الرئيسة \  مواقف  \  في تقدير الموقف : الصفقة القطرية لخدمة حزب الله هل هي بداية ؟؟؟؟

في تقدير الموقف : الصفقة القطرية لخدمة حزب الله هل هي بداية ؟؟؟؟

22.10.2013
زهير سالم




(( فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )) بهذه الآية القرآنية الكريمة استقبل ( حزب اللاويين ) أسراهم المحررين من أيدي بعض الكتائب السورية .وعلى الرغم من رفضنا للتوظيف المريب للآية القرآنية ، فإن ما تشير إليه يجسد واقع الصفقة القطرية التي لم يعرف أحد حتى الآن تفاصيل بنودها الحقيقية ، غير ما شهده الناس من ( نصر حزبللاوي ) واستعادة الطيارين التركيين المخطوفين . مع أحاديث توارت خجلا عن إطلاق سراح معتقلات سوريات أو عن دفعة قدرت ب 150 مليون دولار لمصلحة الأشخاص الخاطفين .
ومهما يكن شعور السوريين كمجتمع أو كثورة بالغبن نتيجة الصفقة القطرية ، إلا أن الحقيقة الأولى التي استخلصوها منها أنه كما وظفت القوى الدولية دماءهم لخدمة مصالحها على المستوى الدولي في الصفقة الأمريكية – الأسدية على تفكيك الترسانة الكيمائية السورية ؛ فإن الصفقة القطرية قد سارت في نفس الطريق على المستوى الإقليمي . حيث كان الأتراك والحزبللاويون هم المستفيدون إلى جانب تعزيز للدور القطري الإقليمي وإثبات جدارة السياسة القطرية ..
الأخطر في الصفقة ( القطرية – الحزبللاوية ) أن تتم تحت مظلة الصفقة الأمريكية – الإيرانية وعلى حساب الشعب السوري أيضا . إن الأخطر الذي تساءل عنه المتابعون : هل هذه الخدمة القطرية لحزب الله و ( لسيد المقاومة ) هي إحياء للعلاقة المميزة التي كانت تسود بين أطرافها 2006 . المقاومة وإعادة إعمار الضاحية بالمال القطري وشكرا قطر ...
هل ستعيد قطر – وبقيادتها الجديدة – النظر في علاقاتها ومواقفها السياسية ودورها المستقبلي ؟ وماذا على قطر أن تفعل إذا كان المجتمع الدولي بكل قواه قد اتخذ قرارا واضحا بالتخلي عن مشروع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية وعن ممثليه أيضا لمصلحة بشار الأسد وحلفائه من الإيرانيين والحزبللاوين ..؟
إن من استمع إلى الإيجاز الإخباري عن الوضع في سورية من قناة الجزيرة مساء أمس ( 20 / 10 ) والذي يركز على عجز الطرفين عن تحقيق الانتصار ، وعلى ضرورة العودة إلى الحل السياسي والحل التفاوضي يتأكد أن قطر ربما ترشح نفسها لصفقة أكبر . صفقة تحل بها ما يسمى ( الأزمة السورية ) لمصلحة كل الأطراف الإقليمية بمن فيهم ( سيد المقاومة وتابعه ماتي ) .
. وإذا ما اعتبرنا أن حظ الشعب السوري من الصفقة القطرية المتوقعة ( إن تمت ) مثل حظه من صفقة إطلاق سراح ( الطيارين التركيين مقابل الأسرى الحزبللاويين ) فإن الأمر يبشر بسوء بالغ .
إنه مهما يكن من دواعٍ دولية وإقليمية للتغير في السياسة أو في الموقف القطري فإن خسارة الدعم القطري بالنسبة للشعب السوري لن تكون هينة . وإن هذه الخسارة ستعلق بأحد أبعادها الرئيسية في سوء تعاطي المعارضة السياسية مع القيادة القطرية .
إنه في الوقت الذي فيه حسم الإخوان المسلمون في مصر موقفهم ليكسبوا الموقف القطري داعما أساسيا لمشروعهم ، ولاسيما في مرحلة ما بعد الانقلاب ؛ بحيث وظفوا قناة الجزيرة وإمكانية الدولة القطرية لخدمة هذا المشروع ؛ فإن الآخرين على الرغم من عروض الصداقة المتعددة الآفاق التي كانت معروضة على الثورة السورية وعليهم لم ينجحوا بالخروج من هذا الزحام ولو بصديق واحد يعتدون به ..
إن للسياسات ، وليس الواقع وحده ، دورها في صنع التحالفات وعقد الصداقات . وإن الذين يقوّمون أوراق امتحانهم بأنفسهم يعطونها دائما الدرجة العليا . قليل من سذاجة وشيء من غرور فإذا كل الذي يصنعه الإنسان صحيح وجميل وبطولة .
للشقيق القطري رسالة لا بد منها : إن الأمر أكبر من لعبة أو صفقة وهو مصير أمة كتب عليها أن يمثلها هؤلاء البؤساء العاجزون . فرفقا بنا ورفقا بكم ورفقا بتاريخكم ومستقبلكم وستبقى المعركة معركة الأمة – أكبر من كل الصفقات .
إن معركة الشعب السوري اليوم ضد مشروع ( قم – تل أبيب ) هي معركة كل فرد من أبناء هذه الأمة على باب غرفة نومه . علم هذا من علمه وتجاهله من تجاهله ..
 
لندن : 16 / ذو الحجة / 1434
21 / 10 / 2013
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk