الرئيسة \  ملفات المركز  \  في الذكرى العاشرة للثورة السورية .. الثورة حية ومستمرة

في الذكرى العاشرة للثورة السورية .. الثورة حية ومستمرة

16.03.2021
Admin


ملف مركز الشرق العربي 15/3/2021
عناوين الملف :
  1. في الذكرى العاشرة للثورة الحية:  نريد عدلا
  2. في الذكرى العاشرة للثورة الأجمل ...لا حرب أهلية ...ولا تدمر  نسيجنا المجتمعي !!
  3. وجهة نظر : في الذكرى العاشرة للثورة المباركة استراتيجية .. المواطن الفرد لا يملك غير نفسه وإرادته
  4. وجهة نظر : الأمين العام للأمم المتحدة في الذكرى العاشرة للثورة السورية ... سورية تشكل كابوسا حيا ..
  5. وجهة نظر : في الذكرى العاشرة للثورة السورية: تواري الدور العربي ولقاء الدوحة الثلاثي..." قيس ابن عمي
  6. وجهة نظر : وإلى الدكتور رياض حجاب التحية .. تحية تقدير وليس تحية ضرار
  7. المدن :عشر سنوات على الحرب السورية..كيف إستمرت المذبحة؟
  8. النهار :عشر سنوات من المأساة السورية بالأرقام: مئات آلاف القتلى والاقتصاد تكبّد 442 مليار دولار
  9. العربي :عشر سنوات من الموت والخراب والدمار.. كيف "خُطِفت" الثورة السورية؟
  10. اليونيسف :بعد 10 سنوات من النزاع في سوريا: يحتاج 90٪ من الأطفال إلى الدعم: يدفع العنف والأزمة الاقتصادية وجائحة "كوفيد-19" العائلات إلى حافة الهاوية – اليونيسف
  11. الاناضول :عشر سنوات من الحرب السورية تكلف 1.2 تريليون دولار أمريكي
  12. الاخبار :عشر سنوات من الحرب على سوريا: جريمة تاريخيّة للديمقراطيّات العظمى وأنظمة الانحطاط
  13. سويس انفو :تسلسل زمني-عشر سنوات من الصراع في سوريا.. من احتجاج لحرب لانهيار اقتصادي
  14. الاتحاد :بعد عشر سنوات من الصراع: سوريا.. لا حرب ولا سلام
  15. منظمة العفو :بعد مرور عشر سنوات تكتسي العدالة للسوريين أهمية أكبر من أي وقت مضى
  16. المواطن : بالأرقام.. ثمن باهظ لتكلفة الأزمة السورية
  17. الشرق الاوسط :طبول الحرب تهدأ فوق الخراب... وجروح السوريين تنزف
  18. الشرق الاوسط :سوريا 10 سنوات: المعاناة الإنسانية بالأرقام
  19. الشرق الاوسط :سوريا 10 سنوات: أرقام الخسائر الاقتصادية
  20. الشرق الاوسط :40 رسالة سورية ـ روسية توثق أصعب مراحل الأزمة
  21. مونت كارلو :لوموند: "بشار الأسد ملك الأنقاض والحرب تكلّف سوريا 530 مليار دولار"
  22. ايرو نيوز :10 سنوات هو عُمر الأزمة السورية..أرقام صادمة لمعاناة لم تنتهِ بعد
  23. البيان :البابا يدعو لـ «بصيص أمل» لحل الأزمة السورية
  24. الحرة :في الذكرى العاشرة للثورة السورية.. الرئيس التركي يطرح 3 خيارات لحل الأزمة
  25. سكاي نيوز :10 سنوات على حرب سوريا.. هل من مخرج في نهاية النفق؟
  26. مدونة هادي العبدالله :روسيا تصدر بياناً بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة السورية
  27. جسر برس :60 كياناً ثورياً يصدرون بياناً بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية
  28. الدرر الشامية :"أحياء وباقونْ وللحُلمِ بَقية".. الثورة السورية في عامها العاشر
  29. اكسبير 24 :الائتلاف السوري يصدر بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لـ “الثورة السورية”
  30. الانباء :"واشنطن بوست": بعد 10 سنوات.. الثورة السورية مستمرّة
  31. وكالة انباء تركيا :أردوغان يكتب بمناسبة ذكرى الثورة السورية.. هذا ما قاله
  32. الحل :في الذكرى العاشرة لـ “الثورة السورية”.. الاتحاد الأوروبي يجدد العقوبات ويدعو لمحاسبة «الحكومة السوريّة»
  33. المدن :"أوراق" تحتفي بالذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية
  34. اورينت :في الذكرى العاشرة للثورة.. آلاف السوريين من إسطنبول يجددون العهد بإسقاط النظام (صور + فيديو)
  35. العربية :في الذكرى العاشرة للثورة.. "الشيوخ" الأميركي يتوعد بشار الأسد
  36. العربي الجديد :من منجزات الثورة السورية
  37. تي ار تي :هادي العبد الله لـTRT عربي: الثورة السورية تحوّلت إلى ثورة ضد مجرمي العالم
  38. الحرة :سوريا في 10 سنوات.. أرقام تكشف فظاعة القتل والانتهاكات
  39. عربي 21 :ماذا قال أهالي درعا بعد عقد على انطلاق شرارة الثورة السورية؟
  40. العربي الجديد :عشرة أعوام على الثورة السورية: شعب ضحية نظام
  41. العربي الجديد :السوريون يحيون الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة ضد نظام الأسد
  42. القدس العربي :عشر سنوات على اندلاع الثورة السورية
  43. القدس العربي :عقد على انطلاق الثورة السورية: النظام فقد القرار لصالح الروسي والإيراني… نصف الشعب مهجّر والآخر همّه الحصول على الرغيف
  44. العربي الجديد :الثورة السورية... عشرة أعوام تمرّ على البشر والحجر
  45. الجزيرة :10 سنوات على الثورة.. نصر الحريري: السوريون سينالون حريتهم ولا مصلحة لأحد في العداء مع الشعوب
  46. منتصر أبو نبوت - غازي عنتاب
  47. نداء بوست :مراسلون بلا حدود: الحرب السورية تعد الأكثر دموية على الصحفيين
  48. الوطن الالكترونية :10 أعوام على «الثورة السورية».. حضر الدمار وسقطت الدولة «بالأرقام»
 
 
 
في الذكرى العاشرة للثورة الحية:  نريد عدلا
ولو قيل لي أجمل مطالبكم من هذه الثورة  المباركة لقلت : نريد عدلا ..نريد عدلالكل السوريين ولكل الناس ، نريد عدلا ولا شيء فوق العدل ولا شيء تحته .
ولو أراد مؤمن أن يلخص جوهر رسالة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بكلمة لتلا قوله تعالى ليقوم الناس بالقسط. والقسط هو العدل . "ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان؛ ليقوم الناس بالقسط." - سورة الحديد ..
نريد عدلا ، وكل ما عدا العدل تفصيل. ولا تسمحوا لوليد المعلم أن يغرقنا في التفاصيل.
نريد عدلا ... والحل السياسي يبدأ بمحاسبة المجرمين ، بمحاسبة أول من أطلق النار ، وأول من قتل - خارج دائرة القانون - ، وأول من قصف، وأول من اعتقل ، وأول من هجر ...
نريد عدلا ...وأول العدل : أن تؤدى الأمانات إلى أهلها ، والأمانات ليست ودائع الذهب والفضة فقط ، بل هي كما يقول عموم المفسرين في سياقها العام ، الأمانة الكبرى في حكم الناس، وحمايتهم، والإشراف على مصالحهم...ولذا فقد أردفها القرآن الكريم بقوله " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "
وإذا نظرنا إلى لفظ الناس في سورتي النساء والحديد،  الأولى وإذا حكمتم بين الناس ...والثانية ليقوم الناس بالقسط ...نجد أن اللفظ القرآني يقرر العدل والقسط لكل الناس، بلا أي وصف إضافي . العدل حق أولي. ومنه قول عمر رضي الله عن عمر : متى استعبدتم الناس.
لكي لا يشغب علينا أحد ، ولكي لا يغرقنا في التفاصيل أأحد ، ولكي لا يجرجنا إلى مستنقعات القيل والقال أحد ..نريد عدلا ..ولا وكس ولا شطط ..
لندن : 2 / شعبان / 1442- 15/ 3/ 2021
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
==========================
في الذكرى العاشرة للثورة الأجمل ...لا حرب أهلية ...ولا تدمر  نسيجنا المجتمعي !!
وأكثر شيء أضر بثورتنا الأجمل أن أولي الأحلام والنهى كانوا إذا سمعوا أشكالا من شعارات المقهورين التي لا يقرها دين ولا شرع ولا عقد ولا عهد يديرون ظهورهم، وكأن هذا اللغو الباطل ...لا يعنيهم!!
وقال أحد المسلمين يوم فتح مكة : اليوم يوم الملحمة . يعني القتل.
فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ومؤدبا : اليوم يوم المرحمة.
وشر القادة ذاك الذي يتوارى ساعة المقام .
حقيقتان يجب جلاؤهما في محطة الذكرى العاشرة للثورة الأجمل ...
الحقيقة الأولى أن الثورة في سورية انطلقت ضد ظالم مستبد على خلفية ظلمه واستبداده، وضده في شخصه، وضد جميع شركائه  في الظلم والاستبداد ، وفي القتل والبطش والتنكيل. بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والمذهبية والفئوية ...حقيقة لا تجوز أن تنسى، ولا أن تطمس، ولا أن يقفز عليها المتهالكون ...
لم يثر السوريون بعضهم ضد بعض. ومحاولات بشار الأسد تلبيس الثورة ثوبا طائفيا لم يكن ليجوز أن يمرر ، أو أن يمر ، لم يثر في سورية التوتسي ضد الهوتو، كما أراد أن يلبّس المتآمرون على الثورة في الداخل والخارج. وهذه حقيقة يجب على حاملي راية الثورة أن لا يقبلوا المراء فيها.
وسيكون بأيدي الممارين الكثير من الأوراق والادعاءت والحجج والشواهد لتوظيفها في سياق يدفعوننا فيه إلى ما لا نحب ولا نرضى ولا نقر ، وقد يفعل بعضهم ذلك بقصور نظر، وحسن نية ؛ ولكن على العقلاء الذين غابوا طويلا عن فضاء هذه الثورة أن يأبوا ...وأن يعلنوا رفضهم الانجرار وراء هذا النوع من اللغو بكل الجرأة والوضوح ..
كانت ثورتنا ثورة ضد ظالم مستبد وليست حربا أهلية ..وثورة ضد شركاء أدوات الظالم المستبد على مختلف خلفياتهم ، وليست ثورة ضد أتباع دين أو مذهب أو طائفة أو عرق ...ولن نقبل أن تكون ..
والحقيقة الثانية: هي أن ما أقدم عليه بشار الأسد وأدواته وشركاؤه وداعموه قد أضر كثيرا ، بالنسيج الاجتماعي السوري، ولا نستطيع أن نزعم أن الضرر الذي ألحقه بشار الأسد وداعموه بهذا النسيج، مما يسهل تداركه، وعلاجه ورأب صدعه؛ ولكننا وفي الوقت نفسه قادرون أن نقرر أنّ في المعادلة الوطنية المجتمعية  طرفا متعددا جامعا لكل الأطراف، قادرا دائما، على امتصاص الصدمة، وتجاوز الأزمة، وإعادة بناء اللحمة ، شرط  أن تكف يد الظالم، وأن تعطى الفرصة للسوريين للفيئة إلى ساحة الحق والحب. 
على المستوى الحضاري ثلاث مدن سورية تصنف على مستوى العالم "مدن لا أول لها " دمشق وحلب وحمص " ومن هذا العنوان نشتق أن المجتمع السوري مجتمع لا أول له في الحضارة وفي العمران ..
وأن من أكبر فضائل هذا المجتمع هو قدرته على التعايش.
فقط كفوا عن السوريين يد عميلكم ثم انظروا إعادة البناء المجتمعي والعمراني والاقتصادي كيف تكون ..
لندن: 2/ شعبان / 1442 - 15/ 3/ 2021
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
==========================
وجهة نظر : في الذكرى العاشرة للثورة المباركة استراتيجية .. المواطن الفرد لا يملك غير نفسه وإرادته
13.03.2021
زهير سالم
بعد عشر سنوات من الثورة المباركة، بكل ما انطلقت منه من مشروعية ، وما مثلته من بطولات، وما قدمته من تضحيات..
وبعد أن نجح المسيطرون على قرارات الثورة والمعارضة في تيئيس السوريين من نيل حقوقهم . وأصبح المواطن السوري الحر الشريف محاصرا بين قوسي اللامبالاة والتآكل ..
ومن إيماننا أن الثورة السورية المباركة أحوج ما تكون إلى قيادة وطنية جماعية رشيدة وحكيمة، تستقبل من الأمر ما استدبرت، وتعيد التفكير والتقدير والتدبير ، بعيدا عن الإملاءات والمناورات ..
ولغياب كل ذلك، ولتعسره في اللحظة الثورية الأصعب التي نعيش...
يعود المواطن الفرد إلى نفسه لينبذ على سواء للمستبد الظالم وهو يستعد لجولة جديدة من الانتخابات، ومن غطائه العملي في لعبة البحث عن الحل السياسي الملحون ... يعود المواطن السوري الفرد المخذول لينبذ إلى أولئك وهؤلاء في الذكرى العاشرة للثورة بهذه الكلمات :
ونجدد العهد مع الله فنظل ننادي كما نادى الشهداء الأطهار من قبل: هي لله .. هي لله.
ثم نجدد العهد مع الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقضوا ومضوا أننا على الطريق التي سلكوا ماضون، وأن بيعتنا بيعة صدق لا نقيل ولا نستقيل. ونسأل الله الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.
ثم نجدد العهد ثالثا مع أنفسنا، ومع كل الأحرار والأخيار من أبناء شعبنا وأمتنا والنَّاس أجمعين أننا:
لن نذل ..
ولن نخضع ..
ولن نُخدع ..
ولن نعطي الدنية لا في دين، ولا في نفس، ولا في حق ..
لن نخوض مع الخائضين، ولن نساوم مع المساومين، ولن نسترسل مع المسترسلين.
وأننا ...
سنداوي الجراح ببلسم الصبر.
وسنمسك على المكروه أنفسنا
وسنظل نغذي في نفوس أجيالنا معاني العزة والإباء ..
وسنظل متعاونين على البر والتقوى ما وسعنا الجهد وامتد بِنَا العمر.
ونعلنها...
في هذه الذكرى المباركة للثورة الأكثر مصداقية ونورا وبرهانا، براءةً من المستبدين والفاسدين ، ومن المفرطين والمبدلين ....
ونعلم هؤلاء المفرطين المبدلين ، أن صمتنا عنهم، وعن ترددهم وترديهم -حين نصمت- ليس صمت إقرار ، وإنما هو صمت إعراض، حتى  يعلم الذين لا يعلمون..
ونعاهد الله ثم الأخيار من أبناء شعبنا
أننا  لن نمد يد ولاء لقاتل ولا لمجرم، ولن نكون ذبابا على قصعة طبخت من لحم أطفالنا، وأدّمت بدمائهم وأحلامهم ..!!!
وأننا لن نوالي ظالما ولا مستبدا ولا فاسدا داخل سورية، ولا خارجها، كبيرا كان أو صغيرا، سواء كانت ملاءته سوداء أو حمراء أو خضراء أو معصفرة أو محبرة .. وغيرُنا من يخدع برواغ العناوين، وبريق الشعارات.
وأننا لن نساير على طريق الكذب ولو خطوة، ولن نلحق كذابا إلى وراء الباب . وإنَّ قطع ذراع على طريق الحق خير من قطع ميل على طريق الباطل.
ونعاهد سورية الوطن الحبيب بعد أن صارت بفعل أولئك وهؤلاء، الأرض اليباب، أننا لن نكون شركاء في ملحمة تبضيعها، وأننا ندرك ثقل التركة، وحجم الأمانة، وضريبة الطريق، وأن الثورات لا تنتصر بوعد وزير ، ولا بمنحة مانح.
وسوف يجمّلنا إدراكنا لواقعنا بالصبر ، والمصابرة ، وسوف يردنا يقيننا بالله ثم بحقنا  إلى المزيد من العمل وحسن الاتكال ..
وندرك - من موقع حُشر شعبنا  فيه - أننا لا نملك، في يومنا هذا ، غير كلمة "لا"وسنظل نتمسك بها، ونلقي بها، مهما امتدت بِنَا الأيام، في وجوه المستبدين والفاسدين والمتسلقين والأدعياء..
وستظل "لاؤنا" الكبيرة حصننا ودرعنا ومعتصمنا ..
وسنطبعها في عقولنا وقلوبنا،  وسنخطها على جباهنا، وسنورثها أبناءنا وأحفادنا : لا تذلوا .. ولا تُخدعوا ...ولا تَخدعوا
 لا هذه هي الشمعة الباقية في ظلمة الليل التي قادنا إليها المفرطون ..
ونقول:  لا .. ولن نخدع ..
وأننا لم ولن  نخدع بانتخابات ولا بدستور، ولا بحل سياسي يسوقه روسي أو أمريكي؛ فكل من في سوق العبودية نخاس زنيم ..
ونقول : لا...
ولن نأتلف معهم على مغنم، وكل مغنمهم رخيص، ولن نفاوض على دماء شهدائنا، ولا على عذابات ضحايانا، ولا على حريتنا وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ..
ونعتصم  بلائنا هده ونعلم أننا لا  نملك غيرها، ولا نقدر في الظرف الذي حاصرنا به طرفا الكماشة المحكمة علينا ، على سواها ...
ونعلن في عهدنا مع شعبنا ...
 أن كل السوريين الأحرار الأخيار فئتنا، وأننا فئة لهم، نأوي إليهم، ونحب لهم من الخير ما نحب لأنفسنا، ونؤكد أننا معهم وبهم، لا نريد ( عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا ) وإنما نريد عدلا وبرا وقسطا وأمنا وحبا يجمعنا ويغمرنا ويغمر أجيالنا
ونؤكد
أننا لن يقنعنا في يومنا ولغدنا، إلا وطن حر  عزيز سيد موحد بأرضه وسمائه، ببره وبحره ، وبإنسانه ، وبرجاله ونسائه ..
ونتمسك
بالحل السياسي العادل،  يجمع كل السورين الأحرار الأخيار، غير القتلة والمجرمين والفاسدين والمفرطين والمغامرين والمقامرين ...
يجمع كل السوريين على صندوق تصنعه إرادتهم الحرة، بوعيهم الجمعي الأصيل، وإيمانهم بوحدتهم وبذاتهم وبهويتهم وحضارتهم ويومهم وغدهم ..
وإلى مثل هدا الصندوق نسعى، وعليه نجتمع، ومنه ننطلق، لا وكس ولا شطط، ولا أثرة ولا استئثار....
مواطنون متساوون كأسنان المشط في تحمل العبء، وفي أداء الحق.
وننبذ العصبية العمياء..
وحمية الجاهلية الجهلاء ..للدين والمذهب والطائفة والقوم والعشيرة والمدينة والبلدة والحزب ...
ومن كل ذلك ذقنا، وبكل ذلك ابتلينا. ونبرأ من كل ذلك ومن الداعين إليه، والمنغمسين فيه ..
ونبرأ إلى الله ثم إلى الناس من الغلو في كل شيء، الغلو في الفهم وفي الفكر وفي السلوك، والغلو في الدين أو في المذهب أو في المبدأ .
ونعاهد الله ..
ثم نبذل عهدنا لكل من يعاهد عليه ..
 ونحن نقدر ما نحن فيه مما آل إليه أمرنا بفعل تآمر المتآمرين ، وخذلان الخاذلين، وتفريط المفرطين، وتقاعس المتقاعسين، وطمع الطامعين ..
ونصبر ونصابر ونجد ونعمل، ونفكر ونقدر وندبر، ونعقل ونتوكل، حتى يفتح الله بيننا وبين ظالمنا بالحق وهو خير الفاتحين.
وَيَا باغي الخير أقبل وَيَا باغي الشر أقصر
التوقيع : مواطن سوري لا يملك غير نفسه وإرادته ..
مثابة لكل من يأبى أن يذل أو أن يهون أو أن يتاجر باسمه المتاجرون ..
ببركة ذكرى الإسراء والمعراج نسري
لندن: ٢٧ رجب / ١٤٤٢
١١/ ٣ / ٢.٢١
____________
*مدير مركز الشرق العربي
=========================
وجهة نظر : الأمين العام للأمم المتحدة في الذكرى العاشرة للثورة السورية ... سورية تشكل كابوسا حيا ..
13.03.2021
زهير سالم
في تصريح لافت للسيد أنطونيو غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة ، في مقر الجمعية العام بالأمس / 10/ 3/ 2021
قال الأمين العام للأمم المتحدة ، إن سورية التي تمت تنحيتها عن موقع الصدارة السياسة والإعلامية ، ما تزال تشكل كابوسا حيا على صدر الإنسانية!! وكانت الإدارة الأمريكية الجديدة، كما المفوضية الأوربية، قد أعلنتا تباعا أن الملف السوري، لا يشكل أولوية على أجندتهما، في تخل واضح عن الملف السوري لروسية الدولة المحتلة والشريك المباشر في قتل السوريين وتشريدهم.
وحذر السيد غوتيرس أن الجوع بات يهدد أكثر من 60% من السكان ، الذين تحول أكثر من نصفهم إلى لاجئين ونازحين. علما أن جائحة الانهيار الاقتصادي ما تزال تتصاعد على كل الجغرافيا السورية يوما بعد يوم .
وخاطب السيد الأمين العام الصحفيين : "من المستحيل أن ندرك حجم الدمار بشكل كامل، ولكن شعب سورية عانى على مدار السنوات العشر أسوأ الجرائم التي عرفها العالم في القرن الحالي. وفي الحقيقة يشكل الهولكست السوري أطول هولكست عاشه العالم في كل تاريخه الحديث، كما تشكل التغريبة السورية أكبر عملية تهجير شهدها العالم في تاريخه القريب والبعيد أكثر من خمسة عشر مليون إنسان ، بين مهجر ونازح في غضون بضع سنين.
ويعجب السيد غوتيرس أن حجم الجرائم التي ارتكبت في سورية لم تصب العالم بالصدمة. ويرى أن المجتمع الدولي قد فشل في احتواء الأزمة السورية على مدى عشر سنوات .
ومن جانبنا نجد أن ما يظنه السيد غوتيرس " فشلا " كان نجاحا متقدما ، لمشروع دولي متكامل ، كان يقصد منه تدمير سورية، وتقتيل وتشريد السوريين، مشروع إجرامي رهيب تم تمريره على يد أصحاب الفيتو ومعارضيه، وبتنفيذ كانت أدواته المستبد الظالم مع الإيرانيين وأشياعهم من الغلاة والمتطرفين ..
ويضيف السيد غوتيرس إن حجم الفظائع في سورية يصيب العالم بالصدمة!! كل هذا وما يزال لافروف وزير خارجية الدولة المحتلة لسورية، والمشاركة في قتل وتهجير إنسانها، وتدمير عمرانها يفتل بالذورة والغارب في المحيط الإقليمي العربي ، مكرا بالشعب السوري، وتآمرا على حقوقه الأولية المشروعة .. وما يزال يستقبل بالقبول والترحيب من عاصمة إلى أخرى، وبات الكثير من الدول العربية تنظر إلى قضية الشعب السوري، على أنها مجرد عبء تريد أن تتخفف منه عند أول " مكب نفايات" ومعارضون يفرحون بكل ما يعطون!!
ربما يستحق السيد غوتيرس شكرا على جرأته بمثل هذا التصريح ، وإن كانت كل المقدمات التي قدمها انتهت بمطالبته المحدودة ذات الطبيعة الإنسانية بتوسيع المنافذ لتقديم المساعدات للنازحين في الداخل السوري، في فضاء من القصف والغلاء والوباء ..
لك الله يا شعبنا الحر البطل ..
أيها السوريون علموا أطفالكم : لن نخضع ولن نذل ولن نهون .. وأن بشار الأسد قاتلنا ومهجرنا ، وأن الروسي والإيراني محتلان لأرضنا وديارنا ..
لندن : 27/ رجب / 1442
11/ 3/ 2021
_____________
*مدير مركز الشرق العربي
=========================
وجهة نظر : في الذكرى العاشرة للثورة السورية: تواري الدور العربي ولقاء الدوحة الثلاثي..." قيس ابن عمي
13.03.2021
زهير سالم*
ونستطيع أن نؤرخ لتواري الدور العربي على الساحة السورية منذ 30/ 9/ 2015 . أي منذ الاحتلال الروسي لسورية. وتأكد هذا التواري بعد ذلك بسقوط حلب نهاية 2016 ، ثم بما كان في الأستانات المتتالية، وما سمي مناطق خفض التصعيد.
لقد شعرت دول الإقليم العربي على اختلاف توجهاتها، أن مواجهة الاحتلال الروسي لسورية، أمر لا قِبَل لها به، ولاسيما في ظل حكم ترامب المتقلب الرعيب فآثرت ، بشكل أو بآخر ، الانكفاء ، أو الابتعاد .
ولقد كان الشعب السوري الطرف الذي دفع الثمن الأبهظ ، لما سمي بالأزمة الخليجية، بغض النظر عن كل تفصيل آخر فيها.
وقد أدركت الحكومة التركية دورها كدولة إقليمية كبرى، فقررت أن تدير الصراع على طريقتها، في ظل التغيرات الدولية الكبرى ، ولاسيما فيما يخصها من اكتشاف المؤامرة الأمريكية على أمنها القومي، برعاية الانقلاب العسكري، ثم بالتحالف بين الأمريكيين وبين بعض الإرهابيين من حزب البي كة كة بهوياته الثلاث التركية والعراقية والسورية، والذين انصبوا من الأقطار الثلاثة على الأرض السورية ليكونوا أداة أمريكية، تحرك بها أمريكا الصراع ، تهدد مخالفيها ، وتحمي مصالحها. ثم من خلال انقلاب حلف الناتو على الدولة التركية ، الانقلاب الذي اتضحت أبعاده من موقف الناتو بعد تورط الجيش التركي بإسقاط طائرة روسية.
التفت الحكومة التركية على نفسها، وبلع رئيسها ريقه، وتم تغيير رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو ، وبالتالي تم اقتراح أرضية جديدة، للتعامل مع الروس، قامت الحكومة التركية من خلالها بإدارة الصراع على الساحة السورية، ولاسيما في المنطقة الشمالية منها، على قاعدة أن السياسة فن الممكن ..
خلال السنوات الخمس الأخيرة من عمر الثورة ، ومن خلال جملة من المتغيرات وأهمها فتح إيران معركة ضد العربية السعودية على أرض اليمن، ومنها الانشغال بالأزمة الخليجية، التي شتت محور الجهد العربي، وكذا من خلال فتح معارك غير مقنعة على الساحة الإقليمية، بعيدا عن محوري الصراع الأساسين المحور الإيراني الصفوي بأبعاده الطائفية والسياسية ، والمحور الصهيوني الكارثي؛ وكلاهما مهددان للأمن القومي العربي، في حاضر الأمة ومستقبل أجيالها . ومن هذه المعارك التي لا معنى ولا حقيقة لها كان المعركة التي فتحت على بعض القوى والشخصيات الإسلامية المجتمعية ، التي كان المطلوب أن تكون نقطة الارتكاز الأساسية في معارك الأمة الحقيقية. ويبدو أن المستشارين الذين أشاروا بافتعال هذه المعارك كانوا يريدون الشر بمن يشيرون عليه، وأقله أن يزجوا به في الحروب التي يدعمونها عن بعد، بغير سلاح ..
لا يقبل من سياسي حقيقي أن لا يستشرف مبكرا أن الحوثي في اليمن ذراع أمريكي - إيراني - صهيوني ، ولا يقبل منه أن يتجاهل حقيقة القطران التي تقمع هذه العلة فترديها. وقديما قال العربي
أخاك أخاك إن من لا أخا له ..كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومرة أخرى يدفع الشعب السوري الثمن الأبهظ لتواري الدور العربي عن الساحة، وانشغاله، أو تشاغله ..!!
ما نكتبه هنا ليس تشكيكا في الدور التركي، وليس تقليلا من كفاءته، وليس انتقاصا لما قدم أو يحاول أن يقدم ..
ولكننا سنكون أكثر اطمئنانا وثقة عندما يجلس لافروف في مواجهة وزير خارجية تركية ووزير خارجية قطر معا، كما جلس في الدوحة بالأمس .. ولن يكون ذلك كما حين يجلس الوزير التركي الصديق في مواجهة الوزير الروسي والوزير الإيراني العدوين .. هي مسألة من أبسط المسائل في علم الحساب. أن يحاصر التركي والعربي لافروف، ولا يعطونه الفرصة ليحاصرهم !!
ومن هنا فإننا كسوريين ما زلنا نتمسك بانتمائنا إلى أمتنا في أفقيها العربي والإسلامي نتطلع ونأمل في دور عربي أكثر حضورا وفاعلية، دور عربي حقيقي واضح البوصلة، يدرك حقيقة المأساة السورية ، وعمقها ، وأبعادها ..
نطمح إلى دور عربي فاعل ومؤثر ينطلق من حقائق : أن الدم ما بيصير مي، وأن الظفر لا يخرج من اللحم ، وأنه لا خير في أمة إذا فسد شامها، بشهادة سيد المرسلين ..!!
نطمح إلى قيادة وإدارة تدير مشروع الأمة الأعز تتحد فيه الرؤية والموقف التركي - العربي ، وإذا تفحصنا خلفيات أي صراع يفتعله البعض أو الأبعاض على محور مفتعل للتناقض العربي - التركي أو العربي - التركي - الكردي فلن نقبض غير الريح، ولن نحصد غير الهشيم .
سورية اليوم هي جبهة من جبهات الأمة الساخنة المفتوحة كما هي في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وفي اليمن . ولا يخدع غير أنفسهم المراوغون ..
نطمح إلى جبهة عريضة تركية - عربية تصد عن المنطقة وعن الشام خاصة غزوات المغول ومكر الفرنجة أجمعين ...
لندن :28/ رجب/ 1442
12/ 3/ 2021
___________
*مدير مركز الشرق العربي
=========================
وجهة نظر : وإلى الدكتور رياض حجاب التحية .. تحية تقدير وليس تحية ضرار
زهير سالم*
وقد كان السيد رياض حجاب، وشخصيا أحب أن أعرفه بالمواطن الحر الشريف، وليس برئيس الوزراء السوري الأسبق ، في مقابلته بالأمس / 11/ 3/ 2021 مع قناة الجزيرة مفكرا ودبلوماسيا ، يلامس الحقائق ، ويؤشر على مواضع الوجع، بدون مجاملة تفضي إلى مداهنة، وبدون مواربة أو تدليس أو تضييع ...
ولم نجد في الحديث الذي تجاوز الأربعين دقيقة، من حديث السيد رياض الحجاب كلمة قالها، تقول ليته ما قال، مع اعترافنا بأن ضيق الوقت لا يمكّن القائل من كل ما يريد أن يقول ..وفي كل ما قال الرجل : وضع الهناءة موضع الجرب، كما تقول العرب. فوضح ونصح وأجاد وأفاد
في رد التحية هذا الذي أعلق به على ما تفضل به السيد رياض حجاب بالأمس سأقف فقط عند ثلاث محطات ...
أولا - حديث السيد حجاب عن الخلل في تشكيل المعارضة، وعن القصور في أدائها، وعن الحاجة الملحة للمراجعة على مستوى التشكيل، وعلى مستوى الأداء ...
ونقدر أن هذا المحور بأبعادها الثلاثة يشكل واجب الوقت، أو الأولوية الأولى على أجندة كل السوريين الجادين في البحث الخلاص لثورتهم وشعبهم ووطنهم ، ولاسيما الممسكين بالقرار منهم.
إعادة تشكيل لممثلي الثورة والمعارضة على غير الأسس العصبوية الضيقة بكل الانتماءات التي قامت عليها. وعلى قاعدة اختيار الرجل للمهمة، وليس اختيار المهمة للرجل. وفي مواجهة حقيقة أن كراسي المسئولية هي كراسي للكدح ، وليس كراسي للمنظرة ولصمدة العروس.
إعادة تشكيل، وإعادة توزيع الأعباء والأدوار، ومع أمر عمل يومي لكل عامل ومن يليه .. وفي خلايا النحل تنفي العاملات دائما كل العاطلين من الذكور ...
ثم بين إعادة تشكيل ما يمكن أن يسمى الفريق الجديد بمهامه المحددة، ومسئولياته المقننة، هناك المطالبة الجادة بالمراجعة العملية ، للمرحلة بكل معطياتها الأولية والمتغيرة لنصير إلى منهج وموقف وطريق .. ( عَلَى بَصِيرَةٍ ) كل ما نقول وكل ما نفعل ...
المحور الثاني
والمحور الثاني الذي أكد عليه السيد رياض حجاب في أكثر من محطة من حديثه، والذي شكل ثغرة حقيقية في تشكيل وفي أداء ما يسمى بُنى المعارضة السورية ، هو انعكاس حالة الاستقطاب الدولي والإقليمي على تشكيل المعارضة، وعلى صناعة مواقفها ، وعلى أدائها ...هي حقيقة جوهرية صادمة ما تزال تأخذ بتلابيب كل العاملين السوريين .. حتى الذين يوزعون سلال الخبز على الجائعين..
ما يزال مطلوبا من كل السوريين أن يتعاونوا على تجاوز هذا التحدي الخطير، فلكي يسد عليك أي محاور أفق الحوار، يلقيها إليك بكل برود : تلك رغبة معالي الوزير .. أو سعادة السفير .. أو ذلك قرار المانح .. أو المستضيف ..
معضلة حقيقية خانقة ، الإشارة إليها ، والتشكي منها لا يعني، أننا قادرون بكل بساطة على تجاوزها . في حكاية سيدنا سليمان والطفل والأم الحقيقية والأخرى المدعية، كان للطفل أم مدعية واحدة ..كيف سيقضي سليمان الحكيم عليه السلام ، حين يكون للطفل خمس أمات مدعيات متشاكسات؟؟؟
لا يمكن للمرء أن يمتطي جوادا خطامه في يد غيره. والعامة تقول ومن يشرب من كف غيره لا يروى، وأخطر شيء عايشناه في فضاء هذه الثورة ، يوم رأينا المانحين يقفزون إلى الصفوف الخلفية ، فيجندون من فيها، ويتجاوزون أصحاب القرار الوطني الذين يناط بهم التقدير والتدبير.
ونعود فنقول ونؤكد إن طرح المشكلة لا يعني حلها ، وإنما هو محاولة جادة وصريحة لمواجهتها ، ويبقى السؤال المطروح علينا جميعا : كيف ؟؟؟
والأخطر الذي كان في واقع الاستقطاب الإقليمي وانعكاساته السلبية على الثورة السورية، أن بعض دول الإقليم ، وبدون تسمية، لم يكن قرارها من رأسها. وكل دول الإقليم عندما ذهبت إلى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الأول الذي انعقد في تونس في مطلع 2012 ، كانت تسعى إلى إيجاد مظلة دولية لمقاربة الوضع السوري، بعيدا عن الفيتو الروسي في مجلس الأمن، وكلنا عشنا لحظة مجيء السيدة هيلاري كلينتون التي أفسدت كل شيء، وحولت البيان الختامي إلى موضوع إنشاء، وكل المتابعين رأوا كيف خرج السيد سعود الفيصل رحمه الله تعالى من المؤتمر غاضبا أو مغاضبا.
تجاوز حالة الاستقطاب الإقليمي في ملفات المنطقة عامة ليس بالأمر السهل، وربما تتم مقاربته، بتشكيل غرفة عمليات إقليمية سياسية وعملية ، تدير ملفات المنطقة الأكثر حساسية ، ولاسيما منها ما يتعلق بمواجهة التهديد الإيراني الذي يشكل تهديدا للعراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين كما للعربية السعودية وأخواتها كما لكل دول الإقليم وإن كان بعضها تتحاشى أن يذكر اسمه في المهددين .
مرة أخرى صراحة وجرأة مقدرة من السيد رياض حجاب أن يذكر على قناة الجزيرة أن " الهوشة على الصيدة أضرت كثيرا بثورة السوريين .
وأخيرا فإن الكلمة الأبقى التي يجب أن يتمسك بها كل السوريين السوريين هي حاجة كل السوريين إلى بعضهم وكما صاغها السيد رياض حجاب بما يشمل كل العناوين ..
يسأل القاضي الشاهد : أنت أين تسكن ؟؟ يجيبه الشاهد البسيط : عند أخي سيدي!! يسأله القاضي وأخوك أين يسكن ؟ يقول له السوري الفطري: عندي سيدي!! يصرخ القاضي: ولك أنتم وين بتسكنو ؟ يقول الشاهد بسليقته الفطرية : عند بعضنا سيدي !!!
أخي السوري السوري أنا أسكن عندك ، وأنت تسكن عندي، ونحن نسكن عند بعضنا.
ولو يعيد كل سوري حكايتها لنفسه سبع مرات ...وسورية لينا - جميعا - وما هي لبيت الأسد !!
وشكرا للدكتور رياض حجاب ...
لندن :28/ رجب/ 1442
12/ 3/ 2021
___________
*مدير مركز الشرق العربي
 
=========================
المدن :عشر سنوات على الحرب السورية..كيف إستمرت المذبحة؟
المدن - عرب وعالم|الإثنين08/03/2021شارك المقال :0
ترى صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه بعد عشر سنوات من اندلاعها، اختفت الحرب الأهلية المروعة في سوريا من عناوين الأخبار. يحجم السياسيون الأميركيون والأوروبيون والجمهور الغربي عن المشاركة. فيما تلعب روسيا دوراً محورياً، لكن في الجانب الخطأ. الدول الإقليمية المتدخلة مثل تركيا وإسرائيل وإيران تعطي الأولوية للمصالح الأنانية قصيرة المدى. والنتيجة، بحسب الصحيفة" هي حالة من "الجمود. صراع شبه بارد يتسم بالعنف المتقطع والألم العميق واللامبالاة الاستراتيجية".
مع ذلك، فإن هذا "الفشل الملحمي" في وقف الحرب لا تزال له عواقب سلبية بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وسيادة القانون، وكذلك على المواطنين السوريين. سواء كانت القضية تتعلق بالمعاناة الإنسانية، أو اللاجئين، أو جرائم الحرب، أو الأسلحة الكيماوية، أو الإرهاب السلفي، فإن الموروثات السامة والمتعددة للحرب عالمية وخبيثة ومستمرة.
وتقول "الغارديان" إن سوريا هي حرب العالم. وتبرز 10 أسباب لماذا ألحقت 10 سنوات من البؤس والفوضى التي لا تنتهي الضرر بالجميع:
معاناة المدنيين
تختلف تقديرات أعداد القتلى منذ آذار/مارس 2011 اختلافاً كبيرًاً، من حوالي 117000 إلى 226000 - لكن النطاق الواسع لميدان القتل الحديث هذا لا جدال فيه. ذكرت الأمم المتحدة هذا الشهر أن "عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفيا في سوريا ما زالوا مختفين قسراً، بينما تعرض آلاف آخرون للتعذيب أو العنف الجنسي أو الموت أثناء الاحتجاز". المدن والاقتصاد في سوريا في حالة خراب. 12 عشر مليون شخص يواجهون الجوع. ربما فقدت مثل هذه الصور القدرة على الصدمة. لكن السؤال الأخلاقي الأساسي لا يزال له أهمية عالمية: لماذا يُسمح باستمرار هذه المذبحة؟
اللاجئون
نزح أكثر من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة، قبل الحرب. والكثيرون منهم محاصرون في إدلب، شمال غرب سوريا، بين قوى معارضة وفريسة للميليشيات السلفية. أدت تدفقات اللاجئين إلى قلب السياسة الإقليمية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وعززت الأحزاب اليمينية المتطرفة والتحيز ضد المهاجرين. يأتي الموت الآن إلى شواطئ أوروبا يومياً. كيف يمكن تحمل هذا؟
الإفلات من العقاب
رئيس النظام بشار الأسد وأعوانه متهمون بمجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. يتم استهداف المدنيين وعمال الإنقاذ والعاملين في مجال الصحة والمستشفيات بشكل روتيني. يعيق استخدام حق النقض الروسي والصيني المحكمة الجنائية الدولية. بدأت التحقيقات مع عناصر الأسد في فرنسا وألمانيا. حوكم أفراد من قوات الأمن السورية. لكن الإخفاق في تقديم المحرضين إلى العدالة، بما في ذلك جماعات المعارضة والسلفيين، يجعل القانون الدولي عرضة للسخرية.
الأسلحة الكيماوية
استخدام النظام المتكرر للأسلحة الكيماوية المحظورة في تحدٍ للمعاهدات العالمية له تداعيات دولية خطيرة. بعد هجوم سيئ السمعة بغاز السارين في الغوطة عام 2013، كان من المفترض أن الأسد قد سلم ترسانته. لكن الأمم المتحدة حددت أكثر من 40 هجوماً بالأسلحة الكيماوية منذ ذلك الحين. أعاقت روسيا التحقيقات مراراً وتكراراً، بينما تجاهلت الولايات المتحدة "الخطوط الحمراء" الخاصة بها. ونتيجة لذلك، ضعفت اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية بشكل خطير.
تنظيم "داعش"
المستفيد الدائم من الحرب هو تنظيم "داعش"، الذي اجتاح أراضٍ في سوريا والعراق في عام 2014. وبينما سحق تحالف دولي الخلافة في نهاية المطاف، كان "داعش" وراء العديد من الهجمات الإرهابية في أوروبا في 2014-2017. لقد ألهم التنظيم الجماعات السلفية المناهضة للغرب في جميع أنحاء العالم ويقال إنه يعيد بناء نفسه في العراق. الرد الغربي على عودة "داعش" متشظي بشكل خطير.
روسيا والولايات المتحدة
شكلت الحرب تحولاً واضحاً في ميزان القوى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا. بعد رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل عسكرياً، ملأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فراغ السلطة الذي تلا ذلك في عام 2015 - وربما أنقذ نظام الأسد. قلق جو بايدن الرئيسي هو ردع الميليشيات الموالية لإيران والسلفيين. يبدو أن بايدن يعتقد أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا. سيكون من الرائع إثبات خطأ ذلك.
الربيع العربي
أعربت الدول الغربية في البداية عن تعاطفها مع محاولات الإطاحة بالدكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية في تونس والبحرين ومصر وليبيا واليمن وسوريا. لكن مع تحول الأحداث إلى حالة لا يمكن التنبؤ بها، تدخل الإسلاميون، تراجع الغرب. أغلقت النافذة التي فُتحت لفترة وجيزة على الإصلاح السلمي في العالم العربي. كانت قضية الديمقراطية العالمية خاسراً كبيراً. سوريا ترمز إلى هزيمتها.
تركيا
استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحداث للثأر من الأكراد في الداخل والخارج. يحتل الجيش التركي المناطق الحدودية جزئياً، لمنع المزيد من تدفق اللاجئين وردع هجوم النظام على إدلب - ولكن أيضاً لإحباط الحكم الذاتي الكردي على غرار العراق في شمال شرق سوريا. لقد قوض المستنقع السوري علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا، مما أثار التساؤل: من خسر تركيا؟
إسرائيل ضد إيران
تخشى إسرائيل من حشد قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة الموالية لطهران في سوريا ولبنان. وشنت مئات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بإيران هناك، وحثّت الولايات المتحدة على أن تحذو حذوها رداً على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في العراق والخليج واليمن. بالنسبة لإسرائيل وإيران، أصبحت سوريا منطقة معركة متقدمة في صراع متعدد الجبهات. رفاهية شعبها ليست مصدر قلقهم. ضعفها المزمن يناسب كليهما.
فشل الأمم المتحدة
لقد تسبب الإخفاق في إنهاء الحرب في إلحاق أضرار جسيمة بالمؤسسات الدولية. مجلس الأمن على وجه الخصوص فقد مصداقيته بشدة، وكذلك جهود الأمم المتحدة لصنع السلام. ومع ذلك، لو أراد "الخمسة الكبار" في مجلس الأمن الدولي وقف النزاع حقاً، فلا شك في أنهم، بالعمل معاً، كان بإمكانهم فعل ذلك. هم لم يحاولوا حتى وهذا هو الإرث الأكثر عاراً للحرب السورية.
=========================
النهار :عشر سنوات من المأساة السورية بالأرقام: مئات آلاف القتلى والاقتصاد تكبّد 442 مليار دولار
10-03-2021 | 00:00 المصدر: النهار
تسبّبت عشر سنوات من #الحرب السورية بنزوح وتشريد ملايين السكان، وألحقت أضراراً هائلة بالبنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته المنهكة، عدا عن دمار كبير لم يميز بين منزل ومرفق عام أو منشأة طبية أم تعليمية.
 أدناه أبرز #الخسائر بالأرقام:
- الكلفة البشرية: 387 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام سرعان ما قمعتها دمشق بالقوة، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
- قرابة 5,6 ملايين نسمة فروا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن، ثلثهم تقريباً من الأطفال من عمر 11 عاماً وما دون، بحسب إحصاءات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
- 6,7 ملايين سوري فروا من منازلهم على وقع المعارك والهجمات المتكررة، ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وفق الأمم المتحدة.
- أكثر من 2,4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي.
- تقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع.
- 12,4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
- ستون في المئة من الأطفال في سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن).
- 13,4 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
- مئة ألف شخص تقريباً قضوا خلال اعتقالهم  جراء التعذيب في سجون النظام، بحسب المرصد السوري، بينما لا يزال مئة ألف آخرون رهن الاعتقال.
- مئتا ألف شخص هو عدد المفقودين، وفق تقديرات المصدر ذاته.
- ثماني سنوات ونحو سبعة أشهر مرت على فقدان الاتصال بالصحافي الأميركي أوستن تايس قرب دمشق في 14 آب 2012.
- ثماني سنوات وأكثر من ثلاثة أشهر مرت على خطف الصحافي البريطاني جون كانتلي على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال سوريا في 22 تشرين الثاني 2012.
 الأسلحة الكيميائية- 38 هو عدد المرات التي تمّ فيها استخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ بدء النزاع، وفق الأمم المتحدة.
- 32 من تلك الهجمات منسوبة لقوات النظام السوري.
- 1400 هو عدد الأشخاص الذين قتلوا جراء هجوم كيميائي اتهمت دمشق بشنه عام 2013.
-التوزّع السكاني: نحو عشرين مليون شخص تقريباً غيّرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خريطة النفوذ والسيطرة.
- أكثر من 11 مليون منهم يعيشون في مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية، بعدما تمكنت هذه القوات بدعم من حلفائها خصوصاً روسيا، من استعادة أكثر من سبعين في المئة من مساحة سوريا، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.
- 2,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، وقد خاض الأكراد معارك شرسة ضد "داعش" في شمال وشمال شرق البلاد.
- نحو 2,9 مليون شخص يعيشون حالياً في مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.
 - نحو 1,3 مليون من إجمالي 1,9 من النازحين الموجودين في إدلب يقيمون في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
- 1,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق حدودية في شمال سوريا تمكّنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة عليها إثر هجمات شنّتها بين عامي 2016 و2019.
-اقتصاد منهك: 442 مليار دولار هو إجمالي الخسائر المالية التي مُني بها الاقتصاد السوري بعد ثماني سنوات من الحرب فقط، وفق تقديرات نشرتها الأمم المتحدة في تقرير صدر في أيلول 2020.
- 91,5 مليار دولار هي قيمة الخسائر التي تكبّدها قطاع النفط في سوريا، وفق ما أفاد وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة أمام مجلس الشعب في شباط الماضي.
 - 80 برميل نفط من إجمالي 89 برميل تمّ انتاجها يومياً عام 2020، استخرجت من مناطق خارجة عن سيطرة دمشق، مقابل إنتاج يومي بلغ 400 برميل قبل اندلاع النزاع، وفق طعمة.
- 98 في المئة قيمة تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء خلال العقد الأخير.
- عشرون دولارا هو متوسط الراتب الشهري للموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحكومة السورية مطلع العام 2021، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- خمسون دولارا متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص.
136 دولاراً كلفة السلة الغذائية الأساسية لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد لمدة شهر، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- 33 مرة هي نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء البلاد، مقارنة بمتوسط خمس سنوات قبل الحرب، وفق برنامج الغذاء العالمي.
- 60 ضعفاً ارتفع ثمن كيس الخبز ذات النوعية الجيدة في مناطق الحكومة منذ اندلاع النزاع.
 - 300 ليرة سورية ثمن البيضة الواحدة حالياً في مناطق سيطرة الحكومة مقابل ثلاث ليرات عام 2011.
-خسائر البنى التحتية: 70 في المئة من محطات الكهرباء وخطوط إمداد الوقود توقفت عن الخدمة بسبب الحرب، بحسب بيانات وزارة الطاقة عام 2019.
- ثلث المدارس تدمرت أو استولى عليها مقاتلون، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
 - سبعون في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما تدمر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية.
=========================
العربي :عشر سنوات من الموت والخراب والدمار.. كيف "خُطِفت" الثورة السورية؟
الخميس 4 آذار 2021
مرّت عشر سنوات على الثورة السورية، الحدث الأكبر والأعظم في تاريخ سوريا الحديث، والحدث الأكثر ملحمية ومأساوية في القرن الحادي والعشرين.
لكن، بعد مرور عقد، لا يزال الكفاح السوري المرير والطويل نحو العدل والحرية والكرامة الإنسانية مفتوحًا على المجهول، مع تحوّل الثورة على يد النظام وحلفائه إلى حرب أهلية.
وفي النتيجة، عاش السوريون عشر سنوات من الموت والخراب والدمار وهدم البيوت وتهجير المواطنين، عقابًا لهم على المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
كيف بدأت الثورة السورية؟
كانت البداية في السادس من مارس/ آذار 2011، عندما ألقت قوات الأمن القبض على الأطفال في درعا واعتقلتهم من دون الالتفات إلى أعمارهم، وظهرت صور وفيديوهات تشير إلى تعذيبهم وانتهاك طفولتهم.
يومها، نزل أهل درعا إلى الشوارع احتجاجًا، وامتدّت المظاهرات إلى سوريا بأكملها. لكنّ قوات النظام تعاملت مع المظاهرات بمنتهى العنف واعتقلت عشرات الآلاف من السوريين.
واستمرت الثورة السورية لستة أشهر كاملة ثورة سلمية، تحمل شعارات مدنية ومطالبات مستحقة بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
النظام السوري يزداد توحّشًا
ازداد النظام توحّشًا وبلغ درجة لم يتحمّلها قطاع من الجيش. وفي يوليو/ تموز 2011 تأسس "الجيش الحر" من مدنيين قرّروا حمل السلاح ومنشقّين عن جيش النظام السوري، قرروا القيام بدورهم الوطني وحماية المدنيين من بطش النظام.
وشهدت أواخر 2011 بدايات اقتحام قوات النظام للمدن السورية وارتكابه لمذابح طائفية بشعة. وفي منتصف 2013 بدأت معارك التحرير وبدا أنّ الثورة في طريقها إلى الانتصار.
هنا ظهرت "داعش"، وقصف النظام السوري مدنًا بأكملها بالصواريخ والبراميل المتفجرة بحجة محاربة "الإرهاب".
تدخلات خارجية على خط الثورة السورية
في أبريل/ نيسان 2013، استعان النظام السوري بـ"حزب الله" اللبناني الذي جاء بدعم مادي وعسكري إيراني و"جهاديين" من شيعة العراق وأفغانستان وباكستان.
وفي سبتمبر/ أيلول 2015، أعلنت روسيا التدخل في الشأن السوري بحجّة محاربة "داعش"، وأعادت القوات الروسية ما يزيد على 70 في المئة من الأراضي السورية إلى نظام بشار الأسد، وسقط آلاف الشهداء من المواطنين السوريين، فيما اضطر آخرون لترك بلادهم.
وفي أغسطس/ آب 2016 أعلنت تركيا تدخلها في الحرب السورية عبر عملية درع الفرات بحجة محاربة داعش وما وصفته بـ"الإرهاب الكردي" على حدودها. وفي يناير/ كانون الثاني 2018 عادت تركيا لشن عملية جديدة داخل الأراضي السورية فيما عرف بعملية "غصن الزيتون".
لكن، في يناير 2019، اتخذ الدعم الروسي لنظام بشار الأسد مسارًا تفاوضيًا، وأطلقت روسيا النسخة الأولى من محادثات أستانة بين النظام والمعارضة السورية، ما أسفر عن عودة أغلب الأراضي المحررة إلى النظام السوري.
الثورة فجّرت واقع القمع والقهر في سوريا
يرى الأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع السياسي والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أنّ الثورة الشعبية ضد النظام الجائر هي الوليد الذي يجب النظر إليها في ذكرى الثورة، بدل تركيز الصورة على الدماء والحرب الأهلية.
ويدعو غليون، في حديث إلى "العربي"، لمعالجة الأخطاء والنقائص ونقاط الضعف التي جعلت إنجازات الثورة ضعيفة، وتحديدًا ضعف التنظيم الاجتماعي المدني والسياسي في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك حياة سياسية إطلاقًا في سوريا، طيلة أكثر من نصف قرن عاش خلالها البلد تحت حكم استبدادي ظالم.
ويلفت إلى أنّ الثورة فجّرت هذا الواقع الذي كان مفروضًا على الشعب السوري، وهو واقع القمع والقهر، ولكنها دخلت في مسار جديد.
استراتيجية النظام.. الدفع نحو مواجهة عسكرية
ويشدّد الأكاديمي والسياسي السوري على أنّ استراتيجية النظام القائم كانت الدفع نحو مواجهة عسكرية من أجل تشتيت قوى الثورة ووضعها أمام تحدٍ لا تستطيع الرد عليه، في مقابل جيوش جرارة وقوات كبيرة في مواجهتها.
ويعرب عن اعتقاده بأنّ قيادة الثورة لم تنجح في الدفع نحو تفاعل الضباط المنشقين مع الفصائل التي تكوّنت بشكل عفوي، للدفاع عن النفس في القرى والأحياء والمدن، وتأطيرها.
كما يلفت إلى أنّ معظم الدول لم يكن لديها رغبة في توحيد قيادة الفصائل لتكون تحت سلطة سياسية تعطي للسوريين قوة أكبر في تقرير مصيرهم.
=========================
اليونيسف :بعد 10 سنوات من النزاع في سوريا: يحتاج 90٪ من الأطفال إلى الدعم: يدفع العنف والأزمة الاقتصادية وجائحة "كوفيد-19" العائلات إلى حافة الهاوية – اليونيسف
عمان/نيويورك، 10 آذار/مارس 2021 – جعلت الحرب في سوريا حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلَّقين بخيط رفيع، كما جاء اليوم في تحذير من اليونيسف عشية مرور عشر سنوات على النزاع. لا يزال وضع العديد من الأطفال والعائلات محفوفًا بالمخاطر، إذ أن حوالي 90 في المائة من الأطفال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة بلغت نسبتها 20 في المائة في العام الماضي وحده.
وتقول المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: "لا يمكن أن تمر هذه الذكرى كمجرد معلم قاتم آخر يمر مرور الكرام على نظر العالم، بينما يستمر كفاح الأطفال والعائلات في سوريا". وتضيف: "لا يمكن للاحتياجات الإنسانية أن تنتظر. ينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم للأطفال".
خلّف مرور عقد من النزاع أثرًا مريعًا على الأطفال والعائلات السورية:
•  ارتفع سعر السلة الغذائية العادية في العام الماضي أكثر من 230 في المائة.
•  يعاني أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخمس سنوات في سوريا من التقزُّم نتيجة سوء التغذية المزمن؛
•  حوالي 2.45 مليون طفل في سوريا و750 ألف طفل سوري إضافي في الدول المجاورة لا يذهبون إلى المدرسة. 40 في المائة منهم من الفتيات؛
•  وحسب البيانات التي تم التحقق منها بين 2011 و2020:
      - مقتل أو إصابة ما يقرب من 12 ألف طفل، وفقًا للبيانات التي تم التحقق منها؛
      - تجنيد أكثر من 700 طفل للقتال - بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات.
      - تعرض أكثر من 300 مرفق تعليميّ أو طبيّ وأفراد طواقمها للهجوم؛
• تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي في عام 2020، فالتعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال، مع ما يترتب عليها من آثار قصيرة وطويلة الأمد.
الوضع في شمال سوريا مقلق بشكل خاص. لا يزال هناك عدد مهول من الأطفال النازحين في شمال غرب سوريا، بعد أن اضطرت العديد من العائلات للفرار من العنف عدة مرات، بعضها سبع مرات، بحثًا عن الأمان. وقد مرّ عليهم شتاء طويل آخر – واجهوا فيه ضراوة الطقس السيء وعانوا من الأمطار الغزيرة والثلوج – وهم يعيشون في خيام ومآوٍ ومبانٍ مدمرة أو غير مكتملة البناء. كما أن أكثر من 75 في المائة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال المسجلة في عام 2020 وقعت في شمال غرب سوريا.
يعيش في مخيم الهول وفي أنحاء شمال شرق سوريا 27،500 طفل من 60 جنسية على الأقل، ويعاني آلاف الأطفال السوريين الذين يشتبه ارتباطهم مع النزاع المسلح من الإنهاك في المخيمات ومراكز الاحتجاز. أدى تصاعد العنف مؤخرًا في مخيم الهول إلى تعريض أرواح الناس للخطر، وسلط الضوء على الحاجة إلى إيجاد حلول طويلة الأمد، بما فيها إعادة الاندماج في المجتمعات المحلية أو العودة الآمنة للأطفال إلى بلدانهم الأصلية.
بالإضافة إلى ذلك، ازداد عدد الأطفال اللاجئين في الدول المجاورة - والتي تستمر في استضافة 83 في المائة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين على مستوى العالم بسخاء – وقد بلغت الزيادة أكثر من عشرة أضعاف، إذ وصل العدد إلى 2.5 مليون لاجئ منذ عام 2012، مما وضع ضغوطًا إضافية على هذه المجتمعات المحلية التي ترزح أصلًا تحت شتّى الضغوط.
قامت اليونيسف على مدى العقد الماضي بتوسيع مجال عمليات الاستجابة التي تقدمها للأزمة السورية، وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية وكذلك الاحتياجات طويلة الأمد. ففي عام 2020 وحده، ووسط تحديات صعبة بما فيها التطور السريع لجائحة "كوفيد-19"، واصلت اليونيسف تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة للأطفال والعائلات في سوريا والدول المجاورة، ومن ضمنها:
 • تلقى ما يقرب من 900 ألف طفل التلقيح الروتيني ضد الحصبة.
•  حصل أكثر من 400 ألف طفل على الدعم النفسي والاجتماعي.
•  حصل أكثر من 3.7 مليون طفل على التعليم الرسمي وغير الرسمي.
•  حصل أكثر من 5.4 مليون شخص على مياه صالحة للشرب من خلال تحسين أنظمة إمداد المياه.
•  تم تزويد أكثر من 55 مليون شخص بمعلومات حول تدابير الصحة والسلامة، استجابة لجائحة "كوفيد-19".
 مع ذكرى مرور 10 أعوام على الحرب في سوريا، تُذكِّر اليونيسف الأطراف المتنازعة ومن لهم تأثير عليهم، والمجتمع الدولي، بما يلي:
•  إن المنظمات الإنسانية، مثل اليونيسف، في حاجة ماسة إلى الدعم والتمويل الذي تحتاجه لتقديم المساعدة لأطفال سوريا. تناشد اليونيسف للحصول على 1.4 مليار دولار أمريكي لاستجابتها داخل سوريا والدول المجاورة لعام 2021.
•  يجب إعادة دمج الأطفال الذين يشتبه ارتباطهم مع النزاع المسلح، لا سيما في شمال شرق سوريا، في المجتمعات المحلية. كما يجب إعادة أطفال الرعايا الأجانب إلى بلدانهم الأصلية بأمان.
•  على أطراف النزاع الامتناع عن الهجمات على الأطفال والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والعيادات ونقاط المياه.
•  تدعو اليونيسف إلى تجديد القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن المساعدة عبر الحدود، والذي يسمح بمواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة عبر الحدود السورية.
•  لا يوجد منتصر في هذه الحرب، بينما تلحق الخسارة الكبرى بأطفال سوريا. لقد حان الوقت لأن تلقي الأطراف المتنازعة بأسلحتها جانباً، وأن تلتقي على طاولة المفاوضات. إن السلام والدبلوماسية هما السبيل الوحيد للخروج من هذه الهاوية.
 ويقول تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها أطفال وشباب سوريا، فإنهم يبينون لنا معنى المثابرة والعزيمة". ويضيف: "إن تصميم هؤلاء الأطفال والشباب على التعلم والتغلب على الصعاب وبناء مستقبل أفضل هو أمر يستحق التقدير. قامت اليونيسف، وعلى مدى العقد الماضي، بتقديم الدعم للشعب السوري والدول المضيفة أثناء إحدى أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث. وسوف نواصل العمل من أجل أطفال سوريا والمجتمعات المضيفة، معتمدين على الدعم السخي من المجتمع الدولي".
=========================
الاناضول :عشر سنوات من الحرب السورية تكلف 1.2 تريليون دولار أمريكي
برلين/الأناضول
قالت منظمة الرؤية العالمية "وورلد فيجن"، وشركة فرونتير إيكونوميكس لتطوير النتائج الاقتصادية (أكبر شركة استشارات اقتصادية مستقلة في أوروبا): إن التكلفة الاقتصادية للنّزاع بسوريا بعد 10 سنوات تقدّر بأكثر من 1.2 تريليون دولار أمريكي.
جاء ذلك بحسب تقرير مشترك صدر، الخميس، عن الجهتين المذكورتين، تحت عنوان "ثمن باهظ للغاية: تكلفة الصراع على أطفال سوريا".
واشار التقرير إلى أن "النتائج تشير إلى أن جيلا كاملا قد ضاع في هذا الصراع، والأطفال سيتحمّلون التكلفة من خلال فقدان التعليم والصحة، مما سيمنع الكثيرين من المساعدة في تعافي البلاد والنمو الاقتصادي بمجرد انتهاء الحرب".
وأضاف: "حتى إذا انتهت الحرب اليوم، فستستمر تكلفتها في التّراكم لتصل إلى 1.7 تريليون دولار إضافي بقيمة العملة اليوم وحتى عام 2035".
وأردف: "إن النتائج الاقتصادية للتقرير مصحوبة باستطلاع قامت به منظمة الرؤية العالمية لما يقرب من 400 طفل وطفلة وشاب وشابة سوريين في سوريا ولبنان والأردن، تكشف عن الخسائر البشرية الهائلة للصراع".
ولفت التقرير أن "الصراع في سوريا يعتبر من أكثر النزاعات الدموية بالنسبة للأطفال والأكثر تدميرا، حيث يقلل من متوسط العمر المتوقع للأطفال بمقدار 13 عاما".
وزاد "كما تم استخدام ما يقدر بنحو 82% من الأطفال الذين جندتهم الجهات المسلحة في أدوار قتالية مباشرة وكان 25% منهم دون سن 15 عاما. وقُتل ما يقدر بنحو 55,000 طفل منذ بدء النزاع، بعضهم عن طريق الإعدام بإجراءات موجزة أو التعذيب".
=========================
الاخبار :عشر سنوات من الحرب على سوريا: جريمة تاريخيّة للديمقراطيّات العظمى وأنظمة الانحطاط
رأي  رنيه نبعة  الجمعة 26 شباط 2021
عشر سنوات من الحرب على سوريا: جريمة تاريخيّة للديمقراطيّات العظمى وأنظمة   الانحطاط
كولاج للفنان السوري تمام عزّام
في الأوّل من مارس/ آذار يكتمل عقد من الحرب على سوريا شهد على انحراف الطبقة السياسية الفرنسية، والكذب الإعلامي للطبقة الأكاديمية، وانحراف فرنسا وتخلّيها عن بقعة جغرافية مهمّة كانت في زمن ما نقطة ارتكازها التقليدية. وأخيراً شهد على التشرذم الفكري لقيادات المعارضة السورية الخارجية التابعة لمشيخات النفط.
عقدان كارثيّان، عقدان شهدا تدمير عاصمتَي الخلافة العربية: بغداد عاصمة الخلافة العباسية في عام 2003، ودمشق عاصمة الخلافة الأموية في عام 2013. وذلك بفعل تحالف مشيخات البترول الخليجية مع القوى الأطلسية، تحالف مضادّ للطبيعة قام بين الأنظمة الأكثر رجعية في العالم و»الديمقراطيات الغربية العظمى»، تحالف إسلامي-أطلسي. وذلك بدون أي فائدة لا للعرب ولا للمسلمين وإنما فقط خدمة لعروش منبوذة. لتصبح بذلك روسيا وإيران مركز الثقل في صراعات الشرق الأوسط قوتين إقليميتين عظميين في وجه عالم عربي متفكّك لم يبق منه سوى أطلال.
1- حصيلة عقدين:
الحصيلة بيّنة: فالحروب الست «القذرة» في عصرنا هذا وقعت جميعها في فضاء تنظيم المؤتمر الإسلامي (سوريا، العراق، أفغانستان، الصومال، اليمن وليبيا) أوصلت أكثر من 600 مليون طفل مسلم إلى الجوع والمرض والحرمان من التعليم، وبلغت نسبة الوفيات لدى الأطفال في 12 بلداً مسلماً أعلى نسبة في العالم ووصلت نسبة الأطفال المحرومين من التعليم في 17 بلداً مسلماً إلى 60%. (كما ورد على لسان رئيس المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان، هيثم المناع في كتابه «المقاومة المدنية، مساهمة في المناعة الذاتية عند المجتمعات» – SIHR 2، طبعة عام
2015).
نشرت الأمم المتحدة في 2 كانون الأول من عام 2020، عبر منسقها للمساعدات الإنسانية الدولية في سوريا، علي الزعتري، الأرقام التالية: «في عام 2020، عشر دول عربية تعاني من أزمة إنسانية خطيرة هي: العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، فلسطين، الصومال، السودان، سوريا، اليمن وتونس.
في عام 1948، كان العالم العربي يستضيف لاجئين من جنسية واحدة، وبعد 72 عاماً أصبحت غالبية اللاجئين من عدة جنسيات عربية من فلسطينيين وسوريين وعراقيين وصوماليين وسودانيين ويمنيين وليبيين، إلخ.
يعتمد 60 مليون شخص على المساعدات الإنسانية وتُقدر بـ 11 مليون دولار دُفع نصفها حتى الآن. سيصل عدد المحتاجين إلى تلك المساعدات في عام 2021، إلى 64,5 مليون شخص، أي بازدياد 5 ملايين خلال سنة واحدة.
يُقدّر عدد اللاجئين السوريين في البلاد المجاورة لسوريا (لبنان، الأردن، العراق وتركيا) بعشرة ملايين شخص يحتاجون إلى 6 مليارات دولار، دُفع منها فعلياً 2 مليار فقط.
2- موازنة التسليح:
في المقلب المعاكس، ترتفع موازنة التسليح في البلاد العربية إلى 165 مليار دولار، بحسب ما أعلنه السيد الزعتري السابق الذكر مستنداً إلى تقرير «Global «Fire power.com
وفق الترتيب التالي:
العربية السعودية، الزبون الرقم 3 في شراء الأسلحة في العالم (67.5 مليار دولار). الإمارات العربية المتحدة (22.7 مليار دولار)، الجزائر (13 مليار دولار)، مصر (11.2 مليار دولار)، المغرب (10مليارات دولار)، سلطنة عمان (8.6 مليارات دولار)، الكويت (6.8 مليارات دولار)، قطر ( 6 مليارات دولار)، ليبيا (3 مليارات دولار)، لبنان ( 2.5 مليار دولار)، السودان (2.4 مليار دولار)، سوريا (1.8 مليار دولار)، العراق (1.7 مليار دولار)، البحرين (1.4 مليار دولار)؛ وتجدر إضافة كل من تونس والصومال وموريتانيا إلى القائمة.
3- حصيلة الإرهاب:
توزّعت ضحايا الإرهاب في عام 2010 بين عشر دول، بينما بلغ عدد الدول بعد خمس سنوات إلى 151 دولة.
• بلغ عدد التنظيمات الإرهابية 1812 تنظيماً على امتداد تلك الدول، استطاعت أن تجنّد في صفوفها 13 مليون شخص، في حين يبلغ بالتوازي معهم عدد الأشخاص الذين يُظهرون تأثراً بنفوذها 80 مليوناً.
23 % من الشباب في العالم الذين هم نبض البشرية، هم على استعداد للانخراط في أعمال إرهابية، كنتيجة لحالة الاكتئاب والفقر أو بكل بساطة بحثاً عن قضية ما.
33 % من الشباب في العالم معرّضون لردود فعل عنيفة لها علاقة بالإرهاب لاعتبارات أصولية أو دينية أو عرقية أو قومية أو ببساطة للدفاع عن النفس.
بلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإرهاب منذ بداية القرن الواحد والعشرين 5 تريليونات (5 آلاف مليار) دولار. حيث يكفي هذا الرقم وحده لحلّ 65% من حالات البطالة على مساحة الكرة الأرضية. لقد كلّفت الحرب على الإرهاب بين عامَي 2011-2014، 22 تريليون دولار.
يبدو هذا المشهد غنيّاً عن التعليق؛ يضاف إليه هشاشة الاقتصاد، والتهميش والعزلة الاجتماعية، والتنميط العنصري، والانحراف الأخلاقي، والاستقطاب الديني؛ بالتزامن مع ما يحدث في السجون من نشاط للمجموعات على الأشخاص الضعفاء، ما يشكّل عوامل كثيرة تؤدي إلى تخبّطهم لا بل استمالتهم...إنها الديماغوجية (الخداع السياسي) واستخدام الإسلام كسلاح للنضال ضد الإلحاد السوفياتي (أفغانستان 1980-1989)، ثم ضد البلاد العربية العلمانية (ليبيا-سوريا) بالتواطؤ مع الغرب (2011-2014). أدّت كل هذه العوامل بعد ربع قرن عاصف، إلى خلق كائنات هجينة تائهة عن الإسلام وتائهة عن الجمهورية، كائنات جهادية منحدرة من سلالة المنحرفين، مجانين الله وأشباح الجريمة.
ما سيحفظه التاريخ في ختام هذا المشهد أن راكبي الجمال في الخليج، وحرّاس الشواطئ من القرصنة، أصابوا العالم العربي بداء التخلّف المزمن من أجل بقائهم على العروش؛ وأن زعماء السُّنّة (مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والسودان بتواطؤ مقنّع مع المغرب والسعودية) قد باعوا فلسطين لكيان إسرائيل بثمن بخس متعرّين من كل إحساس بالشرف؛ وأنّ «الديمقراطيات الغربية العظمى» (الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة المتحدة) هي عرّابة هذه الصفقة، محتقرة بذلك كل مبادئها المعلنة، وهي الحاضنة الفعلية للإرهاب الإسلامي، مسبّبةً بذلك ارتدادات قاتلة لهذا الإرهاب على أراضيها ومفتعلة مشاعر قوية معادية للإسلام في كل الفضاء الغربي.
ليس من مهمة صاحب الجنسية المزدوجة أن يكون المتحدّث الرسمي باسم بلده المضيف، لكن أن يكون صلة الوصل فيتحمّل مسؤولية ذلك بشجاعة وحس نقدي، أن يكون يقظاً ضد أي تجاوز يلحق الضرر، سواء ببلده الأصلي أو ببلده المضيف. ففي مصلحة الطرفين أن تقوم شراكة بين الانتماءين على أساس المساواة لا التبعية للمستعمر القديم فيصبح من خلالها مساعده أو منفذاً لأوامره.
وبالطريقة ذاتها، على المفكّر التقدمي درء الإسلام عن التقدمية، لا جعل التقدمية تستسلم لإسلام بدائي لا يتطور بل يخضع للهيمنة الأميركية- الإسرائيلية.
أما الطبيب النفسي العربي فعليه أن تكون أولويته تفسير تلك التبعية الفريدة لحاملي الجنسية الفرنسية من السوريين الذين جعلتهم يسخّرون أنفسهم لمصلحة بلدين (فرنسا وتركيا) كانا سبب سلخ لواء إسكندرونة عن بلدهم الأصلي(سوريا).
ليس قدر العرب أن يكونوا «حركيين» أبداً ودائماً ولا أن يسخّروا تفكيرهم في خدمة استراتيجية أسيادهم الغربيين.
لم يشهد التاريخ قط مثل هذه الانتكاسة الفكرية في خضمّ تحوّل استراتيجيّ بهذه الأهمية كما يحدث في الزمن الراهن، سيدفع العرب والمسلمون ثمنها باهظاً ولأمد طويل.
* مدير موقع www.madaniya.info والمسؤول السابق عن العالم العربي - الإسلامي في «الوكالة الفرنسية للأنباء»
** ترجمة سناء يازجي خلف، جامعية وأستاذة اللغة العربية
=========================
سويس انفو :تسلسل زمني-عشر سنوات من الصراع في سوريا.. من احتجاج لحرب لانهيار اقتصادي
هذا المحتوى تم نشره يوم 12 مارس 2021 - 13:24 يوليو,12 مارس 2021 - 13:24
بيروت (رويترز) - بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الصراع السوري، لم تنجح الاضطرابات العاصفة التي بدأت باحتجاجات سلمية في مارس آذار 2011 في زحزحة الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
فالأسد يبسط هيمنته على أجزاء كثيرة من البلاد، ساعده في ذلك وجود عسكري روسي وفصائل شيعية إيرانية.
وبعد مرور عشر سنوات لا تزال تركيا، خصمه، تسيطر على قطاعات من الشمال الغربي ولا يزال للولايات المتحدة وجود في الشمال الشرقي، وهي منطقة رئيسية لإنتاج النفط والقمح.
لكن التحدي الأكبر أمام الأسد الآن هو الاقتصاد.
فالاستياء السائد بعد الحرب من الفساد وعلو أسعار السلع الغذائية وانهيار العملة وانقطاع الكهرباء المتكرر ونقص البنزين.. كلها أمور فاقمت من المصاعب التي تواجهها أُسر كثيرة فقدت بالفعل عزيزا عليها أو أكثر.
وهذا التسلسل الزمني يوضح كيف اشتعلت الحرب بعد أن بدأت باحتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية ثم تحولت إلى صراع متعدد الأطراف انزلقت إليه قوى عالمية وفقد فيه مئات الآلاف أرواحهم وتشرّد الملايين.
* مارس آذار 2011 - المظاهرات الأولى التي بدأت في درعا بجنوب سوريا احتجاجا على حكم الأسد سرعان ما انتشرت في شتى أنحاء البلاد. وردت قوات الأمن بموجة اعتقالات وبإطلاق النار.
* يونيو حزيران 2012 - القوى العالمية تجتمع في جنيف وتتفق على الحاجة إلى انتقال سياسي، لكن الانقسامات حول كيفية تحقيق ذلك ستقوض سنوات من جهود السلام جرت برعاية الأمم المتحدة.
* يوليو تموز 2012 - الأسد يشن غارات جوية على البلدات والمدن التي تمردت على حكمه، والمحتجون الذين كانوا سلميين يوما باتوا يحملون السلاح، ومقتل الآلاف.
* أغسطس آب 2013 - واشنطن تقول إن استخدام الأسلحة الكيماوية خط أحمر، لكن مئات المدنيين يلقون حتفهم في هجوم بالغاز على الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية الواقعة على مشارف دمشق والتي كانت تسيطر عليها المعارضة. ولم يلق الحدث ردا عسكريا من جانب الولايات المتحدة.
* يناير كانون الثاني 2014 - جماعة منبثقة عن تنظيم القاعدة تسيطر على مدينة الرقة ثم تنطلق لتسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وتعلن قيام دولة خلافة وتطلق على نفسها اسما جديدا هو الدولة الإسلامية.
* سبتمبر أيلول 2014 - واشنطن تشكل ائتلافا مناهضا للدولة الإسلامية وتبدأ ضربات جوية وتدعم القوات الكردية لوقف المد الجهادي، لكن يتولد احتكاك مع حليفتها تركيا.
* مارس آذار 2015 - في الوقت الذي تفقد فيه قوات الأسد السيطرة على الكثير من البلدات والمدن التي انتفضت على حكم حزب البعث، يقوض متشددون إسلاميون بمساعدة جهاديين أجانب جاؤوا إلى سوريا حركة تمرد مسلح رئيسية تضم متظاهرين سابقين ومنشقين عن الجيش.
* سبتمبر أيلول 2015 - روسيا تنضم إلى الحرب في صف الأسد وتنشر طائرات حربية وتقدم مساعدات عسكرية تُغير بسرعة، وبمساعدة إيران، مجرى الصراع مع مقاتلي المعارضة.
* أغسطس آب 2016 - قلقا منها من تقدم الأكراد عند الحدود، تتوغل تركيا في سوريا بمساعدة مقاتلين متحالفين معها وتقيم منطقة خاضعة لسيطرتها اتسعت في عام 2018.
* ديسمبر كانون الأول 2016 - الجيش السوري وحلفاؤه يهزمون مقاتلي المعارضة في حلب، أكبر قاعدة حضرية لهم، بعد أشهر من الحصار والقصف، في خطوة أبرزت حجم الزخم الذي اكتسبه الأسد.
* مارس آذار 2017 - إسرائيل تعترف بشن غارات جوية استهدفت حزب الله في سوريا، بهدف إضعاف قوة إيران بعد أن قويت شوكة فيلق القدس التابع لها وفصائل شيعية جاءت من أفغانستان ولبنان.
* أبريل نيسان 2017 - الولايات المتحدة تشن أول هجوم بصواريخ كروز على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية بالقرب من حمص بعد هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
* نوفمبر تشرين الثاني 2017 - قوات يقودها الأكراد مدعومة من الولايات المتحدة تهزم الدولة الإسلامية في الرقة. ويؤدي هذا وهجوم آخر من الجيش السوري إلى خروج المتشددين من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها أو كلها تقريبا.
* أبريل نيسان 2018 - بعد أشهر من الحصار والغارات الجوية، يتمكن الجيش المدعوم من روسيا من استرجاع الغوطة الشرقية قبل أن يسترد جيوبا أخرى في وسط سوريا، ثم معقل المعارضة الجنوبي في درعا في يونيو حزيران.
* سبتمبر أيلول 2018 - صفقة روسية تركية بشأن إدلب والشمال الغربي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة تسفر عن وقف القتال على الجبهات والحد من غارات القصف التي أودت بحياة مئات المدنيين في آخر معقل كبير للمعارضة.
* مارس آذار 2019 - مع سيطرة حلفاء الولايات المتحدة المحليين على المنطقة الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية في الشرق، تقرر واشنطن إبقاء بعض القوات في سوريا بعد أن قالت سابقا إنها ستنسحب.
* أبريل نيسان/ديسمبر كانون الأول 2019 - القوات المدعومة من روسيا تشن حملة في الشمال الغربي تنتهي في أغسطس آب بالسيطرة على مدينة خان شيخون التي كانت موقعا إستراتيجيا للمعارضة وهدف هجوم كيماوي كبير على المدنيين.
* قمة روسية تركية في أكتوبر تشرين الأول تؤدي لانحسار القتال، لكن موسكو تستأنف هجوما كبيرا في ديسمبر كانون الأول يفضي إلى توغل أكبر في معقل المعارضة الأخير.
* ديسمبر كانون الأول 2019/مارس آذار 2020 - الهجوم الذي قادته روسيا في شمال غرب سوريا يتسبب في نزوح نحو مليون مدني وحدوث أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الصراع. وترسل تركيا آلافا من جنودها عبر الحدود لمحاولة صد الهجوم كما تقول إنها لن تمنع اللاجئين السوريين من محاولة الوصول لأوروبا وتفتح حدودها. ويفر الآلاف إلى اليونان.
* مارس آذار 2020 - تركيا وروسيا تتفقان على وقف إطلاق النار في إدلب وتتعهدان بدوريات مشتركة وممر آمن بالقرب من طريق إم4 السريع.
* مارس آذار/أغسطس آب 2020 - سوريا تكافح للتصدي لانتشار جائحة كوفيد-19 التي زادت من مصاعب الحياة فيها.
* مايو أيار 2020/مارس آذار 2021- نقص حاد في الوقود والسوريون يصطفون لساعات للحصول على الخبز المدعم، في علامات على تهاوي الاقتصاد. والحكومة تضطر لترشيد توزيع الإمدادات وتطبيق زيادات قوية في الأسعار.
* مايو أيار 2020 - ظهور أول مؤشرات علنية على حدوث خلاف بين الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف الذي نشر لاحقا تسجيلات مصورة عن الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي.
* يونيو حزيران 2020 - الولايات المتحدة تعلن عن أشد عقوبات أمريكية على سوريا، "قانون قيصر"، وهي عقوبات توسع من سلطة مصادرة أرصدة كل من يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته وتشمل قطاعات من التشييد والبناء إلى الطاقة.
* ديسمبر كانون الأول 2020/مارس آذار 2021 - إسرائيل تصعد ضرباتها الجوية في أجزاء عديدة من سوريا، وبخاصة في الشرق، وتضرب أهدافا لمنع توسع النفوذ الإيراني.
* فبراير شباط 2021 - إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنفذ ضربة جوية بشرق سوريا على طول الحدود العراقية مستهدفة هيكلا تابعا لما وصفته بميليشيا مدعومة من إيران. وسوريا تصف الهجوم "بالجبان".
* مارس آذار 2021 - الليرة السورية تهوي لمستويات جديدة ويجري تداولها بسعر يقرب من 4000 ليرة للدولار، مع ضعف الاقتصاد وسط نقص حاد في العملة الأجنبية.
(إعداد مها الدهان وسليمان الخالدي للنشرة الإنجليزية - محمد عبد اللاه وليليان وجدي وأمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير سها جادو)
=========================
الاتحاد :بعد عشر سنوات من الصراع: سوريا.. لا حرب ولا سلام
سكوت بيترسونسكوت بيترسون
الأربعاء 10 مارس 16:26
في 15 مارس 2011 بدأت الأزمة السورية، وبعد مرور عشر سنوات وصل الصراع السوري إلى طريق مسدود. فالرئيس بشار الأسد لم ينتصر بشكل كامل. ولم يخسر تماماً، وأجزاء كبيرة من بلاده لا تزال بعيدة عن السيطرة الحكومية.
في الشرق السوري تشن فلول تنظيم «داعش» الإرهابي حملة حرب عصابات فتاكة، وفي كل مكان تتزايد التكاليف الإنسانية. بعد 400 ألف قتيل، يواجه الشعب السوري انهياراً اقتصادياً، وحالة متفاقمة من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى الهجمات العشوائية على المدن والمستشفيات.
كانت ساحة المعركة نفسها هادئة إلى حد كبير لمدة عام. فاتفاق وقف إطلاق النار الروسي-التركي صامد إلى حد كبير، منذ أن منع التدخل العسكري التركي القوات السورية –المدعومة من القوات الجوية الروسية -من استعادة محافظة إدلب التي يسيطر عليها المتمردون في شمال غرب سوريا. ويعيش في الجيب 3 ملايين مدني ومجموعة من الإرهابيين من بينهم 10 آلاف مقاتل مسلح.
ولم تحرز سنوات من جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة أي تقدم، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2254، الذي وضع في ديسمبر 2015 خريطة طريق سياسية تهدف إلى إقامة «حكم شامل ذي مصداقية وغير طائفي» في غضون ستة أشهر، ووضع دستور جديد.
ولم يميز تلك التطلعات سوى أنها كان يتم خرقها. فعلى سبيل المثال، أرسلت دمشق وفداً على مضض إلى جنيف للمشاركة في جهود غير ملزمة يسرتها الأمم المتحدة لصياغة دستور شامل، الأمر الذي بدأ أخيراً في أكتوبر 2019.
ولكن بحلول أواخر يناير من هذا العام، بعد عقد الدورة الخامسة في غضون 16 شهراً، فشل المندوبون حتى في البدء في كتابة المسودة.
باختصار، فإن تقريباً كل من حارب في هذه الحرب بالوكالة لا يزال على الأرض، مما يضمن بقاء سوريا مقسمة إلى مناطق سيطرة مختلفة.
لقد جندت إيران، التي كانت من أوائل من وقفوا إلى جانب الأسد، القدرات القتالية القوية لـ«حزب الله» اللبناني، ثم حشدت لاحقاً الميليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان. وبذلت الولايات المتحدة وتركيا جهوداً لدعم المتمردين المناهضين للحكومة، لكن الحكومة السورية في دمشق ظلت مستمرة بفضل إيران حتى تدخلت روسيا بالقوة الجوية في سبتمبر 2015. وقلبت موسكو مجرى الحرب بشكل لا رجعة فيه.
ومع ذلك، تمتلك تركيا اليوم ما يقرب من 12.000 جندي في شمال غرب سوريا، ظاهرياً لإنشاء ما يسمى بـ«منطقة آمنة» للاجئين والدفاع عن إدلب. يهدف الأتراك أيضاً إلى منع نزوح المزيد من السوريين (والمسلحين الإرهابيين) عبر الحدود إلى تركيا، حيث يقيم بالفعل حوالي 3.6 مليون لاجئ مسجل، بالإضافة إلى مراقبة القوات الكردية التي تعتبرها إنقرة تهديداً أمنياً.
وفي الشمال الشرقي الغني بالنفط، تدعم عدة مئات من القوات الأميركية -التي خلفتها الحرب التي دامت سنوات ضد «داعش» في سوريا والعراق -قوة شبه عسكرية كردية-سورية قوامها أكثر من 100.000 مقاتل تحرم دمشق من ربع أراضيها و80% من مواردها.
من حيث النسيج الاجتماعي المتضرر والاقتصاد المدمر، فهذا لا حد له. فقد انهارت العملة السورية وارتفع معدل التضخم بشكل كبير، حيث تضاعف سعر زيت الطهي وحده خمس مرات في العام الماضي.
كما نزح حوالي 12.6 مليون سوري من منازلهم، وفر 6.6 مليون منهم من البلاد.
ما يقرب من 60% من سكان سوريا -«يعانون من انعدام الأمن الغذائي»، وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي. في العام الماضي وحده، تضاعف عدد السوريين الذين تعتبرهم الأمم المتحدة «يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد»، بحيث لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون مساعدة، إلى 1.8 مليون.
مراسل «كريستيان ساينس مونيتور» في منطقة الشرق الأوسط
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
=========================
منظمة العفو :بعد مرور عشر سنوات تكتسي العدالة للسوريين أهمية أكبر من أي وقت مضى
12 آذار / مارس 2021, 07:00 UTC
قالت منظمة العفو الدولية قبل حلول الذكرى السنوية العاشرة للأزمة، في 15 مارس/آذار، إنه آن الأوان كي يتغلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الشلل الذي يعانيه بسبب استخدام حق النقض (الفيتو)، وكي يدفع باتجاه إجراء المساءلة على الانتهاكات المستمرة لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
ومنذ بدء الاحتجاجات السلمية في دمشق عام 2011، عرّضت الحكومة السورية - وفيما بعد جماعات المعارضة المسلحة بدعم من حلفائهم – ملايين المدنيين لهجمات برية وجوية غير قانونية، والاحتجاز الواسع النطاق والممنهج، والتعذيب الذي أدى إلى وفيات في الحجز، والاختفاء القسري، وعمليات الحصار التي أدت إلى التجويع، والتهجير القسري.
وقد استخدمت روسيا والصين حق النقض 15 مرة، على الأقل، طوال العقد الماضي ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرامية إلى ردع الانتهاكات في سوريا.
وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، "إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يملكون السلطة والتفويض لمساعدة الشعب السوري. وبدلاً من ذلك خذلوه خذلاناً تاماً. وبعد مضي عشر سنوات، يستمر مرتكبو الانتهاكات المروعة – ومن بينها الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب – في التسبب بمعاناة هائلة للمدنيين فيما يفلتون من قبضة العدالة".
بعد مضي عشر سنوات، يستمر مرتكبو الانتهاكات المروعة – ومن بينها الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب – في التسبب بمعاناة هائلة للمدنيين فيما يفلتون من قبضة العدالة".
لين معلوف، منظمة العفو الدولية
"لقد أساءت روسيا والصين مراراً وتكراراً استخدام سلطة حق النقض  لتقييد دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تنقذ الأرواح،  ولمنع إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعرقلة إصدار القرارات التي يمكن أن تفرض حظر الأسلحة أو العقوبات الهادفة على الأشخاص المنتمين إلى كافة الأطراف والمسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
وقدمت روسيا، علاوة على إيران وتركيا، دعمها لأطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في سوريا، وبذلك مكّنتهم من مواصلة ارتكاب الانتهاكات. كذلك شاركت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية مشاركة مباشرة في النزاع المسلح؛ إذ شنت روسيا هجمات غير قانونية، جنباً إلى جنب مع الحكومة السورية، وقادت الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الذي قاتل الجماعة المسلحة المعروفة باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة، وغيرها من المناطق؛ وكانت مسؤولة أيضاً عن دمار واسع النطاق نتيجة الهجمات غير القانونية التي شنتها.
وأضافت لين معلوف قائلة: "إن الدول وضعت بلا خجل - ولمدة أطول كثيراً مما ينبغي - الولاءات والمصالح السياسية قبل أرواح ملايين الأطفال، والنساء، والرجال، وسمحت فعلياً باستمرار مسلسل الرعب في سوريا من دون أن تلوح نهايته في الأفق".
"لقد حان الوقت للدول التي تدعم القوات الموجودة على الأرض كي تدرك أنها لا تستطيع تجاهل العدالة والمساءلة، إذا أريد أن تظهر أي بارقة أمل في مستقبل آمن ومشرّف للشعب السوري".
بارقة أمل في إقامة العدل
في 2016 وفي أعقاب إخفاقات متعاقبة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة آلية دولية للتحقيق في بعض من أكثر الجرائم خطورة، بموجب القانون الدولي، والتي ارتُكبت في سوريا منذ مارس/آذار 2011، والمقاضاة عليها. وقد منح ذلك السوريين السبيل الوحيد لإقامة العدل حتى الآن؛ إذ إنه يُسهّل متابعة الحالات عبر المحاكم الوطنية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.
وقد ظهرت أولى بشائر الأمل بإقامة العدل في الأشهر الأخيرة برغم عقد من الجمود؛ ففي الشهر المنصرم أُدين في ألمانيا لأول مرة مسؤول حكومي سوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية؛  إذ حُكم على إياد الغريب – وهو ضابط أمن سوري – بالسجن مدة أربع سنوات ونصف السنة بسبب دوره في المساعدة والتحريض على تعذيب المحتجين المحتجزين في دمشق.
وفي 4 مارس/آذار 2021،  طلبت كندا إجراء مفاوضات رسمية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لمساءلة سوريا على انتهاكات حقوق الإنسان. وقدمت هولندا طلباً مشابهاً في 2020.
ومضت لين معلوف تقول: "بدون إقامة العدل، فإن دوامة إراقة الدماء والمعاناة ستستمر في سوريا، وتتصدر حفنة من الدول هذه المهمة باتخاذ خطوات حاسمة نحو إقامة العدل. وقد آن الأوان كي يحذو الآخرون حذوها".
بدون إقامة العدل، فإن دوامة إراقة الدماء والمعاناة ستستمر في سوريا، وتتصدر حفنة من الدول هذه المهمة باتخاذ خطوات حاسمة نحو إقامة العدل. وقد آن الأوان كي يحذو الآخرون حذوها.
لين معلوف، منظمة العفو الدولية
يظل الوضع في سوريا اليوم كئيباً؛ إذ يواجه المدنيون في شمال غربي البلاد ومن ضمنها إدلب، ومحافظتا حلب الغربية وحماة الشمالية – الغربية – خطراً داهماً باندلاع موجة أخرى من العمليات القتالية، بينما أدى انعدام الأمن واستمرار القمع في درعا والسويداء في جنوب سوريا إلى عمليات اعتقال، واختفاء قسري، وقتل غير مشروع.
وتواصل الحكومة السورية فرض قيود على دخول منظمات المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية الخانقة. وبموازاة ذلك، تواصل جماعات المعارضة المسلحة بدعم من تركيا، وهيئة تحرير الشام، في شمال سوريا عمليات الاعتقال التعسفي، والتعذيب، وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والاختطاف.
عقد من جرائم الحرب
ارتكبت الحكومة السورية، وجماعات المعارضة المسلحة على السواء، طيلة استمرار النزاع انتهاكات متكررة للقانون الإنساني الدولي.
وشنت القوات الحكومية السورية – المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – هجمات غير قانونية أسفرت عن وقوع عشرات آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية، من بينها المشافي، والمدارس، والمنازل. واستخدمت أسلحة متفجرة غير دقيقة من ضمنها البراميل المتفجرة والذخائر العنقودية المحرّمة دولياً، وحتى الأسلحة الكيماوية. وفي بعض الحالات شُنت الهجمات غير القانونية بواسطة الطائرات الروسية وبدعم منها.
ونفّذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية خلال حملة قصف استمرت أربعة أشهر ضد الجماعة المسلحة المسماة بتنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة. وأدت الضربات الجوية – التي انتهك بعضها القانون الإنساني الدولي - إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، وتدمير المنازل، والبنية التحتية المدنية.
كذلك اعتقلت الحكومة السورية تعسفياً، وأخفت قسراً، عشرات آلاف الأشخاص بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم ومن ضمنهم المحامون، والمدافعون عن حقوق الإنسان، والصحفيون، وعمال المساعدات الإنسانية، والنشطاء السياسيون. ويُحتجز المعتقلون في أوضاع غير إنسانية ويواجهون التعذيب بصورة مألوفة، ما يؤدي إلى حدوث آلاف الوفيات في الحجز.
كذلك اختطفت جماعات المعارضة المسلحة أشخاصاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها وعرّضتهم للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأخفت مكان وجودهم أو مصيرهم.
وارتكبت كافة أطراف النزاع أيضاً عمليات قتل غير مشروعة.
وتواصل منظمة العفو الدولية دعوتها للحكومة السورية، وجماعات المعارضة المسلحة كافة للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفاً، وللكشف عن مصير ومكان وجود جميع الذين اختفوا قسراً، أو اختُطفوا، أو غيرهم من المحتجزين، والسماح للمراقبين المستقلين بالدخول بلا قيود إلى جميع أماكن الاحتجاز، والسماح لأفراد العائلات والمحامين على نحو معقول بمقابلة المحتجزين.
كما ارتكبت الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهيئة تحرير الشام، وغيرهما من جماعات المعارضة المسلحة، المدعومة من تركيا ودول الخليج، جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات. وشنت تحالفات الجماعات المسلحة، التي تدعمها تركيا، هجمات غير قانونية على المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المعروفة بـ واي بي جي. كما تتحمل هذه الأخيرة - التي تشكل الآن جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة - مسؤولية التهجير القسري للمدنيين وهدم منازلهم.
ومنذ بدء النزاع اضطر عشرات آلاف الأشخاص للنزوح داخلياً، وهم يعيشون في مخيمات أو مواقع بناء في أوضاع مزرية تفتقر إلى الحاجات الأساسية مثل المواد الغذائية والأدوية. وقد فرّ خمسة ملايين شخص، على الأقل، من البلاد – معظمهم إلى الدول المجاورة - حيث يواجهون قيوداً على حصولهم على الخدمات أو المساعدات؛ ما يجعل العديد منهم يعيش في فقر مدقع.
=========================
المواطن : بالأرقام.. ثمن باهظ لتكلفة الأزمة السورية
 2021/03/10 الساعة 11:16 صباحًا - فيالعالم, حصاد اليوم   0  طباعة
المواطن- متابعة
أعدت منظمة الرؤية العالمية، العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية، وشركة فرونتير إيكونوميكس، تقريرًا يكشف فداحة الخسائر البشرية والاقتصادية للصراع والأزمة السورية.
600الف وفاة ونزوح نصف سكان البلاد
ووفق التقرير الذي جاء بعنوان ثمن باهظ جدا سيدُفع، فقد حصدت الحرب أرواح 600 ألف سوري، بينهم 55 ألف طفل، كما تسبب القتال في نزوح نحو 12 مليون شخص سواء داخل سوريا أو خارجها، وهو رقم يعادل نصف سكان البلاد.
وإلى جانب الخسائر في الأرواح، فقد حُرم آلاف الأطفال من التعليم والسكن الأمن والرعاية الصحية، ومن أسرهم، وقد انخفض متوسط أعمار الأطفال السوريين بمقدار 13 سنة عن معدلات الأعمار المعتادة، كما تراجع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية بمقدار 21% وبالمدارس الثانوية بمقدار 28%.
وقدر التقرير الكلفة الاقتصادية الأزمة السورية بنحو تريليون و200 مليار دولار، وهو ما يعادل ميزانية دول الاتحاد الأوروبي بأكمله لمدة عشر سنوات، وبفرض توقف الحرب الآن في سوريا، فإن كلفة التداعيات الاقتصادية التراكمية لها سوف تصل إلى تريليون و400 مليار دولار حتى عام 2035، وإذا أضيفت التأثيرات السلبية على صحة الأطفال وانقطاعهم عن التعليم، سوف ترتفع هذه الكلفة إلى تريليون و700 مليار دولار.
وهذه الخسائر الضخمة، لم تقابلها مساعدات إنسانية كافية، فإجمالي المساعدات خلال أعوام الصراع العشرة بلغت 19 مليار و400 مليون دولار فقط، وهو يعادل 1.6% من إجمالي الخسائر.قانون قيصر 2020
وما زاد الأوضاع سوءًا هو تصديق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على قانون قيصر في يناير 2020، والذي ينص على تجميد مساعدات إعادة الإعمار لسوريا، وحظر تصدير أي سلع إلى سوريا أو الاستثمار فيها، هذا إلى جانب الصفقات التي تشمل منتجات النفط والغاز.
=========================
الشرق الاوسط :طبول الحرب تهدأ فوق الخراب... وجروح السوريين تنزف
الاثنين - 2 شعبان 1442 هـ - 15 مارس 2021 مـ رقم العدد [ 15448]
لندن: إبراهيم حميدي
مر عقد على بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا، ضمن موجات «الربيع العربي». يختلف السوريون على موعد الذكرى، كما يختلفون حول أمور كثيرة أخرى. وخلال السنوات العشر الماضية، تغيرت أمور كثيرة في الجغرافيا والعسكرة والنسيج الاجتماعي، وفي السياسة. ربما شيء وحيد لم يتغير كثيراً، ألا وهو المعاناة.
يتجادل السوريون حول الكثير من الأمور، وتفرقهم قضايا ومسائل، لكنهم جميعاً يشعرون بأنهم في مأزق، داخل البلاد وخارجها، مع أو ضد، عمل سلمي أو عنفي، في مناطق الحكومة أو خارجها. وبصرف النظر عن اللغة و«الداعم»، فهناك جامع واحد: المعاناة. قد تختلف درجاتها، لكن من الصعب العثور على شخص لم يتأثر بشكل مباشر في السنوات العشر المنصرمة. الاستثناء الوحيد هو فئة، قلة قليلة، استفادت في مكان وخسرت في أمكنة، استفادت في الجغرافيا وخسرت التاريخ، أو كسبت الجغرافيا وخسرت المستقبل.
تطوي سوريا اليوم عشر سنوات وتبدأ سنة جديدة. إنها مناسبة للعودة إلى جذور الأزمة ومراجعة ما حصل بالعقد الأخير مع محاولة لاستشراف السنوات المقبلة.
تنشر «الشرق الأوسط» اعتباراً من اليوم، حلقات تتضمن تقارير ميدانية وإحصاءات وخرائط وجداول عن عمق المعاناة الإنسانية في سوريا وخارجها، ومقالات من كتّاب وباحثين في محاولة لفهم مواقف اللاعبين الخارجيين الأساسيين في سوريا:
موجات «الربيع العربي»، بدأت شرارتها في نهاية 2010 في تونس وشمال أفريقيا. تأخر وصولها إلى سوريا. بدأت تجمعاتها بوقفات احتجاجية أمام السفارة الليبية في دمشق، لدعم الانتفاضات الأخرى، في «تحدٍ حذرٍ» للسلطات المقيمة في البلاد منذ عقود. كانت الهتافات تخاطب تونس وطرابلس والقاهرة، لكنها كانت «تتحدث» مع دمشق. همّ النشطاء كان نقل الشرارة إلى البلاد. ويقول الحقوقي مازن درويش لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن السؤال كان: «من هو البوعزيزي السوري؟»، في إشارة إلى البائع التونسي المتجوِّل الذي أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010، وشكّل ذلك شرارة انتفاضة تونس.
وفي اعتقاده أن الشرارة كانت على جدران مدرسة في درعا جنوب البلاد، كُتب عليها: «أجاك الدور يا دكتور»، في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد، ومصير نظيره التونسي زين العابدين بن علي. واعتقل فُتيان من درعا وتعرضوا للتعذيب؛ ما دفع المحتجين للخروج إلى الشارع. خرجوا في درعا، وتظاهر آخرون في سوق الحريقة وسط دمشق في 17 فبراير (شباط). لكن اليوم الذي خرجت فيه المظاهرات في شكل متزامن هو 15 مارس (آذار) 2011، ما اعتبره كثيرون تاريخ «بدء الانتفاضة السورية».
كُسر جدار الخوف، وتحطم الصمت، واتسعت المظاهرات. تصاعدت مطالبها بسبب العنف والدعم الخارجي، من شعارات محلية مطلبية، إلى لافتات سياسة تطالب بـ«إسقاط النظام». وبلغت المظاهرات ذروتها في يوليو (تموز) 2011 بمسيرة ضخمة في حماة، وقف فيها سفراء، بينهم السفير الأميركي روبرت فورد. وتركت زيارته إلى المدينة يومها، انطباعاً بأن حلفاء المظاهرات يؤيدون شعاراتها ويدعمون «إسقاط النظام». وجاء تصريح الرئيس باراك أوباما في أغسطس (آب) 2011 عن «تنحّي الأسد» ليعزز هذا الانطباع الخاطئ.
- كيف تحولت إلى العسكرة؟
تراكمت مجموعة من الأسباب للانتقال إلى العسكرة. بداية، واجهت قوات الحكومة وأجهزة الأمن المظاهرات بالعنف والسلاح و«البراميل» والقصف والحصار واتهامات بـ«مندسين» بالقيام بذلك. وتحدث كثيرون عن إطلاق آلاف المعتقلين من المتطرفين كانوا في سجون السلطات، عدد كبير منهم قاتل الأميركيين في العراق بعد 2003، واستغلوا تجاربهم التنظيمية والقتالية في التوسع في الأرض. وهذا الأمر وضع الغرب بين خيارين: النظام أو «داعش».
في المقابل، تشكلت كتلة «مجموعة أصدقاء سوريا» التي دعمت المعارضة، بدءاً من المنشقين عن الجيش، الذي شكلوا «الجيش السوري الحر». كما كان لافتاً أثر الانقسام بين الدول الداعمة للمعارضة ووجود اتجاهات مختلفة فيها. ودعمت «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) في نهاية 2012 برنامجاً سرياً لدعم المعارضة انطلاقا من الأردن وتركيا.
وخفت صوت المحتجين سلمياً، في وقت ذهب الدعم الخارجي إلى لاعبين آخرين، داعمين في معظمهم للنزاع المسلح. وفي 2012، حذر أوباما الأسد من استعمال الأسلحة الكيماوية، وقال إنها «خط أحمر». ويقول خبراء ومسؤولون غربيون، إنه عندما تجاوز النظام هذا الخط بعد عام، عبر هجوم كيماوي استهدف الغوطة الشرقية قرب دمشق في أغسطس 2013، امتنع أوباما عن القيام بتدخل عسكري انتظره كثيرون.
بالنسبة لكثيرين، كان تلك نقطة فارقة. كانت الفصائل المعارضة قد تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش السوري، الذي أضعفته أيضاً الانشقاقات. في المقابل، ساهم التدخل المبكر لإيران وميليشياتها و«حزب الله» في لجم تقدم المعارضة. لكنّ توصل روسيا وأميركا إلى اتفاق بنزع السلاح الكيماوي في سبتمبر (أيلول) 2013 وعدم استعمال القوة، أصاب المعارضين وحلفاءهم بالإحباط. والتطور الأهم هنا هو بدء تمدد تنظيم «داعش» والفصائل المتطرقة في البلاد، بحيث زادت سيطرتها على نصف مساحة سوريا.
- متى ولماذا تدخلت أميركا وروسيا؟
أمام تقدم «داعش» في سوريا والعراق في 2014، شكلت أميركا تحالفاً دولياً للقتال ضد هذا التنظيم، يضم حالياً نحو 80 دولة ومنظمة. وحددت أميركا هدفها بمحاربة «داعش»، وقلّصت دعمها للمعارضة في قتال قوات الحكومة. وفي بداية 2014، تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وكان هذا أيضاً منعطفاً؛ إذ إنه بدأ الربط بين أوكرانيا وسوريا. وقتذاك، لم تمارس روسيا أي ضغط على الوفد الحكومي السوري في مفاوضات برعاية أممية لتطبيق «بيان جنيف» الصادر في يونيو (حزيران) والقاضي بتشكيل «هيئة حكم انتقالية».
وإذ واصل حلفاء المعارضة دعمها عسكرياً ومالياً، بحيث تراجعت مناطق الحكومة إلى حدود 15 في المائة في ربيع 2015، بعد خسارة جنوب درعا ومناطق إدلب، وجد الرئيس بوتين فرصة سانحة سارع لاستغلالها، وتمثلت في التدخل العسكري المباشر. هذا التدخل جاء بعد رجاء من قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في صيف 2015 إلى الكرملين، للإسراع في التدخل و«إنقاذ الحليف السوري». والصفقة كانت كالآتي: روسيا في الجو، إيران على الأرض. والهدف: إنقاذ النظام - الحليف دون غوص روسيا في «المستنقع السوري»، كما حصل للاتحاد السوفياتي في أفغانستان.
التدخل الروسي الحاسم في سبتمبر 2015، غيّر المعادلات في الميدان تدريجياً لصالح الأسد، بعدما كانت قواته قد فقدت سيطرتها على نحو 85 في المائة من مساحة سوريا، تشمل مدناً رئيسية وحقول نفط. ووصلت فصائل المعارضة إلى مشارف دمشق. وبدعم من طائرات وعتاد ومستشارين روس، وبمساندة من مجموعات موالية لطهران، على رأسها «حزب الله»، استعاد الأسد زمام المبادرة، ونفذت قواته حملة انتقامية، متبعة سياسة «الأرض المحروقة» لاستعادة المناطق التي خسرتها.
- لماذا توغلت تركيا؟
قال الأسد في فبراير 2016، إن هدفه ليس أقلّ من استعادة كامل الأراضي السورية. وقال «سواءً أكانت لدينا القدرة أو لم تكن، هذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد. من غير المنطقي أن نقول إن هناك جزءاً سنتخلّى عنه».
في نهاية 2016، بدأت الكفة تميل لصالح النظام؛ إذ استعاد الأحياء الشرقية من حلب. وتكرر هذا المشهد بـ«استسلام» مناطق معارضة أخرى جنوب البلاد ووسطها، بموجب اتفاقات تسوية تضمنت إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين إلى محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، حيث يقيم قرابة ثلاثة ملايين نسمة حالياً، نصفهم نازحون تقريباً، في ظروف صعبة، تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
لكن هذه الاستعادة للأراضي، أدخلت البلاد في مرحلة جديدة، وهي تأسيس «مناطق النفوذ». وفي مايو (أيار) 2017، أسست روسيا مساراً جديداً مع تركيا وإيران يتمثل بـ«عملية آستانة». وكان الهدف، عسكرياً، التوصل إلى اتفاقات «خفض التصعيد» في درعا وغوطة دمشق وحمص وإدلب. عملياً، أدى هذا إلى مقايضات بين المناطق: مقابل استعادة شرق حلب، دخلت فصائل موالية لتركيا إلى شمال حلب، وشكلت «درع الفرات». ومقابل استعادة الغوطة وحمص، دخلت فصائل موالية لتركيا، في عملية «غصن الزيتون»، إلى عفرين، شمال حلب، في بداية 2018.
وأمام الدعم الأميركي لأكراد سوريا في قتال «داعش» شرق الفرات، خفضت تركيا سقف توقعاتها للعودة إلى المصالح الاستراتيجية، وهي منع كيان كردي على حدودها الجنوبية. فـ«درع الفرات» قطعت الطريق أمام تواصل كيان كردي من شرق الفرات إلى غربه، و«غصن الزيتون» قطع أوصال إقليم كردي محتمل. وتكرر هذا المشهد أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، عندما تدخلت تركيا شرق الفرات وقلصت مساحة مناطق كانت تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا.
إضافة إلى التوغل التركي ضد الأكراد، اتسع القلق الإقليمي من النفوذ الإيراني في سوريا. وبدأت إسرائيل بشن غارات على «مواقع إيران» لمنع تموضعها في سوريا، كما أن أميركا وروسيا والأردن توصلت في منتصف 2018 إلى «صفقة الجنوب» التي تضمنت إبعاد إيران وميليشياتها عن الجولان والأردن، وعودة قوات الحكومة السورية إلى ريفي درعا والقنيطرة.
- كيف تأسست «مناطق النفوذ»؟
استقرت المعارك والمقايضات على ثلاث مناطق: منطقة للحكومة بدعم روسي - إيراني، وتشكل نحو 65 في المائة من سوريا، وتضم معظم المدن والناس، ومنطقة للأكراد بدعم أميركي وتشكل 23 في المائة من البلاد، وتضم معظم ثروات البلاد الاستراتيجية، وأخيراً منطقة لفصائل للمعارضة تدعمها تركيا وتسيطر على ما تبقى من البلاد، وهي تتاخم القاعدتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية غرب البلاد، وقاعدة للنظام السوري.
وبعد جولة معارك في بداية العام الماضي، توصل الرئيسان بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان إلى هدنة في إدلب، في 5 مارس 2020، واستغل الجيش التركي ذلك ونشر نحو 15 ألف جندي وآلاف الآليات وعشرات النقاط والقواعد العسكرية في شمال غربي سوريا.
لأول مرة منذ 2011، لم تتحرك خطوط التماس لأكثر من سنة، أي منذ بداية مارس 2020. ويبدو احتمال شنّ قوات الحكومة هجوماً، لطالما هدّدت به، مستبعداً في الوقت الحاضر. ويقول محللون، إنّ من شأن أي هجوم جديد أن يضع القوتين العسكريتين، أي روسيا وتركيا، في صدام مباشر، في وقت تقوم بينهما علاقات استراتيجية أوسع من إدلب.
وفي هذه «المناطق الثلاث»، هناك الكثير من المقاتلين والقواعد العسكرية ومئات نقاط المراقبة تحت مظلتين جويتين أميركية شرقاً وروسية غرباً، بحث جاز القول بوجود خمسة جيوش في البقعة السورية، وهي الأميركي، والروسي، والإيراني، والتركي، والإسرائيلي.
أيضاً، تقاسمت هذه الأطراف السيطرة على الحدود والمعابر. وقال الباحث المتخصص في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، إنّ القوات الحكومية «تسيطر على 15 في المائة فقط من حدود سوريا». ويستنتج أن «الحدود هي رمز السيادة بامتياز، وبطاقة أداء النظام لا تزال فارغة تقريباً على تلك الجبهة». وتسيطر القوات التركية والأميركية والكردية والمجموعات المدعومة من طهران، بحكم الأمر الواقع، على ما تبقى من الحدود.
عليه، باتت البلاد بشكل غير رسمي مقسمة رسمياً إلى مناطق نفوذ متعددة، وتسيطر قوى متناحرة بشكل أحادي على معظم حدودها. وما على السوريين، الذين تتعمق جروحهم وتتفاقم معاناتهم إلا انتظار الفرج القادم من الآخرين وتفاهماتهم وصفقاتهم. وصدق قول أحدهم في دمشق «انتهت الحرب، بمعنى توقف القتال والمعارك، لكن جراحنا ما زالت تنزف».
=========================
الشرق الاوسط :سوريا 10 سنوات: المعاناة الإنسانية بالأرقام
الاثنين - 2 شعبان 1442 هـ - 15 مارس 2021 مـ رقم العدد [ 15448]
- 387 - 500 ألف قتيل.
- 5.6 مليون لاجئ ثلثهم من الأطفال.
- 6.7 مليون نازح داخل البلاد.
- 2.4 مليون طفل خارج نظام التعليم.
- 100 ألف قتيل جراء التعذيب في سجون النظام.
- 100 ألف رهن الاعتقال.
- 200 ألف مفقود.
- 38 مرة استعمل «الكيماوي» بينها 32 من النظام.
- 1400 قتل جراء السلاح «الكيماوي» قرب دمشق في 2013.
- 20 مليونا غيّرت الحرب حياتهم.
- 11 مليونا في مناطق الحكومة.
- 2.5 مليون في مناطق «الإدارة الذاتية» الكردية.
- 2.9 مليون حالياً في مناطق في إدلب.
- 1.3 من 1.9 مليون نازح بإدلب في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
- 1.5 مليون في مناطق حدودية شمال سوريا.
- مليونا سوري في فقر مدقع.
- 12.4 مليون يكافحون لـلطعام.
- 60 في المائة من الأطفال يواجهون الجوع.
- 13.4 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
=========================
الشرق الاوسط :سوريا 10 سنوات: أرقام الخسائر الاقتصادية
الاثنين - 2 شعبان 1442 هـ - 15 مارس 2021 مـ رقم العدد [ 15448]
- 442 مليار دولار خسائر الاقتصاد.
- 91.5 مليار دولار قيمة خسائر قطاع النفط.
- 80 ألف برميل ينتج يومياً مقابل 400 قبل 2011.
- 98 في المائة قيمة تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
- 20 دولارا متوسط الراتب الشهري لموظفي القطاع العام.
- 50 دولارا متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص.
- 136 دولاراً كلفة السلة الغذائية شهرياً لأسرة من 5 أفراد.
- 33 مرة نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
- 60 ضعفاً ارتفع ثمن كيس الخبز في مناطق الحكومة.
- 300 ليرة ثمن البيضة الواحدة مقابل 3 ليرات عام 2011.
- 70 في المائة من محطات الكهرباء وخطوط الوقود توقفت.
- ثلث المدارس تدمرت أو استولى عليها مقاتلون.
- 70 في المائة من العاملين في الرعاية الصحية خرجوا من البلاد.
- تدمر أو تضرر أكثر من 50 في المائة من البنى التحتية الصحية.
=========================
الشرق الاوسط :40 رسالة سورية ـ روسية توثق أصعب مراحل الأزمة
الاثنين - 2 شعبان 1442 هـ - 15 مارس 2021 مـ رقم العدد [ 15448]
موسكو: رائد جبر
مع حلول الذكرى العاشرة للأزمة السورية، لا تزال تداعياتها مستمرة. حتى الروس حلفاء النظام، الذين عملوا طويلا على تعزيز قدراته، والدفاع عنه دوليا، وساهموا في إنقاذه، باتوا يطرحون كثيرا من الأسئلة التي تتعلق بأداء النظام وأركان الحكومة خلال السنوات الصعبة.
واحدة من قنوات الاتصال الثنائية النشطة التي هدفت إلى حشد تأييد لدمشق داخل الأوساط الروسية فتحها مكتب الرئيس بشار الأسد مع الدبلوماسي السابق رامي الشاعر الذي عرف منذ البداية بمواقفه المؤيدة لدمشق، وهو أحد المقربين من دوائر الخارجية الروسية. وعن تلك المرحلة، يقول الشاعر لـ«الشرق الأوسط» إنه مع احتدام الوضع في 2013 تلقى اتصالا من مسؤول في مكتب الرئاسة، عرف نفسه بأنه «مكلف من الرئيس الأسد للتواصل»، وشدد على أهمية فتح قنوات اتصال وتعاون بسبب تفاقم الظروف الصعبة، وأهمية حشد التأييد في الأوساط الروسية.
هذا الشخص الذي لم يكشف الشاعر عن اسمه كان صلة الوصل المباشرة بالأسد، وتبادل الطرفان عبر هذه القناة أكثر من أربعين رسالة، أوضح مضمونها كثيرا من التطورات الجارية على الأرض، كما أنه «زار موسكو نحو عشرين مرة لاحقا لمواصلة تبادل الرسائل والأفكار».
الجزء الأكبر من الرسائل التي اطلعت «الشرق الأوسط» على بعضها تمحور حول تطورات الوضع الميداني، وخطط دمشق لاسترداد المناطق، وجزء منها حمل «نداءات استغاثة مباشرة». ومن الجانب الروسي ركز جزء كبير من الرسائل على «نصائح» مرتبطة بطلبات لإبداء مرونة في تسهيل عمليات الحوار مع المعارضة في لقاءات جنيف وموسكو وسوتشي لاحقا، بهدف دعم الجهد الروسي في المسار السياسي. وهنا إحدى الرسائل القادمة من دمشق في 6 يوليو (تموز) 2013: «نضعكم في صورة الوضع الميداني، نحن نواصل سياسة الحصار والقضم والعزل. من خلال عزل شرق سوريا عن غربها بالكامل، وتم قطع الإمدادات والرواتب عن المناطق الشرقية لتحريك الحاضنة الشعبية ضد جبهة النصرة، ما يساعد على تأمين الأوتسترادات الدولية، في المحور الحيوي من حلب إلى درعا، ويقلص مساحة تحرك المسلحين ويضعف استخدامهم للصحراء. نعمل على عزل مدينة حلب عن ريفها تمهيدا لتحريرها مثل القصير (في ريف حمص في 2013) لذلك نعتمد على العمليات الخاصة لتسهيل اجتياح المدينة تحضيرا للعملية الواسعة الشاملة التي يسبقها قطع كل الإمدادات. في حمص تتواصل عملية قضم ما تبقى من المدينة خاصة بعد تجفيف إمدادها من القصير. وهي مسألة أيام. أما دمشق وهي أم المعارك فتقوم بعمليات واسعة ونوعية جدا في الغوطة الشرقية ونحضر ما يلزم من جمع المعلومات عن الوضع في الغوطة الغربية، والتي سيبدأ تحريرها من جوبر بعد النجاح النسبي في قطع الإمدادات بين الغوطتين. والنصر حليفنا (...) لكن يبقى الشغل الشاغل الانهيار الاقتصادي وقيمة الليرة التي إن لم تعالج سريعا فمن الممكن أن تسقط كل الإنجازات العسكرية».
يقول الشاعر إن أهمية الرسالة في ذلك التوقيت كانت أن النظام يعي جيدا أن «الوضع الاقتصادي يتدهور بسرعة ورغم ذلك لم يستجب لكل الجهود التي بذلها الأصدقاء للعب دور أساسي في السير بعملية الانتقال السياسي».
مع حلول نهاية العام، كان اتضح أن النظام لا يزال غير قادر على حسم المعارك، ووجه في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) رسالة الاستغاثة الأبرز التي جاء فيها أن «المسلحين باتوا على بعد 3 كيلومترات من مطار دمشق، ولا بد من تدخل عسكري روسي سريع».
وفقا للمصدر الروسي فقد كانت موسكو تعي خطورة المشكلات التي يواجهها النظام، ليس فقط بسبب تشديد عمليات المعارضة المسلحة، لكن بسبب أدائه وأخطائه، فضلا عن تركيبة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الطائفية، وهو أمر خطير بسبب المخاوف الجدية من عمليات تطهير وانتقام واسعين. يعد هذا أحد أسباب التريث الروسي وإصرار موسكو على توجيه رسائل تحث دمشق على الانخراط في إصلاحية واسعة.
وفي رسالة وجهت من موسكو عبر هذه القناة في تاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) 2014: «نرجو أن تتجاوبوا مع الجهود التي تبذلها روسيا بخصوص إنعاش الحوار السوري - السوري بينكم وبين جميع مكونات المعارضة، والمبادرة من قبلكم لتشكيل الوفد الذي يمثلكم في جلسات الحوار مع وفود المعارضة وهذا مهم جدا جدا، وأي مماطلة فسيكون لها تداعيات صعبة بل كارثية على مستقبل سوريا ونأمل أن تتخذوا خطوة عملية محددة بهذا الخصوص خلال أسبوع».
