يا قوم بالقرآن عزّتنا

حـتّامَ  نُـبقي كتابَ الله مهجورا      ألـمْ  نـعدْ بـعدَه يا قومَنا بورا؟
يـا قـومِ يـا قومِ بالقرآنِ عِزَّتُنا      فاللهُ قــدّرَ فـيه الـعِزَّ تـقدِيرا
هـلْ  نالَ قومِي ونالَتْ عِزَّها أُممٌ      إلا  بما جاءَ في القُرآنِ مَسطورا!
ألـمْ  تـكنْ خيرَ من قدْ عَزَّ أمتُنا      لـمّا غـدا نهجُه يا قومُ دستورا!
بـه  هُـدينا، وأصبحنا الهداةَ به      والـكونُ بالعدلِ منا صارَ مَعْمورا
وكـلُّ  عـلمٍ بـه صِـرنا أوائلَه      لـمّا الـتزمنا بـه نهجاً وتدبيرا
وكـل  عـسرٍ غدا يسراً بمنهجه      وجـيشُنا  عاد أنّى سارَ منصورا
وكلُّ أسرارِ ما في الكونِ قد جُلِيت      لأمَّـتي  حـينما أولـتهُ تـفكيرا
ومـا ظـلمنا عدوّاً، لا ولا شقِيَتْ      روحٌ  غداةَ ملأنا الأرضَ تحضيرا
ومـا  وَعَـتْ أمّتي من آيهِ عِبَرَاً      إلا ونـالتْ بـها عِـزّاً وتـوقيرا
مـا  غـادرتْ آيُهُ للعزِّ من سببٍ      إلا  وزادَتْـه تـوضيحاً وتـنويرا
فما  لها اليوم عنه أعْرَضَت سَفَهَاً      وترتضي عن هدَاهُ الحقِّ تنفيرا؟!
أعـداءُ  أمَّـتِنا لـمّا وعوْه غدَوْا      أقـوى، وأعـظمَ إبداعاً وتطويرا
ونـحن  مـن آيُهُ في أمَّتي نَزَلَتْ      نـزداد  عن فهمِه عجزاً وتبصيرا
نـقولُ فـي كـلِّ نادٍ عنه منقِذَنا      ولا نـنالُ بـه وعـظاً وتـحذيرا
أمـا غـدونا على الأمواتِ نقرَأُه      بـألفِ لـحنٍ ولا نـولِيه تدْبيرا؟
قد كانَ ملءَ قلوبِ القومِ فانتصروا      وأخـرجوهُ  فـزادَ القومَ تخسيرا
ضـدّانِ  نـحنُ به هجْراً ومعتقداً      وظـاهراً مُـعلًناً عـنه ومستورا
ألـم يحِنْ أن ننادي حسرةً وأسىً      عـلامَ  نُبقي سبيلَ العزِّ مهجورا!
إلامَ، حـتَّامَ لا أدري لـها سَـبَباً      إلا لأنَّــا غـدوْنَا بـعدَه بـورا