ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ملف
مركز الشرق العربي سوريا
2012 ارقام واحصائيات 2-1-2013 أهم
العناوين 2.
سوريا
2012: المعارضة تحقق مكاسب سياسية
في الخارج.. وصمود وتقدم ميداني
في الداخل 3.
سوريا
2012: الأسد يفقد السيطرة 4.
سورية
2012… الأسوأ مر… أم سيأتي؟ 5.
أحداث
سوريا فى صدارة اهتمام الجمهور
العربى على سكاى نيوز فى 2012 6.
نحو
40 ألف قتيل في سوريا في 2012 هم 90%
من ضحايا النزاع 7.
2012
عام الدم في سورية ودمشق تريد
حلا للأزمة "بالحوار" 8.
تليجراف:
2012 عام الشتاء العربى 9.
2012
.. فشل أمريكي في سوريا 10.
عام
2012 في سورية: ثقافة العدّْ فوق
العشرين! 11.
2012
عام "الاضطرابات" بامتياز..
والربيع العربي يتجدد 12.
سوريا
2012 .. جمود دولي والثوار يقاتلون 13.
سوريا
2012: 40ألف قتيل و 270 ألف حالة
إعاقة دائمة 14.
المرصد
السوري: 40 ألف سوري قتلوا في 2012
بينهم 10 آلاف من القوات
النظامية سورية
2012 اخطر بقعة على وجه البسيطة
مقبرة للصحافيين حالة انسداد
وساعة الحسم طالت...مصر ليست
تونس واليمن ليست مصر وليبيا
ليست اليمن وسورية لا تشبه احدا 2013-01-01 القدس العربي لندن ـ 'القدس العربي':
ودع السوريون عام 2012 بالاف من
الضحايا وعشرات الالاف من
المعتقلين والمدن المدمرة،
التي تذكر بمدن الحرب العالمية
الثانية، ويستقبلون العام
الحالي 2013 بتحذيرات من ان اكثر
من 100 الف شخص اكثر سيقتلون في
الحرب الاهلية التي تتخذ طابعا
طائفيا في كل يوم. سورية عام 2012 هي اخطر
بقعة في العالم، فقد حلت محل
العراق بعد الغزو، وهذا البلد
لم تتوقف فيه الحرب الاهلية
واحيانا يقتل فيه اعداد اكثر
مما يقتل في سورية، لكنه بعيد عن
اضواء الاعلام، ومثل العراق
تحولت سورية الى مقبرة
للصحافيين حيث قتل فيها 35
صحافيا حسب احصائية الفدرالية
الدولية للصحافيين التي قالت ان
المثير للخوف ان الصحافيين
يستهدفون عمدا من الحكومة
والجماعات المتقاتلة من اجل
اسكاتهم. وما ميز العام الماضي
هو لجوء النظام الى استخدام
اقسى انواع العقاب على
المدنيين، حيث تحول من الاعتماد
على الدبابات بعدما خسر
المبادرة في الميدان الى الجو،
حيث قصفت طائراته الميغ
والمقاتلة المدن والبلدات
السورية، ولم تفرق القنابل بين
المدنيين والمقاتلين. وفي مناطق
اخرى قرب دمشق قام النظام
بتجريف احياء سكنية شعبية بسبب
عدم حصول الابنية فيها على
تراخيص بناء، وكان الهدف
الحقيقي من وراء هذه الخطوات هي
معقابة الاحياء هذه لتعاطفها مع
الجيش السوري الحر. تقدم بطيء بدأ العام بتقدم بطيء
لقوات الجيش الحر، وسيطرة على
مناطق الشمال، واحتلال مناطق
كان الجيش السوري يستعيد
المبادرة فيها، وانتهى بمعظم
المناطق الريفية تحت سيطرة
الجيش الحر. كانت الحرب في بداية
الانتفاضة تعتبر لاهالي دمشق
وكأنها تحدث في ارض بعيدة
وانتهت والمقاتلون يقفون على
ابوابها، ويتحدثون عن ساعة
الحسم القريبة. كان عدد القتلى في
بداية السنة الاولى من
الانتفاضة التي تحولت الى حرب
اهلية لا يتجاوز العشرة الاف او
يزيد، وقفز العدد الان وحسب
جماعات ترصد الاعداد الى اكثر
من 40 الفا مع ان من يعيش داخل
سورية يعرف ان العدد اكبر. كما تميز العام
الماضي بالمذابح التي قامت بها
جماعات الشبيحة من 'الحولة' الى 'القبير،
وبالمعارك الشرسة التي اندلعت
في حمص اولا وحماة ثم ادلب والآن
في حلب المقسمة الى امارات،
ووصلت الحرب فيها الى حالة من
الجمود منذ ان دخلها المقاتلون
في تموز (يوليو) الماضي، اما
دمشق فقد خسر النظام المناطق
الريفية فيما تقدم المقاتلون في
بعض الاحياء. كما جر النظام
المخيمات الفلسطينية للحرب كما
حدث في مخيم اليرموك الشهر
الماضي، حيث شرد سكانه للمرة
الثالثة ورحلوا الى المخيمات
الفلسطينية في بيروت او الى
الاردن الذي لا يرغب باعداد
جديدة منهم. دم ولاجئون فمن بابا عمرو
والحولة الى حلب ودمشق اتسم
العام الماضي باستمرار نزيف
الدم السوري، فيما استمر تدفق
اللاجئين السوريين للدول
المجاورة لتركيا والاردن
ولبنان، وشردت الحرب مليونين
داخل بلادهم يعيشون تحت رحمة
البرد والجوع ويواجهون احيانا
عصابات تستغل عجزهم وجوعهم.
