الرئيسة \  ملفات المركز  \  في الذكرى الحادية عشر لانطلاقة الثورة السورية .. مظاهرات وتصريحات

في الذكرى الحادية عشر لانطلاقة الثورة السورية .. مظاهرات وتصريحات

16.03.2022
Admin


ملف مركز الشرق العربي 15/3/2022

عناوين الملف :
  1. فيديو:في الذكرى ال(١١) للثورة السورية المباركة..كلمة فضيلة الدكتور محمد حكمت وليد - المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
  2. راديو الكل :في الذكرى 11 لاطلاق الثورة الحكومة المؤقتة تؤكد مواصلة النضال
  3. مؤكدا على الثوابت الثورية، رئيس مجلس الوزراء يوجه كلمة بمناسبة الذكرى 11 لانطلاق للثورة السورية
  4. مدن شمال غربي سوريا تستعد لمظاهرات في ذكرى الثورة السورية | فيديو + صور
  5. مظاهرة مركزية في إدلب.. سوريون يحيون ذكرى الثورة الحادية عشرة | صور
  6. ارم نيوز :كيف أصبحت سوريا بعد أحد عشر عاماً من انطلاق الثورة؟
  7. نداء بوست :ما الذي ينقص الثورة السورية في ذكراها 11؟
  8. الاناضول :في الذكرى 11 لثورتهم.. لاجئو سوريا بالأردن قلقون من أزمة أوكرانيا (تقرير)
  9. بلدي نيوز :أبرز أحداث الأزمة الإنسانية في سوريا خلال 11 عاماً
  10. المرصد :خوفًا من خروج الأهالي بمظاهرات في ذكرى انطلاقة “الثورة السورية”.. النظام يدفع بتعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا
  11. المرصد :ينهم أكثر من 40500 طفل وامرأة.. المرصد السوري يوثق بالأسماء استشهاد نحو 161 ألف مدني منذ انطلاقة الثورة
  12. المرصد :عدسة المرصد_السوري ترصد مظاهرة خرج بها الأهالي في بلدة العزبة بريف ديرالزور الشمالي في الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية
  13. المرصد :11 عاماً على انطلاق الثورة السورية والقتل والتدمير والتهجير والتدخل الأجنبي متواصل.. والضحية دائماً أبناء الشعب السوري
  14. المرصد :إحياءًا لذكرى انطلاقة الثورة السورية.. آلاف السوريين يستعيدون أيامها الأولى بمظاهرات حاشدة تؤكد على ثوابت الثورة بإسقاط النظام
  15. السورية  نت :بيدرسون يخاطب السوريين في ذكرى الثورة: 2254 و”خطوة بخطوة
  16. العربي الجديد :11 عاماً على تفجر الثورة السورية... إحصائيات مرعبة
  17. العربي الجديد :11 عاماً على الثورة السورية: تثبيت نظام الأسد مقابل تفتيت البلاد
  18. العربي الجديد :الثورة السورية... 11 عاماً على "الصرخة الأولى"
  19. العربي الجديد :فوتوغرافيا المدن السورية: عالم يُحدّق بعينين مُغمضتين
  20. جسر :“بيدرسون” في ذكرى انطلاق الثورة: نواجه مأزقاً مستمراً والسوريون يحتاجون إلى الحل
  21. الجزيرة :الذكرى 11 للثورة السورية.. رغم استمرار المهددات النازحون يتمسكون بحلم العودة لديارهم
  22. الجزيرة :11 عاما على انطلاق الثورة.. تعرف على خريطة الهجرة والنزوح السوري
  23. اورينت :في ذكراها الـ 11.. الثورة السورية مقيدة بتآمر وفشل السياسيين وخذلان الفصائل العسكرية
  24. الخليج اونلاين :بين الأمس واليوم.. ما موقف دول الخليج بعد 11 عاماً على اندلاع الثورة السورية؟
  25. اورينت :رغم القبضة الأمنية المشددة.. كناكر تحيي ذكرى الثورة وترفع شعارات إسقاط الأسد والتسويات (صور)
  26. كردستان 24 :مجلس سوريا الديمقراطية: سلطة دمشق مسؤولة عن الكارثة الإنسانية في سوريا
  27. هاوار :حزب سوريا المستقبل: نناضل لإعادة الثورة السورية إلى مسارها الحقيقي- تم التحديث
  28. بلدي نيووز :في ذكرى الثورة الـ11.. مِنْ التهمة الأولى إلى إسقاط أول طائرة
  29. المدن :سوريا سجن الصحافة الكبير: 1421 انتهاكاً موثقاً منذ 2011
  30. الحرة :سوريا في 11 عاما.. كارثة مستمرة ترنو إلى "الفرصة الجديدة"
  31. اخبار الان :سوريا.. 11 عامًا على الثورة التي لم تكتمل
  32. المدن :"تحرير الشام تستثمر بالثورة السورية:من بدعة إلى يوم احتفالي
  33. جسر برس :تظاهرات حاشدة في إدلب إحياءً للذكرى الحادية عشر لانطلاق الثورة السورية
 
فيديو:في الذكرى ال(١١) للثورة السورية المباركة..كلمة فضيلة الدكتور محمد حكمت وليد - المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
https://youtu.be/FyzLZ749IP0
=============================
راديو الكل :في الذكرى 11 لاطلاق الثورة الحكومة المؤقتة تؤكد مواصلة النضال
أكدت الحكومة السورية المؤقتة مواصلة النضال الثوري حتى الخلاص من النظام المجرم وإطلاق سراح المعتقلين وعودة المهجرين وتأمين حياة كريمة لشعبنا في سورية حرة لجميع أبنائها في دولة القانون واحترام حقوق الإنسان.
وحيت الحكومة في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشر على انطلاق الثورة السورية المباركة “ثورة الياسمين” التي جمعت كل أطياف الشعب السوري وأعطت أجمل انطباع عن رقي وحضارة شعبنا في وجه أسوء نظام دموي عرفه التاريخ.
وقالت الحكومة في بيانها: لقد حمل المتظاهرون الورود، فقابلهم نظام الإجرام برصاص الحقد القاتل بدلاً من الاستجابة لمطالبهم المحقة، ولم يكتف بذلك بل استعان بشركائه في الإجرام من روسيا وإيران وغيرهما لتدمير البلاد وقتل وتهجير شعبٍ كان يحلم بغدٍ أفضل كغيره من شعوب الأرض.
وأضافت أنه قبل أحد عشر عاماً من الآن انطلقت أولى المظاهرات السلمية للشعب السوري لتعم بعد ذلك جميع أرجاء البلاد وترفع شعارات الحرية والكرامة وتنادي بوحدة الشعب بكل أطيافه في مواجهة الظلم والاستبداد.
وقالت.. أحد عشر عاماً وما زال شعبنا المناضل يقدم التضحيات العظيمة ويقارع أعتى قوى الشر والإجرام، بينما العالم مازال يشاهد تلك الفاجعة التي أصابت الشعب السوري غير آبه لبكاء الأطفال وأنين المعتقلين.
وأضافت: لقد استطاع شعبنا البطل مواصلة الثبات والصبر في وجه المصائب والنوائب التي ألمت به ولذلك فمحال أن تعرف الهزيمة طريقها إليه.
وحيت الحكومة في هذه الذكرى العظيمة شعبنا البطل ودعت بالرحمة لشهداء ثورتنا الذين جادوا بأرواحهم ليضيؤوا لنا الطريق نحو الحرية.
=============================
مؤكدا على الثوابت الثورية، رئيس مجلس الوزراء يوجه كلمة بمناسبة الذكرى 11 لانطلاق للثورة السورية
14 مارس، 20220105 أقل من دقيق
بعد مرور أحد عشر عاما على انطلاق الثورة السورية، ألقى رئيس حكومة الإنقاذ السورية المهندس “علي كده” كلمة مرئية وجهها إلى الأحرار في الشمال السوري وسائر المناطق داخل سورية وخارجها، وأكد من خلالها الإصرار على تحقيق أهداف الثورة، وأهمها القضاء على النظام المجرم وتوفير حياة كريمة للسوريين كافة.
https://www.youtube.com/watch?v=yKHSJ7KAFjk
=============================
مدن شمال غربي سوريا تستعد لمظاهرات في ذكرى الثورة السورية | فيديو + صور
تاريخ النشر: 15.03.2022 | 11:41 دمشق
إسطنبول - خاص
تستعد مدن شمال غربي سوريا في محافظتي حلب وإدلب، اليوم الثلاثاء، لمظاهرات دعت إليها فعاليات ثورية في ذكرى الثورة السورية الحادية عشرة.
وقال مراسل موقع تلفزيون سوريا إن الفعاليات الثورية في مدينة إدلب التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ بدأت بتحضيرات لمظاهرةٍ احتفالاً بذكرى الثورة السورية الحادية عشرة، في ساحة إبراهيم هنانو (السبع بحرات) وسط المدينة.
ورفع ناشطون أعلام الثورة السورية وسط ساحة التظاهر في مدينة إدلب ولافتات كتب على بعضها، "يلا إرحل يابشار"، و "لن نندم على الكرامة" وعبارات أخرى تؤكد استمرارية الثورة السورية.
كذلك، أصدر المجلس المحلي في مدينة اعزاز وريفها، بياناً يعتبر فيه يوم الثلاثاء، الخامس عشر من كل عام عطلة رسمية لجميع المؤسسات احتفالاً بذكرى الثورة وتحضيراً لمظاهرة للاحتفال بالذكرى الحادية عشرة.
وبحسب المراسل، تتحضر كلٌّ من مدن الباب وأخترين وعفرين بريف حلب لخروج مظاهرات خلال للاحتفال بذكرى الثورة السورية.
وانطلقت أولى صيحات الثورة السورية، في مدينة دمشق، في منتصف شهر آذار عام 2011 عند خروج مظاهرات في مدن سورية عدة مطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ، ثم مع الوقت ازداد سقف المطالب تدريجياً حتى وصل إلى إسقاط نظام بشار الأسد بالكامل، وبحلول شهر تموز من العام ذاته، تطورت مظاهر الاحتجاجات إلى اعتصامات مفتوحة في الميادين الكبرى ببعض المدن، إلا أنَّ هذه المظاهرات السلمية تعرضت للقمع على أيدي عناصر أجهزة أمن النظام السوري، ليستعين رأس النظام منتصف عام 2015 بحليفته روسيا وبدأت تدخلاً عسكرياً قتل على إثره آلاف من المدنيين وهجّر عشرات الآلاف من المحافظات السورية باتجاه الشمال السوري وخسرت الفصائل العسكرية مناطق عديدة إلى أن انحسر وجودها في مناطق بمحافظتي إدلب وحلب.
===========================
مظاهرة مركزية في إدلب.. سوريون يحيون ذكرى الثورة الحادية عشرة | صور
عز الدين زكور
إدلب - عز الدين زكور
حين توجّه عدنان الإمام، المهجّر من مدينة عندان شمالي حلب، صباحاً من منزله في مدينة الدانا، وتجمّع مع عدد واسع من أبناء مدينته المهجّرين عند مطعم "بيت الكرم"، حيث نقطة الانطلاق للمشاركة في "المظاهرة المركزية"، وضع المطالبة بـ"حقّ العودة" نصب عينيه.
وعلى الرغم من عمل "الإمام" في الحقل الإعلامي، قال بـ"حماس"، إنّ "مشاركته في المظاهرة بالدرجة الأولى كسوريّ، يريد أن يستغل هذه الذكرى الهامة للمطالبة بعودته كما باقي السوريين إلى مدنهم وقراهم التي هجّرهم النظام السوري وروسيا منها خلال سنوات الثورة".
واحتشد مئات السوريين، اليوم الثلاثاء، في ساحة "السبع بحرات" وسط مدينة إدلب، ضمن "مظاهرة مركزية" لإحياء ذكرى الثورة السورية الحادية عشرة، بمشاركة واسعة من الأهالي والمهجّرين، وقاطني المخيمات ونشطاء إعلاميين وفرق تطوعية وموظفين حكوميين وطلبة جامعيين ومدارس.
وجاءت المظاهرة، بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، توجّه السوريون على إثرها من كافة مناطق أرياف إدلب وحلب إلى مدينة إدلب منذ ساعات الصباح الأولى للمشاركة في المظاهرة لتجديد "روح الثورة" وإحياء ذكراها.
وعلى الطريق الدولية (باب الهوى ـ سرمدا)، كانت لافتاً أرتال المتظاهرين المتوجّهين إلى المدينة على طول الطريق، حيث علت أعلام الثورة السورية على المركبات والحافلات والدراجات النارية، وهو ما يعلّق عليه محدّثنا "الإمام": "هذه المشاهد تحيي الروح الثورية من جديد، رغم كل المآسي التي نعيشها".
مطالب وهتافات
ركّزت مطالب المتظاهرين السوريين في "المظاهرة المركزية"، على إسقاط النظام السوري وكافة رموزه ومحاسبته على الجرائم المرتكبة بحقّ الشعب السوري، وتخللتها هتافات عرفها السوريون منذ أيام الثورة الأولى من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام.. حرية حرية.. الله أكبر حرية" وغيرها.
كما طالب المتظاهرون الذين طغى عليهم التنوع الجغرافي، من مختلف المناطق السورية، بحقّ العودة إلى المناطق التي هجّروا منها قسراً، بشرط إسقاط النظام ورحيله وخروجه من جميع أراضيهم.
ورفع المتظاهرون علماً جديداً للثورة السورية على سارية ساحة "السبع بحرات"، وسط هتافات وأغانٍ ثورية شارك فيها جميع حاضري المظاهرة.
عبد العزيز عجيني وهو إداري في "جامعة إدلب"، يقول لموقع تلفزيون سوريا: "مشاركتي في المظاهرة اليوم، تعني إصراراً عمره 11 عاماً وما زال مستمراً رغم كل المصاعب ولن يستكين حتى تحقيق جميع مطالبنا في الحرية والكرامة".
ويشير "عجيني" إلى أنّ "المشاركة في المظاهرة دوافعها عديدة، أهمّها جرائم روسيا والنظام المستمرة بحق الشعب السوري، على مرأى العالم وهو كفيل وحده بأن نستمر كرمى لشهدائنا".
"رغم العاصفة"
طلال أبو علاء، وهو عضو لجنة تنظيمية لـ"المظاهرة المركزية"، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن "مظاهرة اليوم هي عرس ثوري بدأ التحضير له منذ 20 يوماً، إلا أنّ العاصفة الثلجية والهوائية التي شهدتها المنطقة، أعاقت العملية التنظيمية قليلاً وأخّرتها، لكن جميع التحضيرات كانت على أكمل وجه اليوم مع حفل إحياء ذكرى الثورة".
ويوضح "أبو علاء"، أنّ "جميع التجهيزات أشرفت عليها "اللجنة التنظيمية" التي كانت خليطاً واسعاً من مختلف الفعاليات والهيئات الثورية والنشطاء المستقلين، جمعهم تكاتفوا لإنجاح هذا العرس الثوري الذي أصبح مدعاة للفخر في ذكرى الثورة الحادية عشرة".
"شحن الهمم"
يعتبر محدثنا "الإمام" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "ذكرى الثورة تأتي في كل عام لشحن الهمم بعد ركودها، وتذكّرنا بهتافات الثورة الأولى التي نشتاق لها نحن أبناء الثورة على الدّوام، لأنها تعني لنا الكثير، والأهم أنها تعني لنا قضية وطن وشعب بأكمله".
ويضيف "الإمام" عن مشاركته في المظاهرة: "كنت حريصاً أن أشارك الدعوات للمظاهرة مع أبناء مدينتي على مجموعات التواصل، لنرتب نقطة انطلاق موحّدة للوصول إلى المظاهرة، لأن لنا مطالب محقّة منذ عام 2011 وما زلنا مصرّين عليها.. وتوالي الانكسارات لن يثني عزيمتنا عنها".
ويتطلع "الإمام" مع أبناء مدينته المشاركين في المظاهرة إلى العودة لمنازلهم التي هجرهم النظام منها، والتي لا يمكن أن تكون إلا برحيل النظام ومحاسبته.
يوسف حمادة وهو ناشط إعلامي، يشارك في تغطية المظاهرة المركزية، يقول: "منذ دخول شهر آذار وأنا أعدّ الأيام من أجل موعد الاحتفال بذكرى الثورة.. وجودي في هذه الساحة الكبيرة مع أسرتي الثورية يقصي وحشة الأيام التي نعيشها في باقي أيام السنة".
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "على الرغم من أنّ ذكرى انطلاقة الثورة، لم تحدد عطلة رسمية بعد، إلا أنها أغلى وأثمن من جميع المناسبات، لأنها غيّرت مسار سوريا، وكسرت حاجز الخوف والرعب"، مطالباً بتحديد تاريخ الثورة ليكون عيداً وطنياً رسمياً من مؤسسات الثورة.
وحين انطلاق الثورة لم يكن يتجاوز عمر يوسف الـ 10 سنوات، إلا أنه "فخور بمشاركته والتحاقه بركب الأحرار منذ أن وعي على أعظم ثورات العالم وأكثرها أحقّية" على حدّ وصفه، ويردف: "أنا كبرت وشبّيت على هتافات الأحرار وضرورة الثورة على الطغاة، لذلك أنا متعطش للنصر وهزيمة النظام المستبدّ".
=============================
ارم نيوز :كيف أصبحت سوريا بعد أحد عشر عاماً من انطلاق الثورة؟
15 مارس 2022، 12:50 م
ماذا بقي من الثورة السورية وماذا أنتجت بعد 11 عاماً على انطلاقتها، وهل نجحت في تحقيق ما أراده السوريون يوم تحدوا نظام بشار الأسد وخرجوا إلى الشوارع؟ تحضر هذه الأسئلة وغيرها في ذكرى انطلاقة الثورة اليوم، وسط أوضاع لم يكن يأملها ولا يتخيلها السوريون.
نظام الأسد الذي بقي في الحكم بدعم روسي إيراني، ينحو إلى مزيد من الإجرام مُسقطاً كل مساعي الحل السياسي، أما قوى الثورة والمعارضة فتنهي العام الحادي عشر للثورة بمزيد من التشظي، لتنقسم الجغرافية السورية بين أربع قوى متصارعة في ما بينها.أما المجتمع الدولي فيبدو متخلياً عن السوريين الذين ناصروا الثورة، والذين يعتبر الكثير منهم أنه تم إجهاض حلم الحرية الذي خرج لأجله الملايين منهم، وتم استبداله بسلطات أمر واقع، لتتحول البلاد إلى مناطق نفوذ بين أطراف لا تمت للثورة بصلة.
هذا الواقع يضع الثورة أمام تحدي البقاء في الذاكرة، كهدف لا يلغيه استبداد ولا مصالح سياسية أو عسكرية.
انسداد سياسي في سوريا
بعد تكريس روسيا وإيران بقاء بشار الأسد في سدة الحكم، يتعاطى هذا النظام مع الحل السياسي على أنه ترتيبات داخلية، معطّلاً مسارات التفاوض وفق قرارات الأمم المتحدة.
وتم اختصار قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالحل السياسي بلجنة دستورية لم تحقق أي تقدم حتى الآن، أما موسكو فتواصل عبر مسار أستانا قضم المزيد من مناطق المعارضة، وتسليمها للنظام، والتي كان آخرها ضم الجنوب السوري بأكمله لسلطة النظام أواخر العام الماضي.
وعلى الرغم من تحوير العملية السياسية في سوريا لتصبح مجرد إعادة هيكلة لنظام الأسد، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تبقى في خانة المتفرج على ذلك.
أما عربياً، فقد شهدت الشهور الماضية تحركاً من بعض الدول لا يزال قائماً حتى الآن، ويهدف إلى إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية.
على الأرض، لا تزال "هيئة تحرير الشام" التي تتحكّم بشمال غربي سوريا، معضلة لأي حل سياسي، فيما زادت الولايات المتحدة من دعمها لميليشيا قوات سورية الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على شرقي نهر الفرات، وذلك بعد عودة تنظيم "داعش" للنشاط وقيامه بعملية كبرى اقتحم خلالها سجن غويران في الحسكة أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
أما الحكومة السورية المؤقتة، التابعة للمعارضة، فلا تزال تدير "شكلياً" ريف حلب الشمالي وجزءاً من ريف الرقة الشمالي، وجزءاً من ريف الحسكة، وهي مناطق تسيطر عليها فعلياً فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.
جمود عسكري هش
على المستوى العسكري، أصبحت منطقة جبل الزاوية من أسخن خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة السورية من جهة، ومن جهة أخرى نظام الأسد والمليشيات المدعومة من روسيا مثل "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة".
وتشهد جبهة جبل الزاوية بشكلٍ شبه يومي إطلاق نار متبادل بين الفصائل وميليشيات النظام من خلال عمليات تسلل للميليشيات على مواقع فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من فصائل "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة".
وتمتد خطوط التماس مع ميليشيات الأسد من منطقة جبل التركمان على الحدود السورية - التركية شمال شرقي محافظة اللاذقية، مروراً بمنطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، إلى منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وصولاً إلى قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الغربي.
وجميع تلك المناطق تُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها). كما يوجد العديد من خطوط التماس الفاصلة بين ميليشيات الأسد وقوات "الجيش الوطني" السوري، سواءً في منطقة تادف بمحيط مدينة الباب شرق محافظة حلب، والواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، بالإضافة إلى خطوط تماس أخرى في منطقة "غصن الزيتون" وخطوط تماس جديدة في منطقة "نبع السلام"، ولا سيما مع الانتشار العسكري أخيراً لقوات النظام إلى جانب "قسد" في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
أزمات إنسانية متفاقمة
وعلى المستوى الإنساني، يعيش السوريون مأساة مستمرة، ومتعددة الجوانب، فقد قتل منهم أكثر من 600 ألف، وتحوّل أكثر من ثلثيهم إلى مهجرين، بين نازح داخل سوريا، أقصى أحلامه الشعور بالأمان وتأمين ما يطعم به عائلته، ولاجئ خارجها، يتعرض لكل أنواع الانتهاكات والتمييز في معظم الدول التي لجأ إليها.
=============================
نداء بوست :ما الذي ينقص الثورة السورية في ذكراها 11؟
احمد العكلة
2022/03/15
نداء بوست“ – تحقيق سياسي – أسامة آغي:
الحديث عن الثورة السورية في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقتها، يُظهر أين يقع مسارها وآفاقها، وما الذي ينتظره السوريون من فصل ختامها، هذه الذكرى يختلف السوريون حول التعبير عن الثورة من خلالها.
نداء بوست” سأل عدداً من الشخصيات من مواقع مختلفة، فكان هذا التحقيق السريع الذي هو أقرب لاستطلاع رأي.
ثورة وأزمة
لعلّ انتقال الصراع من كونه صراعاً بين قُوى الثورة من جهة ونظام الاستبداد من جهة أخرى، إلى مستوى جديدٍ من الصراع، هو المستوى الإقليمي والدولي، حيث تشتبك في معادلة الصراع السوري أجندات إقليمية ودولية لها مصالحها الخاصة، يقف خلفها نظامٌ أرعن، لم يكن يهمه سوى البقاء في سُدّة الحكم.
يقول محمد زكي الهويدي نائب الأمين العامّ لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في تعليقه على مرور أحد عشر عاماً على تفجُّر الثورة السورية: “أنتج انفجار الثورة السورية بعد عشر سنوات أزمةً داخلية، لم يستطع طرفاها (المعارضة والنظام) الحسم لصالح أحدهما، ولم يستطيعا إنتاج تسوية بينهما، هذه الأزمة تحوّلت إلى إقليمية ودولية، إضافةً إلى أنها أزمة داخلية”.
وبرأي الهويدي: “أصبح الخارج هو المتحكم بمساراتها الحالية والقادمة”.
من جانبه يقول الدكتور هشام نشواتي وهو أمريكي من أصول سورية، معارض ومناصر للثورة السورية، وهو رئيس ومؤسِّس منظمة “سورية طريق الحرية” يقول: “بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية المباركة، الثورة السورية مستمرة، والثورات لا تموت لأنها تنبع من رحم المعاناة والاستبداد والشوق للحرية والعدالة الإنسانية، وتنتصر بالإيمان والقلوب الحية، نظام الأسد مصيره إلى زوال وهو في العناية المشددة”.
ويرى نشواتي: أننا مضطرون أن نستمر بإصرار على التحدي، مسلحين بالأمل حتى تحقيق أهداف الثورة السورية في بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية”.
وحول توصيف وضع السوريين بعد أحد عشر عاماً على انطلاقة الثورة السورية، يقول السيد مروان الأطرش المنسق العامّ للكتلة الوطنية الديمقراطية: “أصبح واضحاً أننا نعيش حالة ضياع، وندور في حلقات مفرغة، تعيدنا دوماً إلى نقطة البداية”.
ويرى الأطرش: “أننا بلدٌ محتلّ تتحكم به الدول الأجنبية، لذا لا نجاح لثورة لا جذور ومنظمات سياسية واجتماعية ومدنية منظمة تدعمها”. معتقداً أن المعركة طويلة، ومن هذه الحالة يجب الانطلاق.
الموضوعية ضرورية
أما الأستاذ سليمان الكفيري رئيس المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” فيقول: “بعد تجربة 11 سنة، يجب على السوريين جميعهم في الداخل والخارج أن يكونوا موضوعيين بمراجعة نقدية لتاريخ عمل شَابَهُ الكثير من الإخفاقات”.
وبرأي الكفيري: “إنه إذا لم نضع يدينا على الجرح، ونناقش بعضنا بعضاً، فإننا لن نتجاوز الإخفاقات والأخطاء التي وقعت بها المعارضة السورية سابقاً، ولن نستطيع أن نصل إلى مخرج يهمّ السوريين جميعهم، ولاستعادة القرار والسيادة لا بُدّ من وحدة الشعب السوري”.
من جهته قال زياد الخلف وهو عضو مكتب سياسي في حركة أحرار الشرقية: “عَقْدٌ مضى على الثورة السورية العظيمة، التي تجلّت من خلالها الحقيقة، حتى غدت كالشمس واضحة”.
ويضيف الخلف: “لقد تجلت قوة الإصرار في شعبنا الأبيّ، الذي ما زال رغم التحديات والصعاب والمحن، التي مرّ بها محافظاً على وفائه لدم الشهداء، مطالباً بالحرية للمعتقلين”.
ويرى الخلف أن البعض ظنّ أن مسار الثورة قد انحاز عن هدفه الرئيسي، الذي خرج من أجله الشعب السوري الحر، نقول لهم إن الثمن الذي تمّ دفعه أغلى وأنبل من الجميع، وأعلى شأناً من كل المناصب، ويبقى الأمل بالله وحده ثم بسواعد الأحرار حتى تحقيق النصر وأهداف الثورة”.
الدكتور ميشيل صطوف وهو طبيب ومعارض في المنفى يقول: “الواجب يقتضي الاعتراف بالمسؤولية الذاتية الأولى عن تعثُّر المسار وانحرافاته الفاضحة، والتي تعود إلى سلوكيات وحسابات هياكل المعارضة المستلبة، وإلى حالة قصور وعي ضرورات الفعل الثوري”.
ويرى صطوف: “لزومية المراجعة الوطنية الشاملة للمسار الجاري تصويباً وتجاوُزاً جذرياً، بكل استقلالية مطلوبة لبلورة رُؤى وطنية جديدة تنظيماً وبرنامجاً على ضوء معطيات قضيتنا”.
ويعتقد صطوف أن هذه الرؤية تحتاج إلى مجموعة تفكير إستراتيجي مخلصة مستوعبة ومتكاملة.
السيد سليمان أوسو سكرتير حزب يكيتي الكردستاني في سورية يقول: “حظيت الثورة في بداياتها على دعم أكثر من مئة دولة كأصدقاء للشعب السوري ودعم ثورته، وبسبب التطورات الدراماتيكية على مسار الثورة السورية، أصبحت سورية ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية والدولية لتنفيذ أجنداتهم، وظهور العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة”.
ويضيف أوسو: “يتوجب على كافة أطراف المعارضة إجراء مراجعة نقدية لمسارها، والعودة إلى حاضنتها الجماهيرية، وتمثيل مصالح كل المكونات السورية بعيداً عن العقلية الطائفية والشوفينية”.
=============================
الاناضول :في الذكرى 11 لثورتهم.. لاجئو سوريا بالأردن قلقون من أزمة أوكرانيا (تقرير)
إربد/ ليث الجنيدي/ الأناضول
- "روسيا تُصارع العالم ولا يهمها إن طالت أزمة سوريا أعوام أخرى، وبهجومها على أوكرانيا، ستُعطي الأسد قوة إضافية"
- "كنا نتوقع حلا قريبا ومحتملا، لكن مع هجمات حليف النظام على أوكرانيا أظهرت للعالم أزمة جديدة ستنسيه ما يجري بسوريا"
- "إذا ما حقق الروس انتصارا في أوكرانيا، فإن ذلك سيكون دافعا لهم في إحكام السيطرة على سوريا"
- "الوضع قبل ذلك لم يكن مطمئنا، فكيف الآن؟ الحل لأزمتنا في السماء، الدول العظمى تتصارع ونحن الضحية"
"نظامنا تابع لروسيا"، عبارة استهل بها أحد لاجئي سوريا بالأردن، حديثه للأناضول، اختصرت كل الكلام، وعبّرت عن مخاوف تسيطر عليهم من تداعيات هجمات حليف النظام في بلادهم على أوكرانيا، وأثر ذلك على إمكانية حل "محتمل"، مع مرور 11 عاما على ثورتهم.
وعلى الرغم من إقامتهم لسنوات طويلة خارج حدود بلادهم، ما زال الخوف من طغيان النظام يعيش مع اللاجئين السوريين؛ إذ أصروا على استخدام أسماء مستعارة، ورفضوا التصوير بشكل قاطع، خلال لقاءات متفرقة مع مراسل الأناضول، في محافظة إربد، شمال المملكة.
أحمد أبو محمد، قال: "روسيا تُصارع العالم، ولا يهمها إن طالت الأزمة في سوريا أعوام أخرى، وبهجومها على أوكرانيا، ستُعطي بشار الأسد (رئيس النظام السوري) قوة إضافية؛ لمواصلة التنكيل وتصفية حساباته مع الثوار".
ومضى "هدنة ومصالحات مع النظام، لكنها لم تمنع من قتل أبرياء كثر، وكل يوم نسمع عن مقتل أحد الأشخاص، والفاعل مجهول، لكننا نعلم تماما بأنها تصفية".
أبو خالد المسالمة، وصف النظام السوري بأنه "تابع لروسيا، ففي وقت يتابع فيه العالم ما يجري في أوكرانيا، نجد بشار الأسد يعرب عن دعمه ويؤيد"، متسائلا: "كيف لا يفعل ذلك وقد فعل فينا ما فعل بنفس الطريقة؟".
بحرص واضح والتفاتة إلى الكاميرا بين اللحظة والأخرى؛ للتأكد من عدم التصوير، قال أبو مالك: "أرجوك لا تؤاخذني لأنني لا أريد التصوير، لكن هذا النظام لا أحد يسلم من شره، وأهلي في الداخل (سوريا)".
وتابع: "11 عاما ونحن نعيش على الأمل، فعندما وصلت إلى الأردن، قلت بأنه شهر ونعود، ولكن مرت كل هذه السنوات ولم يتغير شيء".
وزاد: "كنا نتوقع حل قريب ومحتمل، لكن مع هجمات حليف النظام الأول على أوكرانيا، ظهرت للعالم أزمة جديدة لم تكن بالحسبان، ستنسيه ما يجري في سوريا".
وأثنت أم عبد الله على دور الأردن مع اللاجئين، وقالت: "الأردن ما قصّر معنا، لكن لا يوجد مثل بلدك (سوريا)، وإن شاء الله تهدأ الأوضاع ونعود، مع العلم بأنني أرى ذلك بعيدا، خاصة مع ما يجري في العالم".
منال أم محمود، لم تختلف هي الأخرى في رأيها عمن سبقوها في الحديث، إلا أنها أضافت بأنه "إذا ما حقق الروس انتصارا في أوكرانيا، فإن ذلك سيكون دافعا لهم في إحكام السيطرة على سوريا، لنصبح في النهاية مستعمرة جديدة لهم، وتبرز تحديها مع العالم في بلادنا، وفي النتيجة طغيان أكبر للنظام، ولن نعود بعدها إلى بيوتنا".
إبراهيم أبو خالد، كان الأكثر تشاؤما، حيث اعتبر بأن "الوضع قبل ذلك لم يكن مطمئنا، فكيف الآن؟ الحل لأزمتنا في السماء، الدول العظمى تتصارع ونحن الضحية".
وأطلقت روسيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وبدأت الثورة السورية ضد النظام منتصف مارس/آذار 2011 بمظاهرات في درعا؛ احتجاجاً على اعتقال قوات الأمن أطفالا كتبوا على الجدران عبارات مناهضة للنظام ورئيسه، سبقها في ذات الشهر احتجاجات في دمشق مطالبة بالإصلاح والحرية.
وامتدت رقعة المظاهرات بعد ذلك لتشمل بقية المحافظات السورية، وتحولت من مظاهرات مطالبة بالإصلاح، إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام واجهها بالعنف والقتل.
ومع إمعان النظام في الحل العسكري ومواجهة المتظاهرين بإطلاق النار، اتخذت الثورة منحى عسكريا.
وبدأت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى "الجيش السوري الحر"، مطلع عام 2012، بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السلمية، رداً على استخدام الأسد لآلة القتل الوحشية ضد المدنيين المحتجين.
وحسب بيانات سابقة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن "6.7 ملايين سوري تحولوا إلى لاجئين"، حيث يستضيف الأردن 1.3 مليون منهم، نصفهم دخلوا المملكة قبل بدء الثورة في بلادهم، بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة، حسب أرقام رسمية.
وفي مقابلة سابقة مع الأناضول، أعرب دومينيك بارتش، ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (التابعة للأمم المتحدة) لدى الأردن، عن قلقه من عدم عودة وشيكة للاجئين إلى بلادهم، وبأنه سيتعين عليهم "الاستمرار في الانتظار حتى تصبح الظروف مواتية".
=============================
بلدي نيوز :أبرز أحداث الأزمة الإنسانية في سوريا خلال 11 عاماً
بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
أصدرت منظمة "منسقو استجابة سوريا"، اليوم الاثنين 14 آذار/ مارس، بيانا لخصت من خلاله أبرز أحداث الأزمة الإنسانية في سوريا خلال 11 عاما من الثورة السورية.
وقالت المنظمة، في بيانها، إن عدد النازحين السوريين داخليا بلغ 6.9 مليون نازح، وعدد اللاجئين السوريين في بلدان اللجوء بلغ 6.6 مليون لاجئ، وعدد النازحين السوريين القاطنين في المخيمات ومراكز الإيواء بلغ 1.9 مليون نازح منذ عام 2011 حتى الآن.
وبيّنت أن عدد الأطفال المتسربين من التعليم في سوريا بلغ 2.65 مليون طفل، بينما أكثر من 42 بالمئة أصبحت مدمرة جراء عمليات القصف البرية والجوية لنظام الأسد وحلفائه خلال الفترة المذكورة.
وأوضحت المنظمة، أن خسائر الاقتصاد السوري خلال السنوات الـ11 تجاوزت عتبة 650 مليار دولار أمريكي، حيث تضاعفت أسعار المواد الأساسية أكثر من 140 مرة حتى نهاية عام 2021، بينما تضاعفت خسائر سعر العملة المحلية أكثر من 98 مرة منذ بداية 2011.
وذكرت أن أضرارا كبيرة لحقت القطاع الطبي، حيث تم تسجيل أكثر من 78 بالمئة من المشافي والمستوصفات مدمرة أو خارجة عن الخدمة.
وبلغت نسبة السوريين تحت خط الفقر 91 بالمئة، وعدد السوريين الذين وصلوا مرحلة المجاعة 3.3 مليون نسمة، ونسبة البنى التحتية والمشاريع الحيوية المدمرة بلغت 68 بالمئة.
وأشارت المنظمة إلى أن مصابي العمليات العسكرية، أكثر من 1.8 مليون مدني، أصبح منهم أكثر من 232 ألف من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وعشرات الآلاف من المدنيين المفقودين والمغيبين قسرا.
وأكدت في ختام ملخصها، أن عشرات الآلاف من المدنيين فقدوا حياتهم نتيجة الاستهدافات والهجمات من قبل النظام السوري وحلفائه (إيران، روسيا) في سوريا خلال السنوات الـ11 التي مضت.
=============================
المرصد :خوفًا من خروج الأهالي بمظاهرات في ذكرى انطلاقة “الثورة السورية”.. النظام يدفع بتعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا
في مارس 14, 2022
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى محافظة درعا جنوبي سوريا، تمركزت في الجمرك القديم والصوامع والملعب البلدي ومناطق من درعا البلد والمحطة، تأتي هذه التعزيزات بالتزامن مع الذكرى الحادية عشر لانطلاقة الثورة السورية،والدعوات التي أطلقها نشطاء للخروج بمظاهرات بمحافظة درعا لإحياء الذكرى.
الجدير ذكره بأن محافظة درعا جنوب سوريا ورغم القبضة الأمنية للنظام، شهدت خلال السنوات الماضية احتجاجات في كل عام من ذكرى انطلاقة الثورة السورية في 2011/3/15 والتي كانت شرارتها من محافظة درعا في الـ 18 من آذار 2011.
=============================
المرصد :ينهم أكثر من 40500 طفل وامرأة.. المرصد السوري يوثق بالأسماء استشهاد نحو 161 ألف مدني منذ انطلاقة الثورة
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، (بالأسماء) مقتل واستشهاد 499657 شخص منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011 من أصل ما لا يقل عن 610 آلاف تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 11 عاماً.
الشهداء المدنيون: 160681 هم: 120158 ذكور و15237 إناث و25286 أطفال توزعوا على النحو التالي:
– 49359 تحت التعذيب داخل معتقلات النظام الأمنية
– 52508 قصف بري ورصاص قوات النظام
– 26403 استهدافات جوية من قبل سلاح الجو التابع للنظام
– 8683 بقصف القوات الروسية
– 2504 باستهدافات جوية لم يتسنى التأكد إذا ما كانت روسية أم تابعة للنظام
– 2320 على يد الفصائل
– 900 على يد الجهاديين
– 1063 بظروف مجهولة
– 453 إعدام ميداني
– 1692 في استهدافات متنوعة أبرزها الرصاص والآلات الحادة
– 1028 أسلحة محظورة
– 919 تردي الأوضاع المعيشية
– 4113 تفجيرات
– 2676 على يد التحالف الدولي
– 17 بقصف إسرائيلي
– 866 على يد القوات التركية
– 4563 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية
– 418 على يد قوات سوريا الديمقراطية والقوات الكردية
– 196 غير ذلك
القتلى الغير مدنيين: 338976 توزعوا على النحو التالي:
قوات النظام: 91267
الميليشيات الموالية للنظام وإيران وروسيا: 67242
حزب الله اللبناني: 1712
ميليشيات موالية لإيران وروسيا من جنسيات غير سورية: 8628
الفصائل المقاتلة والإسلامية: 80017
منشقون عن قوات النظام: 3588
قوات سوريا الديمقراطية: 10886
الوحدات الكردية: 3228
تنظيم “الدولة الإسلامية”: 41101
مجموعات جهادية: 27971
قتلى أتراك: 238
مرتزقة غير سوريين موالين لروسيا: 266
مجهولي الهوية وغير ذلك: 2832
ولم يتمكن المرصد من توثيق الخسائر في صفوف قوات التحالف الدولي بسبب التكتم الشديد
هذه الإحصائية للخسائر البشرية والتي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر جهود متواصلة، لا تزال لم تشمل أكثر من 55 ألف مواطن استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد وسجونه، كان حصل المرصد على معلومات عن استشهادهم خلال فترة اعتقالهم، ولا تشمل أيضاً أكثر من 3200 مقاتل من حزب العمال الكردستاني ممن قتلوا على مدار السنوات خلال قتالهم إلى جانب قسد في العمليات العسكرية، كذلك لا تشمل المئات من عناصر من حزب الله اللبناني لم يتمكن المرصد من توثيقهم حتى اللحظة، كما لم تُضمَّن مصير أكثر من 3,200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم “الدولة الإسلامية”، إضافة لأنها لم تشمل مصير أكثر من 4,100 أسير ومفقود من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما يزيد عن 1,800 مختطف لدى الفصائل المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بتهمة موالاة النظام، بينما قدَّر المرصد السُّوري لحقوق الإنسان، العدد الحقيقي لمن استشهد وقتل لا يزال أكثر بنحو 54 ألف، من الأعداد التي تمكن من توثيقها، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كافة الأطراف المتقاتلة، ووجود معلومات عن شهداء مدنيين لم يتمكن المرصد من التوثق من استشهادهم، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سورية، كما أسفرت العمليات العسكرية المتواصلة وعمليات القصف والتفجيرات عن إصابة أكثر من 2.1 مليون مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، فيما شرِّدَ نحو 13 مليون مواطن آخرين منهم، من ضمنهم مئات آلالاف الاطفال ومئات آلاف المواطنات، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة بشكل كبير جداً.
ورغم كل محاولات التوصل لحلول، وإيقاف التلاعب بمستقبل السوريين وقرارات مجلس الأمن والهدن، ورغم انخفاض كثافة القتل بسبب الرغبة الدولية في البحث عن حل، إلا أن نزيف الدماء لا يزال مستمراً على الأرض السورية ولا يزال القتل والاقتتال، مستمراً دونما سلام، ولم تكن هدن وقف إطلاق النار إلا استراحة محارب بين الأطراف المتصارعة على الجغرافيا السورية، فكان بعض الأطراف رابحاً وبعضها الآخر خاسراً للنفوذ والسيطرة.
لذا فإنَّنا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ندعو الأطراف الدولية مجدداً للعمل الجاد والمستمر بأقصى طاقاتها، من أجل وقف نزيف دم أبناء الشعب السوري، الذي واجه الاستبداد والظلم في سبيل الوصول إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة.
كما يجدد المرصد السوري تعهده بالالتزام في الاستمرار برصد وتوثيق المجازر والانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، بالإضافة لنشر الإحصائيات عنها وعن الخسائر البشرية، للعمل من أجل وقف استمرار ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات والفظائع بحق أبناء الشعب السوري، وإحالة مرتكبيها إلى المحاكم الدولة الخاصة، كي لا يفلتوا من عقابهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعب كان ولا يزال يحلم بالوصول إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة لكافة مكونات الشعب.
=============================
المرصد :عدسة المرصد_السوري ترصد مظاهرة خرج بها الأهالي في بلدة العزبة بريف ديرالزور الشمالي في الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية
https://www.syriahr.com/عدسة-المرصد_السوري-ترصد-مظاهرة-خرج-بها-2/475713/
=============================
المرصد :11 عاماً على انطلاق الثورة السورية والقتل والتدمير والتهجير والتدخل الأجنبي متواصل.. والضحية دائماً أبناء الشعب السوري
إحدى عشرة سنة مرّت ثقيلة على الشعب السوري: حربا ودمارا وتشرّدا، بدون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج تنهي المأساة التي أصابت كل الشعب.
حصيلة ثقيلة ومعاناة كبيرة حطّت بثقلها على كل الفئات ودمّرت النسيج الاجتماعي وخلقت أوضاعا كارثية على جيل بأكمله وخاصة الأطفال الذين اختُطفت طفولتهم وفُرض عليهم الإرهاب والرعب والحرمان من المدارس إلى جانب شظف العيش الذي حرمهم من النمو الطبيعي كغيرهم من أطفال العالم.
إحدى عشرة سنة تمرّ وسورية أصبحت ميدانا لأطماع خارجية وتدخلات عسكرية وجدت من السوريين من يتّكئ عليها في تلاقي المصالح الأنانية وخاصة أولئك الذين ركبوا موجة الثورة السلمية وحرفوها عن مسارها ليلتقي على سورية بذلك ظلم النظام والممارسات الإجرامية لتشكيلات عسكرية متعددة أورثت البلاد المزيد من الدمار والضياع.
إحدى عشرة سنة تمرّ على اندلاع الثورة السلمية في سورية ومؤتمرات ولقاءات ومفاوضات تعقد هنا وهناك وقد اتخذها البعض مطيّة للتجارة بمعاناة الشعب المكلوم ووضعه المأساوي، وبرغم ذلك وفي خضم هذه الأوضاع ظلت الأصوات الحرّة والمواقف الشريفة الحريصة على وحدة سورية وشعبها وأرضها مرتفعة لاتعرف اليأس.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وانطلاقاً من دوره كمؤسسة حقوقية تعنى بالشأن السوري، وثق مقتل واستشهاد 499657 شخصا منذ انطلاق الثورة السورية، هم: 338976 غير مدنيين، و160681 مدني، وذلك من أصل ما لا يقل عن 610 آلاف تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 11 عاماً.
حصيلة مؤلمة في هذه الذكرى لا تتسّع المجلدات لحصرها، فقط نشير في هذا المقام إلى مؤشرات موحية في هذا المجال.
اقتصاد مدمّر..
لم يتأثّر من اقتصاد الحرب إلا الشعب السوري الذي عانى ويلات الضغوطات من النظام ومن المعارضة المسلحة ومن الدول التي فرضت جملة من العقوبات المجحفة التي جوعته، بعد أن تمّ تسخير الصراع المحتدم وموارد الدولة لخدمة آلة حرب مجنونة توقّف خلالها الإنتاج وحُرقت المصانع والأراضي في إطار سياسة الأرض المحروقة وقُصفت المنشآت التي كانت مصدر قوت الملايين، وهُدمت المنازل، حيث وجد السوري نفسه مشرّدا دون أبسط مقومات الحياة الكريمة التي ثار من أجلها.
دفعت الحرب إلى توقّف الإنتاج الصناعي الذي كان مصدر قوت ما يقارب 40 بالمائة من القوى العاملة في سورية، حيث تراجع عدد المنشآت الصناعية إلى 71 ألفا بعد أن كانت 130 ألفا قبل الثورة، وقدّرت قيمة الدمار عام 2020 ب5.4 مليارات دولار.
