركاً دولياً تحت البند السابع بحسب المادة الواحدة والعشرين من القرار المذكور.
نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه المتعددة، إنصافاً لشهداء سورية ،وللشعب الذي يعيش مأساة إنسانية فريدة بسبب هذا النظام، كما نطالب بالتحرك الفعال ضمن جدول زمني يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن ألفين ومئتين وأربعة وخمسين، وتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وترك المماطلة القاتلة التي تتسبب بتعميق المأساة.
إن منهجَ نظام الأسد ومن خلفهِ إيران وروسيا مكشوفٌ لا لبس فيه، منهج دموي إجرامي قائم على القتل والإرهاب والاعتقال والتغييب، ورهان بعض الدول على تغيير سلوكه مضيعة للوقت، إذ تتكرر جرائمه وجرائم داعميه في أوكرانيا بصورة مماثلة.
نريد من يعالج بحق جراح السوريين لا من يغطيها دون علاج.
لا يمكن أن نذهب إلى ما لا نهاية دون نتيجة، ولا يمكن إلّا أن نكون مع صوت شعبنا الذي ما خفت يوماً، ولن يخفت عن المطالبة بحقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، سنكون دائماً صوت من لم تنكسر إرادتهم، سنكون دائماً صوت من صمد وكابر على جرحه ومعاناته، ولن نذهب إلا بالطريق الذي خطه هذا الشعب العظيم، بمئات آلاف الشهداء وملايين المُهجّرين وعشرات آلاف المعتقلين والمُغيبين.
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
الرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا والشفاء للمصابين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=============================
اخبار القارة الاوروبية :“كيماوي الأسد”.. سوريون في هولندا يذكرون العالم بـ “مجزرة الغوطة
أخبار القارة الأوروبية – هولندا
دعا نشطاء سوريون في هولندا لاحتجاجات قرب محطة روتردام لإحياء ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام “بشار الأسد” في الغوطة الشرقية التابعة لريف دمشق، وكذلك إحياء ذكرى جميع المناطق التي تعرضت لقصف كيماوي من النظام المجرم في سوريا.
وشدد النشطاء على ضرورة تسجيل حضور كل من كان ضد هذه الجرائم التي تعد من أبشع ما حدث في التاريخ، وذلك احتراما لدماء الشهداء.
وتقام المظاهرة يوم السبت 20 أغسطس من الساعة 16.00 حتى الساعة 18.00 على عنوان
وكان شهر يوليو الماضي قد شهدت احتجاجات في في مدينة هيرلن هولندا للتأكيد على ضرورة توقيف “الشبيحة” التابعين لنظام الأسد والميليشيات الطائفية ومحاسبتهم، بعد إلقاء فريق الجرائم الدولية في الشرطة الهولندية القبض على قيادي في ميليشيا لواء القدس وإحالته للتحقيق بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في السنوات السابقة بسوريا.
الاحتجاجات التي جرت في 10/ يوليو تموز/2022 أكدت على وجوب محاسبة الشبيحة بمناسبة أول عملية قبض على فرد منهم.
يذكر أن فريق الجرائم الدولية لدى الشرطة الهولندية قد ألقى القبض على المشتبه به (م.) فلسطيني – سوري “34” سنة في مدينة “كيركراده” (Kerkrade)  يوم الثلاثاء الماضي، وأحاله إلى قاضي التحقيق بتهم تتعلق بالاشتباه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في سوريا في السنوات الماضية.
ويأتي هذا بناء على الشكوى القانونية التي تقدم بها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، حيث تضمن ملف الشكوى مجموعة من الأدلة التي تثبت ارتكاب المشتبه به مجموعة من الانتهاكات التي ترتقي الى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية، من بينها خمس شهادات لشهود ثلاثة منهم  كانوا ضحايا مباشرين لجرائم المشتبه به .