وعلى الرغم من محاولات توحيد
فصائل الجيش الحر والاعلان عن
هيئات تنسيقية ومجالس عسكرية
موحدة الا ان طابع الانقسام
وعدم التنسيق بين الفصائل ظل
طابع العمل العسكري من جهة
المعارضة المسلحة وبدا هذا
واضحا في معارك حلب الاخيرة. ولعل العامل المهم في
الانقسام هذا عائد الى التمويل
الاجنبي الذي يحابي جهة على
اخرى، اضافة للعامل
الايديولوجي حيث تلعب الجماعات
السلفية والجهادية الدور الاهم
في الانتفاضة، فكتائب مثل لواء
التوحيد واحرار الشام وجبهة
النصرة لاهل الشام، تعتبر من
اهم فصائل العمل العسكري في
الانتفاضة وقد ادى هذا الى
تبرير عدد من الدول الداعمة او
المتعاطفة مع القضية السورية
عدم تسليحها للجيش الحر بخوفها
من وقوع الاسلحة في يد
الجهاديين، بل ان امريكا التي
دعمت الائتلاف الوطني الذي ولد
ولادة قيصرية في العاصمة
القطرية الدوحة ـ شهر تشرين
الثاني (نوفمبر) واعترفت به اكدت
انها لن تدعم الجيش الحر عسكريا. زلة لسان عن الاسلحة
الكيماوية والمزاج العام في
اوروبا والغرب لا يدعم تدخلا
عسكريا، كما في استطلاع للرأي
اجري لصالح صحيفة 'اندبندنت'
البريطانية، حيث اظهر ان نسبة 48
بالمئة من المشاركين تعارض
تسليح المعارضة السورية. ولوحظ
ان الاعتراف الامريكي
بالمعارضة كممثل للسوريين، قرن
بتصنيف فصيل جهادي فاعل في
الانتفاضة كحركة ارهابية،
وبالاضافة للخوف من الجهاديين
فتح موضوع السلاح الكيماوي
السوري، حيث اعترف النظام وبزلة
لسان من المتحدث باسم الخارجية،
جهاد مقدسي، الذي قال ان
الاسلحة لن تستخدم الا في حالة
تعرض البلاد لعدوان خارجي. ومع
ان الخارجية عادت وقالت ان
كلامه اخرج عن السياق، الا ان
الدول الغربية اخذت تتحدث عن
السلاح الكيماوي، وحذر باراك
اوباما سورية بأن الاسلحة هذه 'خط
احمر'، وانتشرت تقارير وتكهنات
حول قيام سورية بنقل بعض
الاسلحة من مواقعها، وما قيل ان
الاستخبارات الامريكية
والغربية عن تحركات غير عادية
حول بعض المواقع قد رصدت، كما
استخدمت المعارضة الموضوع في
حربها الدعائية على النظام في
هذا السياق، وارسلت الدول
الغربية فرقا استخبارية للعمل
من الدول الجارة لسورية لمراقبة
تدفق الاسلحة للمقاتلين
ومراقبة التحركات حول المواقع
التي تخزن فيها الاسلحة
الكيماوية، ثم عادت الولايات
المتحدة وقالت انه لا توجد
اشارات جديدة عن امكانية
استخدام هذه الاسلحة، لان
النظام وحسب ليون بانيتا وزير
الدفاع الامريكي قد فهم الرسالة
الامريكية. انشقاقات مستمرة دفع النظام في العام
الماضي ثمنا فادحا للحرب، حيث
يخسر الالاف من جنوده في
المعارك، وبسبب الهروب
والانضمام للمعارضة، مع ان
الانشقاقات لم تكن جماعية وعلى
قاعدة واسعة ولم تشهد المؤسسة
العسكرية والامنية انشقاقات
على مستوى النخبة سوى العميد
مناف طلاس احد قيادات الحرس
الجمهوري، واخيرا قائد الشرطة
العسكرية عبدالعزيز جاسم
الشلال، اما على مستوى القيادة
السياسة فقد انشق رياض حجاب،
رئيس الوزراء لاشهر فقط، ونواف
الفارس، الذي كان سفيرا في
بغداد، ولا يزال خروج جهاد
مقدسي من سورية محل جدل، ان كان
انشقاقا او اجازة كما تقول
السلطات السورية، مع ان صحيفة 'الغارديان'
قالت ان الاستخبارات الامريكية
(سي اي ايه) ساعدت في خروجه، وقد
نفت الخارجية الامريكية وجوده
على الاراضي الامريكية. وانتشرت شائعات عن
انشقاق فاروق الشرع، نائب
الرئيس التي سرعان ما بددت. وفي
مقابلة مع صحيفة لبنانية الشهر
الماضي دعا الشرع الجميع للتوصل
لتسوية تاريخية تنقذ الوطن. ماذا نفعل بالاسد هذه التسوية غائبة
الان في ظل تعنت الطرفين، ولهذا
فشلت خطة كوفي عنان الذي اعترف
بفشله واستقال ويحاول المبعوث
الجديد الاخضر الابراهيمي
التوصل لتسوية من خلال اقناع
الطرفين وتجنيب البلاد حربا
اصبح تأخذ طابعا طائفيا. ولعل مكمن الخلاف
يدور حول دور بشار الاسد في
سورية في اي حل، فالمبادرات
التي تقدمت بها روسيا، الحليف
القوي له، لم تشر الى مصيره،
ولكن المعارضة مصرة على رحيله.
