يا قبرَ خالد

ضَـريحُ  خـالِدَ سيفِ اللهِ قد iiهُدِما      ولـمْ نُـجَنِّدْ لـهُ سـيفاً، ولا iiقلما
يـا لـيتَ كُـلَّ زعيمٍ لَمْ يَثُرْ iiغضباً      أحـالهُ  اللهُ ربّـي عِـبرةً iiصَـنما
فـلـيسَ إلاّ تـعاميهُمْ أضـرَّ iiبـهِ      فـإنَّ  أعـلَمهُم بـالخطبِ ما iiعَلِما
لـمْ  يعلَموا غيرَ ما يحمي iiتَسَلُّطَهُمْ      سِـيَّانَ لـو ألـفُ ألفٍ دونهُ iiعُدِما
هُمُ  الألِدّاءُ هُمْ، مَنْ شرُّ مَنْ iiحكموا      لـمّا  رَضوا غيرَ شرعِ اللهِ iiمُحتَكَما
تطاولَ  الحِقدُ من فُرْسٍ، ومِنْ iiعَجَمٍ      لَـمَّا  رأوا أنّـهُمْ مـن ألَّهَ iiالعَجما
يـا لَـيتَهُمْ عَلِموا أنْ ليسَ iiدونَهُمو      سـوى  لـيالٍ نـراهُمْ بعدَها رِمما
فـاقوا عـمائِلَ ذِئـبٍ في iiضراوتهِ      لـمّا  رأى كُلَّ مَنْ هُم حولهُ iiغَنما!
مـا  غـيَّر الكُفرُ يوماً من iiطبائعهِ      وخـابَ  مَنْ ظَنَّ كُفراً يحفظُ iiالذِّمما
لَمْ يَشفِ أحقادَهُمْ تقطيعُ مَنْ جُرِحوا      ولا  الـمُصَلِّينَ لـيلاً أُمطِروا حُمَما
ولا  الأجِـنَّةُ فـي أرحـامِها iiقُتِلَتْ      ولا أُلـوفُ شـيوخٍ عـانَتْ iiالهَرَما
فـأَعمَلوا حِـقدَهُمْ فـي قَبرِ iiخالِدِنا      وفـي  تواريخِ مَنْ هُمْ أعظَمُ iiالعُلَما

***

يـا  قـبرَ خالدٍ عفواً أنتَ في iiدمِنا      وخـابَ مَـنْ ظَنَّ أنَّ القبر قد هُدِما
فـفي ضـمائِرنا مـا زِلتَ iiتعمُرها      وفي  العقولِ ستبقى الفارِسَ iiالعلَما
والـهادِمونَ  بِـناءً مـا دَروْا iiأبداً      أنّ الـذي هَـدموا أمسى لنا iiحَرَما
يـفنى  الـبِناءُ ويـبقى سِرُّ iiبُنيتهِ      ولَـنْ  تـرى جاحِداً للحقِّ قد iiسَلِما
مضى  الفراعينُ ولَّى كلُّ مَنْ iiكفروا      ولَـن  تـرى داعياً للحقِّ قَدْ iiهُزِما
وسـيفُ  خـالدَ سـيفُ اللهِ رهبَتُهُ      لـسوفَ تـبقى دروساً تُلهِمُ iiالأُمما
والـحاقِدون عـليهِ لا مَـفرَّ iiلـهُمْ      مِـمَّا  بـهِ اللهُ فيمَنْ أشركوا iiحكما