=============================
بيننا :تسع سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية: “تراكمت الجثث على جرار البلدية
عقبة محمد – ليلى محرم
لا يتذكر عمار صابر الشهر الذي وصل فيه إلى إسبانيا ولا اليوم الذي اعتقلته فيه المخابرات الجوية السورية ولا مدة التعذيب الذي تعرض له. ترقص التواريخ في رأسه بسبب آثار سجنه المؤلم. لكنه يتذكر بوضوح كيف  قطع هدير سيارات الإسعاف في 21 أغسطس / آب 2013، الساعة الثانية وخمس دقائق صباحًا، الصمت المميز الذي كانت تشهده الشوارع المحاصرة في الغوطة الشرقية.
في منتصف ليلة 21 آب / أغسطس 2013، توفي حوالي 1300 شخص وفقًا للمعارضة السورية، بينهم رجال ونساء وأطفال، بسبب التأثيرات السمية العصبية لغاز السارين في الغوطة الشرقية، وهي منطقة تقع شرق دمشق وكانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة. على الرغم من وجود هجمات كيماوية أخرى قبل وبعد في سوريا، إلا أن هذه كانت الأكبر والأكثر دموية منذ عام 1988، عندما تعرّض حينها ما يقرب من 5000 كردي عراقي للاستهداف بالغازات السامة من قبل قوات صدام حسين في حلبجة.
صابر البالغ من العمر 36 عامًا ولديه حق اللجوء السياسي في إسبانيا منذ عام 2017، كان لا يزال يجهل ما الذي يحدث حينها، وعندما هرع للخروج من منزله، اكتشف أن سيارات الإسعاف كانت تنقل النساء اللواتي أُصيبنَ من دوما إلى مناطق أكثر أمنًا لعلاجهن وإبعادهن عن المناطق التي تم استهدافها بالغازات السامة.
حصار طويل
لم ينعم السكان المحليون في الغوطة الشرقية بطعم الراحة لمدة خمس سنوات من سيطرة قوات المعارضة المسلحة على الغوطة في أبريل 2013 حتى استعادتها من قبل قوات النظام وحليفتيها روسيا وإيران في أبريل 2018. أخضعت قوات الأسد سكانها للحرمان من الطعام كاستراتيجية عسكرية، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة، حيث قصفوا وحرقوا المحاصيل والمزارع. “كنا نأكل الأعشاب من الأرض”، يتذكر صابر تلك الأشهر من الحصار والجوع.
كما جاء في التقرير أغلقت قوات النظام السوري الطرق المؤدية للغوطة وصادرت بشكل منهجي الطعام والوقود والأدوية عند نقاط التفتيش. وفي مواجهة ندرة الموارد، طلبت فصائل المعارضة المسلّحة من الجيران الوصول إلى آبار المياه الخاصة بهم، من أجل صبها على وجوه الناجين وملابسهم.
أدت محدودية الإمدادات الطبية إلى زيادة تعقيد عمل العاملين في القطاع الصحي، الذين كانوا يواجهون كارثة غير مسبوقة في البلاد ولم يكن لديهم مواد كافية لرعاية عدد لا يحصى من الضحايا. حسب منظمة أطباء بلا حدود، فإن المستشفيات الثلاثة التي دعمتها المنظمة في المنطقة، استقبلت 3600 مصاب يعانون من أعراض تسمم عصبي في فترة تقل عن ثلاث ساعات فقط في صباح 21 آب / أغسطس، توفي منهم 355 شخص.
الرغوة/الزبد من الفم والأنف
وصول المصابين بكثرة أدى إلى انهيار النقطة الطبية غير المستقرة التي تم إنشاؤها للتعامل مع حالات الطوارئ. ذهب صابر إلى هناك، إدراكًا منه أنهم قد يحتاجون إلى مساعدته. “رأيت كيف تخرج الرغوة من فم طفل، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها تلك المادة البيضاء تخرج من فم وأنف الأطفال.”
كان الطفل مستلقيًا عاجزًا على الأرض ولا يمكنه التنفس. لم يكن هناك شيء يمكننا فعله سوى هز علبة سفن أب. (هل تصدق ذلك؟) كنا نلقي بعلبة سفن أب على وجه الصبي المختنق”. يهز رأسه وهو يضع عينيه على قصر الجعفرية في سرقسطة، جالسًا على المقعد حيث تجرى المقابلة معه، لكن بصره مشتت.
لن أنسى أبدًا تلك الرائحة التي كانت تنبعث من ملابس أولئك الذين تعرّضوا للغازات السامة. بقيت عيناي حمراء لمدة أسبوع كامل” يقول صابر مشيرًا إلى عينيه. تتفق هذه الأعراض مع الشهادات والصور التي جمعت لاحقًا من قبل فريق مراقبي الأمم المتحدة على الأرض ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش.
مراقبون على الأرض
بينما جرى تبادل الاتهامات بين حلفاء النظام وأنصار المعارضة، انتظر فريق مراقبي الأمم المتحدة الذين وصلوا البلاد قبل ثلاثة أيام للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية حتى 26 آب / أغسطس للحصول على إذن من النظام لدخول الغوطة وجمع العينات البيولوجية من الضحايا.
بعد أسابيع، قرر المراقبون أن الصواريخ قد استخدمت “بشكل لا لبس فيه” في الهجوم لنشر غاز السارين وأن 85% على الأقل من عينات الدم المأخوذة كانت إيجابية في اختبار الكشف في المختبر. لكنهم رفضوا تحديد من كان وراء الهجوم، بحجة أن “المجتمع الدولي يجب أن يكون مسؤولًا عن محاسبة المسؤولين”.
عائلات بأكملها لا تستيقظ
الناس الذين كانوا لا يزالوا مستيقظين كانوا قادرين على المقاومة، بينما أولئك الذين كانوا نائمين ظلوا نائمين”. يقول صابر وهو يرتجف. طالبت الفصائل العسكرية الشيوخ بإصدار فتوى (تصريح) لدخول المنازل والتأكد من أن أصحابها أحياء أو أموات. “أنا بشكل شخصي أعرف عائلة كانوا يعيشون جميعًا في مبنى واحد بالقرب من منطقة عربين. كان هناك 43 شخصًا من كبار السن والنساء والأطفال، أتذكر جيدًا (تم العثور عليهم ميتين)، حيث بقي منهم فقط طفل يبلغ من العمر ست سنوات”.
خلال الأسابيع المتوترة التي أعقبت الهجوم، اتخذ باراك أوباما قرارًا بمهاجمة أهداف عسكرية للنظام السوري لتجاوزه الخط الأحمر وهو استخدام الأسلحة الكيميائية. على الرغم من أن جميع وسائل الإعلام تنبأت بهجوم وشيك على ترسانات الأسد الكيماوية، إلا أن الوساطة الدبلوماسية الروسية حالت دون تدخل الولايات المتحدة مقابل تسليم الأسد ترساناته الكيماوية في منتصف عام 2014.
لم يقتصر الأمر على عدم محاسبة المسؤولين فحسب، بل تكررت الهجمات بالأسلحة الكيماوية في عام 2018 في مناطق أخرى من الغوطة الشرقية خلال حملة عسكرية كبيرة ضد فصائل المعارضة المسلحة نفذها النظام السوري وحلفاؤه، انتهت بموافقة المقاتلين على هدنة، وغادروا الغوطة الشرقية في حافلات خضراء توجهت إلى شمال البلاد لتبقى الغوطة تحت سيطرة النظام.
جثث مكدسة على جرار
بالنسبة لصابر، كان أسوأ شيء في ذلك اليوم هو تراكم الجثث. وأضاف أن “الهجوم الكيماوي خلّف عددّا كبيرًا من القتلى إذ كان النقل والدفن صعبًا للغاية”. يؤكد صابر أنهم استخدموا جرار البلدية المخصص لنقل النفايات. “تخيّل حوالي مائة جثة مكدسة فوق بعضها في القاطرة، مثل البطاطس، كان المشهد مؤلمًا”، يأسف مواصلًا النظر إلى جدران قصر الجعفرية.
في عام 2021، قدّم أقارب ضحايا الهجمات الكيماوية في عامي 2013 و 2017 شكوى جنائية إلى الشرطة السويدية، كما وجهت منظمات الضحايا الأخرى في ألمانيا وفرنسااتهامات أخرى ضد أعضاء في الحكومة السورية، بمن فيهم الرئيس بشار الأسد، والتحقيق لا يزال مفتوحًا.
يحلّ الظلام ويعود صابر إلى منزله عبر شوارع سرقسطة الضيقة. بعد أن نجا من الهجمات والحصار، اعتقل صابر من قبل المخابرات السورية، حيث سجن قرابة عام وتعرض للتعذيب ثم أطلقوا سراحه. سافر إلى الجزائر ومنها إلى المغرب. في عام 2017، دخل الأراضي الإسبانية بشكل غير نظامي من مليلية وحصل على حق اللجوء السياسي في إسبانيا، بسبب الانتهاكات التي تعرض لها في سوريا.
مرت تسع سنوات على هذه المجزرة الرهيبة، لكن الحرب في سوريا لم تنته بعد. لقي سبعة عشر مدني مصرعهم بالإضافة لأكثر من 30 جريحاً يوم الجمعة 19 آب، جراء هجوم صاروخي شنه النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية استهدف سوقاً في بلدة الباب بريف حلب شمالي سوريا. تتغير أساليب القتل، لكن المدنيين السوريين ما زالوا هم الضحية.
=============================
العربي : رائحة غريبة وموت بلا دماء.. مجزرة الغوطة دليل آخر على إجرام نظام الأسد
21 أغسطس 2022
 على مدى سنوات وقف العالم مذهولًا أمام جرائم النظام السوري، التي ارتكبها بحق العزّل. ولم يكن التنديد والوعيد كافيين لردعه عن ارتكاب المزيد.
وبينما يتكشف ما حاول نظام الأسد إخفاءه من المجازر، وآخره في حي التضامن وخرج إلى العلن بالصوت والصورة، لم تتأخر أخرى في الوصول إلى مرأى ومسمع العالم أجمع، ومن بينها مجزرة الغوطة، التي استخدم فيها النظام السلاح الكيماوي ضد الغوطتين الشرقية والغربية.
ارتُكبت المجزرة في 21 أغسطس/ آب 2013، بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى دمشق وعلى بعد أمتار من الفندق الذي نزلوا فيه. وأُهيل التراب بنتيجتها على مئات الضحايا بينهم عدد كبير من الأطفال.
السم الذي ألقاه النظام على السوريين
لم ينسَ من نجا من أهالي الغوطة الهجوم، الذي شنّه النظام السوري عليهم بغاز الأعصاب السارين، ولن يفعلوا.
بعض تفاصيل ذلك اليوم روتها أم عصام اللحام، في إطلالتها عبر وثائقي "كنت هناك" الذي بُث على شاشة العربي.
قالت إن صاروخًا نزل في الشارع انبعثت على أثره رائحة غريبة، وأنها علّقت حينها في حديثها مع أحد أبنائها بعبارة: "ما يكون كيماوي؟"، وأردفت بأنها لم تكمل كلمتها حتى شعرت باحتراق في عينيها، وسرعان ما أصبحت عاجزة عن الكلام.
وبينما استذكرت أصوات عويل من حولها ورش للمياه بالخراطيم، لفتت إلى أنها أُسعفت وأن آخرين وصلتها أنباء مقتلهم.
من جهته، أفاد نجلها عصام بأنه عمد فور سقوط الصواريخ إلى جمع إخوته وزوجته وأبنائه في غرفة واحدة، قبل أن يفقد الوعي. وأضاف أنه راح ينادي على كل واحد منهم عندما استعاد وعيه، فيما تولى أخوه أبو كامل البحث عن أفراد العائلة
يومها اشتُبه بأن ابنته بتول كانت من بين الضحايا، لكنها نجت وعادت إلى أحضانه.