القطاع الصناعي الذي كان الأكثر تشغيلا لليد العاملة وصفه الخبراء اليوم بأكثر القطاعات انهيارا وتقهقرا، ولإعادة إحيائه من جديد عبر تشييد المصانع وإعادة فتح تلك التي أغلقت بسبب إفلاسها أو من قبل النظام أو بعض أطراف المعارضة، تحتاج إلى مئات ملايين الدولارات لتعمّر وتعود عجلة إنتاجها من جديد لتوفير مواطن شغل للأهالي، وهو ما يتطلّب حلّا سياسيا تلتقي حوله كل الأطراف المتحاربة وتتحد على الأقل على رؤية سياسية تنهي الحرب وتحارب فكرة بلد مقسّم ، لِمَ لا، وكل الأطراف رافضة علنا على الأقل لفكرة التقسيم لأرض يتعايش فيها منذ قرون عديد الاثنيات والطوائف والألوان؟
لم يمسّ الصراع الصناعة فقط، بل ضرب أيضا قطاع الزراعة بعد أن تم حرق ألاف الهكتارات من الأراضي التي كانت مصدر تمويل للدولة وقوت الملايين أيضا، ذلك القطاع الحيوي الذي كان يشغّل مئات الآلاف، فضلا عن تراجع المحاصيل نتيجة الارتفاع المشط للمستلزمات التي يحتاجها الفلاح من أسمدة وغيرها، زادها تقلص المساحات بسبب وضع كل طرف يده على مساحة من الأراضي في إطار الصراع، وأدى نزوح إلى تأزم حالة الأمن الغذائي.
ولا يفوت أن نذكّر بتوقّف الإنتاج بطريقة شبه كلية في بعض المناطق كحلب وإدلب خلال سنوات الحرب المحتدمة بسبب القصف المستمرّ التي استهدف المناطق الزراعية.
إضافة إلى الكوارث السابقة كان للجفاف تأثير كبير على الإنتاج الزراعي، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي، حيث عبّر المزارعون مرارا للمرصد عن معاناتهم حيث تضرّرت حقول البطاطا والبيوت المكيّفة البلاستيكية التي تمزّقت بفعل العواصف في الشمال السوري.
كما أدّى غلاء المحروقات إلى استخدام أساليب تقليدية في الزراعة ما أحدث تقهقرا في الإنتاج مقارنة بالسابق وهي أمور طبيعية في ظل الصراع المستمرّ، وينتظر الفلاحون كغيرهم من القطاعات الأخرى التسوية السياسية وبرامج إعادة الإعمار لفلاحة الأرض بأساليب مستحدثة ترفع نسق الإنتاجية وتوفّر مواطن شغل للشباب في الزراعة والحصاد والبيع..
 
فقر مدقع..
من نتائج هذه الحرب المدمّرة أيضا سقوط 90 في المائة من الشعب في دائرة الفقر المدقع، حيث لا يتعدى الراتب الشهري العشرين دولارا.
هذه الأوضاع دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إطلاق صرخة فزع،مشيرا إلى أن الملايين من السوريين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة،في معاناة هائلة للسكان المدنيين الذين تعرّضوا إلى انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.. وأضاف أنّ عاما آخر مرّ مع إحياءٍ مأساوي آخر لحرب مروعة عصفت بسورية وشعبها أدّت إلى تدمير البنية التحتية الأساسية وتعميق الأزمة الاقتصادية إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الصراع.
ويكابد السوريون يوميا من أجل الحياة حيث لايتعدّى قوتهم اليومي الدولار، وفق إحصائيات الأمم المتحدة، وهو ما يتناقض مع المعايير الدولية لتغذية سليمة للحفاظ على الحياة..
وجوه مأساوية كثيرة للأوضاع في سورية، حيث حولت الحرب البلاد إلى أفقر دول العالم بنسبة 82.5 بالمائة، بتسعة ملايين فرد يفتقرون للغذاء الكافي وسط تساؤلات عن المساعي الدولية الحقيقة لتخفيف حدّة الأزمة والمعاناة عن السوريين، ولوضع حدّ لعقوبات لم تؤثر على النظام بل غذّته في حين أوقعت شعبا كاملا في قلب الجوع والخصاصة..فمن يسمع صرخات بطونهم الخاوية اليوم ؟
 
نساء منهكات
وعلى المستوى الاجتماعي ظلت المرأة السورية حبيسة بين تداعيات رحى حرب مدمّرة ومسؤولية إعالة أسرتها وتوفير الأساسيات في ظل فقدان الزوج أو غيابه وهي مسؤولية كبير جدّا لم تعهدها من قبل في ظلّ الصعوبات الحياتية، وهو وضع أدّى إلى استغلالها اقتصاديا وحتى جنسيا في خرق فاضح لكل الأعراف المجتمعية والقوانين المحلية والإنسانية.
وعانت السوريات من أصغرهن إلى أكبرهن من آفة الحرمان ومن تضاعف المسؤوليات الملقاة على عاتقهن، حيث حرمت أعداد هائلة من الفتيات من التمدرس والتعلّم بعد أن باتت المدرسة رمادا، وباتت النساء عرضة لمزيد الإستغلال حين يعولن على أنفسهن لتوفير لقمة العيش، حيث يفرض المشغّل شروطه لقبولهن، علاوة على فرض تزوجيهن في سنّ مبكّرة كطريقة من الأهل للتخلّص من جزء من عبء تكاليف الحياة، فضلا عن ارتفاع نسب جرائم الشرف، جرائم غذّتها المعتقدات والطقوس القبلية لدى بعض العائلات، ودفعت بها تلك النعرة الذكورية المتسلطة والنظرة الدونية للمرأة.
واقع الحرب حرم السوريات كذلك من فرص المداواة ما أدى إلى ارتفاع الأمراض و معدلات الوفيات مع غياب القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية ونقص الأدوية والأجهزة والمواد الطبّية، بالإضافة إلى معاناتهن من سوء التغذية بسبب تلوث الغذاء والمياه وندرتهما في بعض المناطق.
وتعاني السوريات كذلك من ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت في بعض المناطق إلى 95 بالمائة، علاوة على غياب الفرص حتى لحاملات الشهادات العليا ما يضطرهن إلى القيام بأعمال شاقة تحتاج إلى مجهود بدني لا يتناسب مع طبيعتهن، كأعمال الدفاع المدني والبيع على العربات المتجولة في الشوارع مع خطر ما قد ينتج عن ذلك في بلد ينتشر فيه الخطف مقابل الفدية والاغتصاب والجرائم بكل أنواعها.
وتشكو النساء من تقاعس بعض المنظمات الدولية والإنسانية عن دعمهن وأسرهن، وانشغالها بإصدار البيانات الفضفاضة.
وكان المرصد السوري قد حذّر مرارا من إجبار بعض النساء في بعض المناطق التي تسيطر عليها التيارات الراديكالية المتطرّفة على عدم مغادرة منازلهن وترك وظائفهن لاعتبارها المرأة “عورة ” ضمن أفكار رجعية متخلّفة نسعى إلى مكافحتها من أجل فكر تنويري تحريري من موقعنا كمنظمة حقوقية دولية مؤمنة بحقوق الإنسان الكونية والمبادئ التي كرّستها الأمم المتحدة، وبحق الاختلاف وبحق النساء في الولوج للحياة الخاصة والعامة والتمركز في كل مواقع القرار والقيادة بعيدا عن صورة تسعى أطراف إلى ترسيخها والتسويق لها عبر منابر كثيرة منذ بداية الثورة.
 
طفولة منسية
لم تترك الحرب مجالا إلا وفككته.. حرب صنعت جيلا يعيش الضياع والحرمان، جيلا كل صوتٍ في أذنه قصف وفي مخيلته موت ودم قاتم لبريءٍ في بيته.. وجد السلاح بكل أنواعه في سورية مسرحا للتجارة لكسر الأصوات الحرّة ، وإرهاب براعم في خطواتهم الأولى يتحسسون طريقا للعيش الكريم ككل أطفال العالم.
ولعلّ المعاناة الأكبر طالت الأطفال الذين انتزعت منهم طفولتهم وغادر أغلبهم المدارس في مناطق القتال وظلّوا تحت الرعب والخصاصة والتشرّد في مخيمات النزوح في حين أجبر كثيرون على القيام بأشغال شاقة لمساعدة أهاليهم فيما تمّ تجنيد البعض منهم من قبل تنظيمات متطرفة، وقد حذّرت المنظمات الدولية من استمرار استغلال اليافعين واليافعات من قبل المسلحين من الطرفين واستغلالهم كجواسيس ومخبرين ولصوص وشبيحة.
وتجري الانتهاكات بحق الأطفال على كامل الأراضي السورية بدون استثناء وسط صمت دولي تتخلّله تنديدات فضفاضة لا تنقذ بشرا ولا تداوي جرحا ولاتسعف محتاجا أو مكلوما ..
لذلك يدفعنا هذا الواقع المؤلم إلى مزيد الإصرار والعمل على فضح كل السياسات والممارسات التي تتسبب في هلاك جيل كامل هو رصيد سورية لبناء مجتمع حر ديمقراطي متسامح ومساهم في إرساء حضارة التعايش السلمي والتضامن الفعلي بين الشعوب.. ونجدد العزم على العمل مع المنظمات الحقوقية والإنسانية في المنطقة والعالم لكي ننقذ هذا الجيل الذي نريده سالما متعلما لا جيل تتملّكه أمراض وعقد نفسية جراء الحرب وتداعياتها السلبية المدمرة.
 
غياب تطبيق القرارات الدولية
تجدر الملاحظة أيضا في خضم هذا الواقع أن ما زاد الطين بلّة، هو ذلك التعاطي بسلبية مع القرارات الدولية التي جاءت بعد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات في عواصم العالم، وأبرزها القرار 2254 الذي تضمن عددا من البنود، معتمدا بيان جنيف وبيانات فيينا الخاصة بسورية، باعتبارها الأرضية الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي بهدف إنهاء الصراع في سورية، لكن يبدو أن الحلّ لم يرق للجهات المنخرطة في هذا الصراع كالنظام وحلفائه الذين رفضوا الالتزام به إلى اليوم دون تقديم أسباب ذلك باستثناء الانخراط مع المعارضة في اللجنة الدستورية التي كلّفت منذ عامين تقريبا بكتابة دستور جديد لكنها لم تفلح في ذلك إلى حين كتابة هذه الأسطر، بل تخللت كل أعمالها العراقيل والصعوبات حتى في طريقة عملها، في حين يستمر طرفَا الصراع من النظام والمعارضة في تبادل التهم بالتعطيل.
وتستمر آلة القتل المجنونة في حصد الأبرياء والقصف واستهداف مناطق العمران غير آبهة بأي اتفاق دولي، وسط تساؤلات سورية بريئة مفادها: ” أهذه سورية التي نحب وثرنا من أجل تغيير وضعها إلى الأفضل؟.. أهذه هي الديمقراطية التي حلمنا بها؟.. وهل أصبح دور المجتمع الدولي منحصرا في التنديد فقط؟”.. أسئلة بسيطة في مجملها متعبة في مقصدها وتفسيرها، فلا تفسير للموت والعنف
وسط كل هذه المعاناة يكافح السوري في معاناة إنسانية مع ضعف وصول المساعدات التي تتاجر بها الشبيحة والمافيا وتجّار الحرب ضمن سياسة التجويع والتنكيل للرضوخ، ولكن ذلك لم يفت في عضد الشعب الذي ظلّ متمسكا بأمله في حياة حرّة يكون فيها التداول على السلطة حقّا ويمارس فيها واجباته بأريحية بعيدا عن كل إكراه أو ظلم واستغلال.
 
ومنذ تأسيسه قبل الثورة انبرى المرصد السوري لحقوق الإنسان لكشف جميع أوجه المعاناة التي أصابت الشعب السوري وفضح الجرائم التي ترتكب في حقّ الإنسان سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وذلك انطلاقا من دوره الحقوقي وواجبه الإنساني في الدفاع عن كرامة الإنسان تجسيدا وإيمانا بكل المواثيق الدولية ذات العلاقة بالكرامة الإنسانية.
ويشدد المرصد على تمسكه بالدفاع عن إنسانية الإنسان وإيصال معاناة الشعب برغم كل حملات التضليل والشيطنة والتشويه التي طالته منذ سنوات.. ومهما عجّل تجار الحرب أسباب الموت فسنختار على الدوام الوطن..
 
تمرّ الأيام ولم يهدأ الإعصار ولم ينبلج بعدُ نور يهدي الحائرين ويبعث الأمل في نفوس مزقها الألم، ولم يصحُ بعدُ ضمير المتصارعين محليا ودوليا للارتقاء إلى مستوى لحظة صدق تاريخية مع الكرامة الإنسانية، لإيجاد الحلّ المنشود تجسيدا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والشعوب، تمهيدا لفترة انتقالية تضمن حقّ السوريين في بيئة آمنة للجميع وبلد ديمقراطي يحقّق له إنسانيته التي ضاعت بين رفوف المؤتمرات والصراعات والتفاهمات الدولية.
11 سنة مليئة بالأحزان والرعب والظلم والظلام ولم يتغيّر وضع السوريين الإنساني والمعيشي بل تفاقمت حدة معاناتهم.
وأمام تتالي مأساة شعبنا، وإيمانا بعلوية المبادئ التي تنادي باحترام الذات البشرية، يناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كمنظمة حقوقية سورية، المجتمع الدولي بالسعي الجدي إلى فرض القرارات التي أقرّها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وخاصة القرار 2254، الذي اتّخذ بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية، فضلا عن تدعيم مساعي الحلّ السياسي بعيدا عن أروقة المؤتمرات الفضفاضة التي لم يتمخض عنها أي التزام بإنهاء المأساة المستمرّة.
ويطالب المرصد بمضاعفة المساعدات الإنسانية وعدم تركها لقمة تستغلها أطراف كثيرة للضغط على المحتاجين وابتزازهم، ويحذّر من تداعيات تأزم الوضع في المخيمات بمختلف المناطق، ويشدّد المرصد على أهمية الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض الإيجابي ونبذ الاختلافات التي قسّمت البلد وشرّدت أبنائه.
ويؤّكد المرصد أن الحّل لن يكون ناجعا بسياسة الإقصاء والتقسيم وأن الاختلاف مصدر إثراء يمكن أن يكون باروكة التسوية والسلم والسلام والأمن، ويناشد المجتمع الدولي والأمم المتّحدة مواصلة العمل ومضاعفة الجهود لكي تسود ثقافة السلام.
ونجدد بالمرصد السوري التزامنا الثابت بالمثابرة على الدفاع عن حقوق الإنسان التي تنصّ عليها الاتفاقيات الدولية والتي تسعى الأمم المتحدة عبر وكالاتها المتعددة إلى صيانتها وتكريسها في العقول وعلى أرض الواقع.
كما نؤكد على تمسكنا بالدفاع عن وحدة بلدنا وسيادته، ونجدّد رفضنا المتكرّر لكل التدخلات الأجنبية التي عمّقت أزماتنا.
وندعو إلى التوقف الفوري عن شن أي هجمات أو اعتداء أو استغلال يستهدف المدنيين العزّل والأبرياء، كما نؤكد انخراطنا ودعمنا لكل الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار في كامل أنحاء سورية التي عاشت على مر الحقب في انسجام وتضامن بين كل مكوناتها تحت سقف التسامح والتعايش الأخوي السلمي.
=============================
المرصد :إحياءًا لذكرى انطلاقة الثورة السورية.. آلاف السوريين يستعيدون أيامها الأولى بمظاهرات حاشدة تؤكد على ثوابت الثورة بإسقاط النظام
مع حلول الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية ضد النظام السوري للمطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية في صرخاتها الأولى، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مظاهرات حاشدة انطلقت بمدينة إدلب ومناطق متفرقة من ريف حلب وريف دير الزور، حيث رصد المرصد السوري، مظاهرة حاشدة وسط ساحة “السبع بحرات” في مدينة إدلب، بالإضافة إلى خروج مظاهرات حاشدة في كل من والباب وإعزاز وأخترين ومارع ضمن مناطق نفوذ القوات التركية الفصائل الموالية لها في ريف حلب، كما خرجت مظاهرة حاشدة للأهالي في بلدة العزبة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الشماليوشارك بالمظاهرات مهجرين من شتى المحافظات والمناطق السورية، مرددين شعارات تندد بالنظام السوري، وتؤكد استمرارية الثورة السورية.
وتدخل الثورة السورية الحادي عشر وهي مثقلة بعشرات آلاف المعتقلين وملايين المشردين والمهجرين، فضلًا عن نحو 610 آلاف شخص قضوا وقتلوا واستشهدوا منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011
=============================
السورية  نت :بيدرسون يخاطب السوريين في ذكرى الثورة: 2254 و”خطوة بخطوة
نشر المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون بياناً في الذكرى الـ11 للثورة السورية، وتحدث فيه عن الحل السياسي للبلاد، والمسارات التي تحكّم ذلك في الوقت الحالي.
وفي البيان الذي نشر، اليوم الاثنين، قال بيدرسون: “باختصار.. أعتقد أنه يمكن تنفيذ سلسلة من تدابير بناء الثقة المتبادلة في القرار 2254 بالتوازي مع خطوة بخطوة”.
وأضاف أنه “وفي هذه العملية، يمكن بناء عملية سياسية أوسع لمعالجة جميع القضايا في القرار وتحقيق تنفيذه الكامل”.
وأشار المبعوث الأممي إلى استمرار تواصلاته مع النظام السوري و”هيئة التفاوض السورية” المعارضة، إلى جانب “رجال ونساء سورية على أوسع نطاق ممكن”، بحسب تعبيره.
وتابع: “رسالتي للجميع واحدة أن الحل العسكري وهم. لم تحدث تحولات في الجبهات منذ عامين. إننا نواجه جموداً مستمراً، وفي الوقت نفسه، نرى احتياجات إنسانية متزايدة وانهياراً اجتماعياً واقتصادياً”.
وسياسية “خطوة مقابل خطوة” التي يطرحها بيدرسون باستمرار تتلخص في أن تُقدم واشنطن مع حلفائها على رفع أو تخفيف بعض العقوبات عن النظام، مقابل دفع موسكو الأخير لتنازلات من شأنها أن تحرز تقدماً في مسار عملية الحل السياسي.
وكان وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد اعتبر هذه السياسة التي يتحدث عنها بيدرسون “غير مقبولة”، وذلك خلال حوار صحفي في “مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر”، بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير الماضي.
في المقابل أصدرت “هيئة التفاوض السورية” بياناً، في فبراير الماضي، رفضت فيه المقاربة أيضاً.
وقالت الهيئة إنها درست الطرح الذي قدمه بيدرسون، وترفض آلية “خطوة بخطوة وأي مبادرات أو آليات لا تؤدي بشكل عملي وواضح إلى التنفيذ الكامل والصارم للقرار 2254، تمهيدًا للوصول إلى الانتقال السياسي في سورية”.
وجاء في البيان أنه “لا يمكن القبول بإعطاء حوافز مادية أو سياسية أو دبلوماسية للنظام مقابل تنفيذ بنود إنسانية كان هو المتسبب الأساسي فيها، فضلًا عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان التي ارتكبها ومازال يرتكبها هذا النظام”.
ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من اجتماعات “اللجنة الدستورية السورية” في يوم 21 من مارس / آذار الحالي.
وكانت الجولة السادسة عقدت، في نوفمبر / تشرين الثاني، واستمرت لخمسة أيام، وتم التطرق فيها إلى نقاش المبادئ الأساسية للدستور، لكنها كسابقاتها لم تصل لجديد.
ورغم أن الجولة الجديدة لاقت ترحيباً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن نتائجها “شكلت خيبة أمل كبرى”، حسب ما وصف بيدرسون في ختام الجولة.
وتعتبر “اللجنة الدستورية” من مخرجات مؤتمر “سوتشي” الذي عقدته روسيا، في مطلع عام 2018.
ويعوّل عليها في إصلاح الدستور أو وضع دستور جديد لسورية، وتحظى بدعم ورعاية من الأمم المتحدة، والتي تراها الطريق الوحيد للوصول إلى الحل السياسي، بحسب رؤية مبعوثها إلى سورية بيدرسون.
=============================
العربي الجديد :11 عاماً على تفجر الثورة السورية... إحصائيات مرعبة
محمد كركص
دعا سكان في إدلب إلى التظاهر، غداً الثلاثاء، بمناسبة حلول الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، تحت شعار "تجديد العهد"، للتأكيد على مطلب إسقاط النظام، ومحاسبة المجرمين، واستكمال مطالب الثورة.
ولا تزال معاناة السوريين مستمرةً منذ انتفاضتهم ضد النظام الذي يواجه المحتجين بالقمع عبر أجهزته الأمنية والعسكرية، ومن خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، مما اضطر بعضهم للنزوح في داخل البلاد، واضطر آخرون إلى اللجوء في دول الجوار ودول أخرى.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير، الإثنين، إن عدد السوريين الذين نزحوا داخلياً بلغ  6.9 ملايين نسمة، وإن 6.6 ملايين سوري لجأوا إلى دول اللجوء، سواءً إلى دول الجوار أو الدول الأوروبية، وإن عدد النازحين في المخيمات والملاجئ بلغ 1.9 مليون، وعدد الأطفال المنقطعين عن التعليم بلغ 2.65 مليون طفل.
وأشار الفريق إلى أن خسائر الاقتصاد السوري تجاوزت 650 مليار دولار أميركي منذ الثورة، كما أن أسعار المواد الأساسية ارتفعت أكثر من 140 مرة، وتضاعفت خسائر العملة المحلية أكثر من 98 مرة منذ بداية 2011، كما أن أكثر من 78 في المائة من المستشفيات والعيادات مدمرة أو خارج الخدمة، بالإضافة إلى دمار أكثر من 42 في المائة من المدارس.
وأكد التقرير أن نسبة السوريين المعرضين لخطر الفقر تبلغ 91 في المائة، وعدد السوريين الذين وصلوا إلى مرحلة المجاعة بلغ 3.3 ملايين، وتسببت العمليات العسكرية بإصابة أكثر من 1.8 مليون مدني، وخلف أكثر من 232 ألف من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وهناك عشرات آلاف المدنيين المفقودين والمختفين قسراً، وفقد عشرات الآلاف أرواحهم في هجمات للنظام السوري وحلفائه إيران وروسيا، ولا يزال النظام يستهدف آخر معاقل الثورة في الشمال السوري، خصوصاً في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" التي تضم إدلب وما حولها، في ظل صمت دولي حيال الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين.
وتضم المنطقة عدداً كبيراً من النازحين والمهجرين قسرياً، ولا يستطيع بعض الأهالي العودة إلى المناطق التي هُجروا أو نزحوا منها بسبب القصف المستمر، ولا حديث عن حلول للأزمة الإنسانية السورية.
=============================
العربي الجديد :11 عاماً على الثورة السورية: تثبيت نظام الأسد مقابل تفتيت البلاد
عبسي سميسم
15 مارس 2022
ماذا بقي من الثورة السورية وماذا أنتجت بعد 11 عاماً على انطلاقتها، وهل نجحت في تحقيق ما أراده السوريون يوم تحدوا نظام بشار الأسد وخرجوا إلى الشوارع؟ تحضر هذه الأسئلة وغيرها في ذكرى انطلاقة الثورة اليوم، وسط أوضاع لم يكن يأملها ولا يتخيلها السوريون.
