ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 20/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ملف مركز الشرق العربي  

الموازنة بين المجلس الوطني والائتلاف الوطني

19-11-2012

 

سوريون يخشون من سيطرة "الاخوان" على ائتلاف المعارضة الجديد

الغد الاردنية

الدوحة - أخيرا وقف الاخوان المسلمون في سورية وراء اتفاق جديد لتوحيد المعارضة السورية تم التوصل اليه في قطر لكن بعض السوريين يخشون ان تحاول الجماعة الاحتفاظ بنفس النفوذ الذي كان لها في المجلس الوطني السوري الاضيق تمثيلا.

ووافق المجلس الوطني السوري الذي يهيمن عليه الاخوان المسلمون المدعومون من قطر تحت ضغط شديد من الدوحة والولايات المتحدة يوم الاحد الماضي على ان يصبح أقلية في كيان أوسع نطاقا هو الائتلاف الوطني السوري.

وقال حسن حسن وهو معلق سوري يعيش في الامارات انه يعتقد ان الخطيب مستقل حقا ولا ينضوي تحت لواء الاخوان المسلمين لكن من غير الواضح بعد هل ستكون الجماعة قادرة على الهيمنة على الائتلاف الوطني الجديد.

وأضاف "هذا سؤال بمليون جنيه". واستطرد انه حين طرحت الولايات المتحدة هذه الخطة الجديدة علم الاخوان المسلمون انه لن يكون بوسعهم الاصرار على بقاء المجلس الوطني السوري ولذلك بدأوا يبنون لنفسهم مكانا جديدا في الائتلاف ونجحوا في ذلك.

وسيحاول الكيان الجديد نيل اعتراف دولي بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري ويكون هو المتلقي الرئيسي للدعم السياسي والانساني والعسكري للانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد.

وقال دبلوماسي على هامش محادثات الدوحة ان الاخوان المسلمين في سورية -الذين وصل أقرانهم في مصر وتونس الى سدة الحكم- كانوا الكتلة التي بوسعها انجاح الاتفاق او افشاله. وبعد ان استشعروا الرياح السياسية -حيث شارك عدد كبير من الدبلوماسيين الأميركيين ودبلوماسيي دول اخرى في المحادثات التي استمرت اسبوعا في قطر- وافق الاخوان المسلمون في سورية على الكيان الجديد.

ويبدو أن المعارضة لانضمام المجلس الوطني السوري الى الائتلاف الجديد كانت تأتي أساسا من جانب شخصيات علمانية مثل زعيم المجلس الجديد الناشط المسيحي جورج صبرا. وقال فاروق طيفور وهو شخصية بارزة من الاخوان المسلمين ونائب رئيس المجلس ان الاخوان المسلمين لن يحتكروا السلطة في الساحة السياسية وادارة الفترة المقبلة.

وأضاف ان الاخوان سيكونون جزءا من إطار سوري شامل لاعادة بناء البلاد وشفاء الجروح التي خلفها حكم أسرة الاسد.

وكما حدث في مصر خلال الاشهر الأولى بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك حاول الاخوان المسلمون في سورية التخفيف من نفوذهم على المجلس الوطني السوري حتى لا يفزعوا الداعمين الغربيين.

لكن تصاعدت الاتهامات الموجهة لهم بانهم يهيمنون على المجلس من خلال ممارسة النفوذ على اسلاميين مستقلين ويوجهون الاموال الى جماعات ذات حظوة لديهم داخل سورية حتى تعزز من وجودها.

ويشغل المجلس الوطني السوري 24 مقعدا من 60 مقعدا تشكل الائتلاف الوطني السوري الجديد، ومن ثم فمن المنتظر ان يتقلص نفوذ الاخوان المسلمين ولو على الورق.-(رويترز)

 

=================

نجاح الائتلاف الوطني يبدأ بتجنب مسببات فشل المجلس الوطني

كلنا شركاء

هناك اجماع واضح ان المجلس الوطني فشل في تحقيق اي هدف رئيسي تبناه عند التأسيس. بل ان قيادات المجلس نفسها اعترفت بالفشل.

وعليه، يا قيادات المجلس الوطني .. كي لا تنقلوا عدوى الفشل من المجلس الى الائتلاف .. ندعوكم لان تكونوا ديمقراطيين بأن لا ترشحوا أنفسكم لعضوية الائتلاف وان تفتحوا الباب امام اعضاء اخرين من المجلس الوطني ليكونوا هم في عضوية الائتلاف .. اي أن يشغل كراسي المجلس في الائتلاف وجوه جديدة من المجلس وليس قياداته التي تحضر نفسها للقفز الى قيادة الائتلاف، وذلك للأسباب التالي:

1- فليس من المعقول ان تكونوا قيادات في الائتلاف بعد ان فشلتم خلال عام من قيادة المجلس في تحقيق اي شيء

2- وليس من المعقول انه لا يمكنكم ان ترشحوا اسماء ووجوه جديدة من المجلس الذي في عضويته المئات من الاعضاء .. وان تنقول انفسكم من قيادة المجلس الى قيادة الائتلاف

3- وليس من المعقول ان تنقلوا هيمنتكم من المجلس الى الهيمنة على الائتلاف

4- وليس من المعقول ان تتصرفوا وكأنه لا يوجد بديل عنكم .. كما يتصرف النظام الأسدي الذي لا يرى بديلا عن المجرم بشار الأسد

5- وليس من المعقول ان لا تتصرفوا كما تتصرف القيادات الديمقراطية .. سيما ان اغلبكم عاش في مجتمعات ديمقراطية وشاهد كيف تستقيل القيادات وتفتح الباب للاجيال القادمة وخصوصا اذا لم تستطع تنفيذ تعهداتها (كحال فشلكم).

6- وليس من المعقول ان لا تضحوا بكراسيكم و ترتقوا الى حجم التضحيات التي يقدمها الشعب السوري

7- وليس من المعقول ان تنقلوا روح الفشل من المرحوم مجلسكم الى المولود ائتلاف المعارضة

8- وليس من المعقول ان لا تروا ان وجودكم السياسي اصبح عبء على مجلسكم اولا، وعلى احزابكم ثانيا، وعلى من تمثلون ثلاثا، وبالتالي ستكونوا عبأ على الائتلاف والثورة

9- وليس من المعقول ان لا تتعلموا الدرس وتعيدوا انتاج الفشل

10- وليس من المعقول ان نذكر لكم اكثر من عشرة أسباب بان وجودكم لن يكون ايجابيا بل سيكون سلبيا

 

هل ظل شيء من المعقول ان نقوله لكم .. كي تتواضعوا وتتصرفوا بأخلاقيات الثورة والثوار .. وتتركوا الساحة لمن هو اقدر منكم؟؟؟؟

 

أما بعد سقوط النظام .. الابواب ستفتح من جديد للجميع للترشيح أمام انتخابات حرة وشفافة .. فان جئتم من خلالها فاهلا وسهلا …

 

وفي الختام، فلكي ينجح الائتلاف عليه ان لا يسمح بنقل الفشل من قيادات المجلس الى قيادات الائتلاف ..

ما رأيكم؟

غسان ابراهيم : الشبكة العربية

=================

عن ائتلاف المعارضة السورية وهواجسي منه وعنه

حكم البابا

2012-11-14

القدس العربي

ما سأكتبه هنا على شكل أسئلة أجيب عنها سيناريو تحليلي يستند في كثير من تفاصيله على معلومات مسربة من جهات عديدة، وعلى معطيات موجودة على أرض الواقع، وسأكون شاكراً لله لو كذبتني الأيام والشهور القادمة، لأنه فيما لو حدث ما سأكتبه فسنكون قد ضحينا بعشرات ألوف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين مقابل ثمن رخيص هو رحيل بشار الأسد وبقاء نظامه.

أولاً: لماذا اعتبر ائتلاف المعارضة أوسع ائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية؟

هناك كذبة اتفق عليها الاعلام والوسط السياسي والديبلوماسي وروجوها مع اطلاق الائتلاف تقوم على أن هذا الائتلاف يضم أكبر تشكيل للمعارضة السورية، ولو دققنا في الأسماء التي يضمها الائتلاف لاكتشفنا أنه أقل تمثيلاً من المجلس الوطني السوري، ولا يضم سوى اسم الأستاذ ميشيل كيلو (الذي لم يعلن صراحة حتى اليوم عن انضمامه رسمياً للائتلاف وغاب عن اجتماعه بالدوحة رغم أنه كان مدعواً) والسيدة سهير الأتاسي وهي ناشطة سياسية شاركت في تأسيس اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، وفيما بعد الهيئة العامة للثورة، فيما أغلب الآخرين هم إما أعضاء حاليين في المجلس الوطني، أو سابقين خرجوا أو أخرجوا من المجلس لأسباب سأذكرها فيما لو استدعى المقام شرحها أو كان لها تأثير في مجرى الأحداث، أما ممثلي المحافظات السورية فقد اختيروا على عجل لاكمال الصورة، واستبدل اسم باسم في آخر لحظة لتعذر وصول الشخص، ومن بين هؤلاء من لم يزر المحافظة التي يمثلها منذ أكثر من عقد، ولدى المجلس الوطني تمثيل من الداخل لابأس به إذا ماقورن بممثلي الداخل في الائتلاف، ويغيب عن الائتلاف أي تمثيل حقيقي ومباشر لاعلان دمشق وحزب الشعب، الذي عومل كجزء من المجلس في شخصي ممثلي هاتين الجهتين عبر الأستاذين جورج صبرا وسمير نشار، في حين أن جماعة الاخوان المسلمين مُثّلت عبر شخصيات ضمن المجلس، وأيضاً عبر ما سمي بالشخصيات الوطنية، كما يضم الائتلاف بعض الحركات الهامشية التي ليس لها قاعدة شعبية ولا تملك وزناً كبيراً لا في الثورة ولا في المعارضة (كحركة معاً وتيار مواطنة وغيرها)، ولو قارنا بين المجلس الوطني والائتلاف لاكتشفنا بدون كبير عناء أن المجلس يضم جهات أوسع في المعارضة من الائتلاف رغم هشاشة تمثيل الكثير منها في المجلس والهيئة، وإذا فكلمة مثل أن الائتلاف هو الأكثر تمثيلاً لقوى الثورة والمعارضة هو من قبيل البروباغاندا الاعلامية ليس أكثر، ومادام الأمر كذلك سيسأل سائل: ماهي الفوارق اذاً بين الائتلاف والمجلس؟ وهو ما سأجيب عليه في الفقرة التالية.