ولكن كيف ومتى والى اين سيرحل
الاسد، هذه اسئلة ظلت محل
تكهنات وتقديرات امنية
وتسريبات، حيث قيل ان ساعة
الاسد اقتربت وانه راحل لا
محالة، واعطى تقدم المعارضة
لاطراف دمشق زخما لها، حيث قيل
ان الاسد لن يبقى سوى اسابيع او
اشهر في الحكم، وقيل ان معركة
دمشق قد تسفر عن مقتله او رحيله
لمناطق اجداده العلويين واعلان
دولة هناك، وقيل ان فيصل مقداد
طاف دولا في امريكا اللاتينية
وكوبا حيث حمل رسائل ومحاولات
استكشاف لاستقبال الاسد. وفي الوقت الذي برزت
ملامح تغير على داعمي الاسد،
خاصة روسيا التي اعلن رئيسها
فلاديمير بوتين ان موسكو ليست
معنية ببقاء الاسد ولكن ما
يعنيها هو مستقبل سورية، الا ان
روسيا لم تعلن عن تخل واضح عن
الاسد، فيما تحاول ايران التي
تزود النظام بالسلاح
والمستشارين العسكريين الحفاظ
على النظام، وهذه هي الاخرى
تحاول قراءة المشهد للمرحلة
القادمة وتريد ان يبقى الاسد
حتى نهاية ولايته عام 2014. وعلى العموم فقد
انتهى عام 2012 والاسد يستعصي على
التكهنات، رغم ما قيل انه معزول
وسجين نفسه وان القرارات لم
تصدر عنه بل عن مجموعة من
القيادات العسكرية 'العنيدة'
التي ورثها عن نظام والده، حافظ
الاسد. ومهما يكن فبنية النظام
لا تزال قوية مع انها تلقت ضربة
قوية بتدمير مجلس الامن القومي،
الذي قتل فيه داوود راجحة وزير
الدفاع وآصف شوكت، نائبه وصهر
الرئيس، وحسن تركماني رئيس خلية
العمليات، وهشام بختيار رئيس
مكتب الامن القومي واصيب اخرون
في 18 تموز (يوليو) حيث اعتبر
التفجير التي لم تعرف تفاصيله
ضربة قوية تلقاها النظام ولكنه
تعافى منه واستمر في حربه على
المعارضة. ميدان حروب بالوكالة في نهاية عام 2012 تبدو
سورية كأخطر بقعة على وجه
الارض، حيث تحولت الى ساحة
للتجاذب الاقليمي والدولي،
حروب بالوكالة بين اللاعبين
الاقليميين، السعودية وايران
وتركيا، وتغذيها دول خليجية
واثرياء يختارون الجماعة التي
يتبرعون لها، اما دوليا فبين
روسيا والولايات المتحدة
وحلفائها. كل هذا في ظل فشل
المعارضة الاتفاق على اجندة
موحدة وتوحيد للصفوف بين الداخل
والخارج. في نهاية عام 2012 وعلى
الرغم من التقدم الذي حققته
المعارضة الا ان الازمة السورية
دخلت مرحلة من الجمود، لا يمكن
لاي طرف فيها تحقيق الانتصار
عسكريا على الطرف الاخر ولا بد
من الحل السياسي. وحتى الآن لا
امل في الافق مع ان وائل الحلقي
رئيس مجلس الوزراء السوري قال
ان الحكومة سترد ايجابيا على
اية مبادرة تنهي الازمة
المستمرة منذ 21 شهرا. في النهاية
فالوضع السوري لا يزال عصيا على
التكهن، والمؤكد ان النهاية
ليست قريبة لان مقولة الربيع
العربي هي' مصر ليست تونس واليمن
ليست مصر وليبيا ليست اليمن
وسورية ليست ليبيا'. ================= سوريا
2012: المعارضة تحقق مكاسب سياسية
في الخارج.. وصمود وتقدم ميداني
في الداخل الشرق الاوسط عام مجبول بالدماء
ورائحة الموت والرصاص وبغبار
الدمار وعويل الثكالى وأنين
الأطفال، عاشته سوريا طوال 12
شهرا من عمر الثورة السورية
التي انطلقت شرارتها في منتصف
شهر مارس (آذار) 2011. صحيح أن
المعارضة السورية، شعبيا
وسياسيا وعسكريا، تمكنت من
الصمود في وجه آلة القتل
النظامية التي لم ترحم مدافع
دباباتها وطائراتها الحربية
المدنيين المختبئين داخل
منازلهم وفي الملاجئ، أو
الواقفين في طوابير طويلة
للحصول على ربطة خبز أو جرة غاز
أو عبوة مياه، لكن حجم الدمار
بات هائلا والخسائر البشرية عدا
عن المادية أكبر من القدرة على
التصور. ================= سوريا
2012: الأسد يفقد السيطرة مراد مراد المستقبل شهد العام 2012 عسكرة
الثورة السورية التي كانت سلمية
بحتة في اشهرها الأولى عام 2011.
ومرد ذلك الى سياسة دولية باردة
ادارتها واشنطن تجاه الأزمة، ما
اضطر الثوار السوريين الى حمل
السلاح دفاعا عن عائلاتهم
وممتلكاتهم في وجه ماكينة القمع
البعثية التي بطشت كما لم يبطش
احد من قبل، وجاءت تحركاتها
القاتلة بمباركة من حليفين
رئيسيين للنظام هما ايران
وروسيا وبغض بصر واضح من
العملاق الصيني. وجاء العام قاسيا جدا
على الشعب السوري حيث سقط اكثر
من 45 الف قتيل منذ بداية الثورة
في آذار 2011، وتجاوز عدد
النازحين في الداخل المليون،
واللاجئين الى الخارج نصف مليون
موزعين على دول الجوار: العراق
وتركيا ولبنان والأردن. والسبب
الرئيسي لتدهور الاوضاع الى هذا
الحد، هو تقاعس المجتمع الدولي
عن تحمل مسؤولياته، ووضع الروس
والايرانيون دعمهم الكامل خلف
نظام بشار الأسد فسددت طهران
رواتب قوات النظام في حين قامت
موسكو بطبع ليرات سورية كافية
لإخراج النظام من ضائقة السيولة
التي تسببت بها العقوبات
الدولية الاميركية والاوروبية
التي قطعت اوصاله المالية الى
حد بعيد. ولم يوفر رئيس فنزويلا
هوغو تشافيز دعمه هو الآخر
لصديقه السوري فأرسل ناقلاته
النفطية لتزويد ماكينة القتل
البعثية بالديزل الذي يضمن لها
الاستمرارية. لكن مع حلول الصيف
بدأت دعائم النظام تنهار بعد
انشقاق اسماء كبيرة فيه ونجاح
عملية اغتيال (فالكيري في مبنى
الامن القومي في دمشق) استهدفت
ابرز قياداته العسكرية. وما
كادت سنة 2012 تنقضي حتى أدركت
ايران انها خسرت معركتها
الرئيسية في سوريا في حين بدأت
روسيا تنأى بنفسها رويدا رويدا
عن النظام الآيل الى السقوط. ومع ازدياد الخناق