نظام الأسد الذي بقي في الحكم بدعم روسي إيراني، ينحو إلى مزيد من الإجرام مُسقطاً كل مساعي الحل السياسي، أما قوى الثورة والمعارضة فتنهي العام الحادي عشر للثورة بمزيد من التشظي، لتنقسم الجغرافية السورية بين أربع قوى متصارعة في ما بينها.
أما المجتمع الدولي فيبدو متخلياً عن السوريين الذين ناصروا الثورة، والذين يعتبر الكثير منهم أنه تم إجهاض حلم الحرية الذي خرج لأجله الملايين منهم، وتم استبداله بسلطات أمر واقع، لتتحول البلاد إلى مناطق نفوذ بين أطراف لا تمت للثورة بصلة. هذا الواقع يضع الثورة أمام تحدي البقاء في الذاكرة، كهدف لا يلغيه استبداد ولا مصالح سياسية أو عسكرية.
انسداد سياسي في سورية
 بعد تكريس روسيا وإيران بقاء بشار الأسد في سدة الحكم، يتعاطى هذا النظام مع الحل السياسي على أنه ترتيبات داخلية، معطّلاً مسارات التفاوض وفق قرارات الأمم المتحدة. وتم اختصار قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالحل السياسي بلجنة دستورية لم تحقق أي تقدم حتى الآن، أما موسكو فتواصل عبر مسار أستانة قضم المزيد من مناطق المعارضة، وتسليمها للنظام، والتي كان آخرها ضم الجنوب السوري بأكمله لسلطة النظام أواخر العام الماضي.
وعلى الرغم من تحوير العملية السياسية في سورية لتصبح مجرد إعادة هيكلة لنظام الأسد، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تبقى في خانة المتفرج على ذلك. أما عربياً، فقد شهدت الشهور الماضية تحركاً من بعض الدول لا يزال قائماً حتى الآن، ويهدف إلى إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية.
على الأرض، لا تزال "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) التي تتحكّم بشمال غربي سورية، معضلة لأي حل سياسي، فيما زادت الولايات المتحدة من دعمها لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على شرقي نهر الفرات، وذلك بعد عودة تنظيم "داعش" للنشاط وقيامه بعملية كبرى اقتحم خلالها سجن غويران في الحسكة أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
أما الحكومة السورية المؤقتة، التابعة للمعارضة، فلا تزال تدير "شكلياً" ريف حلب الشمالي وجزءاً من ريف الرقة الشمالي، وجزءاً من ريف الحسكة، وهي مناطق تسيطر عليها فعلياً فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.
وعن الواقع السياسي بعد 11 عاماً على انطلاق الثورة، رأى كبير المفاوضين السابق في هيئة التفاوض المعارضة، محمد صبرا، في حديث مع "العربي الجديد"، "إننا نعيش الآن مرحلة فوضى ما بعد الثورة، لأن الثورات لا تهدف إلى إعادة إنتاج، أو إلى إنتاج نظام سياسي محدد، لأنه عندما تقوم الثورة بإنتاج نظام سياسي محدد فهي عملياً يمكن تسميتها انقلاباً، وليس ثورة شعبية".
وأوضح صبرا أن "الثورة الشعبية تهدف بالدرجة الأولى إلى تحطيم العوائق التي تمنع الناس من القدرة على الاجتماع السياسي، وفق إرادتهم الحرة على إعادة إنتاج دولتهم، ونظامهم السياسي، وفق اختياراتهم الحرة".
محمد صبرا: في سورية اليوم أربع حكومات تتساوى في عدم شرعيتها
وشرح صبرا أن "في سورية اليوم أربع قوى غير شرعية، أربع حكومات تتساوى في عدم شرعيتها، حكومة دمشق، وحكومة إدلب، وحكومة أعزاز، وحكومة الرقة، وهذه الحكومات الأربع تتوزع الجغرافية السورية، وكل منها يستأثر بجزء من الإقليم السوري، وبجزء من ثروات الإقليم السوري".
ورأى أن "هذه الحكومات الأربع تمثل احتلالاً داخلياً بالدرجة الأولى، وأيضاً تمثل امتداداً لاحتلالات خارجية". وتابع صبرا: "كل من هذه الحكومات يستند أو يعتمد على قوة خارجية في بقائه، وفي قدرته على الاستحواذ على الجزء الذي تمسك به من الإقليم السوري، أو من الثروات السورية، وبالتالي مطلوب منا كسوريين الآن أن نخرج من إطار فكرة أن العملية السياسية هي بين طرفين، نظام ومعارضة، فلم يعد هناك نظام، ولا معارضة أيضاً بالتوصيف الحقيقي".
وبحسب صبرا، فإن العملية السياسية المطلوبة من السوريين الآن هي كيف يستعيدون وطنهم من الاحتلالات الأربعة، أي من القوى اللاشرعية الأربع التي تحكم الجغرافية السورية بالاستناد إلى قوى إقليمية أو قوى دولية من خارج الإقليم، مؤكداً أن "هذا هو التوجه الذي يجب أن نسير عليه في 2022 والتوجه الذي يجب أن نشعر به كسوريين جميعاً هو ضرورة أن نستعيد قدرتنا على أن نحكم وطننا كسوريين بأيدينا وليس عبر هذه الحكومات الأربع التي تمثل احتلالات داخلية تابعة لاحتلالات خارجية".
أما المحامي خالد دشلة (35 عاماً) المهجّر من ريف حمص الشمالي إلى مدينة الدانا شمال شرق إدلب، فقال لـ"العربي الجديد" إنه بعد 11 سنة من عمر الثورة، تحولت سورية إلى مناطق نفوذ بين أطراف متصارعة، لا يمت أي طرف منها للثورة بصلة.
وأضاف: "قسم من سورية لا يزال يحكمه النظام الذي ثار الشعب عليه، فيما يحكم الأقسام المتبقية من البلاد فصائل عسكرية لا علاقة لها بالثورة، ففي شرق سورية يحكم حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) المنطقة باسم الثورة علماً أن النظام استخدمه في بداية الثورة لقمع التظاهرات وقتل المتظاهرين، فيما يحكم محافظة إدلب تحالف تنظيمات معظم قادتها ممن أخرجهم النظام من سجن صيدنايا لوأد الثورة، وكان لهم دور كبير في محاربة المتظاهرين، وملاحقة وقتل الناشطين الذين يحملون فكر الثورة".
وتابع دشلة: "حتى منطقة شمال سورية التي يسيطر عليها ما يسمى "الجيش الوطني"، فمعظم عناصر هذا الجيش قد تحوّلوا خلال السنوات الماضية إلى شبه مرتزقة، يبتزون سكان المناطق التي يحكمونها، ويوالون من يدفع لهم أكثر، حتى أن قسماً منهم رضي لنفسه أن يتحول إلى مرتزق يقاتل خارج حدود سورية من أجل المال فقط".
هيئة تحرير الشام
وأكد فادي سمعان (41 عاماً) المدرّس في مدينة إدلب، أن "هيئة تحرير الشام" التي تحكم محافظة إدلب باسم الثورة، لم تختلف طريقة تعاطيها مع السكان عن طريقة تعاطي النظام، سواء لناحية القبضة الأمنية في قمع الحريات، ومعاقبة من يخالفها الرأي حتى ولو من خلال منشور على "فيسبوك"، أو لناحية انتشار الفساد، والرشاوى، والواسطات.
وأشار إلى أن هذه الهيئة لا تقدّم أي خدمات للمواطنين، وهي تزيد عن النظام بأنها تتدخل في الشؤون الخاصة للمواطنين، من طريقة لباسهم، إلى قصات شعرهم، والفصل التام بين الذكور والإناث أكان في المدارس الابتدائية أم إلى الوظائف. واعتبر أنه تم إجهاض حلم الحرية الذي خرجت لأجله الثورة وتم استبداله بسلطات أمر واقع حاربت كل من يتبنى فكر الثورة وحكمت المنطقة باسم الثورة والدين.
على المستوى العسكري، أصبحت منطقة جبل الزاوية من أسخن خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة السورية من جهة، ومن جهة أخرى قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا مثل "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة".
وتشهد جبهة جبل الزاوية بشكلٍ شبه يومي إطلاق نار متبادل بين الفصائل وقوات النظام من خلال عمليات تسلل لقوات النظام على مواقع فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من فصائل "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة". وتمتد خطوط التماس مع قوات النظام من منطقة جبل التركمان على الحدود السورية - التركية شمال شرقي محافظة اللاذقية، مروراً بمنطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، إلى منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وصولاً إلى قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الغربي.
وجميع تلك المناطق تُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها). كما يوجد العديد من خطوط التماس الفاصلة بين قوات النظام وقوات "الجيش الوطني" السوري المدعوم من تركيا، سواءً في منطقة تادف بمحيط مدينة الباب شرق محافظة حلب، والواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، بالإضافة إلى خطوط تماس أخرى في منطقة "غصن الزيتون" وخطوط تماس جديدة في منطقة "نبع السلام"، ولا سيما مع الانتشار العسكري أخيراً لقوات النظام إلى جانب "قسد" في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
خلال سنتين لم تحصل معارك على الأرض بين الفصائل الثورية وقوات النظام
وقال العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، إنه خلال سنتين لم تحصل معارك على الأرض بين الفصائل الثورية وقوات النظام، وقد استغلت الفصائل هذه الفترة في تحصين الخطوط الدفاعية، وتحسين ظروف الرباط، والاستعداد للمعركة المقبلة.
وأضاف في حديث مع "العربي الجديد": "أعتقد أن وضع الجبهات جيد من الناحية الدفاعية، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال تمكن كافة الفصائل، من صد وإفشال أغلب محاولات التسلل المعادية التي حصلت خلال العامين الماضيين".
ولفت بكور إلى أن الوضع العسكري في سورية بشكل عام بعد 11 سنة من عمر الثورة، هو وضع غير مستقر، إذ بدأ بانتصارات للمعارضة، قبل أن ينتهي عام 2020 بانكسارات كبيرة تسببت في ضياع قسم كبير من مناطق سيطرة المعارضة. وأضاف بكور: "بعد انطلاق مسار أستانة تم ربط المسار العسكري بالاتفاقيات بين روسيا وتركيا، وبالتالي خضع المسار العسكري بأغلبه إلى تجاذبات الدول الفاعلة في الملف السوري، ومصالحها، وهذا الأمر شكّل انتكاسة كبيرة للثورة السورية".
ورأى أن "الوضع العسكري في سورية ما زال خاضعاً بشكل كبير للتجاذبات الدولية، التي سيكون لها تأثير كبير على الوضع السوري، هدوءاً أو تصعيداً"، إلا أنه رجح أن يكون مصير الوضع الحالي هو التصعيد العسكري بعد فترة، قد تطول، أو تقصر، بناءً على المستجدات الدولية.
أزمات إنسانية متفاقمة
 على المستوى الإنساني، يعيش السوريون مأساة مستمرة، ومتعددة الجوانب، فقد قتل منهم أكثر من 600 ألف، وتحوّل أكثر من ثلثيهم إلى مهجرين، بين نازح داخل سورية، أقصى أحلامه الشعور بالأمان وتأمين ما يطعم به عائلته، ولاجئ خارجها، يتعرض لكل أنواع الانتهاكات والتمييز في معظم الدول التي لجأ إليها.
وتحدث عبد الكريم فرحان (60 عاماً) من مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، عن الوضع المزري في شمال سورية، موضحاً أن دخل الفرد في حال وجد عملاً من المستحيل أن يكفي لتأمين مستلزماته الضرورية للعيش، الأمر الذي جعل الكثير من سكان المنطقة يعتمدون على المساعدات على قلتها التي تأتي بها المنظمات.
وأضاف فرحان: "بعد أن تخليت عن وظيفتي في شركة الكهرباء في إدلب، إثر سيطرة هيئة تحرير الشام عليها، لم يعد لدي عمل لأتقاضى راتباً، كما أنه لم يعد لدي أمل براتب تقاعدي، أو تعويض أسد به حاجتي، من خبز ودواء، ولم أعد قادرا على العمل في أي مهنة بسبب تقدمي في السن، ومع ذلك أعمل الآن حارساً ليلياً في شركة تعبئة أسطوانات الغاز، وأنا مرغم لعدم توفر عمل آخر ولشدة حاجتي لما أتقاضاه".
أما بسام الحافظ، المهندس النازح من حلب إلى مدينة اللاذقية، فلفت في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن الوضع المعيشي في مناطق النظام عموماً وصل إلى حدود المجاعة، موضحاً أن حوادث التخلي عن الأولاد وتركهم لمصيرهم في الشوارع، التي تشهدها تلك المناطق، هي بسبب العجز عن تأمين طعام لهم.
وأضاف "هناك طبقتان في محافظة اللاذقية، طبقة الأمراء والمتنفذين الذين يعيشون حياة مترفة ولهم أسواق خاصة، وطبقة معدمة تحلم بتأمين وجبة طعام"، مشيراً إلى أن المساعدات التي يتحدثون عن إدخالها إلى مناطق النظام هي كذبة، إذ يتحكم بها قادة المليشيات والمتنفذون في النظام.
=============================
العربي الجديد :الثورة السورية... 11 عاماً على "الصرخة الأولى"
جلال بكور
15 مارس 2022
11 عاماً مضت على اندلاع الثورة السورية، مسبوقة بإرهاصات عدة، منها احتجاجات وكتابات على الجدران، ودعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف في وجه الذل، واستعادة الكرامة، ترافقت مع ثورات "الربيع العربي"، وكانت أولى نتائجها تظاهرة سوق الحميدية والمسجد الأموي وسط العاصمة دمشق.
 
الصرخة الأولى
التقى "العربي الجديد" بالناشط سامي الدريد، مطلق الهتاف الأول في تظاهرة الحميدية والمسجد الأموي، إذ لم يكن إطلاق تلك الصرخة سهلاً بالنسبة إليه.
تساؤلات كثيرة دارت بين سامي ونفسه قبل اتخاذ قرار الخروج في تظاهرة ضد نظام قمعي معروف بالوحشية. يقول سامي: "والله أنا قعدت من أول ما شفت مظاهرة تونس ليوم 15/3 ناقش نفسي، إنت مقتنع بضرورة قيام الثورة في سورية؟ أكيد، معناها شو مانعك؟ لازم تنطلق، وإذا ما انطلقت؟ ما بعرف، لازم شرارة، ليش مو إنت الشرارة؟ أنا مالي ضهر وغير معروف، بنكلوا فيني، معناها إنت مانك صادق بجوابك الأول". ويضيف: "كان النقاش مؤلماً لدرجة أنني ما كنت قادراً على تحمله، يشهد الله على ذلك".
"تحيا سورية حرة" كانت الصرخة الأولى التي أطلقها سامي، وشعورها لم ينسه حتى اليوم: "شعور ما بنساه أبداً، انسل من جسدي كله، من أطراف أصابعي شي ما عرفت شو هو، يمكن الخوف ويمكن الرهبة، ويمكن الدنيا، ويمكن حب الحياة ما بعرف بالضبط، وخرج مع أول صرخة، حسيت بعدها إني ريشة طايرة بالهوا، ما عاد فرقت معي لو إجا النظام بكل قوته وجبروته، كنت مستعد واجهه وتمنيت لآخر لحظة حتى اعتقلت يومها".
صرخة سامي بدأت معها أولى تظاهرات الثورة السورية، واستمرّ بعدها مشهد القمع الذي لجأ إليه النظام، وتطور على مدار سنين، ليسقط ملايين الضحايا بين قتيل ومعتقل ومصاب ومفقود ومعذب ومشرد في البلاد، وخارجها، إضافة إلى تدميره مدناً بأكملها.
يقول سامي إن "الناس يومها كانوا متحفزين وبدأوا يهتفون بشعارات "الشعب السوري ما بينذل، سورية حرة حرة والحرامية برا برا"، مشيراً إلى أن أمن النظام كان متخفياً ويسير مع المتظاهرين باتجاه ساحة الحريقة".
ويضيف: "هناك كان يوجد تجمع للأمن وجاء وزير الداخلية وحصلت مواجهة حامية بيننا وبينهم. هم يصيحون "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، و"نحن نصيح بالروح بالدم نفديكِ سورية"، ودخلوا بيننا وحاولوا تفريق تظاهرتنا. عدنا وجمعنا أنفسنا، وكنا خمسة؛ أنا وعبد العزيز ومروة الغميان ونورا الرفاعي وأحمد الحمود".
وعاد سامي مع رفاقه باتجاه سوق الحميدية، وكان حولهم كثير من رجال أمن النظام، متابعاً: "عدنا باتجاه سوق الحميدية، وطبعاً كان معنا ضعف عددنا من عناصر الأمن، وأخدونا باتجاه الطريق الموازي للجامع الأموي وقبر صلاح الدين واعتقلونا، وأدخلونا إلى مطعم أو فندق لا أعرف بالضبط ما هو"، مؤكداً أن من قام باعتقالهم هو "فرع الخطيب".
الإهانة والشتم
الضرب والشتم والسباب والإهانة هو ما تعرض له سامي ورفاقه منذ اللحظات الأولى لعملية الاعتقال، ورافقهم هذا الحال طوال مدة الاعتقال، وحتى الإفراج عنهم بعد شهر تماماً من المعتقل في فرع أمن الدولة بكفرسوسة، والسؤال الشهير في عملية التحقيق كان دائماً "من دفع لكم وكم دفع لكم"، إذ إن النظام لم يكن يتصور أن يخرج بوجهه أحد، ويتهم كلّ من يخرج عليه بأنه مدفوع له من جهة خارجية.
وأكد سامي أنه جرى الإفراج عنهم بعد شهر، من دون عرضهم على القضاء، ومن دون أي محاكمة، وما سمعوه أنه كان "مكرمة من السيد الرئيس"، بعد إصداره عفواً عاماً غايته التخفيف من حدة الاحتقان في الشارع ضده، وكان العفو قد صدر بتاريخ 15-04-2011، وطوال مدة الاعتقال لم يكن سامي يدري ما يحدث في الخارج.
ولم يخفِ سامي ما كان يشعر به في ذلك الوقت الذي أمضاه في المعتقل، "11 يوماً في فرع الخطيب، و19 يوماً في كفرسوسة"، قائلاً: "كنت أتوقع أن الأمر انتهى، وأننا سنبقى في السجن إلى ما شاء الله، ولم أتوقع أن الشعب سينتفض أبداً، كانت مفاجأة عندما عرفت بآخر أيام اعتقالنا بكفرسوسة بفرع أمن الدولة".
تظاهرة عفوية
شارك في التظاهرة الأولى بدمشق مجموعة من الناشطين لم يكن معظمهم على علاقة سابقة بأي حزب أو أي نشاط سياسي، ولا علاقة لهم بمعارضة داخل البلد أو خارجه، بل كانوا من المجتمع المحلي بكل أطيافه، بعيدين عن الأدلجة والتعصب الطائفي أو المناطقي أو السياسي.
"العفوية والرغبة الأصيلة لدى الشعب بالتغيير" هو أهم ما ميّز تظاهرة الصرخة الأولى وفق ما يقوله سامي، وأكثر ما يتمناه اليوم بعد 11 عاماً هو "ترجع للشعب روح تلك الساعة الأثيرة في نفسي، وأن ننتصر ونتخلص من كل أشكال الاستبداد والظلم".
ولا ينسى سامي دائماً "دماء الشهداء والمعتقلين القابعين في ظلمات الزنازين الأسدية، زنازين القهر والخوف والرعب"، ويحلم دائماً بـ"خلاصهم".
=============================
العربي الجديد :فوتوغرافيا المدن السورية: عالم يُحدّق بعينين مُغمضتين
ختام غبش
 
في إحدى الصور الملتقطة لأحد أحياء حلب الشرقية المحاصرة - قبل استيلاء النظام السوري عليها بساعات (أوخر العام 2016)- تربعت شواهد القبور في واجهة الصورة، مختلطة بالعمائر السكنية، شاخصة رؤوسها الرخامية البيضاء، متقدّمة على العمائر التي تقمصت هياكل أصحاب القبور. آلاف الحكايات المزروعة في جنبات حديقة الموتى هذه، انتشلتها عدسة الكاميرا، مخرجة حقيقة الحدث إلى الضوء. للصورة أثر كبير في تشكيل وعينا الإنساني عبر التاريخ، خاصة أنّ البعض منها امتاز بخاصية البقاء، يقبع هامداً في زوايا الذاكرة، إلى أن يأتي الحدث المناسب ليدفع به من جديد إلى الواجهة المضيئة.
في الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، كيف استطاعت الصورة كسر قدسية الرموز المعظّمة؟ وكيف استطاعت دراسة تحولات المدن والأوضاع الاجتماعية والأشخاص على مدار 11 عاماً؟
الإجابة حاضرة ولكن فيها من القسوة ما يجعل من العودة إلى البدايات الأولى، وسرد المراحل التي عشناها خلال الثورة السورية رحلة عبور بين عالمين، أُريدَ من خلالهما وأد كل محاولة بشرية للنجاة.
بعد مرور كلّ هذا الوقت، ما زلنا نطرح على أنفسنا السؤال الأهم: ما الذي جعل أولى خطواتنا تتسابق لإتلاف ذاك الأرشيف الصوري الفيروسي الانتشار، الجاثم على صدورنا لوجه أوحد بارد المعالم، قبيح الحرفة والتشكيل؟ عند تلك اللحظة التي انتزعت فيها الصور المتكاثرة - من جدران المدارس ومؤسسات الدولة العامة، منصفات الأتوتسترادات، الحدائق العامة وجذوع الأشجار، أعمدة الإنارة، بوسترات عملاقة تتصدر واجهة الأبنية والمراكز التجارية، صوره في هيئة: المزارع، القاضي، اللواء الركن، الطبيب، مهندس الحروب، الآثاري... إلخ - تفتتت جذور الخوف التي شلّت حواسنا منذ زمن، والتي وضعتنا أمام أنفسنا في مواجهة حقيقة أنّنا أبناء هذه المدن، وعلينا استعادتها بعمائرها التي كانت تستنسخ صورة مخلوق واحد، اختُزِلت الجغرافية السورية كاملةً في شخصه.
بدأت تتصدر المشهد صور حملت معها بوادر مرحلة جديدة، من خلالها سمعنا أصوات الهتافات والأهازيج والأغاني الثورية التي دبت الحماس في أرواح الشعب. كانت الصرخة هي من وحّدت الجغرافية السّورية، ليس فقط السّورية، بل انتقلت لتنسج من ساحات الثورة في بلداننا العربية، مكاناً واحداً ذا دلالات رمزية لن تمحى، نتناقل صيحاتنا في ما بيننا، وكأننا أصبحنا جغرافية واحدة ترفع نفس الشعارات.
بثت فينا الصور القادمة من ثورات البلدان العربية القوة لمواجهة نظام بترسانته العسكرية، فالصورة التي طافت بجسد البوعزيزي، لم تحرق جسده وحده، وإنما كانت الشرارة التي أشعلت النار في الهشيم. فيما جاب جسد شيماء الصباغ (شهيدة الورد) أصقاع العالم، ليمسك زوجها بها ويبقي جسدها واقفاً مانعاً إياه من السقوط أرضاً، بعدما رفض العسكر إسعافها إلى المشفى. انتشرت عقب هذه الحادثة صور لأشخاص من كافة أنحاء العالم، تقمصوا جسد شيماء وزوجها.