ثانياً: ما هي الفوارق بين الائتلاف والمجلس؟

من حيث الشكل والنشأة لا توجد فوارق كثيرة، فالاثنان رتبا على عجل في محاولة لتشكيل عنوان سياسي للثورة والمعارضة السورية، واعتمدا اسلوب المحاصصة، وكثير من شخصياتهما تكررت في المجلس والائتلاف، كما أن نشأتهما واحدة من حيث رعاية دول غربية أو اقليمية لهما، فالمجلس أنشأ بوصاية تركية فرنسية وتبنته قطر بعد ذلك، من دون أن تغيب الرعاية الأمريكية، أما الائتلاف فأنشأ برعاية أمريكية فرنسية ثم لحقت بهما أو أجبرت دولة قطر على تبنيه والتخلي عن المجلس، ولأن المجلس على مدار أكثر من عام لم يستطع أن يتحول إلى مرجعية سياسية للمعارضة والثورة السورية لظروف خاصة تتعلق بصراعاته الداخلية، وأخرى خاصة بالوضع العالمي الذي لم يقرر وضع ثقله في الموضوع السوري خلال الفترة الماضية، فأعطى الرئيس السوري بشار الأسد مهلاً عديدة، ولم ير في المعارضة المنشغلة بصراعاتها بديلاً للأسد، لذلك تم انهاء المجلس بالطريقة المهينة التي صرحت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاي كلينتون على الملأ وحولته إلى طرف تابع في الائتلاف، وأنشأ الائتلاف على عجل من بقايا المجلس مع الخارجين منه والحانقين عليه، ولكن هذه المرة ليُدار من فوق ومن الخارج، بعد أن أثبتت المعارضة السورية أنها غير جديرة بإدارة نفسها، وليكون جاهزاً للتحرك فوراً، مع تغيّر الظروف الدولية واستمرار القتل في سورية، وهو ما سأناقشه في الفقرة القادمة.

ثاثاُ:: ماهي المتغيرات في الظروف الدولية التي استدعت انشاء الائتلاف؟

بعد ما يقرب من عامين على انطلاقة الثورة السورية، وعدم استطاعة بشار الأسد قمعها أو انهائها، واستمرار سقوط الضحايا وتكاثر المجازر وزيادة عدد المهجرين مما شكّل ارهاقاً للدول المجاورة، ومع استمرار التعنت الروسي لصالح النظام السوري ووقوفه إلى جانبه ضد أي قرار يدينه أو يقدم حلاً من أي نوع في مجلس الأمن، ووقوف ايران بكل قوتها في معركة حياة أو موت بجانب الأسد، ومع كل الدلائل الميدانية التي تشير إلى تقدّم الثوار على الأرض، وظهور حركات جهادية على الساحة السورية من شأنها أن تخيف الغرب، وبعد شهور من مسح المخابرات الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية للوضع الميداني في سورية، وبعد الانتخابات الأمريكية واستقرار رئيسها، ولأن الغرب ليس مستعداً للتدخل العسكري خوفاً من اشتعال المنطقة بكاملها، ولأن النظام لا يزال قوياً ومدعوماً بالمواقف السياسية والسلاح من روسيا والصين، وبالسلاح والخبرات من ايران، وبالخبرات والرجال من حزب الله، كان لابد من خلق جسم سياسي معارض يستطيع الغرب ضبطه منعاً للفوضى، وتهيئة للدخول في حل سياسي، وهو الحل الذي أصبح الغرب والشرق متفقين عليه، واختلافهما الوحيد هو على تفاصيله، مع شعارات براقة وفارغة بدعم الثورة تسليحاً واغاثة، وهذا الحل السياسي يقوم على مبدأ رحيل الأسد والابقاء على رجالات نظامه في الأمن والجيش، مع تنويه بأن يكون هؤلاء الرجال غير متورطين بدم الشعب السوري، وهي خطة ايرانية روسية فرضها الواقع الميداني عليهم، وتهدف إلى حفظ مصالح هاتين الدولتين، وحماية الأقلية العلوية الممسكة بالحكم في سورية من مجزرة تخشاها في حال سقط النظام، وتطعيم السلطة القادمة في سورية بشخصيات معارضة، وبذلك تحقق الثورة أهدافها نظرياً، ويتم الحفاظ على النظام ومصالح داعميه عملياً، ولكن هل يقبل بشار الأسد بالتنحي، وكيف سيقبل ائتلاف المعارضة بنصف حل؟ وماهو موقف قطر والسعودية الداعمتين للثورة السورية من هذا الحل؟ وهو ماسأجيب عليه في السطر التالي.

رابعاً: هل يقبل بشار الأسد بالتنحي، وكيف سيقبل ائتلاف المعارضة بنصف حل؟ وهل يقبل العرب (قطر والسعودية تحديداً) ببقاء النظام ورحيل رأسه؟

من الطبيعي أن ترفض المعارضة السورية الموجودة في الائتلاف مثل هذا الحل فيما لو طرح عليها مباشرة وفجأة، ولكن أداء هذه الشخصيات المعارضة خلال عمر الثورة وتذبذبها بين المواقف ودخولها في صراعات على مناصب وهمية، ومن خلال علاقاتها التاريخية بالسفارات الغربية، أعطى انطباعاً لهؤلاء بأنها قد تقدم على تنازلات وعلى فترات فيما لو لوّح لها بمكاسب شخصية (تأملوا موقف المجلس الوطني وشخصياته التي هاجمت مبادرة رياض سيف، ثم وفي خلال يومين اعتبرت يوم توقيعها يوماً مشهوداً في تاريخ سورية على سبيل المثال)، وهنا، خاصة إذا تم الايحاء للنظام السوري بتشديد القصف والقتل، ومع تعالي الصراخ الداخلي بايقاف القتل بأي ثمن، والتقتير على مقاتلي المعارضة السورية بالذخيرة والسلاح، يصبح الحل السياسي جاهزاً ومطلباً للجميع، والحجة موجودة بأن من سيبقون من رجالات النظام هم ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء، وهي أكبر كذبة في التاريخ، لأن كل رجالات النظام في الجيش والأمن أيديهم ملوثة بدماء السوريين، ومن هنا نستطيع أن نفهم استبعاد المعارض رياض الترك (الذي يتمثل عادة عبر اعلان دمشق وحزب الشعب) عن الائتلاف، لأنه قد يكون الوحيد بين المعارضين السوريين الذي لا يقبل بحل أقل من رحيل بشار الأسد ورجالاته جميعاً، لأنه يعتبر معركته مع النظام ليست سياسية فقط بل وشخصية أيضاً، وإذا أضفنا لهذه الأمور جميعاً مونة الأمريكان والغرب على رجالات الائتلاف باعتبارهم طرفاً رئيساً في تشكيله ودعمه والاعتراف به، سنجد أننا أمام فريق معارض يقبل بهكذا حل.

أما بالنسبة لاقناع بشار الأسد بالتنحي فهي مسألة مستحيلة لمن يعرف طبيعة النظام السوري، الذي يعتبر آل الأسد حافظ ومن بعده بشار رمزاً لايمس، كما في كل ديكتاتوريات العالم، فما بالك إذا كان النظام مركّباً بشكل طائفي، وطائفته تضع ثقلها بين يدي الرئيس الأسد، وليس لديها أي رمز خارجه، فضلاً عن الطبيعة الشخصية الرعناء لبشار الأسد الذي سيرفض بشدة فكرة التنحي، ولكن هذه المعضلة المستحلية لها حل عند أجهزة المخابرات الغربية، التي قد تساعد على تنفيذ عمليات مزلزلة تفت في عضد النظام شبيهة بعملية تفجير مكتب الأمن القومي، وعندها يمكن أن يقبل بشار الأسد تحت ضغط حلفائه الروسي والايراني بالتنحي، فإن رفض فاغتياله لن يكون صعباً على أجهزة المخابرات، ووبغيابه بأي من الطريقتين سيفتح الطريق أمام الحل السياسي، وفي حال قتله سيعتبر السوريون أنهم حققوا هدف ثورتهم، ومن فرط فرحهم لن يفكروا كثيراً بأن نظامه لازال كما هو، خاصة فيما لو تم تقديم عدد من أكباش الفداء من بين أشهر رجالات النظام للمحاكمة.

في موقف دولة قطر من قبول الحل السياسي في سورية لا توجد مشكلة كبيرة، فمن قبل بسرعة البرق التخلي عن المجلس الوطني وتبني الائتلاف، سيقبل إن لم يكن قد قبل بالحل السياسي المطروح للأزمة الثورة، خاصة وأن قطر تلعب سياسياً لمجرد اللعب وحب الظهور في أي مسرح، وللحصول على سمعة واسم بأنها لاعب ومحرك للأحداث في كل بقعة يتاح لها اللعب فيها من بقاع العالم، وليست لها أهداف اقتصادية أو استثمارية في سورية، فهي لا تستثمر في بلدها حتى تستثمر في غيره، وفي كل الأحوال في حال نجح الحل السياسي في سورية ستحقق نصراً معنوياً هو كل همها، لأنه لا توجد لديها مشكلة حقيقة مع النظام السوري، وهي تصادق وتعادي لمجرد كنوع من اللهو والجكر والتناحر السياسي.

على عكس قطر نجد أن السعودية التي أبدت تحفظاً على الائتلاف، وكانت ردة فعلها باردة، ستجد صعوبة في الدخول في هذا الحل السياسي، خاصة وأنها تعتبر أن لها ثأراً شخصياً مع النظام السوري ورئيسه، الذين قتلوا لها رجلها في لبنان رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وفشّلوا لها كل مشاريعها السياسية لصالح مشاريع ايران عدوتها اللدودة، ولكن هل تهم كثيراً موافقة السعودية خاصة وأنها دولة ذات ردود فعل باردة وبطيئة وتتميز سياستها بالكتمان، لا أظن، فبالامكان تجاوزها وستكون ردة فعلها لامبالية أو ممتعضة في أسوأ الأحوال.

خامساً: لماذ اختير الشيخ معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف ولم يختر معارضاً من المعروفين غيره؟

بكل بساطة لأن الوجوه الأخرى في المعارضة السورية مستهلكة، وبدّلت وغيّرت في مواقفها خلال عمر الثورة السورية فتحولت إلى صور محروقة، فمن الطبيعي أن يؤتى بوجه جديد من بيت دمشقي اسلامي ظهر خلال الثورة ليكون واجهة ويستثمر، كما استثمر مؤتمر المعارضة في القاهرة قبل فترة خالد أبو صلاح باظهاره بينهم، وكما استثمر الدكتور برهان غليون في بداية انشاء المجلس الوطني، فيكون أكثر قبولاً من جماهير الثورة السورية ذات الطابع الاسلامي، ومايصح على الشيخ معاذ الخطيب يصح على السيدة سهير الأتاسي، فضلاً عن أن الوجوه المعارضة التقليدية التي تختفي خلفه في الائتلاف بانتظار مكاسب تنفيذية أهم في النظام الذي ستتشارك فيه مع رجالات من النظام (ممن لم تتلوث أيديهم بالدم) ويالها من نكته سمجة.

 

' كاتب سوري

=================

ميشيل كيلو ,, عن الائتلاف الجديد و المجلس الوطني

نشره فري سيريا في 13 نوفمبر, 2012

كونه من اهم رموز المعارضة , و كونه من القلة التي لم تنخرط في نزاع الاستحواذ على تمثيل المعارضة , و بقي يغرد خارج السرب ,,, كان منطقياً جداً , و ذاب مع واقع الثورة , دون رفض أحد مكوناتها , في السلمية و العسكرة , حتى بات مؤخراً ؛ المفكر المعارض الأقرب و الأصدق , لـ جمهور الثورة ,,,

و على هذا انتظر كُثر رأيه في خطوة المعارضة الأخيرة , خاصةً بعد أن صرح الائتلاف : ” أنّ المنبر بـ ممثله , أي ميشيل كيلو , موافق و داعم لـ الخطوة , و لكن سيصدر بيانه لاحقاً ” ,, و على ذلك انتظرنا ما سيخرج به ميشيل كيلو , و كان ذلك في تصريح صحفي , تلك نقاطه :

عن الموقف من الائتلاف الوطني :

الموقف من تشكيل ” الائتلاف الوطني لـ قوى الثورة و المعارضة السورية ” الذي أُعلن عنه من الدوحة يرتبط بـ ما سيفعله هذا الائتلاف , و نحن ننتظر و سنبني موقفنا على النتائج التي تترتب على ذلك , و ليس المهم التنظيمات و إنما الأفعال ,,

عن الاجتماعات الأخيرة , التي أجراها المجلس الوطني السوري :

لا علاقة لنا بها لسنا جزءاً منها , نحن ديمقراطيون , و المجلس إسلامي , نحن مستقلون و المجلس تابع لـ دول أجنبية تموّله و تسهر على استمراره بعدما شكّلته  , و نعتقد على كل حال أن المجلس يلهو في القضية السورية , و يراهن على خراب البلد , و هو جزء من هذا الخراب ,,

عن صوملة سوريا :

غير وارد , إن مخاطر النموذج الصومالي غير قائمة في سوريا , لأن السوريين ليسوا مستعدين لـ الدخول فيها , كما أن العالم لن يسمح بها ,, سوريا مهمة جداً لـ الأمن العالمي و لـ استقرار الشرق الأوسط عموماً و العربي خصوصاً ,, هناك خطر انفلات يترتّب على دمار هائل يحل اليوم في البلد و الشعب , و بـ التالي خطر مأساة إنسانية هائلة تشبه ما حدث في الصومال , أما انقسام سوريا على جبهات تتحارب إلى ما لا نهاية ، فهذا ليس خطراً ماثلاً ,,

عن انهيار الجيش السوري و تفككه :

هذا الاحتمال وارد , و إن كان هناك تحسّب ضد هذا الاحتمال ,, إنّ العالم يريد الإبقاء على قدر من قوة الجيش السوري و تماسكه , كي لا تذهب البلاد إلى فوضى تصعب السيطرة عليها ,, و المعارضة ليست ضد الجيش ,,

عن الموقف الأمريكي :

ثمة تحول , و إن كنت لا أعرف مداه , و أعتقد أنه سيكون تصعيدياً ضد النظام , إنّ الاميركيين لا يريدون المجلس الوطني السوري , لـ اعتقادهم أنه لم يفعل شيئاً يؤهله لأن يكون فاعلاً في مستقبل الأزمة السورية , و يريدون بديلاً له ,,

عن حكومة انتقالية , داخل المناطق المحررة في سوريا :

إنّ الظروف قد تنضج قريباً , و تسمح بـ تشكيل حكومة انتقالية , أما اليوم فـ قيامها صعب , و كل شيء يتوقف على الصراع على الأرض , و هو يجري في المجمل لـ غير مصلحة النظام ,,

عن الموقف الروسي :

إنهم ليسوا في وضع يمكّنهم من التأثير في القوى المختلفة , على الساحة السياسية المعارِضة , و يحاولون التعاون مع أميركا التي لن تستجيب لهم بـ التأكيد ,, إنّ الروس سيخسرون و سيندمون , مع أنهم قد يغيّرون موقفهم في آخر لحظة ,,

عن الحرب الأهلية :

 سوريا لن تذهب الى حرب أهلية , و إن كان من الممكن أن تمر في حقبة فوضى تجعل من الصعب حكمها ,, هناك مصلحة أميركية  – إسرائيلية في ذلك , لكنني اعتقد أن حلفاء أميركا الخليجيين المهمين كـ السعودية لا يريدونه ,, إنّ الأمور تخطت الكلام عن “طائف سوري ” فـ سوريا ليست لبنان حتى تكون هناك تسوية طائفية لـ أزمتها غير الطائفية ,, هناك فرص لـ تفاهمات دولية مختلفة عن الطائف , يقال إنها ستجرى خلال الفترة القريبة المقبلة , سننتطر و نرى ,,,

___________________________

الثورة بـ عون الله منتصرة ,,

منـار حـيدر

=================

 شرعية الائتلاف كممثل وحيد للشعب السوري.. وأرجحية الصدام مع المجلس الوطني

بيتروس بيتروسيان

ايلاف

19-11-2012

مرة أخرى تحاول الدوحة أن تلعب دوراً وتأخذ حجماً أكبر من حجمها، وتعيد ما فعلته مع المجلس الوطني، وتهمش ولا تعطي أية أهمية للدور المصري وللتصريحات المصرية، التي بادرت في طرح مشروع لتشكيل ائتلاف لقوى المعارضة السورية.. فبعد تصريحات الدولة المصرية، بهذه المبادرة استغربت من موقف قطر، وعن إعلانهم بتبني هذا المشروع، مع اطراف اقليمية ودولية، واخراج مصر من هذه اللعبة...

إن الائتلاف الذي شكل في الدوحة ما هو إلا نوعية جديدة من النفاق السياسي الذي تتبعه الدول التي دعمت، شاركت، وعمّدت هذا الائتلاف في قمة الدوحة التي بدأت، ولم ولن تنتهي بتشكيلها مجالس وطنية وائتلافات وقوى معارضة سورية، ودفن ما شكلت في ما قبل الدوحة، وما ستشكل بعدها، لم تعد تعرف هذه الدول مع من تتعامل منهم، ومن يمثل الشعب السوري، وماذا تريد بالأحرى من هذا الائتلاف أو ذاك، إن الحيرة في عدم معرفتها من اين تبدأ كان واضحاً، واصبح اوضح، بانتقالها من دولة إلى أخرى، من باريس للقاهرة وصولاً إلى الدوحة، ومن قرار إلى آخر دون الوصول إلى حلول جذرية تنهي هذه الأزمة التي خلقوها في سوريا...

منذ البداية الأحداث، منذ عشرين شهراً قلنا ذلك ونقولها اليوم، إن المطلوب في سوريا ليس اسقاط النظام، لا بل اسقاط الدولة السورية، وتقسيمها، وذكرناها في مقالات سابقة بطرق ومصطلحات متعددة، وهنا أنا لا ادافع عن نظام أو أعادي معارضة، لا بل كمواطن سوري أحاول ابداء رأيي واحاول شرح الأمور من وجهة نظري ومن منظوري السياسي المتواضع، ولا أنكر الظلم والفساد المستشري والقمع الموجود في سوريا، وانعدام الحرية، ومعاناة المواطن السوري، ولكن في المقابل هناك من يحاول إيصال الأمور في سورية إلى نقطة اللاعودة، من قوى ودول عربية، اقليمية، ودولية، ومن جماعات سلفية وجهادية تحاول قلب الموازين في سوريا لصالحها، وخلق حرب اهلية، دينية، مذهبية، طائفية.. ومعارضات سورية وصلت لمرحلة يرثى لها، منها من يعمل لأطراف اقليمية ودولية، ومنها من لها اجندتها الشخصية في المنطقة، ومنها من ينزف من أجل سوريا، ومستقبل سوريا، من أجل حرية وديمقراطية، أمن وسلام واستقرار سوريا...

إن المجلس الوطني الحر يلتقط آخر انفاسه، إثر الانقسام الموجود في صفوف المعارضة، والخصام والعداء الداخلي الداخلي والصراع على السلطة، ما بين تيارات سياسية ودينية، أحزاب، مجموعات وأفراد بشكل خاص، كل منهم يحارب على التقاط هذا الفرصة الذهبية، بيديه وقدميه وأسنانه، وبحسب المقولة الشعبية السورية ( إذا راحت ما عاد ترجع ) محاولاً البقاء داخل هذه اللعبة...

ما هو سبب دفن المجلس الوطني وتهميشه بعد اعلان عدد كبير من الدول الغربية والعربية بشرعية هذا المجلس، واعتباره ممثل الشعب السوري؟..

وهل الائتلاف الذي شُكل على نفس خطى تشكيل المجلس الوطني، سوف يكون له تأثير على الشارع السوري؟.. أم ستكون نهايته مثل نهاية هذا المجلس؟

هناك جوانب غير واضحة بالنسبة للشارع السوري، بما يخص هذا الائتلاف، فليس هناك برنامج ومشروع أو بيان واضح صدر عنهم، والمشكلة أن هناك تيارات اسلامية غير ديمقراطية، تشكل عددا ليس بالقليل، في هذا الائتلاف، يعترض عليهم شخصيات واسماء معروفة من المعارضة السورية، ولسان حال السوريين يتساءل عن ما سيقدمه الائتلاف، اكثر مما قدمه المجلس الوطني، وما هي الخطوة التالية في جدول اعماله، وهناك مسألة أكبر تثير التساؤلات، ألا وهو، مدى اصطدام هذا الائتلاف مع المجلس الوطني أو العكس، وهل سيتقبل المجلس بهذا الانهزام، ومدى ترجيح استمراريته في عمله السياسي المعارض.. من وجهة نظري أن الائتلاف في أول خطوة سيقوم بها، هو العمل على حل المجلس الوطني لأنه يشكل عائقاً أكبر من عائق النظام، مع العلم أن المجلس، جزء من هذا الائتلاف، وهكذا سيعتبر حله من ضرورات العمل الوطني، وبالتالي سيحدث الاصطدام والذي سيكون له الأثر السلبي الأكبر على المعارضة السورية، وتشتيتها أكثر مما هي عليها اليوم...

التسارع في الاعلان عن شرعية هذا الائتلاف والاعتراف به كممثل وحيد للشعب السوري، لن تكون آثاره السلبية، على المعارضة السورية فقط، المنقسمة أصلاً، لا بل على الدول الخليجية والعربية والدولية أيضاً، والتي اعترفت به على الفور قبل اعطاءه القليل من الوقت، لإثبات نفسه للمجتمع الدولي والعربي، وكأنهم لا يتعلمون من تجارب سابقة، على نمط ما حصل مع المجلس الوطني، وفي نفس الوقت هناك تردد من بعض الدول العربية بالاعتراف بهذا الائتلاف، لنفس الاسباب التي ذكرتها، وتفضل هذه الدول التمعن والتريث قليلاً، قبل اتخاذ اي قرار، يكون مردودها سلبياً عليهم، ويحميهم من الوقوع في نفس المطب الذي وقعوا به سابقاً.. إن افتقاد التنسيق بين الاطراف العربية سوف يثير اختلافات ومنها ما سيقصي عمل المعارضة والائتلاف، ككيان واحد يمثل الشعب السوري، وستختل موازين القوى في سوريا، لصالح فئة على حساب فئة أخرى، فالمعادلة العربية، الإقليمية، والدولية لا تتفق مع معادلة الشارع السوري...

على من سيكون رهان الائتلاف؟..

في خطواته الأولى، سيحاول الائتلاف، طلب الدعم العسكري لوجستيا وماديا، وسيتم توزيع الحقائب كما تم مع سابقه ومن طرف آخر سيحاول الاتفاق خاصةً مع المقاتلين على ارض الواقع، من ( الجيش الحر ) وحتى مع المجموعات السلفية، التكفيرية، والجهادية المتطرفة الأخرى، والتنسيق معهم على عكس المجلس الوطني، الذي كان على خلاف مستمر، لمحاولة الغاء دورهم، وحجب المساعدات والامدادات عنهم.. مما أدى كما يعرف الجميع، إلى فقدان المعارضة السورية السيطرة عليهم، وباعتراف العميد الركن مصطفى الشيخ قائد (الجيش الحر ) لوكالات اعلامية عديدة، " إن تشعب الأزمة في سوريا وتداخلها مع اطراف ودول خارجية عدة اسهم في انقسام عناصر المعارضة المسلحة من الداخل، وكان هذا بسبب الضغوط التي تتعرض لها المعارضة من الأطراف المختلفة محذرا العميد الشيخ، من ان استمرار الوضع دون تحرك دولي سريع حسب قوله، يهدد الوضع بالانفجار في الاتجاهات كافة، وإن عدم دعم المعارضة السورية يعني تحول عناصرها إلى مجموعة من الارهابيين "..

هناك قوى وشخصيات معارضة مهمة كانت لديها تحفظات على المؤتمر، وقوى أخرى قاطعت، مثل المنبر الديمقراطي، الأحزاب والقوى الكوردية، وهيئة التنسيق الوطنية السورية، ولم تشارك في هذا الاجتماع، واعتبرت الأخيرة أن تشكيل هذا الائتلاف، هي أجندة خليجية، تعمل على تغيير مسار الحراك في سوريا، وقلب الموازين لخدمة مصالحها في المنطقة، إن انشاء حكومة المنفى، دون الحوار مع الأطراف الأخرى، خطوة من الممكن أن تقود سوريا إلى دمار اكبر مما هي عليها اليوم، والائتلاف المشكل، يعرف جيداً هذا..

هل المشكلة تكمن في المعارضة؟.. أم هناك ما هو اقوى من رغبتهم، وقوى عربية واقليمية ودولية تسيرهم؟..

تساؤلات نذهب اليها... الوقت مبكر جداً للحكم على الائتلاف، مع اننا نعرف مسبقاً، ما هي النتائج..

إن العمل من بعض الدول العربية، بالضغط على الجامعة العربية، والاسراع بالاعتراف بأن الائتلاف هو الممثل الوحيد الشرعي لسوريا في الجامعة وخارجها، واعطاءه المقعد الشاغر منذ سنة، سوف يأخذ بالملف السوري إلى منحى آخر، وسيتسبب بانقسام الجامعة العربية، أكثر مما هي عليها اليوم، وهذا سيؤدي إلى توسع دائرة الصراع... في الوقت الذي يتريث فيه الاتحاد الاوروبي في اعلان أي قرار بخصوص الائتلاف، ويتمعن قبل اعلان شرعيته، تحسباً لما قد يؤدي هذا من تداعيات سلبية عليهم...

=================

الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة: الضرورة والمسار

ماجد حبو

صفحات سوريا

13-11-2012

بالتأكيد لمن يتيه في زواريب الأزمة السورية وتشعباتها يصح القول عالياً : الأزمة في سورية أصلاً وأساساً هي أزمة شعب مع نظامه السياسي !!!

مرت وعلى طول الخط بالأستبداد السياسي والقهر الأمني المباشر – الاعتقال السياسي – والغير مباشر – الحرمان من حق المشاركة السياسية – وهو مايصطلح تسميته ” الحل الأمني ” .

ومع تفجر الأوضاع التي رافقت الحراك

الثوري منذ أحداث درعا , رفع النظام من وتيرة تعاملة مع الشعب السوري إلى مستوى العنف العسكري المباشر ” الحل العسكري ” ودخل الشعب السوري تحت مطرقة ” الحل الأمني العسكري ” والذي تقوده الأطراف الأكثر دموية ووحشية من النظام بعد إقصاء أيه محاولة إخرى لإدارة الأزمة .

ومما يؤسف له دخول أطراف من المعارضة السياسية بإدارة الأزمة بنفس عقلية النظام ” العنف والعنف المضاد ” وقد برز ذلك أولاً في سياسة الأقصاء التي مورست بحق أطراف أخرى من المعارضة التي لم تتبع هكذا توجه , وصولاً إلى ” رفض الحوار أو التفاوض مع النظام القائم ” كمخرج سياسي للخروج من الأزمة !!!

ما هو الائتلاف ومساره

تنص مقدمه الائتلاف على كونه ” إتفاق بين المجلس الوطني السوري وباقي أطراف المعارضة ” وذلك بعد إعادة هيكله المجلس الوطني نفسه , وبالتالي يضع المجلس الوطني نفسه المرجعية أو الجهة التي ينبغي التعامل معها كأمر واقع شرعي .

والمجلس الوطني نفسه التي عاب عليه سيادة اللون الواحد – الأخوان المسلمين – أعاد إنتاج نفسه وبطريقة أكثر تشدداً مما كان عليه , مع بعض الرتوش المعيبة في الإخراج ” جورج صبرا ” كرئيس غير منتخب أصولاً في تسلسل هيئاته .

والائتلاف يعتبر من حيث الإخراج ( جسم تمثيلي وليس سياسي ) مرهون سريان الاتفاق عليه بالمصادقة من الأطراف والجهات الرجعية له بعد اعتماده من قبل اللجنة الوزارية العربية ” قطر ” والأمانة العامة للجامعة العربية ” نبيل العربي ” كعراب للمصادقة علية من قبل الجامعة العربية كمدخل أولي للاعتراف الدولي به .

القراءة الأولية للائتلاف وشخصياته يؤكد غلبة أصحاب اللون الواحد – الأخوان المسلمين والمجلس الوطني – على أكثريته : 22 مجلس وطني , 6 شخصيات وطنية ” البيانوني مثلاً ” المجالس المحلية , والكثير من التسميات لأصل واحد , وبالمحصلة إعادة المجلس الوطني لإنتاج نفسه داخل الائتلاف أيضاً .

غياب العلاقة المنظمة مابين المجلس الوطني والائتلاف – معاذ الخطيب يتحدث عن الدعم السياسي والأغاثي , مقابل جورج صبرا المطالب بالدعم العسكري …

المطالبة بتشكيل – حكومة مؤقتة – كجسم تنظيمي للائتلاف في غياب المرجعية السياسية والشرعية لذلك , في ظل توافق عام لكل قوى المعارضة على أن يكون المؤتمر الوطني العام – بعد سقوط النظام – هو المرجع الشرعي والسياسي لذلك .

الغياب الفاضح والمخزي للتوافق الأولي والمحدود لكل قوى المعارضة في اجتماعها الوحيد بالقاهرة, وخصوصاً وثيقة العهد الوطني, ووثيقة المرحلة الانتقالية مع الكثير من الملاحظات التي سجلت عليها.

الغياب الملحوظ ضمن الائتلاف لقوى سياسية مثل : هيئة التنسيق الوطني , المنبر الديمقرامثلاً.مجلس الوطني الكردي وللكثير من الشخصيات الاجتماعية الوطنية .

ويبقى البند المتعلق بحل الأجهزة الأمنية تعريف غير واضح الملامح بما يخص مؤسسة الجيش مثلاً .

أما مايختص بالفقرة ( عدم الحوار أو المفاوضات مع النظام القائم ) فهي تفتح الباب واسعاً للمزيد من العنف والعنف المضاد في حال عدم القبول بحلول سياسية للخروج من الأزمة , مثل – أتفاق جنيف – الذي توافقت عليه القوى الدولية والإقليمية والمحلية .

وأخيراً وليس أخراً الدعم الأمريكي المباشر ” روبرت فورد ” والقطري لولادة هذا الائتلاف يزيد من إشارات الاستفهام عن الدور المطلوب له .

ضرورة الائتلاف والدور المطلوب له

تدعى الولايات المتحدة الامريكية كاذبة بالخوف من سيادة وسطوه – الجهاديين والسلفيين – في المجلس الوطني , وهي الداعمة الاولى لهم عبر الوسطاء المحليين – تركيا والسعودية وقطر – والأمر لايعدو المحاولة الجديدة لإعادة ضبط هذه المجموعات الجهادية تحت السيطرة بعد التخوف من ” الجار الإسرائيلي ” لهم في حال أصبحوا واقعاً وحقيقة ” جاراً ” .

رفع جرعة الدعم لكيان الجديد – الائتلاف – عسكرياً في حال تم البدء – عملياً وعلنياً – بذلك, كما يمكن الاعتماد على ” الشرعية المفترضة ” للتدخل العسكري المباشر في حال الضرورة والقرار بذلك.

محاولة أمريكا الإمساك وبشكل شبه مباشر ببعض الأطراف للأزمة – المعارضة – بدون الوسطاء المحليين.

الرسائل السياسية المباشرة والغير ذلك بين القوى الدولية – روسيا, أمريكا – في مجمل تعاطيها بالصراع على سورية.

الأوهام والحلول

مما لاشك فيه بأن النظام السوري يشعر – وبقصر نظر – إلى ما يحدث في المعسكر المقابل ” المعارضة ” بعين الرضا والتشفي ” , غافلاً عما يصيب المواطن السوري من زيادة وتيرة العنف والعنف المضاد , ومتجاهلاً لحقيقة أساسية يدركها الجميع : النظام في سورية سقط أكثر مما يتصور النظام نفسه !!! , والمؤسسة الوحيدة التي ماتزال متماسكة – ليس بوصفها مرتكز من مرتكزات النظام ورموزه – هو الجيش الوطني السوري .

والحال كذلك يجب العودة إلى التوافقات ” الأولية ” للمعارضة السورية مجتمعة في مؤتمر قادم يجمع كل أطياف المعارضة في ظل التوافق على وثيقة العهد الوطني ووثيقة المرحلة الانتقالية , وعلى أرضية التوافق الدولي الذي يجب إعادة تنظيمه وفق صيغ ورؤى جديدة بذات المضامين – الحل السلمي والسياسي للأزمة – إتفاق جنيف 2 للخروج من حالة الصراع على سورية إلى حالة الصراع في سورية .

=================

رمضان لـ«الحياة»: الترحيب الغربي بالائتلاف الوطني «غير كاف» وموقف الجامعة «مؤشر سلبي»

الدوحة - محمد المكي أحمد

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

علمت «الحياة» أن وفداً أميركياً يضم مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية باث جونز والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد ومسؤول الاغاثة في الخارج وليام تايلور اجتمعوا مع قيادات في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، حيث بحث الجانبان آفاق التعاون. وعلم أن اجتماعاً آخر سيعقد في لندن يوم الجمعة المقبل في شأن دعم المعارضة من خلال مشاريع محددة. كما سيعقد في طوكيو اجتماع رفيع لبحث فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وفي شأن أبعاد لقاء المسؤولين الأميركين وقيادت المعارضة السورية، قال عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» وعضو «الائتلاف الوطني» أحمد رمضان في حديث الى «الحياة» إن «هناك رغبة أميركية لتقديم مساعدات إغاثية انسانية بشكل كبير»، غير انه في الوقت ذاته تحدث عن عدم رضاء «الائتلاف الوطني» عن رد الفعل الدولي بعد إعلان تأسيسه، مشيراً إلى ان «الترحيب مسألة غير كافية، وما صدر عن الجامعة العربية نعتبره مؤشراً سلبياً».

وسألته» الحياة» عن أفاق الموقف الأميركي في ضوء لقاء المسؤوليين الاميركيين مع قيادات المعارضة السورية، فقال رمضان: «فورد قال: سننتظر الأفعال (أفعال الائتلاف) ونرى ماذا يحدث ونرفع الى الادارة الاميركية لاتخاذ القرار». وتابع رمضان: «الترحيب (الأميركي بانشاء الائتلاف) مسألة غير كافية». ولفت الى أن النظام ينفق شهرياً 1.2 بليون دولار بحسب تأكيدات رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب. وتابع موضحا: «المجلس الوطني تلقى 40 مليون دولار في سنة كاملة، في وقت تشير تقديراتنا الى أن أعمال الاغاثة تكلف 140 مليون دولار شهرياً، هذا غير احتياجات من يواجهون النظام بالسلاح، إذ يوجد لدينا 100 ألف مسلح في الداخل».

وتابع: «قرار الجامعة العربية في شأن الاعتراف بالائتلاف الوطني لا نعتبره كافياً. هو ناقص لأنه أولا اعتبر الائتلاف يعبر عن تطلعات الشعب السوري، أي أنه أضعف من الاعتراف الذي منح (في وقت سابق) للمجلس الوطني. حيث منح المجلس صفة الممثل الشرعي». وأضاف رمضان: «المسألة الأخطر (في قرار وزراء الخارجية العرب) أنه ربط القرار بدعم مبادرة الموفد الدولي العربي الأخضر الابراهيمي، علماً أن المجلس الوطني كان اعترض على طبيعة المهمة لأنها تعطي النظام مهلة جديدة، وثانياً لأنها تتحدث عن حوار مع النظام من دون ضمانات برحيل بشار الأسد». ولفت المعارض السوري إلى أنهم (في الجامعة العربية) تحدثوا عن انتقال السلطة من دون الاشارة الى رحيل الرئيس السوري «وهذا شرط أساس في تكوين الائتلاف الوطني. ولن نوافق على تمرير عملية سياسية بوجود بشار». وأكد أن «ما صدر عن الجامعة العربية نعتبره مؤشراً سلبياً. كما ان تباطؤ المجتمع الدولي في شأن الإعتراف بالائتلاف يعتبر أيضاً مؤشراً سلبياً. وسيولد ذلك حالة غضب واستياء لدى السوريين ليس تجاه المعارضة بل تجاه المجتمع الدولي... هناك شعور أن بعض الاوراق استخدمت ضد الائتلاف الوطني مثل عدم ضم بعض مكونات المعارضة الى الائتلاف»، وذلك لتبرير عدم الاعتراف الفوري به.

وحول الاجتماعات لدعم المعارضة قال رمضان: «لندن ستشهد الجمعة المقبلة اجتماعاً تحضره مجموعة من أصدقاء سورية، في صدارتهم دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية... هناك رغبة لاعتماد مشاريع». وأضاف: «سيشارك في اجتماع لندن وفد من الائتلاف الوطني برئاسة رئيسه أحمد معاذ الخطيب، ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ووفد فني» من دمشق.

وأوضح رمضان أن «ستة مشاريع سيقدمها الائتلاف بالاستفادة من امكانات وخبرة المجلس الوطني وستعرض على المانحين في لندن وتشمل مشروعاً عن المخيمات والاحتياجات الطبية من مستشفيات ومساعدات للجرحى وتركيب اطراف صناعية، ومشروع للمساعدات الاغاثية والانسانية العاجلة للنازحين في الداخل أكثر من 3 ملايين)، ومشروع الادارة المدنية والشرطة، ومشروع خاص بالتدريب والتأهيل، ومشروع تعليمي». وأضاف أن طوكيو ستشهد في غضون اسبوعين اجتماعا تشارك فيه دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروربي ودول عدة بينها اليابان «لتعزيز العقوبات على النظام السوري، تشمل شخصيات أمنية وعسكرية في أجهزة الأمن والمحافظات».

إلى ذلك، علمت «الحياة» أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لم يوافق على نقل مقره أو فتح مكتب له في اسطنبول، وأن «المقر سيكون في القاهرة وسيفتح قريباً» وعلم «أن بعض الاعضاء الذين لهم موقف خاص من تركيا رفضوا فتح مكتب هنا».

=================

د. جهاد الشامي: الثورة و المجلس .. والائتلاف الوطني- والغرب.. والبحث عن حصان طروادة

نوفمبر 13, 2012

د. جهاد الشامي

توطئة:

1- لقد خرج الشعب السوري ثائرا” ففاجأ وأدهش العالم كله وأربك وأزال القناع عن كثير من الناس والأحزاب والدول.

2-راهن الظلم والاستعباد ومن لف لفيفهما على كسر ارادة الثورة بالحديد والنار من قبل بشار المجرم

بينما يتفرج الجميع على ما يحدث بكل نذالة, فمن بائع للكلام في الهواء, الى مدع للدعم في العلن , ومن ناشر للخطاب بتأويلين: فمن عدم التدخل العسكري الى الاطناب في عدم استعمال السلاح الكيماوي. ومن مقطر للأسلحة الخفيفة ومانع بل ومصادر للأسلحة الثقيلة.

يعطيك من طرف اللسان حلاوة…… ويروغ منك كما يروغ الثعلب

3- اجتمعت الدول على الشعب السوري وان بدا أنها على طرفي نقيض من الثورة السورية, فحلف الاستكبار الشرقي يتوافق مع نظيره الغربي في الغاية وان اختلفت السبل. ورغم بشاعة وقساوة االمنظومة الشرقية, فان المنظومة الغربية أدهى وطرائقها أشد ضررا” وأطول أمدا”.

ان الأفـاعي وإن لانَـت ملامسها **** عـند الـتقلب فـي أنيابها العطب

4- أنشؤوا المجلس الوطني ووضع له واجهة علمانية لارضاء الغرب اما بايحاء منه أو بتوجيه ذاتي من أعضاء هذا المجلس. ولكن أحدا” لم يمد اليد المساعدة الكافية لتزويد الثوار بالسلاح ومن ثم اسقاط العصابة المجرمة.

وسقطت حججهم الباطلة , الواحدة تلو الأخرى. فمن قائل أن سوريا غير ليبيا, الى متخف خلف ستار قوة الدفاع الجوي الأسدي!!! الى عدم توحد المعارضة, وعدم التورط بالمستنقع السوري!!! الى عدم تصدير السلاح الى أي من الفريقين !! خوفا” من الحرب الأهلية!!!! ثم رهابهم المخيف من الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وقدموها رخيصة في سبيل الله ثم في سبيل الدفاع عن المستضعفين من النساء والرجال والأطفال في سوريا. بينما لم تحرك أشلاء الأطفال, وهتك الأعراض , وذبح الرجال , وهدم المباني على رؤوس أصحابها العزل, والمجازر المرعبة تلو المجازر المقززة والوحشية ضمير من يتشدقون بحقوق الانسان ومن يملكون القدرة على ايقاف هذا الوحش الكاسر القميء والمجرم.

5- أسهموا في جعل المجلس الوطني يدور حول نفسه, وأسقطوه عمليا بعدم دعمه , وأشغلوه بأمور جانبية وقالوا له:” لو خرجت من جلدك لم نعرفك “. وكانوا يسعون الى اطالة أمد الأزمة: فان لم يجدوا كرزايهم – من كرزاي – فلا بأس من أن يدمر المجرم بشار سوريا حتى يتحكموا فيها لاحقا”, ولكي تزداد الضغائن والأحقاد, طمعا” في شراء النفوس الضعيفة من العباد لاحقا”. -لقد أوردت في مقال سابق: أن

شعبنا المسلم البطل لم يهزم أبدا” في ميادين الوغى, بل التف عليه وسرقت انجازاته في ميادين السياسة والكذب والنفاق والمتسلقين, وما أكثرهم-أجل ما أكثرهم.-

6- تتالت المفاجات وأذهلتهم المعجزات , فالجيش الحر والمجاهدون والثوار سحقوا قوات الغدر الأسدية بأسلحة خفيفة وعتاد لا يذكر وخرقوا أحصن حصون المجرم بشار بل انهم قصفوا وكره.

هنا انبرت قريحتهم عن لعبة أخرى لاطالة أمد الأزمة وليستروا عوراتهم التي فضحت, ولبث الفرقة بين أحرار سوريا ولسرقة مكتسبات الثورة بعد نجاحها ويجهدون على تحقيقها كلا” أو جزءا”.

7- أوعزوا الى خادميهم ومن يستمع اليهم الى استبدال اسم باخر ليحققوا غاياتهم.

فما الفرق بين المجلس والائتلاف, أو لم يكن ممكنا في ذاك ما تم في هذا؟. الجواب نعم عند صدق النيات فانما هذه اصطلاحات ومسميات تحمل معان ندخلها فيها. أما اذا كان وراء الأكمة أكمات وهناك غايات وغايات ؟ فالجواب: لا.

ان تغيير الأسماء قد يصحب معه الظن بأن شيئا” جديدا” قد حدث وقد يلبس على البعض ما كان عاصيا” عليه من قبل. وهذا ما حدث هنا.

فلقد عرف الغرب الماكر أن الثورة السورية لن تقبل بوجه علماني وخاصة بعد هذه التضحيات العظام, وان لم يكن من المستحيل فعل ذلك من خلال المجلس الوطني, فانه من المفضل أن يكون من خلال واجهة جديدة تدعى الائتلاف وبرئيس اسلامي معتدل ومستقل. وهكذا يكونوا قد تخلصوا من العبء الثقيل النفسي-عند البعض- المرتبط بالمجلس, كما أنهم اشتروا وقتا” جديدا” للمماطلة واطالة المدة الزمنية لرخصة القتل الممنوحة لبشار, بالاضافة اللعب على عواطف الثورة من خلال رئاسة شيخ معتدل محبوب ومقبول من الجميع وذي أفكار قد يعتبرها البعض تحررا” زائدا”. وهنا لا ننسى أن نذكر النائب العلماني, والذي أظن أنه سوف يدعم لاحقا” في محاولة اظهاره ومن ثم محاولة ارساء حكمه ولكي يتحول فيما بعد -ان استطاعوا- الى دكتاتورية قسرية اجرامية ومتعسفة. ومع ذلك فانهم لن يزودونا بالسلاح المناسب للقضاء على المجرم بشار.

8- اننا نتمنى النجاح الكامل للشيخ معاذ الخطيب حفظه الله, ونسأل الله عز وجل أن يسدد خطاه وأن يلهمه الصواب انه على ذلك قدير وبالاجابة جدير. ومع علمنا بتقى الشيخ وحسن ظننا بنباهته فانه لايزال هناك بعض المخاوف والكثير من الاستفسارات. ولا يزال يمر بمخيلتنا تاريخ الشيخ الرئيس تاج الدين الحسيني ابن محدث الشام.

9- وعملا” بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم . فاتي أتوجه بالتذكير والنصح للشيخ معاذ وهو أفضل مني علما” وتقى ونسبا”. واني أربأ به أن يلبس عليه البعض فيكون حصان طروادة . فمن المعلوم أن الصادق يعتقد أن الاخرين كذلك وأن نقي السريرة يظن الاخرين كذلك.

6- أليس عجيبا” أن لم تقم أمريكا بمثل هذه المبادرة الى الان؟

-واذا كانت قادرة على ذلك فلماذا الان؟

-واذا كان الاصرار على العلمانيين سابقا فلماذا الشيخ معاذ الان؟

-واذا كان الجيش الحر والمجاهدون والثوار يتنقلون من انتصار الى انتصار فلماذا الان؟. لقد أشرت في مقال سابق: ” وكما أسلفت سابقا” فان قرار تغيير النظام لم يصدر عمليا” من أمريكا الى الان. قد يصدر عندما يقبض الثوار على بشار وماهر واصف شوكت ليدلي الجميع بمساعدته للثورة. “.

- وهل من يدعم الكيان الصهيوني ويجاهر ويكرر بالحفاط على أمنه يؤتمن الان ؟

- وهل سنرى صحوات في سوريا كما رأينا في العراق؟ وهل سيتقاتل اخوة الاسلام والسلاح والتحرر والوطن لارضاء الغرب؟ وهل الدولة الجديدة سوف تعترف بسايكس بيكو وحدودها؟ وهل من جاء الى سوريا ودافع عن حماها وفدى حرائرها وروى بدمائه ثراها سيعامل معاملة الأجنبي أو ربما أ….؟

7- لا شك ان الخطأ أبدا” ليس في الشيخ معاذ, ولكن هذا لا ولن يعفيه من المسؤولية فعلا” وليس كلاما”.

ان القاصي والداني أصبح يدرك أن الدماء الاسلامية هي وقود وزيت قنديل الحرية السوري. وان الشيخ معاذ انما تبوأ هذه المكانة بسبب ذلك. وانه رضي أن يحمل ذلك في عنقه وهو مسؤول أمام شعبنا الأبي البطل وقبل ذلك أمام الله عز وجل.

وان جل ما أخافه ويخافه اخرون, أن يكون الشيخ معاذ حفظه الله وجها مقبولا لدى السوريين ثم يمرر من خلاله ما يذهب والعياذ بالله بمكتسبات الثورة أو بعضها, أو أن يكون جسرا” يعبره الطامعون عبر تسامح شيخنا الكريم.

واننا لنلفت نظره-ولا يخفى هذا عليه ان شاء الله- أن الذئب لم يكن أبدا” ولن يكون صاحبا” ولا راعيا” للغنم.

واننا نهيب بالشيخ الكريم اتخاذ بطانة صالحة واستشارة أهل العلم والرأي وعدم الركون الى التفرد في اتخاذ القرارات.

7- واخيرا” وليس اخرا”, فاننا ندعوا الله له بالتوفيق والصلاح والسداد في الأمر.

8- وان أصبت فبتوفيق من الله ومنته وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأسال الله الرحمة والغفران.

9-واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

=================

سوريا: خمس مهام مستعجلة أمام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة

الشبكة العربية العالمية: برهان غليون

الخميس, 15 نوفمبر 2012 00:28

١- في سياق الربيع العربي الذي اودى بحياة العديد من النظم العربية الاستبدادية، فجر الشعب السوري اكبر ثورة للحرية والكرامة وحقوق المواطنة في تاريخه الحديث، بدأت من دمشق وانتقلت إلى درعا قبل ان تنتشر على كامل التراب الوطني.

 

وبالرغم من القمع الاستثنائي الذي تعرضت له منذ ساعاتها الأولى، استطاعت الثورة أن تتوسع وتستمر. ويرجع الفضل في ذلك إلى الشجاعة الاستثنائية للشباب السوريين وما أظهروه من روح التضحية والبطولة ونكران الذات ومن التضامن والتكافل الاجتماعيين. وقد برهن الشعب السوري بهذه المناسبة على أن إرادة الحياة عنده لا تنفصل عن إرادة الحرية، وأنه شعب ابي لا يقبل الذل، وهو مستعد لتقديم أكبر التضحيات من أجل الوصول إلى أهدافه النبيلة.

بهذه الروح البطولية التي ميزت كفاح الشعب السوري خلال الأشهر الطويلة الماضية امكن للسوريين تحقيق منجزات كبيرة وأساسية غيرت وجه التاريخ وأدخلت سورية في عصر جديد يشكل قطيعة كاملة مع ماضي الديكتاتورية البغيض. ومن أول هذه المنجزات واهمها فرط عقد النظام من حيث هو نظام سياسي وتقويض اسس شرعيته في الداخل والخارج والكشف عن حقيقته العارية بوصفه آلة قتل وعدوان في يد طغمة غريبة عن الشعب متخلفة وضالة. ولم يبق فيه من معنى السياسة أو الحكم شيئا. وبالرغم من استمراره في معاندة التاريخ ومقاومة مصيره، فإن زواله لم يعد إلا مسألة وقت. وليس هناك من يقبل اليوم، بالرغم من كل التضحيات التي بذلت والتي ستبذل، بأن يستمر مثل هذا النظام الذي عاش على حساب كرامة السوريين وحرياتهم وحقوقهم، نظام الجريمة المنظمة الذي تآمر على الشعب السوري مع جميع القوى الطامعة في تحويل سورية إلى أداة أو ذراع لخدمة مصالحها الخاصة على حساب مصالح الشعب السوري وضدها. ومهما حصل، لن يستطيع أحد بعد الآن أن يعيد تحويل سورية إلى مزرعة خاصة كما كانت ولا أن يعامل الشعب السوري معاملة العبيد. إن نهاية النظام قبل أن تتجسد في اختفاء سلطة الأسد ورموزها، اصبحت محفورة اليوم في جسد السوريين وأرواحهم، بمقدار ما عملت الثورة على تحرير الفرد وفضح آلاعيب نظام الاستبداد وكذبه وخداعه وأساليب تآمره على حريات الناس وحقوقهم.

 

٢- بيد أن هذه الانجازات التي قوضت أركان النظام ونسفت أسس شرعيته في الداخل والخارج لا ينبغي ان تخفي ان الثورة لا تزال لم تحقق الهدف الرئيسي والأول لها وهو الاطاحة الكاملة بالنظام ووضع نظام ديمقراطي جديد مكانه. ولا يزال الشعب السوري ينتظر بعد عشرين شهرا من الصراع الدامي والتضحيات اللامحدودة بالأرواح والممتلكات، وضع حد لعملية القتل المنظم والمجازر الجماعية وتحطيم آلة القتل اليومي من ميليشيات وأجهزة أرهابية أمنية وجيش احتلال.