الضاغط على عنق الأسد، اضطر
كبار ضباطه الميدانيين الى
التدرج في الأسلحة التي
يستخدمونها للجم الثوار الذين
بدأوا بتحرير المدن والمناطق
الواحدة تلو الأخرى بعد
احتلالهم عددا من الثكنات
العسكرية وحصولهم على مخازن
الاسلحة فيها، مما ساعدهم مع
مرور الوقت الى بلوغ درجة جيدة
من التسلح وعديد اكبر من
المقاتلين ابرزهم المنشقون عن
جيش النظام والمنضمون الى صفوف
الجيش الحر. وهكذا انقلب ميزان
المعركة تدريجيا الى صالح
الثوار، ووجد النظام نفسه بعدما
كان يقاتل بالدوريات والوية
المشاة والقناصة، يعتمد على
الدبابات والآليات العسكرية
الضخمة، ثم ما لبث بعد فشله في
السيطرة على الأوضاع ان لجأ الى
سلاحه الجوي المعتمد بالدرجة
الاولى على مقاتلات الميغ
الروسية الصنع. لكن هذا الحل لم
يكن ناجعا ايضا حيث اسقط الثوار
عشرات الطائرات العسكرية ما دفع
بالنظام الى التلويح بالحلول
الاخيرة وهي صواريخ السكود
والأسلحة الكيميائية. هذا الطريق المسدود
الذي وصل اليه الاسد ورجاله مع
نهاية العام، لم يتشكل حائطه
فقط من تقدم ميداني ملحوظ
للثوار الذين وصلوا على تخوم
العاصمة دمشق، انما ايضا ساهم
في بنائه توصل المعارضين
السياسيين الى كيان موحد يدعى
"الإئتلاف الوطني للثوار
والمعارضة السورية" اعلنت
نحو مئة دولة اعترافها به ممثلا
شرعيا للشعب السوري. وما زاد من
سواد المشهد امام البعثيين
اعلان حلف شمال الاطلسي (ناتو)
ارسال منظومة صواريخ باتريوت
ستنشر على الحدود التركية
السورية مطلع العام 2013، وتأكيد
رئيس اركان القوات المسلحة
البريطانية دايفيد ريتشاردز
وضع بلاده مع شركائها الداعمين
للشعب السوري خطط طوارئ عسكرية
تتيح تسليح الثوار وارسال قوات
بريطانية الى المنطقة لتجهيزهم
وتدريبهم قبل بداية الجولة
الحاسمة والاخيرة من المعركة
الماراثونية التي تكاد تكمل
عامها الثاني. الدابي وأنان في خبر
كان لم تعرف ازمة انسانية
في العالم المعاصر تقاعسا دوليا
كالذي شهدته الأزمة السورية هذا
العام، وما ساهم في هذا الكسل
الدولي اجراء انتخابات رئاسية
في بلدين من الدول الخمسة
الدائمة العضوية في مجلس الامن
هما فرنسا والولايات المتحدة
الاميركية. فصوت الأولى خفت
حدته مع وصول الاشتراكيين الى
الحكم، فيما امضت الثانية
الاشهر العشرة الاولى من العام
في المفاوضات الديبلوماسية
المطاطة التي بدأت العام مع
استمرار عمل بعثة مراقبين
الجامعة العربي برئاسة مصطفى
الدابي، الذي سرعان ما فضح امر
دورانه في فلك النظام البعثي،
ما ادى الى استقالته وسحب افراد
البعثة من الأراضي السورية الى
غير رجعة. ثم كانت المبادرة
الاممية ـ العربية بتعيين مبعوث
مشترك الى سوريا هو الأمين
العام السابق للأمم المتحدة
كوفي أنان، لكن مساعيه على مدى
اشهر لوقف اطلاق النيران وتطبيق
خطة وضعها باءت كلها بالفشل ما
ادى الى استقالته من منصبه.
وافضل ما توصل اليه انان في تلك
المساعي كان اجتماع جنيف الذي
عقد اواخر حزيران بإشرافه
وتوصلت فيه الدول الخمس الدائمة
العضوية في مجلس الامن روسيا
والصين وفرنسا وبريطانيا
والولايات المتحدة الى اتفاق
على ان يحدد السوريون مستقبل
بلادهم بان يجلس مندوبون عن
النظام مع ممثلين عن المعارضة
على طاولة انان ويتم اختيار
اشخاص من الطرفين لتشكيل حكومة
مؤقتة تدير مرحلة انتقالية
للسلطة في البلاد. لكن الاتفاق
لم يتم احترامه لأن لندن وباريس
وواشنطن والمعارضين السوريين
اصروا على شرط رحيل بشار الاسد
للجلوس الى طاولة انان فيما
تمسكت بكين وموسكو والنظام
السوري ببقاء الاسد والحوار على
هذا الاساس. الابراهيمي: مهمة
مستحيلة لكن تبدل الامور
ميدانيا لصالح الثوار في الاشهر
الاخيرة، دفع روسيا الى تغيير
موقفها بشكل تدريجي واعترافها
بان الأسد فقد سيطرته على
البلاد وفشل في حسم الصراع
عسكريا، في حين ان ايران وان
ابدت استمرار تمسكها بالأسد الا
ان ديبلوماسيين ايرانيين اكدا
لمعارض سوري مقرب من طهران بحسب
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية
بأن "موديل الاسد انتهى".
وهذا يعني بشكل واضح ان طهران
وموسكو تديران المفاوضات الآن
للحصول على ضمانات تحفظ
مصالحهما في سوريا المستقبل. من
هذا المنطلق يحمل الموفد العربي
ـ الاممي الجديد الأخضر
الإبراهيمي طبق جنيف الذي اعادت
واشنطن وموسكو تسخينه كمبادرة
الفرصة الأخيرة لبشار الأسد كي
يحفظ رأسه ويغادر سوريا. وتقوم
المبادرة على ان تتفق كوادر
نظامية يرأسها نائب الرئيس
السوري فاروق الشرع مع الإئتلاف
الوطني المعارض على تركيبة
حكومة وحدة وطنية تقود البلاد
الى حين اجراء انتخابات تشريعية
ثم رئاسية. ومع الابراهيمي يبقى
بصيص امل ضئيل للرئيس السوري كي
ينجو بنفسه عبر طبخة سياسية
عالمية اسمها "طبق جنيف"
تقوم واشنطن وموسكو بإعادة
تسخينه بعدما وضع في الثلاجة
على مدى شهور ما ادى الى اعتزال
طاهيه كوفي انان المطبخ السياسي
في سوريا. واتفقت زيرة الخارجية
الاميركية هيلاري كلينتون ـ
التي غادرت منصبها مع نهاية
العام 2012 ليحل مكانها السيناتور
جون كيري ـ مع نظيرها الروسي
سيرغي لافروف على إعادة الترويج
لاتفاق جنيف معدلا عبر المبعوث
الدولي ـ العربي الاخضر
الابراهيمي. وقالت الوزيرة
الاميركية "لقد راجعت مع
الوزير لافروف التطورات
الخطيرة للغاية في سوريا.
واتفقنا على الالتزام بدعم
وساطة جديدة يقودها الإبراهيمي
ويعمل من خلالها مع جميع
الاطراف في سوريا من اجل البدء
بعملية انتقالية". ثم عادت
لتثني على اللقاء "لقد كان
لقاء مهما ولكنه فقط البداية". ويتوقع ان يطلب
الإبراهيمي من الإئتلاف الوطني
لقوى المعارضة السورية
ومندوبين عن النظام السوري
يقودهم نائب الرئيس المهمش
فاروق الشرع، اقتراح اسماء
مرشحة لأخذ مقاعد في الحكومة
التي ستدير المرحلة الانتقالية
مع منح كلا الطرفين حق الفيتو
على اي مرشح يطرح اسمه ويعتبر
مرفوضا تماما من احد الفريقين. وهذا يعني اولا ان
الإئتلاف لن يجلس على الطاولة
قبل ان يحصل على الشرط الأول وهو
تنحي الأسد، ثانيا عندما يجلس
المعارضون على الطاولة سيملك
الفريق الذي يتفاوض ممثلا
النظام، القدرة على رفض اي اسم
معارض ولا سيما من الذين
يعتبرون من السنة المتطرفين.
وهكذا يرجح في حال ابصر هذا الحل
السياسي النور ان يتم اعتماد
الاسماء الاكثر اعتدالا لدى
الطرفين ليتمكن هؤلاء من العمل
كفريق واحد في حكومة وحدة وطنية
تدير المرحلة الانتقالية من اجل
اخراج البلاد من ورطتها. وتبقى مهمة الشيف
الإبراهيمي في نظر العديد من
الخبراء الواقعيين "شبه
مستحيلة"، إلا اذا اقتنع
الأسد اخيرا بمغادرة السلطة
وادرك ان هذه هي النافذة
الأخيرة التي تركت مفتوحة له
للخروج إلى المنفى وإلا فعاجلا
ام آجلا سيحتل الثوار آخر مرتع
له داخل سوريا. فإذا لم يستخدم
الكيميائي سيخسر المعركة وان
طالت اشهرا اخرى، واذا استخدمه
سيجد طيران حلف شمال الاطسي
يحلق فوق قصره في غضون دقائق. وهذا السيناريو
يعتمد على قرار الأسد بالدرجة
الأولى لو كان هو فعلا يملك
قراره بيده، لكن آخر الاشارات
القادمة من قلب سوريا والتحركات
الديبلوماسية المحمومة التي
يقوم بها الروس والايرانيون
والتصريحات الصادرة عن
الديبلوماسيين في موسكو وطهران
تؤكد ان الأسد يرغب جدا في انقاذ
رأسه من المقصلة لكن حلفاءه لن
يسمحوا له بإعلان هذا الموقف
والمغادرة قبل ان يحصلوا على
ضمانات لمصالحهم في سوريا
الجديدة. وهذا يعني ان الصراع
الدائر ميدانيا في هذه الآونة
هو فقط لكسب المزيد من الوقت كي
يتم بيع مصير الأسد بالمزاد
العلني بسعر يناسب طموحات موسكو
وطهران، ومن هذا المنطلق قد
يتجه الأسد وحاشيته للتحصن في
جبال العلويين قرب ساحل المتوسط
حيث بإمكان قوات النخبة من
المغاوير المخلصين له الصمود
اشهرا اخرى في وجه الثوار، هذه
الشهور تكون اعطت الايرانيين
والروس الفترة الزمنية التي
يحتاجون لضمان مصالحهم في
البلاد اما من خلال المفاوضات
او عبر دس شخصيات سورية تابعة
لهم في صفوف الحكومة المقبلة
التي ستدير العملية الانتقالية. وبما ان ايران تعاني
ما تعانيه من مشاكل اقتصادية
ومالية جمة بسبب العقوبات
الدولية المفروضة ضدها بسبب
برنامجها النووي، وعدم رغبة
روسيا في اختلاق مشاكل جدية
لمصالحها في المنطقة، فعلى
الأرجح لن يسعى البلدان الى
تصعيد ميداني للأزمة انما
سيقومان بإعلان الأسد خارج
السلطة بمجرد وصول مفاوضاتهم مع
المعارضين السوريين والاطراف
الدولية الاخرى الى صيغة ما
تضمن لهم الحد الادنى من الوجود
الاستراتيجي والاقتصادي في
سوريا بعد الاسد. لكن تبقى
الخطوات التصعيدية واردة جدا في
حال اقحم النووي كلا من
الولايات المتحدة واسرائيل في
حرب ضد ايران قبل انهيار النظام
السوري، فحينها فقط قد يلجأ
النظام الإيراني الى لعبة "كل
شيء او لا شيء" وعندها تفتح
ابواب جهنم حقيقية على المنطقة
من ايران وصولا الى اسرائيل
مرورا بالعراق وسوريا ولبنان
ولا احد يعلم كيف تنتهي وكم من
الخسائر البشرية يذهب ضحيتها. ================= سورية
2012… الأسوأ مر… أم سيأتي؟ 28 Dec
2012 at 11:55am لندن – منال
لطفي الحياة وسط مدن سويت بالأرض
وشرد سكانها، سواء في نزوح
داخلي أم لجوء إلى دول جوار في
مخيمات إيواء أوضاعها صعبة.