أطفال آخرون لم تُكتب لهم النجاة. وأفاد الناشط الإعلامي محمد حمص بأن من قضوا كانوا من مختلف الأعمار، وبينهم أطفال.
روى أن المصابين لم تظهر على أجسادهم أي جروح ولم تخرج منها أي نقطة دم، لافتًا إلى أن الأطباء وقفوا حائرين أمام أعداد المصابين من يسعفون بينهم أولًا.
"كيف نغفر أو نسامح؟"
بدوره، أشار أبو زيد وكان أحد المسعفين، في إطلالة سابقة عبر "العربي" تحدث فيها عن مجزرة الغوطة، إلى أنه تلقى قرابة الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، خبر سقوط صواريخ غير معتادة على الغوطة وخروج الناس في حالة من الهلع إلى الشوارع يطلبون النجدة، بينما مات آخرون من دون وجود لأي شظايا.
ولفت إلى توجهه إلى الموقع ونقله المصابين الذين تراوحت حالهم بين من خرج الزبد من فمه، ومن كان مغمى عليه، ومن كان مصابًا بالدوار أو يرتجف.
وروى أنه شمّ فور وصوله رائحة غريبة وكريهة، وأن طبيبًا حضر إلى المكان أكد أن ما تعرّض له أهالي المنطقة هو "الكيماوي".
وفيما استذكر منظر الجثث في الطرقات والبيوت، قال إنهم كانوا بغالبيتهم من الأطفال والنساء، سائلًا: كيف نغفر أو نسامح؟
المنظر بالنسبة لغسان أبو طاهر، العامل في مقبرة شهداء حمورية، لا يُنسى أيضًا. قال إن أعدادًا "على مد النظر" من الضحايا كانوا ممددين أمواتًا.
واستعاد الرجل ما كان شاهدًا عليه من وداع أليم للأحبة، الذين قُتلوا في ذلك اليوم قبل مواراتهم تحت الثرى
مجزرة الغوطة.. ومزاعم تسليم الأسلحة
عقب وقوع مجزرة الغوطة التي استُخدم فيها السلاح الكيماوي، نفى النظام أن يكون هو من ارتكبها.
ومن ناحيتها، أكدت المعارضة أن ذاك صنيع النظام لإلحاق أبشع التهم فيها في حضور محققين دوليين، بعدما كان قد ذكر أنها تمتلك أسلحة كيماوية في أنفاق بمدينة جوبر.
لاحقًا، أكدت تحقيقات البعثة الأممية أن لا أثر لتلك الأسلحة في جوبر، وأفادت التقارير بأن سلاح الغوطة خرج من مخازن النظام السوري.
إلى ذلك، وجّه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تهديدًا مباشرًا للنظام السوري، واعتبر هجوم الغوطة تجاوزًا للخطوط الحمر.
وفيما حضّرت الإدارة الأميركية نفسها للحرب ضد النظام، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم توجيه ضربة لسوريا وإلقائها ما في يدها من سلاح كيماوي.
ويزعم النظام أنه سلّم مخزوناته من الأسلحة بموجب اتفاق أبرم عام 2013 مع الولايات المتحدة وروسيا.
لكنه ارتكب في ما بعد عشرات المجازر في المدن السورية، وتعدّدت الأسلحة التي استخدمها بين كيماوية وبراميل متفجرة وسلاح التجويع والحصار.
وبمرور أعوام على وقوع مجزرة الغوطة وجرائم أخرى ارتكبها النظام ضد السوريين العزّل، يعمد سوريون ومنظمات حقوقية إلى رفع دعاوى ضد مسؤولين في النظام ومن بينهم رئيسه بشار الأسد أمام المحاكم في الخارج، في مسعى لإنصاف سوريا وشعبها.
