الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  يا أمي

يا أمي

03.05.2015
يحيى حاج يحيى





رحم الله أمهاتنا لم يرضعننا الحليب المجفف ، ولم يفطمننا على البسكويت المستورد !
كنا نجد في أحضانهن إذا مرضنا العناية المركزة التي تمدنا بالدفء ، وتغذونا بالحنان !
يوما ن لا أنساهما ماحييت : يوم مات ابن جيراننا وهو أصغر مني بقليل ، فحزنت عليه ، فنقلتني أمي إلى فراشها ، وجعلتني في حضنها تقبل رأسي كلما فتحت عيني !
ويوم أحضر أبي لي تفاحة وأنا مريض ، ودسها بين يدي !
أغبط من له أبوان على قيد الحياة ، يتصل بهما ، ويسمع صوتهما ، أو يذهب إليهما بلهفة ورغبة !
تمنيت أن تكون أمي موجودة ، لأزورها في جسر الشغور وقد تحررت ، أو أذهب فأقف على قبرها في حلب أغسل أحجاره بمدامعي :
أمي نشـيدي، وأمـي نبضُ قافيتي      يضمُّها الشـوقُ في قلبي فيستعرُ!
أقول : غابت ؟ ستأتي مثلما وعدتْ      كم ذا تغيب إذاً ؟ إنــي لمنتظرُ!
أمي أتيتُ! أليس اليوم موعدُنـا !؟      أمْ أنّ موعدنا يا أمـيَ الحشـرُ!؟