الرئيسة \  مواقف  \  في تقدير الموقف : الثورة السورية بين مزدوجتي : القيادات المعطلة وأحاديث المتكئين على أرائكهم فكهين

في تقدير الموقف : الثورة السورية بين مزدوجتي : القيادات المعطلة وأحاديث المتكئين على أرائكهم فكهين

04.01.2014
زهير سالم




الثورة السورية بين مزدوجتي : القيادات المعطلة وأحاديث المتكئين على أرائكهم فكهين
زعموا : أن أكثر من ثلثي شهداء الثورة وضحاياها من المحاربين


لم يكن التثريب على الناس ، أو ثلبهم ، أو كما يقول البعض جلدهم هدفا أخلاقيا لكاتب منصف يبحث عن دور في إنارة ظلمة ، أو توضيح شبهة ، أو الحث على مبادرة إلى تحقيق مصلحة أو درء مفسدة أو الحفز على الفعل الإيجابي .
ولكن على الجهة المقابلة يحق للإنسان أن ينشد مع إقبال رحمه الله :
قيثارتي ملئت بأنات الجوى ...لابد للمحزون من فيضان
فليعذرنا هؤلاء الذين يتضايقون من أنيننا ويتضجرون منه وهم يعبثون منذ سنوات ثلاث بجراحنا ، ويطؤون بأقدامهم بطوننا وصدورنا ويعفرون بالتراب رؤوسنا ووجوهنا .. ..
ومصطلح المعارضة المعطلة ..
مصطلح مستعار أو مستفاد من تاريخ الفرق الكلامية الإسلامية حيث أطلق هذا العنوان على فرقة من الناس زعمت أنها تنزه الله – سبحان الله – فرأته قد جل عن الأسماء والصفات وأنه تعالى عن أن يقدّر أو يدبر أو أن يقوم على شيء من أمر هؤلاء المخلوقين المهازيل .. وكان لنا في عقيدتنا : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . القائم على كل نفس وكل قشة وكل نبتة وكل ذرة رمل أو هباءة (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ))
وبالانتقال إلى القيادات السياسية المعطلة فمدار حديثنا عن قيادات تحتل مواقع للفعل فتضيعه وتلغيه وتظن أن الغاية منه الجلوس عليه .
والقيادات المعطلة هي القيادات التي إذا قدرت لم تحسن التقدير ، وإذا دبرت لم تحسن التدبير ، وإذا رتبت قدمت صغير الأمر على كبيره ، وتشاغلت ببعيده عن قريبه .
والقيادات المعطلة هي القيادات التي تضيّع الثغرة ، وتفوت الفرصة ، وتهمل الواجب ، وتفرح بصغير أمر تتشاغل به عن كبيره ، ولا تبالي بمهم عظيم تفرط فيه . إن نُصحت لم تقبل نصحا ، وإن أُشير عليها رأت أنها أكبر من أن تستشير ، وأنها بحكم الكرسي الذي تجلس عليه : أعلم وأحكم وأقدر وأفهم قد أحاطت بما لم يحط به بشر ، وأدركت علم الأوائل وسبقت إلى علم الأواخر ، وأن كل من حولها من الناس هم أقل وأضعف وأذل لا يرتجى منهم خير ولا يلتمس عند أحد منهم صواب ..!!!
بالأمس كان التقرير الرئيسي الذي تتداوله وسائل الإعلام عن الثورة السورية يوزع على العالم أن أكثر من ثلثي عدد شهداء الثورة السورية وضحاياها هم من ( المحاربين ) ..!!!!!!
هل انتبهتم أيها السوريون إلى هذا ؟!  هل أدركت القيادات المعطلة معنى هذا ؟! هل يحتاج الأمر إلى ورشة عمل لتشرح لهؤلاء المعطلين معنى هذا وخطورته وتداعياته وانعكاساته وأبسط متضمناته أن هذه البراميل المتفجرة التي تلقى منذ أسبوعين على ( حلبستان ) التي لا تقع على خارطة المعطلين ، ولا تدخل في دائرة اهتمامهم لا إنسانيا ولا مدنيا هم كما يقول بشار الأسد من المقاتلين الإرهابيين ...
وحين نتحدث اليوم عن حلبستان لا يجوز أن ننسى حمصستان ودرعستان وغوطستان حيث سقطت كل الخارطة السورية وكل الهموم السورية من قبل من حساب هؤلاء ..
فلماذا عطل المعطلة هؤلاء أن يكون للثورة مصدر معلوماتها وإحصاءاتها الموثوق ؟! حتى مصدر موثوق للمعلومات نثق به ونرتاح إليه عجزوا أن ينجزوا !!. نفتقد عندهم بعناوينهم المختلفة قدرة على إحصاء شهدائنا وتمييز عسكرييهم عن مدنييهم ومعرفة رجالهم ونسائهم كبارهم وصغارهم . حتى عد العصيّ التي تنهال على رؤوسنا وجنوبنا عجزوا عنه ولم يحيطوا به .
 أحفظ من كتب الفقه أن النكاح تعتوره الأحكام الشرعية الخمسة . بمعنى أنه كما يكون واجبا ومندوبا يكون مكروها وحراما على بعض الرجال في بعض الأحوال . وأنا حنفي مولع على مذهب أبي حنيفة رحمه الله  بالقياس . ..!!
أكتب هذا وأنا أدرك أن أيسر الحديث على المتكئين أن يتساءلوا : لم تفعلوا ؟! وإن قام الناس أن يقول: لم قمتم ؟! وإن قعدوا أن يقول : لم قعدتم ؟! أكتب هذا وأنا أدرك العلاقة الشرعية والعقلية : بين الوسع والطاقة وبين الممكن والمنتظر . ..
كل الذي نقوله للقيادات المعطلة : التي بددت الطاقات وشتت الإمكانات وعبثت بزيت الثورة حتى ما تدري ما تدهن به ...
كل الذي انتظرناه منكم من القليل أقلا ..
يزعمون أن أكثر شهداء شعبنا من المحاربين ألا إحصاء مبين يرد هذا ويكذبه ويفنده ؟! يسمعونها وهم نائمون ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
1 / ربيع الأول / 1435
2 / 1 / 2014
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk