الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  في موكب الشهداء

في موكب الشهداء

09.05.2015
صبحي الناشد



(1)
رحلوا خِفافاً طاهرين كأنّهم ماء الغمامْ
لا ودّعوا المشتاقَ أو ألقَوا على سمعي التحية والسلامْ
لو لوّحوا بإشارةٍ! ..  
أو لمّحوا بعبارةٍ! .. 
أو شرّفوا بزيارةٍ ..
تشفي فؤادي من تباريح الهيام!
رحلوا.. وكانوا بيننا ..      
تركوا حكاياهم لنا ..
ساروا وخلَّوني على نارٍ ضِرام
(2)
يا مسرعين كأنّهم نَضْل السِهامْ!
يا عزمَهم فرسٌ جَموحٌ قد تفلّتَ من زِمامْ!
يا أصدق الكلماتِ سطّرها الحسام
سارعتم الخطوات عنا فارفقوا..
وارعَوا لمن يهواكمُ حبلَ الذِمام
أرحلتمُ وأنا الذي..
ما لي سوى قلبي المحبِّ المستهام؟
هلاّ تركتم بعض ما يَشفي الجراح فإنها..
من بَعدكم ما عاد يسعفها التئام
 (3)
كيف المُقامْ؟!
والصادقون مضَوا على درب الكرامْ
نثروا دِماهم كالورود بدربنا..
عربونَ نصرٍ شمسُه تمحو الظلام
ما أثقلتهم زهرةُ الدنيا وما ركنوا إلى هذا الحُطام
لو أنهم صبروا لنسمرَ ليلةً..   
ومعاً لنأخذَ جولةً..
أو خفّفوا خطواتِهم كي نَجتنيْ بعض الكلام!   
باعوا نفوساً من صفاءٍ لا تُضام
انظرْ لسَمْتِ جباهِهم..  
و المحْ جمال وجوههم..
نورٌ تلألأ فوق ثغرهمُ ابتسام
عَجِلوا ليُرضوا ربَّهم..
ومضَوا سراعاً مثل رَفـّاتِ الحمام
(4)
يا راحلين تحيةً
مني لكم شوقٌ ومن قلبي سلامْ
إن طاب عيشكمُ هناك فإنني..
من بَعدكم هيهاتَ أن يهنا لعينَيَّ المنام
***