الرئيسة \  مشاركات  \  في ذكرى سقوط الدولة العثمانية آخر حصون وحدة الأمة على علاتها الكثيرة

في ذكرى سقوط الدولة العثمانية آخر حصون وحدة الأمة على علاتها الكثيرة

05.03.2024
د. محمد رفعت زنجير




في ذكرى سقوط الدولة العثمانية آخر حصون وحدة الأمة على علاتها الكثيرة
بقلم: د. محمد رفعت زنجير
***                      
في١ نوفمبر ١٩٢٢ أعلنت الجمعية الوطنية الكبرى عن إلغاء الدولة العثمانية بشكل رسمي، وغادر السلطان أسطنبول في ١٧ نوفمبر ١٩٢٢، وضمنت معاهدة لوزان في ٢٤ يوليو ١٩٢٣ الاعتراف بالدولة التركية الجديدة، وفي ٢٩ أكتوبر ١٩٢٣ أعلنت الجمهورية التركية.
لقد انتهت الدولة العثمانية بشكل نهائي وذهبت إلى متحف التاريخ...
وبمناسبة مرور ١٠١ سنة على انتهاء تلك الدولة العظيمة التي كانت على الرغم من سلبياتها الكثيرة هي بمثابة عقد النظام الذي أدى انقطاعه إلى فرط العقد وضياع حباته... وفي هذه المناسبة لا بد أن نتذكر بعض ما قاله أمير الشعراء في الدولة العثمانية العلية، ومنه ما جاء في قصيدته التي مطلعها:
*بعثوا الخلافة سيرة في النادي*
ومنها هذه الأبيات الجميلة:
غنيتهــــــا لحنا تغلغل في البكــــــا
يا رب باك في ظواهــــــر شادي
ونصرتها نصـــر المجاهــــــد في ذَرا
عبدالحميـــد وفي جناح رشـــــــاد
ودفنتها ودفنت خير قصائدي
معها وطال بقبرهــــــا إنشــــــادي
حتى أتُّهمـــت فقيــــــل تركىّ الهــــــوى
صدقوا هوى الأبطال ملء فؤادي
وأخي القري وإن شــــــقيت بظلمــــه
أدنــــــى إلــــــيّ مــــــن الغريب العادي
والله يعلــــــــــم ما انفــــــردت وإنمــــــــــــا
صوّرت شعري من شعور الوادي

رحم الله تعالى الشاعر أحمد شوقي
***
وبهذه المناسبة.. وعلى خطى أمير الشعراء قلت هذه الأبيات:
اليوم ذكرى الهــــــم والأحــــــزان
وزوال عهد الحاكــــــم العثماني
هوت الخلافة واستبيحت أمة
كانت تدك معاقل الطغيــــــان
ماكان يركع أهلها في دهرهـم
لشرائع الشــــيطان والأوثــــــان
كلا ولا هانوا ولم يستســـلموا
إلا لــــــــــــرب قاهــــــــــــر ديـــــــــــان
كانــــــوا نجومــــــا للدنى ومــلاذة
للخيــــــر والأديان والإنســــــان
كانوا السيوف لعلعت أنوارها
بدجى المعارك في ثرى الميــــدان
وهم الأسود أسود كل حروبهم
وهم الغيــــــوث للهفــــــة الظمآن
فتبدلــت أحوالهــــــم وســــــعودهم
والدهــــــر لا يبقــــــي على بنيـــان
***
هوت الخلافة بالدسائس حولها
وانهــــــد صــــــرح المجــــــد والإيمــــان
وتشــــــرذمت من بعدها أقطارها
وتخلفــــــت بالظلــــــــــــم والبهتــــــــــــان
من بعد ما شادوا الحضارة للورى
تاهوا كتيــــــه الصــــــم والعميــــــــــــان
خوف وجــــــوع ســــــاد في أقطارها
والحـــرب تنهــــــش ســــــائر الأركان
كانوا رءوســــــا للورى واليوم هــــم
ركــــــب مــــــن العاهـــات والخصيان
هجــــــروا المعالــــــي وحدها كيتيمة
والشــــــغل بالأمــــــوال والنســــــوان
***
قد مر قرن والســــــفينة وحدهــــــا
في التيــــــه والأمــــــواج والنســــــيان
قبطانهــــــا في حيــــــرة من أمرهــــــــم
ركابهــــــــــــا يبكــــــون كــــــالولــــــــــــدان
يا رب أرشــــــدهم لمرســـــى شاطئ
أنت الجــــــواد ودائــــــم الإحســــــان
لتعــــــــــــود عزتنــــــــــــا وتحيــــــا أمــــــــــــة
بالعلــــــم والتوحيــــــــــــــــــد والميــــــزان
***
نحــــــن المنــــــارة والحقيقــــــة والهدى
شــــــهدت لنــــــا في ذلك الثقـــــلان
لله أمــــــــــــر بلادنــــــــــــا ورموزهــــــــــــا
حازت لكــــــل فضائــــــل الأوطان
فنبينــــــا خيـــــر الــــــورى وكتــــــابنــــــا
دســــــتورنا للمجــــــــــــد والعمــــــران
والكعبــــــة الغــــــراء قبلتنــــــا التــــــي
نزهــــــو بهــــــا في ســــــائر البلــــــدان
ولــــــد الكليــــــم بمصــــــرنا وبمهدنا
ولد المســــــيح المشــــــرق النــــوراني
أرض المعارف والجمــــــال بلادنـــــا
والشــــــعر والأحــــــلام والتحنــــان
***
وليرحــــــم الرحمان كل جدودنــــــا
الراشدين على خطى العدنــــــان
وبنــــــي أميــــــــة فاتحــــــي غرناطــــــة
ورمــــــوز أمتنــــــا ذوي الإحســان
من كــــــل مغــــــوار يجــــــود بروحــه
أو كــــــل حبــــــر رائــــــع التبيـــــــــان
فتحــــــوا البلاد وحرروا ســــكانها
في الهنــــــد والقوقــــــاز والبلقــــــان
وليرحــــــم الرحمــــــن كــــــل خليفـــة
من نســــــل عباس ومــــــن عثمان
قد أحسنوا .. ولئن أساءوا مرة
فالله ذو الرحمـــــــــــــات والغفــــــران
***
لله أمتنــــــــــــا عظيــــــــــــم شــــــــــــــــــأنها
هــــــي أمــــــة العلمــــــاء والفرســـان
هيهات يتركهــــــا الإلــــــه لوحدهـــا
الفجر آت من دجى الأحــــــزان
*****