الرد الرسمي على هذه الرسالة جاء في الأسبوع الأخير من الشهر، عندما أعلنت دمشق استعدادها للمشاركة في لقاء يضم المعارضة تعمل موسكو على تنظيمه، لكن كما حدث مع «نصائح» روسية كثيرة أخرى، برز تعنت من جانب النظام الذي ترك لنفسه تحديد طبيعة وهدف لقاء موسكو، إذ قال مصدر رسمي في 27 ديسمبر (كانون الأول) إن «دمشق مستعدة للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري» في موسكو.
ولفت الشاعر إلى تطورين مهمين شكلا أبرز مفاصل التدخل الروسي: الأول، قناعة موسكو بضرورة تدمير السلاح الكيماوي السوري في 2013 ليس فقط بسبب التهديد بعملية عسكرية غربية، بل بسبب ظهور مخاوف جدية من خروج هذا السلاح عن السيطرة واستخدامه على نطاق واسع على خلفية تأجيج الحالة الطائفية ومشاعر الانتقام، ما يعني أن وقوع بعض مكوناته في أيدي إرهابيين كان سيشكل كارثة. وكانت موسكو تخشى من خطر استيلاء المجموعات المسلحة على الجزء الاعظم من أسلحة الجيش السوري و«هذا كان سيشكل خطرا استراتيجيا ليس في سوريا وحدها بل وعلى الأردن ولبنان».
التطور الثاني، ترسخ القناعة الروسية في خريف 2015 أن ما يفصل دمشق عن السقوط هو «أيام أو أسابيع على أبعد تقدير». ورغم الخيبة الروسية بسبب «عدم تجاوب القيادة السورية مع غالبية النصائح الموجهة إليها في الفترة السابقة، فلم يكن من الممكن تجاهل مخاطر انهيار الدولة السورية في تلك اللحظة».
=========================
مونت كارلو :لوموند: "بشار الأسد ملك الأنقاض والحرب تكلّف سوريا 530 مليار دولار"
نشرت في: 15/03/2021 - 09:39
محمد بوشيبة
العديد من الصحف الفرنسية نشرت اليوم 15 اذار /مارس 2021 عدة مقالات عن الازمة السورية بعد مرور عشر سنوات على الثورة السورية بالإضافة الى مقال عن السياسة الامريكية الجديدة لإدارة الرئيس جو بايدن حيال الصين.
بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا، بشار الأسد ملك الأنقاض
تقول يومية لوموند إن سوريا باتت بلدا مجزئا واقتصادا ممزقا تحت نظام محظور برئاسة الرئيس السوري بشار الاسد الذي اصبح لا يحكم إلا من خلال الخضوع والدمار ففي بداية الانتفاضة ضد النظام السوري في ربيع 2011 حذر أنصار الرئيس بشار الأسد خصومهم بشعارات «الأسد أو يحرق البلد" و كان التهديد منتشرًا على الجدران بالمدن السورية ومنتشرا في المسيرات المؤيدة للنظام وفي وسائل الإعلام الرسمية فإملاءات دمشق كانت الخضوع أو الدمار.
وتابعت يومية لومند ان بعد عشر سنوات من حرب أهلية كارثية لا يزال بشار الأسد في مكانه لكن سلطته تسود على بساط من الأنقاض حيث توقف القتال عمليا وبقي النظام على قيد الحياة لكن سوريا انهارت وبات سكانها في حالة يرثى لها حيث لم يعد "الأسد أو الوطن يحترق"، بل "الأسد والدولة المتفحمة".
واسفرت الحرب الاهلية السورية بحسب المركز السوري لأبحاث السياسات وهو شركة أبحاث مستقلة عن خسائر اقتصادية قدرت بـ 530 مليار دولار بالإضافة الى مقتل ما بين ثلاث مئة ألف الى خمس مئة ألف شخص ومليون منصف الملون معاق وما يزيد عن خمسة ملايين نازح سوري من الحرب.
لم يعد اللاجئون السوريون موضع ترحيب في تركيا
نشرت يومية لاكروا مقالا عن وضع اللاجئين السوريين في تركيا حيث ترى اليومية ان الحرب الأهلية السورية بدأت في 15 آذار (مارس) 2011 في درعا بثورة ضد النظام السوري وهي حرب أجبرت أكثر من خمسة ملايين شخص على النزوح إلى خارج سوريا.
وتقول لاكروا إنه في تركيا ادت الأزمة الاقتصادية والتي تفاقمت بسبب وباء كوفيد 19 إلى تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع اللاجئين السوريين في البلاد.
فبعد مرور عشر سنوات على اندلاع ثورتهم   لم يعد السوريون موضع ترحيب في تركيا بحسب صحيفة لاكروا وهم يشعرون بذلك ونقلت عن عبد الله ملحم الذي وصل من مدينة حلب في عام 2014 مع زوجاته وأبنائه وأحفاده قوله "إن بعض الأتراك طيبون ويساعدون السوريين لكن الآخرين لا يحبون السوريين حيث يسألون في الشارع باستمرار: متى ستعودون إلى سوريا؟"
واضافت اليومية الفرنسية انه في بداية الثورة السورية عام 2011، فتح الأتراك، بدعوة من رئيسهم رجب طيب أردوغان، أبوابهم على نطاق واسع أمام "إخوانهم" في الدين السوريين حيث اعتقد الجميع أنه كان مجرد استقبال مؤقت كما يتضح من خلال اسم الادارة التي تم وضعها للسماح للاجئين السوريين بالوصول إلى الخدمات العامة التركية لكن بعد عشر سنوات   ما زالوا هناك تقول يومية لاكروا.
مدينة الرقة السورية، مدينة الغبار والدم والدموع.
صحيفة ليبراسيون نشرت ربورتاجا خاص عن مدينة الرقة بسوريا بعد مرور عشر سنوات من الثورة السورية ففي ساحة الحرية بوسط المدينة عادة الحياة اليها من جديد حيث يتواجد العشرات من بائعي الفاكهة والخضروات واستُبدل العلم الأسود لتنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يرفرف فوق المدينة بعلم قوات سوريا الديمقراطية وهو تحالف عربي كردي تدعمه الولايات المتحدة والذي يسيطر على شمال شرق سوريا.
ونقلت يومية ليراسيون عن احمد وهو من سكان مدينة الرقة   و الذي لم يحمل السلاح يوما لكنه كان دائما تحت المجهر في الصراع، نقلت اليومية رايه عن في السلطات المختلفة التي تناوبت على حكم مدينة الرقة حيث اعرب عن غضبه  بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية  حيث يقول إنه في ظل النظام ، كان كل شيء رخيصًا اما اليوم  فالزيت والخبز والأرز والسكر اصبحت موادا لا تقدر بالثمن و   قال احمد متذمرًا، مشيرًا إلى أكشاكه " إنه قبل عام 2011 ، كنت في وضع جيد وحياة سعيدة ، ولكن منذ ذلك الحين  بعد عام 2011   اصبحنا جائعون ونعيش في جحيم  .
ونقلت يومية ليبراسيون عن الأمم المتحدة ان ما يزيد عن تسعة ملايين سوري في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي وارتفع سعر الغذاء تسعة وعشرين ضعفًا في السنوات في العشر سنوات الاخيرة.
خطة الرئيس الامريكي جو بايدن لكبح طموحات الصين
تقول يومية لوفيغارو إن إدارة بايدن اصدرت التحدي الأول للصين في مجال دبلوماسية اللقاحات. بإعلانه يوم الجمعة عن برنامج طموح لإنتاج وتوزيع مليار لقاح ضد فيروس كوفيد 19 في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالتعاون مع الهند واليابان وأستراليا حيث اختار الرئيس الأمريكي الجديد مواجهة طموحات بكين الإقليمية بأسلحتها الخاصة والتي جعلت توزيع اللقاح أحد فروع سياستها في التأثير في الخارج.
وتابعت اليومية الفرنسية انه تم إطلاق هذه الخطة في قمة متعددة الأطراف جمعت حلفاء واشنطن الرئيسيين في هذا الجزء من العالم الهند واليابان وأستراليا مجتمعة في الحوار الأمني ​​الرباعي، لاسيما ان هذه الدول لديها أيضًا مخاوف مشتركة بشأن طموحات الصين الإقليمية وخاصة في المسائل البحرية بمنطقة شرق اسيا.
=========================
ايرو نيوز :10 سنوات هو عُمر الأزمة السورية..أرقام صادمة لمعاناة لم تنتهِ بعد
تسبّبت عشر سنوات من الحرب السورية بنزوح وتشريد ملايين السكان، وألحقت أضراراً هائلة بالبنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته المنهكة، عدا عن دمار كبير لم يميز بين منزل ومرفق عام أو منشأة طبية أم تعليمية وفي ما يلي أبرز الخسائر بالأرقام:
الكلفة البشرية
- 387 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام سرعان ما قمعتها دمشق بالقوة، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
- قرابة 5,6 مليون نسمة فروا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن، ثلثهم تقريباً من الأطفال من عمر 11 عاماً وما دون، بحسب إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
- 6,7 مليون سوري فروا من منازلهم على وقع المعارك والهجمات المتكررة، ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وفق الأمم المتحدة.
- أكثر من 2,4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي.
- تقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع.
- 12,4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
- ستون في المئة من الأطفال في سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن).
- 13,4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
- مئة ألف شخص تقريباً قضوا خلال اعتقالهم جراء التعذيب في سجون النظام، بحسب المرصد السوري، بينما لا يزال مئة ألف آخرون رهن الاعتقال.
- مئتا ألف شخص هو عدد المفقودين، وفق تقديرات المصدر ذاته.
- ثماني سنوات ونحو سبعة أشهر مرت على فقدان الاتصال بالصحافي الأميركي أوستن تايس قرب دمشق في 14 آب/أغسطس 2012.
- ثماني سنوات وأكثر من ثلاثة أشهر مرت على خطف الصحافي البريطاني جون كانتلي على يد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
الأسلحة الكيميائية
- 38 هو عدد المرات التي تمّ فيها استخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ بدء النزاع، وفق الأمم المتحدة.
- 32 من تلك الهجمات منسوبة لقوات النظام السوري.
- 1400 هو عدد الأشخاص الذين قتلوا جراء هجوم كيميائي اتهمت دمشق بشنه العام 2013.
بعد مرور 10 سنوات.. الصليب الأحمر يخشى من أن تصبح سوريا أزمة منسية
ناجون من هجمات كيميائية في سوريا يتقدمون بشكوى جنائية في فرنسا ضد نظام الأسد
التوزّع السكاني
- حوالى عشرين مليون شخص تقريباً غيّرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خارطة النفوذ والسيطرة.
- أكثر من 11 مليون منهم يعيشون في مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية، بعدما تمكنت هذه القوات بدعم من حلفائها خصوصاً روسيا، من استعادة أكثر من سبعين في المئة من مساحة سوريا، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.
- 2,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، وقد خاض الأكراد معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وشمال شرق البلاد.
- نحو 2,9 مليون شخص يعيشون حالياً في مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.
- نحو 1,3 مليون من إجمالي 1,9 من النازحين الموجودين في إدلب يقيمون في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
- 1,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق حدودية في شمال سوريا تمكّنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة عليها إثر هجمات شنّتها بين العامين 2016 و2019.
اقتصاد منهك
- 442 مليار دولار هو إجمالي الخسائر المالية التي مُني بها الاقتصاد السوري بعد ثماني سنوات من الحرب فقط، وفق تقديرات نشرتها الأمم المتحدة في تقرير صدر في أيلول/سبتمبر 2020.
- 91,5 مليار دولار هي قيمة الخسائر التي تكبّدها قطاع النفط في سوريا، وفق ما أفاد وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة أمام مجلس الشعب في شباط/فبراير الماضي.
- 80 برميل نفط من إجمالي 89 برميل تمّ انتاجها يومياً عام 2020، استخرجت من مناطق خارجة عن سيطرة دمشق، مقابل إنتاج يومي بلغ 400 برميل قبل اندلاع النزاع، وفق طعمة.
- 98 في المئة قيمة تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء خلال العقد الأخير.
- عشرون دولارا هو متوسط الراتب الشهري للموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحكومة السورية مطلع العام 2021، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- خمسون دولارا متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص.
- 136 دولاراً كلفة السلة الغذائية الأساسية لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد لمدة شهر، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- 33 مرة هي نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء البلاد، مقارنة بمتوسط خمس سنوات قبل الحرب، وفق برنامج الأغذية.
- 60 ضعفاً ارتفع ثمن كيس الخبز ذات النوعية الجيدة في مناطق الحكومة منذ اندلاع النزاع.
- 300 ليرة سورية ثمن البيضة الواحدة حالياً في مناطق سيطرة الحكومة مقابل ثلاث ليرات عام 2011.
خسائر البنى التحتية
- 70 في المئة من محطات الكهرباء وخطوط إمداد الوقود توقفت عن الخدمة بسبب الحرب، بحسب بيانات وزارة الطاقة في العام 2019.
- ثلث المدارس تدمرت أو استولى عليها مقاتلون، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
- سبعون في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما تدمر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية.
=========================
البيان :البابا يدعو لـ «بصيص أمل» لحل الأزمة السورية
الفاتيكان - رويترز
التاريخ: 14 مارس 2021
وصف البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الحرب الأهلية السورية أمس، بأنها أحد أخطر الكوارث الإنسانية في هذا العصر، فيما شدد خبير سوري على أهمية التوافقات الدولية والإقليمية على حل سياسي ينهي الأزمة السورية.
وقال البابا إن الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب السورية يجب أن تحفز الجميع للسعي إلى إيجاد «بصيص أمل» للبلد المدمر. وأضاف للمئات في ساحة القديس بطرس في عظته الأسبوعية «أجدد ندائي لأطراف النزاع لكي يُظهروا بوادر حسن النية، لكي ينفتح بصيص أمل للسكان المنهكين».
وأضاف البابا إن سوريا شهدت صراعاً تسبب في «عدد غير محدد من القتلى والجرحى، وملايين اللاجئين، وآلاف المختفين، دمار، وعنف من جميع الأنواع، ومعاناة هائلة لجميع السكان، ولاسيما للفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال والنساء والمسنين». كما دعا المجتمع الدولي إلى التزام «حاسم» لإنهاء القتال والمساعدة في إعادة البناء والتعافي الاقتصادي.
وقاد البابا الحشد بعد ذلك في صلاة من أجل «سوريا الحبيبة والمعذبة». ودعا إلى «إلقاء الأسلحة» و«إعادة بناء النسيج الاجتماعي».
دولي وإقليمي
في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي السوري خلف المفتاح أنه إذا لم يكن هناك توافق دولي وإقليمي، لا يمكن الوصول إلى أي حل سياسي ينهي الأزمة السورية بعد عشر سنوات من الصراع الذي أنهك البلد، لافتاً إلى أن التشابك الدولي والإقليمي هو الذي يعقد مشهد الأزمة السورية.
وقال المفتاح، لوكالة أنباء شينخوا الصينية «بعد عشر سنوات من عمر الأزمة السورية لا يوجد حتى اليوم أي مؤشرات حقيقية على نهاية الأزمة، والسبب في ذلك هو أن القوى الإقليمية والدولية أصبحت الفاعل الأساسي في الأزمة».
وأوضح أن عدم توفر الإرادة السياسية يساهم في تأخير الوصول لحل سياسي، مبيناً أن بعض الأطراف الدولية والإقليمية تريد أن تفرض شروطاً لإنهاء الأزمة.
وحول اجتماعات اللجنة الدستورية في الخارج وعدم التوصل إلى صيغة توافقية حتى الآن، قال إن «هذه اللجنة لن تحقق نتائج إلا إذا تحررت من الضغط الخارجي»، مبيناً أن الأطراف الموجودة في اللجنة الدستورية هي محصلة قوى إقليمية ودولية.
ودعا المفتاح إلى ضرورة تفعيل القرارات الدولية، واتفاقيات أستانة التي تؤكد على السيادة السورية واحترام إرادة الشعب السوري، وبالتالي عدم التدخل في الشأن السوري.
وكان المبعوث الأممي غير بيدرسون زار موسكو ودمشق الشهر الماضي، حيث بحث مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري فيصل المقداد تنفيذ قرار 2254 وعمل اللجنة الدستورية.
=========================
الحرة :في الذكرى العاشرة للثورة السورية.. الرئيس التركي يطرح 3 خيارات لحل الأزمة
الحرة / ترجمات - دبي
15 مارس 2021
وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسائل لأوروبا والولايات المتحدة، في مقال له في صحيفة بلومبيرغ الأميركية، بمناسبة الذكرى العاشرة للأزمة السورية، وطالب أوروبا بتقاسم حمولة تركيا من اللاجئين ومسؤوليتهم، وأكد أن "عدم الانخراط في ذلك قد يؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة نحو أوروبا".
وقال إردوغان: " في الذكرى العاشرة للانتفاضة السورية، يجب أن نتذكر مئات الآلاف من الأشخاص الذين قُتلوا وعُذبوا، ونزح الملايين - كل ذلك لأنهم طالبوا بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان". وتابع "أدت جهود نظام بشار الأسد وداعميه لسحق تلك المطالب المشروعة إلى نتائج مروعة، بما في ذلك الإرهاب والهجرة غير النظامية".
وأشار إلى أن انخراط دول كثيرة في الخلاف السوري لأسباب مختلفة أو بأعذار مختلفة، أضاع أصل المأساة. وقال "تم التخلي عن واحدة من أهم دول الشرق الأوسط وسط مذبحة لا نهاية لها على ما يبدو".
وذكر الرئيس التركي في مقاله أن "أن الحل السلمي الدائم سيكون مستحيلاً في ظل عدم احترام سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية".
3 خيارات
وطرح إردوغان ثلاثة خيارات للغرب لحل الأمة، أولها تقويض النهج الأخلاقي الذي تدعيه أوروبا عبر مشاهدة الأحداث في سوريا من المدرجات وفقدان المزيد من الأرواح البريئة.  وقال إن "قبولها بهذا الدور يخلق أيضا تهديدات جديدة مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية، مما يضر بالأمن الدولي والاستقرار السياسي الأوروبي".
وتابع إردوغان أن الخيار الثاني بالنسبة لأوروبا هو "بذل كل الجهود العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المطلوبة لحل دائم في سوريا، وخلص إلى نتيجة تقول إنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن القادة الغربيين، الذين لم يتخذوا خطوات جادة منذ 10 سنوات، لديهم مثل هذه النية".
أما الخيار الثالث هو "دعم الغرب لتركيا، بأن يتخذ موقفاً واضحاً من وحدات حماية الشعب الكردية التي تهاجم المناطق الآمنة وتدعم النظام السوري الدموي، وتوفير الدعم اللازم للمعارضة السورية الشرعية". وأشار إلى ضرورة تحمل الدول الغربية مسؤوليتها لإنهاء الأزمة الإنسانية.
  وطالب إردوغان الغرب بالاستثمار في المناطق الآمنة داخل سوريا التي كرستها تركيا، ودعم مشروع السلام هذا بشكل واضح. وخاطب أميركا قائلا إنه "على إدارة بايدن العمل مع تركيا لإنهاء المأساة في سوريا والدفاع عن الديمقراطية من خلال الوفاء بوعودها".
ويحيي السوريون ذكرى مرور 10 سنوات على اندلاع الاحتجاجات السلمية ضد بشار الأسد في مارس 2011، والتي أدت إلى اندلاع انتفاضة شعبية سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية شاملة.
بالرغم من مرور عشر سنوات من القتال وانهيار الدولة، لا يزال الأسد راسخا في السلطة. لكن أصبحت سوريا مدمرة اقتصاديا ومقسمة إلى ثلاثة أجزاء. تسيطر جماعة مرتبطة بالقاعدة على محافظة إدلب الشمالية الغربية، بينما يسيطر مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا على مناطق تمتد على طول الحدود التركية.
 وتسيطر القوات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة على ربع مساحة البلاد في الشمال الشرقي، في الوقت الذي يسيطر فيه الأسد على الجزء الباقي.
 تسبب الصراع في مقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليونًا، بما في ذلك أكثر من 5 ملايين لاجئ، معظمهم في البلدان المجاورة.
=========================
سكاي نيوز :10 سنوات على حرب سوريا.. هل من مخرج في نهاية النفق؟
l 12 مارس 2021 - 20:51 بتوقيت أبوظبي
أحمد القاضي - القاهرة - سكاي نيوز عربية
10 سنوات مرّت على اندلاع الاضطرابات في سوريا ولا يزال الوضع كما هو عليه، وسط محاولات إقليمية ودولية لإنهاء الأزمة في البلد الذي أنهكه الحرب، وتشرد الملايين من سكانه بسبب العنف.
وبالتزامن مع الذكرى العاشرة للأزمة السورية، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه بسبب التدخل الخارجي تحولت الاضطرابات في سوريا إلى صدام مسلح، مؤكدة أن تدخلها في حل الصراع ألحق الهزيمة بالإرهاب الدولي ووضع أساساً للانتقال إلى العملية السلمية.
واعتبرت الخارجية الروسية أن منصة أستانة أرست الأساس لإنهاء العمليات العسكرية والانتقال إلى الحل السلمي الذي لا بديل له.
فتح الحوار السياسي
من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أنَّ بالتأكيد فهناك حلول للأزمة السورية الراهنة وفقًا للقواعد والمواثيق الدولية والعربية، تقوم بالأساس على فتح الحوار السياسي مع أطياف المعارضة السلمية بشكل يجمع الكلمة.
وأضاف حجازي أن الحوار مع المعارضة السورية لا يتضمن بشكل تأكيدي الميلشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، حتى يكون الوطن السوري ممهدا لاحتواء كل أبناءه دون إقصاء ودون التورط في أعمال عنف.
وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق على أن سوريا عانت لعقد من الزمن من التدخلات الخارجية، ومنها التدخلات التركية في حدودها الشمالية، كما تعاني من دور إيراني متزايد، ولابد من صياغة المستقبل بعيدا عن التدخلات الإقليمية وفي إطار الوطن السوري الواحد ووفقا لقرارات مجلس الأمن.
واعتبر حجازي أنه من الأهمية بمكان عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، بالتزامن مع المطالبات الإماراتية والمصرية في هذا الشأن.
وأثارت دعوة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بشأن ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية، اهتماما بارزا في وقت تعاني فيه البلاد من وضع مضطرب.
وكان الشيخ عبد الله بن زايد، قد قال الثلاثاء في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بالعاصمة أبوظبي قبل أيام، إنه من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".
وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.
وأكد حجازي أن ضرورة عودة سوريا للجامعة العربية باعتبارها ركنا أساسيا من أركان الجامعة، وإحدى الدول الفاعلة سواء في تاريخ العمل العربي المشترك أو في تاريخ الجامعة نفسها.
وقال إن عودتها ستكون بداية لاستعادة الصف العربي بعد المصالحة الخليجية. وتابع: "علينا أن نسعى من أجل مساعدة سوريا في استعادة لحمتها الوطنية والحوار بين أطرافها السياسية حتى تتبوأ مقعدها وفقا للشروط المعلنة وقرارات مجلس الأمن".
ويعتقد الدبلوماسي المصري أنّ هناك نيّة لدى النظام السوري للمضي قدمًا في تحقيق الاستقرار السياسي داخل البلاد، موضحًا أن هناك تطورات ومطالب دولية واتصالات وقرارات لمجلس الأمن وحوار مع أطراف إقليمية وعربية بهذا الصدد، وبالتالي يمكن توقع ذلك في المستقبل.
وعن استمرار التدخلات الأجنبية، أوضح أنه عندما تستقر الأوضاع في سوريا وتصبح دولة ذات سيادة، ستتحدث عن شكل تحالفاتها، ولن تكون هناك حاجة لعلاقات إقليمية ودولية تتعدى على سيادة أراضيها.
أفضلية الوضع الراهن
يقول عضو مجلس الشيوخ المصري والمحلل السياسي البارز، الدكتور عبد المنعم سعيد، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الأزمة السورية بشكل عام أفضل مما كانت عليه منذ 5 سنوات.
وأضاف أن الحرب تتركز حاليا في منطقة الشمال الغربي، وتحتاج إلى حلحلة بمشاركة الجامعة العربية، وعلى الدول العربية أن تنتزع دورها وتعمل على ذلك لأنه الأطراف الخاصة بالأزمة أصبحت مُرهقة، ولا تزال هناك مشكلة مع الإرهابيين من بقايا داعش الموجودين في المدن السورية.
عودة سوريا للجامعة العربية
اعتبر "سعيد" أن دعوة الإمارات ومصر لعودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة العربية، بأنها رغبة للبلدين في استقرار الأوضاع، وتمثل نوعا من تقديم الحوافز للحكومة السورية الحالية باعتبار أنها لا تزال الممثل الشرعي لسوريا في الأمم المتحدة وبالتالي فعودتها للجامعة العربية منطقية في المرحلة الراهنة.
وأوضح أن عودة سوريا للجامعة العربية قد تساهم في جعل مفاوضات حل الأزمة أكثر واقعية وملائمة للوضع على الأرض.
وعن التدخلات التركية في الأزمة السورية، قال سعيد إن تركيا تريد أن تكون المنطقة الحدودية مع سوريا مستقرة وألا يصبح للأكراد دولة مستقلة وهو الأمر الذي يجعل الأكراد الأتراك يطالبون بنفس الأمر، لكني أعتقد أن الأكراد في سوريا على وعي بذلك خاصة أن الأكراد في العراق استقروا على أن يكونوا إقليما له حكم ذاتي تحت السيادة العراقية والنموذج العراقي مفيد في الحل.
"تسكين الأزمة"
يصف استاذ العلوم السياسية في القاهرة، الدكتور طارف فهمي، سوريا بعد 10 سنوات من اندلاع الاحتجاجات بأن الوضع الراهن أصبح أفضل الأوضاع السياسية والجيوستراتيجية للأطراف المنخرطة في الملف السوري.
وقال إن "سوريا تمر الآن بمرحلة تسمى "تسكين الأزمة" والتعامل معها، خاصة وأن هناك استحقاق سياسي متعلق بإجراء انتخابات الرئاسة، ورغبة روسيا في إعادة تقديم النظام السوري مرة أخرى للواجهة العربية والدولية".
وأضاف أن الجميع أصبح متعايشا مع الأزمة في روسيا، فعلى سبيل المثال فهناك تمركز للقوات الروسية في طرطوس والقواعد الفرعية بمناطق التماس السورية، ومعنى ذلك أن موسكو ستظل هناك بصورة كبيرة، كما لا يوجد تصور في الوقت الراهن بخروج قوات حزب الله أو قوات الحرس الثوري الإيراني، ومن ثم يجب البحث عن حلول جذرية لعلاج كل هذه الأزمات.
وبحسب فهمي فإن حل الملف السوري يخضع لعدة سيناريوهات على رأسها "المقايضة الدولية" وهو يعتمد على فكرة أن تدخل روسيا في رهانات مع الجانب الأمريكي وتتم التسوية بملف مقابل ملف، أما السيناريو الثاني هو التوافقات بالاحتفاظ لروسيا وأمريكا بمناطق النفوذ الموجودة والتعامل معها دون صدامات وبالتالي يتم التعايش مع حدود الأزمة وعدم تفجرها وإبقاءها في دائرتها.
=========================
مدونة هادي العبدالله :روسيا تصدر بياناً بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة السورية
2021/03/13 in أخبار سوريا
شددت روسيا، خلال بيان أصدرته بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة السورية، على استمرار مساندتها لنظام الأسد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيانها أمس الجمعة، إن التدخل الخارجي أدى لتحويل عملية سياسية داخلية إلى نزاع مسـ.لح.
وأضافت أن النزاع أخرج تنظيمات مسلـ.حة غير قانونية، زاعمة أن سوريا تعرضت لهجـ.وم غير مسبوق من قبل الإرهـ.ـاب الدولي.
وأردفت أن موسكو أسمهت إسهاماً حاسماً في دحر “تنظيم الدولة” وإلحاق خسائر لا يمكن معالجتها بغيره من تنظيمات الإرهـ.ـاب الدولي في سوريا، وفق قولها.
واعتبرت أن جهود الدول الضامنة في صيغة “أستانا” تتيح اليوم ضمان استدامة نظام وقف الأعمال القـ.تالية في معظم الأراضي السورية.
وذكرت أن بعض بؤر التوتر، بحسب وصفها، لا تزال قائمة في محافظة إدلب، ومناطق الوجود الأمريكي في شرق الفرات والتنف.
دعم التسوية السياسية
ووفق البيان، فإن روسيا تؤيد بشكل دائم التسوية السياسية للنزاع السوري، وهي تعتقد بأنه لا وجود لحل عسـ.كري للأزمة.
وأوضح أن موسكو متمسكة بدعمها للعملية السياسية التي يقودها السوريون أنفسهم وفقاً للقرار الأممي 2254.
منوهاً إلى أن روسيا تفعل كل ما بوسعها في هذا الصدد ضمن اتصالاتها مع نظام الأسد والمعارضة على حد سواء.
واستطردت الخارجية الروسية بأن “القوى المناهضة لسوريا” بعد فشل محاولاتها للإطاحة بالنظام انتقلت إلى أساليب الخنق المالي والاقتصادي.
واتهمت الدول “التي شاركت بشكل مباشر في تأجيج الحـ.ريق السوري” بتحمل القدر الأساسي من المسؤولية عن استمرار المأسـ.ـاة السورية، على حد تعبيرها.
وختمت بدعوة من يهتم بتسوية النزاع السوري في أسرع وقت ممكن إلى التخلي عن “الأساليب المسيسة” والانخراط بشكل ناشط في تقديد مساعدات دولي إلى الشعب السوري.
=========================
جسر برس :60 كياناً ثورياً يصدرون بياناً بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية
في مارس 14, 2021
جسر – متابعات
أصدرت مجموعة من الكيانات السورية الثورية في الداخل السوري وبلدان المهجر، بياناً مشتركاً بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية في الخامس عشر من شهر آذار/ مارس.
وفي بيانٍ لنحو 60 كيانٍ ثوري يتكون من هيئات ورابط ثورية في الداخل السوري وفي بلدان الشتات، صدر يوم أمس السبت 13 آذار/ مارس، أكدت تلك الكيانات على مطالب الثورة الرئيسية التي قامت من اجلها ودفعت أثماناً باهظة في سبيل تحقيق تلك الأهداف.
وأكد البيان على رفض قوى الثورة لأي مساومةٍ تتعلق بإسقاط نظام “بشارالأسد” بكل رموزه وأشكاله وأركانه، وشددت على ضرورة فتح مسارات العدالة لإتاحة الفرصة لمحاسبة رموز النظام، ونيلهم جزاءهم العادل على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري.
واشترط البيان البدء بتشكيل “حكومة النتقالية” كاملة الصلاحيات وألاّ يكون رأس النظام جزءاً منها للبدء بعملية انتقال سياسي حقيقية تقود البلاد للسلم والاستقرار.
كما طالب البيان بالإفراج عن المعتقلين وكشف مصير المفقودين منهم، مشدداً على أنّ قضية المعتقلين، هي قضية إنسانية وغير قابلةٍ للتفاوض.
وأكد البيان على أنّ عودة المهجرين مرتبطة بتحقيق بيئة آمنة وظروف مناسبة لعودة طوعية نحو بلد مستقر أمنياً واقتصادياً وسياسيّاً.
ورفض البيان كل المساعي الرامية إلى التطبيع مع “نظام الأسد” وإعادة تعويمه سياسياً وإعادة تأهيله من قبل أي دولة أو كيان أو فرد.
=========================
الدرر الشامية :"أحياء وباقونْ وللحُلمِ بَقية".. الثورة السورية في عامها العاشر
السبت 30 رجب 1442هـ - 13 مارس 2021مـ  17:43
بدأت الثورة السلمية السورية في 15 آذار من عام 2011 المطالبة بالحرية والكرامة وكانت أول مظاهرة سلمية، يوم الجمعة، 18 آذار تحت شعار "جمعة الكرامة" لكن مواجهة النظام للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، وسقوط آلاف القتلى والجرحى ، إضافة إلى عدم تجاوبه مع مطالبهم، دفع بالكثير  من الشباب إلى حمل السلاح بوجهه ، لتبدأ قصة الثورة السورية.
استمرت الثورة السورية و دخلت عامها العاشر مخلفة وراءها مئات آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين وملايين النازحين وأحدث تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة لعام 2020 ، فإن عدد النازحين خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط بلغ أكثر من 900 ألف نازح ، وذلك جراء الحملة العسكرية الأخيرة التي قادها النظام السوري بدعم روسي إيراني على محافظتي حلب وإدلب، وتمكن خلالها من السيطرة على مناطق إستراتيجية، وفتح الطريق " m5 " الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب والساحل.
والنسبة الأكبر من النازحين يعيشون في المخيمات وتتواصل معاناتهم بأقسى صورها في المخيمات العشوائية المليئة بالأسى ومع قدوم الشتاء ، فالبرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية؛ جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا، الأكثر بؤسا في العالم ، وغرقت عشرات الخيام بمخيم للنازحين  نتيجة الأمطار والعواصف ، مما تسبب في أضرار للمخيم الذي يقطنه نحو 50 ألف نازح، ورغم معاناتهم إلا أنهم  يؤكدون بأن أرضهم التي هجروا منها قسراً لا بدّ من عودة إليها  رغم أنوف الظالمين ..
 وكذلك منذ بداية الثورة السورية بدأ النظام بعملية تعبئة وإخفاء السوريين في مسالخه ومستودعاته المخفية تحت الأرض وفوقها.
 يعيش مئات الآلاف من خيرة شباب ونساء وشيوخ وأطفال سورية في سجون نظام الأسد مع أشد التعذيب .
وأضافت معتقلة سابقة في سجون النظام السوري ، ما تعرضت له من أهوال التعذيب والإذلال خلال احتجازها ، حتى أنها كانت تستنشق رائحة الجثث المحروقة في المعتقل .
وأضافت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ، فقد تحدثت عن وجود أكثر من 412 ألف معتقل ومعتقلة في سجون النظام  ومن ضمن سجونه يوجد سجن صيدنايا المعرف ب "المسلخ البشري" الذي وثّق مقتل أكثر من 13 ألف معتقل وتصفيتهم على ايدي النظام السوري .
وكما نشهد البطولات التي حققها الثوار كبيرة جدًا مقابل دول عظمى، وبعد تسع سنوات حرب  لا نقول هناك تبعثر وإنما سلمت جهود هؤلاء الذين صمدوا رغم تكاتف وخذلان الدول العربية لهم ورغم قتالهم لأكبر دول العالم منها الدولة العظمى روسيا وهناك كتائب للصين و ميليشيات عراقية  تقاتل على الأرض و قدمو له دعماً كبيراً لتقويته ضد الشعب السوري.
وأغلب السوريين أحيو الذكرى العاشرة للثورة ، التي انطلقت في مثل هذا اليوم عام 2011 ، عبر التأكيد على مطالب الحرية وإسقاط نظام الأسد ،  مع خروج مظاهرات  ورفعت أعلام الثورة، وهتفت بالإصرار على متابعة الطريق بالوصول إلى أهداف الثورة.
الثورة باقية ومستمرة حتى يسقط الاسد لن ننسى الثأر  لدماء الضحايا ،لن نكل ولن نمل حتى نحصل على كرامتنا وحريتنا ، الثورة باقية "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة" 10 سنين ولازلنا نطالب ونريد الحرية ..
=========================
اكسبير 24 :الائتلاف السوري يصدر بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لـ “الثورة السورية”
كاجين أحمد ـ xeber24.net
أصدر الائتلاف السوري بياناً بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، التي خرجت عن إطارها الثوري بفضل الائتلاف وداعميها من الدولة التركية، والتي حولت ثوارها إلى مرتزقة في العديد من الدول.
وجاء في بيان الائتلاف، اليوم الأحد، يتقدم الائتلاف الوطني السوري بخالص تهانيه إلى أبناء الشعب السوري في هذه المناسبة الاستثنائية، الذكرى المجيدة، الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية العظمى، الثورة التي حققت منذ يومها الأول أهم أهدافها، وأسقطت أركان نظام الرعب الذي بنته عصابة الأسد على مدار عقود، وقد بات الطريق نحو إتمام المهمة وتثبيت أركان نظام ديمقراطي مدني تعددي مسألة وقت، يزيد أو يقصر، بقدر ما نبذله من جهود وما نقدّمه من مساهمات.
وأضاف البيان، إن التاريخ لا يعترف بأنصاف الثورات، وليس أمامنا إلا الاستمرار في العمل وكلنا ثقة ويقين أن هذه الثورة ستحقق أهدافها كاملة، وصولاً إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي يجد فيها كل سوري متسعاً له، الدولة القائمة على أساس المواطنة المتساوية وسيادة القانون، الدولة التي تحترم كل أبنائها وكل مكوناتها. الدولة التي تقدّر المرأة والطفل وتفتح الطريق أمام الشباب، الدولة القادرة على أن تفتح صفحة جديدة وتؤسس لحياة كريمة لنا وللأجيال القادمة.
وتابع، أن أحرار العالم مطالبون بتقدير تضحيات هذا الشعب العظيم في سبيل الحرية، والعمل من أجل إنقاذ عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام ومساعدة ملايين المهجّرين والضغط على الحكومات من أجل تحميل الأطراف الدولية والمنظمات الحقوقية مسؤولياتها تجاههم.
وأشار الائتلاف في بيانه، أن العالم مطالب بنصرة المظلومين في سورية ورفع الغطاء عن النظام وطرده من أي منظمات دولية، ودعم أحرار سورية في نضالهم ضده، وإفشال المشاريع الروسية الرامية إلى تعويمه وتطبيعه وإعادة تدويره، والوقوف في وجه مخططات النظام الإيراني التوسعية الرامية إلى نشر الكراهية والطائفية.
كما زعم الائتلاف، أنه في هذه المناسبة، فإن الدعوة مفتوحة لجميع القوى السياسية والشخصيات الفكرية والثقافية السورية إلى فتح حوارات مجتمعية جادة تتناول الطريقة التي يمكن من خلالها خدمة هذا الوطن والمساهمة في إنقاذه على كل المستويات، وتفعيل هذه الحوارات ودعم مشروع الحوار الوطني الجاري برعاية الائتلاف الوطني منذ عدة أشهر ودفعه نحو نتائج إيجابية.
وادعى، أنه اليوم وبعد عشر سنوات صعبة جداً، نحن مطالبون بالاستفادة من هذه المحطة المفصلية للمراجعة الجادة، وتقويم العمل وتحليل الأخطاء، وأخذ كل المعطيات الممكنة بعين الاعتبار، بما لكل ذلك من أهمية حاسمة لنجاحنا في مواجهة التحديات في السنوات المقبلة.
وقال البيان: ليست هناك طريق مختصرة ولا أي وسيلة لحرق المراحل، كما أننا لن ننجح عبر غض النظر عن الأزمات والمشاكل، لأنها لن تزول من تلقاء نفسها. علينا أن نستعيد الروح التي ملأت المدن والبلدات والقرى السورية خلال مظاهرات عام 2011 وأن نستعيد المبادرة والأمل.
كما أضاف، لا بديل أمام نشطاء الثورة وقواها عن تجديد فعاليتها والانخراط الكامل في العمل الثوري والسياسي والمدني في كل مكان، في الداخل والخارج، في المهاجر والمنافي، علينا أن نصبّ الخبرات التي تراكمت لدينا خلال السنوات لتكون عوناً لنا في متابعة الطريق نحو النصر والحرية والسلام.
وختم الائتلاف السوري الموالي لتركيا بيانه، نحتفل اليوم بالذكرى العاشرة للثورة وكلنا أمل أن يكون هذا آخر عهد لنا باللجوء والنزوح والاعتقال والتهجير والملاحقة والتعذيب، وأن يطل علينا عيد الثورة القادم وقد تحققت أهدافنا في الحرية والعدالة والكرامة، وتمكننا من إنجاز الانتقال السياسي، وأزلنا هذا النظام وطردنا قوى الاحتلال والتدخل التي دعمته، وأن نكون جميعاً، في ساحات سورية نهتف للحرية.
=========================
الانباء :"واشنطن بوست": بعد 10 سنوات.. الثورة السورية مستمرّة
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالًا للكاتب جوش روجين رأى فيه أنّ الثورة السورية لم تنتهِ، بعد مرور عشر سنوات على الحرب.
 