واحتدام قتال أهلي – طائفي لم
يوفر شيئاً حتى الأثار
التاريخية لسورية. واقتصاد
يتهاوي. وجماعات مسلحة متطرفة
تلقي بظلها القاتم على مستقبل
سورية ما بعد النظام الحالي،
وزيادة وتيرة التفجيرات
الانتحارية. وانقسام دولي ما
زال مشغولاً بالمبادرات
التوفيقية أكثر مما هو مهموماً
بجمع مساعدات إنسانية تكفي لسد
حاجات المدنيين في الداخل
السوري أو في دول الجوار، لا بد
أن يكون السؤال الذي يشغل
السوريين هو: هل مر الأسوأ عام
2012 أم سيأتي 2013؟ دمشق
وحلب في قلب المعركة واغتيال عناصر «الحلقة
الأمنية» شكل دخول المعارك بين
القوات النظامية وقوات
المعارضة دمشق وحلب أهم معالم
التطورات الميدانية في سورية
عام 2012. فإذا كانت حمص وحماة
ودير الزور وإدلب أرض المواجهات
خلال عام 2011، فإن أكبر مدنيتين
في سورية: دمشق «العصب السياسي»
وحلب «القلب الاقتصادي» باتتا
الأرض التي تكسب أو تخسر عليها
معركة سورية. ومع اتساع دائرة
القتال واشتداد قوة حركات
المعارضة، تعرض الجيش السوري
النظامي عام 2012 لخسائر فادحة
على رغم كثافة قوته النارية
واحتكاره سلاح الجو. ولجأت
المجموعات المقاتلة المعارضة
إلى التعويض عن ضعف التسلح
لديها عبر تكثيف هجماتها
بالقذائف الصاروخية والهاون
والأسلحة الرشاشة على جبهات
عدة، ما مكنها من الاستيلاء على
مناطق مهمة في الريف الدمشقي
ومدينة حلب وريفها. كما بات
المعارضون يسيطرون على جزء مهم
من الطريق السريع الذي يربط
دمشق بحلب. وتقدمت المعارضة في
إدلب وريفها وعززت وجودها في
معرة النعمان التي تعتبر منطقة
استراتيجية في محافظة إدلب
كونها ممراً لتعزيزات القوات
النظامية إلى حلب التي تشهد
معارك مصيرية. وباتت غالبية
المناطق الحدودية مع تركيا في
أيدي قوات المعارضة، سواء «الجيش
الحر» أو الكتائب المنضوية تحته
أو التنظمات الكردية. شهدت دمشق وريفها
تصعيداً لافتاً عام 2012 جعل
العاصمة في قلب حركة الاحتجاجات.
وكانت أبرز عملية شهدتها دمشق
هي تفجير انتحاري بحزام ناسف
استهدف مبني الأمن القومي في
العاصمة يوم 18 تموز (يوليو)
الماضي خلال اجتماع لكبار
القيادات الأمنية السورية أدى
إلى مقتل آصف شوكت صهر الرئيس
السوري بشار الأسد، ووزير
الدفاع داود عبدالله راجحة،
ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن
تركماني، ورئيس مكتب الأمن
القومي هشام بختيار، وإصابة
وزير الداخلية محمد إبراهيم
الشعار الذي أصيب مجدداً مطلع
كانون الأول (ديسمبر) الجاري بعد
انفجار سيارة ملغومة وشحنتين
ناسفتين أمام وزارة الداخلية في
دمشق. كما شهدت أحياء العاصمة
تصعيداً لافتاً في مستوي العنف،
بخاصة في أحياء التضامن
والمهاجرين والمزة والسيدة
زينب. كما كان ريف دمشق أرض
معارك دموية بين القوات
النظامية ومقاتلي المعارضة،
خصوصاً في زملكا وحرستا وداريا
والزبداني ومعضمية الشام
والغوطة الشرقية ومزارع رنكوس
وبرزة والقابون. أما حلب التي كانت من
آخر المدن التي لحقت بالثورة
السورية، فقد دخلت قلب الصراع
بقوة في عام 2012. وشهد سجن حلب
المركزي عصياناً في تموز أدى
إلى إطلاق قوات الأمن النار على
السجناء وقذفهم بالغازات
المسيلة للدموع ما أوقع عشرات
القتلى والجرحى. بعد ذلك زادت
جرأة المعارضين السوريين
ووضعوا حلب في قلب عملياتهم.
ومنذ منتصف 2012 شهدت أحياء صلاح
الدين والبستان والصاخور وسيف
الدولة والمرجة والسكري ومساكن
هنانو ومدينة حلب القديمة بما
في ذلك الجامع الأموي اشتباكات
ومواجهات عنيفة بين القوات
النظامية وقوات المعارضة. كما
امتدت المواجهات إلى ريف حلب.
وخلال الأشهر القليلة الماضية
سيطرت قوات المعارضة على الكثير
من القواعد والمقار والكليات
العسكرية في حلب. وسجل في تموز
الماضي دخول الطائرات الحربية
للمرة الأولى على خط المواجهات
العنيفة، إذ استخدم الطيران
السوري الميغ 21 لقصف مقاتلي
المعارضة في حلب. ولم توفر الحرب
اللاجئين الفلسطينيين في
سورية، إذ قام الطيران الحربي
السوري بقصف مخيم اليرموك في
كانون الأول على مدار أربعة
أيام ما أدى إلى مقتل ثمانية على
الأقل وإصابة العشرات وإجبار
عشرات الآلاف من اللاجئين على
الفرار خارج المخيم إلى مناطق
أخري في دمشق أو إلى لبنان. وكان
التوتر اشتد في المخيم نهاية
تشرين الأول (أكتوبر) عندما نشبت
مواجهات بين قوات مؤيدة للنظام
السوري وقوات المعارضة التي
أعلن بعض عناصرها السيطرة على «اليرموك»
ما دفع الطيران السوري إلى شن
هجمات جوية عليه. وعلى الأثر سعت
القيادة الفلسطينية والجامعة
العربية والأمم المتحدة إلى «تحييد»
المخيم لحماية الآلاف من
الفلسطينيين الذين علقوا في
الصراع الداخلي. وإجمالاً
ارتفعت حصيلة القتلى خلال 2012
إلى أكثر من 44 ألف شخص، وفق آخر
إحصاء للمرصد السوري لحقوق
الإنسان. الذي أفاد بأن بين
هؤلاء 30 ألفاً و819 مدنياً. ويدرج
المرصد بين المدنيين، أولئك
الذين حملوا السلاح إلى جانب
الجنود المنشقين عن الجيش
السوري. كما قتل 1482 جندياً
منشقاً و10978 عنصراً من القوات
النظامية. ويضاف إلى هؤلاء 784
قتيلاً مجهول الهوية. ولا تشمل
هذه الأرقام آلاف المفقودين
والمعتقلين. صعوبة
التمييز بين «الجهاديين» و «الإسلاميين
المعتدلين» شهد عام 2012 تزايداً
في نفوذ الإسلاميين في سورية.
وواضح أن عدداً من المقاتلين
ينتمي إلى حركات الجهاد
العالمي، بينهم المئات أتوا من
خارج سورية، بأفكار أثارت قلق
الناشطين المدنيين في سورية من
بينها تصريحات حول «إقامة دولة
إسلامية» بعد سقوط نظام الأسد.
وكان التجلي الأبرز لهذه
الحركات «جبهة النصرة»
الإسلامية التي أعلنت
مسؤوليتها عن تفجيرات كبرى
ودموية في دمشق وحلب ودرعا
وحماة وحمص. ونظم مقاتلوها
مكامن واغتيالات وتفجيرات
وهجمات على قوات الأمن السورية
وعناصر «الشبيحة». ويقدر عدد
أعضاء جبهة النصرة بالآلاف وهم
يتمتعون بقوة خاصة في منطقتي
حلب وإدلب الشماليتين حيث
انضموا إلى جماعات إسلامية مثل
أحرار الشام ولواء التوحيد أو
نفذوا عمليات مشتركة معها. وفي
دمشق وحولها يقل عدد أعضاء
الجبهة ولكنهم يحتفظون بقوتهم
هناك وفي بعض الأماكن يبعدون
مسافة 20 كيلومتراً فقط عن جبهة
الجولان التي تحتلها إسرائيل. وكانت هذه الجماعة في
بداية الأحداث مجموعة غير
معروفة تكتفي بتبني عمليات هنا
وهناك في بيانات على شبكة
الإنترنت. أما بالنسبة إلى
أشرطة الفيديو التي تعتبر
الوسيلة المفضلة لدى الجهاديين
للترويج لعملياتهم منذ سنوات،
فقد باتت ظاهرة معممة لدى
المقاتلين في سورية عام 2012. فلكل
لواء وكتيبة ومجموعة مصور أو
أكثر مكلف نشر أنشطتها
وإنجازاتها في ساحة المعركة على
موقع يوتيوب على شبكة الإنترنت
أو على صفحة خاصة بها على «فايسبوك».
ويمكن إحصاء، إلى جانب جبهة
النصرة، حوالى عشر مجموعات
تقاتل إلى جانب الجيش السوري
الحر، ويوحي خطابها وأداؤها
بأنها سلفية أو إسلامية متشددة،
وبينها «صقور الشام» و «لواء
الإسلام» و «أحرار الشام» و «كتيبة
الأنصار» و «لواء درع الإسلام».
وأعلنت هذه المجموعات وغيرها من
منطقة حلب في 19 تشرين الثاني (نوفمبر)
رفضها الائتلاف الوطني السوري
المعارض الذي أنشئ في قطر وجمع
غالبية أطياف المعارضة تحت
مظلته، داعية إلى إنشاء «دولة
إسلامية» في سورية. ويثير تعدد
الألوية والكتائب المقاتلة
وتعاون المجموعات السلفية مع
وحدات مقاتلة مدنية منفتحة على
الأرض ومع المجالس العسكرية
التابعة للجيش السوري الحر،
الارتباك ويعقد مسألة تحديد
انتماء هؤلاء المقاتلين. ومع تزايد مؤشرات
عداء «جبهة النصرة» وغيرها من
الكتائب لفكرة مدنية الدولة
ونشوب مواجهات بينها وبين
الأكراد في شمال شرقي سورية
واستهدافها أحياء مسيحية
وعلوية، أعلنت الولايات
المتحدة «النصرة» منظمة
إرهابية نهاية 2012. اقتصاد سورية ينكمش 20
في المئة… واقتصادات بديلة
تنبثق كما عانى السوريون في
شكل حاد بسبب احتدام الصراع
واتخاذه منحًى طائفياً، عانوا
أيضاً بسبب الوضع الاقتصادي
الذي تدهور في شكل لافت خلال عام
2012. إذ أصبح مألوفاً بدرجة مؤلمة
رؤية طوابير الخبز والبنزين
تمتد بالأمتار، وسط نقص حاد في
كل المواد الغذائية الأساسية
والأدوية. وانهيار كامل في
البنية التحتية، وتأثر مئات
المستشفيات التي لم تعد تسطيع
القيام بدورها، وانقطاع متواصل
في الكهرباء. ويقول معهد
التمويل الدولي إن اقتصاد سورية
المتضرر من الحرب انكمش بمقدار
20 في المئة في 2012 ويمكن أن يتم
إنفاق احتياطيات النقد الأجنبي
بأكملها في نهاية عام 2013. كما
أشار المعهد إلى أن معدل التضخم
ارتفع إلى 40 في المئة وهبط سعر
الصرف الرسمي لليرة السورية
أمام الدولار 51 في المئة وذلك
منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية
في آذار (مارس)2011. ووفقاً
لمصرفيين فقد أنفقت الحكومة
السورية مليارات الدولارات من
احتياطيات النقد الأجنبي على
الأجور ودعم الوقود والليرة.