يرجع ذلك إلى عوامل متعددة منها الذاتي الذي يتعلق بسياسة المعارضة وبالمجلس الوطني عموما ومنها الموضوعية المتعلقة بالوضع الدولي وسياسة الدول الرئيسية المعنية بالوضع السوري ويرتب مسؤوليات ومهام جديدة على المعارضة وقوى الثورة السورية المختلفة.

واجهت الثورة تحديا كبيرا عندما قررت السلطة الحاكمة الانتقال إلى سياسة الحرب المعلنة، وبدأت باستخدام الأسلحة الثقيلة وتطبيق سياسة الاحتلال للمدن والقرى وتصفية قوى الثورة المدنية والتعامل معها بوصفها منظمات إرهابية. وكان على الثورة أن تبذل جهودا جبارة من أجل التكيف مع الوضع الجديد، سواء من حيث التنظيم أو من حيث الحصول على العتاد اللازم للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من القتل المنظم اليومي لمئات السوريين.

ومنذ اللحظة التي دخل فيها النظام منطق الحسم بالقوة لم يعرف سوى الهرب إلى الأمام، أي استخدام المزيد من العنف، من أجل حماية مواقعه أو وقف زحف الشعب على مواقعه. واستمر منطق تصعيد العنف بموازاة تصعيد الشعب مقاومته حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم،: مئات القتلى والجرحى بالقصف الجوي والمدفعي، وتدمير المدن، وتهديم المنازل وتهجير السكان جماعيا لعزل الثوار عن حاضنتهم الشعبية، أي إلى كارثة إنسانية ووطنية لم يشهدها شعب من قبل، مع وجود ملايين متزايدة من النازحين والمهجرين ومعظم المدن والبلدات المدمرة مع عشرات الوف الشهداء والجرحى والمعاقين وتهديم كل شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

في مواجهة هذا التصعيد المتواصل في العنف والتدهور الماساوي في الوضع السوري الناجم عنه، بقيت إجابتنا جميعا، على مستوى المعارضة السورية، والأصدقاء الدوليين، والمجتمع الدولي بمنظماته المختلفة، وأولها مجلس الأمن، تحت المستوى المطلوب وأقل بكثير مما يتطلبه الرد على التحدي. وقد وجهت هذه الردود الضعيفة التي صدرت عنا رسالة سلبية للنظام مفادها أن بإمكانه التصعيد إلى لا نهاية في العنف من دون أن يناله العقاب، وأن من الممكن له، باستخدام أقسى الوسائل وأدنأها، والاستفادة من الوقت المفتوح من دون نهاية، تحقيق انتصارات حاسمة على المقاومة إن لم يكن على الثورة، وأن يستعيد بالتالي السيطرة على الوضع من جديد.

وعلى الصعيد الدولي شلت عودة روح الحرب الباردة بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، والتي لم تهجر الشرق الأوسط ابدا، اي مبادرة دولية جدية لوضع حد للعنف، بل حتى لاتخاذ قرارات تشكل ضغطا قويا على النظام. وهو ماشجع الحاكمين في دمشق على الاستهتار بالرأي العام الوطني والعربي والدولي ومتابعة سياسة الانكار والحرب بأمل الخروج من الأزمة من دون مساس بالنظام. وبالمثل، لم تنجح مجموعة أصدقاء سورية في تجاوز ترددها واتخاذ القرارات التي فشل مجلس الأمن في اتخاذها، وأدى بها سوء تقديرها للموقف الروسي والصيني إلى استمرار المراهنة لفترة طويلة على تحقيق خرق ممكن على جبهة الحل السياسي وعلى امكانية فتح الحوار بين المعارضة والسلطة من اجل التوصل بسرعة إلى تسوية توفر على البلاد المزيد من الضحايا والخراب. ودفعها ذلك إلى معارضة تسليح الثورة إلى فترة طويلة بينما كان النظام لا يكف عن تعزيز ترسانته العسكرية وتجهيزاته الحربية مستعينا بالخبراء الروس والايرانيين. وقد حرم هذا الموقف المقاومة السورية التي نشأت على هامش الثورة من الوسائل الضرورية لمواجهة التصعيد المستمر في العنف من قبل النظام وفرض توازنا واقعا يقضي بتعليق سقوط النظام على تحقيق اجندات قومية أو إقليمية خاصة لا علاقة مباشرة لها بأجندة التحول الديمقراطي التي تشكل اليوم القضية المركزية للشعب السوري.

 

وقد كان لهذه المواقف الدولية أثرها البالغ على مسيرة الثورة ودخولها في ما نشهده اليوم من مواجهة عسكرية شاملة وما يرافقها من ارتفاع لا يصدق في عدد الضحايا وعمليات التدمير الممنهج للمدن والأحياء. فقد ادى تردد المجتمع الدولي وأصدقاء سورية في تقديم يد العون للثوار السوريين إلى إعطاء فرصة للنظام لاستعادة أنفاسه عن طريق إدخال الأسلحة الثقيلة في القتال، بما فيها المروحيات والطيران الحربي، وتشديد الضغط على المقاومة المدنية التي كانت ولا تزال تجد صعوبات كبيرة في تأمين الحد الأدنى من السلاح الذي يمكنها من الدفاع عن نفسها ومواقعها. كما كان لهذا الموقف أثره السلبي على عملية توحيد المعارضة وعلى مصداقية ودور المجلس الوطني السوري الذي رافق الثورة منذ شهرها السابع وعبر عن مطالبها ونسق علاقاتها على الصعيد الدولي، وضمن الاعتراف العالمي بها، كثورة شعبية ديمقراطية مدنية. فقد دفع الفشل المستمر في اتخاذ قرار لحماية الشعب السوري في مجلس الأمن والتردد الذي اظهره تجمع أصدقاء سورية إلى تعميق الاحباط في الداخل. كما شجع النظام الذي زادت ثقته بأنه لن يواجه اي رد دولي حاسم على الايغال اكثر في العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة وإعلان الحرب بشكل رسمي على الثورة التي أصبح لا يرى فيها إلا منظمات إرهابية وتدخلا أجنبيا بينما لا يخفي حلفاءه من الروس والايرانيين دعمه بجميع الوسائل للبقاء في الحكم.

 

٣- لكن جزءا كبيرا من المسؤولية في عدم بلورة الردود الناجعة على التحديات التي واجهتها الثورة يرجع أيضا لضعف القيادة السياسية وغياب القيادة الموحدة التي تستطيع أن تنسق في الداخل والخارج وتصوغ الاستراتيجيات والخطط الكفيلة بمواجهة التحديات الجديدة أو المتزايدة.

 

فقد تشكل المجلس الوطني بهدف توحيد المعارضة وتكوين إطار وطني جامع يمثل الثورة ويقودها. وقد ضم عند تكوينه أبرز القوى السياسية السورية المعروفة التي وقفت إلى جانب الثورة. وأدى الاعتراف الدولي به بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، وإن لم يكن الوحيد، إلى ترشيحه ليصبح قيادة معترف بها في الداخل والخارج للثورة. وشكلت ولادته أملا كبيرا للشعب الثائر بوصفه وسيلة لتوحيد جهود كل الثوريين، وتمثيلهم على الصعيد الدولي، وتنسيق علاقات الثورة الخارجية، وفتح المجال أمام اعتراف العالم والرأي العام الدولي بالثورة وقضيتها العادلة، وفي الوقت نفسه عزل النظام القائم، وتوجيه ضربات قاسية له والقضاء على شرعيته الخارجية بعد أن فقد شرعيته في عيون الشعب السوري.

لكن التعثر الذي واجهه سواء في تأمين الدعم الضروري للثوار أو في ضم اطياف المعارضة وقوى الثورة المتجددة إلى صفوفه، حال دون هذا الاعتراف. وجاءت سياسات النظام الدموية غير المسبوقة وما قادت إليه من انتقال تدريجي للثورة من مرحلة الاحتجاجات السلمية إلى المقاومة المسلحة لتزيد من التمايز داخل صفوف المعارضة، وتعميق التنافس والنزاع بين قياداتها المختلفة. وقد أثر ذلك على نفوذ المجلس وصدقيته في الداخل والخارج، وسمح للدول، المترددة أصلا في تقديم الدعم للثورة، بالهرب من مسؤولياتها أو بتبرير التردد بحجة غياب القيادة الموحدة.

وقد كان لفشل المعارضة السورية في التوحد وتجاوز ارث الثقافة الاستبدادية التي خلفها لها النظام الهالك وبالتالي في تلبية حاجات الثورة على الصعيد السياسي والاعلامي، وبشكل أكبر على صعيد التجهيز والامداد اللازمين لتطوير عمل الجيش الحر والمقاومة، وكذلك على صعيد تنظيم المجتمع المدني وتقديم الإغاثة الضرورية لسد النقص الناجم عند تدمير النظام شروط الحياة الطبيعية للسكان، اثر كبير على تطور الثورة وتشتت رؤية العاملين فيها وانقسامهم وتنامي التدخلالت الخارجية ودخول قوى هامشبة وطفيلية على خط الثورة واحيانا ضياع الهدف الرئيسي لهذه الثورة عند بعض المجموعات والأشخاص. وهذا ما يعكسه وضع القوى الثورية الراهن المدنية منها والعسكرية من غياب القيادة الموحدة والخطط المشتركة والتنظيم الواسع والانضباط المرتبط به.

٤- يرتب هذا الوضع وما يتطلبه من معالجة تطلق من جديد دينامكية التحولات السريعة للقضاء على النظام وبدء المرحلة الانتقالية تطبيق برنامج عمل مرحلي من قبل جميع قوى المعارضة والثورة يهدف إلى تحقيق خمس أهداف رئيسية مستعجلة:

 

الأول ايجاد قيادة سياسية موحدة قادرة على التنسيق بين قوى المعارضة والثورة وتفعيل العمل المشترك المنظم وتدريب الكوادر وتحسين آليات اتخاذ القرار لتكون أكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات تقدم الثورة وانتصارها. وكان مشروع إعادة الهيكلة الذي طرحناه على المجلس الوطني وبما تضمنه من عملية توسيع قاعدة المشاركة في المجلس واستبدال قاعدة انتخاب القيادات على مستوى الأمانة والمكتب التنفيذي بقاعدة التوافق التي بني عليها في صيغته الأولى، خطوة أولى في هذا الطريق. لكنها لم تكن كافية بالتأكيد لأن المجلس، حتى لو نجح في الخروج من أزمته الطويلة وجدد بعض قياداته، لن يستطيع، بعد التلكؤ الطويل والتردد في تحقيق المهمة العاجلة، ورفض التحول إلى إطار وطني سياسي مفتوح لجميع قوى الثورة، من قبل المشاركين الرئيسيين في تأسيسه قد حكم على نفسه للأسف بأن يبقى ائتلافا بين مجموعة من القوى التي يجمعها سقف سياسي واحد، وبالتالي إلى غطاء لمجموعة القوى التي يمثلها لا تستطيع لوحدها أن تشكل قيادة موحدة ولا أن تملأ الفراغ السياسي القائم.

إن شروط نجاح هيئة ما في التحول إلى مقر قيادة سياسية للثورة والشعب لا تزال نفسها: نيل الشرعية المرتبطة بالانجاز والوحدة. ولا انجاز من دون وحدة في الرؤية والاستراتيجية والمواقف، ومن دون توحيد جميع قوى الثورة السلمية والعسكرية، والتقريب بين جميع الأطراف، والأخذ بالاعتبار لمصالح جميع فئات الشعب السوري ايضا، الثائرة بالتأكيد، لكن غير الثائرة أو التي بقيت على هامش الثورة أو خارجها أيضا. فجميع هؤلاء سوريون، والثورة ليست للثورا فحسب ولكنها للسورييين، أي بهدف بناء سورية وطنا للجميع، ودولة ديمقراطية مدنية تعددية تساوي بين مواطنيها بصرف النظر عن أي تصنيف. وبالمثل، لا توجد قدرة على ضمان وحدة جميع ابناء الشعب، ولا على توحيد جهود قوى الثورة واطرافها، من دون رؤية سياسية صائبة واستراتيجية عملية تفتح افق الانجاز وتضمن تراكم المكتسبات على طريق القضاء على ألة القتل الهمجي وتحقيق الانتصار المؤزر على وحش السلطة الطائفية المدمر البغيض.

وهذا ما يمكن الهيئة الطامحة إلى القيادة من أن تصبح مرجعية وطنية تسهر على وحدة الوطن والشعب واستقلال القرار الوطني وعلى ضمان الاستقرار وخلق الثقة بترفع أعضائها على التنافس السياسي ووضعها نفسها على مسافة واحدة من جميع الأطراف الشعبية وتمسكها الوحيد بالاجندة الوطنية العامة وصياغتها لها مقابل الاجندات الخاصة التي ستفرزها القوى السياسية والاجتماعية المختلفة والمتعددة. كما يتطلب سهر اللجنة على ضمان التوافق الوطني ووحدة الشعب والوطن وتجنب التوترات والانقسامات أو تجاوزه

وهذا ما ينبغي أن تلتزم به وتسعى إلى تحقيقه تشكيلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي ولد في الثامن من هذا الشهر في العاصمة القطرية بهدف ايجاد صيغة مناسبة لتوحيد الجهد والمواقف وبناء إطار للتفاعل والتواصل بين مختلف قوى الثورة والمعارضة لتحسين آلية اتخاذ القرار.

الهدف الثاني لبرنامج العمل الثوري المرحلي الراهن هو تشكيل قيادة عسكرية موحدة قادرة على الإسراع في توحيد الكتائب المشتتة في ألوية واحدة وتدعيم المجالس العسكرية والثورية العسكرية، وتنظيم عملها، ودمجها في بنية عسكرية منظمة ومنضبطة، وإدماج المنشقين من الجيش خاصة الضباط الكبار في هذه المجالس، للارتقاء بأداء الثوار وخلق الشروط الكفيلة بإنشاء قوة قادرة على تحرير البلاد بأسرع وقت من سلطة الاحتلال العائلية والمافيوية. ومن المنتظر أن يؤدي مثل هذا التطور إلى تأمين انخراط أكبر للدول الصديقة في معركة التحرير السورية وتقديم دعم أفضل لوجستي وعسكري، للجيش الحر، وتوفير ما يحتاجه لتحقيق الانتصار على ما تبقى من ميليشيات النظام الدموية. ولا يمكن بناء هيكلية موحدة لكتائب الجيش الحر من دون مركزة القرار سواء في ما يتعلق بالخطط العسكرية أو بالاستراتيجيات المتبعة أو بسياسة الامداد بالمال والسلاح. ومن الضروري أيضا لضمان مستقبل البلاد ان يظل تحقيق هذا الهدف بأيدي سورية حتى يكون له الأثر الذي نريده في ما يتعلق بتعزيز شروط بروز القيادة السياسية الموحدة.

فمن دون العمل على توحيد المصادر التي تغذي كتائب الجيش الحر والمقاومة، وتوحيد معايير التمويل والتسليح نحن نخاطر بالسماح بتحول الكثير من الكتائب إلى ميليشيات خاصة تخضع لإرادة مموليها، وفي وضع تزداد فيه شروط الحياة قساوة سيزيد احتمال تحول هذه الميليشيات إلى مشاريع خاصة. وهذا يتطلب ان تتوجه جميع التبرعات المالية والعينية الى قيادة سياسية سورية هي التي تتكفل بتوزيعها على الكتائب.

الثالث إعادة بناء شبكة العلاقات الدولية للثورة بما يمكننا من استعادة روح المبادرة والهجوم على الصعيد الدولي وتفعيل الوعود والقرارات الأممية السابقة التي لم نتابع تطبيقها. وهذا يتطلب تشكيل فريق مختص وتنظيم حملة علاقات دولية كبيرة وواسعة يشارك فيها رجال سياسة وقانونيون وحقوقويون وإعلاميون ومثقفون لتعقب النظام وتصفية ما تبقى له من نفوذ تمثيلي أو سياسي في المحافل الدولية وكسب الرأي العام إلى جانب القضية السورية. يساعد على تحقيق ذلك أن الدول الصديقة اصبحت أكثر إدراكا لطبيعة المخاطر التي يمثلها التردد وإضاعة الوقت، سواء من خلال تغذية أوهام النظام وحماته في إمكانية محاصرة الثورة وإضعافها وتمديد الصراع إلى امد غير منظور أو من خلال إعطاء فرص أكبر لتنامي قوى التطرف الداخلية والمتسللة إلى البلاد على ضوء الانفلات الأمني المتزايد بموازاة فقدان النظام سيطرته على المعابر الدولية ومناطق واسعة من البلاد.

والرابع تشكيل جهاز تنفيذي أو سلطة إدارية حكومية مؤقتة تقوم بشؤون إدارة الدولة خلال المرحلة الراهنة حتى سقوط النظام وتحل محل الحكومة اللاشرعية في جميع المحافل والمؤسسات الدولية من استلام السفارات وتعيين ممثلي الشعب السوري في الخارج والسهر على تنظيم شؤون الإدارة المحلية في الداخل في المناطق المحررة وشبه المحررة وحيثما يكون ذلك ممكنا. ومن مهام هذه الحكومة أيضا أن تشكل بديلا جاهزا لاستلام مؤسسات الدولة وتسييرها حال سقوط النظام، وأن تقضي على مخاطر انتشار الفوضى في الساعات الأولى من انهيار الوضع الراهن، وتساهم في تطمين المجتمع الدولي على مرحلة مابعد السقوط وتؤمن الغطاء السياسي الضروري على الصعيد الدولي لاقصاء ممثلي النظام في الدول والمنظمات الدولية والحلول محله، وتمثل منذ الآن الدولة السورية الجديدة وسياسدتها ووحدتها واستقلالها. الشعب السوري.

والخامس وضع نظام فعال للإغاثة يشمل آليات جمع المساعدات وتوزيعها على جميع المناطق وضبط هذه الآليات والتحقق من فعالية شبكات التوزيع ومحاربة الفساد المرتبط بهذا التوزيع.

مع تطبيق هذا البرنامج سوف تشهد الثورة تسارعا كبيرا في وتيرة التقدم في الاشهر القليلة القادمة، على طريق النصر الذي نأمل جميعا بأن يكون قريبا وكاملا.

 

٥- تبقى مسألة القيادة الموحدة للثورة والمعارضة هي التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم لتحقيق المزيد من التقدم والانجاز. ففي غياب قيادة سياسية مشتركة أو موحدة تملك رؤية نظرية وعملية واضحة وتحظى باجماع الناس وقبولهم، وبالتالي تملك نفوذا كبيرا عليهم لتوجيه خطاهم ونيل تعاونهم وضمان وحدتهم تبقى جميع المؤسسات والهيئات شكلية وغير مثيرة للولاء والالتزام. وهذا يعني ان على الرجال الذين يجدون أنفسهم في مواقع القيادة ويحتلون مناصب المسؤولية في أي موقع كان أن يتمتعوا بالكفاءة وأن يكون لديهم شعور عميق بالمسؤولية تجاه شعبهم ومقدرة على التجرد عن اي مصلحة خاصة أو شخصية، بما في ذلك دعم طرف سياسي أو اجتماعي أو مذهبي ضد آخر. وأن يتحلوا بالنزاهة والعدالة والاستقلال، وبالمقدرة على التعاون والعمل سويا في كل الظروف ومهما كان الحال كمجموعة متحدة ومتضامنة وضامنة لمصالح الوطن والشعب العليا، وأن يلتزموا بتطبيق العهد الوطني الذي قبلت به جميع اطياف المعارضة، وباحترام حقوق السوريين المتساوية جميعا والدفاع عنها في كل الظروف.

 

وفي النهاية، مهما كان الحال، سيظهر الشعب السوري، في الوقت المناسب واللحظة الحاسمة، كما أظهر خلال الأشهر العشرين السابقة، أنه شعب عظيم وخلاق، قادر على تجاوز نفسه والارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية والانسانية، ووضع كل الخلافات والحزازات والمخاوف والاحقاد جانبا من أجل بناء الوطن الذي حلم به لعقود، وطن الحرية وكرامة الانسان والفرد ووطن العدالة والأخوة والمساواة. وسوف ينتصر عنده لا محالة كل ما هو نقيض لنظام الموت والخراب الهالك: العقل على الجنون، والوعي على الجهل، والمحبة على البغضاء، والتضامن على الانانية، والتسامح على الانتقام. هذا هو الشعب السوري وهذه هي ثقافة سورية التاريخية. وهي أيضا وسوف تبقى ثقافة سورية المستقبل ومضمون هويتها الواحدة المتعددة معا.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