لن تمحى أصوات الهتافات الثورية المنطلقة من صورة أول مظاهرة احتجاجية في الجامع الأموي، لتتبعها مناطق الجغرافية السورية الواحدة تلو الاخرى. صور قادمة من مهد الثورة في درعا، صور ساحة العاصي، حمص وأريافها، بانياس، دير الزور، دمشق وأريافها، يبرود، الزبداني، عامودا... لقد استطاعت هذه الصور أن تنفث ريح الثورة بينا كشعوب عربية، نتلقفها بكل حواسنا قبل وصول الثورة إلى عتبة كل بلد يعيش على أمل الثورة. واستطاعت أن تفرغ جعبتنا من كل أدوات الخوف والرعب المعشش بين ضلوعنا، الخوف الذي أتقن أجدادنا توريث نسخه البغيضة جيلاً بعد جيل.
يمثّل الأرشيف الصوري ملفات إدانة، توثق لنا حالة المدن وتحولاتها القاتمة؛ فبالعودة إلى الألبومات الصورية في العقود الأخيرة، سنرى معاناة المدن العربية واضطراباتها الواضحة المعالم. منذ عقد السبعينيات، ولأسباب اقتصادية متنوعة، ارتفعت معدلات النمو الحضري في العالم العربي بشكل ملحوظ. عجزت خلالها المدينة العربية عن الاستجابة للتحديات التي تفرضها معدلات التحضر المتسارعة، بدءًا من الصراع اليومي لتوفير الاحتياجات الأساسية، مروراً بترهل البنية التحتية، وزيادة فئة الشباب الفاقدة لأبسط الحقوق. رافق ذلك تحويل الأرياف العربية إلى حواضن للمباني السّكنية الحديثة والشوارع المكتظة، بخططٍ أفقدت الريف هويته، وجعلت منه مدناً مشوهة.
منحتنا الصورة إحداثيات وحكاية كل مدينة أو قرية أو حي، وأدخلتنا في الحدث المظاهراتي في كل نقطة من الجغرافيا السورية، الذي بدأ إشعاعه ينضب مع تزايد أعمال العنف والقتل ضد المتظاهرين السلميين؛ فباتت الدماء تتصدر المشهد في نهاية كل جمعة تظاهر، وبدأت أعداد الضحايا ترتفع، وهذا ما جعل صوت السلاح يطغى على كلّ الأصوات.
تغيرت إحداثيات الصورة من الأرض نحو السماء، فبتنا نعاين مشاهد الطيران الحربي وهو يدكّ المدن بالصواريخ والأسلحة الثقيلة، غُطيت الشاشات بأخبار المدن والقرى التي باتت تطغى عليها الأعلام السوداء التي اتسعت رقعتها في كلّ من سورية والعراق، فأصبحت المشاهد هوليوودية بامتياز، ابتكرت أشكالاً جديدة للقتل والإعدام تصدرت شاشات العالم.
اختفت اليوم تلك الصور الملونة بالوجوه المنتعشة أو الغاضبة أو المتلهفة للحياة الجديدة، باتوا يلصقون بالشعب السوري صوراً ستكون في ما بعد علامات مميزة على الهويات أو جوازات السفر. لم نعد في أنظار هذا العالم إلّا صوراً للاجئين نطرق أبواب العالم لاستقبالنا، أو إرهابيين ملأت صورهم الشاشات، تنشر صورنا ونحن نتقاتل في "طوابير الذل" كما يطلق عليها السوريون... أرتال طويلة تقف تنتظر دورها لاستلام الاحتياجات الأساسيّة، بينما يغمض العالم أعينه عن صور استنزفت حياة من أرادوا أن يوثّقوا لحظة الحقيقة، وهبوا أنفسهم كي يوصلوا للعالم طرق الموت المتعددة التي تلذذ الطغاة في تجريبها على أجسادنا. لم يُعر أحد في هذا العالم باله لصور تلك الخيام المعلقة بين حبلين، يُفكّ وثاقهما عند أول هطول للثلج والمطر، فيقتل من يقتل ويموت من البرد من يموت.
=============================
جسر :“بيدرسون” في ذكرى انطلاق الثورة: نواجه مأزقاً مستمراً والسوريون يحتاجون إلى الحل
في مارس 15, 2022
جسر – متابعات
نشر المبعوث الأممي إلى سوريا بياناً أمس الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ11 لانطلاق الثورة السورية، دعا فيه إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين، مؤكداً حالة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وقال بيدرسون: “الصراع في سوريا يدخل عامه الثاني عشر، ما يمثل علامة فارقة أخرى (..) الشعب السوري يحتاج ويستحق قبل كل شيء حلًا سياسياً”.
وأضاف أن “الخروج من هذا المأزق هو أن تتوصل الأطراف إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين، ويعيد سيادة سوريا، ويمكّن الشعب من تقرير مستقبله”.
وتابع بالقول: “رسالتي للجميع واحدة الحل العسكري وهم (..) لم تحدث تحولات في الجبهات منذ عامين، إننا نواجه مأزقاً مستمراً، وفي الوقت نفسه نرى انهياراً اجتماعياً واقتصادياً”.
وتابع: “لهذا السبب استمر في التواصل مع الحكومة السورية، ولجنة المفاوضات المعارضة، ورجال ونساء سوريا على أوسع نطاق، بهدف تعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015”.
=============================
الجزيرة :الذكرى 11 للثورة السورية.. رغم استمرار المهددات النازحون يتمسكون بحلم العودة لديارهم
عمر يوسف
15/3/2022
شمال سوريا- قبل عقد من الزمان، نزحت أسرة عبد الرحمن العمر من ريف إدلب (الشمال السوري) إلى مخيمات أطمة قرب الحدود مع تركيا. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن الأسرة من العودة إلى ديارها أو حتى زيارة منزلها، وباتت تعد الأيام ثم السنوات على مأساة لا تعرف طريقا إلى الحل.
وعلى مدى هذه السنوات العشر من عمر الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، تعاقبت على هذه الأسرة أحداث لافتة غيرت من مجرى حياتها، لكنها لم تغير من حال نزوحها، حيث فقدت أحد أفرادها بقصف من طيران النظام الحربي قبل 3 سنوات، في أثناء الهروب من المعارك.
يقول عبد الرحمن العمر (56 عاما) إن الاعتقاد الذي كان سائدا لدى الأسر السورية، التي هربت من القصف على ريف إدلب بداية الثورة، أن النزوح سيكون مؤقتا وحالة طارئة لن تدوم طويلاً، لكن احتدام المعارك والاجتياح البري لقوات النظام أطال الرحيل والنزوح لسنوات.
ولكن العمر -في حديث للجزيرة نت- لا يزال يتمسك بحلم العودة إلى دياره، وتحقيق الثورة السورية النصر، رغم استمرار رحلة نزوحه وغياب الحلول السياسية أو العسكرية للملف السوري، كما يقول.
ويعتقد العمر أن العيش بحرية داخل مخيم وسط العراء في أراضٍ لا يسيطر عليها النظام أفضل من الحياة في كنفه، وإن كانت المعيشة في المخيم تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة من الكهرباء والماء النظيف والغذاء.
استحالة العودة
والعمر واحد من 1.5 مليون نازح تجمّعوا في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة منذ عقد وعدة أشهر، ضمن أكثر من 1489 مخيما، منها 452 مخيما عشوائيا يسكنها 233 ألف نازح، ولا تحصل على أي مساعدات إنسانية على الإطلاق، وفق أحدث إحصائية أصدرها فريق "منسقو استجابة سوريا".
ويؤكد مدير الفريق، محمد حلاج، أن 85% من مخيمات الشمال السوري أقدم من عمرها المتوقع، وباتت عُرضة للتلف وليست لديها القدرة على مواجهة الظروف الجوية.
ويشير حلاج إلى أن الاستجابة الإنسانية ما زالت ضعيفة فيما يتعلق بتعويض النازحين المتضررين من العاصفة الثلجية والمطرية التي ضربت المنطقة مؤخرا، مقدرا أنها لم تتجاوز 18% من حاجة النازحين، رغم توافد آلاف الشاحنات التي تحمل مساعدات إليهم.
وتشهد مناطق الشمال السوري أجواء شديدة البرودة منذ بداية العام الحالي، حيث يعيش أغلب النازحين في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، إضافة إلى قدم الخيم وتلف الكثير منها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن بنزلات البرد.
ووفقا لحلاج، عودة النازحين السوريين إلى ديارهم في الوقت الراهن مستحيلة، نتيجة استمرار خروقات النظام السوري وروسيا بقصف المناطق المأهولة بالسكان، مما تسبب في استمرار النزوح، لافتا إلى تسجيل أكثر من 421 خرقا -خلال شهر واحد- هددت حياة المدنيين ودمرت المنشآت الأساسية.
استمرار الثورة
وعلى بعد آلاف الكيلو مترات من مخيم أطمة، يستعد نازحون سوريون آخرون لإحياء الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، مؤكدين استمرارها حتى تحقيق مطالبها التي نادت بها عام 2011، ويقولون إن تردي الظروف المعيشية لن يمنعهم من مواصلة موقفهم الرافض لحكم النظام السوري.
ويعتقد مدير مخيم التح، عبد السلام اليوسف، أن الثورة السورية لا يمكن أن تتوقف مهما طال بها الزمن، واستمر النظام في قصف الشعب السوري وقتله بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.
وقال اليوسف -للجزيرة نت- إن عدم توفر إرادة دولية لاتخاذ قرار جريء في الشأن السوري، أدى إلى استمرار مأساة النازحين كل هذه السنوات، مناشدا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي "لوضع حد للنظام السوري وداعمته روسيا، التي تستمر في قتل الإنسانية في سوريا والآن أوكرانيا"، على حد قوله.
المصدر : الجزيرة
=============================
الجزيرة :11 عاما على انطلاق الثورة.. تعرف على خريطة الهجرة والنزوح السوري
شام مصطفى
14/3/2022|آخر تحديث: 14/3/202205:50 PM (مكة المكرمة)
دمشق- لا يزال العالم، منذ انطلاق الثورة السورية قبل 11 عاما، يشهد أكبر موجة لجوء ونزوح إنساني لشعب في التاريخ المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وتُقدّر منظمات الأمم المتحدة أعداد النازحين السوريين في وطنهم بنحو 6.9 ملايين نازح، مقابل نحو 5.5 ملايين لاجئ فروا إلى دول الجوار وأوروبا.
في هذا التقرير، نتعرف على خريطة انتشار اللاجئين والنازحين السوريين داخل بلادهم وحول العالم، وأبرز التحديات التي يواجهونها.
النازحون في الداخل السوري
يتوزّع نحو 7 ملايين نازح على 3 مناطق رئيسية في سوريا، وهي الشمال الشرقي، والشمال والشمال الغربي، ومناطق سيطرة النظام وسط وجنوبي البلاد.
ويقدّر عدد النازحين في شمالي وشمال غربي سوريا بنحو 2.8 مليون نازح، 80% منهم نساء وأطفال، وبينهم 46 ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب أحدث إحصائية لفريق "منسقو الاستجابة في سوريا"، بلغ عدد سكان المخيمات شمالي البلاد نحو مليون و44 ألف نازح، يعيشون في 1293 مخيما، من بينها 282 مخيما عشوائيا لا يحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.
وكشف شيخموس أحمد -رئيس مكتب المنظمات والشؤون الإنسانية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"- عن أن أعداد النازحين الموجودين في شمال شرقي سوريا بلغت مليونا و25 ألفا.
وأشار أحمد إلى أن نحو 900 ألف نازح يعيشون في منازل أو مدارس، و125 ألف نازح موجودون في المخيمات.
ويبلغ عدد المخيمات في شمال شرقي سوريا 15 مخيما، 6 منها في الحسكة التي تحتضن أكبر عدد من النازحين، وهي مخيمات الهول، والعريشة، وروج، ونوروز، وسريه كانيه، وواشو كاني. في حين توجد 5 مخيمات في شمالي حلب، وهي برخدان، وسردم، والعودة، وعفرين، والشهبا.
ظروف قاسية
ويعيش أهالي المخيمات ظروفا قاسية شتاءً، تزامنا مع هطول الثلوج التي تتسبب في صعوبات إضافية في ظل عدم توفر المحروقات أو الكهرباء أو وسائل تدفئة بديلة، وأدت إلى إغلاق الطرق التي تصل عبرها المساعدات الإنسانية.
وكشفت دراسة أجرتها منظمة "الدفاع المدني السوري" -شملت 192 مخيما يناير/كانون الثاني الماضي- عن أن فصل الشتاء هذا العام خلف أضرارا في 160 مخيما بنسبة 83%، في حين لم تتخط نسبة عمليات الاستجابة الإنسانية 40% فقط من المخيمات المشمولة بالدراسة.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 167 شخصا قضوا بسبب البرد منذ عام 2011، بينهم 77 طفلا.
ولا يبدو واقع النازحين في شمال شرقي سوريا أفضل حالاً، حيث أعرب مارك كيتس -نائب المنسق الإقليمي لسوريا في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة- عن قلقه حيال الأعمال العدائية المتصاعدة في مدينة الحسكة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، التي أدت إلى نزوح نحو 45 ألفا من منازلهم إلى أماكن أخرى.
في حين جدّدت الأمم المتحدة، مارس/آذار الجاري، مناشداتها لرؤساء 57 دولة حول العالم لإعادة مواطنيهم الأجانب من مخيم الهول شمال شرقي سوريا، وكثير منهم عائلات لأفراد من مقاتلي داعش السابقين من الأجانب. وتشير المصادر إلى أن 65 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، محتجزون هناك في ظروف غير إنسانية.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة لتوزع النازحين في مناطق سيطرة النظام، فإن التقديرات تشير إلى أن اللاذقية في طليعة المحافظات المستقبلة للنازحين، تليها طرطوس، ثم حلب، ثم ريف دمشق، ثم السويداء، فدمشق.
ويعاني النازحون في مناطق سيطرة النظام من سوء الواقع المعيشي، في ظل تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وانقطاع الكهرباء من 18 إلى 20 ساعة يوميا، إضافة إلى ارتفاع إيجار الشقق السكنية، وانعدام فرص العمل.
وقدّرت الأمم المتحدة أن 90% من السكان في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، ويواجه 70% منهم نقصًا حادًا في الغذاء.
تصدّرت تركيا قائمة الدول الأكثر استضافة للاجئين السوريين حول العالم لعام 2022، ويقدّر عددهم فيها بنحو 3 ملايين و741 ألفا، يعيش معظمهم في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي، بحسب أحدث إحصائية للمديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية.
وبالرغم من حصول أكثر من 193 ألف سوري على الجنسية التركية حتى نهاية العام الماضي، فإن الكثير من العقبات لا تزال تواجه اللاجئين السوريين في هذا البلد؛ وأبرزها الأجور الزهيدة، ومشاكل إدماج الطلبة السوريين في التعليم الحكومي.
ويحتل لبنان المرتبة الثانية في قائمة الدول المستضيفة للاجئين السوريين، إذ ذكرت الأمم المتحدة -في تقرير حديث- أن قرابة 900 ألف لاجئ سوري "مسجّل" يعيشون في الأراضي اللبنانية حتى عام 2022. بينما قدرت الحكومة اللبنانية وجود 500 ألف آخرين يقيمون بصورة غير قانونية.
وحسب التقرير، فإن 90% من الأسر السورية في لبنان تعيش في فقر مدقع في ظل الانهيار الاقتصادي والأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها البلاد، وعدم توفير عودة آمنة لهم.
ويأتي الأردن في المرتبة الثالثة بنحو 673 ألف لاجئ سوري مسجل، 19.5% منهم يستقرون في المخيمات، وأبرزها الزعتري والأزرق، ويتوزع الباقون على محافظات عمان وإربد والمفرق.
ويعيش 80% من اللاجئين السوريين في الأردن تحت خط الفقر، بينما 60% من العائلات السورية هناك في فقر مدقع.
ويحتل العراق المرتبة الرابعة بين دول الجوار المستضيفة للسوريين، حيث يعيش فيه 346 ألف لاجئ سوري، تليه مصر فالسودان.
في الدول الأوروبية
بلغت أزمة اللجوء السوري ذروتها خلال عام 2015، وكانت ألمانيا في طليعة الدول التي استقبلت السوريين الفارين من الحرب، ففي حين فرّ إلى أوروبا أكثر من مليون لاجئ سوري، قصد 59% منهم ألمانيا. ويبلغ إجمالي عددهم في هذا البلد حاليا 787 ألفا.
وتحتل السويد المرتبة الثانية في أوروبا باستقبالها لأكثر من 114 ألف لاجئ سوري، تليها هولندا بأكثر من 74 ألفا، فالدانمارك بأكثر من 17 ألفا، واليونان بنحو 38 ألفا، وفرنسا 23 ألفا، وسويسرا بنحو 7 آلاف، وبلجيكا بنحو 4 آلاف، وإيطاليا 4 آلاف، ورومانيا بأكثر من 3 آلاف، وإسبانيا 2352، وإيرلندا 1729، وبولندا 1069، ولوكسمبورغ 663.
وذكرت مجلة "أرشيف الصحة العامة" (Archive of Public health) أن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين في ألمانيا يعيشون في ظروف غير جيدة، بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية، كالسكن ومدة اللجوء والحالة الاجتماعية.
أما عن الصحة النفسية للاجئين السوريين، فذكرت مجموعة "الحدود في الطب النفسي" (Frontiers in psychiatry) المختصة بالأبحاث النفسية أن النسبة الأكبر منهم في ألمانيا وباقي الدول الأوروبية، يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ومن الاكتئاب والقلق الناجم عما خبروه في بلادهم خلال فترة الحرب وعن انفصالهم عن عائلاتهم.
وإلى جانب الاضطرابات النفسية وصعوبات الاندماج، يواجه السوريون مخاوف من نوع آخر؛ حيث كانت الدانمارك أول دولة أوروبية تخبر اللاجئين السوريين على أراضيها أواخر عام 2021 أن موعد عودتهم إلى بلادهم قد حلّ، بعد أن جردت نحو 100 ألف من إقاماتهم وأرسلتهم إلى معسكرات الترحيل العام الماضي.
ووصف مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، ستيف سيموندز، سياسات الدانمارك بالإهانة المروعة لحق الناس في أن يكونوا بمأمن، واتهمها بإجبار الناس على العودة إلى "أيادي النظام الوحشي"، مشيرا إلى أن هذا الانتهاك قد يشكل حافزا للدول الأخرى لكي تتخلى عن التزاماتها تجاه السوريين.
المصدر : الجزيرة
=============================
اورينت :في ذكراها الـ 11.. الثورة السورية مقيدة بتآمر وفشل السياسيين وخذلان الفصائل العسكرية
أورينت نت- عبد الكريم الثلجي 2022-03-15 09:25:41
ما زالت الثورة السورية تنتظر فرص تحقيق أهدافها بعد 11 عاماً على انطلاقتها رغم التآمر الدولي عليها وصمت المجمتع الدولي، وكذلك الدعم الروسي والإيراني الذي سمح لنظام أسد بإعادة السيطرة على معظم المدن والمناطق عبر سيناريو التهجير والتدمير من دمشق إلى حمص ودرعا ووصولاً إلى الشمال السوري، آخر معاقل المعارضة السورية التي تشتكي صمت الجبهات والبنادق، وتتأمل استغلال الغزو الروسي لأوكرانيا لإطلاق عمل عسكري ضد ميليشيات أسد وروسيا وإيران.
تلك الحالة المأساوية لمناطق المعارضة على الصعد السياسية والعسكرية وخاصة الاقتصادية، نتجت عن فشل المسار السياسي وجولات التفاوض التي أدارتها الدول "الضامنة" (روسيا وإيران وتركيا) خلال عقد مضى، واستطاعت روسيا فرض مساراتها الخاصة (أستانا وسوتشي) لكسب الجولات لمصلحة حليفها أسد، مقابل عدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي حول الملف السوري ولا سيما القرار (2254) الذي ينص على تطبيق الحل السياسي في سوريا، بحسب استطلاع أجرته أورينت مع نشطاء وعسكريين وباحثين في إدلب وريف حلب.
وفي هذا الصدد يقول أحد النشطاء في الشمال السوري، وهو عبد الكريم العمر، في حديث لموقع أورينت نت: "للأسف كانت المفاوضات والمسار السياسي بشكل عام نذير شؤم للسوريين، حيث خلقت روسيا مسارات جديدة سواء  أستانا أو سوتشي، وهي بمثابة انقلاب على مسار جنيف الذي بدأ في حزيران 2012 والقرار الدولي 2254 ، الذي يعتبر أساس الحل السياسي وحظي بموافقة أعضاء مجلس الأمن"، ويضيف الناشط: "فيما بعد حاول المبعوث الأممي ديمستورا الانقلاب على مسار جينيف بدعم روسي، وفي ظل غض الطرف الأمريكي والأوروبي عن توجهاته، بدأ الحديث عن السلال الأربع دون التركيز على السلة الرئيسية، وهي تشكيل حكم انتقالي له كامل الصلاحيات التنفيذية، وبموجبها يتشكل دستور وتجري انتخابات" .
ويوضح عبد الكريم: "ديمستورا انقلب على ذلك وبدأ بالحديث عما يسمى اللجنة الدستورية، التي تعتبر من مفرزات مؤتمر سوتشي، حيث عمل الروس على خلق مسار أستانا بعد سيطرة النظام على مدينة حلب، والذي بموجبه استطاع النظام السيطرة على مناطق شاسعة من سوريا، بريف دمشق و حمص وريف حماة وإدلب. فالموضوع السوري ليس أولوية عند الأمريكان والأوروبيين"، معتبراً أن تلك المسارات السياسية التي سارت فيها المعارضة السورية والمجتمع الدولي، كانت عبئاً وكارثة إضافية على السوريين رغم معاناتهم الشديدة من القصف والنزوح والتهجير .
 في حين لم تُبدِ الباحثة في مركز عمران رهف اللحام تفاؤلاً بالمسار السياسي، فالمفاوضات بحسب وصفها "شكلية"، وترى أن التفاوض يحتاج ضمانات وإلزاماً وأطرافاً مستعدة للتفاوض، وهو ما لا يريده نظام أسد الذي "لا يتبنّى سوى الحلول الصفرية، ودخوله في أي مسار تفاوضي يهدف لكسب الوقت ليس إلا".
 أما عن المعارضة السورية فترى اللحام أن "الوضع أعقد، هناك انفصال بين الأطراف المفاوضة ومن يفترض أنهم يمثلونهم – على انقسامات الشارع السوري نفسه- وانقسامات عديدة بين الجهات والشخصيات، وعدم وضوح الرؤية أو الهدف ومن ذلك خوض جولات تفاوضية بهدف (إحراج النظام) أو إثبات حسن نية للمجتمع الدولي بأن المعارضة ليست تعطيلية" أكثر من وجود هدف خلف جولة تفاوضية، عدا عن عدم استغلال أوراق القوة –حين توجد- بالشكل الأمثل".
 دور المجتمع المدني
وتشير الباحثة إلى أن الشعب السوري بات اليوم مشتتاً جداً، و"همومه مختلفة باختلاف أماكن وجوده وإن كان هناك شبه اتفاق على العناوين العريضة من أهداف الثورة، لكنه يفتقد لمساحات الفعل بسبب حالة اللا تنظيم، ما يجعل ردود أفعاله تنحصر في وسائل التواصل وبأحسن الأحوال تشكيل رأي عام شعبي لكنه من دون أدوات الفعل والضغط المُجدي".