 ولفت الكاتب إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، وعندما كان نائبًا للرئيس في العام 2011، تعهد بدعم المواطنين حول العالم الذين يتعرّضون للقتل على يد حكوماتهم بسبب مطالبتهم بحقهم الأساسي بالحرية والكرامة. وأضاف بايدن: "عندما تتورط دولة في أعمال وحشية، فإنها تفقد سيادتها". أمّا الآن، وبعد 10 أعوام على اندلاع الحرب في سوريا، تقف الولايات المتحدة في جهة أخرى مع الإعتقاد أنّه لا يوجد ما يمكنها فعله في هذا الوقت، لكنّ الواضح مع دخول بايدن البيت الأبيض أنّ الشعب السوري مستمرّ بالمطالبة بحقوقه والمعاناة لم تتوقف أبدًا، وفقًا للكاتب.
 
 وأشار الكاتب إلى أنّ الأسد يحكم دولة بقوة غاشمة ولا يزال يتابع مع شركائه سياسة التجويع والقصف. وفي المناطق التي تخضع لسيطرته، يقبع آلاف المدنيين الأبرياء في السجون ويتعرضون للتعذيب والقتل بدون سبب.
 
وتابع الكاتب أنّه على الرغم من اليأس الواضح، إلا أنّ الكثير من السوريين المستمرين بالنضال من أجل التحرر من الأسد يعتقدون أنّ "المجتمع الدولي يمكنه القيام بكثير من الأمور".
 
 واعتبر الكاتب أنّه يجب أن تضع الإدارة الأميركية الجديدة في سلّم أولوياتها الإلتزام بهدف انتقال السلطة في سوريا وعدم وقوف واشنطن مكتوفة الأيدي بينما يرتكب الأسد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
 
وذكّر الكاتب بما كان قد قاله السفير الأميركي السابق فريدريك هوف عن أنّه بحال لم يقم بايدن بأي تحرّك فسيتمّ ترسيخ "مكانة سوريا باعتبارها نسخة عن كوريا الشمالية في الشرق الأوسط".
 
=========================
وكالة انباء تركيا :أردوغان يكتب بمناسبة ذكرى الثورة السورية.. هذا ما قاله
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، بالجهود التي بذلتها تركيا وما تزال دعما ونصرة للسوريين داخل سوريا وخارجها، موجها رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن عليها الالتزام بوعودها والعمل على إنهاء مأساة السوريين.
كلام أردوغان جاء في مقالة كتبها لصحيفة بلومبيرغ الأمريكية، بمناسبة مرور 10 أعوام على اندلاع الثورة السورية في سوريا من آذار/مارس 2011.
وقال أردوغان:
على إدارة بايدن الوفاء بوعودها والعمل معنا لإنهاء المأساة في سوريا.
الشعب التركي يؤمن بأن إقامة نظام سياسي قادر على تمثيل جميع السوريين ضروري لإحلال السلام والاستقرار مجددا.
إعادة تأسيس السلام والاستقرار في المنطقة (سوريا) مرتبط بالدعم الغربي الأمين لتركيا.
أقولها بكل فخر الموقف التركي لم يتغير منذ بدء الحرب الداخلية في سوريا.
الوضع الإنساني في سوريا سيكون المقياس النهائي لصدق مواقف الدول، سيما أن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية باتت متداولة بكثرة في الآونة الأخيرة.
نرفض كل المخططات التي لا تلبي المطالب الأساسية للشعب السوري، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة.
ينبغي على الغرب أولا أن يتخذ موقفا واضحا من تنظيم PKK/PYD الإرهابي، الذي يعتدي على المناطق الآمنة (في سوريا) ويساند النظام الدموي.
المناطق الآمنة التي أسستها تركيا مع العناصر السورية المحلية، دليل على التزام أنقرة بمستقبل الجارة سوريا.
الحل السلمي والدائم لن يكون ممكنا إلا باحترام وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية.
تركيا كانت في مقدمة الدول التي كافحت التنظيمات الإرهابية، وأوصلت المساعدات الإنسانية للسوريين، وساهمت في المبادرات الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة السورية، وأثبتت بذلك أنها الدولة الوحيدة القادرة على فعل ما يتوجب في سوريا.
الجيش التركي أطلق العام الماضي عملية عسكرية في محافظة إدلب لوقف زحف قوات النظام السوري على المدينة وحماية المدنيين والحيلولة دون هجرتهم وترك ديارهم.
الدول التي بدأت تشيد بموقف تركيا هذا، سرعان ما نسيت المأساة الإنسانية الحاصلة في سوريا.
من الضروري عدم نسيان مقتل وتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص في سوريا وتشريد الملايين، لمجرد مطالبتهم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
ممارسات النظام السوري وداعميه، أسفرت عن نتائج مروعة مثل اللجوء والإرهاب.
تركيا استضافت على مدى الأعوام السابقة ملايين اللاجئين السوريين، وكافحت العديد من التنظيمات الإرهابية الناشطة في الداخل السوري وحولت بعض المناطق إلى أماكن آمنة.
نأسف للحملات المضللة التي تستهدف المعارضة السورية المعتدلة التي لعبت دورا مهما في مكافحة “داعش وPKK” الإرهابيين.
تركيا عملت على إعادة إنعاش المناطق التي حررتها من الإرهابيين، عبر مشاريع إعادة تأسيس بنيتها التحتية وبناء المدارس والمستشفيات فيها.
تركيا تمكنت من حماية أوروبا من تهديد الإرهاب والمهاجرين، عبر بناء مراكز إيواء في الداخل السوري واتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الخصوص.
من خلال التدابير التي اتخذناها، استطعنا حماية الحدود الجنوبية لحلف الناتو، وما قمنا به يعكس قيمنا، فتركيا أمل المظلومين وحامي الأبرياء ومفتاح الحل.
العالم الغربي يواجه حاليا 3 خيارات، أولها التزام الصمت حيال ما يجري من مأساة في سوريا والتسبب في مقتل المزيد من المدنيين.
هذا الخيار يولد مزيدا من الفعاليات الإرهابية ويضعف القيم الأخلاقية للغرب ويتسبب بمزيد من الهجرة.
هذا الخيار سيلحق أيضا أضرارا بالاستقرار السياسي في أوروبا وسيزعزع أمن المجتمع الدولي.
الخيار الثاني يتمثل في بذل كافة الجهود العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لتحقيق حل دائم للأزمة السورية.
الخيار الثالث والأكثر عقلانية، هو إقدام الغرب على دعم تركيا، واتخاذ موقف واضح من تنظيم PKK/YPK الإرهابي الذي يعتدي على المناطق الآمنة (في سوريا) ويساند النظام الدموي.
ندعو دول العالم الغربي إلى دعم المعارضة السورية المعتدلة لإحلال الاستقرار والقيام بما يقع على عاتقها من مسؤوليات حيال إنهاء الأزمة الإنسانية الحاصلة في هذا البلد.
عدم تقاسم الأعباء مع تركيا قد يولد موجة هجرة جديدة نحو أوروبا، ونطالب العالم الغربي بتقديم دعم حقيقي لمشروع السلام في سوريا.
ومساء أمس الأحد، أعربت وزارة الخارجية التركية، عن تضامنها مع الشعب السوري الذي يحتفل بمرور 10 أعوام على انطلاق ثورته ضد النظام السوري، في آذار/مارس 2011، للمطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط النظام، موجهة التحية للشعب السوري، وطالبة من الله الرحمة على أرواح الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الثورة.
 
وأصدرت الوزارة في هذه المناسبة بيانا جاء فيه:
 
شهد العقد الأخير، الذي قابلت فيه قوات النظام بالقمع والعنف التظاهرات السلمية التي أطلقها الشعب السوري للمطالبة بالديمقراطية والعدالة والحقوق والحرية، مقتل نصف مليون من المدنيين الأبرياء، وتشريد نصف الشعب السوري، مخلفة آلاماً ستشعر بآثارها الأجيال القادمة.
يحتاج اليوم 13.4 مليون سوري في البلاد إلى مساعدات إنسانية، و2.4 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم، و5.9 مليون شخص بلا مأوى، وأدى تفشي وباء “كورونا” إلى زيادة تضرر المدنيين.
نحيي الشعب السوري الذي لم يتنازل عن نضاله من أجل الحقوق والحرية حتى في ظل هذه الظروف، راجين من الله تعالى أن يتغمد برحمته أشقاءنا الذين فقدوا أرواحهم.
نجدد تصميم تركيا دولةً وشعباً على التضامن مع أشقائها السوريين.
وفي آذار/مارس 2011، انطلقت الثورة في عدد من المحافظات السورية، للمطالبة بإسقاط النظام وأجهزته القمعية، ما دفع بالنظام السوري لمواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي، وبحملات ممنهجة من الاعتقالات والتعذيب والاختفاء القسري، ما خلّف مئات الآلاف من الضحايا والمغيبين والمعتقلين، إضافة لمئات الآلاف من النازحين والمهجرين واللاجئين.
=========================
الحل :في الذكرى العاشرة لـ “الثورة السورية”.. الاتحاد الأوروبي يجدد العقوبات ويدعو لمحاسبة «الحكومة السوريّة»
 عبير محمد
۱٤ مارس ۲۰۲۱
يصادف يوم غدٍ الاثنين، مرور 10 سنوات من الحرب في #سوريا، تلك الحرب التي تسببت بانتهاكات لحقوق الإنسان، كان أعظمها نزوح 6.2 مليون سوري داخلياً، ولجوء 5.6 مليون إلى مختلف بلدان العالم.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيانٍ له، بمناسبة الذكرى العاشرة لـ “الثورة السوريّة”: إن «القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة السوريّة على شعبها وفشلها في معالجة الأسباب الجذرية للانتفاضة، أدى إلى تصعيد النزاع المسلح وتدويله».
وأشار الاتحاد الأوروبي في بيانه، إلى أنه خلال سنوات الحرب العشرة الماضية، «تسببت انتهاكات لا حصر لها لحقوق الإنسان، وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، ولا سيما من قبل الحكومة السوريّة، في معاناة إنسانية هائلة».
وأضاف أن «المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ذات أهمية قصوى كمتطلب قانوني وعنصر مركزي في تحقيق السلام المستدام والمصالحة الحقيقية في سوريا».
وشدد البيان على أن الاتحاد الأوروبي «لا يزال حازماً، ويواصل المطالبة بإنهاء القمع، والإفراج عن المعتقلين»، كما دعا إلى مشاركة هادفة وفعالة من قبل الحكومة السوريّة وحلفاؤها للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأكد الاتحاد أنه سيتم تجديد العقوبات التي تستهدف الأعضاء البارزين والكيانات في الحكومة السوريّة نهاية أيار/ مايو القادم.
وبما يخص الانتخابات السوريّة، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لدعم انتخابات حرة ونزيهة في سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وتحت إشراف الأمم المتحدة.
في السياق، تعهدت كلاً من #كندا و #هولندا، الجمعة، بمحاسبة #الحكومة_السورية لانتهاكها حقوق الإنسان خلال الـ10 سنوات الماضية منذ بدء الأزمة في البلاد.
والجدير ذكره أن قائمة العقوبات الأوروبية تشمل عدداً من المسؤولين والوزراء السوريين منهم، وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد”، رئيس مجلس الوزراء “حسين عرنوس”، بالإضافة إلى وزراء النفط والمالية والثقافة والصناعة والزراعة والصحة وثلاثة وزراء دولة، بالاستناد إلى العقوبات المفروضة يُمنع هؤلاء الوزراء من الحصول على تأشيرات لدخول أراضي دول الاتحاد الأوروبي، كما تُجمَّد أصولهم المالية فيه.
=========================
المدن :"أوراق" تحتفي بالذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية
المدن - ثقافة|الأحد14/03/2021شارك المقال :0
"أوراق" تحتفي بالذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية
أصدرت رابطة الكتاب السوريين العدد 12 من مجلة "أوراق"، بالتزامن مع الذكري العاشرة لإطلاق السوريين ثورة الحرية والكرامة في آذار 2011، وقد تضمن ملف العدد المخصص لهذه المناسبة، 28 من المشاركات التي عبرت عن أسئلة الثورة مابين أحلام التغيير وانكسارات الواقع وتشظي الرؤية وكثافة الخيبات وجسامة وفداحة الخسائر مع إصرار أغلب الكتاب والمثقفين السوريين على تجاوز كل مشاعر العجز والسلبية.
وقد أكد أنور بدر رئيس التحرير في افتتاحية العدد بأنّ "الثورة باقية ببقاء أسبابها المستمرة منذ خمسة عقود ونيف على ديكتاتورية هذا النظام، وأنّ السنوات العجاف التي عجزت فيها شعوب المنطقة عن تحقيق أحلامها بدولة المواطنة المتساوية وفي الحرية والكرامة، لن تستطيع اغتيال هذه الأحلام ثانية، ... فالشعوب هي التي تبقى في النهاية بعد أن يرحل الطغاة".
وهذا يدعم "حقيقة راهنية الثورة واستمراريتها كفكرة وكطموح وكضرورة لصنع حياة أفضل لسوريا وللسوريين". 
حيث نقرأ في هذا الملف عن التجارب الأولى للتظاهرات السلمية، عن التنسيقيات التي حاولت أن تمسك بالشارع والمتظاهرين سلميا قبل أن يغدر بها الجميع، نقرأ عن تجارب وأحلام البعض، كما نقرأ عن خيبات وانكسارات البعض، نقرأ في مقاربات بين مصائر الثورات، كما نقرأ عن مسارات وتجارب حملت طموح وأحيانا جنون البعض، نطالع استنتاجات البعض ودروس الماضي، ونطل على المثقفين السوريين ومواقفهم المتباينة، ونقرأ انعكاسات تجارب بعضهم ابداعياً وحياتياً، أسئلة البعض واستشرافات البعض.
ولم تكن باقي أقسام هذا العدد في الدراسات والترجمة وفي المقالات والنقد أو في حقول الإبداع المتعددة ما بين الشعر والقصة والنصوص أقل أهمية مما سبق، مع إشارة إلى الملف التشكيلي المتميّز للشاعر والفنان سهف عيد الرحمن الذي زيّنت أعماله الفنية صفحات هذا العدد. 
شارك في هذا العدد حسب الترتيب الأبجدي:
إبراهيم العلوش، إبراهيم اليوسف، أحمد سليمان، إبراهيم محمود، أمل فارس، أنور بدر، إيلينا كيتي، بسام أبو طوق، حسين جرود، حسن نيفي، حنا حيمو، ريمة العجاجي، زويا بوستان، سماح هدايا، سهف عبد الرحمن، سوزان خواتمي، سوسن إسماعيل، سوسن جميل حسن، ضاهر عيطة، عامر درويش، عبد الله الحريري، عبد الله تركماني، عبد الله ونوس، عمار ديوب، غسان المفلح، غمكين مراد، فايز ساره، فرج بيرقدار، فواز حداد، فوزية المرعي، لبنى شعبان، مازن أكثم سليمان، محاسن سبع العرب، محمد طه العثمان، محمد الزعل السلوم، محمد قنطار، محمود الوهب، مصطفى الولي، مصطفى علوش، مصعب الحمادي ، مصعب قاسم العزاوي، موفق نيربية، ناديا خلوف، ناسان إسبر، نادر قاسم، نجم الدين السمان، نهى كمال، هوازن خداج، هيفي قجو، وائل سواح، وليد حسني، ياسر الأطرش.
=========================
اورينت :في الذكرى العاشرة للثورة.. آلاف السوريين من إسطنبول يجددون العهد بإسقاط النظام (صور + فيديو)
أورينت نت - هاني البيات
تاريخ النشر: 2021-03-13 15:24
تظاهر آلاف السوريين، اليوم السبت، في منطقة الفاتح بمدينة إسطنبول، بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام أسد، حيث هتف المتظاهرون خلالها بشعارات تؤكد على تجديد العهد للثورة وأنها مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وتطالب بإسقاط النظام، وإطلاق سراح المعتقلين.
ورفع المشاركون في المظاهرة التي دعت إليها جهات سورية ثورية وناشطون لافتات تتضمن العديد من العبارات الداعمة للثورة أبرزها "لايزال الأغبياء يتصورون أن الثورة قابلة للهزيمة"، "ثورة حتى النصر"، "إذا أردت أن تموت أي ثورة أعطها بعدا طائفيا أو دينيا"، "لن ننسى دماء الشهداء".
وأجرت "أورينت" لقاءات مع عدد من المشاركين الذين أكدوا على أن السوريين في الذكرى العاشرة للثورة صف واحد وهدفهم المشترك وهو الخلاص من الطاغية بشار الأسد ونظامه ومحاكمته مع كل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.
كما أكدوا أيضا أن الشعب السوري الثائر لا يمكن هزيمته وإرادته أقوى من جميع الدول التي تآمرت عليه، وأن الخروج بهذه المظاهرة رسالة للعالم ودليل على أن الثورة لا يمكن أن تموت.
وشهدت المظاهرة إلقاء كلمات لعدد من الشخصيات طالبوا فيها بالإفراج عن المعتقلين وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن سوريا وخاصة القرار 2254، ونددوا بممارسات نظام أسد وحلفائه الروس والإيرانيين بحق الشعب السوري، والإبادة التي يتعرض لها على مدى السنوات العشر الفائتة.
وكانت نحو ستين رابطة وهيئة ثورية سورية داخل سوريا وفي الشتات أصدرت بياناً مشتركاً بمناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على الثورة في سوريا ضد نظام بشار أسد والتي انطلقت في 15 من آذار عام 2011.
وأكدت الجهات الثورية المشاركة في البيان الصادر اليوم السبت على رفضها لأي مساومة تتعلق بإسقاط نظام بشار الأسد ورموز أركانه، والتشديد على فتح مسارات العدالة لمحاسبة رموز النظام ومعاقبتهم على جرائمهم المرتكبة ضد الشعب السوري.
واشترط البيان بدء تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، على أن لا يكون لبشار الأسد أو أي من أركان نظامه مكان له فيها، تمهيداً لبدء عملية انتقال سياسي في سوريا.
=========================
العربية :في الذكرى العاشرة للثورة.. "الشيوخ" الأميركي يتوعد بشار الأسد
آخر تحديث: 11 مارس ,2021: 01:35 م GST
قدم السناتور الأميركي وعضو لجنة العلاقات الخارجية جيم ريش، والديموقراطي بوب مينينديز العضو البارز ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وتسعة من زملائهم في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، مشروع قرار من الحزبين يواصل دعم الثورة السورية ويتوعد بمحاسبة رئيس النظام السوري الأسد وداعميه الإيرانيين والروس في الذكرى العاشرة للثورة السورية.
وبحسب نص المشروع وبالموازاة دعوة الولايات المتحدة لدعم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، فإن النص يدين الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد مواطنيه، ويؤكد مجددًا التزام الولايات المتحدة بمحاسبة النظام وداعميه على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة هناك. كما يشيد القرار بالجهود الشجاعة التي يبذلها المدافعون السوريون عن حقوق الإنسان لتوثيق وكشف عنف نظام الأسد الاجرامي والعشوائي.
وقال العضو البارز جيم ريش: "على مدى العقد الماضي تسبب بشار الأسد وداعموه الروس والإيرانيون في معاناة هائلة للشعب السوري، وفي حملة مطولة من التعذيب والتجويع واستخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة".
وواصل: "ومع اقترابنا من الذكرى العاشرة للصراع السوري، أنا فخور بتقديم هذا المشروع مع السيناتور مينينديز، الذي يؤكد دعم الولايات المتحدة للشعب السوري، والحل السياسي للصراع، والمساءلة عن فظائع النظام من خلال تنفيذ وتفعيل نظام قيصر".
وبحسب البيان، على مدى عقد من الزمان شهد العالم استعداد الأسد للقتل والتعذيب واستخدام الغازات الكيماوية وتجويع شعبه من أجل الحفاظ على السلطة.
وقال السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز: "لقد عانى الشعب السوري لفترة طويلة جدًا على يد جزار لا يزال رعاياه في طهران وموسكو يواصلون دعم حكمه الإرهابي المتواصل"، و"بينما نحتفل بهذه الذكرى الجليلة ونفكر في صمود الشعب السوري، يجب أن نستغل هذه اللحظة من إعادة الانخراط الدبلوماسي للولايات المتحدة للبحث عن تدابير ملموسة تخدم العدالة ضد الأسد وتساعد على تزويد السوريين بمسار نحو المصالحة والاستقرار والحرية"
=========================
العربي الجديد :من منجزات الثورة السورية
في مارس 6, 2021
لا بد من التأكيد، من دون مبالغة، على أن السوريين أنجزوا إحدى أعظم الثورات في ماضي البشرية وحاضرها، وأن ثورتهم انطلقت على الرغم مما كان قائما في سورية من موازين قوى بين الأسدية وبينهم، ومرّت بأطوار إعجازية، أبدى المواطن السوري فيها من البطولة ما ينتمي إلى عالم الأساطير، فلا عجب أن بلغت مآلاتٍ سيكون مستحيلا بعدها استعادة الوضع السابق لها، بالنسبة لطرفيها كليهما، فلا الأسدية ستتمكّن من ردّ المواطن إلى الزمن السابق لعام 2011، ولا المواطن سيقبل، تحت أي ظرف، الرجوع إلى الذل الذي ثار عليه، واستشهد بالملايين ليتخلص منه، ويعيش بكرامة وحرية وعدالة ومساواة، في ظل نظام لا يستعبده بعد نظام الأسدية الذي خال أن رضوخ السوريين له صار أبديا، وأن ما اصطنعه من استبداد منظّم يحول بينه وبين أن يكون إنسانا جديرا بالحياة، أو مؤهلا لها.
إذا تذكرنا موازين القوى التي كانت قائمة بين تماسك جيش وأجهزة الأسدية وتنظيمهما، وتأملنا ما أعداه ليوم كرسا له طاقاتهما، هو يوم المعركة ضد الشعب، والتي ترجمت إلى انقضاض وحشي عليه في كل مكان، واستخدمت ما راكمته من قوة وسلاح ضده، وحملته من حقدٍ عليه، وقارنا وضعها هذا بوضع مجتمعنا الذي استهدفته، منذ اليوم الأول لاستيلائها على السلطة، وعملت لتقويض لحمته الجامعة، وشحنته بتناقضاتٍ أوكلت إليها تمزيق صفوفه وتوتير علاقاته وإبعادها عن العيش المشترك، وإخضاعها لقدرٍ لا يني يتزايد من العداء، بينما سلطت عليه عالما سفليا منظّما ومزودا بكل ما يلزم لسحق المواطنين، جسّدته أجهزة رأت في حريتهم خطرا يهدّد وجودها. ومع ذلك، تخطى الشعب، بعفويته وشجاعته، فارق القوة بين السلطة وبينه، منذ بدأ حراكه السلمي والمدني. ولم تبدّل هذا الواقع تنظيمات إرهابية مذهبية، قاسمت الأسدية عداءها للحرية ولوحدة السوريين شعبا تجمعهم سوريته، ونجح المجتمع السوري الذي خالت الأسدية أنها حطّمته بما عرّضته له من ظلم واضطهاد، فأخبرها أن ظلمها واضطهادها هما ما دفعاه إلى الثورة، وإلى تمسّكه باستمرارها، مهما كان الثمن الذي تتطلبه، ما دام ثمن كرامته وحريته أغلى وأعلى قيم تجعل الحياة جديرة بالبشر والبشر جديرين بقيمتهم الإنسانية التي لا تعادلها قيمة.
الإنجاز الآخر للثورة إنه كسر نظاما همجيا ووحشيا بتلقائية الإنسان التي تحتضنها الحرية المتأصلة فيه، ومكّنته من أن يواجه بما حبته الطبيعة به من صلابة قوة وظلم وكذب استبداد بني على الغدر والخديعة، مارسه من بدا قويا طوال عقود على من خاله ضعيفا، وانتهي بنزال قوته ما كان كامنا في أرواح السوريين من طاقة، لم يحسب الاستبداد حسابا لها، وهو يزهو بجيشه وأجهزته السرية، ويضحك، في سرّه، وهو يتأمل الخراف التي أعدها للذبح، واكتشف، خلال ثورتهم، أن حرّيتهم جعلتهم نسورا غرست مخالبها في لحمه، وألقت به إلى مهاوي هزيمةٍ لن يخرج منها، أو يتجاوز نتائجها، بعد أن أنزل شعبه به قدرا من الدمار لن يستعيد بعده وضعه قبل النزال العظيم، أي قبل الثورة التي أبلى أبناؤها، إناثا وذكورا، من البطولات ما لم يكن يخطر ببال أحد!
بهذا الانقلاب الثوري، صارت الأسدية وراءنا، مهما فعلت، واستنجدت بالمحتلين والغزاة. ولن تكون سورية القادمة لها، بل ستكون بالأحرى لنا، بما أننا سنواصل ثورتنا التي باغتنا أنفسنا وأعداءنا والعالم بها، وسنعزّز حريتنا التي طردت الأسدية من نفوسنا، قبل أن تقوّضها في واقعنا، وستستكمل القضاء عليها، وعلى أي مظهرٍ من مظاهر الاستبداد، مهما طال الزمن، أو كان التيار والمذهب الذي ينتمي إليه، فالحرية ثورة ومعركة، والسوريون أثبتوا عشرة أعوام أنهم رجالها.
المصدر: العربي الجديد
الكاتب: ميشيل كيلو
=========================
تي ار تي :هادي العبد الله لـTRT عربي: الثورة السورية تحوّلت إلى ثورة ضد مجرمي العالم
قال الصحافي السوري هادي العبد الله والذي يعد أحد رموز الثورة السورية إن “ثورة الشعب السوري قد خُذلت من العالم كله"، محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي الذي أعطى الأمل للسوريين في بداية الحراك.
وأضاف في تصريحات لـTRT عربي في الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية أنّه “في بداية الثورة السورية شُكّل ما يسمى أصدقاء الشعب السوري، لكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا الدعم الكافي للشعب وأن يمنعوا الدم الذي سفك أو يوقفوا قتله الذي استمر ليل نهار، ولا إيقاف آلة القتل الأسدية“.
الصحفي السوري هادي العبد الله لـTRT عربي: الثورة السورية تحوّلت إلى ثورة على كل مجرمي العالم pic.twitter.com/oCEu4kypve
وأشار إلى أنّهم “يحملون المجتمع الدولي المسؤولية، ولدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت الأمل للسوريين في بداية الحراك عندما قالت إن الأسد فقد الشرعية“.
وأوضح العبد الله أن “القوى العظمى التي تسيطر على العالم منعت سقوط بشار الأسد“.
وقال إن “الثورة السورية انتقلت من ثورة شعب ضد نظام مجرم إلى ثورة شعب ضد كل مجرمي العالم، إذ لم يبق مجرم على الأرض إلا وأتى لقتل الشعب السوري، بدءاً من مليشيات حزب الله اللبناني الإرهابية ومليشيات إيران، ثمّ دخول روسيا بطائراتها على الخط“.
ويرى الصحفي السوري أن “المعارضة السورية في الخارج لا تمثّل رأي الحراك السوري، لذا فإن السوريين في الداخل والمهجرين من أبناء الشعب لا يتفقون مع طرحهم بما يتعلق بالنظام أو الاتفاق معه على تشكيل دستور جديد“.
=========================
الحرة :سوريا في 10 سنوات.. أرقام تكشف فظاعة القتل والانتهاكات
الحرة - واشنطن
14 مارس 2021
مرت 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية التي تحولت لاحقا إلى حرب عنيفة، استخدم فيها النظام السوري أسلحة ثقيلة ضد المدنيين، فيما دخلت جماعات متشددة الأراضي السورية، وسيطرت على مساحات واسعة من البلاد.
الحرب حصدت في تلك السنوات الـ 10 أرواح قرابة 400 ألف شخص، وتسببت بتهجير ونزوح الملايين من السوريين.
تظاهرة ضد نظام الأسد في إدلب السورية
وشكلت بداية الاحتجاجات في سوريا، والتي بدأت من درعا في الـ 15 من مارس من عام 2011، نقطة تحول في البلاد، حيث لم تفرق آلة الحرب بين رجل أو امرأة أو طفل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق مقتل 389 ألف شخص، منهم 117 ألف مدني، من بينهم 22 ألف طفل، و14 ألف امرأة، و81 ألفا من الرجال.
وتعد حصيلة القتلى من المدنيين الأعلى، خاصة إذا ما أضيف لها عشرات الآلاف من المواطنين الذين توفوا تحت التعذيت في معتقلات النظام السوري، ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، والمختطفين على يد تنظيم داعش.
مناطق تعرضت للقصف في سوريا. أرشيفية - تعبيرية
كثف طيران النظام السوري بدعم روسي قصفه للأحياء السكنية في عدة مدن سورية ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية
وأسفرت الحرب عن إصابة 2.1 مليون شخص بإصابات تسببت لكثير منهم بإعاقات دائمة، وتم تهجير 13 مليون شخص إلى مناطق اللجوء والنزوح داخل البلاد وخارجها.
بطش نظام الأسد
ومنذ بداية الحرب وحتى الآن، تسببت قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لهم، بقتل أكثر من 63 ألف شخص مدني، بينهم 12 ألف طفل ونحو 7 آلاف امرأة، 44 ألف رجل وشاب.
أما من قتلوا بسبب الغارات الجوية التي نفذها الجيش السوري بالصواريخ والبراميل المتفجرة، فقد وصل أعدادهم إلى 26 ألف شخص، بينهم 6 آلاف طفل، و4 آلاف امرأة.
أعداد القتلى في الحرب بسوريا
التدخل الروسي في الحرب السورية، كانت فاتورته البشرية عالية، حيث قتلت الطائرات الروسية قرابة 9 آلاف مواطن، بينهم 2000 طفل و1300 امرأة.
ومنذ 65 شهرا بدأت روسيا تدخلها في الحرب السورية، حيث نفذت آلاف الضربات الجوية، والتي ساهمت في تفوق نظام الأسد، في العديد من المناطق السورية.
وينتشر آلاف الجنود الروس في أنحاء سوريا دعما لقوات النظام.
وساهم التدخل العسكري الروسي في بقاء، الأسد، على رأس النظام وبدء عملية كبيرة لاستعادة أراض سيطرت عليها فصائل مسلحة في المراحل الأولى من النزاع.
ويقول المرصد إن روسيا تستخدم في ضرباتها الجوية مادة "الثراميت"، التي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، وهي قنابل عنقودية حارقة تزن نحو 500 كيلو غراما، تلقى من الطائرات العسكرية.
وعدد المرات التي تم فيها استخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ بدء النزاع، بلغ 38 مرة وفق الأمم المتحدة، 32 منها منسوبة للنظام السوري.
التدخل التركي
وبسبب التدخلات التركية في مناطق بشمال سوريا حيث تستهدف المناطق التي ينتشر فيها الأكراد، قتل أكثر من 1500 شخص، بينهم 300 طفل، و150 امرأة، وأكثر من ألف رجل.
على مر عقود قبل عام 2011، عانى الأكراد من سياسة تهميش اتبعتها الحكومات المتلاحقة، لكن نفوذهم تصاعد بعد انسحاب قوات النظام من مناطق تواجدهم بدءا من 2012 مع اتساع رقعة النزاع، وتمكنوا من بناء مؤسسات وتأسيس الإدارة الذاتية الكردية وهو ما لم تسعد أنقره بحصوله.
وكانت تركيا قد أطلقت عمليتي درع الفرات في عام 2016، وغصن الزيتون في 2019، لاحتواء الوجود الكردي على الشريط الحدودي السوري المتاخم لتركيا، فيما يتهم أكراد أنقرة بمحاولة تغيير البنية الديمغرافية للشمال السوري من خلال نقل العرب السوريين إلى هذه المناطق.
وسيطرت أنقرة في 2018 على عفرين، أحد أقاليم الإدارة الذاتية، وفي 2019 على منطقة حدودية بطول 120 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين وتل أبيض.
الفصائل المسلحة
وقتلت الفصائل المسلحة المعارضة، والتي تشمل قوات سوريا الديمقراطية، أكثر من 8100 شخص مدني بينهم 1200 طفل و800 امرأة.
داعش
خلال السنوات التي سيطر فيها تنظيم داعش على مناطق في سوريا، قتل نحو 6500 مواطن سوري، بينهم نحو ألف من الأطفال والنساء.
لاجئون ونازحون
وأسفر النزاع في سوريا عن تشريد أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وتهجير 5.5 ملايين خارجها، وفق الأمم المتحدة.
تقدر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع، كما يكافح نحو 13 مليون شخص داخل سوريا لإيجاد طعام يسد رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
تغييرات ديموغرافية
حوالى 20 مليون شخص تقريبا غيرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خارطة النفوذ والسيطرة، حيث يعيش 11 مليون منهم في مناطق تحت سيطرة النظام، و2.5 مليون شخص يعيشون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، بحسب فرانس برس.
ولا يزال نحو 3 ملايين شخص يعيشون في مناطق في إدلب ومحيطها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أخرى، فيما يعيش 1.3 مليون من إجمالي مليوني نازح موجودين في إدلب يقيمون في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
ووفق أرقام الأمم المتحدة، فقد أسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011، عن أكثر من 387 الف قتيل، وأدى إلى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، عدا عن تشريد أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، وتهجير 5.5 ملايين خارجها.
ويشير المرصد السوري إلى أن قرابة 200 ألف سوري قتلوا منذ 2011 لم يدخلوا في بيانات المتوفين بسبب الحرب، حيث لا يزال النظام السوري والميليشات التابعة له يتكتمون على الأرقام الحقيقية للمعتقلين والمختطفين.
وبلغ عدد من قتلوا جراء التعذيب خلال اعتقالهم في سجون النظام نحو 100 ألف شخص، بحسب المرصد السوري، بينما لا يزال 100 ألف آخرون رهن الاعتقال، ولا يزال مصير نحو 200 ألف شخص مجهولا.
=========================
عربي 21 :ماذا قال أهالي درعا بعد عقد على انطلاق شرارة الثورة السورية؟
عربي21- يمان نعمة# السبت، 13 مارس 2021 09:33 م بتوقيت غرينتش0
تحل الذكرى العاشرة للثورة السورية، في ظل أوضاع أمنية معقدة تعيشها محافظة درعا (مهد الثورة) والجنوب السوري عموما، نتيجة تزايد الاغتيالات والفلتان الأمني، وسط حديث عن انتشار واسع للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
في منتصف آذار/ مارس 2011، بدأت المظاهرات المناهضة للنظام السوري من درعا، وبدأ الرهان على إسقاط النظام السوري، وبناء دولة الحريات، وامتدت المظاهرات إلى بقية المحافظات السورية الأخرى، لكن وبعد عقد كامل، يسير الوضع في المحافظة، التي استعاد النظام السيطرة عليها شكليا في صيف العام  2018، من سيئ إلى أسوأ.
بين وقت وآخر، يصعّد النظام تهديداته باجتياح المدينة وريفها، مهددا لأكثر من مرة بإنهاء العمل باتفاق الجنوب، لكن سرعان ما تتدخل روسيا الضامنة للاتفاق بالتدخل للتهدئة، ويخلق ذلك جوا مواتيا للمليشيات الإيرانية حتى تتوغل أكثر، كما تؤكد مصادر من درعا.
وعلى الرغم من الاعتقالات والاغتيالات والتحديات الأمنية والاقتصادية، يجدد الأهالي التزامهم بثوابت الثورة واستمراريتها، كما يؤكد الأمين العام لـ"المجلس السوري للتغيير" المحامي حسان الأسود، لـ"عربي21".
الثورة مستمرة
وقال الأسود، وهو من درعا: "بعد أن أعاد النظام بمساعدة حلفائه الروس السيطرة على الجنوب، لا يبدو المشهد مريحا، ولن يكون مستقرا أبدا، لأنه ليس لدى النظام ما يقدمه لحاضنته الشعبية التي دافعت عنه بشراسة حتى شارفت على الفناء، فكيف له أن يقدم للحواضن الثائرة عليه؟".
وأضاف أن بضاعة النظام السوري الوحيدة هي القمع، لكن هذا لا يجدي مع الأموات، فأكثر من 90
في المئة من الشعب السوري بات تحت خط الفقر المدقع، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، ما يعني أن الثورة مستمرة وقادمة لا محالة، ومن مناطق حاضنة النظام قبل كل شيء، فما بالنا بالمناطق المغلوبة على أمرها، والتي لم تخرج عن سيطرته، أو بالمناطق الثائرة التي استعاد السيطرة عليها.
وأكد الأسود أن الأيام القادمة ستشهد محاولات للعصيان المدني والاعتصامات والتظاهرات، بحيث سيكون على النظام أن يقتل السوريين كلهم هذه المرة ليبقى على كرسي حكم فارغ أجوف، في بلد مدمر ودولة فاشلة مقسمة الأوصال.
ويتفق عضو "اللجنة الدستورية" عن المعارضة، المستشار حسن حريري، مع قراءة الأسود، ويؤكد لـ"عربي21" أن درعا ماضية في الثورة، رغم الانتكاسات.
ويوضح أن درعا دفعت الضريبة الكاملة، والتغيير بات تحصيل حاصل، مؤكدا أنه "دون النظر إلى الإفرازات الحالية، أي تردي الوضع الأمني، والاغتيالات، وغيرها، فإن الإيمان بالثورة ما زال قائما لدى أهالي درعا".
ويضيف حريري، من درعا، أن المضي بالثورة لم يعد عليه أي رهان، لأن الثورة تجذرت في النفوس، وصحيح أن الجنوب السوري سقط في أيدي حلفاء النظام، روسيا وإيران، إلا أن أهلنا في درعا في حالة تأهب لتجديد الثورة من جديد انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في حال فشل الحل السياسي.
وعن مستقبل درعا، قال: "لا يختلف مستقبل درعا عن حال المحافظات السورية، وما يبعث على التفاؤل أن درعا بدأت تنتج كوادر شابة مؤمنة بفكر الثورة، ولذلك لا خوف على درعا، وسوريا".
وهو ما يؤكده عضو "تجمع أحرار حوران" محمد عساكره، من درعا، قائلا لـ"عربي21": "تشهد درعا حراكا للشباب المؤمن بفكر الثورة، وانتهاء الثورة ليس واردا بالمطلق".
وقال عساكره إنه لا تنازل عن مطلب الثورة بالحرية والكرامة، ولا بد من تحقيق هذه المطالب، رغم زيادة النظام السوري لتواجده العسكري إلى جانب المليشيات الإيرانية في درعا وريفها.
وفي صيف العام 2018، أنهى اتفاق التسوية العمليات العسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة، حيث نص الاتفاق على تسلم النظام للسلاح الثقيل، والاحتفاظ من جانب الفصائل بالأسلحة الخفيفة.
=========================
العربي الجديد :عشرة أعوام على الثورة السورية: شعب ضحية نظام
تقارير عربية
عبسي سميسم
15 مارس 2021
أيّاً تكن التحولات الكبيرة التي شهدتها سورية بعد عشر سنوات على ثورتها، سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، تبقَ النتيجة واحدة: نظام حاكم اغتال شعباً كاملاً. فمن نجا من الموت والتعذيب والتهجير والفلتان الأمني، غرق في أزمات اقتصادية واجتماعية قاسية، في بلد بات تحت سيطرة خارجية شبيهة بالانتداب، بعدما باع نظام بشار الأسد قراره لإيران ثم روسيا مقابل البقاء بالسلطة، ليقود سورية إلى دمار شبه كامل والسقوط في دوامة من الدم والانهيار، لا تبدو نهايتها قريبة.
وتدخل الثورة عامها الحادي عشر من دون أي أفق لحل سياسي في ظل مؤشرات مرعبة، إذ سقط خلال السنوات العشر الماضية نحو 388 ألف قتيل على أيدي أطراف النزاع المختلفة، النظام والمليشيات الموالية وروسيا وإيران، أو المعارضة والتنظيمات المتشددة، بالإضافة إلى اعتقال نحو 100 ألف، وقتل نحو 100 ألف آخرين تحت التعذيب. كذلك هُجّر نحو 6.7 ملايين شخص من بيوتهم، ولجأ 5.6 ملايين شخص إلى خارج حدود سورية، مع تسجيل خسائر اقتصادية قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 440 مليار دولار، ووصول 90 في المائة ممن يعيشون في الداخل السوري إلى ما تحت خط الفقر. هذه الفاتورة الضخمة لقمع ثورة شعب حلم بالحرية والكرامة، لا تؤرق النظام الذي يستعد لإعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً لولاية جديدة، من دون الاكتراث بكل قرارات الشرعية الدولية، وبكل ما خلّفته السنوات العشر الماضية من دمار وتهجير واختفاء قسري وانهيار اقتصادي عام، لا يزال السوريون يدفعون ثمنه منذ بداية ثورتهم.
وقد اتخذ النظام قراراً بمواجهتها عسكرياً منذ انطلاقتها، فواجه المتظاهرين السلميين بالرصاص الحيّ، وبدأ بالترويج لمؤامرة خارجية معتبراً المتظاهرين جزءاً منها. ومع اتساع نطاق التظاهرات السلمية التي عمّت كل المحافظات السورية، اتخذ النظام قراراً بتسخير كل إمكانات الدولة لمواجهة الاحتجاجات، مستعيناً بالجيش الذي بدأ باقتحام المدن والبلدات التي تشهد تظاهرات. ومع دخول الجيش خط المواجهة مع المتظاهرين، انشق آلاف العناصر والضباط بشكل فردي وبدأوا بتشكيل فصائل عسكرية، انضم إليها مدنيون كان الهدف منها حماية التظاهرات السلمية، ثم تحولت لاحقاً إلى ما سُمِّي "الجيش السوري الحرّ" الذي بدأ ينتزع مناطق من جيش النظام.
عمل النظام على صناعة تنظيمات لتسويق نفسه محارباً للإرهاب
بالتوازي مع ذلك، شُكَِل "المجلس الوطني" كجهة سياسية تمثيلية للثورة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، وكسب تأييداً دولياً من الدول التي اتخذت موقفاً منحازاً للثورة. وكان الموقف الدولي المنحاز إلى الثورة منقسماً إلى مستويين: الأول هو موقف الدول الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية، التي قدمت دعماً سياسياً ولوجستياً ومادياً لكل من "المجلس الوطني" و"الجيش السوري الحرّ". والمستوى الثاني كان موقف الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة، التي كان موقفها لا يتعدى الموقف المنحاز إلى الثورة كلامياً، فيما واقعياً كانت سياستها تقوم على عدم التدخل، بل تسعى إلى الحفاظ على حالة استعصاء عسكري بين النظام والمعارضة. تنظيمات
راديكالية وروسيا
في المقابل، عمل النظام الذي كانت تتحكّم إيران بقراراته خلال السنتين الأوليين من الثورة، على صناعة تنظيمات راديكالية من أجل تسويق نفسه كمحارب للإرهاب. ففي منتصف عام 2011 أفرج النظام عن كل قيادات وعناصر التنظيمات المتهمة بالإرهاب الذين كانوا معتقلين في سجن صيدنايا الشهير، ليصبحوا ضمن قادة التنظيمات المتشددة التي شُكلت لاحقاً في سورية. وبالتوازي مع تشكيل فصائل "الجيش السوري الحرّ"، تأسّست "كتائب أحرار الشام" عام 2011، التي اتّحدت في عام 2013 تحت اسم حركة "أحرار الشام الإسلامية"، كذلك شُكِّلَت "جبهة النصرة" كتنظيم تابع لـ"القاعدة" مطلع عام 2012، وانشق عنها تنظيم "داعش" في عام 2013. وشُكِّلَ "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية في دمشق عام 2013.
واستطاعت هذه التنظيمات تأمين ذريعة للنظام وحلفائه بأنه "يحارب إرهاباً لا ثورة"، كذلك إن تعاطي الجهات التمثيلية والعسكرية للثورة بإيجابية مع هذه التنظيمات، لكونها تحارب النظام، أسهم بمساعدة الأخير في التسويق لفكرة صبغ الثورة بصبغة الإرهاب، خصوصاً أن تلك التنظيمات كانت أكثر تمويلاً من "الجيش السوري الحرّ". الأمر الذي ساعدها على السيطرة على مساحات واسعة على حساب النظام. ومع ظهور تنظيم "داعش"، تنبّهت قوى الثورة لخطورته عليها، فطردت عناصره من كل محافظة إدلب عام 2014، ليبدأ التنظيم بالتوسع في محافظة الرقة، بعد انسحاب حركة "أحرار الشام" منها. إلا أن الجهات التمثيلية السياسية للثورة والفصائل العسكرية، بقيت تتعاطى بإيجابية مع "جبهة النصرة" وباقي التنظيمات الراديكالية، لأن معظم عناصرها سوريون يقاتلون ضد النظام.
واستطاعت فصائل المعارضة، بالتعاون مع تلك التنظيمات، تحقيق انتصارات على النظام، دفعته في عام 2013 إلى ارتكاب مجزرة بالسلاح الكيميائي المحرّم دولياً في غوطة دمشق الشرقية والمعضمية، وقُتل خلالها نحو 1500 شخص. في مطلع عام 2015، كانت فصائل المعارضة والتنظيمات المتشددة ما عدا "داعش" قد سيطرت على مساحات واسعة من الجغرافية السورية في إدلب وحماة وريف دمشق وريف اللاذقية وريف حلب، بالإضافة إلى الجنوب السوري، وكان تنظيم "داعش" قد سيطر على محافظتي الرقة ودير الزور.
نجحت روسيا في تثبيت النظام وتمكينه من استعادة السيطرة على كثير من المناطق التي خسرها
وبدأت فصائل الغوطة تهدد باقتحام دمشق، فطلب بشار الأسد من روسيا التدخل من أجل منع انهيار نظامه بعدما فشلت المليشيات الإيرانية في هذه المهمة، فكان التدخل الروسي في 30 سبتمبر/ أيلول 2015. ونجحت روسيا في تثبيت النظام وتمكينه من استعادة السيطرة على كثير من المناطق التي خسرها، كذلك دعمته عام 2016 لاستعادة السيطرة على مدينة حلب، مستخدمة سياسة الأرض المحروقة التي دمرت من خلالها مدناً بكاملها من دون أي تدخل من المجتمع الدولي الذي اكتفى بالتنديد بالمجازر.
التحولات السياسية
كانت الجهات التمثيلية للثورة تتمثل سياسياً بـ"المجلس الوطني"، الذي استمر عاماً واحداً، وشكّل أعضاؤه بالتشاور مع عدد من الدول المنحازة للثورة جسماً جديداً هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، الثابت حتى الآن. وهو جسم سياسي يضم أحزاباً وأفراداً ممثلين عن قوى الثورة والمعارضة السورية. أخذ الائتلاف زخماً كبيراً في بداية تشكيله، وكان قاب قوسين من أخذ مقعد سورية في جامعة الدول العربية، إلا أن دوره بدأ بالتراجع لاحقاً لأسباب كثيرة، منها عمل روسيا والنظام على خلق منصات بديلة وتسويقها على أنها "معارضة" بهدف تقسيم صفوف المعارضة، وفرض تلك المنصات خلال التشكيلات التي أسست لاحقاً، بالإضافة إلى تراجع الدعم الدولي للائتلاف بسبب التنافس بين الدول الإقليمية للسيطرة على قراراته. إلا أن السبب الأهم يعود إلى انفصال الائتلاف عن القوى الثورية في الداخل، وعن التشكيلات العسكرية المعارضة، الأمر الذي أفقده القدرة على تنفيذ مخرجات ما يُتَّفَق عليه مع الدول، أو مع النظام.
أواخر عام 2015، وبعد صدور قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالحل السياسي في سورية، وإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، شُكِّلَت الهيئة العليا للتفاوض، كجهة تمثيلية أخرى للمعارضة، التي ضمت "الائتلاف الوطني" و"هيئة التنسيق الوطنية" وممثلين عن الفصائل العسكرية، بالإضافة إلى مستقلين، بهدف إجراء مفاوضات مع النظام وفق قرار مجلس الأمن، لكن النظام عطّل معظم جلسات المفاوضات، ولم تتمكن من تحقيق أي تقدّم. في عام 2017، وبضغط من روسيا، أعيدت هيكلة هيئة التفاوض وأضيف إليها ممثلون آخرون، كمنصة القاهرة ومنصة موسكو على حساب تمثيل الائتلاف، فيما مُيِّع قرار مجلس الأمن 2254 من خلال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي حوّل هذا القرار إلى أربع سلال (هيئة حكم انتقالية، الدستور، انتخابات، مكافحة الإرهاب)، وتوقفت جميعها بسبب مماطلة النظام، واختُصرت بإنشاء لجنة دستورية عام 2019 فشلت في تحقيق أي تقدم حتى الآن.
وبالتوازي مع مسار جنيف القائم على حل القضية السورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254، شكّلت روسيا بالتوافق مع كل من تركيا وإيران مساراً سياسياً آخر، عُرف بمسار أستانة، استطاعت موسكو من خلاله استعادة كل المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في فترة سابقة من خلال ما عرف باتفاقيات خفض التصعيد. واستعاد النظام السيطرة على كل من ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية بدمشق ومحافظة درعا وجزء من محافظة إدلب.
فشل إيجاد البديل
يرى كبير المفاوضين السابق في هيئة التفاوض المعارضة، محمد صبرا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الثورة السورية كانت تفتقر إلى إطار سياسي مرجعي يحدد مطالبها وينظم برنامج عملها"، معتبراً أن هذا أمر طبيعي جداً باعتبارها ثورة شعب وليست حركة سياسية مؤطرة. ويضيف: "هذا الغياب للإطار السياسي المحدد لأهداف الثورة وبرنامجها، نظر إليه البعض على أنه شكّل نقطة سلبية في الثورة، مع أنه من وجهة نظري كان النقطة الإيجابية الأبرز، لأنه يثبت أصالة الثورة وعمقها الاجتماعي وانتماءها إلى الفئات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في عملية التغيير، فالثورة لم يكن مطلوباً منها تقديم برنامج سياسي لها، لأنها لو فعلت ذلك، لكانت أشبه بانقلاب يقوده حزب أو تيار سياسي". ويعتبر صبرا أن "دور الثورة تحطيم البنية الخامدة للسلطة وتفكك روابطها الممتدة وشبكة سيطرتها على المجتمع، وهو ما نجحت به الثورة السورية منذ نهاية عام 2012. وهنا كان من المفترض أن تقوم المعارضة السياسية، أي التيارات والأحزاب السياسية، بصياغة خطاب سياسي وتأطيره بشكل برنامج عمل واقعي لخلق البديل للبنية التي تمّ تحطيمها. وللأسف كانت كل التيارات السياسية قاصرة في قدرتها على خلق مثل هذا الخطاب، الذي يمكن أن يتحول إلى برنامج عمل قابل للتحقيق". ويشير إلى أنه "تم تلفيق مجموعة من الكيانات السياسية بفعل تدخل إقليمي لتكون هي المعبّر عن الثورة، ولعل أغرب ما في هذه الكيانات افتقادها لوجود تيارات سياسية حقيقية تتحالف فيها، ومن خلالها، لتقديم برنامج عمل موحد".
طلب الأسد من روسيا إنجاده عام 2015 بعد فشل إيران بذلك
ويلفت إلى أن "هذه الكيانات كانت عبارة عن تيار سياسي واحد، هو الإخوان المسلمون، وإلى جانبه مجموعة من الأفراد الذين شكّلوا المجلس الوطني أولاً ومن ثم الائتلاف الوطني، في ظاهرة طاردة للسياسة ونافية لفكرة العمل السياسي. فمفهوم التحالف أو الائتلاف السياسي يجب أن ينشأ بين تيارات سياسية وليس بين تيار وأفراد أو بين أفراد، وهذا ما عرقل عملياً عمل مؤسسات المعارضة، لأن شروط تشكيلها كانت تماماً هي عين قصورها عن الفعل وعن القدرة على التأثير".
برامج متناقضة وصراعات دولية
من جهته، يرى الكاتب والصحافي ميشيل كيلو، أن "سبب وصول الثورة إلى الحال الذي وصلت إليه، عدم وجود برامج وخطط استراتيجية"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن "لا ثورة بلا برامج وخطط واستراتيجية وقيادة موحدة قادرة على توحيد كتلة بشرية واسعة ومتنوعة حولها، وتتحكم بمن يحملون السلاح". ويضيف أنه "لا يمكن الثورة أن تنتصر ببرنامجين متناقضين، أحدهما لديه سلاح ويريد دولة إسلامية، والثاني أعزل وملاحق ينشد الحرية التي يعتبرها الأول كفراً وخيانة مثلما يعتبر السياسة خيانة. يضاف إلى ذلك وضع الثورة بين أيدي جماعات لا علاقة لها بالشعب وتفتقر إلى الخبرة السياسية، ووضعت نفسها تحت تصرف أموال الدول الخارجية".
وعن دور المجتمع الدولي في الثورة السورية، يرى الباحث السياسي رضوان زيادة، أن "الوضع السوري تحوّل إلى ساحة دولية للصراع على ثلاثة مستويات: دولي بين الولايات المتحدة وروسيا، وإقليمي بين إيران من جهة وتركيا والسعودية من جهة أخرى، ومحلي بين قوات النظام والمعارضة". ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد" أنه "مع تعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين، تتعقد الساحة السورية ويتعقد معها الحل، والمشكلة الأخرى أن هناك صراعاً في الأولويات في أجندات هذه الدول، وكل ذلك يجري على الساحة السورية وعلى حساب الدم السوري". ويتابع: "بالتأكيد، الدول الداعمة للنظام كانت أكثر ثباتاً واستمراراً في دعم الأسد، خصوصاً روسيا وإيران اللتين تدخلتا عسكرياً لإنقاذ النظام وتدمير سورية على رؤوس أبنائها مهما كانت التكلفة، والنتيجة هي ما نشهده اليوم من دمار اقتصادي كامل وشعب يعيش 90 في المائة تحت خط الفقر".
=========================
العربي الجديد :السوريون يحيون الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة ضد نظام الأسد
تقارير عربية
عدنان أحمد
14 مارس 2021
مع حلول الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة في سورية، أطلق نشطاء الثورة والمجالس المحلية دعوات إلى التظاهر في الشمال السوري، فيما أصدرت ستون رابطة وهيئة ثورية في الداخل والخارج بياناً جددت فيه "تمسكها بإسقاط نظام بشار الأسد ورموز أركانه"، و"فتح مسار العدالة لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية".
وتتوزع المظاهرات في الشمال السوري بحسب النشطاء، على أكثر من 15 نقطة، اعتباراً من اليوم الأحد وإلى غاية الـ 19 من الشهر الجاري، وتشمل مدن الأتارب وإعزاز والباب وإدلب ورأس العين وسرمدا وأريحا وأخترين وكفرتخاريم وبزاعة والشيخ حديد وجرابلس وصوران ومارع وعفرين.
وأعلن المجلس المحلي في مدينة إعزاز، بريف حلب الشمالي، أن يوم غد الاثنين سيكون عطلة رسمية لجميع دوائر المجلس في المدينة بمناسبة ذكرى انطلاق الثورة، داعياً إلى "مظاهرة واحتفالية لتأكيد ثوابت الثورة ومواصلتها حتى تحقيق أهدافها".
كذلك دعا المجلس المحلي في مدينة الباب إلى احتفالية جماهيرية في المركز الثقافي بالمدينة بعد غد الثلاثاء.
الثورة السورية بعد عشر سنوات عجاف... ما الحل؟
وشهدت مدينة إسطنبول التركية، أمس السبت، وقفة احتجاجية بهذه المناسبة، شارك فيها مئات السوريين الذين تجمعوا في ساحة الإطفائية بمنطقة الفاتح بإسطنبول، مرددين شعارات تندد بالنظام السوري، وتؤكد استمرار الثورة.
وفي السياق نفسه، أصدرت 60 مؤسسة سورية، أمس السبت، بياناً أكدت فيه عدم التنازل عن إسقاط "نظام المجرم بشار الأسد ورموز أركانه"، ودعت إلى "فتح مسار العدالة لمحاسبتهم ومعاقبتهم على جرائمهم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية".
وأشار البيان إلى أن "الثورة السورية ما زالت مستمرة، وستستمر للوصول إلى سورية الحرة الموحدة وطناً آمناً وكريماً لكل الشعب السوري، خالياً من نظام القتل والإجرام الأسدي، وأعوانه من المحتلين الروس والإيرانيين".
وأكد البيان أن أية عملية سياسية في سورية يجب أن تبدأ بـ"تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، لا مكان فيها لبشار الأسد وأركان نظامه"، لافتاً إلى أن "عودة المهجرين مرتبطة بتحقيق بيئة آمنة وظروف مناسبة لعودة طوعية نحو بلد مستقر أمنياً واقتصادياً وسياسيّاً، في مرحلة تعقب عملية انتقالية حقيقية، وليس في ظل بقاء نظام الأسد".
وشدد البيان على رفض "كل محاولات التطبيع مع بشار الأسد ونظامه وإعادة تأهيله من أي دولة أو كيان أو فرد". 
ويوم غد الاثنين، تكون قد مضت 10 سنوات على اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد عام 2011، مع غياب أي إرادة دولية في تحقيق الاستقرار في البلاد، بينما يحظى النظام بدعم مطلق من جانب روسيا وإيران.
وبعد مضي عقد من الزمن، بات نحو نصف سكان سورية خارج منازلهم، نازحين داخل بلدهم، أو لاجئين في دول أخرى، بينما تعيش البلاد تحت وطأة أزمة إنسانية واقتصادية خانقة، حيث ارتفعت معدلات الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي إلى مستويات قياسية، في ظل انهيار العملة المحلية، وعجز السوريين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية.
=========================
القدس العربي :عشر سنوات على اندلاع الثورة السورية
10 - مارس - 2021
 بكر صدقي
بعد أيام قليلة تحل الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع ثورة السوريين التراجيدية التي طلبت المستحيل، ولم تحقق أياً من رهاناتها الرئيسية. بل أكثر من ذلك: سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس مستمر يبدو، إلى اليوم، بلا مخرج قريب. وفي ظل انعدام الأفق هذا يتراشق سوريو الثورة فيما بينهم باتهامات، ويخوضون صراعات عبثية لكنها أكثر حدة من صراعهم الأصلي ضد النظام، حتى لو كان بأدوات لغوية ـ فكرية لا بالسلاح. هذا مفهوم بالنظر إلى الهزيمة التي يراوغ كثيرون في الاعتراف بها، ولا يقدم من يعترفون بها شيئاً ذا قيمة بشأن الدروس الواجب استخلاصها من الهزيمة، أو بشأن البحث عن آفاق جديدة تعيد ثقتهم بأنفسهم وبصواب خيار الثورة التي شاركوا فيها أو انحازوا إليها.
حدث أمران في فترتين متقاربتين قبيل ذكرى الثورة، طغيا على ما عداهما من سجالات، الأول هو الحكم الصادر عن إحدى المحاكم الألمانية بحق الجندي المنشق إياد الغريب بالسجن أربع سنوات ونصف، والثاني رفع بعض سوريي الثورة شعار «تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة» الذي كانت الناشطة وعد الخطيب قد نقشته، العام الماضي، على ثوبها بمناسبة ترشيح فيلمها «من أجل سما» إلى جائزة الأوسكار للأفلام التسجيلية الطويلة.
انقسم مجتمع الثورة السورية، بشأن الحكم على إياد غريب، بين من اعتبره فاتحةً لمحاكمة نظام بشار، ومن اعتبره ظلماً بحق منشق انحاز للثورة منذ الأشهر الأولى، فضلاً عن كون الحكم نذير شؤم قد يؤدي إلى محاكمة كل من انشق عن النظام وشارك في الثورة، في الوقت الذي لا تسمح فيه الظروف بمحاكمة مجرمي النظام الملطخة أيديهم بدماء السوريين، بحث تتحول محاكمة إياد إلى سابقة يمكن تأويلها على أنها إدانة لفعل الانشقاق بحد ذاته.
كذلك انقسموا حول العبارة التي اعتمدها البعض شعاراً بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة، وهاجمه آخرون بسبب شقه الثاني، غالباً، بدعوى أن مآلات الثورة لم تثمر كرامة بل ذلاً، سواء لسوريي الداخل أو سوريي الشتات، سواء في المخيمات أو في الملاجئ القريبة والبعيدة.
 
تجرأ السوريون، قبل عشر سنوات، على الحلم، وتذوقوا طعم الحرية والكرامة في مواجهة إجرام النظام ووضاعته. تكالبت كل الظروف ضد حلمهم، عزاؤهم الوحيد اليوم هو أن النظام جثة تسير على قدمين
 
الواقع أن السوريين منقسمون، قبل ذلك، لأسباب أكثر خطورة من الخلاف حول محاكمة أو حول شعار، بين سوريي الثورة وسوريي النظام، وبين أنصار تركيا والكرد، وبين الإسلاميين والعلمانيين، وبين من يعيشون تحت خط الفقر وفوقه، وبين مؤيدي العقوبات على نظام الأسد ومعارضيها…إلخ، إضافة إلى خضوعهم إلى سلطات أمر واقع متعددة في مناطقهم وسلطات الدول المستقبلة لنازحيهم ولاجئيهم. وتدور صراعات فكرية حادة فيما بينهم، في كل فرصة ومناسبة، وعلى كل صغيرة وكبيرة، مقابل تراجع حدة الصراعات المسلحة في الداخل، وهي تدور بين قوى أمر واقع متفاوتة القوة، ولا تعني سائر السوريين كثيراً إلا من حيث الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها.
أما النظام الغارق في أزمته الاقتصادية – الاجتماعية الخانقة، بفعل عوامل كثيرة أضيفت إليها العقوبات الأمريكية المعروفة باسم «قيصر» وآثار جائحة كورونا، ليتعزز هذا الغرق بابتعاد الحل السياسي الذي يريده عودةً مستحيلة إلى ما قبل آذار 2011، ابتعاد السراب. بدلاً من مواجهة هذا الواقع القاتم، بدأت استعداداته مبكراً لتجديد البيعة لبشار الأسد لولاية جديدة من سبع سنوات وكأن كل شيء بخير، في وقت تنتظر فيه القوى المنخرطة في سوريا، روسيا وإيران وتركيا، ما الذي قد تأتي به الإدارة الأمريكية الجديدة من مقاربات بشأن سوريا، ليعيدوا حساباتهم بناءً على ذلك.
في هذا الوقت حدث أمر مفاجئ أثار مخيلات بعض المحللين على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مصير النظام ورأسه. فقد نشرت وكالة أنباء النظام (سانا) خبراً حول إصابة بشار وزوجته بفايروس كورونا، مضيفة أن «وضعهما الصحي مستقر» ويحتاجان إلى أسبوعين أو ثلاثة لتجاوز الإصابة. المفاجئ في الخبر هو مصدره، أي وكالة سانا، فالتقليد المتبع في وسائل إعلام النظام هو التستر على أخبار من هذا النوع، لا نشرها. فإذا حدث وتسرب شيء ما عن صحة «الرئيس» إلى وسائل إعلام عالمية، كان يتم التكذيب أو التجاهل إلى حين عودته إلى نشاطه المعتاد، فتنشر وسائل إعلامه خبراً عن «وعكة صحية خفيفة» تم تجاوزها، بصرف النظر عن حقيقة ما حدث.
ربطت بعض التحليلات بين خبر الإصابة بالفايروس وبين الاستعدادات الجارية للبيعة، في حين علق آخرون عليها آمالاً، بربطه بمجموعة عوامل أخرى تدعم، برأيهم، نظريتهم المتفائلة حول قرب نهاية النظام. الواقع أنه بمجرد صدور الخبر من وسائل إعلام النظام تفقد تلك التحليلات المتفائلة كل أساس. فمن الواضح أن النظام أراد أن يعتقد الآخرون أنه مصاب بالفايروس، بصرف النظر عن حقيقة الأمر. ترى هل أراد النظام من هذا الخبر أن يزيل الآثار السلبية التي نتجت عن صفقة اللقاحات الروسية بتمويل إسرائيلي؟ وذلك من خلال الإيحاء بأن «الرئيس الممانع» رفض تلقي اللقاح فأصيب بالفايروس؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بد أن تتحدث عنه وسائل إعلام النظام في الأيام القادمة.
تجرأ السوريون، قبل عشر سنوات، على الحلم، وتذوقوا طعم الحرية والكرامة في مواجهة إجرام النظام ووضاعته. تكالبت كل الظروف ضد حلمهم، عزاؤهم الوحيد اليوم هو أن النظام جثة تسير على قدمين. ولا بد للجثة أن تدفن أو تحرق في لحظة ما لا يمكننا اليوم التكهن بشأنها.
 
كاتب سوري
=========================
القدس العربي :عقد على انطلاق الثورة السورية: النظام فقد القرار لصالح الروسي والإيراني… نصف الشعب مهجّر والآخر همّه الحصول على الرغيف
منذ 18 ساعة
دمشق – «القدس العربي» : بعد مضي عقد من الزمن، دخلت الثورة السورية عامها الحادي عشر، في ظل تغيّر كبير في المشهد منذ أن خرج الشعب السوري بثورته في 15 آذار/مارس 2011، ضد نظام الحكم الذي دفع البلاد نتيجة إصراره على عدم تقديم تنازلات إلى الدخول في حالة صراع باتت تهدد الأمن والسلم الدولي والإقليمي، وتسبب بتشريد نصف سكان سوريا، ما بين نازح ولاجئ، بينما يواجه من بقي تحت وطأة حكم النظام السوري أزمة معيشية خانقة، وسط مطالبات أوروبية للنظام السوري وحلفائه بإنهاء القمع والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، للوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع.
وفي الذكرى العاشرة للثورة السورية، يتناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعي شعار حملة إلكترونية أطلقوها تحمل عبارة «تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة» لدعم ثورتهم كما خرجت مظاهرات في أكثر من 10 مناطق في محافظتي إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا في ظل احتفال الأهالي ونشطاء التنسيقيات والحراك الشعبي في معظم المدن والبلدات، للتأكيد على استمرار الثورة، تزامناً مع إصدار 60 رابطة وهيئة ثورية سورية، بياناً مشتركاً، أكدوا فيه رفض أي مساومة تتعلق بإسقاط نظام الأسد ورموز حكمه.
ووفقاً للبيان الذي تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، فإن مؤسسات الثورة شددت على فتح مسارات العدالة لمحاسبة رموز النظام ومعاقبتهم على جرائمهم المرتكبة ضد الشعب السوري، وطالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين وكشف مصير المفقودين، والإسراع في بدء تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، تمهيداً لبدء عملية انتقال سياسي في سوريا، كما بيّنت مطالبها حول عودة المهجرين والنازحين، مشيرة إلى أن عودتهم مرتبطة بتحقيق بيئة آمنة وظروف مناسبة لعودة طوعية نحو بلد مستقر أمنياً واقتصادياً وسياسياً، كما رفضت جميع المساعي التي تهدف إلى التطبيع مع نظام الأسد وإعادة تعويمه سياسياً وإعادة تأهيله من قبل أي دولة أو كيان أو فرد.
المعارضون يرفعون شعار «تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة»
الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي تحدث في الذكرى العاشرة للثورة السورية، عن الانتفاضة السلمية التي خرج بها السوريون، وآلية دفعهم إلى العمل المسلح، حيث قال المتحدث لـ»القدس العربي» إن النظام السوري كان يعتقد أن دفع الانتفاضة إلى الصراع المسلح يُمكن أن يُسهّل عليه القضاء على الثورة، مثلما فعل في ثمانينيات القرن الماضي، لكن إخفاقه في تحقيق ذلك دفعه مرّة أخرى للاعتقاد بأن الحل سيكون بالحسم العسكري الشامل.
خسائر النظام
وخلال السنوات العشر الماضية، «كان رهان النظام السوري في غير محله، ويبدو أنّه سيبقى في حالة خسارة مستمرّة بعد أن فقد سيادته لصالح روسيا وإيران بشكل كامل، إذ لم يعد يمتلك استقلالية في القرار وممارسة السلطة. فضلاً عن استنزف خيار الحسم الشامل مقدّرات النظام السوري العسكرية، والاقتصادية، والأمنية، والبشرية والبنية التحتية؛ حيث خسر جراء هذا الخيار نخبة الضباط والقادة في المؤسستين العسكرية والأمنية اللتين يعتمد عليهما في الحفاظ على سيطرته وبقائه.
وبات النظام السوري، وفق قوله، أمام خطر توجيه ضربات قد تزعزع ما بقي من قوة لديه، بعد أن بات في مواجهة مباشرة مع تركيا – التي تفوقه بالقدرات بشكل لا يقارن – خلال مساعيه لاستعادة السيطرة على شمال البلاد، كما أخفق النظام في استعادة السيطرة الفعلية على جنوب البلاد، الذي بات فجوة أمنية وبؤرة تُشكّل تهديداً مستمرّاً للمكاسب المؤقتة وغير النهائية التي تم تحقيقها عبر خيار الحسم العسكري.
النظام السوري، اليوم أمام خطر الانهيار الاقتصادي بعد أن فقدت الليرة المحليّة قيمتها مقابل سلّة العملات الأجنبية، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي طالته وعلى رأسها قانون قيصر، وأصبح النظام غير قادر على حل ملف النازحين واللاجئين، فإمّا أن يقبل بتواجدهم في بقعة جغرافية خارج سيطرته الهشة أو أن يعيدهم ليشكّلوا بدورهم جيوباً منعزلة وبؤراً أمنية تحاكي نموذج الجنوب السوري، فضلاً عن عجزه في الملف الكردي مثلما كان سابقاً، وبات أمام خيارين أحلاهما مّر، فإما أن يقدّم تنازلاً لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي أو أن يدخل في مواجهة مع هذا الأخير من غير المستبعد أن تتدخل فيها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي رأي عاصي، فإنّ الثورة السورية رغم ما تعرضت له، فإنها ما تزال تمتلك أسباب الاستمرار، لا سيما حينما تدفع الظروف لتوافق المصالح بما يوفّر لها الحماية الدولية نسبيّاً، ويدعو إلى إعادة النظر في ضرورة الاستفادة من الظروف لتوسيع التمثيل الشعبي وتشكيل جبهة عمل وطنية تقود إلى تحقيق المطالب التي نادى بها الشعب السوري قبل 10 سنوات.
بيان الاتحاد الأوروبي
تزامناً، طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري وحلفاءه بإنهاء القمع والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، للوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع. وبمناسبة ذكرى الثورة، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يوم أمس، الأحد، أكد فيه أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا لا تفي بالمعايير الدولية ولا تسهم في تسوية الصراع ولا تؤدي إلى أي تطبيع دولي مع النظام. وأبدى الاتحاد استعداده لدعم انتخابات حرة ونزيهة في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وتحت إشراف الأمم المتحدة، موضحاً أن أزمة اللاجئين السوريين، أكبر أزمة لجوء في العالم حيث يوجد 5.6 مليون لاجئ مسجل، و6.2 مليون نازح داخل سوريا لا تسمح الظروف بعودتهم حاليًا. وجاء في البيان، إن «القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد السوريين وفشله بمعالجة الأسباب الجذرية للثورة، صعّد الصراع المسلح وأدى إلى تدويله» كما اتهم الاتحاد عدة أطراف، وعلى رأسها النظام، بالتسبب بمعاناة إنسانية كبيرة، مشددًا على أن المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لها أهمية قصوى كشرط قانوني في تحقيق السلام.
وتقدم الائتلاف الوطني السوري الأحد بتهانيه إلى أبناء الشعب السوري بذكرى انطلاق الثورة السورية، معتبراً أنها «أسقطت أركان نظام الرعب الذي بنته عصابة الأسد على مدار عقود، وقد بات الطريق نحو إتمام المهمة وتثبيت أركان نظام ديمقراطي مدني تعددي مسألة وقت، يزيد أو يقصر، بقدر ما نبذله من جهود وما نقدّمه من مساهمات».
بيان الائتلاف
وجاء في بيان الائتلاف «إن التاريخ لا يعترف بأنصاف الثورات، وليس أمامنا إلا الاستمرار في العمل وكلنا ثقة ويقين أن هذه الثورة ستحقق أهدافها كاملة، وصولاً إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي يجد فيها كل سوري متسعاً له، الدولة القائمة على أساس المواطنة المتساوية وسيادة القانون، الدولة التي تحترم كل أبنائها وكل مكوناتها. الدولة التي تقدّر المرأة والطفل وتفتح الطريق أمام الشباب، الدولة القادرة على أن تفتح صفحة جديدة وتؤسس لحياة كريمة لنا وللأجيال القادمة».
وطالب العالم بالعمل من أجل إنقاذ عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام ومساعدة ملايين المهجّرين والضغط على الحكومات من أجل تحميل الأطراف الدولية والمنظمات الحقوقية مسؤولياتها تجاههم، ونصرة المظلومين في سوريا ورفع الغطاء عن النظام وطرده من أي منظمة دولية، ودعم أحرار سوريا في نضالهم ضده، وإفشال المشاريع الروسية الرامية إلى تعويمه وتطبيعه وإعادة تدويره، والوقوف في وجه مخططات النظام الإيراني التوسعية الرامية إلى نشر الكراهية والطائفية.
=========================
العربي الجديد :الثورة السورية... عشرة أعوام تمرّ على البشر والحجر
عبد الرحمن خضر
لم تقتصر الجرائم التي ارتُكبت في سورية، سواء نفذها النظام بطائراته وبراميله ومدفعيته، أو التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش"، على قتل السوريين وتهجيرهم وسجنهم وتعذيبهم، بل طاولت كل شيء، حتى الحجارة، بما هي مدن أثرية جرى تدميرها ونهبها؛ فمن أقصى شمال البلاد إلى جنوبها، تعرّضت مدن أثرية إلى قصف وتحطيم، وسرقة ونهب، فالآثار التي تنجو من التحطيم والضياع، نراها في أسواق شتّى، تُباع وتُشترى. هنا، نقف عند هذه القطع النفيسة ومصائرها.
"لا أستطيع أن أتخيّل تدمر من دون قوس النصر الأثري، ومعبدي بعل شمين وبل. لي ذكرى على كل حجر من أحجار المدينة. التدمريون يرون الحجارة كما لا يراها بقية الناس". يقول مخرج الأفلام الوثائقية القصيرة، وابن مدينة تدمر، دحام الأسعد، الذي غادر المدينة قبل سيطرة قوات النظام السوري عليها عام 2015، واستقر في الدنمارك، ليبدأ من هناك الكتابة في الصحف الغربية عن المدينة التي تعدّ واحداً من ستة مواقع سورية مدرجة على قائمة منظمة يونسكو للتراث العالمي.
يعمل دحام على إنتاج فيلم يوثّق ما تعرّضت له المدينة الواقعة شرقي حمص وسط سورية، من تدمير وسرقات منذ مايو/ أيار عام 2015. ويقول في حديث إلى "العربي الجديد" إن النظام السوري دمّر، إلى جانب "داعش" الإرهابي، نحو 25 بالمائة من آثار المدينة، وكان يقصف أوابدها إبان الهجوم عليها من عناصر "داعش". وبعد أن تمكّن الأخير من فرض سيطرته عليها، دمّر أهم آثارها، واستغلّ ذلك لنشر إرهابه في العالم، عبر إبراز القوة من خلال تدمير مدينة من أهم مناطق العالم الأثرية. وأشار إلى أن من الآثار التي دمرها "داعش" هي واجهة المسرح الروماني، والتترابليون، وهو عبارة عن 16 عموداً متناسقة، تراه في كل صورة تنتشر للمدينة، على حد قوله.
"تدمر كانت حديقة ألعابنا، إذ لم يكن في المدينة أي حديقة ألعاب"، يقول الأسعد، ويشير خلال حديثه إلى أن النظام استعاد السيطرة على المدينة مرتين من "داعش". وخلال المعارك التي شهدتها المدينة، هجرها معظم سكانها، وهنا استغلت قوات النظام والميليشيات التابعة له الفرصة وسرقت كثيراً من آثار المدينة: "هذه القوات حينها لم يكن لها رادع؛ لأن النظام أطلق يدها في كافة المجالات، والشيء الوحيد الذي أراده منها الإبقاء على سلطته".
في هذا السياق، نتذكّر عالم الآثار السوري خالد الأسعد (1934 - 2015)، المدير السابق للآثار في مدينة تدمر، وكان قد أعدمه "داعش" وعرض جثته في وسط المدينة. قتُل الرجل لأنّه لم يتعاون، ولم يُعطِ أي معلومات حول كثير من كنوز المدينة الأثرية ومكانها، فأعدمه "داعش" متهماً إياه بـ"عبادة الأصنام". كان أعضاء التنظيم الإرهابي يعتقدون بوجود طنّين من الذهب في مكان ما في المدينة. ولا يوجد طنّان من الذهب ولا أي شيء من هذا القبيل، لكنهم توهّموا ذلك، وأرادوا أي شيء من كنوز المدينة، لكن الأسعد لم يخبرهم بشيء، وحافظ على أسرار مدينته، فقطعوا رأسه.
تعرّضت مواقع أثرية في إدلب إلى هجمات تنقيب عشوائية ونهب
في عام 1988، عثر الأسعد على منحوتة "حسناء تدمر"، ومدفن أسرة بولحا بن نبو شوري، ومدفن أسرة زبد عته، ومدفن بورفا وبولحا، ومدفن طيبول. إلى جانب هذا كلّه، عمل في البعثة الوطنية الدائمة للتنقيب والترميم، إذ أعاد بناء أكثر من 400 عمود، إضافة إلى مجموعة معابد ومنصّات وأسوار، وغيرها الكثير.
لم يكن الأسعد ليترك كلّ هذه التنقيبات وما نتج عنها من اكتشافاتٍ من دون توثيق، إذ عمل على إعداد ونشر مجموعة من الدراسات والأبحاث حول تدمر وسورية وتاريخهما.
من هذه الأبحاث؛ "المنحوتات التدمرية"، الذي أعدّه مع آنا سادورسكا وعدنان البني، بالتعاون مع البعثة البولونية، وصدر عام 1994 بالفرنسية، و"الكتابات التدمرية واليونانية واللاتينية في متحف تدمر"، بالمشاركة مع ميشيل غافليكوفسكي، وصدر باللغة الإنكليزية عام 1997، و"دراسة أقمشة المحنّطات والمقالع التدمرية"، بالمشاركة مع أندرياس شميت كولينيه، وصدر بالألمانية عام 2000.
ومن أكثر المواقع الأثرية التي طاولها الخراب، مواقع محافظة إدلب الأثرية التي خرجت عن سيطرة النظام منذ بدايات اندلاع الثورة عام 2011. يقول مدير آثار إدلب، أيمن النابو، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن 65 بالمائة من معالم المحافظة التي يزيد عددها عن الألف تعرّضت إلى القصف والتخريب والسرقة على يد قوات النظام، التي استهدفتها بكافة أنواع الأسلحة.
إعلام الثورة السورية... عوائق أمام صناعة الحقيقة
ويشير النابو إلى أن 760 موقعاً من هذه المواقع كانت مسجلة لدى النظام السوري، بينها 40 قرية أثرية اعتبرت متاحف في الهواء الطلق. وتشتهر المحافظة بمتحفين، أحدهما يعتبر ثاني أهم متحف في الشرق الأوسط، بعد متحف "زوغما" التركي، وهو متحف مدينة معرة النعمان الذي يحوي أكثر من 1000 متر من الفسيفساء، ومتحف مدينة إدلب الذي يحوي رقماً مسمارية تمّ اكتشافها في موقع إيبلا، وكلاهما تعرض إلى القصف من قبل طائرات النظام، وتضرّر بشكل كبير، إضافة إلى جامع المعرة الكبير الذي يعتبر ثالث أهم مسجد تاريخي في سورية.
ويؤكد النابو أن المواقع الأثرية في إدلب تعرّضت إلى هجمات تنقيب عشوائية، أسهمت في تغيير معالمها، وكان الهدف من هذه الهجمات البحث عن اللقى الأثرية واستخدام حجارتها في البناء، إضافة إلى الزحف العمراني، الذي امتدّ إلى هذه المواقع بعد حركات النزوح وزيادة الكثافة السكانية في المحافظة، وكانت من أكثر المواقع التي تضررت المواقع الأثرية الطينية، التي مُحي جزء كبير منها، ولم تعد موجودة أبداً.
ولفت إلى أن المديرية تعمل على تتبع القطع الأثرية التي يتم تهريبها إلى خارج البلاد، وأشار إلى أنهم رصدوا أخيراً سبع منحوتات جنائزية قادمة من تدمر، وتمت مصادرتها وإضافتها إلى محتويات متحف مدينة إدلب، وهناك فرق تعمل على رصد القطع التي يتم عرضها على شبكة الإنترنت، والتحقّق منها والإبلاغ عنها للجهات المختصة.
وبحسب النابو، فإن أكثر من 10 بالمائة من مجموع الآثار السورية تعرّضت إلى التخريب، وهذا أفقد سورية جزءاً كبيراً من حضارتها، وهذه الخسارة لا تعوّض، على حد قوله، وهي خسارة حضارية واقتصادية لأن المعالم السياحية دائماً ما تكون وسيلة لجلب السياح ورفد الاقتصاد الوطني بمداخيل إضافية.
هناك فرق تعمل على رصد ما يُباع على الإنترنت لاسترداده
بدوره يقول مدير مركز حفظ التراث الثقافي السوري، عبد الرحمن اليحيى، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن هناك مواقع أثرية كثيرة تعرّضت للتخريب والسرقة في محافظتي حلب وحماة، كالجامع الأموي في حلب، الذي هدمت مئذنته بالقصف، وأسواق المدينة وحماماتها العريقة، وأبواب المدينة الشهيرة كباب الفرج وباب قنسرين وباب النيرب وباب الحديد.
وفي حماة، استهدفت قوات النظام موقع أفاميا الأثري، الذي يعود إلى الحقبة الرومانية، بالقذائف؛ ما أدى إلى تدمير عدد من الأعمدة الأثرية، كما استهدفت طائرة مروحية ببرميل متفجّر متحفها الذي يحوي مئات القطع الأثرية، ما أدى إلى دمار جزء كبير منها.
وفي درعا، راجت سرقة الآثار والاتجار بها من قبل قوات النظام والمليشيات الرديفة لها، وبخاصة في مدينة بصرى الشام وقلعتها بحسب المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، الذي وثّق أيضاً استهداف الجامع العمري الأثري في مدينة درعا القديمة، وإسقاط مئذنته من قبل قوات النظام، إضافة إلى الجامع العمري في الحراك وجامع عثمان بن عفان في خربة غزالة.
ويشير في حديثه إلى أن كثيراً من هذه الآثار كانت تهرّب نحو الأراضي الأردنية، وسبق أن ألقت قوات الجيش الأردني القبض على مهربين بحوزتهم قطع أثرية، بحسب قوله، وأكّد أن هذه التجارة نشطت في المنطقة بعد انتشار المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، بعد اتفاق التسوية الذي تمّ توقيعه بين النظام والمعارضة عام 2018 برعاية روسية.
وتقول مديرة قسم التقارير في الشبكة السورية لحقوق الإنسانية، سمية الحداد في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الشبكة وثّقت منذ عام 2011 أكثر من 400 حادثة اعتداء على المنشآت والمواقع الأثرية، وتمكّنت من التحقق من 97 حادثة اعتداء على 88 منشأة وموقعاً، كان النظام السوري مسؤولاً بشكل مباشر عن 37 حادثة منها، وفي المرتبة الثانية تنظيم "داعش" الإرهابي بـ10 حوادث، تلتهما قوات المعارضة المسلحة بست حوادث، فيما توزعت بقية الحوادث بين حوادث على يد أطراف مجهولة وأخرى لم تتمكن الشبكة من نسبها لطرف ما.
وتشير في حديثها إلى أن عملية توثيق الاعتداءات على هذه المنشآت والمواقع من العمليات بالغة الصعوبة، فمئات المواقع هي غير معروفة لدى الأهالي، وبالتالي هم لا يدركون قيمتها التاريخية وأهمية ما شهدوه من انتهاكات بحقها، كما يصعب الوصول إلى جميع الآثار وتحديد حجم الأضرار التي لحقت بها، وأكّدت أن هناك قسماً كثيراً من الأوابد الأثرية اتخذت مقرّات عسكرية من قبل بعض الأطراف، ما جعلها عرضة للقصف اليوم والاستهداف، إضافة إلى السرقة.
وقالت "جمعية حماية الآثار السورية" التي تتخذ من باريس مقراً لها في تقرير أصدرته عام 2020 إن هناك 55 مؤسسة ثقافية تُعنى بحفظ وعرض الإرث الثقافي السوري المنقول، ومنذ عام 2011، تعرّض 29 منها لأضرار عديدة بسبب العمليات العسكرية إضافة إلى عمليات نهب.
وأضاف التقرير أنه سُرق أكثر من 40 ألفاً و600 قطعة من اللقى الأثرية، وهذا الرقم لا يشمل آلاف القطع غير المسجلة في قوائم ودفاتر 19 متحفاً تعرضت لعمليات نهب وسرقات، ولا يشمل أيضاً عشرات الآلاف من اللقى التي نهبت من المواقع الأثرية السورية من خلال عمليات الحفر العشوائي، كما لا يشمل اللقى الأثرية والتراثية والأعمال الفنية التي تم شحنها بـ 405 صناديق، من قبل وزير الدفاع السابق العماد أول مصطفى طلاس إلى دولة الإمارات.
=========================
الجزيرة :10 سنوات على الثورة.. نصر الحريري: السوريون سينالون حريتهم ولا مصلحة لأحد في العداء مع الشعوب
منتصر أبو نبوت - غازي عنتاب
14/3/2021
أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري أن الائتلاف بعد مرور 10 سنوات على الثورة لا يزال ممثلا شرعيا للشعب السوري وثورته وتطلعاته، مشيرا إلى أن السوريين في النهاية سينالون حريتهم ولا مصلحة لأحد في العداء مع الشعوب.
وفي حوار مع الجزيرة نت، اعتبر الحريري أنه لا يمكن لروسيا المحافظة على مصالحها الحيوية في سوريا والمنطقة من خلال دعم الدكتاتوريات والجرائم.
وقال رئيس الائتلاف إن المعارضة بعد 10 سنوات على الثورة مطالبة بتقديم مؤسسات متماسكة وقوية تعتمد خطابا سياسيا صلبا ومتّحدا ويلتزم بمبادئ المواطنة والحرية والعدالة وتجنّب السقوط في الخطابات الإيديولوجية.
وفيما يلي نص الحوار:
بداية، الائتلاف السوري بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري، على أعتاب العقد الأول من عمر الثورة بات مطالبا بتقديم كشف حساب للمنتفضين السوريين ضد النظام، ماذا قدم لهم؟ وما المنتظر منه؟
كشف الحساب يقدم في سياق رؤية كاملة للمعطيات، ولا شك أن النتائج التي نرجوها كانت أكبر بكثير مما وصلنا إليه، الغضب والألم الذي نشعر به ويشعر به جميع أبناء الشعب السوري اليوم تجاه الأوضاع ليس ناجما عن عجز مؤسسة الائتلاف عن أداء وظيفتها فقط، فتصوير المشهد بهذا الشكل محاولة للعثور على جسم لتعليق المسؤولية عليه، وهذا لن يكون مفيدا لأحد.
كما أن هناك معطيات كثيرة أوصلتنا إلى الواقع الذي نحن فيه الآن، وهنا لا أتحدث عن النظام وحلفائه، فهم دون شك المسؤول الأول عن الجريمة والكارثة. أضف لذلك تقاعس المجتمع الدولي وفشل المنظمة الأممية والأطراف والدول الصديقة عن مسؤولياتها، وهذا كان عنصرا فاعلا فيما وصلنا إليه.
الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري ولثورته ولحقوقه وتطلعاته
ومن جانب آخر، ولد الائتلاف بوصفه مؤسسة سياسية مسؤولة عن إدارة فترة مؤقتة في ظل واقع دولي كان آنذاك مختلفا، وجاء تشكيل الائتلاف لإدارة مرحلة قد تستغرق شهرا أو بضعة أشهر على الأقل، لكن مع استمرار الأزمة وتفاقم الأوضاع صار لا بد لهذه المؤسسة من أن تتأقلم مع مسؤوليات جديدة ومع واقع دولي متغير.
كما أن تغير مناخ ومسار كثير من مناطق ودول الربيع العربي جعل المسؤوليات أصعب بكثير، ويجب أخذ كل ذلك بعين الاعتبار عند الحكم على التجربة السورية وتجربة الائتلاف أو عند إجراء كشف حساب.
ومنذ بدء أعمال الدورة الرئاسية الحالية، كنا نشعر بأننا نتسلم القيادة في مرحلة مهمة، وأن السنة العاشرة تعني ضرورة إعادة النظر وضرورة القيام بأداء مختلف ولدينا خطة لتفعيل كل مكاتب الائتلاف ولجانه ودوائره، ونسعى لإجراء حوارات مفتوحة مع الشخصيات السورية بمختلف توجهاتها وخلفياتها.
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012 خرج السوريون بمظاهرات تحت شعار "الائتلاف الوطني يمثلني"، ماذا بقي من هذا الشعار من وجهة نظر الائتلاف في ظل التشرذم الذي تعيشه منصات المعارضة التي تدعي كل منها تمثيل الشعب؟
لا يوجد أي طرف سياسي يزعم أنه يمثل الشعب السوري باستثناء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هناك من يقولون إنهم يمثلون تيارات أو توجهات أو مصالح أو يعتقدون أنهم أحرص على سوريا من غيرهم.. لكن على أرض الواقع الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري ولثورته ولحقوقه وتطلعاته.
من جانب آخر، نعلم أن الشارع في العموم ساخط، لكن السخط في الحقيقة هو على النتيجة، ورغم أن النتيجة لها أسباب كثيرة، فإن البعض يستغل مناخ حرية الرأي والنقد والتعبير وينقل هذا السخط ويقوم بتوظيفه سياسيا.
ويبقى المجرم رقم واحد هو النظام وحلفاؤه، ثم تأتي مسؤوليات المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري والمنظمات الدولية التي يفترض بها أن تقوم بحفظ الأمن والسلم.
ونحن نؤكد مسؤولية مؤسسات المعارضة وضرورة تحسين أدائها، ولا شك بوجود مساحات تستحق النقد والمحاسبة والمتابعة، ما دام ذلك يأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الأخرى.
الحريري: لا يوجد أي طرف سياسي يزعم أنه يمثل الشعب السوري باستثناء الائتلاف الوطني (الفرنسية-أرشيف)
ذكرتم النتيجة والأسباب، وكان بيد الائتلاف الوطني السوري أوراق ضغط قوية لها وزنها دوليا على النظام السوري، لكن بعد مرور عقد على الثورة، ماذا بقي بيد الائتلاف من تلك الأوراق، وهل يمكنها تغيير النتيجة؟
معظم إنجازات الثورة السورية كانت في شهورها الأولى، حتى على المستوى العالمي والتعاطف الدولي، في السنوات الأولى كان هناك إنجازات، وتمكن الجيش الحر من تحرير مساحات واسعة، لكن بدءا من عام 2015 تغير المشهد الدولي وتغيرت الرؤية، لم يعد الملف أولوية دولية. الائتلاف ليس دولة، وأقوى أوراقه كانت ثبات الثورة على الأرض وثبات الثوار، إضافة إلى القرارات الدولية والشرعية الدولية.
دخول روسيا المباشر كان نقطة فاصلة بالنسبة للمجتمع الدولي الذي شعر بأن حجم الرهان أصبح كبيرا، وبأن هناك مخاطر من الدخول في صراع على الأرض، وأن الأمر قد يتفاقم ويخرج عن السيطرة بالنسبة له.
الموقف التركي، والعمليات التي جرت بالتعاون ما بين الجيش الوطني السوري والجيش التركي، أقصد درع الفرات ونبع السلام وغصن الزيتون ودرع الربيع، كلها وضعت معادلة جديدة، ونرى أننا تمكنا من خلالها من إعادة التوازن للوضع والقضاء على أوهام النظام وحلفائه بإمكانية فرض الحل الذي ينسجم مع مصالحهم.
اليوم، نحن مطالبون بأن نقدم مؤسسات متماسكة وقوية تعتمد خطابا سياسيا صلبا ومتحدا، وأن نلتزم بخطاب المواطنة والحرية والعدالة، ونتجنب السقوط في الخطابات الإيديولوجية والطائفية، هذا بحد ذاته يمثل ورقة ضغط كبيرة في حال تمكنا من تحقيقه.
إذن تجدون أن تدخل روسيا كان نقطة فاصلة، لكنها اليوم طرف مهم بما يحدث في سوريا وداعم كبير للنظام، فهل حاولتم التواصل معها بما يتوافق مع تحقيق طموحات الشعب السوري؟ أو أنها خارج حساباتكم؟
روسيا جزء من مشكلة، وهي شريكة في الجرائم، ودعمت النظام دعما استثنائيا، وهي تضع نفسها باستمرار في موقع المجرم والمحتل والقاتل.
ومن المؤكد أن مصالح روسيا ليست في دعم دكتاتور مجرم وقاتل، بإمكانها أن تعيد ترتيب أولوياتها وتضع مصالحها مع مصالح الشعب السوري، وما هو مطلوب ليس شيئا خياليا، المطلوب هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
لا يمكن لروسيا أن تحافظ على مصالح حيوية في سوريا والمنطقة من خلال دعم الدكتاتوريات والجرائم، هذا الشعب سينال حريته ولا مصلحة لأحد في العداء مع الشعوب.
هناك مجال لإصلاح حقيقي للموقف الروسي، لكن ليس هناك ما يبشر بذلك حتى الآن.
في معرض الحديث عن روسيا نجد أن مسار جنيف المتمسكة به المعارضة منذ عام 2012 يشهد جمودا منذ سنوات، بينما مسار أستانا الذي تدعمه روسيا يتقدم على المسار الأممي، فهل نحن أمام تخلي المعارضة عن مسار جنيف لصالح أستانا؟
لقد عبّرنا دوما عن التزامنا بالحل السياسي، لكن هذا لا يعني أننا نعتقد بأن الطرف الآخر سيرضخ طواعية لهذا الحل. نحن نعلم أن النظام لا يريد أي حل سوى الخيار العسكري وتركيع الشعب السوري ودول العالم.
روسيا جزء من المشكلة وهي شريكة في جرائم النظام السوري
التحرك نحو الحل السياسي يهدف إلى تحقيق أمرين، الأول إثبات جدية قوى الثورة والمعارضة في سعيها لحل سياسي شامل يضمن انتقالا سياسيا حقيقيا، والثاني كشف المجتمع الدولي، ومن ثم دفعه نحو ممارسة الضغوط اللازمة على النظام من أجل التحرك بجدية نحو الحل السياسي. مسؤولياتنا تحتّم علينا ألا نترك ولا نتخلى عن أي خيار يمكن أن يساهم في إنهاء الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب السوري.
أشرنا إلى روسيا لذلك يجب أن نتطرق إلى الدولة التي تثير قلقا للشعب السوري وهي إيران، كيف تنظر المعارضة إليها؟ وما هي الحلول المتاحة أمام الائتلاف للتعامل معها؟
يجب أن نفصل الشعب الإيراني الذي هو شبيه إلى حد كبير بالشعب السوري، نحن نتواصل مع المعارضة الإيرانية كلما كان ذلك ممكنا، ونعبر عن دعمنا لخيار الديمقراطية والاستقرار في إيران التي تبقى دولة من دول المنطقة ولها حضور طبيعي، ولكن نحن نواجه الآن نظاما مجرما آخر يشبه نظام الأسد.
وضمن هذا الإطار ندعم كل المواقف التي تضغط على النظام الإيراني، باعتباره شريكا مباشرا في الإجرام الذي يمارسه نظام الأسد على السوريين، يجب أن تكون هناك مواقف جدية وجادة وعملية في وجه الأزمات التي تقف وراءها إيران ونظام الأسد وروسيا في المنطقة.
هذا هو الموقف الذي نعتقد أن على كل دول العالم الحر، وكل الدول الداعمة الديمقراطية، أن تتبناه وتلتزم به.
حديثنا عن داعمي النظام موسكو وطهران؛ يقودنا إلى طرح سؤال عن الدول المعروفة بأصدقاء الشعب السوري والتي انضمت منذ بداية الثورة إلى هذه القائمة، ماذا بقي من تلك الدول فعليا؟ وهل ما زال دعمها مستمرا بالطريقة ذاتها التي بدأت بها؟
نعم لقد دعم العالم الشعب السوري وأعلن منذ البداية أن ثورته ومطالبه محقة وأن النظام قاتل وغير شرعي، وقدمت لنا الكثير من الدول دعما إعلاميا وسياسيا وإنسانيا وما تزال، ولكن الدعم المطلوب كان هو التحرك باتجاه سبب الكارثة والخلاص منه.
نظام الأسد فعل في سوريا ما لم يفعله لا الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ولا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بل حسب حقوقيين فإن جرائمه أبشع من جرائم النازية، وحقيقة لم نلمس إرادة حقيقية لدى الأصدقاء في الخلاص من هذا النظام المجرم مثلما شاهدنا ما حصل مع المذكورين.
الحريري: من المؤسف أن بعض المكونات، سواء على خلفيات إيديولوجية أو عرقية أو قومية، تصر على التحرك ضد إجماع الشعب السوري (الفرنسية-أرشيف)
بعد عقد على الثورة السورية، سيجري النظام انتخاباته الثانية كأن شيئا لم يحدث في البلاد، كيف تنظر المعارضة إلى الانتخابات المزمع عقدها أبريل/نيسان المقبل؟
من المناسب أن نشير إلى تقرير أصدرته مؤخرا منظمة "فريدوم هاوس" (Freedom House)، حيث تمكن نظام الأسد من التربع على قائمة الدول الاستبدادية، متفوقا على كل دول العالم بما فيها كوريا الشمالية، وهو اليوم في القاع تماما، وقد جاء بنقطة واحدة من 100 نقطة على مؤشر الحرية.
يمكن في هذا الإطار أن نفهم ما هو معنى هذه المسرحية الفاشلة، نحن أمام ضجيج يسعى لخلق فوضى وتغطيات إعلامية خالية من المعنى، لا أحد يصدق هذه المهزلة على الإطلاق، سيحاول الروس تسويقها سياسيا، لكن لن يكون لذلك أي تأثير.
تحدثنا عن النظام الذي يسيطر على مناطق في سوريا، لذلك لا بد أن نتحدث عن طرف آخر يقاسمكما السيطرة على البلاد، وهم الأكراد إذ تحاول ما تسمى بوحدات حماية الشعب الكردية إنشاء إقليم شمال شرقي البلاد، ما تعليقكم على هذا الأمر؟
الموقف المبدئي بالنسبة للائتلاف، وبالنسبة لقوى الثورة والمعارضة السورية هو أن سوريا دولة واحدة، سوريا دولة مواطنة، سوريا دولة حرية وعدالة، تحت هذا السقف كل شيء قابل للنقاش، أما ما وراء ذلك فهذا أمر مرفوض، وأي حزب أو تيار أو تجمع يريد البحث عن الحقوق الشخصية وحقوق المكونات والحقوق الحزبية والطائفية والعرقية والقومية على حساب حقوق الآخرين فهذا أمر مرفوض. كل هذه الحقوق تكون مضمونة إذا عملنا من أجل حقوق المواطنة.
من المؤسف أن بعض المكونات، سواء على خلفيات إيديولوجية أو عرقية أو قومية، تصر على التحرك ضد إجماع الشعب السوري، وتعتمد الإرهاب ودعم النظام وسياسات التهجير والتغيير الديمغرافي.
ملفا المعتقلين والنازحين تصدرا المشهد عالميا لقساوتهما، ماذا عن محاولات الائتلاف الوطني بشأنهما؟
المعتقلون بلا شك على رأس أولوياتنا، ويجب أن يكون ملفهم على رأس أولويات المجتمع الدولي كله، لكن عمليا، وللأسف، فإن هذا الملف معطل مع تعطل الملف السياسي، وكل جهودنا وجهود الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين والمفقودين في تحريك المجتمع الدولي والضغط على أطرافه لم تثمر بما يخدم أوضاع المعتقلين حتى الآن. والجانب الأساسي الذي يمكن أن نتحرك فيه حاليا على هذا الملف هو حشد الضغط الدولي على النظام.
شاهدنا هجوما من قبل ناشطين سوريين على شخصكم والسيد أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض، إذ وجهت اتهامات بعدم الشفافية في تداول سلطة المعارضة، ما تعليقكم؟
الدورة الرئاسية الحالية للائتلاف على مشارف النهاية، وباب الترشيحات مفتوح للجميع وبشفافية، ليس لدينا في الائتلاف ما نخفيه أو نعتم عليه، ولأن الائتلاف مكون من عدد من التيارات والأحزاب والقوى السياسية فإنه يحول تماما دون أي محاباة أو التواء، لا سيما في قضية الانتخابات، ما نقوم به هو تجربة ديمقراطية وليدة في سوريا بعد 50 سنة من القحط السياسي، ولا أعتقد أن تنقّل أي سياسي لأي منصب فيه محظور قانوني، الحكم هو الانتخاب والاختيار.
=========================
نداء بوست :مراسلون بلا حدود: الحرب السورية تعد الأكثر دموية على الصحفيين
سوريا فريق التحرير في نداء بوست 2021/03/13
أفادت شبكة مراسلون بلا حدود بأن الحرب السورية تعد الصراع الأكثر دموية بالنسبة للفاعلين في الحقل الإعلامي، وذلك خلال تقرير صدر عنها اليوم السبت بمناسبة مرور 10 سنوات على بداية الثورة السورية.
وقالت الشبكة إنها وثّقت مقتل ما لا يقل عن 300 من الصحفيين في سوريا، المحترفين منهم وغير المحترفين، سواء بسبب تواجدهم في بؤر تبادل إطلاق النار أو لاغتيالهم على أيدي طرف من أطراف النزاع في سياق تغطيتهم للأحداث الجارية على الميدان.
واستدركت بأن أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تشير إلى حصيلة "أفظع بكثير"، حيث قدّرت عدد القتلى الصحفيين بما لا يقل عن 700، دون أن يتسنى تأكيد هذه الأعداد حتى الآن.
وأشارت إلى أن نحو 300 صحفياً سُجنوا، وخُطف ما يقرب من 100 منذ عام 2011، مضيفة أن التقديرات المذكورة لا تزال قيد التحقق.
ووفقاً للشبكة فإن نحو 100 من هؤلاء الفاعلين الإعلاميين المحتجزين أو المختطفين لا زالوا قيد الاختفاء القسري، حيث انقطعت أخبارهم تماماً عن أسرهم.
ولفتت إلى أن العشرات من الصحفيين في إدلب يواجهون خطراً كبيراً حتى اليوم، خاصة أنها آخر الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام الجهادية المتطرفة".
ومنتصف العام 2020، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 707 صحفيين في سوريا منذ بداية الثورة، بينهم 7 أطفال، و6 سيدات، و9 صحفيين أجانب، وأوضحت حينذاك أن النظام السوري مسؤول عن مقتل 551 صحفياً منهم.
=========================
الوطن الالكترونية :10 أعوام على «الثورة السورية».. حضر الدمار وسقطت الدولة «بالأرقام»
كتب: محمد حسن عامر
 02:52 م | الإثنين 15 مارس 2021
قبل نحو 10 سنوات، وفي مثل هذا اليوم، انطلقت شرارة الاحتجاجات والاضطرابات في سوريا أو الثورة السورية المطالبة بإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد ضمن ما سمي بموجة «الربيع العربي»، إلا أنَّ النظام لم يسقط وإنما سقطت الدولة ككل.
سقوط الدولة السورية ليس بحاجة إلى شهادات، بحسب مراقبين، فالدولة السورية تحولت إلى مرتع للقوات الأجنبية، والميليشيات من مختلف الاتجاهات، فضلا عن تحولها لفترة طويلة لقاعدة لتنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات المتطرفة التي لا تزال تتحصن بسوريا حتى الآن، كما أن الحرب الأهلية السورية أكلت الأخضر واليابس.
مشردون ونازحون وجوعى ومهاجرون.. الأرقام توضح حجم المعاناة منذ اندلاع الثورة السورية
وبالعودة إلى الأرقام الموثقة دوليًا، فإن 387 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع الثورة السورية ، وأن قرابة 5.6 مليون نسمة فروا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن،. وتوضح الأرقام بشأن هؤلاء الذي غادروا وطنهم أن ثلثهم على الأقل من الأطفال عمرهم نحو 11 عامًا.
كما أن هناك 6.7 مليون سوري فروا من منازلهم على وقع المعارك والهجمات المتكررة، ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، كما أن هناك أكثر من 2.4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي، فيما تقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع.
وبحسب الإحصاءات الدولية فإن 12.4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي، كما أن 60% من أطفال سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة «سايف ذي تشيلدرن». كما أن هناك نحو 13.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
أما عن الضحايا الذين انتهكت حقوقهم منذ بداية الثورة السورية، فحدث ولا حرج، فهناك نحو 100 ألف شخص تقريبا قتلوا خلال فترة اعتقالهم داخل السجون السورية، بحسب رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما هناك نحو 100 ألف آخرين لا يزالون قيد الاعتقال.
كما تسبب النزاع السوري في وجود أكثر من 200 ألف مفقود، وفق المرصد السوري الذي يتخذ من لندن مقرا له.
الحرب الأهلية السورية تغير حياة 20 مليون
كما كان من تداعيات الحرب الأهلية السورية أن هناك 38 مرة تم استخدام السلاح الكيميائي فيها في سوريا وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة السورية والفصائل المناهضة لها بالمسؤولية عن الهجمات.
 وبحسب شبكة «يورونيو»، فإن حوالى 20 مليون شخص تقريبا غيّرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خارطة النفوذ والسيطرة، أكثر من 11 مليون منهم يعيشون في مناطق سيطرة الحكومة، والبقية موزعة بين مناطق سيطرة الأكراد ومناطق سيطرة الفصائل المناهضة للحكومة السورية.
الاقتصاد السوري خسر 442 مليار دولار خلال 8 سنوات فقط من النزاع
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد تسبب النزاع في سقوط تام للاقتصاد السوري، وأيضا بلغة الأرقام، فإنه بنحو 442 مليار دولار تقد إجمالي الخسائر المالية التي طالت الاقتصاد السوري وذلك حتى عام 2019 فقط. كما تكبد قطاع النفط السوري خسائر بلغت 91.5 مليار دولار، بحسب أرقام صادرة عن الحكومة السورية.
كما سجلت الليرة التركية انهيارًا أمام الدولار الأمريكي بلغت قميته 98% خلال العشر سنوات من الحرب والنزاع، كما تدنت الرواتب حتى أصبح 20 دولار هو متوسط الراتب الشهري للموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، فيما يصل إلى 50 دولارًا في القطاع الخاص. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية 33 مرة، مقارنة بآخر 5 سنوات قبل النزاع، ومن ذلك أن ثمن الخبز ارتفع 60 ضعفًا.
البنى التحتية.. دمار شامل يحتاج إلى مئات المليارات لإعادة الإعمار
أما على صعيد البينة التحتية في سوريا، فإن الدمار واضحًا للعيان، فحتى عام 2019 فقط كان 70% من محطات الكهرباء وخطوط إمداد الوقود لا تعمل. كما أن ثلث المدارس في سوريا على الأقل دمرت أو تحولت إلى أوكار للمقاتلين في سوريا.
وبحسب الأرقام السورية الرسمية فإنَّ سوريا بحاجة إلى أكثر من 400 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب أو النزاع المندلع منذ عام 2011.
«نحن تعرضنا لمؤامرة» بتلك الكلمات وصف الخبير العسكري السوري علي مقصود، في تصريح لـ«الوطن»، السنوات العشر المنقضية منذ اندلاع الاضطرابات والاحتجاجات في 15 مارس من عام 2011، قائلًا: «الدولة السورية تقدر حق الشعب السوري في المطالبة بالتغيير، لكن الذي حدث أن هذه لم تكن مطالب بالتغيير أو الحريات، بل مؤامرة لإسقاط الدولة السورية من خلال الإرهاب والفوضى والتدمير الذي طال كل الشعب السوري».
وتساءل الخبير العسكري السوري: «هل الثورة تسرق المصانع وتحرق المباني وتدمر الآثار وتهربها؟ هل الثورة تجعل أطراف تتحصن بقوى خارجية لتدمير شعبها؟، هم يقولون إنَّ الحكومة استخدمت القوة والعنف وارتكبت جرائم، لكن ما حصل أنه كان على الحكومة السورية الدفاع عن الدولة ضد هؤلاء المدعومين من الخارج والإرهابيين وجماعة الإخوان وغيرهم».
ووصف «مقصود» السنوات الماضية بالعشرية السوداء في تاريخ سوريا، قائلًا إنَّ الدولة امتصت الضربات في الأول واستطاعت مع الوقت أن تتجاوز ما جرى وتبسط سيطرتها يوم تلو الآخر على الأرض السورية، وتنتصر على الإرهاب، على حد قوله.
=========================