=============================
اخبار الان :ناج من مجزرة الكيماوي في الغوطة: تم دفن الناس وهم أحياء وفقدت جزءاً من نظري
21/08/2022 . 08:47
إدلب (أخبار الآن)
في الحادي والعشرين من أغسطس/ آب عام 2013، استيقظ سُكان بلدات منطقة الغوطة الشرقية، ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، في سوريا، على مجزة، عاشوا معها فيما بعد على مدار سنوات تسع بألم وعذاب، كلما تذكروا تفاصيلها.
"مجزرة الكيماوي"- كما تُسمى- ارتكبتها قوات النظام السوري -بينما هي تنفي- مستخدمةً غاز السارين أو غاز الأعصاب في حق السكان، فقُتل أكثر من 1400 شخص - حسب المعارضة- أغلبهم من النساء الأطفال، في الوقت الذي قالت فيه منظمة أطباء بلا حدود إن قرابة 3600 حالة نُقلت للمستشفيات.
بينما قال فضل عبدالغني رئيس الشبكة السورية إن كلا الرقمين غير صحيح، مشيرًا إلى أن عدد القتلى في الهجوم على الغوطة بلغ 1127 قتيلا 201 منهم من السيدات و107 من الأطفال.
بدموع غلبّتها "الحسرة والألم"، يتذكر مؤيد ريحاوي، والبالغ من العمر 40 سنة، وهو من سكان بلدة زملكا في الغوطة الشرقية، تفاصيل المجزرة، مؤكدًا أنه تم دفن بعض الشخصيات في مقابر جماعية، ظنًا أنهم فارقوا الحياة، بينما بعضهم عاد مرة أخرى إلى الحياة، وبعضهم "فضل ألا يعود".
وقال ريحاوي، وهو ناجٍ من مجزرة الكيماوي، في حوار خاص مع "أخبار الآن"، إنه كونه مسعفًا بأحد مشافي المنطقة، اتجه لمكان سقوط الصواريخ في عين ترما وبدأ في إسعافهم، مشيرًا إلى أنه لم يدرك حجم الخطورة حينها، ولم يكن متوقعًا استخدام هذه الكميات من الغازات السامة، التي أدت لاحقاً لإصابة الكادر الطبي، لعدم توفر الوسائل الوقائية كونها أول مجزرة تتعرض لها سوريا.
وأضاف أنه لم يكن يعلم إصابة جميع أفراد عائلته، لكنه بعدما استعاد وعيه وتقديم الإسعافات الأولية له، بدأ في البحث عن عائلته على مدار يومين في المراكز الطبية والمقابر الجماعية، حتى وجدهم بمركز طبي على أطراف مدينة زملكا.
مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.. 9 سنوات من الألم والعذاب
ريحاوي الذي تم تهجيره عام 2018 من الغوطة الشرقية، إلى إدلب حمّل معه ذكريات قاسية ومؤلمة كما وصفها، خاصة أنه شهد اختناق عائلات بأكملها وفارقت الحياة في منازلها.
وفي حواره مع "أخبار الآن" يقول الريحاوي: "فقدت جزءاً من نظري نتيجة تأثري بالكيماوي، وما زلت لهذا اليوم أعاني من بعض الأعراض الأخرى التي رافقتني بعد ذلك اليوم".
ويعمل حالياً الريحاوي بتمديد الكهرباء في منطقة دركوش غرب إدلب ليُعيل عائلته. ويطالب المجتمع الدولي بمحاسبة رأس النظام السوري على هذه الجريمة.
وفي تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، جاء فيه: "توصلت تحقيقاتنا إلى أن من المرجح أن هجمات 21 أغسطس/آب قد تمت بأسلحة كيماوية، باستخدام نظام صواريخ 330 ملم أرض أرض، يُرجح أن يكون إنتاجاً سوريا، ونظام صواريخ 140 ملم من الحقبة السوفيتية، وأن الصواريخ المذكورة استخدمت في توصيل غاز أعصاب. يظهر من الأدلة أن غاز الأعصاب المستخدم هو في الأغلب غاز سارين أو غاز أعصاب مماثل على درجة سلاح".
وأضاف التقرير: "قال طبيبان محليان لـ هيومن رايتس ووتش إن ضحايا الهجمات ظهرت عليهم جميعاً أعراض منها الاختناق، وضيق التنفس وعدم انتظامه، والتشنج اللاإرادي للعضلات، والغثيان، وتكون زبد على الفم، وسيلان السوائل من الأنف والعينين، والانتفاض والدوار وصعوبة الرؤية، واحمرار الأعين واحتقانها وضيق شديد في الحدقتين".
نفي الحكومة السورية
أنكرت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم، ولامت جماعات المعارضة لكن دون عرض أدلة تدعم مزاعمها.
وبناء على الأدلة المتوفرة، ترى المنظمات الدولية، ومنها "هيومن رايتس ووتش" أن القوات النظامية السورية تكاد وبشكل مؤكد تكون المسؤولة عن هجمات 21 أغسطس/آب، وأن غاز الأعصاب على درجة السلاح قد استخدم أثناء الهجوم بالاستعانة بنظم إطلاق صواريخ مصممة خصيصاً لاستيعاب غاز الأعصاب. إن نطاق الهجمتين والتنسيق الظاهر فيهما، ضد معاقل للمعارضة، ووجود مواقع إطلاق صواريخ محتملة تسيطر عليها الحكومة في مرمى الأهداف، ونسق الاستخدام المزعوم في الآونة الأخيرة في حالات أخرى للهجمات ضد معاقل للمعارضة باستخدام نظام صواريخ 330 ملم نفسه، والحيازة الموثقة لنظم صواريخ 140 ملم و330 ملم المصممة خصيصاً لإطلاق أسلحة كيمائية في ترسانة السلاح الحكومية؛ هي كلها دلائل تشير إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجمات.
وتقول هيومن رايتس ووتش إنها حققت في المزاعم الأخرى، بأن قوات المعارضة هي المسؤولة عن هجمات 21 أغسطس/آب، وتوصلت إلى أن هذه المزاعم تفتقر إلى المصداقية وأنها غير متسقة مع الأدلة التي تم العثور عليها في مسرح الأحداث. المزاعم بأن وفيات 21 أغسطس/آب سببها انفجار عرضي سببه سوء تعامل قوات المعارضة مع أسلحة كيماوية في حيازتها لا يتسق مع عدد الوفيات الكبير في موقعين المسافة بينهما 16 كيلومتراً، ومع توثيق هجمات الصواريخ بالمواقع المستهدفة ذلك الصباح، كما ورد في شهادات الشهود، ومع حجم الدمار الظاهر على الصواريخ نفسها، والحُفر المتخلفة في الأرض عن انفجارها لحظة الارتطام بالأرض.
ودعت المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني السوري إلى مسائلة جنائية لرأس النظام السوري، و تحقيق دولي، وهو المطلب الذي دعمته تركيا ودعت للتحقيق في استعمال أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين.
=============================
رسالة بوست :ناشطون يحييون ذكرى “مجزرة الكيماوي” بالغوطة الشرقية
فريق التحرير|
تحلّ اليوم الأحد، الذكرى التاسعة لمجزرة الغوطة التي نفذها نظام الأسد بالسلاح الكيماوي (غاز السارين) في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق التي كانت خارجة عن سيطرته بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2013.
وسجّلت المجزرة ارتقاء أرواح نحو 1500 شخص خنقاً معظمهم من الأطفال، وإصابة الآلاف بحالات اختناق وإغماء، ما تزال آثارها السلبية على صحة المصابين حتى الآن.
ويتزامن حلول الذكرى التاسعة للمجزرة التي مرت وسط تخاذل المجتمع الدولي وعجزه عن محاسبة الأسد، مع إعلان أطراف عربية إقليمية نيتها تطبيع علاقتها مع النظام، الذي أنكر أي مسؤولية عن ارتكاب المجزرة، إلا أن مصادر أممية كانت قد أكدت أن الغازات الكيماوية التي استعملت في منطقة الغوطة، مصدرها مخازن جيش النظام، وكذلك أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” امتلاكها أدلة على أن قوات النظام وراء مجزرة الغوطة.
ولم تكن هذه المجزرة الأولى في حرب النظام على السوريين، إذ عمد النظام إلى استخدام الأسلحة المحرمة في أكثر من منطقة سورية، كمجزرة خان شيخون في نيسان/ أبريل في 2017، ومجزرة اللطامنة في آذار/ مارس 2017.
في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، جاء فيه: “توصلت تحقيقاتنا إلى أن من المرجح أن هجمات 21 أغسطس/آب قد تمت بأسلحة كيماوية، باستخدام نظام صواريخ 330 ملم أرض أرض، يُرجح أن يكون إنتاجاً سوريًا، ونظام صواريخ 140 ملم من الحقبة السوفيتية، وأن الصواريخ المذكورة استخدمت في توصيل غاز أعصاب، يظهر من الأدلة أن غاز الأعصاب المستخدم هو في الأغلب غاز سارين أو غاز أعصاب مماثل على درجة سلاح”.
وأضاف التقرير: “قال طبيبان محليان لـ هيومن رايتس ووتش، إن ضحايا الهجمات ظهرت عليهم جميعاً أعراض منها الاختناق، وضيق التنفس وعدم انتظامه، والتشنج اللاإرادي للعضلات، والغثيان، وتكوّن زبد على الفم، وسيلان السوائل من الأنف والعينين، والانتفاض والدوار وصعوبة الرؤية، واحمرار الأعين واحتقانها وضيق شديد في الحدقتين”.
اقتصرت التحركات الدولية آنذاك على إصدار مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2118 الخاص بنزع السلاح الكيمياوي الذي بحوزة النظام، من دون أن يتم تحميل النظام المسؤولية.
يذكر ثائر حجازي، محامٍ سوري، شهادته عن استهداف زملكا وعين ترما بغاز السارين عبر فيسبوك، قائلاً:
أن تكون من الغوطة فهذا يعني أن تشحذ ذاكرتك كل يوم، لتظل متوقدة كأن الحدث كان بالأمس أو اليوم، فهي أمانة تحملها على كاهلك لأبنائك كي لاتنسى.. كي لاتسامح.
أن تعيش ضمن الغوطة تلك البقعة المحاصرة الصغيرة من قبل الأسد ونظامه، فهذا يعني أنك رأيت كل المآسي والمجازر المروعة التي ارتكبها الأسد، أن تكون في الغوطة في الحادي والعشرين من شهر أب من عام 2013 فهذا يعني أنك رأيت أطفالا اختنقوا بسارين الأسد ووضعوا في إحدى زوايا المشفى مازال هذا المشهد عالقا في ذاكرتي من مشفى الكهف في كفربطنا.
مضيفاً، في هذا اليوم صادفت كل الفظائع التي تشبه القيامة، رأيت طفلة ترتدي قميصا أحمر تنازع الموت هذا المشهد الذي لايمكنني نسيانه من مشفى دوما.
رأيت امرأة تبحث عن أطفالها بين عدد كبير من الضحايا الأطفال.. وكيف كانت تفتح الأكفان لترى وجوههم وهي تبكي بحرقة عليهم وتقول (هدول مو ولادي لكنهم والله متل ولادي) هذا ما لايمكنني نسيانه من مشفى عربين.رأيت طفلة قد نجت هي ووالدتها ووضعا على سريرين بجانب بعضهما لكن الطفلة أصيبت بصدمة نتيجة استنشاقها لغاز السارين مما أدى لفقدانها للذاكرة أدى لعدم تذكرها لأمها ورفضها الاقتراب منها وكانت تقول بصوت عالي (هي مو أمي) هذا المشهد لايمكنني نسيانه من مشفى سقبا.
في هذا اليوم رأيت تضامن الأهالي فيما بينهم وكيف كانوا يضحوا بأنفسهم ويدخلوا إلى زملكا وعين ترما لإسعاف من بقي على قيد الحياة هذا ما رأيته في مثل هذا اليوم .