الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  يا بحر يا بحر

يا بحر يا بحر

06.09.2015
ابن الشاطئ

 
أجـراكَ  ربُّكَ كي تمضي بنا  رَغَبا      فـكيفَ  أصبحتَ في إغراقِنا سببا!
جئناكَ يا بحرُ من طغيانِ من ظلموا      ومـن  تشفّوا بنا ممن دُعوا  عربا
ومـا رأيـنا سـواكَ اليومَ يرحمُنا      فـارحمْ ضَـعافاً وكُنْ أُمَّاً لهمْ  وأبا
إنَّــا  وأنـتَ عـبادُ اللهِ  كـوَّننا      فـأصبحَ الـحبُّ فـيما بيننا  نسبا
ولا  نـرى لطغاةِ الأرضِ من نسبٍ      مـهما ادّعوهُ، وعمداً ذوَّقوا  الكذبا
فـكيفَ كـيفَ أطعتَ الظالمينَ  بنا      ونحنُ  من كانَ يرجو عندَكَ  الأربا!
أمـا  اتعظتَ بمن أغرَقْتَ من  زمرٍ      فـكُنْ  بـمنْ قد تبقّى مُشفِقاً  حَدِبا
ألـوفُ آلافِـنا يـا بـحرُ قد  قُتِلتْ      ومَـنْ  إليكَ أتوا قد واجهوا  العطبا
ومـا  رحـمتَ فكُنْ يا بحرُ  مُتَّعظاً      وراحـماً مـن سيأتي بعدَهُمْ  هربا
يـا بحرُ ماؤكَ لو يغدو الدّموعَ  لما      وفّـيتَ حُزناً على طفلٍ قضى  سَغَبا
طـفلٌ  أتـاكَ بـريئاً مـا لهُ  ظُفُرٌ      وقـبلَهُ ألـفُ طـفلٍ أُشعلوا  حطبا
رقَّـتْ  لـمقتَلِهِ الأسماكُ  فالتمستْ      بـلفظِ جـثَّتِهِ مـن يـرحمُ  الزُّغُبا
عـسى تُـثيرُ ضميرَ الغربِ  ميتَتُهُ      وأنْ  تُـحرِّكَ حِسَّاً في النُّفوسِ  خبا
ألـيسَ عـاراً عـلى كلِّ الأنامِ  إذا      ظـلَّ  الـظلومُ لقتلِ الأهلِ  مُنتصِبا
وكـلُّ  مـن صـمتوا عنهُ لهُ سندٌ      لـو سـاعةً تـركوهُ لاستحالَ  هَبَا