الرئيسة \  مشاركات  \  يا عصر الانحطاط... اني اليك أعتذر

يا عصر الانحطاط... اني اليك أعتذر

30.09.2021
المهندس هشام نجار




أعزائي القراء ..
نعيش اليوم عصر إنحطاط رهيب ،لايمكن مقارنته باي حال من الأحوال بعصر الانحطاط الذي درسناه في الادب العربي وكتب التاريخ، فمن المعلوم أن الأمة التي عانت من عصر الانحطاط قبل عشرة قرون استطاعت ان تقف على رجليها من جديد عقب إنهيارها الاجتماعي والادبي والثقافي فصدت الهجوم المغولي التتري وانتصرت عليه في معركة عين جالوت التي قادها قطز، ثم أكمل المماليك انتصارات صلاح الدين الأيوبي، فطردوا الصليبيين من عكا في ساحل فلسطين، وبالمقارنة فان ما خلفه عصر الانحطاط في ذلك الزمن يعتبر عصر نهضة بالنسبة لما يحصل اليوم .
عصر إنحطاطنا اليوم شمل كل مرافق الحياة السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية والاخلاقية . فقد تقلد أمورنا سياسيون مختارون بعناية من مخابرات الغرب ، فبدأوا بتقسيمنا الى عرب تقدميين وعرب رجعيين متطاحنين فاضحينا كالديوك المتصارعة بتخطيط غربي ليدخل الجميع بعدها في نفق الهزيمة الكبرى عام ١٩٦٧ واستمر الانهيار بالتمدد في أوصال الأمة العربية، فأدخلوا لبنان في هذا النفق بحرب اهلية طاحنة اشترك فيها عملاء العرب للقضاء على الفلسطينيين ووظف الغرب لهذه المؤامرة عميلهم حافظ اسد ليتمدد الإنهيار ليشمل العالم العربي باكمله فيغوص الجميع في دوّامة الدمار والدم.
وبعد خلق حالة الانهيار المناسبة ادخلوا العرب في نفق جديد هو نفق ١١ أيلول،ليكتمل الانحطاط بصناعة الارهاب في مختبرات مخابرات الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأميركية حيث كان الإرهاب هو هدية الغرب لحكامنا لشن حروبهم ضد الشعوب خوفاً على انفسهم من السقوط، فكان اجتياح العراق، واغتيال ياسر عرفات، واغتيال رفيق الحريري، دون اي ردود فعل من الحكام العرب بل كانت الاموال العربية تتدفق على الأمريكان لتدمير العراق العربي . فتم القضاء على خمسة الاف عالم عراقي واعادوا العراق العربي الى عهد الظلام والامية .
ثم استمر الانحطاط السريع في اوصال الامة ، فتم اعطاء الضوء الاخضر لايران لاستلام دورها في منطقتنا العربية بعد ان مهد الغرب لها الطريق بالعراق اولا. وفي لبنان ثانيا وفي سوريا ثالثاً وفي اليمن رابعاً ومازال خامساً في الطريق
اعزائي القراء ..
لقد تم العمل بلا هوادة على انجاز حقبة الانحطاط الرهيبة هذه على مدى أكثر من مرحلة . حيث كان تقسيم الامة العربية اولى الخطوات تلاها احتلال فلسطين واليوم تستعدّ طهران لإعادة إبرام اتفاق نووي وسياسي مع واشنطن برعاية وحماسة أوروبيّتين.
اعود بكم الان الى عصر الانحطاط الاول والذي كان احد اسبابه ضعف الامة الناتج عن غزوات التتار والصليبيين ، ولكن الامة استفاقت من غفوتها بوجود رجال اوفياء كصلاح الدين الايوبي وقطز فاوقفوا الانهيار والفساد ،
اليوم ننظر حولنا فلا نجد سوى عوامل الانحطاط تحيط بنا من كل جانب فالحكام همهم الاول كراسي حكمهم وهم على استعداد ان يضحوا بشعوبهم مقابل هذا الكرسي ، واعداؤنا عرفوا مرض هؤلاء الحكام فامعنوا في اهانتهم واذلالهم وشعوب تواقة للحرية لتبني نفسها من جديد ومعركة انقاذ الامة من انحطاطها ستبقى مستمرة حتى يقيض الله لنا ابطالا كابطال استقلالنا ،
وعلى الشعوب ان تدرك ذلك لتبدأ نهضتها من جديد .