الرئيسة \  مشاركات  \  في سبيل الإصلاح

في سبيل الإصلاح

07.02.2024
د. محمد رفعت زنجير




في سبيل الإصلاح
د. محمد رفعت زنجير
***
الإصلاح هدف الأنبياء والمرسلين قبلنا جيعا، قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام:
 (قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).
وهو أول ثمرة من ثمار التقوى، قال تعالى: تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
والإصلاح في المفهوم القرآني يشمل الدين والدنيا ومختلف البيئات والأزمنة والأعمار والأجناس والكائنات.
***
مر كثيرون قبلنا حاولوا إصلاح واقع أمتنا  وإصلاح هذا العالم
وسيمر آخرون بعدنا
ربما يخفق حملة مشاريع الإصلاح..
 وربما يعانون من الأسى ما لا يعانيه غيرهم...
ربما يحاصرون في أموالهم وأرزاقهم وأنفسهم..
وربما يمضون إلى حتوفهم ولم يودعهم أحد..
وكأنهم والعياذ بالله هم ممن نزل فيهم قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ).
***
ولكن جميل أنهم حاولوا إصلاح هذا العالم..
حاولوا أن يشعلوا مصباحا وسط الظلام..
فهذه البشرية التائهة تستحق من يوقد لها من رفاته الشموع لتهتدي..
والله الهادي إلى صراط مستقيم يستحق أن يقدم المرء في سبيله كل شيء حتى يفرح المؤمن بلقاء ربه ...
***
إنها أيام ستمضي ..
وتكون فرحة المؤمن بلقاء الله لا تنتهي...
فالله هو النور الباقي الذي لا يموت ولا ينتهي...
هو الحق الدائم وكل ما سواه باطل وهالك...
رأيت "خيال الظل" أكبر عبرة
 لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشكال تمر وتنقضي
 وتفنى سريعا والمحرك باقي
***
ولكن التضحية بكل ما هو غال وثمين في سبيل الله العلي الأعلى العلام لا تمنع أن يحاسب المرء نفسه، ويراجع خط سيره بحثا عن الثغرات ليتلافاها، واجتنابا للصعوبات التي قد لا يتحملها... فيخشى أن يكون قد لبس للنزال جلد نمر أو أسد ... وهو في الحقيقة ثعلب أو أرنب... فإذا كشف الله أمره فضحه  على رءوس الخلائق يوم القيامة...
(يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (96)/ التوبة.
***
السفر طويل، والدرب وعر، والتضحية صعبة، وسلعة الله غالية، وعلى المرء أن لا يتجشم شيئا فوق طاقته أخذا بالرفق والستر والسلامة، عملا بقوله تعالى: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (286)/البقرة.