الرئيسة \  ملفات المركز  \  في ذكرى انطلاقة الثورة السورية الخامسة : مقالات وتحاليل وتقارير ومطالبات وحملات 14-3-2015

في ذكرى انطلاقة الثورة السورية الخامسة : مقالات وتحاليل وتقارير ومطالبات وحملات 14-3-2015

15.03.2015
Admin



عناوين الملف
1.     تقرير يوضح حجم الخسائر والتغيرات في سوريا بعد أربع سنوات من الأزمة
2.     من الذي نفذ «المؤامرة» على سوريا؟ ،د فيصل القاسم
3.     حصيلتها 200000 قتيل ومسؤولون أمميون: 5 سنوات على الأزمة السورية والفشل الدولي
4.     اقتربت من عامها الـ5:الأمم المتحدة: المجتمع الدولي فشل بإنهاء الأزمة السورية
5.     “13” ألف سوري ، بينهم “108” أطفال، قضوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد منذ إندلاع الثورة
6.     4 أعوام وحمم البركان السوري تلهب المنطقة...وهذه فرص ا
7.     بعد 4 سنوات «الشعب يريد إسقاط الأسد»
8.     منظمات دولية تدعو قادة العالم لإنهاء معاناة السوريين
9.     بيان المجلس الشركسي بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
10.   في ذكرى الثورة .. بشار الأسد يعيد إلى درعا ستة من أبنائها قتلوا تحت التعذيب في سجونه
11.   في الصحافة العالميّة - 4 سنوات على المأساة السورية
12.   وكالات المنظمة الدولية تدعو إلى وضع حد للخسائر البشرية الهائلة..الأمم المتحدة: العدالة ستطال مجرمي الحرب في سوريا
13.   شبكات التواصل الاجتماعي تحن إلى سيرة الثورة السورية الأولى...ناشطون سوريون داخل حلب يقومون بتنفيذ حملة 'ارفع علم ثورتك' التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال رفع علم الثورة إحياء لذكراها.
14.   السوريون يتظاهرون في الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة في بلادهم
15.   سوريون يطلقون الموجة الثانية من الثورة
16.   25 % نسبة الاضطرابات النفسية:السوريون يجنون من الحرب المجنونة أمراض الاكتئاب والقلق
17.   بالذكرى الرابعة.. ناشطون سوريون يطلقون "ارفع علم ثورتك"
18.   بعد 4 أعوام من الثورة.. السوريون أسرى "الاكتئاب" و"الاضطرابات النفسية"
19.   مقتل 211 ألفًا من المدنيين والمعارضة المسلحة خلال 4 سنوات للثورة السورية
20.   واشنطن في الذكرى الرابعة للثورة: على الأسد أن يرحل
21.   في رسالته بذكرى انطلاق الثورة “روبنتسين” : بشار الأسد فقد الشرعية منذ فترة طويلة
22.   درعا مهد الثورة السورية تستسلم لمشاعر اليأس
23.   نائبة رئيس «الائتلاف»: 4 سنوات.. الثورة لإسقاط الأسد
24.   4 أعوام على الثورة السورية... دروس وعبر
25.   في ذكرى الثورة السورية.. مساعدات أمريكا مازالت "غير فتاكة" و70 مليون ترفع قيمة دعمها إلى 400 مليون دولار
26.   4 أعوام على الثورة السورية.. والسلاح في يد الجميع
27.   هل ستنتصر الثورة السورية ؟؟؟!!! بقلم د. موفق مصطفى السباعي
28.   تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
29.   سوريا في العام الخامس لـ«الثورة»: كيانات مسلحة تعكس تنامي العصبيات القومية والمذهبية
30.   عام خامس للثورة السورية ....معاناة وأرقام مرعبة ...!!
31.   عن المعارضة السورية في الذكرى الرابعة للثورة
32.   ثورة سورية واستهزاء التاريخ
33.   ناشطون ينظّمون حملة "من حوران إلى حلب" في الذكرى الرّابعة للثّورة السوريّة
34.   في عامها الخامس.. الثورة السورية تتراجع والنظام صامد
 
تقرير يوضح حجم الخسائر والتغيرات في سوريا بعد أربع سنوات من الأزمة
ARA News / محمد علي أحمد – سروج
بعد انقضاء السنة الرابعة من عمر الأزمة السورية، أصاب التغير والتراجع الكثير من ملامح البلاد، ليشمل الاقتصاد والديموغرافيا والبنية التحتية والفوقية.
دراسة أعدتها مجموعة من المنظمات الدولية، من بينها مجلس اللاجئين النرويجي، والمركز السوري للدراسات السياسية، ومعهد دراسات الحروب، ومنظمتي ‹OCHA› و ‹UNHCR› التابعتين للأمم المتحدة، تبين حجم التغيير في مجالات عدة فيما يخص سوريا.
الواقع الديموغرافي
تشير الدراسة أن «عدد سكان سوريا تقلص بعد أربع سنوات من الثورة بنسبة (15) % عما كان عليه عام 2011، ليتراجع إلى ما دون (20) مليون نسمة فيما تراجع متوسط أعمار السوريين (العمر المتوقع عند الولادة) بمعدل (20) سنة، ليصبح بحدود (55.7) سنة، فيما كان بحدود (75.9) عام 2011».
كما بينت الدراسة أن «(3.9) مليون نسمة من الشعب السوري باتوا لاجئين خارج سوريا، فيما (6.5) مليون مشردون داخل سوريا».
الواقع الاقتصادي
وذكرت الدراسة أن «الناتج المحلي الإجمالي انخفض بمعدل (120) مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، وأنه بات أربعة من كل خمسة مواطنين سوريين يعيشون تحت خط الفقر الوطني».
التعليم
لعل الرقم الأكثر إيضاحاً لأثر الأزمة يظهر في مجال التعليم، إذ أشارت الدراسة إلى أن «نصف أطفال سوريا لم يلتحقوا بالمدارس خلال السنوات الثلاث الماضية».
المساعدات
هذا ولفتت الدراسة «إلى انخفاض كبير في المساعدات المقدمة للسوريين في السنتين الأخيرتين، ففي عام 2014 تم تأمين (57) % فقط من المساعدات اللازمة للنازحين في الداخل والخارج، وأن المساعدات انخفضت بنسبة (71) % عن عام 2013».
القتلى
وكشفت الدراسة أن «ما مجموعه (210.060) شخصاً قتلوا خلال السنوات الأربع الماضية في سوريا، منهم (109.087) من المقاتلين موزعين بين (45385) مقاتلاً من الجيش النظامي، و (24989) مقاتلاً من قوات المعارضة، فيما أظهرت الدراسة أن (100.973) من المدنيين قتلوا في هذه الأزمة، منهم (10.664) طفلاً، و (6.783) امرأة».
كما أرفقت الدراسة بخريطة لتوزع سيطرة القوى المتصارعة على مساحة سوريا بين النظام السوري والجيش الحر والكرد وتنظيم الدولة الإسلامية.
============================
داوود أوغلو: لن نقف عاجزين أمام تدخلات إيران وحزب الله في سوريا
ARA News / محمد علي أحمد – سروج
في تصعيد جديد لخطابه الرسمي، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمس الجمعة أنَّ بلاده «لن تقف عاجزة» أمام هجمات نظام الأسد والحرس الإيراني وحزب الله على المناطق «المحرَّرة» في سوريا.
فقد قال أوغلو في لقاء جمعه مع وفد من الائتلاف السوري المعارض أنّ «بلاده لن تقف عاجزة أمام الهجمات الشرسة التي تشنها قوات النظام السوري مصحوبة بميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، في كل من حلب ودرعا وريف اللاذقية».
كما بين أوغلو أن «مطالب الثورة السورية كانت محقة كما كانت سلمية بامتياز، قابلها نظام بشار الأسد بالقمع الوحشي والرصاص، من دون الاستجابة للنصائح التي قدمت له، وهو ما دفع الثوار إلى حمل السلاح بعد ستة أشهر».
كذلك لفت أوغلو إلى أن «تركيا لا تزال تتبنى فرض منطقة آمنة في شمال سورية، وهناك جلسات تباحث طويلة ومستمرة مع الجانب الأمريكي للوصول إلى خطة قابلة للتطبيق».
مجدداً تأكيده على «وقوف بلاده مع مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة وبناء مجتمع ديمقراطي مدني، بالإضافة إلى استمرار الدعم للائتلاف كممثل شرعي وحيد للثورة السورية، والحكومة المؤقتة على كافة المستويات حتى لو تخلى عنهم الجميع».
عن هذه التصريحات، أفاد الناشط المدني معروف عكاري لـ ARA News أنه «لو تم تنفيذ 1% من التصريحات والشعارات والوعود التي أعطيت للشعب السوري منذ أربع سنوات، لما كانت سوريا على ما هي عليه اليوم».
عكاري أضاف «كان الله بعون الشعب السوري، الذي يضطر فوق مصابه أن يتحمل تنظيرات يومية ممن لهم اليد الطولى في معاناتهم المستمرة».
يذكر أن الساسة الأتراك صرحوا خلال سنوات الأزمة السورية السابقة عشرات المرات بأنهم لن يسمحوا ولن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث في سوريا، دون أن تترجم هذه التصريحات بأفعال ملموسة، حسب ما يرى مراقبون.
============================
من الذي نفذ «المؤامرة» على سوريا؟ ،د فيصل القاسم
القدس العربي
بعد أربع سنوات على الثورة السورية، سأتفق بشكل كامل دون أي تردد مع النظام السوري ووسائل إعلامه وكل القوى المتحالفة معه بأن سوريا تعرضت لمؤامرة شيطانية كان هدفها تدمير سوريا، وتشريد شعبها والقضاء على دورها الاستراتيجي التاريخي في المنطقة. سأتفق أن المؤامرة استهدفت «قلب العروبة النابض» وخنق آخر رمق عروبي قومي في المنطقة العربية. لن أختلف معكم. أتفق معكم أن المطلوب هو الإجهاز على كل من يرفع شعاراً عروبياً يذكـّر العرب بهويتهم، ويريد أن يجمع شملهم تحت راية عربية واحدة. ماشي. سأتفق معكم أن المطلوب تدمير أي نظام عربي يحلم بأن يكون لديه قرار وطني مستقل حقيقي. ولن أختلف مع الرئيس السوري عندما قال قبل أيام في لقاء مع مسؤول كوري شمالي إن سوريا وكوريا الشمالية مستهدفتان من أمريكا لأنهما صاحبتا قرار وطني مستقل، وترفضان الهيمنة الامبريالية والصهيونية على العالم. ماشي يا سيادة الرئيس.
سأتفق مع حلف الممانعة والمقاومة، وسأبصم له بالعشرة أن رأس سوريا مطلوب لأنها العمود الرئيس في حلف الصمود والتصدي لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي. ماشي. سأتفق معكم مئة في المئة أن المطلوب من المؤامرة على سوريا ضرب الجيش السوري في الصميم وتفكيكه كونه أحد الجيوش العربية القليلة الباقية شوكة في خاصرة العدو الصهيوني إسرائيل. سأتفق معكم أنهم قضوا على الجيش العراقي، وقد جاء دور القضاء على الجيش السوري الباسل. ماشي.
لن أناقشكم بأن سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي استطاع تأمين الأمن الغذائي والدوائي، فأمّن مخزوناً استراتيجياً من القمح لعشرات السنين، كما بنى مصانع أدوية عظيمة أمنت للسوريين الدواء، لا بل كانت تقوم بتصدير الفائض إلى الخارج. لن أختلف معكم في أن المطلوب كان القضاء على البنية الصناعية في سوريا، وخاصة في حلب التي كانت تحتض أهم المعامل في سوريا، وتنتج أعظم السلع والبضائع. لن أختلف أيضاً معكم بأن المؤامرة استهدفت الاقتصاد السوري الذي بدأ يتعافى بشكل رائع في العقد الأول من هذا القرن. إن قلتم إن سوريا تعرضت لمؤامرة، سأقول لكم، لا بل تعرضت لأبشع مؤامرة عرفها العرب خلال تاريخهم الحديث. ماذا تريدون أكثر من ذلك. نحن متفقون.
لكن دعوني الآن أسألكم: من الذي نفذ تلك المؤامرة الحقيرة على سوريا، ومن الذي وفر لها كل أسباب النجاح؟ من الذي قضى على دور سوريا في المنطقة، وحوّلها من لاعب إلى ملعب، أو حتى إلى ملعوب به؟ من الذي حوّل سوريا من فاعل إلى مفعول به؟ أليس الذي ورطها في صراع داخلي، وفتح كل الأبواب للقاصي والداني كي يدخل ويعبث بأمن سوريا، ويجعلها ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية وعربية؟ البادئ دائماً أظلم. ومن بدأ اللعبة الخطيرة؟ إنه النظام الذي يشتكي الآن من المؤامرة.
من الذي جعل سوريا تابعاً ذليلاً الآن لقوى إقليمية كأيران؟ من الذي جعل الجنرال الإيراني قاسم سليماني يظهر في الإعلام على أنه القائد الحقيقي لسوريا عسكرياً وسياسياً؟ من الذي جعل أصغر مسؤول إيراني يصرح بأن دمشق هي مربط خيلهم؟ من الذي جعل الإيرانيين يتشدقون ليل نهار بأنه لولاهم لما صمد بشار الأسد ساعة واحدة؟ هل كنتم ستسمحون لإيران بأن تتصرف بهذه الطريقة لو كان لديكم فعلاً قرار وطني مستقل يا سيادة الرئيس؟ ألا تشعرون بالخجل والدونية عندما تسمعون هيثم مناع «المعارض الوطني الشريف» وهو يتهم النظام بأنه ليس سيـّد قراره، وبأن أهل الحل والعقد، المسؤولين عن سوريا، موجودون في طهران وليس في دمشق؟ كيف تردون على المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي عندما يكرر كلام هيثم مناع بحذافيره؟ ستقولون الآن إن المؤمرة هي التي جعلت النظام يسلم مقاليد الأمور لإيران. وطبعاً هذا كلام فارغ، فلو أنكم تصرفتم بحكمة في بداية الثورة، ولم تضحك عليكم إيران وروسيا وتدفعا بكم لمواجهة الشعب بالحديد والنار لما أصبحتم الآن مجرد ألعوبة في أيدي الملالي. لماذا لم تقولوا لإيران التي قالت لكم إنها قادرة على القضاء على الثورة السورية كما قضت على الثورة الخضراء، لماذا لم تقولوا لها إننا لا نريد أن نفتح أبواب جهنم على سوريا؟ لماذا قبلتم معها بسحق الثورة بدل النزول عند مطالب الناس؟ هل كنتم ستجدون أنفسكم الآن لعبة في أيدي إيران لو أنكم لم تتركوا الأمور تنفلت من أيديكم بسبب حساباتكم الحمقاء؟ هل كنتم ستفقدون السيطرة على قراركم الوطني المستقل؟
رأس العروبة مطلوب في دمشق. صحيح. لكن من الذي جعل السوريين يكفرون بعروبتهم؟ أليس الذي لم يترك سلاحاً إلا واستخدمه ضدهم لمجرد أنهم طالبوا بقليل من أوكسجين الحرية؟ كيف تريدون من السوريين أن يفتخروا بهويتهم إذا سلطتم عليهم أبشع أنواع الوحوش العسكرية والأمنية؟ إن السياسة التي اتبعتموها مع السوريين بعد أن ثاروا شبيهة تماماً بما تفعلونه مع الجنود السوريين عندما يلتحقون بالجيش لأول مرة. لطالما شاهدنا الضباط يدوسون كرامة الجنود، ثم يطالبونهم بأن يعتزوا بأنفسهم. نكتة. هل كان العالم ليعزلكم ويحاصركم ويطردكم من المنظمات العربية والدولية، ويحرم السوريين من أبسط المواد لو أنكم لم تجرموا بحق السوريين؟ هل كان الشعب السوري سيجد نفسه في بطون الحيتان والأسماك في عرض البحار لو أنكم لم تفضلوا الحل العسكري الأمني الإجرامي على الحل المدني منذ الأيام الأولى للثورة؟
لن نختلف معكم بأن سوريا كانت حاضنة لكل حركات المقاومة في المنطقة. ماشي. لكن من الذي دمر هذه الحاضنة الآن سوى طيشكم وعنجهيتكم؟
هل كنتم لتستعينوا بكل الميليشيات المرتزقة لو أن جيشكم مازال قادراً على مواجهة المؤامرة؟ من الذي أوصل الجيش السوري إلى هذا الحال البائس؟ المؤامرة أم سياستكم الرعناء؟ ترمون بجيشكم في قلب جهنم ثم تشتكون من المؤامرة. نعم فإن أعداء سوريا يريدون القضاء على الجيش السوري، لكن بربكم من يقود الجيش؟ ليس بإمكانكم أن تتهموا أمريكا وإسرائيل مباشرة هنا، فأمريكا لم تطلق ولا حتى وردة على جيشكم، لا بل هبت بطائراتها لنجدتكم في شرق وشمال سوريا عندما بدأت تهددكم داعش فعلياً. إذاً: لا تقولوا لنا إن أمريكا دمرت جيشكم كما فعلت في العراق.
لنتحدث أخيراً عن الدمار الهائل الذي جعل سوريا تبدو كمدن الحرب العالمية الثانية وربما أبشع. لقد تحولت المصانع والصوامع إلى حطام. لكن كل ذلك بفضل همجيتكم. لم تتركوا مصنعاً ولا مدرسة ولا جامعاً ولا صومعة إلا وأحرقتموها بحجة دخول الإرهابيين إليها. ثم تشتكون من تدمير سوريا ونهضتها واقتصادها. لن أختلف معكم أن العصابات المسلحة ساهمت في التدمير والتهجير. لكن هذا الدمار الهائل يحتاج إلى طائرات، وصواريخ عابرة للمدن، وجحافل دبابات، ومدرعات، ومدفعية ثقيلة جداً، وراجمات صواريخ، وسلاح كيماوي. وكل ذلك ليس متوفراً لدى الجماعات الإرهابية. ولو توفر بعضه، فبالتأكيد لن يكون قادراً على إحداث كل هذا الدمار الرهيب. ربما دمرت الجماعات الإرهابية عشرين في المئة، لكنكم أنتم دمرتم ثمانين في المئة من سوريا بهمجيتكم وسياسة الأرض المحروقة، لأن جيشكم هو الوحيد الذي يملك القوة التدميرية العسكرية الحقيقية. إذاً من المتآمر على تدمير سوريا؟ بالتأكيد أنتم وجيشكم. أو كي لا تزعلوا: من الذي نفذ المؤامرة الحقيرة؟ أنتم بالتأكيد يا من تشتكون ليل نهار من المؤامرة الكونية.
وأخيراً، حتى لو نجحت العصابات المسلحة فعلاً في تهجير خمسة عشر مليون سوري وتدمير ثلاثة أرباع سوريا، فهذه وصمة عار في جبينكم وجبين جيشكم يا سيادة الرئيس، لأنها تعني شيئاً واحداً: أن النظام الذي يحكم سوريا نظام بائس تعيس فاشل لم ينجح في حماية سوريا وشعبها من هؤلاء الإرهابيين. وبالتالي هو المسؤول عن نجاح المؤامرة.
تشتكون من المؤامرة، وأنتم من نفذها بحذافيرها.
============================
حصيلتها 200000 قتيل ومسؤولون أمميون: 5 سنوات على الأزمة السورية والفشل الدولي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع اقتراب ذكرى اندلاع الثورة السورية، لتدخل عامها الخامس، قال عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة في بيان مشترك إن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الأزمة السورية، "الأزمة التي أودت بحياة أكثر من مائتي ألف شخص، وغرزت العنف واليأس والحرمان بين الأطفال واليافعين، كما دفعت اثني عشر مليون شخص في سوريا إلى الاحتياج للمساعدات المنقذة للحياة." بحسب ما ذكر لموقع الرسمي للمنظمة الدولية الجمعة.
ومن بين الموقعين على البيان فاليري آموس، منسقة الإغاثة الطارئة، وزينب بانغورا، ممثلة الأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات، ومارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، وإيرثرين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، وأنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، وبيير كرينبول، المفوض العام للأونروا، وأنثوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف، وليلى زروقي، الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة.
ومما جاء في البيان "لقد أعربنا عن شعورنا بالرعب، والغضب، طوال تكشف المأساة. نحن ملتزمون بمواصلة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العالقين في هذه الحرب، والمستضعفين. والمحاصرين، الذين لا يجدون ملاذا آمنا."
ودعا البيان قادة العالم لوضع خلافاتهم جانبا واستخدام نفوذهم "لإحداث تغيير حقيقي في سوريا من أجل الضغط على الأطراف لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين وضمان رفع الحصار عن أكثر من 212000  شخص لم يتلقوا المساعدات الغذائية منذ عدة أشهر،  ولتمكين توصيل الإمدادات الجراحية الحيوية والإمدادات الطبية الأخرى، وإنهاء العقاب الجماعي المفروض على المدنيين من خلال قطع المياه والكهرباء، وتجنب الانهيار الكامل لنظام التعليم.
وتساءل الموقعون على البيان  "ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء هذه الأزمة؟ إن مستقبل جيل من السوريين، ومصداقية المجتمع الدولي على المحك."
============================
اقتربت من عامها الـ5:الأمم المتحدة: المجتمع الدولي فشل بإنهاء الأزمة السورية
النهار
نيويورك – وكالات
قال عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، في بيان مشترك، مع اقتراب ذكرى اندلاع الثورة السورية، لتدخل عامها الـ5، إن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الأزمة السورية، "الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص، وغرزت العنف واليأس والحرمان بين الأطفال واليافعين، كما دفعت 12 مليون شخص في سوريا إلى الاحتياج للمساعدات المنقذة للحياة".
ومن بين الموقعين على البيان فاليري آموس، منسقة الإغاثة الطارئة، وزينب بانجورا، ممثلة الأمين العام المعنية بالعنف أثناء الصراعات، ومارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، وإيرثرين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، وأنطونيو جوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين.
وجاء في البيان، "لقد أعربنا عن شعورنا بالرعب، والغضب، طوال تكشف المأساة، نحن ملتزمون بمواصلة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العالقين في هذه الحرب، والمستضعفين، والمحاصرين، الذين لا يجدون ملاذا آمنا".
ودعا البيان قادة العالم لوضع خلافاتهم جانبا واستخدام نفوذهم "لإحداث تغيير حقيقي في سوريا من أجل الضغط على الأطراف لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين وضمان رفع الحصار عن أكثر من 212000 شخص لم يتلقوا المساعدات الغذائية منذ عدة أشهر، ولتمكين توصيل الإمدادات الجراحية الحيوية والإمدادات الطبية الأخرى.
============================
“13” ألف سوري ، بينهم “108” أطفال، قضوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد منذ إندلاع الثورة
المصدر - القدس
قضى نحو 13 الف سوري، بينهم 108 اطفال، تحت التعذيب داخل معتقلات النظام السوري منذ بدء النزاع في اذار (مارس) 2011، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.
وقال المرصد في بريد الكتروني “تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 12751 معتقلا داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية” قبل اربع سنوات.
واشار المرصد الى ان بين الضحايا “108 أطفال دون سن الثامنة عشرة”، يبلغ اصغرهم 12 عاما، وفق ما اوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة (فرانس برس).
ولا يشمل الاحصاء حسب المرصد “اكثر من 20 الف مفقود داخل معتقلات قوات النظام واجهزته الامنية”.
واشار المرصد الى ان بعض عائلات الضحايا اجبرت “على توقيع تصاريح بان مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم”.
وفي حالات اخرى، تحفظ ذوو المعتقلين عن “اعلان وفاتهم خوفاً من الملاحقة الامنية والاعتقال”
ويستخدم النظام وفق عبد الرحمن، اساليب تعذيب عدة بينها تجويع المعتقلين حتى الموت ومنع الدواء عن المرضى منهم، اضافة الى اخضاعهم لتعذيب نفسي.
وتضم المعتقلات والسجون السورية وفق المصدر نفسه عددا كبيرا من معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين السياسيين.
واتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير اصدرته العام 2013 بعنوان (سوريا: معتقلون سياسيون يتعرضون للتعذيب والقتل)، الكومة السورية بانها “تقوم بدون وجه حق باحتجاز الالاف من المعتقلين السياسيين على غير اساس سوى نشاطهم السلمي”.
ونقلت المنظمة عن محتجزين سابقين قولهم ان “مسؤولي الامن عذبوهم بارغامهم على اتخاذ أوضاع مجهدة، وبانتهاكات جنسية عن طريق الاغتصاب والصدمات الكهربائية على الأعضاء التناسلية، والضرب بالعصي والاسلاك والقضبان المعدنية”.
وفي الاطار نفسه، اتهمت 21 منظمة حقوقية وانسانية الخميس في تقرير اصدرته بعنوان (سوريا: فشل الاداء الدولي)، قوات النظام السوري باللجوء بانتظام الى “الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في مراكز الاعتقال”.
وحسب المرصد، تم اعتقال اكثر من مئتي الف سوري منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام العام 2011 والتي تحولت الى نزاع دام اودى باكثر من 210 الاف شخص.
============================
4 أعوام وحمم البركان السوري تلهب المنطقة...وهذه فرص ا
النهار اللبنانية
محمد نمر
من السهل إحصاء سنوات الأزمة السورية أو الحديث عن بدايات الثورة العذرية وايام "السلمية" لكنه من المستحيل التنبؤ بموعد نهاية الأزمة في سوريا، حيث تدور حربٌ عالمية ثالثة تشارك فيها كل جنسيات العالم وطوائفه لا رحمة فيها لا للبشر ولا الحجر.
المشهد الحالي: نظام سوري يحاول البقاء على قيد الحياة، أقله في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها، عبر "حزب الله" وقوات ايرانية وعراقية. معارضة تنتظر المساعدة الأميركية والعربية الحقيقية لتحقيق أهداف الثورة. تنظيمات إرهابية لا هم لها اسقاط النظام من عدمه، بل تريد تغيير معالم المنطقة بأكملها وكانت المعارضة الخاسر الأكبر من وجودها. وبعد اربعة اعوام على انطلاق الثورة، بات أكيداً أن عدم حصول أي خرق يكسر جناح أحد الأطراف (النظام، المعارضة، الارهاب)، وان أجيال المستقبل ستشهد المعركة وربما يرثها أحفادهم.
استطاع تنظيم "الدولة الاسلامية" في السنة الرابعة من الأزمة أن يغيّر من معالم الأزمة، وجمع الأميركي والايراني في خندق واحد، فيما كانت المعارضة ترتب بيتها الداخلي بعدما أدركت ان شكلها المتشرذم لن يبقيها إلا في دائرة مغلقة، وتراهن على الوعود الأميركية بتدريب المعارضة العسكرية المعتدلة في الوقت الذي تواصل فيه ضغطها على الرئيس السوري بشار الأسد عسكرياً عله يفهم ان موعد الرحيل فاته بأشواط.
 
"النهار" توصلت مع أطراف من المعارضة. عسكريون و"ائتلافيون" وشخصيات محسوبة على "معارضة الداخل"، أكدت حجم الفجوة الكبيرة بين الأطراف، التي لم يعد حلها سورياً، إذ يرى حسين العودات الذي طلّق "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي" وبقي معروفاً من بين شخصيات "معارضة الداخل" أن "التسوية المحتملة للأزمة أصبحت خارج الحدود السورية ولم يعد لا للسلطة ولا المعارضة دور حقيقي فيها، بل بات يتعلق الأمر بدول أخرى اقليمية ودولية، ومهما كانت مطالب المعارضة او السلطة متطرفة فهي لا تزيد او تنقص كثيراً في التسوية وعندما تتفق الدول الكبرى ستضع بنودها وتمررها للطرفين عبر اصدقائهما"، فيما نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض هشام مروة الذي لديه تحفظ على مصطلح "معارضة الداخل"، خصوصا في ظل وجود مناطق محررة ودخول وخروج اكثر من نصف اعضاء الائتلاف من والى سوريا، يعتبر في حديث لـ"النهار" ان "الضغط الداخلي والخارجي على بشار الأسد هو الطريق إلى الحل"، ويؤكد أن "أي حل ستطرحه الدول وفيه بشار الأسد لن تقبل به المعارضة، ولا يمكن تنفيذ أي تسوية تتقاطع مع مشاريع ومخططات الثورة، فهناك 10 ملايين مشرد و400 ألف شهيد و300 ألف مفقود وثلاثة ملايين منزل مهدم".
العودات الذي حدثنا من منزله في دمشق يرجح أن "تحصل التسوية هذا العام، لأن الأزمة السورية باتت تؤذي دول الجوار والوضع في الشرق الأوسط والوضع العالمي، ولم يعد في الامكان ان تنتظر المنطقة اكثر من ذلك، كما ان الاطراف اقتنعت بالحد الاقصى الذي ستحصل عليه سواء كانت اسرائيل او أميركا أو اوروبا او روسيا او ايران". ويؤكد نظريته بان "السلطة السياسية في سوريا ترفض أي تسوية حقيقية بمعنى حل وسطي بينها وبين المعارضة ولا تقبل إلا باستسلام كامل للمعارضة وأن تلقي سلاحها مقابل بعض الوزارات أو غيرها، فيما هذه المطالب بعيدة جداً عن المعارضة التي لا تزال مصرة على اسقاط النظام وتشكيل آخر جديد ديموقراطي واخراج المعتقلين، لهذا السبب لا يمكنهما ان يصلا إلى حل بل هناك تسوية دولية".
العام الرابع من الأزمة
وبحسب مروة، فإن السنة الرابعة للثورة بدأت بتقدم سياسي وعسكري، "وذلك عندما دخلت في جنيف وأثبتت أن النظام غير حريص على الحل وانه يعتمد على الحل العسكري، فيما أصرّت المعارضة على اتفاق هيئة حكم انتقالي متبادل من الطرفين وتعيين ادارة جديدة للبلد نتوافق فيها مع النظام لكن الأخير وعبر مستشارته بثينة شعبان ردت بأن حال الأرض تحدد حركة المفاوضات، واستقال الأخضر الابرهيمي، أما عسكرياً فاستطاع حينها الجيش السوري الحر أن يدفع "داعش" إلى التراجع حتى حدود الحسكة".
المرحلة الثاني لهذه السنة شهدت تراجعاً للمعارضة ويقول مروة: "يبدو أنه كانت هناك محاولة لاعادة انتاج الارهاب خصوصاً عندما سقطت الموصل بيد داعش، ولم يعد حينها التنظيم نمراً من ورق بل باتت لديه مخالب، واعطيت فرصة له للحياة ولم يتعرض له النظام او حلفاؤه او ايران، وبدأ يسلب المعارضة مناطقها المحررة، وصار وحشاً فاضطر المجتمع الدولي تشكيل تحالف لمواجهته واستغل النظام الأمر لتسويق نفسه كشريك لعملية مكافحة الارهاب". نهاية السنة الرابعة من الأزمة في رأي مروة كانت لصالح المعارضة حيث شهدنا "إدارة جديدة للائتلاف، وتوجهاً جديداً، لاقى نوعاً من القبول الدولي والاقليمي، وهناك مخططات كثيرة تحتاج فقط إلى التنفيذ"، ليخلص إلى أن "الثورة موجودة ولم يستطع النظام اخمادها" وأن "عدم الوقوف الى جانبها حول الازمة الى اقليمية وبات هناك تخوف من مشروع ايراني".
التقارب الايراني - الاميركي
أهم ما شهدته السنة الرابعة من الأزمة هو التقارب الايراني – الاميركي في الملف النووي من جهة ووجودهما على أرض واحدة في العراق لمحاربة "داعش"، ويقول حسين العودات: "نحن اليوم مقبلون على اتفاق او عدم اتفاق اميركي - ايراني في نهاية حزيران واظن أن هناك حدوداً لا يمكن ان يتراجع عنها الاميركي بأن الاعتراف بالمصالح الايرانية يجب الا تكون بناء على سياسة طائفية او هيمنة كما يريد الايراني، بل اقتصار الامر على مصالح معينة اقتصادية ممكن تجاوزها، وفي حال اختلفا ولم يتفقا فاظن ان الاميركي سيراهن على السلاح والحروب والضغوط العسكرية والاقتصادية".
كما يتفق مروة مع العودات على أن "حلحلة الملف الايراني – الأميركي ينعكس على المنطقة، وهذا أمر طبيعي، لكن للأسف الدور الايراني في الملف السوري لم يكن كما هو منتظر من أفكار الثورة الايرانية بالوقوف الى جانب المستضعفين بل الى جانب المستكبرين والمستبدين والقتلة، وساهموا في نشر ثقافة حماية المناطق المقدسة وجندوا الناس، وبات هناك علانية في وجود ايران في سوريا وبانها تقود العمليات العسكرية، لكن ثبات الثورة رغم اجرام النظام وحلفائه، يؤكد ان الثورة لن تنتهي بحل إلا سياسي".
العنصر الارهابي
في حال دخلت التسوية إلى المطبخ ما الحل للتنظيمات الارهابية؟ يجيب العودات: "كل الاطراف ضد هذه التنظيمات الارهابية ولا طرف وطنياً مسانداً لها وهذه واحدة من امكانيات استعجال الحل لأن استمرار وجودها مع الحرب قد يدفع الشباب إلى تأييدها"، اما مروة فيشدد على أن "الجيش الحر والشعب السوري قادران على مواجهة "داعش"، لكن كيف سيواجه الشعب داعش والبراميل المتفجرة تسقط فوق رأسه؟".
أميركا والورقة السورية
من جهته، يعتبر العميد الركن في الجيش الحر أحمد رحال، والمحلل العسكري الاستراتيجي في حديث لـ"النهار" أنه "مع نهاية العام الرابع من عمر الثورة يبرز أمر هام، ان الثورة وحتى نتيجة الضغوط والارادات والاجندات الخارجية لم تستطع أن تقدم نخبها السياسية والعسكرية الحقيقية ولا يزال تجار السياسة وخدم الأجندات الخارجية يتربعون على سدة زعامة قيادة الثورة من دون أي وجه حق وأي شرعية فهم ساقطون كما هو بشار الأسد لأنهم جميعاً مستفيدون من إطالة عمر الثورة، فبشار يبقى في سدة الحكم وهؤلاء يتابعون اختلاساتهم وامتيازاتهم ومناصبهم".
ويضيف: "رغم كل هذا الواقع المأساوي فإن الحراك المسلح والنخب السياسية الوطنية في الداخل تعمل وتجد للوصول الى أهداف الشعب السوري بعيداً عن الطفيليات التي تعيش في الفنادق وتسيطر على مقدرات الثورة"، وختم: "الثورة بخير وهي ستنظف نفسها من أدرانها لتعود نقية كما انطلقت".
أما في شأن التقارب الاميركي - الايراني، فيقول: "المفاوض الاميركي اعتبر الورقة السورية وسيلة للضغط على ايران وورقة مساومة على حساب الدماء السورية ويبدو ان كل معاناة السوريين اصبحت خارج الحسابات امام الاتفاق الاميركي مع ايران وظهر ذلك واضحا من خلال رسالة الرئيس اوباما لخامنئي والذي تعهد بها بعدم المساس بحليفه الأسد". وتابع: "النظام سقط نهائيا سياسيا وعسكريا لكن ايران والدعم المالي والعسكري هو من ابقى النظام واقفا حتى الآن والايام المقبلة اعتقد انها ستحمل الكثير من المتغيرات نأمل ان تكون لصالح الشعب السوري".
الطائفة العجوز
من المعارضة العسكرية، يرى العقيد عبد الجبار عكيدي، أحد أبرز القيادات في الشمال السوري والقائد السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب و ريفها ان "السنة الرابعة هي سنة احتلال إيراني لسوريا، بعد تكبد النظام الأسدي المجرم خسائر كبيرة فاستقدم الميليشيات والمرتزقة الطائفيين من ايران والعراق وافغانستان وحزب الله لمساعدته على وأد الثورة واقتلاع جذورها، لكن الثورة تزداد وتيرتها ويقوى لهيبها ليحرق كل من يساند هذا النظام المجرم"، وأضاف في حديث لـ"النهار": "في هذا العام تكبد النظام خسائر كبيرة في الجنوب والشمال، وعدد قتلاه في هذا العام كان كبيراً جداً، ما أدى الى تململ الطائفة العلوية المساندة له نتيجة مقتل عدد كبير من شبابها حيث أصبحت الطائفة العجوز" .
============================
بعد 4 سنوات «الشعب يريد إسقاط الأسد»
الشرق السعودية
4 سنوات مضت على انطلاق الثورة السورية التي هتف فيها الشعب السوري بجميع أطيافه في مظاهرات سلمية «الشعب يريد إسقاط النظام»، وعندما أطلق عدد من الشباب السوري في دمشق ودرعا صيحاتهم الأولى ضد النظام لم يكونوا يتخيلون أنهم سيواجهون ووطنهم هذا المصير المأساوي، وأن السوريين سيدفعون بمئات الآلاف من الضحايا دون أن يسقط الأسد، وأن بلادهم ستدمر بهذا الشكل من الوحشية.
الأسد بدوره ومنذ انطلاق الثورة ضده أكد أنه لن يتنازل عن السلطة التي ورثها عن والده، وأنه على استعداد لإحراق المنطقة إذا واصل السوريون ثورتهم عليه، بالفعل الأسد وحلفاؤه أحرقوا سوريا ودمروها، هدموا المنازل فوق رؤوس أصحابها ودمروا المساجد والمدارس، شردوا الملايين من السوريين وقتلوا مئات الآلاف من شبابهم وأطفالهم ونسائهم، وأشعلوا المنطقة، بعد صناعتهم لأسوأ تنظيم إرهابي في التاريخ، وداعش الآن يعمل بالوكالة عن نظام دمشق وطهران.
بعض قادة العالم الكبار قالوا يجب أن يرحل الأسد، لكن لم يلتزموا بتعهداتهم ولم يقدموا مساعدات جدية للسوريين لإعانتهم في قضيتهم العادلة والخلاص من النظام، بل مجلس الأمن الدولي لم يقم بواجباته تجاه حماية أرواح وحقوق السوريين، وبدا عاجزا عن نزع الشرعية عن هذا النظام، والأسد الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد السوريين وتجاوز الخط الأحمر للرئيس الأمريكي باراك أوباما، تم سحب سلاحه وتُرك يواصل ارتكاب الجرائم، والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن حتى ذات الطابع الإنساني لم تطبق والأسلحة فقط حظرت على الثوار، بينما تتدفق الأسلحة الروسية والإيرانية على النظام.
السوريون ومع دخول عامهم الخامس في الثورة لا يزالون يواصلون تصديهم لأبشع نظام عرفه التاريخ، وباتوا اليوم أكثر إصراراً على إسقاط النظام بكل رموزه وطرد كل المرتزقة الذين استقدمتهم إيران، وكذلك تنظيم داعش الإرهابي الذي لا تقل جرائمه بشاعة عن جرائم الأسد.
============================
منظمات دولية تدعو قادة العالم لإنهاء معاناة السوريين
الميثاق العربي
مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، ناشد رؤساء منظمات دولية عدة، قادة العالم بوضع خلافاتهم جانبًا واستخدام نفوذهم لإنهاء الحرب في سوريا، فيما اكدت الولايات المتحدة أن رحيل بشار الأسد هو شرط «لاستقرار كامل» في سوريا.
ودعت المنظمات إلى الضغط لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين، ورفع الحصار المفروض منذ عدة أشهر على 212 ألف شخص، لتسهيل وصول المساعدات المنقذة للحياة إليهم، وإنهاء العقاب الجماعي للمدنيين من خلال قطع إمدادات المياه والكهرباء، وتجنب الانهيار التام لنظام التعليم.
جاء ذلك، في بيان مشترك صدر امس في جنيف، عن نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس، والمفوض السامي لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريز، ومدير عام منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان، والمدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف أنتوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي إرثارين كوزين، والمفوض العام لوكالة الأونروا بيار كراهنبول، وعدد من مقرري الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وتساءل الموقّعون على البيان «عمّا يتطلّبه الأمر لإنهاء هذه الأزمة، وإنقاذ جيل بأكمله، أصبح مستقبله على المحك»، مشددين على أن «مصداقية المجتمع الدولي باتت على المحك».
وأوضحوا أن أكثر من 200 ألف شخص قتلوا في سوريا، فيما يقبع آلاف من النساء والفتيات والرجال والفتيان في مراكز الاحتجاز، تحت وطأة التعذيب والعنف الجنسي، بالتزامن مع احتياج 12.2 مليون سوري للمساعدات المنقذة للحياة، ونزوح 3.9 مليون للجوء في دول أخرى.
وعبّر البيان عن غضب وإحباط المسؤولين الدوليين، جراء استمرار هذا الصراع، مشددين على تواصل مساعيهم الحثيثة لبذل قصارى الجهود، لمساعدة كل الذين وقعوا في براثن هذه الحرب الوحشية.
من جانبها، جددت الولايات المتحدة دعوتها إلى تنحّي رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيدة في الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في سوريا بـ «شجاعة السوريين في وجه الطغيان».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: «منذ 4 أعوام، يرد نظام الأسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والإصلاحات، بوحشية مستمرة وقمع وتدمير». وأضافت: «كما قلنا منذ وقت طويل، على الأسد أن يرحل ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري».
كما شددت المتحدثة، على أن رحيل الأسد هو شرط «لاستقرار كامل» في سوريا. وتابعت: «لمناسبة هذه الذكرى المؤلمة، نتذكر جميع من يتألمون، ونتذكر السوريين الشجعان الذين يناضلون ضد الطغيان ويقاتلون من أجل مستقبل يطبعه احترام الحقوق الأساسية والتسامح والازدهار».
يُذكر أن الثورة السورية انطلقت باحتجاجات سلمية ضد النظام السوري في منتصف مارس 2011، ثم حوّلها النظام السوري إلى نزاع مسلح بعد ردّه بالقصف والاعتقالات على التظاهرات السلمية التي خرجت، وفاقمه بروز «تنظيم داعش» في 2013. وزرع التنظيم الرعب في أماكن انتشاره، كما نجح في تجنيد الآلاف من الشبان من دول عدة.
معاناة
ويعاني العديد من السوريين المرهقين جراء العنف والمنهكين بفعل الازمة الاقتصادية، من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية بعد أربع سنوات من حرب مدمرة.
وأظهرت وزارة الصحة السورية نهاية شهر فبراير للمرة الاولى، عن حجم الضرر: فقد ازدادت الاضطرابات النفسية بنسبة 25% عما كانت عليه قبل بدء النزاع، وارتفعت محاولات الانتحار بشكل لافت، فيما يحتاج أربعون في المائة من السوريين إلى دعم نفسي واجتماعي.
ويروي اخصائي في القلب: إن سيدة سورية في الخامسة والخمسين قصدته في عيادته وسط دمشق، لتشكو معاناتها من آلام في الصدر ودقات قلب سريعة. لكن الطبيب أصرّ على أن هذه العوارض ليست مرتبطة بخلل جسدي.
ويتابع: إنها غالبت دموعها فجأة قبل أن تقول: «قُتل اثنان من أبنائي في المعارك، ابني الثالث في السجن ولا أعرف شيئا عنه».
ويشير الطبيب إلى ان اربعة من كل عشرة مرضى، يقصدون عيادته، يعانون من الاجهاد والاضطرابات النفسية، وهم في الغالب من النازحين الذين تدنى مستوى معيشتهم بسبب الحرب. ويقول: «يعانون الاكتئاب والقلق نتيجة النزاع، ويظهر ذلك احيانا من خلال عوارض جسدية».
ويتفاقم الوضع في سوريا كل يوم مع الفظاعات التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتنظيم داعش المتطرف.
ويقدر طبيب نفسي، يستقبل المرضى في عيادته الصغيرة الواقعة في حي تجاري في دمشق، أن «عدد حالات الاكتئاب والتناظر ما بعد المرض النفسي، ارتفعت بنسبة 30%» منذ بدء النزاع عام 2011. ويلفت الى ان من عوارض هذه الحالات التوتر والقلق والكوابيس. ويؤكد الطبيب المتخصص في فرنسا، أن السوريين باتوا يعانون من «وهن» نفسي وجسدي. ويقول: «يخاف الناس من العنف ويعتريهم القلق حيال مستقبلهم».
وقد دمرت الحرب البنى التحتية في سوريا ومحت مناطق واسعة من الوجود، وعطلت الاقتصاد الذي تراجع ثلاثة عقود الى الوراء، وفقدت العملة السورية 80% من قيمتها وبات نصف السكان عاطلين عن العمل.
في حي القصاع في وسط العاصمة، يدق أحد الصيادلة جرس الانذار. ملمحا الى ارتفاع مبيعات الحبوب المنومة والادوية المضادة للقلق بنسبة 30% عما كانت عليه عام 2011.
ويقول: «يطلب أكثر من 20 زبونا هذه العقاقير يوميا، لكنني اكتفي ببيعها لاربع أو خمس حالات بناء على وصفة طبية».
في موازاة ذلك، تولي راهبات مركز الراعي الصالح الذي كان يستقبل قبل بدء الحرب ضحايا العنف الاسري، الاولوية الميثاق لتقديم الدعم النفسي الى النازحين.
وتوضح منسقة برامج الدعم النفسي رشا طيري، لفرانس برس، أن الاتصالات بالمركز لمساعدة الناس المنكوبين، تضاعفت منذ عام 2011.
ويقول أبو سامر- وهو مالك متجر كبير لبيع الاثاث فرغ من زبائنه-: «نحن يائسون. عمليات القتل مستمرة، لا مازوت للتدفئة، لا كهرباء، اسعار غاز الطهي ليست بمتناولنا». ويضيف «لا أعلم ما سيكون عليه مستقبلي».
ولم تستثن الاضطرابات النفسية- وفق الطبيب النفسي- البالغين والاطفال. وتروي صباح، اربعينية، كيف أن طفلتها البالغة من العمر عامين أُصيبت في احدى المرات بما يُعرف بـ «الوسواس القهري» الذي من عوارضه؛ الشعور باستمرار بحاجة ملحة لدى المريض لنتف شعره.
وتعترف صباح، انها استعانت من جهتها بالمهدئات. وتضيف «كنا نقيم في منطقة ركن الدين (شمال دمشق). كنا نسمع اصوات القصف القوي ومداهمات الجنود. اختفت الاضطرابات عندما غيرنا مكان اقامتنا».
============================
بيان المجلس الشركسي بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
كلنا شركاء
 بيان بمناسبة حلول الذكرى الخامسة لثورة الشعب السوري
تحل الذكرى الخامسة لثورة شعبنا السوري العظيم ، ثورة الحرية و الكرامة، ثورة المظلومين ضد الظالمين، ثورة الأحرار الذين يحطمون طوال سنوات أربع، قيود العبودية التي كبل بها النظام شعبنا العظيم خلال عقود حكمه البائد لا محالة.
خرج شبابنا بصدورهم العارية يطالبون بالحرية،بالعدالة، وبالكرامة، فاستُقبلت مطالبهم المحقة و العادلة بالرصاص الذي فتك بأفئدة الشباب و الأطفال و الشيوخ و النساء.
مرت أربع سنوات، و شعبنا الأبي ما فتئ يقدم الشهيد تلو الشهيد، أربع سنوات و بيوتنا تقصف بالطائرات، و تُدك بالمدفعية ، و يساق أبناؤنا إلى غياهب السجون و المعتقلات الأشد بشاعة في تاريخ البشرية.
إن شعبنا السوري العظيم الذي قدم للإنسانية الأبجدية الأولى للمعرفة،  لقادر على افتتاح عصر جديد للبشرية جمعاء..عصر الحرية و الكرامة..
كانت سوريا و ما زالت مهدا للحضارات المتعاقبة و موطنا لشعوب عديدة ، و كما يقول الباحث الأثري و مدير متحف اللوفر أندريه بارو: لكل إنسان متحضر في هذا العالم موطنان، موطنه الأصلي و سوريا”، و شعبنا القفقاسي المعروف في المنطقة تحت مسمى الشراكس استوطن هذه الأرض بعد ان تم تهجيره من روسيا القيصرية  ، وقد استقبل السوريون أجدَادنا خير استقبال، و كانوا لهم عونا في محنتهم المريرة، و هذه عادة أصيلة من عادات الشعب السوري العظيم الذي أصبحنا جزءا منه. 
إن العالم الذي يدرك أن مفتاح عصر جديد للبشرية، ـ عصر الحرية و الكرامةـ  بات بيد الشعب السوري الثائر، يقف متفرجا على الجرائم التي يرتكبها نظام القمع و الاستبداد في دمشق، هذا النظام الذي ضرب بعرض الحائط بكل الأعراف و المواثيق الدولية..و استخدم ابشع وسائل القتل و التعذيب بحق شعبنا الذي لن يركع للظالم مهما تجبر.
لقد أدرك النظام – بخبرته في القمع – و منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي العفوي، أن سلمية الثورة، هي الخطر الأكبر المحدق به،  فأطلق  من سجونه “غول الرعب ” كما سمته الصحافة العالمية، ليدفع بالثوار إلى حمل السلاح دفاعا عن كرامتهم ، عن أطفالهم و عن نسائهم…و أمعن في القتل إدراكا منه أن “العنف لا يولد إلا العنف”، فتولدت تلك التنظيمات الأرهابية التي تشكل عارا على الثورة السورية العظيمة.
إن شعلة الحرية بيد أحفاد يوسف العظمة و الشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو و سلطان باشا الأطرش و حسن الخراط و نظير النشيواتي و زكريا و صادق الداغستاني , و ميرزا أبزاخ و محمد علي سطاس و نوري أسحاق، إنها بيد الشعب السوري، و لن تنطفئ قبل أنجاز مشروعه الحضاري الإنساني الذي تخاف منه كل الدول و الأنظمة المجاورة لسوريا و التي وضعت كامل ثقلها لتحويل الأرض السورية لميدان يتقاتل فيه الجميع بالوكالة(proxy war ( بعيدا عن مصلحة و أهداف الشعب السوري.. و هذا ما دفع بإيران ـ الخميني  لزج حزب الله في أبشع المعارك قذارة في التاريخ لتحويل الصراع في سوريا من سياسي بامتياز إلى طائفي بغيض. إنهم يعملون من دون كلل لتحويل ثورتنا من ثورة شعب بكامل إثنياته و طوائفه ضد الظلم و العبودية إلى صراع سني ـ شيعي نرفضه جملة و تفصيلا، لأن الطائفية لغة الجهلاء.
لقد مرت الثورة السورية بأوقات عصيبة و هي الأن في أكثر مراحلها غموضا كنتيجة مباشرة لتدخل القوى الكبرى و مصادرتها للقرار الوطني الحر، و نتيجة لغياب قيادة سياسية وطنية واعية، تقود الحراك الثوري و ترسم سياساته في الداخل و الخارج،  و هذا ما أدى لشرذمة الفصائل الثورية و انحياز العديد منها لمشاريع جهنمية هدفها سفك دماء شعبنا الذي ثار على الطغيان.
إن شعبنا المكافح، الصابر الصبور و الذي قدم و يقدم في كل يوم العشرات من الشهداء، يدعو القوى السياسية لتوحيد الكلمة و تصحيح مسار الثورة نحو مجتمع مدني ديمقراطي حر.
المجد و الخلود لأرواح شهدائنا الأبرار .
المجلس القفقاسي (الشركسي).
============================
في ذكرى الثورة .. بشار الأسد يعيد إلى درعا ستة من أبنائها قتلوا تحت التعذيب في سجونه
مارس 14, 2015 , 12:45 ص
نعت محافظة درعا يوم الجمعة ستة من أبنائها الذين قضوا في سجون الأسد تحت التعذيب.
ووصل إلى عكس السير أسماء الشهداء الستة، مع اقتراب الثورة من الدخول في عامها الخامس.
وقتل بشار الأسد أبناء المحافظة التي شهدت انطلاق الثورة، بعد فترات سجن تراوحت بين بضعة أشهر وعدة سنوات.
وأعلن ناشطون معارضون وفاة غسان محمد الصلخدي تحت التعذيب بعد اعتقال دام شهراً ونصف الشهر، وهو من مدينة جاسم.
كما تم اليوم نعي عصام عثمان القداح ابن مدينة الحراك، تحت التعذيب أيضاً، بعد اعتقال دام 3 سنوات.
أما طفس، فخسرت هي الأخرى اثنين من أبنائها تحت التعذيب، وهم شكري جدعان البردان، ومحمد دعيج البردان.
وفي مدينة الشيخ مسكين، أكد الناشطون نقلاً عن الأهالي، استشهاد كل من منير رشدي فاعوري وناصر جمعة فاعوري، تحت التعذيب في سجون الأسد أيضاً.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أن حوالى 13 ألف معتقل سوري في سجون الأسد، قضى جراء التعذيب.
عكس السير
============================
في الصحافة العالميّة - 4 سنوات على المأساة السورية
النهار
14 آذار 2015
"الموند": الجميع مسؤولون
جاء في افتتاحية الصفحة: "في 15 آذار 2015 تدخل بلاد الشام سنتها الخامسة من مـأساة لا نهاية لها. جميع الاطراف يتحملون مسؤولية هذه المأساة. في شتاء 2010-2011 تحدى السوريون استبداد نظام الأسد بتظاهرات سلمية كانت تجوب اسبوعاً تلو اسبوع شوارع المدن السورية الكبرى. لقد كان في وسع نظام الأسد يومذاك اجراء مفاوضات مع المحتجين، وهذا ما شجعته عليه تركيا التي كانت في حينه على علاقات طيبة مع هذا النظام وعرضت وساطتها. لكن النظام العنيف بطبيعته رفض ذلك وشعر بالخوف ولجأ الى اطلاق النار والقتل مما دفع المعارضة الى حمل السلاح كردة فعل للدفاع عن نفسها، وبعد ذلك لاطاحة الأسد. لقد كان الأسد أول من لجأ الى استخدام السلاح، وهو أول من حوّل النزاع الى صراع طائفي، كما كان على صلة بالجهاديين، وساهم في اقامة الشبكة التي تحولت في ما بعد الى نواة تنظيم الدولة الإسلامية الحالية".
"الغارديان": فشل دولي
كتب ستيفان غارسيا: "بعد مرور أربع سنوات على اطلاق النار على متظاهرين في مدينة درعا وبداية الحرب الاهلية وسقوط أكثر من 200 الف قتيل، يتركز الغضب الآن على فشل مجلس الأمن في تأمين المساعدات الانسانية المطلوبة، الامر الذي يقوض صدقية هذه المؤسسة الدولية... في سوريا اليوم أكثر من 7,6 ملايين نازح بسبب الحرب الدائرة بين الميليشيات المسلحة وقوات الأسد. يضاف الى هؤلاء 3,9 ملايين سوري فروا الى تركيا ولبنان والأردن... وقد جاء في تقرير يحمل عنوان "الفشل في سوريا" كتبته مجموعة من جمعيات الاغاثة ان عدد السوريين الذين هم في حاجة الى مساعدة تضاعف في السنة الاخيرة".
"ليبراسيون": الفظائع غطّت الثورة
"... بعد اربع سنوات على حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع 2011، لا تبدو في الافق نهاية النزاع الذي دمر سوريا وتسبب بمقتل 210 آلاف شخص ودفع أكثر من 10 ملايين شخص الى الفرار... لقد غطت الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش الثورة، وادى الصراع الذي لا نهاية له الى انهيار سوريا باكملها وتدمير اقتصادها وبناها التحتية".
============================
وكالات المنظمة الدولية تدعو إلى وضع حد للخسائر البشرية الهائلة..الأمم المتحدة: العدالة ستطال مجرمي الحرب في سوريا
المصدر: عواصم- الوكالات
البيان
    أكدت مفوضية الأمم المتحد لحقوق الإنسان أمس، أن مجرمي الحرب في سوريا سيواجهون العدالة «يوماً ما»، في وقت دعت وكالات في المنظمة الدولية إلى وضع حد للخسائر البشرية الهائلة، بينما أفادت إحصائية حقوقية جديدة بمقتل 13 ألف سوري، تحت التعذيب في سجون النظام.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في مقابلة مشتركة مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس مع محطة «سي.ان.ان» في جنيف، إن «المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في سوريا سيواجهون العدالة «يوماً ما» عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين، مع تزايد ظهور الأدلة ضد جميع الأطراف». وندد الحسين بـ«وحشية تنظيم داعش، الذي قطع رؤوس رهائن غربيين وأحرق طياراً أردنياً حياً»، مضيفاً:
«لدينا كمية هائلة من الأدلة. ثمة قوائم بأسماء أشخاص». وتابع: «العدالة ستتحقق. قد لا تكون فورية، لكننا متفائلون ونحن ننتقل من الإفلات التام من العقاب إلى تحقيق العدالة. سنكرم الضحايا وأقارب الضحايا». وأردف الحسين: «لن يكون هناك المزيد والمزيد من الإفلات من العقاب.
أنا واثق تماماً من أن الأدلة ستجد طريقها إلى ممثل ادعاء يكون قادراً على اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الجرائم الأسوأ على أقل تقدير». وجمعت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة برئاسة باولو بنيرو، شهادات وأدلة وأعدت خمس قوائم سرية لمشتبه بهم تقول، إن من بينهم مسؤولين عسكريين وأمنيين في الحكومة السورية، وقادة من المعارضة المسلحة. وقال المحققون الشهر الماضي إنهم يعتزمون نشر أسماء المشتبه بهم والضغط من أجل اتخاذ وسائل جديدة لإحالتهم للعدالة.
وكالات المنظمة
وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أنه على قادة الدول أن يضعوا جانباً خلافاتهم لإنهاء الحرب في سوريا التي نتج عنها خسائر بشرية هائلة. وأفاد بيان لرؤساء وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة: «نحن بحاجة إلى أن يضع قادة العالم خلافاتهم جانباً وأن يستخدموا نفوذهم لإحداث تغيير جاد في سوريا».
وتابع البيان، إن «مستقبل جيل بحاله بخطر. ومصداقية المجتمع الدولي أيضاً بخطر». وقال رؤساء كل من وكالات الشؤون الإنسانية والصحة والمساعدات الغذائية واللاجئين واللاجئين الفلسطينيين والطفولة، إن النزاع السوري «يواصل انتزاعه لخسائر بشرية هائلة في أزمة فشل المجتمع الدولي في إيقافها».
وأشار البيان الموقع أيضاً من خبراء في الطفولة والنزاعات المسلحة والعنف الجنسي إلى أن الوضع «الأطفال والشباب عرضة ومحاطون بالعنف واليأس والحرمان»، لافتاً إلى أنه «خصوصاً النساء والفتيات والرجال والفتيان في المعتقل يواجهون خطر العنف الجنسي».
كي مون
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة». وقال في بيان إن «الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه في وقت يدخل عاماً خامساً من حرب تدمر البلاد».
وأضاف أن «المعاناة مستمرة على مرأى من المجتمع الدولي، الذي يبقى منقسماً وعاجزاً عن اتخاذ تدابير مشتركة لوقف القتل والدمار». وتابع: «أدعو مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحل هذه الأزمة وتحديد الطريق الواجب سلوكه».
موقف واشنطن
إلى ذلك، جددت الولايات المتحدة دعوتها إلى تنحي رئيس النظام بشار الأسد، مشيدة في الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة في سوريا بـ«شجاعة السوريين في وجه الطغيان». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي: «منذ أربعة أعوام، يرد نظام الأسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والإصلاحات، بوحشية مستمرة وقمع وتدمير».
وأضافت: «كما قلنا منذ وقت طويل، على الأسد أن يرحل، ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري». وشددت بساكي على أن «رحيل الأسد هو شرط لاستقرار كامل في سوريا».
وتابعت: «لمناسبة هذه الذكرى المؤلمة، نتذكر جميع من يتألمون والسوريين الشجعان، الذين يناضلون ضد الطغيان ويقاتلون من أجل مستقبل يطبعه احترام الحقوق الأساسية والتسامح والازدهار». واستضافت الخارجية الأميركية اجتماعاً بين أفراد يمثلون الاغتراب السوري ومسؤولين في المعارضة السورية بينهم الرئيس السابق للحكومة السورية الموقتة غسان هيتو.
ضحايا التعذيب
وبالتوازي، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة جديدة أظهرت مقتل نحو 13 ألف سوري تحت التعذيب داخل معتقلات النظام منذ مارس 2011. وأفاد المرصد: «تمكننا من توثيق استشهاد 12751 معتقلاً داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري، منذ انطلاق الثورة السورية»، مشيراً إلى أن بين الضحايا «108 أطفال دون سن الثامنة عشرة».
استقالات جماعية من «هيئة التنسيق» المعارضة
تقدم العشرات من أعضاء «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» السورية، المحسوبة على المعارضة الداخلية، من بينهم قيادات، ومعظمهم من الشباب، باستقالاتهم إلى المنسّق العام للهيئة حسن عبد العظيم إثر خلافاتٍ تنظيمية وسياسية. وأشار هؤلاء في بيان إلى أن «محورًا داخل الهيئة يريد جرها إلى مواضع لا تليق بخطها السياسي».
وقال الأعضاء المستقيلون، وعددهم 40، إن هيئة التنسيق «لم تعد تمثلهم»، وأضافوا إن «أسباباً أمنية داخلية وأخرى تنظيمية وراء الاستقالة، ولا سيما سيطرة الحزبيين في الهيئة وإقصاء الأكثرية».
وأشارت وسائل إعلام إلى أن من بين المستقيلين «عضو المكتب التنفيذي في الهيئة ماجد حبو وعضو المجلس المركزي أمين سر مكتب الشباب مرام داؤد، إضافة إلى قيادات أفرع وأعضاء». يشار إلى أن نائب الأمين العام لهيئة التنسيق هيثم مناع كان استقال قبل ثلاثة أشهر.
غير أنه نقل عن الأعضاء المستقيلين نفيهم أن تكون خطوتهم مرتبطة باستقالة مناع بالرغم من وجود اتصالات معه. وكان مناع أسس مؤخراً تياراً سياسياً جديداً تحت مسمى «قمح» بعد أن كان تقدم باستقالته من رئاسة فرع المهجر التابع لهيئة التنسيق. وتأتي الاستقالات بعد أسبوعين على التوصل على مبادئ للتسوية السياسية بين الهيئة و«الائتلاف الوطني» المعارض، حيث تم الاتفاق بالاستناد الى بيان «جنيف-1» الذي صدر في يونيو 2012 وقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بسوريا ووثائق تقدم بها الطرفان.
============================
شبكات التواصل الاجتماعي تحن إلى سيرة الثورة السورية الأولى...ناشطون سوريون داخل حلب يقومون بتنفيذ حملة 'ارفع علم ثورتك' التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال رفع علم الثورة إحياء لذكراها.
العرب  [نُشر في 14/03/2015، العدد: 9856، ص(19)]
دمشق- في الذكرى الخامسة ثوار سوريا يرفعون علم الثورة ويثورون ضد السواد، مؤكدين أنهم جيل أراد الحرية فحاربته دبابات الأسد وبنادق كتائب إيران وسواد رايات أهل الكهوف #ارفع علم ثورتك.
في خضم أحداث الثورة السورية التي تدخل غدا عامها الخامس، والتي فرقوها بتسمياتهم وتحزبهم وعنترياتهم، أطلق ناشطون سوريون حملة على الشبكات الاجتماعية اختاروا لها شعار #ارفع علم ثورتك، تدعو إلى إعادة الثورة إلى سيرتها الأولى، مؤكدين “ثورتنا هي ثورة الحق والعدل في وجه الظلم والطغيان رمزها علمها #ارفع علم ثورتك“.
الحملة التي بدأها الناشطون بنشر هاشتاغ “#ارفع_علم_ثورتك” على تويتر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين والمتضامنين مع الثورة السورية، كما يقوم ناشطون داخل حلب بتنفيذ الحملة من خلال رفع علم الثورة إحياء لذكراها.
وتهدف الحملة إلى توحيد راية الثورة بعلمها الذي بدأت به بعيدا عن التقسيم والتفرق تحت رايات أخرى، وللإبقاء على روح الثورة رغم كل ما تعرّضت له سوريا من قصف وتدمير ومجازر من قبل نظام الأسد والميليشيات الداعمة له، والتي تدعي محاربته كداعش وغيرها.وقال مغردون إن “ثوار سوريا اجتمعوا كلهم على راية الثورة فأتى العابثون وفرضوا رايتهم وعقدوا الولاء البراء عليها!!”.
وكتب مغرد “الحملة تندرج في سياق استعادة رموز الثورة التي تتعرض لحملات مدبرة لاغتيال رموزها بدءا من الأشخاص والقيادات إلى المدن والمناطق الثائرة التي تتعرض لتشويه السمعة ووصولا إلى الهدف والراية..”.
واستغرب مغرد “كيف للإنسان أن يلبس عدة أقنعة ويتلون، أليس أحد أسباب صمودنا في الثورة إلى الآن هو المبدأ”. وثار مغردون على داعش التي قدمت راية أضرت بالثورة كثيرا.
وكتب مغرد “نعم لعلم الثورة، لا للخرق السوداء”. ويقول معلقون إن “الثورة الأطهر والأنقى والأعظم في تاريخ ثورات الشعوب انحرفت عن مسارها الصحيح وضاع صُنَاعها الأوائل بين قتيل في ساحات المعارك أو تحت التعذيب أو مُشرد أو مُهَجر في فيافي الصحراء أو في الخيام المتناثرة في بيداء الرمال القائظة الصاقعة وامتطى صهوة جيادها الرعاع الرقعاء الرويبضاء حاملين رايات لا تمت للثورة بصلة ليقاتلوا أهاليهم وإخوانهم قبل بشار وزبانيته!”.
وأكد بعضهم “ضياع علم الثورة هو ضياع للثورة، لأنه العلم الذي اختلط به دم الثوار.. إنه العلم الذي حاربنا من أجله النظام ومن بعده تنظيم داعش في كل المدن”.
وطالب ناشطون “ارفع علم ثورتك على شرفة منزلك وفي الشارع، ارفع علم الثورة على سيارتك وفي منزلك وفي كل مكان، ارفع علم ثورتك ليغطي علم الثورة المدن المحررة في سوريا الحبيبة وليعيد إلينا أمجاد السلمية والتحرير..”. وكتب مغرد “رسالة الثورة السورية؛ الحرية والكرامة لشعوب العالم”.
وقال معلق “كان رفع علم الاستقلال دليلا على قطع العلاقة مع ماض إجرامي مافيوي #ارفع علم ثورتك“. وقال ناشطون إن الآلة الإعلامية لنظام بشار الأسد وتابعيه أمعنت في محاربتنا إعلاميا وتشويه صورة ثورتنا قدر الإمكان، وقد ساعده في ذلك كثير من الموجودين ضمن صفوفنا. وقال مغرد “ارفع علم ثورتك حقا دون كذب وتلون، والكلام موجه إلى الفصائل التي رفعت العلم ولكنها خانت قيم الثورة وتاجرت بدماء الشهداء”.
وقال ناشط “علم الثورة في القلوب والعقول نعم لكن أيضا لا يجوز أن يختفي أبدا عن الصفحات والساحات والقنوات”، مضيفا “ارفع علم ثورتك في كل مكان وذكر العالم بأنها أنبل وأقسى الثورات في كل العصور”. ورفض مغردون الفرضية القائلة بأن “العلم ليس مهما في الوقت الراهن، خلينا نسقط النظام أولا وبعدها نتفق!”
مؤكدين “هذا الكلام غير منطقي، فالحرص على جودة المنتج الإعلامي للثورة هو جزء من الثورة نفسها، إن العلم والشعارات والخطابات وصفحات فيسبوك وتويتر هي جزء من الحرب التي نخوضها نصرة لوطننا، لا يجب التقليل من قيمة ذلك مطلقا”.
ويسخر مؤيدو بشار الذين يطلق عليهم اسم “المنحبكجية أو الشبيحة أو المتأيرنين نسبة إلى إيران “هذا علم الانتداب الفرنسي الذي يرفعه الخونة!”.
ويقول مناصرو نظام الأسد “ليس من المستغرب أن يكون علم من يسمون أنفسهم “ثوارا” في سوريا هو نفسه علم الانتداب الفرنسي، فهذا العلم يعبر عن رغبات أهل “ثورة” نسفوا مستقبل الأجيال السورية قتلا وترويعا وترهيبا ودمارا وتخريبا، قتلوا الحرية في مهدها بطائفيتهم البغيضة. كل ذلك لكي يتاح لهم رفع هذا العلم الذي كان يمثل حقبة سوداء من تاريخ سوريا”.
والدليل على ذلك “هدفهم تجزيء سوريا وتقسيمها والعودة بالوطن إلى عهد الاستعمار، يعود إلى دلالات النجمات الثلاث في العلم المسمى علم الاستقلال، بكل اختصار: تشير النجمات إلى الدويلات التي يتشكل منها الاتحاد السوري، وهي دولة السنة ودولة الدروز ودولة العلويين”.
من جانب آخر، يدافع مغردون “نسبة علم الاستقلال إلى المستعمر الفرنسي أكذوبة فعلم الاستقلال وضعه الوطنيون السوريون ولم يضعه الفرنسيون ولا صلة لهم به لا من قريب ولا من بعيد، وقد أقرته القيادات الوطنية بعد الاستقلال واجتمع عليه السوريون في ثورتهم، ولا يوجد أي مبرر لتغييره”.
============================
السوريون يتظاهرون في الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة في بلادهم
2015-03-13 وليد أبو الخير من القاهرة
الشرفة
هذا الأسبوع، تدخل الثورة السورية عامها الخامس، وللغاية ينظم نشطاء سوريون فعاليات وتظاهرات ستقام في العديد من العواصم العالمية بدءا من 14 آذار/مارس سيؤكدون فيها على سرقة الثورة من قبل التنظيمات المتطرفة، مع تحميلها مسؤولية مد عمر الثورة ومعها معاناة الشعب السوري.
وستنطلق يوم السبت تظاهرات في كل الدول الأوروبية تستمر لفترة أسبوع على الأقل، حسبما ذكر المنظمون.
وقال الناشط الميداني السابق في دير الزور والموجود حالياً في باريس، ماجد الكيالي، إنه يجري حشد الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل المباشر مع المشاركين.
وقال الكيالي الذي كان قد هرب من سوريا بسبب ملاحقته من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) لانتقاده خلال عمله، "إن التظاهرات ستنطلق في جميع الدول الأوروبية لاحتلال العناوين الإخبارية الأولى في كل البلدان وإشغال الرأي العام العالمي بصورة أشمل".
وأضاف للشرفة أن "السوريين الموجودين في البلاد الأوروبية قرروا هذا العام الاحتفال بالذكرى الرابعة لانطلاق الثورة بشكل مختلف ومكثف".
وأشار إلى أن السوريين في بلاد المهجر سيذكرون "المجتمع الدولي بأن الثورة الحقيقية التي أطلقها النشطاء المدنيون العلمانيون وسقط آلاف الشهداء لأجلها، تمت سرقتها منهم ومن الشعب السوري ككل".
وأكد أن سارق الثورة السورية أصبح معروفا وهو تنظيم داعش ومن قبله تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة وباقي الفصائل المسلحة.
وأشار إلى أن هذه المجموعات قضت على الثورة، "فكل ما يعلق بالأذهان حالياً هو وجود إرهابيين في سوريا، وقد انطمست أخبار الثورة".
الناشطون يدعون إلى مشاركة مكثفة
وأضاف الكيالي أنه بالنسبة لمدينة باريس وباقي المناطق الفرنسية، قام النشطاء السوريون بالتعميم على جميع السوريين اللاجئين والمقيمين بوجوب المشاركة المكثفة هذا العام بالوقفات والتظاهرات، لافتاً إلى أن عدداً من الأحزاب الفرنسية أكدت رغبتها بالمشاركة بإحياء الذكرى.
وتابع قائلاً إنه ستقام فعاليات مشابهة من تنظيم تنسيقيات العواصم الأوروبية في كل من بريطانيا والسويد وألمانيا وهولندا وغيرها.
وقال الشيخ معاذ عبد الكريم الذي كان خطيباً في مسجد العمر في حلب قبل الانتقال إلى القاهرة، إنه "بعد مرور أربع سنوات على الأزمة السورية، فإن الذي يتحمل مسؤولية إطالتها هي الجماعات المتطرفة التي اتخذت من الدين ستاراً لها، والتي بعد دخولها على خط الأزمة، أفقدت الثوار الدعم الدولي المالي والعسكري وحتى الإعلامي".
وأضاف أن الجماعات المتطرفة مسؤولة أيضاً عن تواصل معاناة الشعب السوري الذي هجر منه الملايين فيما يعاني الآخرون من ظروف صعبة في الداخل السوري.
وقال "إن الأمور أصبحت معقدة جداً الآن فبدل تغيير النظام أو على الأقل الحصول على الحقوق التي من أجلها انطلقت الثورة السورية، خصوصاً تلك المطالب المتعلقة بالحريات والعدالة الاجتماعية، أصبح أمام السوريين معضلة أخرى".
وأوضح أن هذه المعضلة هي التخلص من تلك التنظيمات التي فتكت بالسوريين أو قتلتهم وأحكمت سيطرتها على الكثير من المناطق.
من جهته، قال الأستاذ المتقاعد محمود الأمين وهو من الرقة، "أفكر كل يوم وكل مساء، هل هذه هي الحياة التي كنا نحلم بها لدى انطلاقة الثورة وانتشارنا في الميادين [العامة]؟ لأجل هذا الواقع مات آلاف السوريين وهجر الملايين؟"
السوريون يواجهون ظروفا سيئة
وأكد الأمين أن العيش تحت رحمة الجماعات المتطرفة هو "من أسوأ أنواع العيش".
ولفت إلى أنه بعد أربع سنوات أصبحت غالبية السوريين الموجودين في سوريا تحت خط الفقر ويعانون من نقص كبير لكل مستلزمات الحياة الكريمة.
وأضاف أن الذين يعيشون في مناطق سيطرة داعش يعانون من مصادرة حرياتهم بشكل كامل، "وكأنهم في سجن كبير حرّاسه من الإرهابيين القادمين من كل دول العالم لممارسة إرهابهم وجرائمهم".
واليوم لم يتبق أحد من الناشطين الأساسيين الذين كانوا الشرارة الأولى للثورة في سوريا، وفق ما قال للشرفة ماجد حسون، الناشط السابق في مكتب الرقة الإعلامي والمتواجد في تركيا منذ سيطرة داعش على مدينته.
وقال للشرفة إن الناشطين "هربوا من بطش داعش والنصرة وباقي التنظيمات إلى خارج سوريا وتشتتوا، وضاع معهم الحلم بالتغيير".
وشدد على أن انتشار الفكر التكفيري والتنظيمات المتطرفة "أتاح للنظام فرصة للبقاء بحجة مواجهتهم، علماً أن هذه التنظيمات لم تواجه فعلياً قوات النظام بمعارك حقيقية إلا في بعض المناطق المحدودة وذلك لتأمين مناطقها فقط لا أكثر".
وختم حسون أن وجود هذه الجماعات أدى، بالإضافة إلى عرقلة الثورة، إلى انتشار فكر تكفيري خطير ستحتاج سوريا إلى سنوات طويلة للتخلص منه.
============================
سوريون يطلقون الموجة الثانية من الثورة
مروان شلالا
ايلاف
أطلق ناشطون سوريون الموجة الثانية من الثورة، وهدفهم منها استعادة ثورتهم ممن حرفوها عن مسارها الأصلي.
 أنهت الثورة السورية عامها الرابع على إخفاق في تحقيق هدف أعلنته منذ بدايتها، وهو إسقاط نظام بشار الأسد، لكن هذا الاخفاق ما برّد همة الثوار الحقيقيين، الذين لا يريدون إلا الوصول بسوريا إلى بر الخلاص، على أن تكون سوريا التي يريدونها، أي بلد الحرية والعدالة. لذا، شحذ ناشطون سوريون همتهم، واطلقوا الجمعة "الموجة الثانية للثورة لتلافي أخطاء الماضي"،من أجل تصحيح مسار الثورة، وتحقيق أهدافها.
 وهؤلاء الناشطون هم من حركوا الشارع السوري في بداية الاحتجاجات السلمية، قبل أن يعسكر النظام الثورة، ويحولها حربًا أهلية طائفية بغيضة، إلى جانب قيادات مدنية تريد أن تعود ثورتها إلى الشارع، بلا أخطاء.
 وفي صفحة أنشأها هؤلاء الناشطون في موقع فايسبوك، تهدف الموجة الثانية للثورة إلى الاستفادة من دروس وأخطاء المرحلة السابقة، واستعادة الروح الشعبية للثورة، وتحفيز النشاط الثوري، في ظل تجريد الناشطين أنفسهم من الانتماءات السياسية أو التنظيمية، من أجل أن يميزوا أنفسهم عن أي كيان أو جبهة أو هيئة، تحسب نفسها من تيارات المعارضة السورية، الداخلية أو الخارجية.
 يقول مطلقو "الموجة الثانية" إن حراكهم الثوري هذا يسعى إلى تحقيق هدفه عبر التركيز على 8 مجالات أو مسارات تشمل الجوانب السياسية والميدانية والإعلامية والمالية. فهنا تستعيد الثورة السورية جذوتها الأولى، بعدما حرفها النظام قصدًا نحو التطرف؟
============================
25 % نسبة الاضطرابات النفسية:السوريون يجنون من الحرب المجنونة أمراض الاكتئاب والقلق
دمشق/ وكالات
2015-03-14
الثورة نيوز
يعاني العديد من السوريين المرهقين جراء العنف والمنهكين بفعل الأزمة الاقتصادية من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية بعد اربع سنوات من حرب مدمرة.
وكشفت وزارة الصحة السورية نهاية شهر فبراير للمرة الأولى عن حجم الضرر مؤكدة أن الاضطرابات النفسية ازدادت بنسبة 25%عما كانت عليه قبل بدء النزاع، وارتفعت محاولات الانتحار بشكل لافت فيما يحتاج 40% من السوريين الى دعم نفسي واجتماعي.
ويروي اخصائي في القلب ان سيدة سورية في الخامسة والخمسين قصدته في عيادته وسط دمشق لتشكو معاناتها من آلام في الصدر ودقات قلب سريعة. لكن الطبيب أصر على ان هذه العوارض ليست مرتبطة بخلل جسدي.
ويتابع: إنها غالبت دموعها فجاة قبل أن تقول "قتل اثنان من أبنائي في المعارك. ابني الثالث في السجن ولا أعرف شيئا عنه".
ويشير الطبيب الى أن اربعة من كل عشرة مرضى يقصدون عيادته يعانون من الاجهاد والاضطرابات النفسية، وهم في الغالب من النازحين الذين تدنى مستوى معيشتهم بسبب الحرب. ويقول: يعانون الاكتئاب والقلق نتيجة النزاع، ويظهر ذلك أحيانا من خلال عوارض جسدية".
وتسببت الحرب خلال أربع سنوات بمقتل اكثر من 210 آلاف شخص ونزوح نحو 11.4 مليون سوري من منازلهم داخل سوريا وخارجها، من دون ان تظهر في الافق اي حلول بعد. ويتفاقم الوضع كل يوم مع الفظاعات التي يرتكبها تنظيم (داعش).
ويقدر طبيب نفسي يستقبل المرضى في عيادته الصغيرة الواقعة في حي تجاري في دمشق أن "عدد حالات الاكتئاب والتناظر ما بعد المرض النفسي ارتفع بنسبة 30% منذ بدء النزاع عام 2011م. ويلفت الى أن من عوارض هذه الحالات التوتر والقلق والكوابيس.
ويؤكد الطبيب المتخصص في فرنسا أن السوريين باتوا يعانون من "وهن" نفسي وجسدي. ويقول: يخاف الناس من العنف ويعتريهم القلق حيال مستقبلهم".
وقد دمرت الحرب البنى التحتية في سوريا ومحت مناطق واسعة من الوجود وعطلت الاقتصاد الذي تراجع ثلاثة عقود الى الوراء، وفقدت العملة السورية 80% من قيمتها وبات نصف السكان عاطلين عن العمل.
وفي حي القصاع في وسط العاصمة، يدق احد الصيادلة جرس الانذار، حيث يشير الى ارتفاع مبيعات الحبوب المنومة والادوية المضادة للقلق بنسبة ثلاثين في المئة عما كانت عليه عام 2011م.
ويقول: يطلب اكثر من 20 زبونا هذه العقاقير يوميا لكنني اكتفي ببيعها لأربع او خمس حالات بناء على وصفة طبية".
ولم تستثن الاضطرابات النفسية، وفق الطبيب النفسي، البالغين والاطفال. وتروي صباح، اربعينية، كيف ان طفلتها البالغة من العمر عامين اصيبت في احدى المرات بما يعرف بـ"الوسواس القهري" الذي من عوارضه الشعور باستمرار بحاجة ملحة لدى المريض لنتف شعره.
ويوضح الطبيب النفسي أن تداعيات النزاع ستكون جسيمة على المدى الطويل. ويقول: تظهر الاعاقات الجسدية والعقلية اكثر عند انتهاء الحرب لأن الناس منهمكون اليوم بتوفير حاجاتهم الاساسية من تدفئة وغذاء وسواهما".
 
============================
بالذكرى الرابعة.. ناشطون سوريون يطلقون "ارفع علم ثورتك"
مصريوم امس0 تعليقاتياهو 5 زيارة
اخبار ياهو -
نزار محمد-ريف حلب
تزامنا مع الذكرى الرابعة للثورة السورية انطلقت في حلب حملة 'ارفع علم الثورة' بهدف إحياء رمزيات الثورة، فيما يؤكد ناشطون أن تعدد الرايات على الأرض وأخطاء بعض المحسوبين على الثورة تسببت في تراجع نشاط الحراك الثوري.
وبدأ الإعداد لحملة 'ارفع علم الثورة' منذ أيام من قبل مكتب الحراك الثوري في حلب، ويؤكد عضو مكتب الحراك الثوري في اتحاد ثوار حلب أبو محيو الكردي أن الهدف من الحملة هو إعادة علم الثورة للواجهة بعد غياب استمر فترة طويلة، منوها بأن تعدد الرايات كان له الأثر السلبي من الناحيتين العسكرية والسياسية على الثورة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت 'هذه الحملة ستكون داخل وخارج #سوريا من يوم 15 وحتى 18 من الشهر الحالي، وسنقوم بتوزيع نحو خمسة آلاف علم على حواجز الثوار وفي المدارس والشوارع وسنطبع ملصقات تحمل شارة العلم'.
ويتابع 'حلم إسقاط النظام لا يزال موجودا لدى السوريين، خصوصا بعد ازدياد جرائم النظام بحق أهالي حلب ورجم المدينة بمئات البراميل المتفجرة، ربما تغيرت وجهات النظر بطريقة إسقاط النظام لكن ما زال هدف الثورة الأول هو إسقاط الأسد وأركان نظامه، وهذا الهدف الأوحد للسوريين'.
رمز الثورة
أما فؤاد حلاق -شاب حلبي شارك في معظم التظاهرات المناهضة للنظام بحلب وأحد الأعضاء المؤسسين للحملة- فيقول 'بدأت الحملة عبر وسم (هاشتاغ) حمل اسمها للتدليل على رمز ثورتنا، وتطورت الفكرة بإنشاء مناسبة عبر موقع الفيسبوك، ولاحظنا تفاعلا كبيرا من الناشطين على الأرض والذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي'.
ويضيف للجزيرة نت 'تتضمن الحملة طلاء جدران المدينة بغرافيتي يرمز للثورة وتزيين الشوارع والحواجز العسكرية بالعلم الذي يمثلنا، أما بخصوص الحاضنة الشعبية للثورة فهي ليست كما السابق لعدة أسباب، منها هجرة المدنيين من حلب نظرا لازدياد وتيرة القصف الجوي وأخطاء بعض المحسوبين على الثورة بحق المدنيين'.
ضرورة
بينما يرى أبو الجود -ناشط إعلامي وأحد المنظمين للمظاهرات السلمية في حي بستان القصر الخاضع لسيطرة المعارضة- أن الحملة ضرورة ملحة في هذا الوقت الذي يتزامن مع ذكرى الثورة الرابعة، مؤكدا أن 'الثورة اندلعت لتحقيق الحرية والعدل والمساواة وليست لتعزيز التطرف والإرهاب كما يحاول المجتمع الدولي إيصال هذا المفهوم للشعوب العربية والغربية'.
من جانبه، يرى خالد الخطيب -وهو شاب من حلب وشارك في الحراك الثوري منذ بدايته- أن حملة 'ارفع علم الثورة' من أهم الحملات التي ينوي الثوار تنظيمها كونها ستلم شمل المحبين والمخلصين لهذا العلم، ومن ناحية أخرى سترفع معنويات الكثير منهم في وقت بدأ السوريون يفقدون الأمل.
يذكر أن عددا كبيرا من نشطاء حلب وريفها يستعدون للمشاركة في هذه المناسبة، مؤكدين أنهم ما زالوا يناضلون من أجل إسقاط النظام.
============================
بعد 4 أعوام من الثورة.. السوريون أسرى "الاكتئاب" و"الاضطرابات النفسية"
كتب : (أ ف ب)
يعاني العديد من السوريين المرهقين جراء العنف، والمنهكين بفعل الأزمة الاقتصادية، من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية، بعد 4 أعوام من حرب مدمرة.
وكشفت وزارة الصحة السورية، نهاية فبراير الماضي للمرة الأولى، عن حجم الضرر قائلة "ازدادت الاضطرابات النفسية بنسبة 25% عما كانت 40% من السوريين إلى دعم نفسي واجتماعي".
ويروي أخصائي في القلب، لوكالة "فرانس برس"، أن سيدة سورية في الخامسة والخمسين، قصدته في عيادته وسط دمشق، تشكو معاناتها من آلام في الصدر ودقات قلب سريعة، لكن الطبيب أصر على أن هذه العوارض ليست مرتبطة بخلل جسدي.
وتابع، "أنها غالبت دموعها فجأة قبل أن تقول (قتل اثنان من أبنائي في المعارك، ابني الثالث في السجن ولا أعرف شيئا عنه".
ويشير الطبيب إلى اأن 4 من كل 10 مرضى يقصدون عيادته، يعانون من الإجهاد والاضطرابات النفسية، وهم في الغالب م النازحين الذين تدنى مستوى معيشتهم بسبب الحرب، ويقول "يعانون الاكتئاب والقلق نتيجة النزاع، ويظهر ذلك أحيانا من خلال عوارض جسدية".
وتسببت الحرب خلال 4 سنوات، بمقتل أكثر من 210 آلاف شخص، ونزوح نحو 11.4 ملايين سوري من منازلهم داخل سوريا وخارجها، من دون أن تظهر في الأفق أي حلول بعد، ويتفاقم الوضع كل يوم مع الفظاعات التي يرتكبها تنظيم "داعش".
يقول طبيب نفسي، يستقبل المرضى في عيادته الصغيرة الواقعة في حي تجاري في دمشق، أن عدد حالات الاكتئاب والتناظر ما بعد المرض النفسي، ارتفعت بنسبة 30% منذ بدء النزاع عام 2011، ويلفت إلى أن من عوارض هذه الحالات التوتر والقلق والكوابيس.
ويؤكد الطبيب المتخصص في فرنسا، أن السوريين باتوا يعانون من "وهن" نفسي وجسدي، ويقول "يخاف الناس من العنف ويعتريهم القلق حيال مستقبلهم".
ودمرت الحرب البني التحتية في سوريا، ومحت مناطق واسعة من الوجود، وعطلت الاقتصاد الذي تراجع 3 عقود إلى الوراء، وفقدت العملة السورية 80% من قيمتها، وبات نصف السكان عاطلين عن العمل.
ويشير أحد الصيادلة، إلى ارتفاع مبيعات الحبوب المنومة والأدوية المضادة للقلق، بنسبة 30% عما كانت عليه عام 2011، ويقول "يطلب أكثر من 20 زبونا هذه العقاقير يوميا، لكنني أكتفي ببيعها لـ4 أو 5 حالات بناء على وصفة طبية".
وتتولي راهبات مركز الراعي الصالح، الذي كان يستقبل قبل بدء الحرب ضحايا العنف الأسري، تقديم الدعم النفسي للنازحين.
وتوضح منسقة برامج الدعم النفسي، رشا طيري، لـ"فرانس برس"، أن الاتصالات بالمركز لمساعدة الناس المنكوبين، تضاعفت منذ عام 2011.
ويقول أبوسامر، وهو مالك متجر كبير لبيع الأثاث فرغ من زبائنه "نحن يائسون، عمليات القتل مستمرة، لا مازوت للتدفئة ولا كهرباء، أسعار غاز الطهي ليست بمتناولنا، لا أعلم ما سيكون عليه مستقبلي".
ولم تستثن الاضطرابات النفسية، وفق الطبيب النفسي، البالغين والأطفال.
وتروي صباح، وهي امرأة أربعينية، كيف أن طفلتها البالغة من العمر عامين، أصيبت في إحدى المرات بما يعرف بـ"وسواس قهري"، الذي من عوارضه الشعور باستمرار بحاجة ملحة لدى المريض لنتف شعره.
وتعترف صباح، أنها استعانت من جهتها بالمهدئات: "كنا نقيم في منطقة ركن الدين (شمال دمشق)، كنا نسمع أصوات القصف القوي ومداهمات الجنود، اختفت الاضطرابات عندما غيرنا مكان إقامتنا".
وتلاحق الكوابيس طوال الليل، كلا من الشقيقين علي (5 أعوام) وكاوا (7 أعوام)، وتقيم عائلتهما في جرمانا، ضاحية دمشق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، والتي تشهد غالبا سقوط قذائف مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، كما شهدت في الماضي تفجيرات عدة.
ويقول والدهما محمد، "يستيقظان مذعورين، يبول الصغير في سريره ولا يريد أبدا البقاء وحيدا".
ويوضح الطبيب النفسي، أن تداعيات النزاع ستكون جسيمة على المدى الطويل، ويقول "تظهر الإعاقات الجسدية والعقلية أكثر عند انتهاء الحرب، لأن الناس منهمكون اليوم بتوفير حاجاتهم الأساسية من تدفئة وغذاء وسواهما".
============================
مقتل 211 ألفًا من المدنيين والمعارضة المسلحة خلال 4 سنوات للثورة السورية
صدى
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنه قتل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2013 وحتى 10 مارس الجاري، ما لا يقل عن 201 الفا و855 شخصا ما بين مدني ومقاتل في المعارضة المسلحة أغلبهم قضى على يد قوات النظام السوري، فيما لم تتمكن من إحصاء قتلى قوات النظام.
وفي تقرير للشبكة لحصاد 4 سنوات من الأزمة في سوريا، وصل الأناضول نسخة منه، أوضحت أنه “منذ بدء الاحتجاجات السلمية، وثقت الشبكة قتل قوات النظام، 176678 شخصاً مدنياً، من بينهم 18242 طفلاً، و18457 سيدة، و11427 شخصًا قتلو بسبب التعذيب الذي مارسته القوى الأمنية التابعة له، فيما قتل 27496 من المعارضة المسلحة”.
وأوضحت الشبكة أن “نسبة النساء والأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 19%، وهو مؤشر صارخ على تعمد القوات الحكومية استهداف المدنيين عبر عمليات القصف العشوائي والإعدام”، على حد وصفها.
وشددت الشبكة إلى أن النظام “واصل تنفيذ هجمات غير مشروعة ضد المدنيين، من مثل القصف المدفعي والجوي، والقنابل البرميلية، حيث أسقط النظام أكثر من 5150 قنبلة برميلية منذ أول استخدام لها في 1 تشرين أوكتوبر 2012، حتى 20 شباط/فبراير 2015، وتسبب في مقتل 12194 شخصاً، أكثر من 96% منهم مدنيون، وأكثر من 50% من الضحايا هم نساء وأطفال”.
من جانب آخر، سجلت الشبكة “انتهاكات القوات الكردية، ومنها القتل خارج نطاق القانون، حيث ارتكبت القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بشقيها من قوات حماية الشعب، وقوات الأسايش، انتهاكات عدة في المناطق التي تسيطر عليها، كالقتل خارج نطاق القانون، والاعتقال، والتعذيب، والتجنيد الإجباري، وبلغ عدد الضحايا الذين قتلوا على يد القوات الكردية 493 شخصاً”.
وأشات إلى أنه “من بين القتلى 242 مدنيًا، من بينهم 21 طفلاً، و31 سيدة، فيما قتلت251 من مسلحي المعارضة”.
أما من ناحية الانتهاكات على يد الجماعات المتشددة، أكدت الشبكة أن “تنظيم داعش قتل 3967 شخصاً منذ تأسيسه في أبريل 2013، وهم 1054 مدنياً، من بينهم 145 طفلاً، و159 سيدة، فيما قتل 2913 فردًا من مسلحي المعارضة، وذلك عبر عمليات الإعدام، أو القصف العشوائي، أو التعذيب”.
وقتلت “جبهة النصرة 331 شخصاً يتوزعون إلى 258 مدنياً، من بينهم 44 طفلاً، و60 سيدة، فيما قتلت 73 من مسلحي المعارضة”.
كما سجلت الشبكة “الانتهاكات المرتكبة من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة، جراء عمليات القصف العشوائي بقذائف الهاون على المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية، وتسبب ذلك بمقتل 1787 شخصاً يتوزعون إلى 1649 مدنياً، من بينهم 360 طفلاً، و427 سيدة، و138 من مسلحي المعارضة أنفسهم، وذلك خلال عمليات الاشتباك فيما بينهم”.
كذلك وثقت الشبكة “انتهاكات قوات التحالف الدولي، بعد ان بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد تنظيم داعش في 23 سبتمبر 2014، وشنت غارات عديدة على محافظات الرقة، ودير الزور، وإدلب، وخلفت هذه الهجمات، مقتل 103 مدنيين، من بينهم 11 طفلاً، و11 سيدة”.
وفي مارس 2011 ، انطلقت في سوريا احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، ما قابله النظام بمعاجلة أمنية أطلقت صراعاً بين قوات النظام والمعارضة، أوقعت أكثر من 200 ألف قتيل، كما ساهمت بنزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب آخر إحصاءات للأمم المتحدة.
============================
واشنطن في الذكرى الرابعة للثورة: على الأسد أن يرحل
المصدر: ا ف ب
13 آذار 2015 الساعة 00:53
جددت الولايات المتحدة دعوتها الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، مشيدة في الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في سوريا بـ"شجاعة السوريين في وجه الطغيان".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "منذ اربعة اعوام، يرد نظام الاسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والاصلاحات، بوحشية مستمرة وقمع وتدمير". واضافت "كما قلنا منذ وقت طويل، على الاسد ان يرحل ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري".
وشددت المتحدثة على ان رحيل الاسد هو شرط "لاستقرار كامل" في سوريا.
وتابعت "لمناسبة هذه الذكرى المؤلمة، نتذكر جميع من يتألمون والسوريين الشجعان الذين يناضلون ضد الطغيان ويقاتلون من اجل مستقبل يطبعه احترام الحقوق الاساسية والتسامح والازدهار".وفي هذه المناسبة، اعتبر السفير الاميركي في سوريا دانيال روبنشتاين في رسالة على حساب السفارة على موقع فايسبوك ان "تمسك الاسد اليائس بالحكم على وقع الرعب اليومي هو دليل على انه خسر الشرعية منذ وقت طويل وعليه ان يفسح المجال لانتقال سياسي فعلي".
============================
في رسالته بذكرى انطلاق الثورة “روبنتسين” : بشار الأسد فقد الشرعية منذ فترة طويلة
كلنا شركاء
12 آذار/مارس 2015
“مرحبا.. انا دانييل روبنتسين، المبعوث الامريكي الخاص لـسوريا. في الذكرى الرابعة للثورة السورية، نتذكر التطلعات الصادقة للشعب السوري نحو الحرية و الكرامة. و نستذكر الرجال و النساء الشجعان الذين يقفون بوجه الظلم للمطالبة بالعدالة، رغم ما يواجهونه من اخطار. كما انها مناسبة للتذكير بقوة الشعب السوري و وحدته. فعلى مدى اربع سنوات، كانت الوحشية و البطش و التدمير هي رد نظام الأسد على مطالبات السوريين بالحرية و الاصلاح. وإن استماتة الأسد للتشبث بالسلطة عبر الإرهاب الذي يمارسه بشكل يومي هو تذكير لنا جميعا بانه قد فقد الشرعية منذ فترة طويلة وان عليه ان يفسح الطريق امامَ انتقالٍ سياسيٍ حقيقي. إذ لا يمكن ابداً لسوريا ان تكون مستقرة في ظلِّ حكمِ طاغيةٍ مارس نظامهُ التهجير والاعتقالات و التعذيب و القصف بالبراميل المتفجرة و الغازات السامة و التشويه و الاصابات و القتل بحق الكثير من الرجال و النساء و الاطفال الابرياء.
ونحن نحيي هذه المناسبة الحزينة، دعونا نتذكر جميع اولئك الذين تحملوا المعاناة. ولنضع نصب اعيننا ان السوريين الشجعان هم من يجب ان يحددوا مستقبلهم وليس الدكتاتور او المقاتلين الاجانب. ولنكرم ذكرى جميع اولئك الذين ضحوا و الذين يواصلون النضال من اجل السلام و التسامح و الازدهار في سوريا. ان هذا الاسبوع هو تذكير مهم لنا جميعا بالعمل الملح الذي لا يزال امامنا.. وستواصل الولايات المتحدة وقوفها معكم. و شكراً لكم.”
============================
درعا مهد الثورة السورية تستسلم لمشاعر اليأس
ميدل ايست أونلاين
الرمثا (الأردن) - من سليمان الخالدي
لا احد كان يتصور مثل هذا المصير
في جبانة جديدة ببلدة حدودية أردنية بالقرب من مدينة درعا بجنوب سوريا تكاد تكون الأماكن المتاحة للدفن قد نفدت.
وتستقبل "مقبرة الشهداء السوريين" في بلدة الرمثا الضحايا من المدينة الواقعة على الجانب الآخر من الحدود التي اندلعت فيها قبل أربعة أعوام شرارة الحرب الأهلية في سوريا. وأصبحت المقبرة نفسها أيضا ساحة للحرب.
وقال عبد الله الزعبي -وهو متطوع يعمل في المقبرة عمره 32 عاما وكان من قبل مزارعا- "حينما تحتدم المعارك أعرف حينها أن هناك جرحى كثيرين سيأتون إلى الأردن ويصبحون شهداء."
وساعد الزعبي في تغسيل ودفن جثث مئات من المقاتلين والمدنيين الذين توفوا متأثرين بجراحهم بعد أن نقلوا عبر الحدود أو هلكوا في مخيمات اللاجئين في الأردن. ومع ذلك لم تقترب الحرب من نهايتها.
ويفقد العالم الخارجي باطراد الإحساس بالمعاناة والويلات الناجمة عن الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة مئات الآلاف من الناس وأجبرت قرابة 12 مليونا أو نصف السكان على ترك ديارهم على مدى السنوات الأربع المنصرمة.
وأمَّا من فروا من درعا التي نشب فيها القتال أول مرة قبل أربعة أعوام بعد حملة حكومية عنيفة على احتجاجات مطالبة بالديمقراطية تستلهم روح انتفاضات "الربيع العربي" فإنهم يرون كل يوم يحمل في طياته ذكرى مريرة لما قد حدث.
وعودة إلى العام 2011، حينما اجتاحت المظاهرات أنحاء المنطقة وأسقطت حكاما أقوياء في مصر وتونس، خرج سكان درعا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من العنف المفرط للشرطة في التعامل مع شبان اعتقلوا لكتابتهم على الجدران شعارات تنتقد الرئيس بشار الأسد.
وتصور معظم الناس أنها انتفاضة شعبية سرعان ما ستقتلع الأسد من سدة الحكم وترسي الديمقراطية بعد أربعة عقود من حكم الأسرة الواحدة. ولكن لم تسر الأمور على هذا النحو.
وقال أيمن الجاموس -وهو موظف حكومي سابق من درعا- "لم نتصور لحظة واحدة أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه."
"حطب في النار"
واليوم ما زال الأسد يحكم في دمشق وأجزاء من الغرب أما معظم الأجزاء الأخرى للبلاد ففي أيدي المقاتلين السنة من جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بداعش.
وتستعر الحرب بمنطقها الصارم الذي لا يعرف الرحمة. ولا يرى الناس نهاية تلوح في الأفق.
وقال مسعود الحوراني -وهو تاجر سوري في مدينة أربد بشمال الأردن- "معظم الشباب أشبه بالحطب في النار، فهم يغذون هذه الحرب التي لن تعود علينا بنفع أو جدوى."
وأضاف قوله "في البداية كان الأمر واضحا الثوار أو الجيش السوري الحر ضد النظام لكن الآن مع ظهور داعش والقوى المتشددة التي تقاتل وصعود التطرف بات الخوف يستبد بالناس مما يخبئه المستقبل."
وحول درعا عمد كثيرون من بين أكثر من مليون من السكان في البلدات والقرى في سهل حوران الخصيب إما إلى الفرار من الأردن أو انتقلوا إلى قرى أكثر أمنا. وتدمر اقتصاد ما كان يوما سلة خبز سوريا.
وأصبحت المدينة نفسها مقسمة بين أحياء ما زالت تسيطر عليها الحكومة والحي القديم الذي تسيطر عليه قوات المعارضة بالقرب من الرمثا التي تحولت معظم المنازل فيها إلى حطام من جراء معارك الشوارع.
وفي الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة يحصل الموظفون الحكوميون على أجورهم لكن الناس يكافحون للبقاء مع الارتفاع المطرد للأسعار والانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص الوقود. وفي المناطق الريفية التي تسيطر عليها المعارضة أصبحت الحرب الآن المصدر الرئيسي للتوظيف والعمل.
وقال جعفر الشريف البالغ من العمر 27 عاما -وهو مبرمج حاسوب يعيش الآن في بلدة نصيب الحدودية السورية بالقرب من المعبر الرسمي إلى الأردن- "تغيَّر كل شيء وذهب كل شيء قديم والآن لا يجد الناس عملا ومعظم الشباب مع الثوار."
وعلى الرغم من فقدان الأمل في أن يروا سوريا التي كانوا يحلمون بها فإن الكثير من الناس في درعا يقولون إنهم لن يقبلوا ابدا حلا يبقى بموجبه الأسد في الحكم.
وقال الموظف الحكومي السابق الجاموس "في لحظة يأس أتساءل: ماذا فعلنا بأنفسنا؟ ولكن في لحظة هدوء وصفاء أقول: حتى إذا اضطررت إلى ترك أطفالي فلن أتصالح مع النظام.
============================
نائبة رئيس «الائتلاف»: 4 سنوات.. الثورة لإسقاط الأسد
٢٠١٥/٣/١٤ - العدد ١١٩٦
أكدت نائبة رئيس الائتلاف الوطني، نغم غادري، أنَّ السوريين أكثر إصراراً اليوم، وبعد مرور 4 سنوات، على الاستمرار في ثورتهم لإسقاط الأسد، ونظامه رغم الصمت الدولي، وعجزه عن مساعدتهم.
وقالت غادري في حديث لـ «الشرق»: إن السوريين لم ينطلقوا في ثورتهم بدعم دولي، وأن استمرار الثورة نابع من إرادة السوريين، وليس من إرادة دولية.
وشددت على أن الثورة السورية هي ثورة بكل ما تحمله كلمة ثورة من معنى، وهي ليست حرباً أهلية كما يحاول نظام الأسد، وبعض الدول الغربية تصويرها، والسوريون بجميع أطيافهم خرجوا ضد حكم استبدادي، مطالبين بالحرية، والعدالة، وهم اليوم يرفضون الميليشيات المتشددة، التي لا تنتمي إلى إرث السوريين، وثقافتهم.
وقالت الغادري إن السوريين بعد 4 سنوات باتوا يحاربون على جبهةٍ الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش، كما يواجهون النظام، والميليشيات الطائفية، التي استقدمتها إيران، والأسد. وقالت: يجب تذكير العالم أن النظام ليس شريكاً في محاربة الإرهاب، بل هو شريكٌ في الإرهاب، فهو صانعه، والمجتمع الدولي يعرف ذلك تماماً.
ونوهت الغادري إلى أن السوريين سينتصرون في النهاية، وسيتجاوزون سلبيات الثورات العربية، والدماء التي أريقت ستكون حافزاً للسوريين للحفاظ على كينونة الدولة، وديمومة الإنسان.
السوريون مستمرون في تصديهم لكل أشكال القتل والقمع والاعتقال والحصار والتجويع
نائب رئيس الائتلاف غادري لـ الشرق: بعد 4 سنوات السوريون يواصلون ثورتهم حتى إسقاط الأسد
الدمام – أسامة المصري
تدخل الثورة السورية عامها الخامس، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي للأزمة السورية.. ملايين السوريين هُجِّروا وشُرِّدوا من مدنهم وبيوتهم، وبات نصف سكان سوريا في الشتات، فيما يواصل نظام الأسد وشركاؤه الإيرانيون وحلفاؤه الروس، قتال السوريين باستخدام كل أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيماوية. الهيئات الثورية السورية والناشطون يتحدثون باستمرار عن استخدام غاز الكلور ضد المدنيين، أمام أنظار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي يتهمه السوريون بأنه متواطئ مع نظام الأسد تحت ذريعة الفيتو الروسي.
أربع سنوات انقضت، لكنَّ السوريين أيضاً لا يزالون أكثر إصراراً على الاستمرار في ثورتهم لإسقاط الأسد ونظامه رغم العجز الدولي في مساعدتهم.
نغم غادري
نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري السيدة نغم غادري تحدثت لـ «الشرق» وقالت إن السوريين لم ينطلقوا في ثورتهم بدعم دولي، ولهذا فهم سيواصلون ثورتهم حتى إسقاط الأسد والنظام بكل رموزه، وأكدت أن استمرار الثورة نابع من إرادة السوريين وليس من إرادة دولية.
وأوضحت أن المجتمع الدولي ودولاً إقليمية أرادت للثورة هذا المصير لتكون عبرة لكل الشعوب حتى لا تثور ضد حكامها، وأشارت غادري إلى موقف الدول الكبرى من موسكو إلى واشنطن مروراً بطهران.
الغادري أكدت أن الثورة السورية هي ثورة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهي ليست حرباً أهلية كما يحاول نظام الأسد وبعض الدول الغربية تصويرها، والسوريون بجميع أطيافهم خرجوا ضد حكم استبدادي مطالبين بالحرية والعدالة، وهم اليوم يرفضون المليشيات المتشددة، التي لا تنتمي لإرث السوريين وثقافتهم.
النظام شريك في الإرهاب
وقالت الغادري إن السوريين بعد أربع سنوات باتوا يحاربون على جبهةٍ الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش، كما يواجهون النظام والمليشيات الطائفية التي استقدمتها إيران والأسد. وقالت: يجب تذكير العالم أن النظام ليس شريكاً في محاربة الإرهاب، بل النظام شريكٌ في الإرهاب، وهو صانعه والمجتمع الدولي يعرف ذلك تماماً.
ونوهـت الغـادري إلـى أن السوريين سينتصرون في النهاية وسيتجاوزون سلبيات الثورات العربية، والدماء التي أسيلت على مدى أربع سنوات ستكون حافزاً للسوريين للحفاظ على كينونة الدولة وديمومة الإنسان.
وقالت الغادري إنه آن الأوان لوقف القتل وإسالة الدماء، ويجب على كل من أيَّد النظام أن يعلم أن الدم يجر إلى الدم، وأن الحرية لكل إنسان وليست لفئة دون أخرى.
ملايين السوريين مشردون
وأشـارت الغـادري إلـى أن السوريين لجأوا إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة منذ بداية الثورة، وهاتان المنظمتان كانتا عاجزتين عن حماية السوريين من ممارسات النظام في القتل والتنكيل والتدمير، وأوضحت الغادري أن شرعة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تضمن حق العيش الكريم والآمن لكل البشر والشعوب، لكن الأمم المتحدة يبدو أنها تعمل على حماية الأنظمة وليس الشعوب ومجلس الأمن تحول لحماية الحكام المجرمين.
وقالت الغادري إنه بعد أربع سنوات أصبح نصف الشعب السوري مشرداً في بقاع الأرض، ومنهم من هو في حالة نزوح متكرر، وهناك عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين، وملايين الأطفال بلا مأوى وبحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والتعليم.
وأضافت أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً ضد نظام الأسد رغم كل الأدلة التي قدمت لها من استخدام الأسلحة الكيماوية إلى شهادات التعذيب وتصفية الآلاف من السوريين في السجون، وأكدت أنه لا يوجد إرادة دولية لحل سياسي ولإجبار الأسد على الرحيل رغم كل ما ارتكبه من جرائم، ونوهت إلى أن المجتمع الدولي صادر سلاح الجريمة وترك المجرم يمارس القتل أمام أنظار العالم. وأشارت الغادري إلى أن النظام استطاع إفشال المفاضات في مؤتمر جنيف، بحسب شهادة الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي.
إرهاب داعش والأسد
وقالت الغادري إن المجتمع الدولي استطاع أن يشكل تحالفاً من 62 دولة ضد إرهاب داعش، لكنهم اختلفوا على الإرهاب الذي يمارسه الأسد في الطرف المقابل، وتناسى المجتمع الدولي ملايين السورين الذين باتوا يعيشون بين مطرقة تنظيم داعش وسندان نظام الأسد، والتزم المجتمع الدولي الصمت تجاه التدخل الإيراني السافر عبر إرسال عشرات الآلاف من المرتزقة إلى سوريا، من جنسيات إيرانية وباكستانية وأفغانية وبنغلاديشية، الذين تنقلهم إيران بحسب الطلب والحاجة من جبهة إلى أخرى. وطالبت نائب رئيس الائتلاف حكومات هذه الدولة بالإعلان عن موقف واضح تجاه رعاياها من المرتزقة الذين تجندهم إيران، وإلا فهذه الحكومات شريكة للنظام وإيران في قتل السوريين، وأشارت إلى أن المرتزقة من الشيشان، الذين يقاتلون مع النظام وتنظيم داعش هم مواطنون روس ويحملون جوازات سفر روسية وحكومة الرئيس بوتين مسؤولة عن إرسالهم إلى سوريا.
المساعدات تتناقص
وحول الوضع الإنساني بعد أربع سنوات من عمر الثورة والأزمة، أوضحت الغادري أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد والمساعدات تتناقص، وأضافت أن هذه مسؤولية المجتمع الدولي لأن أي دولة وحدها غير قادرة على سد الحاجات الإنسانية للمتضررين من الصراع واللاجئين في الداخل والخارج، وأشارت إلى ضرورة أن تتحول البرامج التي تقدمها المنظمات الدولية من تقديم السلال الغذائية إلى العمل على إقامة مشاريع صغيرة في المناطق المحررة أو حيث يوجد السوريون، كما طبق في السودان والصومال، خاصة أن السوريين يبدون استعدادات كبيرة لمشاريع تنموية لسد حاجاتهم بالعمل وليس تلقي المساعدات والسلال الغذائية، التي بدورها غير قادرة على سد رمق ملايين المشردين، وأكدت أن القرار الدولي رقم 2165 الذي ينص على إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين دون إخطار النظام، لم ينفذ في كثير من المناطق التي يمارس فيها النظام سياسة الجوع أو الركوع، وقالت إن هناك كثيراً من المناطق المحاصرة عجزت الأمم المتحدة عن إيصال المساعدات لها ضمن سياق تنفيذ هذا القرار، وأضافت أن عدم تطبيق القرارات الدولية في هذا الخصوص وسكوت الأمم المتحدة عن ذلك يعتبر جريمة في حق الإنسانية ترتكب بحق السوريين.
وأكدت الغادري أن معظم الدول التي أبدت استعدادها لمساعدة السوريين منذ تأسيس المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف السوري لم تفِ سوى بـ 10% من وعودها تجاه الثورة السورية، والدعم السياسي للائتلاف لم يكن متوازياً مع الدعم العسكري لتحقيق التوازن وإجبار النظام على الدخول في تسوية سياسية.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١١٩٦) صفحة (١٢) بتاريخ (١٤-٠٣-٢٠١٥)
============================
4 أعوام على الثورة السورية... دروس وعبر
محمد داوود اون المش - 14 مارس, 2015 2:44 مساءا
خاص لـ "تركيا بوست"
بعد مرور أربع سنوات على انطلاقة شرارة الثورة السورية تبين لنا أن التغيير الجذري لن يكون سهلاً، وأن الثورات التي تمت بسرعة، وانتهت بإسقاط النظام في مصر أو ليبيا لم تكن إلّا حصان طروادة لتعود الأنظمة بعدها عودة انتقامية، أو كانت مفتاحاً لحرب طويلة الأمد لن تتنتهي قبل الثورة السورية.
ولعلّ أهم سؤال يطرح الآن: ماذا استفاد السوريون، والعرب، بل والعالم كلّه من الثورة السورية، التي ما زالت في بداياتها حتى الآن؟
ماذا كان علينا أن نعمل حتى نتجنّب ما حصل ونصل إلى برِّ الأمان دون أن نعرّض البلاد كلها إلى الدمار والفساد؟ وهل كان بالإمكان فعلاً حسم الأمر عسكرياً من قبل تركيا أو حلُّ الأزمة سياسياً عن طريق المفاوضات والانتخابات؟
في الحقيقة كانت الثورة السورية سلسلة من الدروس التي يجب أن تدرس بعناية، ولا يتم إهمال أي فصلٍ منها لكي يستفيد منها أبناؤنا حين دراستهم للتاريخ، فلا يقعوا في الأخطاء التي وقعنا فيها.
لقد كشفت قصورنا في فهم طبيعة الأشياء والعالم من حولنا، وبيّنت لنا أنّه لا شيء مما يبدو قد يكون صحيحاً.
ولننظر إلى بعض أهم الأطراف الفاعلين في الأزمة السورية وتفاعلهم مع الأحداث، ونحاول أن نستخرج دروساً أعمق للسنة القاددمة، ونحولّها إلى خطط فعلية في المراحل القادمة :
أولا : تركيا والثورة السورية
كانت تركيا منذ بداية الثورات واقفة إلى جانب الشعوب الثائرة، وقد أيدت الثورة السورية بشدّة، وشجبت واستنكرت كل من يدعمون ويؤيدون نظام الأسد، وكان الجو السائد في بدايات الثورة يشير إلى أن تركيا ستقوم بعملية برية في سورية، وتحسم الأمر لصالح الثورة، ولا أنسى "أردوغان" حين خاطب بشار الأسد قائلاً: "يا بشّار ، من دقَّ دُقَّ!"
لكن تغلبت لعبة التوازنات السياسية على الناحية الإنسانية، وكانت تركيا بين خيارين: إمّا أن تدخل في مستنقع الحرب السورية فتضعف وتستنزف قوتها كما حصل لإيران، أو أن تقف موقف المتفرج من الحرب، ولا تتحرك دون إذن من المعسكر الغربي. ولم يكن هناك داعٍ للكثير من التفكير في هذه المرحلة، فقد فضلّت تركيا الخيار الثاني، واكتفت بشجب واستنكار المجازر الحاصلة من طرف جيش بشار.
هذا إلى جانب استضافة اللاجئين السوريين، وغض الطرف عن العمالة السورية غير المرخّصة، والتسهيلات الكثيرة للاجئين السوريين، وهذه الأمور جعلت الحكومة التركية محبوبة عند الكثير من السوريين.
ثانياً : تنظيم الدولة الإسلامية والثورة السورية
لعلًّ قصة النجاح الوحيدة الحاصلة على الأرض في سورية هي قصة تنظيم الدولة، وأقصد بالنجاح هنا قيام تنظيم مسلّح بفرض سيطرته على أجزاء واسعة من الأراضي، وإقامة نظامه الاقتصادي والسياسي والعسكري عليه.
ولعلّ في قصة تنظيم الدولة وحدها الكثير الكثير من الدروس التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، بدلاً من طرح نظرية المؤامرة في سرِّ نجاح هذا التنظيم.
كيف قام هذا التنظيم؟ ومن هم جنوده المخلصون؟ ومن هم قادته؟ وكيف استطاع -في غابة الصراع السوري- أن يفرض نفسه من خلال معرفته إدارة التوازنات في المنطقة، وجعل كل الاطراف محتاجةً له في وقتٍ من الأوقات، إلى جانب إقامته لنظام اقتصادي قوي دون عجزٍ في الميزانية، مع قدرته الدائمة على تعويض الخسائر البشرية، واستخدام الإعلام كسلاح بارز وفعّال في حربه؟
وكل من يتابع إصدارات "داعش" يصاب بالذهول من إمكانية هؤلاء "شيوخ الصحراء" من القيام بعملٍ فني احترافي يسبق في حرفيته ومهنيته القنوات العربية الرسمية بمراحل ومراحل!
يجب علينا كمسلمين سنة أن ندرس قصة نشأة التنظيم علّنا نستطيع أن نقدّم في كتاباتنا التاريخية المستقبلية تصوراً واضحاً عن الأحداث دون أن نترك الأمور تحت الضباب.
ولعلّ في دراسة قيام هذا التنظيم أملاً لنا بأننا نستطيع إن قمنا بدراسة العوامل المبينة أعلاه أن نقيم دولةّ كاملة إسلامية رغماً عن النظام الدولي، دون أن نتَّهم أنفسنا حينها بالمؤامرة.
ثالثاً : إيران والثورة السورية
لم نكن نحن المسلمون السنة لنعلم أنَّ حجم العداء الموجّه لنا من الشيعة بهذا الحجم! كنا نسمع فقط من العراقيين عن بعض القصص الوحشية، ونعزوها إلى الحرب الطائفية في العراق، وبعد أن بدأت الثورة السورية رأينا جحافل الشيعة من كل مكانٍ في العالم تخوض حربها المقدّسة على أهل السنة في سورية والعراق!
وقد نجح تنظيم الدولة في نقل الصراع إلى العراق، مما ساهم قليلاً في التخفيف على الجبهة السورية، إلا أنّه وبسبب غياب التنسيق، بل والقتال بين الأطراف السورية، فإن هذا الأمر لم يساعد أبداً في الثورة السورية. 
وقد كانت الثورة السورية بمثابة الامتحان النهائي لإيران تجاه أهل السنة، حتى لم يبق مجال لسنيّ حتى يدافع عن إيران، أو أن يقف إلى صفها بعد مجازرها التي فاقت مجازر اليهود وحشية وإجراماً!
ولعلّ دخول إيران في هذا الحرب وانجرارها لها مصلحةً أمريكية بحتة في استنزاف موارد قوة معادية، مع أنً إيران لا تعتبر خاسرة مقابل مكاسبها في سورية واليمن.
إلا أنَّ أكبر خسارة كانت في تغّير صورتها وصورة ابنتها على حدود "إسرائيل" "حزب الله" عند الكثيرين من المسلمين، الذين كانوا يؤملون في القوتين خيراً.
الثورة السورية والثورة الفرنسية
كانت أوروبا قابعة في ظلمة الحكم الكنسي الإقطاعي الجائر، حتى ثار الشعب وبدأت الثورة الفرنسية، وحصل هرج ومرج، وصارت أوروبا وفرنسا على وجه التخصيص مسرحاً للإبادات الجماعية والمجازر، فقتل في 10 أعوام ما يقارب من مليونين إنسان حسب بعض التقديرات، وكل هذا كان لأجل تغيير النظام الإقطاعي الظالم إلى نظام أقل ظلماً، ولا زال العالم اليوم يشكو من ظلم غياب الإسلام عن وجه الأرض.
ولعلَّ الثورة السورية تكون بدايةً لتغيير العالم نحو الخلافة الإسلامية الراشدة، التي هي جزء من عقيدتنا نحن كمسلمين، ولكن علينا أخذ الدروس والتجارب، ولعلَّ سورية هي فركة أذن فقط إن جاز التعبير،  لننتبه إلى أنفسنا وإلى العالم المحيط بنا، ونستشعر نحن أننا مسؤولين أمام الله في حكم الأرض وإقامة دين الإسلام، دين الرحمة والسماحة فيه، وقد يكون مسرح المعركة القادمة في أوروبا أو في فلسطين، والله غالبٌ على أمره.
 
 
المصدر: تركيا بوست
============================
في ذكرى الثورة السورية.. مساعدات أمريكا مازالت "غير فتاكة" و70 مليون ترفع قيمة دعمها إلى 400 مليون دولار
رويترز
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعمل مع الكونجرس لتقديم مساعدات جديدة غير فتاكة بقيمة نحو 70 مليون دولار للمعارضة السورية التي تقاتل نظام بشار الأسد.
وتأتي هذه المساعدات في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي بشكل منفصل لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية في سوريا".
وقالت الوزارة في بيان أمس إن المساعدات غير الفتاكة ستذهب إلى توفير خدمات مجتمعية أساسية ومساندة "وحدات منتقاة" من المعارضة السورية والتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات النظام السوري.
وقال أليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان "لطالما قلنا إن الأسد يجب أن يرحل وأن يتم إبداله من خلال انتقال سياسي عبر التفاوض يكون مُعبِّراً عن إرادة الشعب السوري".
وقالت وزارة الخارجية إنه بهذه المساعدات غير الفتاكة التي أعلن عنها في الذكرى السنوية الرابعة لقيام الثورة على الأسد يصل مجمل المساندة الأمريكية إلى قرابة 400 مليون دولار.
============================
4 أعوام على الثورة السورية.. والسلاح في يد الجميع
دوت مصر
4 أعوام على انتقال الثورة السورية من الحراك السلمي إلى الحراك المسلح، كانت كفيلة للسماح بانتشار السلاح في جميع المناطق السورية بشكل غير معهود بين المدنيين، الأمر الذي خلف الكثير من حوادث الصدام المسلح في المناطق السورية، وشكل تهديدا حقيقيا بحسب رأي الأهالي القاطنين في تلك المناطق.
يقول (م ب) لـ"دوت مصر"، وهو أحد شهود العيان على حادثة حصلت في ريف إدلب، وتحديدا قرية أرمناز: "بدأ الأمر بمشكلة بسيطة، أو يمكن القول إنها مشكلة تافهة، ولكن سرعان ما تحولت المشكلة إلى صدام بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عائلتين في القرية، وكانت نتيجته إصابة 4 أطفال بينهم طفل في حالة خطرة، إذ أصيب في رأسه بطلقة عمياء خرجت من أحد الطرفين".
وفي ذات السياق يقول الملازم محمد، وهو ضابط منشق عن نظام الأسد، ويعمل في صفوف المعارضة المسلحة، في تعليق على هذا الأمر لـ"دوت مصر": "انتشار السلاح في أيدي الموطنين جاء نتيجة عدة ظروف، أهمها أن الكفاح المسلح كان ذا طابع مدني شعبي، ولم يكن قتال بين جيشين حيث ينحصر السلاح في يد جيش معين، والأمر الآخر يعود إلى أن المدنيين يعتبرون سلاحهم للدفاع عن النفس، وحق مشروع لهم، وأيضا أغلب تجار السلاح هم من المدنيين".
ويضيف الملازم: "إن تعدد الفصائل ودخول الكثير من الموالين فيها كان العامل الأكثر خطورة في السماح بامتلاك السلاح من قبل أشخاص غير كفء لحمله، مما ساعد على انتشاره بشكل كبير بين عامة الشعب، وحاليا لا يستطيع أحد إيقاف هذا الانفلات إلا بوجود قوة على الأرض قادرة على ضبط الأمور، وسن قوانين وتشريعات تمنع بموجبه حمل السلاح إلا للأشخاص العسكريين فقط".
============================
هل ستنتصر الثورة السورية ؟؟؟!!! بقلم د. موفق مصطفى السباعي
سودانيز اون لاين
موفق مصطفى السباعي-Dubai , UAE
.. ونحن نودع العام الرابع لانطلاقة الثورة .. ونستقبل العام الخامس !!!
نشاهد أنه قد :
أصبح عدد غير قليل من السوريين .. وغير السوريين يسألون هذا السؤال في الأيام الأخيرة !!!
وهم يتأوهون .. ويتنهدون .. بل وبعضهم يرفعون عقيرتهم .. ويقولون : بصوت عالٍ ..وبنبرة متشنجة !!!
وماذا جلبت لنا هذه الثورة ، غير الخراب والدمار .. والقتل والتشرد !!!
وأرجعتنا إلى الوراء مئات السنين ؟؟؟
هؤلاء .. وأولئك .. لا يرون الحياة الدنيا .. إلا أبنية ، وشوارع ، وخدمات مادية .. ومتع ، وملذات فحسب .. فإذا خسروها .. خسروا الحياة الدنيا كلها !!!
أولئك كالأنعام .. بل هم أضل سبيلاً !!!
لكن الذين اتقوا ربهم .. وآمنوا بأن قيم الحياة الدنيا .. هي في الحفاظ على حرية الإنسان .. وكرامته .. وعزته .. وعرضه .. وشرفه .. ودينه ثم بعد ذلك ماله وأرضه !!!
هؤلاء يرون أن الثورة السورية حتى الآن .. وبعد مضي أربع سنوات من الكفاح المرير .. والنضال الشديد .. والقتل المستفحل .. والكيد والمكر .. الذي يزلزل الجبال الراسيات !!!
هي المنتصرة .. وهي الفائزة .. وهي الرابحة !!!
والدليل المادي .. الميداني .. الواقعي يقول :
أنها لا تزال مستمرة .. ولا تزال فئات مؤمنة بالثورة .. تكافح .. وتناضل .. وتقاتل !!!
بالرغم من قلة عددها .. وعتادها .. وضعف تخطيطها .. وقلة خبرتها في القتال .. وشح إمكانياتها المادية!!!
وبالرغم من الجوع .. والفقر .. والبرد .. والزمهرير الذي يعانيه الثوار وأهلهم !!!
وبالرغم من اجتماع الدنيا كلها .. بخيلها .. ورجلها .. ومكرها .. وكيدها على إطفاء جذوة الثورة !!!
وتحالف دول العالم كله .. سواء التي تدعي الحرية .. والديمقراطية .. أو التي تدعي حرصها .. وعطفها .. وحنانها على حقوق الإنسان .. أو التي تدعي مقاومة الشيطان الأكبر .. أو التي تدعي الإشتراكية .. والعدالة .. والمساواة !!!
كلها قد رمت الثورة السورية عن قوس واحدة !!!
كما حصل في غزوة الأحزاب .. حينما اجتمعت كل قبائل العرب .. واليهود على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه !!!
بل لا نكون مبالغين إذا قلنا :
أن هذه الحرب الشعواء .. التي تُشن على الثورة السورية !!!
لهي أشد ضراوة .. وقسوة .. ومرارة .. ومكراً ودهاءً .. من غزوة الأحزاب التي وصفها الله تعالى .. بأقوى العبارات .. وأشدها بياناً :
إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ﴿١٠﴾ هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟ زِلْزَالًۭا شَدِيدًۭا ﴿١١) الأحزاب
لأنه بكل بساطة :
يوم الأحزاب :
اجتمعت قبائل الجزيرة العربية فقط !!!
ويهود بني قريظة ضد المسلمين !!!
بينما :
يوم الثورة السورية :
اجتمعت قبائل العرب كلها من الخليج إلى المحيط .. إلا من رحم الله !!!
وقبائل الشيعة الفارسية .. المجوسية ماعدا ثلة قليلة .. من الشيعة العرب .. غير الموالين لولاية السفيه الإيراني المجوسي !!!
والباطنيون من النصيريين .. والدروز .. والإسماعليين وسواهم .. إلا أفراد قليلون !!!
وأبناء الصليب .. سوريون .. وعرب .. وعجم .. وشرق .. وغرب .. إلا أفراد قليلون !!!ً
وبنو يهود !!!
وعلمانيون .. واشتراكيون .. وقوميون .. ويساريون .. إلا أفراد معدودون !!!
وذراري المسلمين .. المغفلين .. التائهين .. الضائعين .. البائعين دينهم بدراهم معدودة !!!
كل هذه الكتل البشرية المتلاحمة .. المتعاضدة اجتمعت على محاربة الثورة السورية .. بطرق شتى .. سرية .. أو علنية !!!
ولذلك :
فإن مجرد استمرار الثورة كل هذه المدة الطويلة .. وتساقط الضحايا يومياً .. وتهدم الأبنية فوق رؤوس ساكنيها يومياً .. واستخدام المجرمين لكل أنواع الأسلحة الفتاكة .. للصد عن سبيل الله .. والصد عن سبيل الثورة .. ولتركيع الثوار .. وإذلالهم .. وقهرهم .. وإجبارهم على التراجع .. والعودة إلى جحر الطاعة .. إلى هبل الأكبر !!!
لهو دليل ساطع .. واضح على حيوية الثورة .. وعلى توقد جذوتها .. واستمرار شعلتها اللاهبة .. التي تضيئ سبيل السالكين !!!
سيصيح المثبطون .. والمهزومون .. والمعوقون باستنكار شديد .. كيف ؟؟؟!!!
سأقول بكل أمانة .. وصدق .. وبموضوعية تامة .. وبتجرد كامل :
منذ اليوم الأول لانطلاق شرارة الثورة السورية .. في آذار عام 2011 .. فإن النظام النصيري المجرم ، لم يألو جهداً . . ولم يتردد لحظة واحدة ، في قذف المتظاهرين ، بحمم الرصاص .. حتى تخضبت الأرض بالدماء من اليوم الأول !!!
ولكن الشعب السوري استمر بكل عنفوانه .. وصموده .. يقدم الضحايا .. تلو الضحايا .. لمدة ستة أشهر تقريباً .. قبل أن يبدأ بحمل السلاح .. دون أي تقهقر أو تراجع !!!
بالرغم من أن الثائرين .. كانوا لا يشكلون إلا ربع أو ثلث الشعب !!!
هذه الفئة القليلة على عجرها وبجرها .. وسيئاتها وسلبياتها .. وقلة إمكانياتها .. وضعف التنسيق بين مكوناتها .. وفقدان القيادة الواحدة !!!
أصرت على المضي في تحدي الطاغوت الأسدي .. والإيراني والشيعي .. في الوقت الذي عجزت شعوب عربية عديدة .. أن تستمر ولو لبضعة أسابيع .. وليس أشهر .. في مظاهراتها ضد طواغيتها !!!
فانكفأت راجعة إلى جحورها تعلن الطاعة .. والإنصياع لجلاديها !!!
وبقي الشعب السوري الوحيد في ساحة المعركة .. ينازل جيوش الظلام .. جيوش الطغيان الأسدية والإيرانية .. والشيعية .. واليسارية .. والعلمانية .. والقومية من كافة أقطار الدنيا .. إضافة إلى جنود من ذراري المسلمين الذين طُبع على قلوبهم أكنة .. وخُتم على أسماعهم .. وأبصارهم غشاوة .. فلا يرون إلا ما يرى أعداء الإسلام والمسلمين !!!
هل يستطيع أي مخلوق خبير في تاريخ البشرية .. أن يأتنا ولو بمثل واحد على ثورة .. قامت في بلد من البلدان !!!
وقامت الدنيا على بكرة أبيها تحاربها .. وتقاومها !!!
ومع هذا بقيت صامدة .. ثابتة .. شامخة .. عصية على كل الرياح الهوجاء .. التي تكاد تقتلع الجبال الراسيات .. كما هو الحال في الثورة السورية ؟؟؟!!!
إنا منتظرون الجواب !!!
وإنا على يقين .. لمنتصرون .. مهما اسود الظلام .. وادلهم الليل !!!
فوعد الله ثابت .. لا يخلف الميعاد !!!
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلْأَشْهَـٰدُ غافر آية 51
صدق الله العظيم !!!
الجمعة 24 جمادى الأولى 1436
13 آذار 2015
د. موفق مصطف
============================
تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
عبدالرحمن مطر
الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 08:23
 
عاماً رابعاً ينقضي على انتفاضة السوريين ضد الاستبداد وسلطة التسلط والقمع، في انطلاقة تاريخية جسدتها الثورة السورية، تحت هدف رئيس وعنوان جامع هو الحرية والكرامة، في بلد رزح تحت طغمة أمنية - عسكرية حاكمة باسم باسم البعث منذ آذار مارس 1963، صادرت الحريات الأساسية للمجتمع السوري، ووضعت حداً لمخاضات الدولة المدنية، التي كانت تتشكل حتى قيام الوحدة السورية – المصرية، التي كانت سبّاقة – بدورها - في وأد الحياة السياسية السورية، وصولاً الى استراتيجية ممنهجة لعسكرة المجتمع والدولة بتنظيمات شعبية غير حكومية، غير مستقلة، تدين بالولاء للمؤسسات الأمنية - البعثية، التي تفردت بحكم سورية لما يزيد عن أربعين عاماً، ولاتزال حتى اليوم. عبر ماعرف بقانون الطوارئ، وملاحقة المثقفين والسياسيين، خاصة ذوي الانتماءات اليسارية المدنية، باستخدام كل وسائل التصفية، والتغييب القسري، بمختلف أشكالها.
ماحدث في سوريا، لم يكن مفاجئاً، الربيع العربي، ساهم في كسر جدار الخوف والقمع، فظهر الغليان الشعبي الى السطح. ارهاصات التمرد على الطغاة، كانت تتواتر، وتتراكم، بفعل حركة التغيير والمطالبات بالحريات والحقوق، التي لم تنقطع، ولم يستطع النظام إخماد جذوتها، المتجذرة في عمق المجتمع السوري، والتي واجهها بعنف ممنهج متصاعد، خاصة مع انقلاب 1970، الذي اتسم بتصفية الخصوم السياسيين من مختلف التيارات، وطُبِعَ بممارسة أشدّ أساليب القمع والإضطهاد، الى درجة الابتكار. وصلت ذروتها طوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي: سنوات المعتقلات والمذابح، والخراب.
واجه نظام الأسد الثورة ببطش دموي، وفظائع متواصلة، موصوفة كجرائم حرب، وفق القانون الدولي الإنساني، وأجبر السوريين على حمل السلاح، للدفاع عن أنفسهم وحماية أعراضهم و ممتلكاتهم والدفاع أيضاً عن حقهم المشروع بالمطالبة بالحريات والحقوق، في زوال الإستبداد وتحقيق التغيير. كانت سياسات النظام، أكثر مما يمكن تصوره، مع ادراك مبلغ الاحتراف في القتل والتدمير. لكن المجتمع الدولي الذي يمتلك القدرة، عبر أدواتٍ سياسية بالدرجة الأولى، لم يكن ينظر الى ما يحدث سوى أنه تمردٌ لقطاعات وطنية سورية – مسلحة إسلامية تالياً – ضد السلطة الحالكمة في دمشق، ترتب على هذه القناعة، إيهام السوريين بتقديم الدعم للثورة وقوى حراكها الوطني، لكن التغاضي عن جرائم الأسد كانت هي الحقيقة التي استطاع الطاغية الإفادة منها الى اقصى درجة، وصلت اليوم الى المجاهرة بإمكانية أعادة تأهيل النظام، للانخراط في تسوية سياسية، لا يرى الغرب بديلاً عنها، طالما انه لا يريد لأي طرف، أن يحقق تقدماً يفرض الذهاب إلى التفاوض.
عززت السنوات الأربع من عمر المواجهة بين قوى الثورة ونظام الأسد، جملة معطيات أساسية، تتأصل كسماتٍ وظواهر للصراعات، وتتعمق كحقائق في مسار الحالة السورية بمختلف مسمياتها " ثورة،انتفاضة،أزمة، تمرد.. ":
أولاً – انقسام وتشرذم قوى وتيارات المعارضة السورية، التي لم تستطع مؤسسات المعارضة، التي انشئت، وفقاً لرؤى تخدم مصالح مؤقتة لأطراف داعمة، لم تستطع التخفيف من حدّتها، أوأن تفضي إلى حوار بنّاء فيما بينها. أدت التناحرات والانقسامات، وعمليات الإقصاء والتهميش، والفساد المالي والإداري، وتسلط تيارات على أخرى، واستئثارها بالقرار، في مختلف مؤسسات المعارضة، الى فشلها، وانعكاس ذلك سلبياً على الثورة السورية، تتحمل مسؤولياته القوى المكونة للائتلاف، والمجلس الوطني، بالطبع.
ثانياً – التأثير المباشر للقوى الاقليمية في الثورة السورية، وتصاعد حدّة المواجهة في دائرة التجاذبات الدولية، بما يشكل تدخلاً بيّناً وواضحاً في صناعة الأحداث على الأرض، وفي مجرياتها، ما افقدها استقلالية القرار الوطني، خاصة في الدول المضيفة للمعارضة السورية، وهو في محصلة أربعة أعوام تأثير سلبي، أفقد الثورة الكثير من خصائصها، في لعبة المصالح والتوازنات الإقليمية.
ثالثاً – ظهور التنظيمات الارهابية، التي استولت على مناطق الثورة، وحاربت قواها ومنعت العمل المدني، ولاحقت نشطاءه، أسوة بما يرتكبه نظام الأسد. الأمر الذي أدى – إضافة لشلل المعارضة – الى انحسار الدعم الدولي لقوى الثورة، مع استمرار دعم نظام الأسد، بصورة لا محدودة من قبل إيران وروسيا، ودول اخرى غير منظورة. وأضحت محاربة الإرهاب، أولوية على إنهاء أسباب نشوئه وانتشاره في المنطقة. وفي الوقع، إسقاط نظام الأسد، لم تكن سوى دعوة ..وحلماً سورياً ..فقط !
رابعاً – التدخل الخارجي في سوريا من أوسع أبوابه، ويتمثل اليوم باحتلال إيراني عسكري مباشر، في مناطق مختلفة من سورية، وسيطرة طهران على المؤسسات الأمنية والعسكرية، عبر الإشراف على إدارتها ووضع مخططات عملها وتنفيذها.
خامساً – خسر السوريون استقرارهم، وأمنهم، وقضى مايزيد على مئتي ألف شهيد، وأكثر من ربع مليون معتقل، و11 مليون نازح ومهجر ولاجئ، 4 مليون منهم في دول الجوار السوري: تركيا – لبنان والأردن، في ظل ظروف قاسية وصعبة، إضافة الى الدمار الهائل الذي خلفته جرائم الأسد التي استخدمت فيها الأسلحة الكيمياوية والتقليدية بمختلف صنوف البشاعة.
بعد كل تلك المرارت والعذابات والاخفاقات، تبدو المسألة السورية، في عنق الزجاجة مع فشل المبعوثين الدوليين، وانسداد أفق العمل السياسي والديبلوماسي، وفشل مؤسسات المعارضة عن استثمار الموارد التي أتيحت لها، والإمكانيات التي وضعت بين يديها، وأعني بذلك فرص العمل الحقيقي والجاد، عبر استراتيجة عمل وطني غائبة، تسببت الانقسامات في عدم التوصل الى تفاهمات حول خطة طريق، تمكن المعارضة السورية، أن تكون لاعباً أساسياً، في قضيتها الوطنية.
فشل الائتلاف الوطني، كما مؤسساته العسكرية والتنفيذية: الأركان والحكومة المؤقتة، يؤكد الحاجة اليوم الى تجاوزه، وإطلاق مؤسسة وطنية تضم جميع الأطراف السياسية وقوى الحراك المدني والثوري في سورية، دون تهميش او استبعاد او إقصاء، وأن تكون معايير الشفافية والمراقبة والمحاسبة، جزءاً من المبادئ السياسية العامة المعبرة عن قيم واهداف الثورة السوية، بما في ذلك التفاوض والتسوية. والتي يجب أن ترتكز الى العمل الجماعي، واستقلالية القرار – ما أمكن – ووضع خطة طريق، تقود الى اقامة الدولة المدنية الحرة والجديدة. مباحثات القاهرة، والحراك الإقليمي اليوم، قد يقود الى ولادة جديدة، تضخ الحياة في جسد المعارضة المعتلّ..ثمّة أمل.
________________________
كاتب سوري
 
============================
سوريا في العام الخامس لـ«الثورة»: كيانات مسلحة تعكس تنامي العصبيات القومية والمذهبية
بيروت: نذير رضا
الشرق الاوسط
تحل يوم غد الأحد الذكرى الرابعة لاندلاع الأزمة السورية. بعد أن بدأت ثورة سلمية انطلقت شرارتها في احتجاجات فيما سمي «يوم الغضب السوري» حين خرجت مظاهرة حاشدة في دمشق القديمة. وخلال أيام، انتشرت المظاهرات السلمية المطالبة بحفظ حقوق السوريين وهتافات من أجل «الحرية». إلا أن النظام السوري رد على المظاهرات بالقوة المفرطة، مما أدى إلى حمل مجموعات سورية مختلفة السلاح. وخلال السنوات الأربع الماضية، تشعبت الأطراف المسلحة، الرافضة للنظام السوري والداعمة له، لتصبح الأزمة اليوم أقرب إلى حرب استنزاف بين الأطراف المتحاربة. ومع دخول الأزمة عامها الخامس غدا، لا حلول مطروحة لإنهاء القتال في المستقبل المنظور.
لم يبقَ من مشهدية «الثورة السورية» التي بدأت بالخروج إلى شوارع مدن البلاد في مارس (آذار) 2011، بعد 4 سنوات، إلا بلدة كفر نبل في إدلب.
لا يزال الناشطون فيها يتمتعون بالقدرة على الخروج بمظاهرات ومسيرات مندّدة بالقتل، سواء أكان مصدره نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أم التنظيمات المتشددة.. ويحتفظ سكانها بقدرتهم على إنتاج رسوم وتخطيط شعارات ولافتات، تدين وتتضامن، كما في الشهر الأول من الأزمة.
غير أن السواد الأعظم من المدن السورية التي دأبت، لمدة سنتين على الأقل، على الخروج بمسيرات احتجاجية سلمية، توقفت عن ذلك، حين خطت شعار «مالنا غيرك يا ألله». فالثورة السلمية، التي شابهت كثيرا الثورة المصرية أو الليبية أو التونسية، تعرّضت لانتكاسة كبيرة تضاعفت على مرحلتين في أعقاب تصدّي النظام لها بالسلاح الحي: المرحلة الأولى عسكرتها، والمرحلة الثانية «أرهبتها» - أي وصمها بالإرهاب - وذلك بعد طغيان مشهد المتشددين عليها، وظهور كيانات «إرهابية» فيها مثل «جبهة النصرة» و«داعش».
لقد باتت سوريا، بعد مرور 4 سنوات كاملة على الأزمة، منقسمة إلى 5 مكونات مسلحة: أولها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها، وثانيها تنظيم «داعش»، وثالثها تنظيم «جبهة النصرة» (وهو ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، ورابعها فصائل الجيش السوري الحر المتشرذمة، وخامسها القوات الكردية. وتتقاسم هذه المكونات السيطرة على كيانات الجغرافيا المتشظّية، بعد مقتل ما بين 200 و350 ألف شخص.
المعارضة السورية تقرّ بانتكاسة الحراك الثوري المدني والسلمي، محملة النظام الجزء الأكبر من مسؤولية «عسكرة» الثورة عبر «استدراج الثوار إلى حمل السلاح». ويقول الدكتور نجيب الغضبان، ممثل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في واشنطن لـ«الشرق الأوسط»، إن بداية مخطط إحباط الحراك السلمي كانت في تصريحات الأسد نفسه بعد نحو شهر على انطلاق الثورة بشكلها المدني والسلمي، وزعمه أنه «يواجه عصابات مسلحة وإمارات إسلامية»، لتعقبها تصريحات مساعدته بثينة شعبان، بالقول إن الحراك «طائفي». ويوضح الغضبان أن «عسكرة الثورة كانت نتيجة للقمع المتواصل، إذ لم يتوقف القتل ولو ليوم واحد طوال 7 أشهر، في ظل تزايد الاحتجاجات». وأشار إلى أن الشعب «وصل إلى درجة ما عاد يحتمل معها التعامل معه بالقتل، فبدأ البحث عن بدائل للمواجهة والدفاع عن نفسه». وأردف أن الاتجاه إلى العسكرة تعزز «بعد بروز انشقاقات من الجيش، خرج معها من صفوف المؤسسة العسكرية أبناء البلد الذين أجبروا على إطلاق النار على إخوانهم.. ومن ثم اتجهوا إلى المقلب الآخر للدفاع عن المحتجّين».
ويوضح الدكتور الغضبان في حديثه «أن العسكرة لم تكن صعبة، لأن درجة التحمّل عند البشر قليلة. لقد راقب السوريون عجز المجتمع الدولي عن الاستجابة لمطالبهم بالحماية على غرار التدخل في ليبيا، وعندها لم يتردد السوريون في استخدام السلاح لأنهم وجدوا أنفسهم أمام وحشية في الرد من قبل النظام، باستخدام المدفعية أو القنص أو إطلاق النار»، لكن الغضبان يشدد على «أننا كحركة سياسية، كنا وما زلنا نعتقد أن الخيار السلمي كان أساسيا».
من جهة ثانية، يصرّ المعارضون السوريون على تأكيد أن تعمّد النظام استخدام الحل الأمني كان دافعا لجرّ الحراك المدني إلى العسكرة، كذلك كانت «مساهمة النظام في خلق الظاهرة المتطرفة عبر إطلاق سراح المتطرفين المعتقلين في سجونه، وكان بعض هؤلاء من صنيعة النظام نفسه، وإذ كان قد صنعهم للقتال ضد القوات الأميركية في العراق، في حين كان يُقتل الناشطون المدنيون تحت التعذيب في سجونه». ووفق الغضبان فإن «النظام يمتلك خبرة واسعة بالتعاطي مع المتشدّدين، كونه كان يدرّبهم ويجهّزهم للقتال في العراق خلال العامين 2004 و2005 قبل أن يتحوّل هؤلاء أنفسهم، بدءا من عام 2012، إلى قياديين في (النصرة) ولاحقا (داعش)..».
غير أن النظام وحده لم يكن مسؤولا عن تنامي ظاهرة التطرف، و«أرهبة» الثورة، كما يستدرك الغضبان، لأن «تنامي القمع وتصاعده في ظل عجز دولي عن الحماية أجبر السوريين على التحول إلى من يحميهم بعد إعلانهم شعار «مالنا غيرك يا ألله». ويتابع موضحا: «لقد وفرت تلك الجماعات كل الامتيازات والتسهيلات التي تجذب المعتدلين والثوار إليها». ويضيف: «الشعب لم يعُد يفكر بعقليات سياسية وفق منظومة فكرية محدّدة، بل بعقلية الدفاع عن نفسه، ووجد تلك الميزات في جماعات متطرّفة تمتلك التمويل والخبرات بالقتال»، مشيرا إلى أن «كثيرين لم يندمجوا في تلك الجماعات بدافع آيديولوجي، بل بدافع الحاجة». أما العامل الآيديولوجي، في رأيه، فدخل على الخط «نتيجة دخول العامل الإيراني في الأزمة منذ عام 2013، ما خلق انقساما طائفيا في البلاد، وبات جزءا من المعركة مذهبيا، لأن التطرف يجر إلى التطرف، وسط أرضية خصبة لذلك».
حول تأثير المتشددين، يكاد يجمع المحللون على أن بروز التنظيمات المتشدّدة كان العامل الأبرز في «تعويم» الأسد الذي كانت المطالبة بتنحيته المطلب الأساسي للانتفاضة السلمية التي انطلقت ضده في منتصف مارس 2011 قبل أن تتحوّل إلى نزاع مسلح دامٍ؛ إذ قال كريم بيطار، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) في العاصمة الفرنسية باريس، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تنظيم داعش المتطرف «ذهب بعيدا في الترويع إلى درجة بات معها الغرب اليوم مقتنعا بأن (داعش) يمثل العدو المطلق وكل ما تبقى شر أدنى منه». لكن الدكتور الغضبان لا ينفي، مع ذلك، مسؤولية المجتمع الدولي والمعارضة السورية عن الدفع باتجاه المتطرفين، إذ يقول: «اليوم نقدم تجربة نقدية شفافة، توجب الاعتراف بأن الجيش الحرّ كان ولا يزال يشكل عامل الحسم الأول، منذ عام 2012، لكنه يفتقد الدعم وجهة مركزية، فضلا عن وجود بعض الفاسدين فيه الذين باعوا أسلحة إلى المتطرّفين، وخروج (أمراء حرب) انتفعوا من الظاهرة، وهؤلاء لم يكونوا مدفوعين بطموحات الشعب السوري، بل جاءوا من خلفيات مهرّبين وشبّيحة ومنتفعين وانتهازيين».
على صعيد آخر، ضاعفت الأزمة السورية، بعد 4 سنوات من انطلاقتها، حدة المشاعر القومية والدينية بشكل لم تعرفه سوريا في سنوات قبل الأزمة أو حتى في السنة الأولى لانطلاقتها. وتشير الوقائع اليوم إلى تنامي النزعتين القومية والمذهبية، بدليل خريطة توزع القوى العسكرية على الأرض، وبروز كيانات عسكرية متفاوتة الأحجام والنفوذ. وبحسب مراقبين، كان هناك فريقان محدّدان خلال السنوات الأولى من الثورة السورية.. أما اليوم فتشهد الساحة «حرب الجميع ضد الجميع».
وبعدما منيت قوات النظام ببعض الهزائم في مواجهة مقاتلي المعارضة عند بدء النزاع، تمكّن النظام اليوم إلى حد ما من تحقيق استقرار في الجبهة العسكرية، بل وأحرز بعض التقدم بفضل الدعم الحاسم لحزب الله اللبناني وحلفاء آخرين، بينهم الحرس الثوري الإيراني. وراهنا تسيطر قواته اليوم على 40 في المائة من الأراضي السورية بما فيها المدن الكبرى باستثناء الرقة بشمال وسط البلاد ونصف مساحة مدينة حلب. كذلك يعيش 60 في المائة من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، غير أن حسم المعركة لصالحه ما زال بعيدا. اليوم تشير الخريطة العسكرية في سوريا إلى أن القوات الحكومية تسيطر على معظم المدن في المحافظات الكبرى، باستثناء الرقة، كما سبقت الإشارة، في حين فقدت السيطرة على جزء كبير من الأرياف، أهمها في محافظات حلب وإدلب وحماه (شمالا) ودير الزور (شرقا) ودرعا (جنوبا) والغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق.
كذلك كرّس العام المنصرم تراجع قوة وحجم «الجيش الحر» الذي لم يبق منه إلا مجموعات صغيرة محدودة التجهيز والفاعلية. وفي المقابل، برز الأكراد كقوة عسكرية وقفت في وجه تنظيم داعش في معركة عين العرب (كوباني) التي استنفرت لأشهر طويلة الإعلام العالمي. وتكاد أخبار التنظيم المتطرف تختصر وحدها الحدث السوري في الإعلام، بينما يستمر النزف في البلاد المقسمة إلى مناطق نفوذ متعدّدة. ولقد انهار اقتصادها ودمّرت بناها التحتية ويدق الجوع أبواب شريحة واسعة من سكانها.
ولكن ماذا عن «داعش»؟
برز هذا التنظيم في سوريا، أساسا، خلال عام 2013، كمجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أن يستقل عنه. وبعدما تجنب طويلا الاصطدام بقوات نظام الأسد على الأرض، دخل منذ صيف 2014 في صراع مفتوح مع هذه القوات، وجاءت هذه المواجهات بعد أن استولى «داعش» على مناطق واسعة في العراق، ثم انتزع من فصائل المعارضة السورية المسلحة ومن «جبهة النصرة» مساحات كبيرة في شمال سوريا وشرقها.
وحقا، أدى تنامي نفوذ تنظيم داعش إلى تغيير الأولويات على المستوى الدولي. وبات بعض من كانوا خصوما للأسد ويشترطون رحيله من دون تأخير.. قلة اليوم. بل أخذ البعض يرى أنه ربما تحوّل إلى «مُحاور» حتمي للمجتمع الدولي. وتجلى ذلك في زيارات واتصالات كسرت عزلة النظام وقامت بها وفود أجنبية، ولو غير رسمية، إلى دمشق منذ فترة.
وفي الوقت نفسه، بدأ نفوذ «داعش» بالانحسار، منذ مطلع العام الجاري، بعد خسارته في السيطرة على مدينة عين العرب، بموازاة فقدانه القدرة على الهجوم وتقويض حركته، منذ بدء ضربات «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب» استهداف مناطق تمركزه منذ سبتمبر (أيلول) 2014. وهذا مع العلم أن نفوذ التنظيم كان يمتد على مساحة واسعة من شرق سوريا إلى شمالها، تناهز 40 في المائة من الجغرافيا السورية، تضم منابع المياه والغاز والنفط الرئيسية في البلاد. لكن الوضع تبدّل خلال العام الحالي، فشهد تراجع «داعش» من 3 مواقع رئيسية على الأقل، بينها ريف حلب الشرقي وريف الحسكة بشمال شرقي سوريا.
وفي موازاة «الدولة» المعلنة من تنظيم داعش، تسعى «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، إلى التفرد بـ«إمارة» في شمال غربي البلاد (ريف إدلب)، بينما يعمل الأكراد على الحفاظ على «الإدارة الذاتية» لمناطقهم في أجزاء من ريف حلب والرقة (في الشمال) والحسكة (في الشمال الشرقي).
أما الكتائب المتعددة الولاءات والقيادات وغالبيتها إسلامية، فهي لا تزال تقاتل في الجنوب (درعا والقنيطرة) وريف دمشق وحلب حيث تسيطر على الأحياء الشرقية للمدينة وأجزاء من المحافظة، وريفي حماه (وسط البلاد)، تارة ضد النظام وطورا ضد المتشددين.
في نهاية المطاف، لا ترى المعارضة السورية أفقا لنهاية النزاع وحسمه إلا بتجهيز المقاتلين المعتدلين المنضوين تحت لواء «الجيش السوري الحر»، وتدريبهم، بعدما توصلوا إلى قناعة بأن «الصورة معقدة وتحوّل الصراع الداخلي إلى صراع إقليمي - دولي»، كما يقول نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط»، الذي يضيف: «يجب أن نظل متمسكين ومحافظين على ثوابت الثورة وتحديد أفق الحل.. فالحرب على (داعش) إيجابية، ولكن نقطة الضعف بالاستراتيجية التي ركزت على الهزيمة العسكرية له، من غير التعاطي مع أسباب ظهور (داعش) التي تتمثل في عنف النظام وارتكابه جرائم ضد الإنسانية، واستخدام البراميل والتعذيب بالسجون».
ويختتم ممثل «الائتلاف» في واشنطن كلامه بالقول: «لا بد من التعاطي مع الأسباب الجذرية والحل يجب أن يبدأ من رحيل الأسد... ويبقى منطق تجميع القوى المعتدلة تحت قيادة موحّدة للأركان، هو نقطة الانطلاق».
============================
عام خامس للثورة السورية ....معاناة وأرقام مرعبة ...!!
صفحة للطباعة تاريخ النشر : 2015-03-13 469
عام خامس للثورة السورية ....معاناة وأرقام مرعبة ...!!
 عد اربعة أعوام من انطلاق الثورة السورية في اواخر شتاء 2011 ما زالت تداعياتها تؤثر ليس على سوريا وحدها فقط وشعبها ومقدراتها بل وعلى جميع الدول المحيطة بها
وسنستعرض في هذا التقرير موجزا عن بداياتها وانطلاق شرارتها واهم اثارها على سوريا وشعبها الذي كان له نصيب وفير من المعاناة والتشرد واللجوء كما سنتعرض ارقاما نحسبها مرعبة لتداعيات ثورة شعبية تدخلت فيها فيما بعد قوى اخرى ساهمت في ازدياد حجم المعاناة وتفاقمها
 
بدأت شرارتها في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب باسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011. في خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على الفيسبوك في صفحة لم يكن أحد يعرف من يقف وراءها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس عام 2011 وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق. كانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التي تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو النظام أنها مؤامرة لتدمير المقاومة والممانعة العربية ونشر الفوضى في سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد قام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على الفيس بوك وذلك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرين بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربي)، والتي اندلعت في الوطن العربي أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت ضد الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم البلاد منذ عام 1971 تحت غطاء حزب البعث العربي الاشتراكي تحت سلطة قانون الطوارئ منذ عام 1963. قاد هذه الاحتجاجات الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: «الله، سوريا، حرية وبس»، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية وميليشيات موالية للنظام (عُرفت بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي فتحوّل الشعار إلى «الشعب يريد إسقاط النظام». في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد
 
مع بداية شهر شباط (فبراير) ظهرت بعض الدعوات الخجولة للتظاهر في حلب ودمشق، وحُدّدت عدة مواعيد لم تلقَ تجاوباً كافياً، فأحسّ منظّموها بالفشل والإحباط. لكن الناس يريدون والله يريد، والله يقضي ما يريد. لقد قدّرَ الله ودبّرَ ما عجز عن تقديره وتدبيره البشر، ففي السابع عشر من شباط اعتدى شرطي من شرطة العاصمة على أحد تجارها في سوق “الحريقة” العريق وأهانه وضربه، فاشتعل السوق في مظاهرة عفوية وتجمعت -بلا سابق تدبير ولا تخطيط- أولُ مظاهرة في سوريا خلال نصف قرن إلا سنتين! وسرعان ما تجمع الآلاف وبدؤوا بالهتاف الشهير: “الشعب السوري لا يُذَل”، حتى وصل وزير الداخلية بنفسه لاحتواء الموقف، وانتشر “الشبّيحة” والأمن فاخترقوا المظاهرة وسرقوها من أصحابها وراحوا يهتفون: “الله، سوريا، بشار وبَس”.
 
مع أن المظاهرة لم تكن ذات شأن بالقياس إلى ما رأيناه في الشهور اللاحقة، إلا أنها كانت حادثة هائلة في نظر السوريين، فلأول مرة اجتمع عدد كبير منهم في تجمع غاضب ضد رمز من رموز النظام، ولأول مرة تحدثوا عن الذل وعن الكرامة وعن الشعب، وهي كلها ألفاظ لا يعرفونها لأنهم فقدوا الإحساس بأنفسهم منذ دهر، وسُلِبوا الكرامة حتى نَسُوا أن من حقهم أن يعيشوا بشراً مكرَّمين. ورُفع مقطع مصوَّر للمظاهرة على اليوتيوب وانتشرت أخبارها انتشار النار في مستودع أخشاب، فما مرّ أسبوع حتى تجاوزت مشاهداته مئةَ ألف أو تزيد.
 
لقد اشتعلت النار في الفتيل. لم يرَ المراقبون فوق الأرض الكثير، ولكن الفتيل مضى يشتعل تحت الأرض وتمتد شعلته يوماً بعد يوم. بعد خمسة أيام اجتمعت مظاهرةٌ صغيرة أمام السفارة الليبية تنديداً بالقمع الدموي الذي يلقاه أهلنا في ليبيا في ثورتهم العظيمة على مجرمها الكبير، القذافي (البائد). لم تصمد المظاهرة الصغيرة طويلاً فقد فرّقها الأمن بعنف، وعندما تكررت في اليوم التالي تعرض المشاركون فيها إلى الضرب والسحل والاعتقال.
 
قبل انتهاء الشهر بأيام وقعت الحادثة التي قُدِّر لها أن تصبح مَعْلماً من معالم الثورة وواحدة من حوادث التاريخ. خطّ صبيةٌ في درعا على الحيطان عبارات تعلّموها من جيرانهم الذين عاشوا ربيع العرب؛ كتبوا: “الشعب يريد إسقاط النظام”. هل علمتم ما درعا؟ عاصمة حوران، أرض البطولات والمَكرُمات التي أنجبت بعضاً من أكابر علماء الأمة، كالنووي وابن كثير، وعلى أرضها تفجرت الثورة السورية الكبرى أيام الفرنسيين.
 
تلك الحادثة الصغيرة وَلّدت ثورة. بضعة عشر صبياً لم يبلغ أكبرهم الخامسة عشرة جُمعوا من بيوتهم بليل وسيقوا إلى الاعتقال وتعرضوا لتعذيب يعجز عن تحمله الكبار، حُرقت أجسامهم وقُلعت أظافرهم وضُربوا وعُذّبوا أشدّ العذاب، ولمّا ألَحّ آباؤهم على مسؤول الأمن السياسي في درعا أن يطلقهم أجابهم بالجواب البذيء الذي انتشر واشتهر وصار معروفاً في كل مكان، قال: انسوهم وأنجبوا غيرهم، أو أرسلوا نساءكم نحمّلهنّ بالنيابة عنكم إن كنتم عاجزين!
 
إن الحر يصبر على الضيم زماناً ولكنه لا يصبر صبر الأبد، ولقد صبر هذا الشعب الأبيّ الكريم حتى جَفّ بحر الصبر، والبارود إذا مسّته النار كان الانفجار. لقد كانت هِمَم رجال درعا وقلوبهم باروداً وكانت كلمات ذلك المسؤول الفاجر هي النار، فثَمّ كان الانفجار.
 
انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية دعوةٌ إلى التظاهر في المدن السورية يوم الثلاثاء الخامس عشر من آذار (مارس). خرجت في ذلك اليوم مظاهرات صغيرة في دمشق وحلب ودرعا ودير الزور، وهتف المتظاهرون: “وينك يا سوري وينك؟”، واقتبسوا من إخوانهم الذين سبقوهم في مصر الهتافَ الأشهر: “سلميّة، سلمية”. في اليوم التالي تظاهر نحو مئتَي شاب وفتاة في وسط دمشق واعتصموا أمام وزارة الداخلية مطالبين بالحرية وبإجراء إصلاحات سياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وانتهت المظاهرة الصغيرة حينما هاجمها مئات من عناصر الأمن فضربوا المشاركين بالهراوات واعتقلوا عدداً منهم، وسحلوا البنات من شعورهن إلى حافلات الاعتقال!
 
يوم الجمعة، الثامن عشر من آذار، خرجت المظاهرات في عدة مدن في سوريا، وكانت أكبرها تلك التي خرجت في درعا. لقد كانت درعا فوق بركان تغلي حِمَمُه ويشرف على الانفجار، كان الغضب قد بلغ غايته بعد اعتقال الأطفال وبعدما كان من مسؤول الأمن السياسي ما كان. كانت النار توشك أن تندلع لا ينقصها إلا الزيت، وقد قدم النظام هذه الخدمة فصبّ الزيتَ على النار؛ استقبل المظاهرات بالرصاص الحي فسقط أربعة شهداء، ذلك كان الزيت وقد صُبَّ على النار فاندلعت وبدأت بالانتشار، اشتعلت درعا ومعها حوران.
 
يوم السبت شيّعت درعا الشهداء وثار البركان الحوراني. وجّه الشيخ أحمد الصياصنة من درعا نداء للشعب السوري: “صار التظاهر منذ اليوم فرض عين على كل سوري قادر، وأيّ خذلان هو خيانة لدماء الشهداء”. هدّد مجرمو الأمن الشيخَ وطلبوا منه تهدئة المتظاهرين، ولمّا رفض ضربوه وأهانوه. لم يدركوا أن البركان المتفجّر لا يقدر على وقف انفجاره الشيخُ ولا غيرُه من الناس؛ متى كان لإنسان أن يمنع ثورة البركان؟
 
في اليوم التالي، الأحد 20 آذار (مارس) تدفقت جموع هائلة من مدن وقرى حوران على درعا وهي تنادي: “الفزعة الفزعة يا حوران”، وحاول بعض المسؤولين تهدئة الجموع بلا فائدة، وارتفعت أصوات المتظاهرين الثائرين مطالِبةً بإعدام مدير الأمن السياسي. لأول مرة منذ زمن طويل طالبت الجماهير علناً بإعدام مسؤول فاسد، ولأول مرة منذ أربعين عاماً هتفت الجماهير باسم الرئيس، ليس “قائداً إلى الأبد” ولا “نفديك بالروح والدم” وأمثالها من هاتيك الترّهات؛ لقد كان الهتاف الذي زلزل أرض حوران وارتفع عالياً في جوّ السماء هو: “بشار بَرّة بَرّة، سوريا حُرّة حرّة”. لقد انكسر الوهم أخيراً وخرج المارد من القمقم!
 
عندما بدأ الأحرار في سوريا ثورتهم ظنوا أن النظام سيطلق عليهم بضعة عشر جهازاً من أعتى أجهزة الأمن والمخابرات في العالم، وقد فعل. وظنوا أن النظام سيحشد ضدهم مئات الآلاف من عناصر البعث وشبيبة الحزب والشبّيحة والمجرمين، وقد فعل. وظنوا أنه قد يُخرج الجيشَ من ثكناته ويرسله لحربهم وحصارهم وقصفهم، وقد فعل. هيّأ الأحرارُ أنفسَهم لمواجهة نظام عرفوه حق المعرفة وعانَوا من جرائمه على مدى خمسة عقود، ووطّنوا النفوس على الصبر حتى النصر.
 
لكنهم لم يظنوا أن حزب الله اللبناني سيقف مع النظام ويرسل عناصره ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن مليشيات الشيعة في العراق ستقف مع النظام وترسل مقاتليها ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن إيران ستقف مع النظام وتدعمه بالمال والعتاد وترسل حرسها ليحاربوهم مع النظام، وهذا ما كان. ولم يظنوا أن روسيا ستقف مع النظام وتدعمه بالتقنية والسلاح وتدافع عنه في المحافل الدولية، وهذا ما كان.
 
سوريا منذ اربعة اعوام عانت وما زالت من وجع ليس في خاصرتها بل في كل جسدها الذي انهكته جرائم رئيسها ونظامه وتقاتل الاطراف المتعددة على ارضها اضافة الى تدخل جهات خارجية في دعم هذا وذاك
قتلى.. دمار... لجوء.. تشرد ...انقسام.. تقسيم ودماء كنا نحسبها ستروي ارض فلسطين لتحريرها فكانت دماء على ارض سورية روّت ترابها دون ان يدري القاتل فيم قَتَل والقتيل فيم قُتل
 
وتاليا احصائية ضحايا جرائم النظام السوري من منتصف آذار/مارس 2011 وحتى 31 تشرين أول/أكتوبر 2014 وهي من إعداد احصائيات الثورة السورية / قسم الإحصائيات في مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية
وهي اخر احصائية نشرت على موقع الثورة السورية
 
.......................................................
- عدد الشهداء الموثقين بشكل كامل: 130,015 شهيداً بينهم 2,540 فلسطيني، و 13,992 شهداء أطفال، و 13,020 شهداء نساء: ، 8,314 شهداء تحت التعذيب.
- عدد الشهداء التقديري: 250,000 شهيداً (80% منهم مدنيين، 68% ذكور و 32% إناث)، بينهم 2,800 فلسطيني، و 17,100 شهداء أطفال، و 16,000 شهداء نساء ، و 20,600 شهداء تحت التعذيب (يشمل العدد الوارد في الصور المسربة)
.......................................................
- عدد الجرحى التقريبي: فوق 205,890
- عدد المعتقلين التقريبي: فوق 265,085 (يشمل جزء من المعتقلين الذين خرجوا)
- عدد المفقودين التقريبي: فوق 102,595
- عدد اللاجئين خارج سورية: فوق 3,854,440
- عدد النازحين داخل سورية: فوق 8,180,000
.......................................................
- مجموع عدد ضحايا العنف 12,738,025(شهداء، جرحى، معتقلين، مفقودين، لاجئين، نازحين)
- عدد افراد العائلات المتأثرة 60% من تعداد الشعب السوري: 17,075,210 (عائلات الشهداء، عائلات الجرحى، عائلات المعتقلين، عائلات المفقودين، اللاجئين، النازحين)
- عدد العائلات التي أصبحت بدون معيل: حوالي 130,530عائلة (حوالي مليون فرد)
- عدد الشهداء الكلي التقديري بحسب عدد المعتقلين والمفقودين يفوق 250,000 شهيد
.......................................................
تفيد الأعداد الإجمالية بالمعدلات التالية (بحسب الأعداد الموثقة بشكل كامل):
- كل 4 دقائق....... يعتقل النظام مواطناً
- كل 10 دقائق.... يجرح النظام مواطناً
- كل 13 دقيقة..... يغيّب النظام مواطناً
- كل 15 دقيقة..... يقتل النظام مواطناً
- كل يوم...يقتل النظام 8 أطفال
- كل يوم...يقتل النظام 4 مواطنين تحت التعذيب
-كل يوم.... هجّرالنظام 3,000 مواطناً، وأجبر 6,500 مواطناً على النزوح في الداخل.
 
وهذا فيديو نشرته شبكة الجزيرة امس لمنعطفات ومحطات الثورة السورية في ذكراها الرابعة
============================
عن المعارضة السورية في الذكرى الرابعة للثورة
بقلم راتب شعبو.
حكاية ما انحكت
لم تكن أزمة المعارضة السورية التي صاغت تشكيلاتها بعد اندلاع الثورة أزمة برامج أو أفكار. و لم تكن المشكلة في أن برنامج المجلس الوطني مثلاً كان أكثر جذرية أو تشدداً مما ينبغي في حين كان برنامج هيئة التنسيق أقل جذرية أو تساهلاً مما ينبغي. ولم تكن مشكلة المجلس الوطني “ومن بعده الائتلاف” نابعة من علاقاته مع دول الخليج أو تركيا أو غيرها، كما لم تكن مشكلة هيئة التنسيق في سياساتها الحذرة من النظام ورفضها العسكرة والتدخل الخارجي..الخ. لا شك أن ما سبق هو من ضمن مشاكل المعارضة السورية التي فشلت بالنتيجة في تلبية أمل الناس بمعارضة فاعلة وصادقة وجريئة على ذاتها كما على النظام ..الخ، وكانت سيئة الأداء ومحبطة لأنصارها، لكن لم تكن هنا مشكلتها الرئيسية أو القاتلة.
كانت المشكلة الرئيسية في المعارضة السورية هي أنها غير موحدة. منبع أزمة المعارضة كان يكمن دائماً في وجود مراكز متعددة لها، وهي فوق ذلك مراكز متصارعة. كان يمكن لوحدة المعارضة أن تتغلب على بقية النواقص، كان يمكنها أن تتغلب على عدم ملاءمة البرنامج، وأن تسدد المسار الخاطئ، وأن تعوض ضعف أداء المتحدثين باسمها، وأن تفرض على الدول الداعمة مشيئتها الوطنية، وأن تفرض احترامها على الجمهور السوري العام. مهما كان البرنامج الذي كان يمكن أن تتبناه معارضة سورية موحدة فإنها كانت ستتمكن من خلخلة النظام وإسقاطه. ذلك أن النظام السوري في تركيبته المغلقة لا يحتمل تقديم تنازل فعلي لصالح المعارضة (كل “الإصلاحات” التي قام بها النظام تحت ضغط الشارع هي إجراءات شكلية قادر على استيعابها، ولا تمس آليته الخاصة في ممارسة السلطة واحتكارها). وإن أجبر على ذلك، فإن ذلك سوف يعني بداية تصدعه. غير أن وحدة النظام مقابل تبعثر المعارضة أنتج تفاوتاً لصالح النظام لم يكن من الممكن تجاوزه، إلا بتدخل خارجي حاسم لم يحدث، ولم يكن من الحكمة انتظاره أو الاعتماد عليه.
حين نتكلم عن المعارضة السورية لا يتضمن هذا التعبير القوى الإسلامية المتطرفة التي لا تعترف أصلاً بالمعارضة السورية ككيان أو كبرنامج، والتي نشأت كقوى عسكرية وسياسية في الوقت نفسه، لها سياساتها ومرجعياتها الفكرية الخاصة بها.
الحق أن المعارضة السورية عانت من تبعثر مركب، الأول هو تعدد المراكز السياسية المعارضة، وهو ما أعطى للدول ذات المصلحة في استمرار النظام “روسيا وايران”، القدرة على اللعب على هذا التعدد، بحيث تمكنت أن تُفشل مسعى الدول المساندة للثورة في فرض المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني، باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري “مع كل ما يحمله هذا التعبير من اختزال ومع كل ما حملته سياسة تلك الدول تجاه الثورة السورية من زيغ”. والثاني هو تعدد المراكز العسكرية وتعدد مرجعياتها الفكرية والسياسية وتعدد مصادر دعمها المالي والعسكري. والثالث أن المراكز السياسية للمعارضة السورية كانت منفكة عن المراكز العسكرية الفاعلة ضد القوات العسكرية للنظام الأمر الذي حرمها من حرية رسم سياسة خاصة بها وتنفيذها، بل كانت هذه التعبيرات السياسية دائماً رهينة القوى العسكرية الفاعلة على الأرض، حتى صارت سياساتها تقوم على استرضاء القوى العسكرية وتبرير أخطاءها..الخ، في علاقة معكوسة عما هو منطقي في العلاقة بين الجناح العسكري والسياسي لأي تنظيم. وهذا ما جعل من القوى العسكرية مراكز سياسية أيضاً وساهم في المزيد من تبعثر المعارضة.
هل كان يمكن للمعارضة السورية بعد اندلاع الثورة أن تكون موحدة؟ رغم افتراضية السؤال، ورغم أنه لا يحمل قيمة عملية الآن، إلا أنني أميل للإجابة بنعم. صحيح أنه كان يمكن للنظام “لو توحدت المعارضة السورية” أن يفتعل معارضة يشتت بها المعارضة، ولكن ما كان له أن يخلق “معارضة داخلية” لها اعتبار، إذا امتنع عن المساهمة معه معارضون “تاريخيون” بأسمائهم وتاريخهم. ولكن ما الذي منع وحدة المعارضة إذن؟ لا شك أن البحث في هذا السؤال يوصل إلى أسباب عديدة، قد يكون منها طبيعة الشخصية السورية التي شكا منها ذات يوم شكري القوتلي لجمال عبد الناصر حين قال: “إن نصف الشعب السوري أنبياء ونصفهم الآخر زعماء”. غير أني أجد أن السبب الأهم في تشتت المعارضة السورية بعد الثورة هو غياب شخصية وطنية جامعة تشكل قطب الرحى للمعارضة. لم ينتج العمل السياسي المعارض في سوريا شخصية وطنية تحوز على قبول وطني واسع رغم كثرة أسماء المناضلين. وربما كانت شخصية رياض الترك “الذي لقب بمانديلا سوريا دون أن يتمكن من ملء هذا الدور”، المرشح الأمثل لشغل هذا المحل الوطني المحوري، لولا أنه تخلى طوعاً عن وجهه المستقل في رهانات متكررة، وخاسرة دوماً، على القوى الإسلامية.
النتيجة أنه ما لم تتمكن المعارضة السورية من التوحد والخروج من تحت عباءات الأوصياء، فإنها لن تفلح في إنجاز تغيير حقيقي، وسيبقى سقف آمالها هو نموذج المعارضة العراقية التي “انتصرت” بقوة الغزو الأميريكي، وأوصلت العراق إلى حال مزر من التفكك والارتهان والطائفية.
============================
- ثورة سورية واستهزاء التاريخ
منير الخطيب
الحياة
تجاوزت إرادة الحرية عند السوريين، بعد مضي أربع سنوات على انطلاق ثورتهم، الأسطورة السيزيفية المشهورة، وكما أن سيزيف قضى قبل أن يستطيع إيصال الصخرة إلى أعلى الجبل، كذلك فإن السوريين لم يصلوا إلى الحرية وإلى الدولة الوطنية، على رغم إراداتهم السيزيفية وإسقاطهم مرتكزات «الدولة التسلطية». ولكن، لماذا استهزأ التاريخ بتلك الإرادات؟ ولماذا سحقت «قاطرته العمياء» أحلام السوريين وتطلعاتهم ودفعت جميع عفاريت الأرض إلى اللعب على المسرح السوري؟ شاء التاريخ أن يدفع حزمة من التحولات الكونية التي هندسها في القرن العشرين، في مواجهة ثورة السوريين. تفاعلت تلك التحولات مع العمارة المجتمعية والبنى الثقافية - السياسية المتأخرة التي ساهمت في إعادة تشكيلها «الدولة» البعثية ذات الملامح السلطانية المحدثة، فأنتجت عناصر فتكت بنزوع السوريين البروميثيوسي نحو الحرية، وقد تملّكهم من بداية ثورتهم السلمية.
فكان على الثورة السورية أن تتحمل تبعات انطلاقها في زمن ارتباك أميركي، ولحظة تحول في الاستراتيجيات الأميركية تجاه قضايا المنطقة، وفي سياق ضمور البعد الديموقراطي – التنويري للغرب وانحسار دوره الكوني، قياساً إلى دوره في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ما أعطى زخماً إضافياً للقوى المتأخرة ثقافياً وسياسياً، سواء كانت دولاً أم تنظيمات، أن تصعد وتملأ الفراغ الذي أحدثه الانكفاء الأميركي والانحسار الغربي، وبرز ذلك جلياً في القضية السورية.
وكان على السوريين وثورتهم مواجهة الأطماع الإمبراطورية للقيصر والمرشد معاً. فالأول، أراد أن يعيد لروسيا دوراً عالمياً على أنقاض حطام الاتحاد السوفياتي السابق من البوابة السورية. والمرشد أدرك أن كسر مشروع الهيمنة الإيراني على المشرق العربي في حلقته السورية يعني انحساره في كامل الإقليم، فوقف الاثنان بكل قوتهما خلف آلة البطش والقتل للسلطة السورية، ومنعا الحسم العسكري، في الوقت الذي منعا فيه الحلول السياسية.
وكان على السوريين وثورتهم، أيضاً، مواجهة آثار انهيار «دور سورية الإقليمي» في المشرق الذي كان من مكونات الهيمنة الشمولية للسلطة، وما نجم عن هذا الانهيار من زيادة في حجم التدخلات الإقليمية في الوضع الداخلي السوري، وانفلات القوى الميليشياوية التي شكل النظام السوري، في ما مضى، مايسترو لها، كي تعيث تدميراً وتخريباً في الواقع السوري، وتساهم بفاعلية في زيادة وتيرة تشظي «المجتمع» وتسعير منطق الحرب الداخلية، وتحولت السلطة التي كانت تتباهى بـ «دورها الإقليمي»، إلى تركة «الرجل المريض» التي يجب اقتسامها من جانب الدول الإقليمية وميليشياتها.
كذلك، واجه السوريون ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ: وهي العداء المطلق ما بين السلطة و شعبـ «ها». فللمرة الأولى في التاريخ، تشهد البشرية سلطة تدمر العمران وتقتل البشر بهذه الطريقة الاقتلاعية، وبمختلف صنوف أسلحة التدمير والقتل، ما سبب خروج غالبية المنادين بالحرية والتغيير السلمي – الديموقراطي من ميدان الفاعلية المجتمعية، ونمو التنظيمات المتطرفة وتَراكبها مع التدخلات الإقليمية والانقسامات العمودية، فتحولت سورية إلى ساحة تتصادم فيها الهويّات.
إن انتقال الثورة السورية من مستوى تكتل السوريين حول مسألة الحرية إلى مستوى الفوضى الراهن وحرب الجميع على الجميع، لا يلغي مشروعية الثورة الأخلاقية والتاريخية والسياسية، بمقدار ما يؤشر إلى قوة عوامل التاريخ التي أمسكت بخناق السوريين، وأيضاً، على عمق أزمات عالمنا المعاصر في ظل إدارة أميركية ركيكة تخلت عن مسؤولياتها كدولة عظمى.
 
* كاتب سوري
============================
ناشطون ينظّمون حملة "من حوران إلى حلب" في الذكرى الرّابعة للثّورة السوريّة
ساس نيوز - حلب
يقيم ناشطون في مدينة حلب شمال سوريا عدّة فعاليّات وأنشطة خلال حملة أطلقوا عليها اسم"من حوران إلى حلب" في الذكرى الرابعة للثّورة السوريّة، بحسب مراسل ساس نيوز هناك. ويُشرف على الحملة ناشطون من "اتّحاد ثوار حلب".
وتبدأ فعاليّات الحملة اليوم برسم 100 لوحة فنيّة مختلفة لعلم الثّورة السّوريّة في مناطق متفرقة من المدينة.
وتشتمل الفعاليات غداً برفع أربع أعلام كبيرة، وفي 16 آذار الجاري ستُقام عدّة نشاطات منها توزيع الهدايا والحلوى على المدنيين وحملة تنظيف وتزيين للمدينة، فيما سيكرّمُ عناصرُ من الدفاع المدني.
وفي 17 آذار يقيم النّاشطون حفلاً مع عرض مصوّر لأهم الأحداث التي مرّت فيها سوريا خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وتنتهي النّشاطات في 20 آذار، بمعرض فنّي للحديث من خلاله عن المعتقلين السّوريين في سجون النظام.
============================
في عامها الخامس.. الثورة السورية تتراجع والنظام صامد
        محمود الخرابشة
الديار
تدخل الثورة السورية اليوم عامها الخامس وقد تراجعت فيما لا يزال النظام صامدا ويقاتل في كل الجبهات, ويصعب الحديث عن اسقاطة. فحتى وسائل الاعلام المناوئة لها تخلت عن رموز الثورة وباتت تغير اولوياتها وتتحدث عن محاربة الارهاب, وهناك شواهد حاضرة واسرار ادت الى بقاء النظام وادخال سورية في اتون حمامات من الدماء لا يبدو نهاية لها في الوقت القريب نؤشر عليها بالاتي:
- حلفاء النظام السوري وقفوا معه بقوة, بالمال والعسكر وقدموا كل ما يملكون ولا يزالون وتوفر لهم الغطاء السياسي الروسي باستخدام الفيتو لاكثر من ثلاث مرات متتالية كما نجحوا في شيطنة المعارضة السورية وتحويلها الى صورة ارهابية بالتركيز على افعال »داعش« واخواتها.. وتمكنوا من شق المعارضة وداعميها وتشويه صورتهم بانهم ادوات للامبربالية الامريكية واسرائيل.
- حزب الله دخل المعركة منذ بداياتها واعلن النفير العام للقتال الى جانب النظام السوري وذات الامر فعلته ايران التي اضافت  المال اللازم لصموده ومنعه من الانهيار, وكلمة السر لدى حلفائه تتمثل في شهوه اقامة امبراطورية تمتد من ايران بيروت مرورا بدمشق وبغداد.
- الخديعة الكبرى التي تعرض لها الشعب السوري والمعارضة في الخارج من الغرب والانظمة الخليجية التي كانت تروج لاسقاط النظام خلال اسابيع وربما شهور, وكلنا يذكر التصريحات النارية لهم بان ايام نظام الرئيس بشار الاسد باتت معدوده, وتبين بعدها ان ايام الانظمة  التي وقفت ضده باتت هي المعدودة. فقد سقط نظام الاخوان بمصر, وها هو الرئيس محمد مرسي وراء القضبان, وتراجعت شعبية اردوغان تركيا, وانكفأ الجميع في صورة مدهشة لها آلت اليه الازمة السورية اليوم, فالكل بات يتحدث عن حل سياسي والكل يدرك ان لا حل سياسيا في سورية لان النظام لا يقبل الخروج من السلطة ولا يقبل بغير حلول لا يكون هو موجود فيها وبما يريد.
- احلام الشعب السوري في الحرية والتعددية واقامة دولة مدينة ديمقراطية والخلاص من الشمولية والديكتاتورية تبخرت اليوم, فقد تمزقت البلاد ودخلت في حرب اهلية دموية طاحنة لا احد يمكنه التنبؤ بالمستقبل خاصة وان عنوان الثورة السورية بان الارهاب وان الاولوية الامريكية تتمثل في استئصاله وليس استئصال اسبابه. فالنظام الذي تسبب بقتل اكثر من (300) الف سوري وتشريد نصف السكان ودمار وخراب البلاد ليس ارهابيا وهكذا صارت الاولوية الغربية تتمثل في تشكيل تحالفات دولية لمحاربة الارهاب وترك النظام الارهابي يفعل ما يريد وحينما طالت آلة القتل التي يمتلكها مع حلفائه.
الثورة السورية في عامها الخامس يتيمة وفقدت معظم حلفائها, و لابد من الاعتراف بان المنطقة بقادتها وزعاماتها واعلامها مرهون بالموقف الامريكي الذي وضع على سلم اولوياته محاربة الارهاب وحصره في »داعش واخواتها«, ولهذا  فان عداد القتلى سوف يتواصل والازمة تتعمق نحو الاسوأ, والنظام سيتوحش اكثر فاكثر كلها استشعر بالخطر, والشعب السوري وحده يدفع ثمن ذلك من دمائه ومقدراته.