الرئيسة \  تقارير  \  يديعوت أحرونوت : كيف يرضى العالم أن يرسم طريقه 3 دكتاتوريين؟

يديعوت أحرونوت : كيف يرضى العالم أن يرسم طريقه 3 دكتاتوريين؟

19.01.2023
سيفر بلوتسكر

يديعوت أحرونوت : كيف يرضى العالم أن يرسم طريقه 3 دكتاتوريين؟
القدس العربي
بقلم: سيفر بلوتسكر
يديعوت أحرونوت 17/1/2023
الأربعاء 18/1/2023
وزراء المالية، ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء الشركات متعددة الجنسيات، ومديرو دور الاستثمار، والاقتصاديون في صندوق النقد الدولي والتجار في بورصة البضائع… لم يكن هؤلاء هم الذين قرروا طبيعة الاقتصاد في العام 2022، بل قرره ثلاثة دكتاتوريين سيئي الصيت والسمعة، هم: بوتين الروسي، وشي الصيني، وخامينئي الإيراني. لكل من هؤلاء الدكتاتوريين فكر متصلب تربى عليه، إلى جانب استعداد لاتخاذ خطوات متسرعة تقوم على أساس معتقدات وهمية. هذا خليط مفزع.
الأول في الطابور: بوتين. هو وقيادة الكرملين يديرون أربع معارك فاشلة بالتوازي – عسكرية، تكنولوجية (سايبر)، وإعلامية (دعاية كاذبة)، وطاقية (إغلاق توريد الغاز والنفط إلى أوروبا). الغزو العسكري لأوكرانيا لن ينتهي باحتلالها، وعقد بوتين أملاً في جبهة السايبر بإسقاط شبكات الاتصال والإنترنت في أوكرانيا وشل أدائها في غضون يوم واحد – لكن أوكرانيا أحبطت هذا بمعونة شركات غربية، من أصل إسرائيلي أيضاً. مستشارو بوتين وعدوه بانتصار ساحق في المعركة الثالثة، في الحرب الإعلامية ضد الغرب بعامة وضد أوروبا بخاصة، واحتجاج الجماهير الغاضبة الذين تضرروا بالتضخم المالي، ولكنهم أخفقوا. فتأييد أوكرانيا لم يضعف. وأخيراً، نجحت أوروبا في التحرر بسرعة مذهلة من تعلقها الخانق بالغاز الطبيعي والنفط المستوردين من روسيا، واستبدلت بهما مصدر مواد طاقة من أمريكا وشمال أوروبا وشمال إفريقيا. استيراد الغاز المسيل إلى أوروبا ازداد العام الماضي بـ 60 في المئة، وأثبتت أوروبا أن بإمكانها العودة لتنمو في ظل نجاعة طاقة ذات مغزى. هبطت أسعار الطاقة إلى مستويات ما قبل الغزو.
الثاني: شي جين بينغ، رئيس الصين، الذي قاد شخصياً سياسة صفر عدوى بكورونا، ما أدى إلى شلل مراكز الاقتصاد الصينية، وحول الدولة الكبرى سجناً في متابعة شرطية متشددة. وعندما بدأ الشعب الصيني بالتمرد، أدرك شي وزملاؤه في بكين عمق الخطأ: فُتحت الصين بفزع دون إعداد مسبق، ودون تطعيمات وأدوية، ودون جهاز صحي جماهيري يؤدي وظائفه. وهي الآن في دوامة وباء لم يسبق لها مثيل، مع توقع لمليار مريض وملايين الموتى حتى نهاية نيسان. بالتوازي مع إلغاء الإغلاقات، تنازل الحزب الحاكم عن الرقابة على شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى فرع العقارات الغارق في الديون، وعلى حرب التكنولوجيا حيال الولايات المتحدة في المجال الحساس للشرائح الإلكترونية. تراجع . لهذه الدرجة تبرز التغييرات التي جعلت المراقبين في الغرب يسألون إذا لم يعد حكم شي مطلقاً كما كان. ثمة من يفسرون أيضاً سلوك بوتين في الأسابيع الأخيرة كمؤشر أولي ربما على مرونة كهذه.
الثالث هو آية الله خامنئي، الزعيم الديني لإيران. هو لا يبدي مرونة. لشدة غروره، أفشل اتفاقاً نووياً جديداً كان يمكنه أن ينقذ بلاده، وإن كان قليلاً، من الأزمة. وعلى جنون اضطهاده المتطرف والنخبة الحاكمة، تشهد الإعدامات العلنية لمعارضي النظام وقادة الاحتجاج، دون مراعاة الشجب العالمي والهياج الداخلي المتزايد. المسيّرات التي باعها الحرس الثوري بإقراره لروسيا شدّدت العقوبات ودهورت مستوى المعيشة المدنية في إيران. خامنئي نفسه أصبح موضع كراهية الجماهير المستنزفين والمنهكين.
 مع ذلك، كيف يواصل ثلاثتهم الإمساك بدفة الحكم، وإلى متى سينجحون في البقاء كدكتاتوريين غير آبهين بحياة المواطنين وحياة ضحاياهم. لا حكيم يعرف أجوبة هذه الأسئلة، وإن كان مصير البشرية يتعلق بها هذه السنة.