ولا يمكن إغفال حداثة نشأة المجتمع المدني بالنسبة للسوريين، بحسب الباحثة التي ترى أن بعض المفاهيم لا تزال غائبة عن السوريين، وأن الممارسة لا تزال تواجه عقبات عديدة تبدأ بالتقبل وإدراك الأهمية، إضافة إلى الارتهان لسياسات الداعمين في كثير من الأحيان، وانتهاء بالعبء الكبير الملقى على عاتقه الذي حوّل مسار عمله من الضغط والمراقبة والمطالبة بالحقوق وتصحيح المسار إلى الإغاثة وتعويض غياب الدولة.
 وبحسب الناشط عبد الكريم، فلم تصل منظمات المجتمع المدني السوري حتى اليوم للمستوى المطلوب منها كوسيلة ضغط على المعارضة السياسية، فليس مطلوباً منها التوحد ولكن على الأقل كما حدث في السودان هناك تحالف يسمى تحالف قوى الثورة، وهو يضم تجمعات وكتلاً وأحزاباً سياسية سودانية كثيرة، وله تأثير و قوة ووجود في السودان اليوم.
 الصمت العسكري أكثر إيلاماً
أما على الصعيد العسكري، فيقول المحلل العسكري العقيد أحمد الحمادة لموقع أورينت: بعد أحد عشر عاماً عجافاً مرت على الشعب السوري والتي أدت إلى تهجير الملايين وقتل مليون وأكثر وتدمير كيان الشعب، لا يزال الشعب السوري الحر الرافض للعودة إلى ظل عبودية نظام الأسد، موجوداً ومتمسكاً بالثورة وبالعودة إلى بيته بعد تحقيق مطالبه، ولكن تأخر في تحقيق مطالبه بسبب ضعف أداء مؤسسات المعارضة ووقف الدعم الدولي، حتى إن بعض الدول العربية وغيرها، باتت تفكر بعد الضغط الروسي وتحت ذريعة الأمر الواقع بالقبول بنظام الأسد والتطبيع معه.
 ويرى العقيد حمادة، أنه يجب استغلال الوضع في أوكرانيا، وأن نبيّن للعالم أن ما يحصل في أوكرانيا ما هو إلا جزء بسيط مما حصل للشعب السوري وأن الحل في سوريا لايتحقق إلا بطرد الأسد والروس المحتلين وعصابات إيران، ويقول: "عندما يتغير المزاج الدولي لصالح الشعب السوري، يتم إعادة تسليح الشعب السوري كما يتم تسليح الأوكرانيين فإن ذلك سوف يغير موازين القوة لصالح الثورة، أما في الظروف غير الواضحة من الثورة وعسكرتها فيجب التأني والاكتفاء بالدفاع أو تغيير شكل المعركة بطرق مؤلمة للعدو دون النظر لمسك الأرض، فنحن كسوريين نعوّل على تغيُّر الرأي الدولي من روسيا ونظام الأسد لصالح قضيتنا".
 غير أن الباحثة رهف اللحام، ترى أن الخلل في الحالة السورية يكمن بالانفصال شبه الكامل بين المسارين السياسي والعسكري، وعدم وجود قيادة موحدة عسكرية قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة بناء على المصالح الوطنية بل غالباً ما تغلب المصالح الشخصية أو الجهوية وحالة التشرذم الفصائلي واختلاف الولاءات، عدا عن التدخلات الدولية وما تحدده من خيارات، كل ذلك يجعل الخيار العسكري في الحالة السورية غير قادر على الحسم وحده، إضافة إلى أن انشغال روسيا بالحرب التي شنتها على أوكرانيا لا يعني أن التدخل في سوريا لم يعد ضمن أهدافها أو فوق قدرتها.
وتضيف اللحام: "بناء على ذلك قد يكون هناك فرصة لكنها ربما ليست بالقدر الذي يجعلها نقطة قلب الموازين كما يشاع في الأوساط السورية أحياناً".
 ويبدو أن السيناريو السوري يتكرر من جوانب عديدة في أوكرانيا، ولا سيما الجرائم الروسية من حصار وإبادة واستهداف للمدنيين والمنشآت الحيوية والخدمية والطبية، وهو أمر أشار له المسؤولون الأوكرانيون بشكل واضح، وخاصة التحذير من تكرار سيناريو حصار وتدمير مدينة حلب في العاصمة كييف.
================================
الخليج اونلاين :بين الأمس واليوم.. ما موقف دول الخليج بعد 11 عاماً على اندلاع الثورة السورية؟
يستذكر السوريون والعالم هذه الأيام مرور أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية، في 15 مارس 2011، والتي بدأت بمظاهرة صغيرة في العاصمة دمشق للمطالبة بالإصلاح وتوسعت لاحقاً لتشمل كل المدن السورية.
وحظيت أحداث سوريا باهتمام دول مجلس التعاون، على جميع المستويات، حيث توالت النداءات والمناشدات من قبل مجلس التعاون لحكومة النظام السوري باستخدام الحكمة، ووضع حد لإراقة الدماء، والعمل على تفعيل إصلاحات جادة وفورية، تلبي تطلعات إرادة الشعب السوري، مع التأكيد الدائم على حرص دول المجلس على أمن واستقرار ووحدة سوريا.
وبحسب الموقع الرسمي للأمانة العامة لدول الخليج فقد تبنت دول الخليج موقفاً داعماً للمبادرة العربية، التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة العربية، في 28 أغسطس 2011، والتي جاءت نتيجة لاستمرار وتصاعد أعمال العنف والقتل ضد المدنيين، وفي هذا السياق قررت دول المجلس سحب سفرائها لدى سوريا، وطلبت من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها.
إدانة نظام الأسد
وقد ذكرت الأمانة العامة لدول الخليج أنه نظراً لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل، قررت دول مجلس التعاون، في 16 مارس 2012، إغلاق سفاراتها في دمشق، وفي اليوم ذاته، طالب الأمين العام لمجلس التعاون المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة.
ورحبت دول الخليج بالقرارات الدولية التي تدين ممارسات نظام الأسد، كما شاركت في مؤتمرات أصدقاء سوريا وغيرها من الفعاليات الدولية التي تبحث عن حلول للأزمة السورية.
كما أسهمت دول الخليج في مؤتمرات المانحين، وأطلقت حملات إغاثية كبيرة على مدى سنوات الأزمة للتخفيف من معاناة الشعب السوري.
تباين المواقف
ويرى مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أن دول الخليج اتخذت مواقف أكثر وضوحاً حيال النظام الحاكم في سورية مقارنة بغيرها من الدول العربية في مرحلة الاحتجاج السلمي، حيث تولت منذ البداية طرح العديد من المخارج للأزمة السورية، وكانت مبادراتها المحركة لمبادرة الجامعة العربية الأولى.
ويضيف المركز، في ديسمبر 2015، أما في المرحلة المسلحة فقد اتبعت كل من قطر والسعودية والإمارات سياسات تمكين المعارضة ومدها بالدعم اللوجستي بداية، ثم دعوة المجتمع الدولي ومطالبته بتسليح الجيش السوري الحر والاعتراف بمؤسسات المعارضة الرسمية وهيئاتها.
في حين التزمت البحرين والكويت رسمياً بموقف الجامعة العربية من الأزمة، واختلفت طرق تعاطيها وتراوحت ما بين التصعيد تارة والعودة إلى الخطابات الدبلوماسية تارة أخرى، فيما كان التفاعل على المستوى الشعبي متمثلاً في البرلمانات والمجتمع المدني أكثر بروزاً في الكويت والبحرين، وكان في معظمه متقدماً على المواقف الرسمية.
أما سلطنة عمان فلم تتوافق في كثير من مواقفها مع دول الخليج؛ رافضة فكرة تدويل الأزمة السورية وتسليح المعارضة ونزع الشرعية عن النظام.
التطبيع مع "الأسد"
وبعد مرور 11 سنة على الأزمة، بدأت بعض دول الخليج إعادة تقييم علاقاتها مع نظام الأسد، من خلال الزيارات وفتح السفارات وغير ذلك.
وتبدو الإمارات أكثر الدول الخليجية رغبة في تطبيع العلاقات مع دمشق، ودعت، عام 2021، إلى إعادة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، وكانت قد أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 بعد سبع سنوات من الإغلاق.
وفي أكتوبر الماضي، ناقش ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان هاتفياً مع بشار الأسد التطورات في سوريا والشرق الأوسط، وتوجت خطوات التقارب بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق في نوفمبر 2021 ولقاء الأسد.
ويتحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن، عن لقاء رئيس الاستخبارات السعودية اللواء خالد الحميدان مع نظيره في دمشق، بداية شهر مايو الماضي، ومع الأسد أيضاً، وفق ما تداولته وسائل الإعلام.
وسارت البحرين على خُطا الإمارات، حيث أعلنت البحرين، في ديسمبر 2021، تعيين أول سفير لدى دمشق منذ عشر سنوات.
ويرى معهد دول الخليج العربية أن ما يحفز الإمارات وعُمان والسعودية هو تقديرهم بأن الحرب انتهت، وأن سوريا بحاجة إلى معاودة الاندماج في المنطقة لمنع سيناريو الدولة الفاشلة أو أي تداعيات أخرى مزعزعة للاستقرار نتيجة الحرب الأهلية، وازداد تأييد هذا التقييم، المبني على الواقعية السياسية، منذ تدخل روسيا العسكري الحاسم في عام 2015.
ويعتقد خبراء معهد الخليج بأن عقوبات (قانون قيصر) الأمريكية قد تمنع دول الخليج من عمليات الاستثمار والإعمار، وستكون عقبة أمام إعادة اندماج سوريا بشكل حقيقي في المنطقة.
رفض التدخلات الإقليمية
وأكد مجلس التعاون الخليجي عقب قمته الـ42، التي عقدت بالرياض في ديسمبر الماضي، رفضه أي تدخلات إقليمية في سوريا ومحاولات إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد، مجدداً ضرورة حل الأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2254.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، في 14 ديسمبر 2021، أن المجلس أكد "مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية".
وأعربت دول المجلس عن تطلعها إلى "أن تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية في سوريا عن توافق يكون معيناً للجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، مجددة دعمها لجهود الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين والنازحين السوريين، والعمل على عودتهم الآمنة إلى مدنهم وقراهم، و"رفض أي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية في سوريا".
بين الأمس واليوم
يقول المحلل السياسي صهيب جوهر، إن تسلسل الأحداث حول التعاطي الخليجي مع الأزمة السورية يعود إلى زمن ما قبل الثورة السورية، حين قرر الملك السعودي الراحل عبد الله محاولة استجلاب بشار الأسد من الحضن الإيراني إلى الحضن العربي.
ويشير، في حديثه مع "الخليج أونلاين"، إلى أنه من الواضح أن النظام الخليجي كان لا يفضل دعم الثورات نتيجة التخوف من تغير الأنظمة، باستثناء قطر والكويت، حيث كانت الدولتان متحمستين منذ البداية لإزاحة النظام السوري، وتحديداً بعد ممارسة العنف المباشر على السوريين، ومن ثم لحقت بهما السعودية والإمارات، لكن الأخيرة وسلطنة عُمان كان لهما موقف ضبابي.
ويبين أن القطريين والأتراك والكويتيين أصروا على وجوب أن تكون هناك خطوات ملموسة، أولاً بتوحيد المعارضة السورية، وثانياً أن يلمسوا تغيراً واضحاً من النظام السوري، وهذا الشيء صعب جداً.
ويضيف المحلل السياسي أن تغير المواقف الخليجية من الأزمة السورية كان بناء على تغير السياسات الخليجية نفسها، فبالحديث عن السعودية، وبعد وفاة الملك عبد الله، أتت إدارة جديدة مع محمد بن سلمان، الذي دخل مع الإماراتيين والمصريين في تحالف مشترك، وهذا التحالف كان يشجع على إعادة التطبيع مع الأسد.
وينهي جوهر حديثه بالقول: "بعد 11 عاماً على الثورة السورية، الخليجيون موجودون في أماكن مختلفة ومتناقضة، ولقد رأينا الموقف القطري والكويتي من إعادة دعوة الأسد للقمة العربية في الجزائر، وذلك يمثل طريقة جديدة في التعامل مع الملف وبمقاربة جديدة، فلا تطبيع مع النظام وبالمقابل لا إشكالية مباشرة معهم".
بدوره يقول المحلل السياسي جابر باقر، إن مواقف دول مجلس التعاون متباينة، فهناك دول منذ البدايات لم تكن تحاول قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
ويشير، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى سوريا، وكذلك موقف دول مجلس التعاون من بيان مؤتمر العلا قبل أكثر من سنة حين ناقشوا الملف السوري وإمكانية وجود الحل السياسي من خلال مبادئ "جنيف 1".
ويلفت أيضاً إلى القرارات التي كان تنص على تشكيل حكومة انتقالية أو هيئة جديدة سياسية لصياغة الدستور، وهذه الهيئة مهمتها هي التحضير والإشراف على الانتخابات الديمقراطية التي ستقام في سوريا.
ويشير المحلل السياسي إلى أنه في الفترة الماضية أصبح هنالك تقارب خليجي سوري ملحوظ في مواقف واضحة من بعض الدول مثل سلطنة عُمان وغيرها.
================================
اورينت :رغم القبضة الأمنية المشددة.. كناكر تحيي ذكرى الثورة وترفع شعارات إسقاط الأسد والتسويات (صور)
إبراهيم هايل 2022-03-15 11:34:59
أحيت بلدة كناكر بريف ريف دمشق الغربي، أمس الإثنين، الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة السورية، فيما شنّت ميليشيات النظام حملة اعتقالات واسعة في البلدة وسط استنفار في الحواجز العسكرية المحيطة بها.
كتابات بمناسبة الثورة
أفاد مراسل أورينت، ربيع الشامي، أن منطقة كناكر شهدت توتراً أمنياً بعد انتشار عبارات على الجدران مناهضة للنظام بمناسبة الذكرى الـ11 للثورة السورية.
وأكد أنه عقب انتشار العبارات وطمسها من قبل قوات النظام، سيّر فرع الأمن العسكري والفرقة الرابعة دوريات مشتركة في البلدة مع استنفار على الحواجز العسكرية المحيطة بها استمر لساعات متواصلة.
وأشار إلى أنه كُتب على الجدران عبارات: "تستمر الثورة ويتجدد عهدها، فلستقط تسويات النظام وحزب الشيطان المجرم، لا للتهجير من كناكر".
حملة اعتقالات واسعة
وذكر مراسلنا أن ميليشيات النظام شنّت حملة مداهمات واعتقالات واسعة داخل كناكر، مساء أمس الاثنين، بعد انتشار العبارات التي ترفض التهجير على الجدران.
وبيّن أن عدّة دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري قامت بمداهمة العديد من المنازل في شارع الرشيد، لافتاً إلى أنّ المداهمات تركّزت بالحي الشرقي للبلدة.
وأوضح أن المداهمات شملت حملات تفتيش للمنازل بشكل دقيق مع إجراء تفييش أمني لجميع القاطنين بالمنازل، حيث تم اعتقال 5 شبّان من سكان البلدة.
وأضاف مراسلنا أن الشبّان الذين تم اعتقالهم لهم سوابق أمنية، ما دفع الدوريات لاقتيادهم لأحد المراكز الأمنية بالمنطقة للتحقيق معهم، مبيّناً أن أحد المعتقلين خرج منذ ثلاثة أيام من المعتقل بعد تسوية وضعه الأمني.
وكانت كناكر وقّعت اتفاقاً للتسوية مع نظام أسد مشابهاً للاتفاق الذي وُقَّع في مدن وبلدات درعا والقنيطرة، حصل المقاتلون من الفصائل بموجبه على ورقة تسوية لعدم ملاحقتهم.
وكان النظام بدأ الشهر الماضي بحسب مصادر إعلام موالية، بتسويات جديدة في ريف دمشق الغربي بدأت من مدينة داريا تلتها معضمية الشام ثم الكسوة فبلدة زاكية.
السوريون يحيون ذكرى الثورة
ويحيي السوريون اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ11 لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام بشار أسد، حيث أطلق نشطاء الثورة والمجالس المحلية دعوات إلى التظاهر في الشمال السوري.
وشهدت العديد من المناطق السورية في الشمال السوري المحرَّر بأرياف إدلب وحلب، مظاهرات شعبيّة عارمة جاءت تأكيداً على مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة.
وخرجت مظاهرات شعبية في كل من إدلب المدينة وأريافها، والباب وإعزاز وأخترين وعفرين بريف حلب ومدينة رأس العين شمال الحسكة، رفع خلالها المتظاهرون أعلام الثورة السورية ولافتات كُتب عليها: "لن نندم على الكرامة"، و"يلا ارحل يا بشار" في تأكيد منهم على استمرار الثورة السورية حتى النصر.
واليوم الثلاثاء، يكون قد مضى 11 عاماً على أولى صيحات الحرية والكرامة في مدينة دمشق في 15 آذار/مارس 2011، ضد نظام بشار أسد، وأعقب ذلك خروج مظاهرات سلمية على امتداد الخارطة السورية، إلا أن النظام واجه المظاهرات باستخدام العنف والقتل والترهيب، ليستعين لاحقاً عام 2015 بالاحتلال الروسي إلى جانب ميليشيات طائفية من إيران والعراق ولبنان، حيث ساهموا بتشريد وقتل الشعب السوري والتسبب بمأساة إنسانية لم يشهدها العصر الحديث، وسط غياب أي إرادة دولية في تحقيق العدالة للسوريين، بينما يحظى النظام بدعم مطلق من قبل روسيا وإيران.
================================
كردستان 24 :مجلس سوريا الديمقراطية: سلطة دمشق مسؤولة عن الكارثة الإنسانية في سوريا
author_image سوار أحمد 
أربيل (كوردستان 24)- قال مجلس سوريا الديمقراطية يوم الاثنين، إن "السلطة في دمشق مسؤولة عن الكارثة الإنسانية في سوريا"، وذلك في الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية.
وقال مجلس سوريا الديمقراطية في بيان "أحد عشرَ عاماً ينقضي منذ اندلاع الثورة السورية التي بدأت شرارة حراكها في مدينة درعا بعد أكثر من مخاض سجّله السوريون في دمشق ومناطق أخرى، هذا الحراك الذي سرعان ما انتشر في أغلب المدن والبلدات السورية، واتسعت رقعته لتشمل كافة أرجاء البلاد، وماتزال أصوات المتظاهرين السّلميين المناديين بالحرية والكرامة يتردّدُ صداها، تلك الأصوات الحرة التي قُوبلتْ بأزيز الرصاص، وبالعنف المفرط الذي مارسته الأجهزة الأمنية بشكل وحشي لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث".
وتابع " لقد سبق الحراك الثوري السوري في وسط آذار عام 2011 سنين طويلة من النضال ضد الاستبداد، عانى فيها المواطنون السوريون القهر والويلات جراء السياسات اللاإنسانية التي مارسها النظام بحقهم على مدى عقود، تلك السياسات الاستبدادية التي أودعت الكثير من مناضلي الحرية لسنين طِوال في السجون والمعتقلات لاقوا فيها أشدّ أنواع التعذيب والظلم والإضطهاد".
واكد ان "السلطة في دمشق هي المسؤولة عن الكارثة الإنسانية في سوريا، وهي المسؤول الأول عما جرى في البلاد من قتلٍ وتدميرٍ وتهجير، وتصفيات السجون والمعتقلات، وفقدان المختطفين والمغيّبين قسراً، إذ رفضت كافة مبادرات الحوار الداخلية السّاعية للحل، ودفعت باتجاه تدويل الأزمة، وجعلت من سوريا دولة منتهكة السيادة، وأراضيها محتلة، ورهينة بأيادي قوى إقليمية ودولية".
وأشار الى انه "كانت لدى سلطة دمشق اليد الطولى في حرف الثورة السورية عن مسارها التحرّري، ودفعها باتجاه التسلّح إلى جانب المعارضة والتنظيمات الإسلاموية والإرهابية. وعلى الرغم من العديد من الصعوبات والتحديات التي واجهتها الثورة السورية، وبالرغم من جميع محاولات الخطف والسرقة التي تعرضت لها على أيادي المارقين والمرتزقة من عملاء الثورة المضادة، إلا أنها تبقى في جوهرها ثورةُ حقٍّ وحرية وكرامة متأصّلة، وستبقى صيرورتها التاريخية مفعمة بالأمل، وسمو الأهداف والمطالب".
واكد ان "مجلس سوريا الديمقراطية يؤكد مجدداً على إلتزامه بالدفاع عن مطالب شهداء الحرية والكرامة، ويرى بأن لا حل في سوريا إلا بتحقيق الانتقال السياسي إلى دولة ديمقراطية تعددية لامركزية، تضمن دستورياً حقوق كافة المكونات القومية والدينية، والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسائر المواطنين جماعاتٍ وأفراد من دون أي تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو اللغة".
وشدّد المجلس على ضرورة أن تلتقي جميع أطراف المعارضة الوطنية الديمقراطية على رؤى موحّدة وبرنامج جامع، وخارطة طريق للخلاص من الأزمة وانهاء الاحتلالات وتحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة.
كما دعا المجلس المجتمع الدولي إلى ضرورة التعاون ودعم المسار الوطني الديمقراطي لأنه السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
================================
هاوار :حزب سوريا المستقبل: نناضل لإعادة الثورة السورية إلى مسارها الحقيقي- تم التحديث
أكدت مجالس حزب سوريا المستقبل في قامشلو والحسكة والرقة وحلب أنه يناضل من أجل إعادة "الثورة" إلى مسارها الحقيقي عبر الحوار السلمي (السوري السوري) لحل الأزمة السورية وكتابة دستور حقيقي يمثل جميع مكونات سوريا، وطرد كل المحتلين من الأراضي السورية.
في الذكرى السنوية الـ 11 لانطلاقة الأزمة السورية والتي تصادف في الـ 15 آذار/مارس، أدلت مجالس حزب سوريا المستقبل في قامشلو والحسكة والرقة وحلب، ببيان مشترك.
قرئ في قامشلو أمام مركز الحزب في المدينة، من قبل رئيس مجلس حزب سوريا المستقبل في قامشلو، محمد دخيل.
في الحسكة فقرئ أمام مركز الحزب ببلدة صفيا شمال المدينة، من قبل مسؤول مكتب علاقات حزب سوريا المستقبل صالح الزوبع، بمشاركة العشرات من أعضاء الحزب، وفي حلب قرئ البيان أمام مقر مركز الحزب الواقع في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود، من قبل نائب رئاسة مجلس حزب سوريا المستقبل في حلب براء محمود.
أما في الرقة أدلت اليوم مجالس الرقة لحزب سوريا المستقبل بالبيان في ساحة الإطفائية وسط المدينة، قرئ من قبل رئيس مجلس إدلب لحزب سوريا المستقبل محمد الحمود، بعد وقوف الحضور دقيقة صمت.
في مستهله أشار البيان إلى بداية انطلاق الأزمة السورية، وتابع: "أحد عشر عاماً مرّت على انطلاق الثورة السورية في 15/3/2011 التي شكلت مع غيرها من نماذج مقاربة لها في المنطقة، منعطفاً تاريخياً ومصيرياً، تمثل بانتفاضة الشعوب على الأنظمة المستبدة، على رأسها النظام السوري الذي انتفض السوريون سلمياً ضده بكافة مكوناتهم وشرائحهم الاجتماعية، لتحقيق طموحاتهم في الحرية والديمقراطية والعدالة".
البيان أوضح أن جوهر "الأزمة السورية هو طبيعة نظام الحكم الشمولي المعتمد على القومية الواحدة والدين الواحد واللغة الواحدة في بلد متعدد القوميات والأديان والثقافات، والذي أدى إلى احتكار النظام الاستبدادي للسلطة، وفرض نظام الدولة المركزية، على أنها حقيقة اجتماعية ثابتة وأبدية، وإظهار التنوع الثقافي والفكري والسياسي المغاير لهذا النهج تهديداً للأمن القومي وخطراً على وحدة البلاد، فعمد إلى سحق تطلعات السوريين في الحرية والعدالة والمساواة، وتغييب الهوية الوطنية".
وأكد البيان أن "نظام الحكم الديكتاتوري يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا من دمار في بنيتها الاقتصادية وتمزق في نسيجها الاجتماعي، فالسياسات المبنية على مصادرة الحريّات العامة وممارسات القمع والإقصاء والتخوين للقوى السياسية الوطنية، وتجاهل حقيقة الهوية المتنوعة والمركبة للمكونات السورية، من أجل حرمان هذه المكونات من حقوقها في المشاركة السياسية طيلة أكثر من نصف قرن، أدت إلى تحول المواطن السوري إلى أداة بيد السلطة، مقابل ترسيخ حكم الرجل الواحد وتسلط الحزب الواحد، وطمس الذاكرة التاريخية الجمعية، بشكل يجرد الفرد والمجتمع الإرادة الحرة".
وأوضح حزب سوريا المستقبل أن بعض الأطراف "عملت على عسكرة الحراك وتحويله إلى أسلمة معادية لنهج الثورة وقيم الدين الإسلامي أيضاً، بالإضافة إلى التدخلات الدولية والإقليمية كلها وفق أجنداته بزيادة التناقض والصراع"، وأضاف: "مما أدى إلى تشرذم المعارضة وتحولها إلى واجهات لمصالح وأجندات القوى الإقليمية والدولية، كل ذلك أدى إلى عرقلة مسار الثورة، وتعميق الأزمة مع غياب قيادة للحراك قادرة على توجيهه لاستيعاب تحديات المرحلة".
وتابع: "مما شكل خطراً جدياً وعائقاً في مسار حل الأزمة سلمياً، ليتحول المشهد إلى حرب دموية خلّفت مئات الآلاف من الضحايا، وملايين النازحين واللاجئين، ودمار طال معظم المدن والبلدات والقرى التي كانت حاضنة للثورة، والذي عكس أزمات اجتماعية ونفسية متمثلة بظاهرة الضياع وفقدان الأمل والثقة بالذات".
ونوه البيان: "ضمن هذا الواقع تمكنت القوى الاجتماعية والسياسية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا من تفادي الانخراط في صراعات طائفية أو عرقية مستلهمة قيم التاريخ في الأخوة والتسامح والعيش المشترك بين الشعوب والأديان ومن القيم المعاصرة للحداثة الديمقراطية وتمكنت من تشكيل إداراتها ومؤسساتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية المشتركة، واستطاعت دحر قوى الإرهاب والتطرف كتنظيم داعش، وتوصلت من خلال ذلك إلى إيجاد حالة مثلى يسودها الأمن والاستقرار والتآخي مما يؤهلها أن تصبح نموذجاً وأملاً لكل السوريين بعد هذه الحرب الطويلة والقاسية".
حزب سوريا المستقبل أكد أنه يناضل من أجل "إعادة هذه الثورة إلى مسارها الحقيقي عبر الحوار السلمي (السوري السوري) لحل الأزمة السورية وكتابة دستور حقيقي يمثل فيه جميع مكونات سوريا للوصول لسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية وطرد كل المحتلين من الأراضي السورية".
وجدد الحزب التزامه بالمواثيق الدولية المتعلقة لحل الأزمة السورية وأهمها /القرار الأممي2254/، وتابع: "إننا بكل ما يملك حزبنا من إرادة صلبة وعزيمة لا تقهر منطلقاً من مصلحة الوطن والشعب، ومؤمناً بقدرة سوريا بجميع مكوناتها على إحداث التغيير المنشود، نعد بالمضي في تطبيق برنامجنا للعودة بالإنسان السوري لأصالته وأداء دوره الريادي من أجل النهوض وتجاوز المحن وإعادة بناء الوطن والمواطن، على الأسس المرجوة استناداً على الإرث التاريخي والحضاري في بناء سوريا المستقبل".
(كروب/آ)
================================
بلدي نيووز :في ذكرى الثورة الـ11.. مِنْ التهمة الأولى إلى إسقاط أول طائرة
بلدي نيوز - (عمر الحسن)
يحتفل السوريون، اليوم الثلاثاء 15 آذار/مارس، بالذكرى 11 لاندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. عبر هذه المادة سوف نتعرف على بدايات الثورة السورية، عبر التذكير بأول التهم التي وجهها النظام إلى المتظاهرين، ومن هو أول الشهداء، وما هو أول فيديو مسجل، ومتى تم اعتماد علم الثورة رسميا، وما هي أول مدينة تحررت من النظام.
التهمة الأولى
كانت أول تهمة وجهها نظام الأسد للمتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات ضد النظام، ليست مندسين كما درج بالإعلام الرسمي التابع للأسد، إنما كانت العمالة لـ"إسرائيل" حيث روج أمن النظام وإعلامه أن "إسرائيل" أرسلت رسائل نصية على جوالات السوريين تدعوهم للتظاهر ضد النظام.أول خبر
- أول خبر مكتوب عن الثورة السورية، كان على موقع "العربية نت"، ونشر في الساعة 1:13 دقيقة ليلا، بعد خروج المظاهرة عصرا.
أول شهيد
-أول شهيد في الثورة السورية، كان الشهيد محمود قطيش الجوابرة الذي استشهد في 18 أذار في درعا، ومع الشهيد محمود استشهد ثلاثة من أقربائه ودفن الشهداء الأربعة فيما يسمى الآن مقبرة الشهداء، وبعد مراسم دفنهم، ورغم تهديد أحد أقارب عائلة الجوابرة من قبل حزب البعث لإبقاء مراسم الجنازة تحت السيطرة ونصحوهم بالهدوء لكن أقارب الشهداء رفضوا هذا الأمر وخرج معهم آلاف الدرعاويين الأحرار من المسجد العمري ليهتفوا "يلي بيقتل شعبو خاين".
أول فيديو مسجل
أول من صور فيديو عن الثورة السورية معلقا أنها ثورة كان شابا علويا، ما ينفي عن الثورة السورية صفة الطائفية، ويؤكد إنها ثورة شعبية ضد نظام استبدادي قمعي.
الجيش الحر
لواء الضباط الأحرار هو أوَّل تنظيم عسكري وقف ضد الأسد لحماية المتظاهرين وشكل نواة للجيش السوري الحر، أسُّسَ أوائل شهر حزيران/ يونيو 2011 على يد المقدم المنشق حسين هرموش، في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، وقد انضم لاحقا اللواء إلى الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد.
علم الثورة
لا يعرف بشكل دقيق في أي مظاهرة رفع علم الثورة حيث عادة ما كان يحمل علم النظام وعلم الثورة بذات المظاهرة في بداية الحراك، إلا أنه حمل أول مرة رسميا في أول مؤتمر للمعارضة 1 حزيران/ يونيو 2011.
أول فيديو
أول من صور فيديو عن الثورة السورية معلقا أنها ثورة كان شابا علويا، ما ينفي عن الثورة السورية صفة الطائفية ويؤكد إنها ثورة شعبية ضد نظام استبدادي قمعي.
علم الثورة
لا يعرف بشكل دقيق في أي مظاهرة رفع علم الثورة حيث عادة ما كان يحمل علم النظام وعلم الثورة بذات المظاهرة في بداية الحراك، إلا أنه حمل أول مرة رسميا في أول مؤتمر للمعارضة 1 حزيران/ يونيو 2011.
الرستن
أول مدينة تحررت وخرجت عن سيطرة قوات النظام، كانت مدينة الرستن في ريف حمص، والتي تحررت بشكل شبه كامل في شباط/ فبراير 2012، وبقي فيها حاجز فقط بالمدخل الجنوبي لها، وانسحب في تموز/ يوليو 2012.
إسقاط أول طائرة
أسقطت فصائل الجيش السوري الحر، أول طائرة حربية لنظام الأسد، في 13 آب/ أغسطس 2012 بمدينة موحسن في محافظة دير الزور والطائرة من نوع ميغ 23.
================================
المدن :سوريا سجن الصحافة الكبير: 1421 انتهاكاً موثقاً منذ 2011
المدن - ميديا|الثلاثاء15/03/2022شارك المقال :0
أصدر "المركز السوري للحريات الصحافية" في "رابطة الصحافيين السوريين"، الثلاثاء، تقريره السنوي لحصيلة الانتهاكات المرتكبة ضد الإعلام في سوريا خلال العام 2021، تزامناً مع الذكرى العاشرة لتأسيس الرابطة في شباط/فبراير 2012، وذكرى انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس 2011.
وقال المركز في تقريره الصادر بعنوان "سوريا: سجن الصحافة"، أن الانتهاكات التي وثقها خلال العام 2021 تجعل من وصف سوريا بأنها سجن الصحافة الكبير الذي يتعدد فيه السجانون وصفاً واقعياً، حيث تتشابه كل الجهات التي بسطت نفوذها على أي من مناطق الجغرافيا السورية في طريقة تعاملها مع الحالة الإعلامية، فالجميع يسعى لاحتكار الإعلام وتجنيده ليكون أداة يكرس بواسطتها استبداده.
وأشار المركز إلى أنه في سوريا لا حرية تعبير، ولا ظروف تناسب العمل المهني، ولا أمان. ووثق في السياق 68 انتهاكاً جديداً ضد الإعلام في سوريا خلال 2021، تنوعت تبعاً لتنوع المخاطر (قتل، إصابة، اعتقال واحتجاز، اعتداء بالضرب، منع التغطية، وغيرها).
ومع محصلة 2021 يكون المركز وثق في سجلاته وقوع 1421 انتهاكاً ضد الإعلام والإعلاميين في سوريا، وخارجها ضد الإعلاميين السوريين منذ منتصف آذار/مارس 2011 حتى نهاية العام الماضي.
وشكلت مختلف حالات التضييق على الحريات الإعلامية، السبب الأبرز لمعظم الانتهاكات المرتكبة خلال العام 2021، كما كان للقصف المتقطع من قبل قوات النظام السوري وحليفته روسيا سبباً لوقع الانتهاكات الأشد فتكاً بالإعلاميين في سوريا خلال العام الماضي.
وكانت النسبة الأكبر من الانتهاكات المرتكبة والموثقة خلال العام الماضي، من نصيب حالات الاعتقال والاحتجاز بـ34 حالة، وهو ما كان عليه الحال خلال أعوام 2020 و2019 و2018، ووثق التقرير وقوع حالة قتل واحدة، و3 حالات إصابة، 16 حالة منع من التغطية والتهديد، و7 انتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية.
ووفق المركز، انخفضت حالات قتل الإعلاميين العام 2021 عما وثقه المركز من حالات قتل خلال السنوات السابقة، إذ سجلت حالة واحد، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2011، وذكر المركز أن توقف المعارك والعمليات العسكرية في شمالي سوريا، وانخفاض وتيرة القصف في معظم فترات العام الماضي، أدت إلى انخفاض حالات القتل خلال العام الماضي.
ووثق المركز مقتل إعلامي بقصف مزدوج للطيران الحربي الروسي على ريف إدلب، ليرتفع بذلك عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ 2011 إلى 462 إعلامياً، من بينهم 315 إعلامياً قضوا على يد النظام السوري.
وتصدر "حزب الاتحاد الديموقراطي" قائمة الجهات المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات خلال 2021، بمسؤوليته عن ارتكاب 41 انتهاكاً، في حين حل النظام السوري ثانياً بمسؤوليته عن 10 انتهاكات، وجاءت "هيئة تحرير الشام" في المركز الثالث بمسؤوليتها عن ارتكاب 6 انتهاكات. وكان لافتاً  غياب المعارضة السورية على قائمة الجهات المرتكبة للانتهاكات خلال العام الماضي، فيما ارتكبت روسيا الانتهاك الأشد فتكاً بمسؤوليتها عن مقتل إعلامي، كما ارتكبت 3 انتهاكات خارج سوريا، بينما لم تعرف الجهات المسؤولة عن ارتكاب 7 انتهاكات.
وتركز العدد الأكبر من الانتهاكات في 2021 في مناطق شمال شرقي وشمال غربي سوريا، إذ وقعت نصف الانتهاكات الموثقة في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا (34 انتهاكاً). وفي شمال غربي سوريا، شهدت محافظة إدلب 7 انتهاكات ومحافظة حلب 6 انتهاكات، في حين سجلت في محافظة الرقة 6 انتهاكات، وفي دير الزور 5 انتهاكات، مقابل انتهاك واحد في كل من طرطوس ودرعا، كما وثق المركز وقوع 3 انتهاكات ضد الإعلاميين السوريين خارج سوريا، ارتكب انتهاكان منهما في لبنان، أما الانتهاك الآخر وقع في تركيا.
وتضمن التقرير رسوماً بيانية قارنت بين وضع الصحافة والإعلام العام 2021 مقارنة بالسنوات الماضية، وتضمن ذلك الانتهاكات المرتكبة ضد صحافيين أجانب داخل سوريا والجهات المسؤولة عنها، والتركيز أيضاً على الإعلاميين الذين ما زالوا قيد الاحتجاز أو الإخفاء القسري، حيث أرفق التقرير بملحق يتضمن جدولاً بأسماء الإعلاميين السوريين والعرب والأجانب الذين مازالوا قيد الاحتجاز ومختفين قسرياً على يد مختلف الأطراف الفاعلة في سوريا منذ العام 2011 حتى نهاية 2021.
ودعا "المركز السوري للحريات الصحافية" إلى احترام حرية الصحافة وضمان سلامة العاملين في الحقل الإعلامي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وأوصى بتطبيق المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان، التي تنص أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت، دون تقيد بالحدود والجغرافيا".
================================
الحرة :سوريا في 11 عاما.. كارثة مستمرة ترنو إلى "الفرصة الجديدة"
ضياء عودة - إسطنبول
15 مارس 2022
يحيي السوريون، المناهضون للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، في يوم 15 من مارس من كل عام ذكرى الثورة التي أطلقت ضده في بدايات عام 2011، وينظمون المظاهرات في داخل الحدود وخارجها، ويستذكرون تفاصيل البدايات وتاريخهم "الذي كتب بالدم" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وضمن تسجيلات مصورة.
وتغيّرت سوريا كثيرا بين عامي 2011 و 2022، ولم يبق فيها أي شيء على حاله، سياسيا وعسكريا وإنسانيا واقتصاديا.
وبينما طغت لغة السلاح و"الحل السياسي التائه"، تحول المشهد شيئا فشيئا إلى حالة من "الشلل الكامل" في عموم المحافظات، يراها مراقبون أنها ستكون "طويلة وبعيدة عن المدى المنظور"، فيما يتخوفون من آثار الكارثة التي تشهدها البلاد، وهي "الأكبر خلال القرن الحادي والعشرين"، وفق توصيف الأمم المتحدة.
وما يزيد من حجم الكارثة، الانسداد التام أمام أي انفراجة سياسية، في حالة تترافق مع انقسام جغرافيا البلاد إلى 4 مناطق نفوذ، وغياب أي "تحركات جدية" من جانب المجتمع الدولي للتوصل إلى "حل ما".
وهذا "الحل" يؤكد معارضون بأنه يجب أن يرتكز على المطالب الأولى التي نادى بها الكثيرون، بالحصول على الحرية والديمقراطية و"إسقاط النظام الاستبدادي"، وتطبيق المحاسبة والعدالة والإفراج عن المعتقلين في سجون النظام السوري والكشف عن مصيرهم.
وتتردد الكثير من الأسئلة مع حلول ذكرى الثورة في كل عام، ومن أبرزها: ما الذي تحتاجه سوريا اليوم؟ وهل من أي حلول للخروج من الحالة السائدة؟ إضافة إلى سؤال أهم: هل بقيت ثورة بالفعل؟
"4 سلطات أمر واقع"
عسكريا، وبالنظر إلى سوريا في عام 2022، فقد باتت تحكمها 4 سلطات أمر واقع: النظام السوري، فصائل "الجيش الوطني السوري" في شمال سوريا، "هيئة تحرير الشام" في شمال غربي البلاد، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الشمال والشمال الشرقي.
وهذه الخريطة المرسومة على الأرض أسست لها سنوات طويلة من القتل والقصف والتشريد، وكان للنظام السوري وقواته وقوات حلفائه الروس والإيرانيين النصيب الأكبر منها، بحسب ما تشير إليه إحصائيات "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
ولا يعرف بالتحديد حتى يومنا هذا عما إذا كانت حدود هذه المناطق ستبقى على حالها أم ستتغير، لاسيما مع غياب أي تفاهمات أو قواسم مشتركة بين الدول الإقليمية والعالمية الفاعلة في الملف السوري.
سياسيا، لم يختلف الأمر كثيرا أيضا عما سبق، ومع حلول الذكرى 11 للثورة السورية، وبينما تستمر التصريحات المتعلقة بضرورة الحل السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 لا تبدو أية نوايا لتطبيق ذلك على مشهد البلاد، وخاصة من جانب النظام السوري وحليفته روسيا.
ويشير خطاب النظام السوري وسلوكه إلى أنه لا يزال يتمسك بنبرة العسكرية و"الحلول الأمنية" داخليا، أما في المسارات الخارجية من جنيف إلى أستانة وسوتشي، ومسار اللجنة الدستورية السورية، فقد بقي محافظا على "متلازمة الإرهاب" ومزاعم أنه يواجه "حربا كونية"، رافضا تقديم أي تنازلات، حيال مطالب السوريين.
وفي المقابل لم تصل أطراف المعارضة السورية إلى "قاسم مشترك" بشأن "سوريا المستقبل" و"سوريا الآن". وهذه الأطراف ينظر إليها على أنها تعيش حالة من التشظي والانقسام، بينما تفتقد لسلطة القرار، لصالح أطراف إقليمية ودولية.
وما بين المسارين المذكورين يستقبل ملايين السوريين الذكرى الـ11 للثورة في ظروف إنسانية مأساوية، خاصة أولئك المقيمين في مخيمات شمال غربي البلاد، المقدرة أعدادهم بأكثر من مليون ونصف مدني نازح.
ورغم الدعوات الأممية والدولية لحل مشكلة هؤلاء، إلا أن الكارثة التي يتعرضون لها باتت تتكرر كل عام، وخاصة في فصل الشتاء، فضلا عن ملايين آخرين يعيشون في ظروف معيشية مأساوية، في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري، بعدما منح الأخير مقومات اقتصادية بارزة لحلفائه، لقاء الدعم الذي قدموه له.
"مفارقات مؤلمة"
ويتحدث الكاتب والناشط السياسي، حسن النيفي، عن ما وصفه بـ"المفارقات المؤلمة" مع حلول الذكرى الـ11 للثورة السورية.
وهذه المفارقات تتعلق "حين نجد أن الثورة السورية تحولت إلى كارثة سورية، بفعل عوامل عدة ذاتية وموضوعية، وسمت سيرورة الثورة بالطابع المعقد، بل وشديد التعقيد".
ويشير الكاتب، في حديث لموقع "الحرة" إلى أن الأرض السورية باتت اليوم "تخضع لأربع سلطات أمر واقع، وجميع هذه السلطات تبتعد ابتعادا متفاوتا عن مشروع الثورة كما أرادها السوريون".
وعلى العكس يقول النيفي: "هذه السلطات تعمل على تكريس النفوذ الدولي في الأرض السورية، وتحول دون أي حالة إجماع وطني، ولعل الأمر لا يختلف من الناحية السياسية، سواء على مستوى انسداد المسارات الأممية أو على مستوى ارتهان الكيانات الرسمية للأجندات الخارجية".
من جهته يرى الصحفي السوري المقيم في شمال سوريا، ماجد عبد النور أن الحل الذي تحتاجه سوريا بعد 11 عاما من الثورة "أن يقف الشعب السوري بكل أطيافه ومعتقداته وميوله السياسية سواء أكان معارضا أو مواليا أمام واقع وحقيقة أنه لا حل لهذه المأساة إلا بجلوس الجميع مع بعضهم، والتفكير بطريقة جدية، للخروج من هذه الكارثة".
ويقول عبد النور لموقع "الحرة": "خلال 11 عاما أثبت النظام أنه غير مبالي بمأساة السوريين، وكان سببا رئيسيا في دمار البلد ورهن مقدراته للمحتلين، ووصول الشعب السوري إلى هذا الوضع المروع".
في المقابل "أثبت المجتمع الدولي أنه غير مبالي بمأساة السوريين، وغير مبالٍ بهذه الجغرافيا المسحوقة"، بحسب الصحفي السوري.
ويضيف: "خصوصا أننا نشهد أزمات أخرى في العالم، ربما تجعل من القضية السورية آخر اهتمامات المجتمع الدولي حتى على الصعيد الإنساني الذي ينبئ بمستقبل مرعب وحدوث مجاعات وكوارث لايمكن تخيلها".
ويؤكد عبد النور: "الحل يجب أن يكون بأيدي السوريين جميعا. لا أحد في هذا العالم مهتم بإيجاد حل لمعاناتنا ومآسينا".
"أولوية هامة"
ورغم ما مر به السوريون خلال الأعوام الماضية، إلا أن الصوت المنادي بمناهضة النظام السوري وضرورة إسقاطه لا يزال حاضرا حتى الآن، ولو برقعة جغرافية محددة، وهو ما تؤكده كتابات سوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومظاهراتهم التي خرجوا بها الثلاثاء في مناطق متفرقة.
وإضافة إلى ذلك هناك أصوات مناهضة باتت تتردد أيضا ضد سلطات الأمر الواقع، التي برزت على الواجهة في مناطق عدة من شمال غربي البلاد إلى شرقها، وكان لها نصيب من الانتهاكات، رغم أنها لم تقاس بتلك التي اتبعتها النظام السوري.
واعتبر الكاتب السوري، حسن النيفي أن "الوجود الحقيقي للثورة اليوم لا نجده إلا في الضمائر المخلصة".
ويقول: "حتى تتجسد الثورة على الأرض من جديد لا بد من العمل على أولوية هامة ومن دونها لا يمكن الحديث عن ثورة. أعني بذلك استعادة القرار الوطني من خلال حوامل جديدة للثورة غير الحوامل التي ثبت فشلها، وباتت عبئا على قضية السوريين".
وربما يكون الظرف الحالي "مواتيا أكثر من ذي قبل لنشوء حراك شبابي سوري يستطيع أن يظهر للعالم الوجه الناصع للثورة، ويزيل مجمل ما لحق بها من أذى وتشويه".
ويضيف الكاتب: "لعل ما يجعل هذا الأمر ممكنا هو افتضاح قوى الشر، ووقوف العالم أجمع في مواجهة خطر (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، باعتباره الحليف الداعم لنظام الأسد"، مشيرا: "على السوريين الحريصين على استعادة روح الثورة أن يتفاعلوا مع الحراك العالمي الجديد".
 "فرصة من الواقع الجديد"
ويعتبر التدخل الروسي لدعم نظام الأسد في سوريا محطة فارقة في تاريخ الثورة السورية، وبذات التفاصيل التي كان عليها في عام 2015 يتكرر الآن في أوكرانيا.
وتعيش أوكرانيا ظروف حرب، تراها تقارير لصحف عالمية بأنها تشابه ما حصل في سوريا، في بدايات التدخل العسكري لموسكو.
واعتبر الصحفي، ماجد عبد النور أن "الانسداد والاستعصاء العسكري والسياسي الذي تشهده سوريا حالة تعكس مدى عدم جدية المجتمع الدولي والدول الفاعلة في الملف السوري بإيجاد حل للقضية السورية، والبحث دوما عن مصالحهم على حساب مأساة السوريين".
لكنه، ومع ذلك، يرى أن "الحرب الأوكرانية جعلت السوريين أمام واقع جديد وخيارات متعددة"، بقوله: "ربما نشهد نية للمجتمع الدولي أو الدول الفاعلة في الملف السوري، بإحداث انفراجة في حالة القضية السورية".
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، قال في بيان له، الاثنين، إن "الصراع في سوريا يدخل عامه الثاني عشر، ما يمثل علامة فارقة أخرى (..) الشعب السوري يحتاج ويستحق قبل كل شيء حلا سياسيا".
واعتبر بيدرسون أن "الخروج من هذا المأزق أن تتوصل الأطراف إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين، ويعيد سيادة سوريا، ويمكّن الشعب من تقرير مستقبله"، مضيفا: "رسالتي للجميع واحدة الحل العسكري وهم (..) لم تحدث تحولات في الجبهات منذ عامين، إننا نواجه مأزقا مستمرا، وفي الوقت نفسه نرى انهيارا اجتماعيا واقتصاديا".
================================
اخبار الان :سوريا.. 11 عامًا على الثورة التي لم تكتمل
حسن شرف
سوريا (غرفة الأخبار) - 15/03/2022 . 16:28
11 عامًا- هي عمر الأزمة الأهلية في سوريا، ويرى كلّ فصيلٍ الوضع حسب تصوراته ومكانه في هذه الأزمة، فالأزمة التي لها أسماء عدة؛ "الثورة السورية حسب المعارضة"، و"الحرب على سوريا حسب النظام"، طال أمدها، ومزقت أرض سوريا، حتى وجدت العناصر المتشددة، والجماعات المتطرفة ملاذًا آمنًا، حتى بنت دولة داخل الدولة.
وبعد هذه السنوات، ومرور الأزمة السورية بكثير من المراحل، فإن النظام السوري يسيطر الآن على 63.38% من الأراضي السورية، في الوقت الذي تسيطر فيه فصائل المعارضة، وقوات سوريا الديمقراطية على ما تبقى من مساحة البلاد.
لكن.. كيف بدأت الأزمة؟
نشأت الاحتجاجات في سوريا -كغّيرها من الدول العربية- التي شهدت ما سُمي بـ"الربيع العربي" في عام 2011، بسبب استياء شعبي من الأنظمة الحاكمة، وعلى اختلاف الأسباب من بلد إلى آخر، كانت الأسباب في سوريا، هي قيام الحكومة ببسجن مجموعة من الأطفال في مدينة درعا، ورفض طلب الأهالي بإطلاق سراحهم، مما أدى إلى خروجهم بمظاهرة في يوم الجمعة 18 مارس 2011، قوبلت بإطلاق نار من القوات الحكومية، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد النزاع المسلح بعد قيام قوات الأمن بقمع الاحتجاجات الداعية إلى سقوط بشار الأسد.
من درعا.. كانت البداية
من هذه المحافظة التي تقع في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود السورية الأردنية. وتبلغ مساحتها أربع آلاف كيلومتر مربع. والتي تبعد عن العاصمة دمشق (127 كيلومترا)، كانت لحظة بداية الحراك الاجتماعي المُعارض، والذي أخذ أعقبه تظاهرات في عدّة مدن (اللاذقية وبانياس ودوما وحمص وجسر الشغور)، إضافة إلى منطقة حوران، حصلت في ما تبقى من الشهر المذكور والشهر التالي، ثم انضمّت مدينتا حماة ودير الزور ومناطق واسعة من ريفَي إدلب ودمشق في صيف 2011.
مطالب الاحتجاجات خلال الأشهر الأربعة الأولى، كانت لا تتجاوز التغيير السياسي، من دون التطرق إلى شعارات "إسقاط النظام"- والتي رددتها شعوب أخرى بعد أيام من انطلاق الاحتجاجات، لكن في سوريا، ظهرت مطالب إسقاط النظام في بعض التظاهرات في شهر يوليو.
مظارهات في درعا احتفالا بمرور الذركة السنوية الـ11
وفي أواخر يوليو، بدأت مرحلة أخرى في الأزمة السورية، وارتبطت بصعود المعارضة المسلحة، وهو ما نتج عنه ظهور ما سُمي بـ"الجيش السوري الحر" في 29 يوليو 2011، عندما أعلنت مجموعة من الضباط المنشقين، عن إنشاء القوة العسكرية المعارضة المنظمة الأولى، بهدف إسقاط بشار الأسد وحكومته من السلطة.
ووفقًا لعدد من المراقبين، بما في ذلك لجنة الأمم المتحدة المتصلة بحقوق الإنسان، فإن هذه الفترة من الحرب، كانت بداية "الحرب الأهلية"، حيث أصبحت العناصر المسلحة أكثر تنظيمًا وبدأت في تنفيذ هجمات ناجحة انتقامًا من حملة قمع الحكومة للمتظاهرين والمنشقين.
وانتهت بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، التي بدأت في ديسمبر 2011، بالفشل بحلول فبراير 2012، حيث واصلت القوات البعثية السورية ومسلحو المعارضة القيام بالقتال في جميع أنحاء البلاد، ومنعت الحكومة البعثية السورية، المراقبين الأجانب من التجول في ساحات القتال النشطة، بما في ذلك معاقل المعارضة المحاصرة.
وفي أوائل عام 2012، عمل كوفي عنان كممثل خاص مشترك بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا. ونصت خطته للسلام على وقف إطلاق النار، ولكن حتى مع المفاوضات التي كانت تجري بشأنها، استمر الجيش السوري والمعارضة في القتال، حتى بعد خطة السلام. وتوسط المبعوث الخاص لوقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة وأعلن في منتصف أبريل 2012.
دخول الأطراف الدولية مع اشتعال الأزمة الداخلية
سيطرت الأزمة السورية بعد شهور من تمكن الحكومة، وعلى رأسها بشار الأسد من الحفاظ على موقعهم- وعلت الأصوات المطالبة بعقد مصالحة بين السلطة وجماعة الإخوان- في ذلك التوقيت- في الوقت الذي دفع فيها السفير الأمريكي روبرت فورد في اتجاه عقد مؤتمر لمعارضين سوريين في فندق "سميراميس" في 27 يونيو، والذي نقل جلساته التلفزيون الرسمي.
وصلت الأمور إلى الذروة مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في 18أغسطس، والذي طالب الرئيس السوري بشار الأسد بـ"التنحّي".
بعد موقف أوباما، وفي اليوم ذاته، تبعه رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
كان الموقف الإيراني واضحاً، منذ الشهرين الأولين، في مساندة السلطة السورية، فيما لم يتّضح الموقف الروسي سوى عبر فيتو 4 أكتوبر 2011 في مجلس الأمن.
سوريا.. من ثورة إلى حرب أهلية
بالوصول إلى المرحلة الثالثة من "الأزمة السورية"، التي تصاعدت تدريجيًا من محاولة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، خلال الفترة من أبريل إلى مايو 2012، ولكنها تدهورت إلى عنف راديكالي، مما صعد مستوى الصراع إلى حرب أهلية كاملة.
وفي أعقاب مجزرة الحولة التي وقعت في 25 مايو 2012، والتي أعدم فيها 108 شخص بإجراءات موجزة، وبعد ذلك إنذار الجيش السوري الحر لحكومة البعث السورية، انهار وقف إطلاق النار عمليًا، حيث بدأ الجيش الحر يشن هجمات على القوات الحكومية.
وفي 1 يونيو 2012، تعهد بشار الأسد بـ"سحق الانتفاضة المناوئة للحكومة". وفي 12 يونيو 2012، أعلنت الأمم المتحدة لأول مرة رسميًا أن سوريا في حالة حرب أهلية. وبدأ الصراع في الانتقال إلى أكبر مدينتين هما دمشق وحلب.
وفي أعقاب فشل وقف إطلاق النار في أكتوبر 2012، خلال شتاء 2012–13 وأوائل ربيع 2013، واصلت المعارضة التقدم علي جميع الجبهات.
وفي منتصف ديسمبر 2012، قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش السوري بدأ بإطلاق صواريخ سكود الباليستية على مواقع المعارضة في سوريا.
وفي 11 يناير 2013، سيطرت الجماعات المتشددة، بما فيها جبهة النصرة -والموضوعة على لائحة المنظمات الإرهابية- سيطرة تامة على قاعدة تفتناز الجوية في محافظة إدلب، بعد أسابيع من القتال.
وفي منتصف يناير 2013، ومع تجدد الاشتباكات بين المتمردين والقوات الكردية في رأس العين، تحركت قوات وحدات حماية الشعب لطرد القوات الحكومية من المناطق الغنية بالنفط في محافظة الحسكة. وبحلول 6 مارس 2013، استولت المعارضة على مدينة الرقة، مما جعلها بالفعل أول عاصمة للمحافظة تفقدها حكومة الأسد.
وفي بداية شهر يناير 2014 اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجموعات المسلحة والمتشددة في شمال البلاد. وهاجمت مجموعات معارضة قرب حلب، جماعة داعش في منطقتي الأتارب وعندان، اللتان تعتبران معاقل للتنظيم المتشدد. بالرغم من النزاع بين داعش وفصائل معارضة أخرى، تعاون فصيل واحد تابع للجماعة مع جبهة النصرة والكتيبة الخضراء، من أجل قتال حزب الله في منطقة القلمون.
في 29 يونيو 2014 أعلن المتحدث باسم تنظيم "داعش" أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي عن قيام ما اسماه بـ"الدولة الإسلامية" ومبايعة أبو بكر البغدادي لقيادة الدولة.
ويمتد تاريخ التنظيم في العراق إلى عام 2003 حيث قام أبو مصعب الزرقاوي بتأسيس ما عرف حينها بتنظيم "الجهاد والتوحيد" في أيلول 2003. ومر بمراحل عديدة إلى أن تم الإعلان عن "دولة العراق الإسلامية" في عام 2006.
وفي إبريل/ نيسان 2013 تم الإعلان عن إقامة "داعش"، وانضم اليها أغلب المقاتلين الأجانب في النصرة، وهو ما شكل افتراقا علنيا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والفصائل المعارضة الأخرى وعلى رأسها النصرة وأحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية العراقية حتى أطراف مدينة حلب شمالي البلاد.
بدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 سبتمبر 2015، وهي الضربات التي قتلت مدنيين في مناطق مختلفة من سوريا، وكانت الهجمات الروسية سببا آخر في إطالة أمد الحرب التي حصدت في تلك السنوات الـ 11 أرواح قرابة 400 ألف شخص، وتسببت بتهجير ونزوح الملايين من السوريين.
وتركزت الضربات الجوية الروسية -في البداية- على المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين قوات الأسد وقوات المعارضة وسط سوريا، في كل من محافظتي حمص وحماه ومحافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا.
ضحايا الحرب في سوريا
ومن ناحيته وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 499657 شخصا منذ انطلاق الثورة السورية، هم: 338976 غير مدنيين، و160681 مدني، وذلك من أصل ما لا يقل عن 610 آلاف تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 11 عاماً.
سوريا الآن.. اقتصاد منهك
بعد أن استعاد سيطرته على أجزاء واسعة من الأراضي السورية بمساندة الروس والإيرانيين في أواخر عام 2019، وجد النظام السوري نفسه في خضم مواجهة من نوع آخر؛ فقد فرضت الولايات المتحدة قانون عقوبات يحمل اسم "قيصر" دخل حيز التنفيذ في منتصف يونيو 2020.
واستهدف القانون أموال إعادة الإعمار المحتملة التي كان النظام يدفع باتجاه استقطابها منذ عام 2013، إضافة إلى عقوبات تمنع النظام من الاستفادة من التقنيات المتقدمة في مجالي الطاقة والاتصالات، كما حدّ من إمكانية النظام في الحصول على الموارد الرئيسة.
ووفقا لـ المرصد السوري لحقوق الإنسان، "لم يتأثّر من اقتصاد الحرب إلا الشعب السوري الذي عانى ويلات الضغوطات من النظام ومن المعارضة المسلحة ومن الدول التي فرضت جملة من العقوبات المجحفة التي جوعته، بعد أن تمّ تسخير الصراع المحتدم وموارد الدولة لخدمة آلة حرب مجنونة توقّف خلالها الإنتاج وحُرقت المصانع والأراضي في إطار سياسة الأرض المحروقة وقُصفت المنشآت التي كانت مصدر قوت الملايين، وهُدمت المنازل، حيث وجد السوري نفسه مشرّدا دون أبسط مقومات الحياة الكريمة التي ثار من أجلها".
ودفعت الحرب إلى توقّف الإنتاج الصناعي الذي كان مصدر قوت ما يقارب 40 بالمائة من القوى العاملة في سوريا، حيث تراجع عدد المنشآت الصناعية إلى 71 ألفا بعد أن كانت 130 ألفا قبل الثورة، وقدّرت قيمة الدمار عام 2020 بـ5.4 مليارات دولار.
وأكد المرصد: أن "من نتائج الحرب سقوط 90 في المائة من الشعب في دائرة الفقر المدقع، حيث لا يتعدى الراتب الشهري العشرين دولارا".
================================
المدن :"تحرير الشام تستثمر بالثورة السورية:من بدعة إلى يوم احتفالي
خالد الخطيب|الثلاثاء15/03/2022شارك المقال :0
نظمت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في ساحة السبع بحرات وسط مدينة إدلب الاحتفالية المركزية بالذكرى ال11 للثورة السورية التي انطلقت في 15 آذار/مارس 2011، وهي المرة الأولى التي تتخذ الاحتفالية طابعاً رسمياً في إدلب. وبدا أنها محاولة للاستثمار في المناسبة من جانب تحرير الشام التي كانت تتجاهلها، وكان عناصرها يستنكرونها خلال السنوات الماضية باعتبارها بدعة محرمة، وكثيراً ما اصطدم عناصرها مع منظمي المظاهرات والاحتفاليات الثورية.
ذكرى الثورة إدلب
وعند الساعة 11 صباحاً بدأ الآلاف من الناس في إدلب وريفها بينهم عناصر تحرير الشام وموظفو الإنقاذ بالتوافد إلى ساحة السبع بحرات، وسمحت الإنقاذ وعموم المديريات التابعة لها بدوام جزئي لإتاحة الفرصة للعاملين للمشاركة في الاحتفالية التي بدأت التحضيرات لها قبل أسبوع، ولم تقتصر التحضيرات على تزيين ساحة الاحتفالية المركزية بل تمددت نحو عموم الساحات في المدينة وباقي القرى والبلدات الكبيرة في ريف إدلب وحلب الشمالي الغربي.
أعلام الثورة
ملأت أعلام الثورة السورية شوارع إدلب الرئيسية وباقي البلدات في ريفها، وانتشرت اللوحات الجدارية على جدران المدارس ومباني المديريات الخدمية وعلقت اللافتات في الأسواق والحدائق وفي الساحات العامة، وكتب عليها عبارات تمجد الثورة في ذكراها الحادية عشرة. وقادت شركة "المبدعون السوريون" الإعلامية التابعة لتحرير الشام، حملة التحضيرات للمناسبة، وهي من تكفلت بعمليات طباعة اللافتات وتعليقها، وتضمنت حملتها نشر صور كبيرة لرئيس حكومة الإنقاذ والقوات الخاصة في تحرير الشام، وصوراً لجهازها الأمني كتب عليها "ثورة حتى النصر".ذكرى الثورة إدلب
وفي باقي المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب الشمالي الغربي، في دارة عزة والأتارب والدانا وسرمدا وجسر الشغور وأريحا وباب الهوى وغيرها، تولت إدارة المناطق والمجالس المحلية التابعة للانقاذ وبأمر منها عمليات التحضير لاحتفالات ذكرى الثورة، ونظمت بعض المجالس المحلية حملات نظافة شعبية استهدفت مداخل البلدات والطرق الرئيسية داخلها استعداداً ليوم الاحتفالية.
إنجازات تحرير الشام!
وبالتزامن مع الاستعدادات لاحتفالات ذكرى الثورة انشغل الإعلام الرديف والرسمي لتحرير الشام والإنقاذ بالحديث عن الإنجازات المفترضة في الإدارتين العسكرية والمدنية في ظل الثورة السورية، وتداولت المنصات الإعلامية الرسمية والرديفة عدداً من الإصدارات المرئية احتفاء بالمناسبة وبالإنجازات على مختلف الصعد الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإدارية، كان أهمها إصدار مؤسسة أمجاد الإعلامية التابعة لتحرير الشام، وهو بعنوان: "ثورة تبني الإنسان وتصون كرامته".
وقالت مصادر محلية ل"المدن"، إن "تحرير الشام تحاول استغلال ذكرى الثورة لتلميع صورتها، كما تسعى للترويج لحكومتها والانجازات التي تزعم أنها حققتها منذ تأسيسها في العام 2017، فالأخيرة قد خططت بشكل مسبق للاستثمار في هذه المناسبة وسخرت كوادرها وموظفيها لأجل الوصول لهذا الهدف".
وأضافت المصادر أن "تحرير الشام تريد القول من خلال الاحتفال المبالغ فيه والذي يعتبر الأول من نوعه بهذه المناسبة، بأنها جزء من الثورة السورية وتعمل لأجل تحقيق أهدافها، وهي مزاعم غير حقيقية، ففي الماضي القريب كانت تحرم هذه الفعاليات ويهاجم عناصرها المتظاهرين الذين يرفعون رايات الثورة التي كانوا يعتبرونها رايات شركية".
وتكللت التحضيرات لمناسبة ذكرى الثورة بكلمة مرئية لرئيس حكومة الإنقاذ علي كدة والتي وجه خلالها التحية "للمجاهدين والسوريين عامة والأخوة في الإنسانية في العالم". وركز كدة في حديثه على أن السوريين في مناطق شمال غرب سوريا "يقارعون نظام الأسد والمحتل الروسي ويخوضون حرب الحرية والكرامة"، بينما تجاهل كدة الإشارة إلى أي دور للمليشيات الإيرانية، في حين أسهب في الحديث عن إنجازات الإنقاذ في مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية ووعد بمواصلة السعي تطوير المنطقة وتنميتها والنهوض بها على مختلف الصعد.
وتداول الإعلام الرديف في تحرير الشام تسجيلاً صوتياً لرئيس المجلس الشرعي فيها عبد الرحيم عطون، وهو الشخصية الثانية في الهيئة، ركز فيه على فكرة المقاومة وضرورة تكريسها في أذهان الجيل الجديد، وأن تحرير الشام وقوى الثورة تخوض اليوم معركة البناء في الوقت الذي تتهدم فيه أركان النظام السوري، وقال الشيخ عطون إن "البوصلة موجهة نحو دمشق" وهي إشارة صريحة إلى أن سقف تطلعات تحرير الشام لا يتخطى الحدود السورية.
استفزاز السلفيين
استفز الاحتفاء غير المسبوق من جانب تحرير الشام وحكومتها بذكرى الثورة السلفيين المناهضين لهم في إدلب. وقال مصطفى عبد الحميد العضو في حزب التحرير-ولاية سوريا على تلغرام: "الاحتفال بعيد الثورة لا يكون بإجبار الموظفين أو المؤيدين لفصيل ما على الخروج بمسيرات لا تذكرنا إلا بالمسيرات التي كان النظام يجبر الموظفين في الدوائر الحكومية على الخروج فيها، الاحتفال يكون بالعمل الجاد لتحقيق المطالب التي نادت بها حناجر أهل الشام منذ الأيام الأولى للثورة صريحة واضحة، ألا وهو إسقاط النظام بكافة أركانه وتحكيم الإسلام، ولا أظن أن الطرق والوسائل لتحقيق ذلك تخفى على أحد".
أما السلفي عبدو الدللي فقال على تلغرام متوجهاً إلى زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني: "إن وجودك في هذا السيل الجماهيري الذي يحتفل بذكرى خروجه على أعتى نظام على وجه البسيطة محاولة أخيرة قبل أن يتم اقتلاعك من جذورك فزيف قناعك قد سقط، ومشاركتك بتنظيم المظاهرات والاحتفالات لن يكون مانعاً للناس من كنسك ورميك في وادٍ سحيق، وإن محاولاتك للضحك على الذقون قد كشفتها الناس منذ زمن بعيد".
وتساءلت شخصيات في التيار المتشدد داخل تحرير الشام عن مسألة جواز الاحتفال بذكرى الثورة، وما رأي الشرع في تحويل مثل هذه المناسبة لما يشبه الأعياد الوطنية. وقال العضو في تحرير الشام الزبير الغزي على تلغرام، إن " جعل اليوم عيداً على هيئة الأعياد المعروفة في الشريعة، يظهر فيها الفرح والسرور والاحتفالات والسعة، ويتكرر في كل عام في يوم بعينه لا يتغير فيه ولا يتقدم، وتعطل فيه المدارس والمؤسسات وأصحاب الوظائف، فإن هذا يجعله عيداً محرماً".
وأضاف الغزي "وأما إن كان مجرد إحياء للذكرى من باب ذكر نعم الله تعالى فيها، والحثّ على الجهاد في كل عام حين موعد تاريخها؛ فإن هذا أمر جائز لا حرج فيه".
================================
جسر برس :تظاهرات حاشدة في إدلب إحياءً للذكرى الحادية عشر لانطلاق الثورة السورية
في مارس 15, 2022 آخر تحديث مارس 15, 2022
جسر – إدلب
شهدت مدينة إدلب، اليوم الثلاثاء 15 آذار/ مارس، تظاهرات حاشدة وذلك إحياء للذكرى الحادية عشر لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام “الأسد”.
وقد توافد الآلاف من المتظاهرين ظهر اليوم إلى ساحة “السبع بحرات” (ساحة الشهداء) وسط مدينة إدلب رافعين علم الثورة السورية، ومؤكدين على مواصلة ثورتهم حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت لأجلها، ومؤكدين على وحدة التراب والمصير السوري.
وعبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع الشعب الأوكراني بوجه الغزو الروسي لبلادهم، حيث يعتبر النظام الروسي بقيادة الرئيس “بوتين” عدواً للشعبين، حيث دمّرت قواته مع قوات حليفه نظام “الأسد” سوريا، وها هي اليوم تدمر أوكرانيا لإجبارها على الرضوخ لإرادتها.
واعتبر المتظاهرون أنّ كل محاولات الالتفاف على ثورة الشعب السوري، لن تجدي نفعاً فلم يعد لدى هذا الشعب ما يخسره سوى قيوده وأغلاله.
================================