كما تأثر الاقتصاد أيضاً
بالإجراءات الدولية الرامية
للضغط على النظام السوري. إذ فرض
الاتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة حزم عقوبات على دمشق
عام 2012 تشمل وزارتي الدفاع
والداخلية وعقوبات على الريس
السوري ومسؤولين في الأجهزة
الأمنية وحاكم مصرف سورية
المركزي. وتوسيع الحظر ليشمل
بيع الأسلحة وشركة الطيران
السورية. كما فرضت عقوبات على
أكبر مصرف تجاري تشرف عليه
الدولة وعلى أول شركة مشغلة
للهاتف النقال في سورية «سيرياتل».
وحظر استيراد المشتقات النفطية
وتجميد أرصدة الدولة. وإدراج
الإذاعة والتلفزيون الرسميين
على اللائحة السوداء. وفي
المجموع تستهدف العقوبات 181
شخصية قريبة من النظام السوري و54
شركة أو إدارة. أما تركيا فأوقفت
الصفقات التجارية مع دمشق ومنعت
تحليق الرحلات الجوية لشركة
الطيران السورية، وهو إجراء ردت
عليه دمشق بالمثل. فيما قامت
الجامعة العربية بتعليق مشاركة
سورية في أعمال الجامعة العربية
وجمدت الصفقات التجارية مع
الحكومة السورية. وإذا استمرت
الأزمة السورية من دون حل يلوح
في الأفق، وتواصلت العقوبات
الدولية على النظام، فإن
النتيجة التي لا فرار منها أن
ملايين السوريين سيعانون في شكل
أفدح خلال الأشهر المقبلة. كما
أثرت الحرب في سورية في الدول
المجاورة لها حيث فر مئات
الآلاف من اللاجئين إلى تركيا
ولبنان والأردن والعراق وأغلقت
طرق التجارة. وتحول الاقتصاد
السوري مع استمرار النزاع إلى «اقتصاد
حرب» تتداخل أشكال اقتصادية
رسمية وغير رسمية، قانونية وغير
قانونية نشأت من أموال الخطف
والسلب. كما أن عمليات الخطف
لقاء فديات منتشرة في كل
المناطق تقريباً. استقالة
أنان من «مهمة مستحيلة … وتولي الإبراهيمي على الصعيد
الديبلوماسي مثّل عام 2012
تجسيداً جديداً للانقسام
الدولي في ما يتعلق بسورية.
واستمر تباين وجهات النظر بين
أميركا والاتحاد الأوروبي
وغالبية الدول العربية من جهة،
وإيران والصين وروسيا من جهة
ثانية. وتعطل صدور أي قرار له
قدرة على الضغط على الأسد من قبل
مجلس الأمن الدولي بسبب حق
النقض الروسي – الصيني. ومع أن
العام بدأ إيجابياً بإعلان
الأمم المتحدة تعيين الأمين
العام للأمم المتحدة
والديبلوماسي البارز كوفي أنان
مبعوثاً خاصاً مشتركاً للأزمة
السورية، إلا انه بعد حوالى
خمسة أشهر فقط في المنصب، قرر
أنان مطلع آب (أغسطس) الماضي عدم
البقاء في المنصب بعد انقضاء
سريان تفويضه. وضع أنان خطة للتسوية
في سورية من 6 بنود حظيت بتأييد
مجلس الأمن الدولي. ونصت الخطة
ضمن ما نصت على وقف أطراف النزاع
أعمال العنف المسلحة في كل
أشكالها تحت مراقبة الأمم
المتحدة، لحماية المواطنين.
وتأمين منافذ لإيصال المساعدات
الإنسانية إلى جميع المناطق
المتضررة والامتثال إلى هدنة
إنسانية لمدة ساعتين يومياً.
وإطلاق السلطات السورية سراح
جميع المعتقلين الذين شاركوا في
الحملات الاحتجاجية. وتأمين
حركة حرة للصحافيين في أنحاء
البلد كافة. واحترام حرية
التجمعات والحق في إجراء
التظاهرات السلمية. ووضع حلول
سياسية داخلية تأخذ في الاعتبار
تطلعات الشعب السوري ومخاوفه.
وتمكّن أنان في اجتماع في جنيف
عقد في 30 حزيران (يونيو) 2012 في
التوصل إلى أرضية اتفقت
عليهاالأطراف المعنية بالصراع
السوري كافة تقضي بالعمل على
تهيئة الظروف لمرحلة انتقالية. ولكن، سرعان ما
اختلفت التأويلات في شأن هذا
الاتفاق. إذ رأت موسكو أن إعلان
جنيف لا يتحدث عن تنحي الأسد في
إطار العملية الانتقالية، وأن
الإعلان ترك ذلك للشعب السوري.
بينما رأت الدول الغربية أن «المرحلة
الانتقالية» تعني حتماً تنحي
الأسد. وعزز إحباط أنان أن
مراقبي الأمم المتحدة الـ300
الذين وصلوا إلى سورية منتصف
نيسان (أبريل) الماضي لمراقبة
وقف إطلاق النار، لم يجدوا أي
تعاون مع مهمتهم من قبل النظام
أو قوات المعارضة، ما اضطرهم
إلى تعليق عمل بعثتهم منتصف
حزيران بسبب ارتفاع وتيرة أعمال
العنف، قبل الخروج نهائياً من
سورية. وصلت الجهود الدولية
إلى طريق مسدود مع تعثر تنفيذ كل
نقاط خطة أنان. وتقديم الدول
الغربية مشروع قرار أمام مجلس
الأمن يعزز العقوبات على دمشق
ويجبرها على تنفيذ خطة أنان
وإلا واجهت خطوات تصعيدية، وذلك
مقابل الموافقة على تمديد فترة
عمل بعثة المراقبين. فيما تقدمت
روسيا بمشروع قرار منافس يمدد
مهمة بعثة المراقبين ثلاثة أشهر
لكن، بلا إشارة إلى عقوبات أو
خطوات تصعيدية للضغط على دمشق.
وقال أنان في مبررات استقالته
إنه لم يحصل على الدعم المطلوب
من المجتمع الدولي، مشيراً
أيضاً إلى أن عدم وجود توافق بين
أعضاء مجلس الأمن الدولي حال
دون إحراز خطته تقدماً ملموساً
على الأرض. كما تحدث أنان عن «أن
تصاعد العسكرة على الأرض
وانعدام الإجماع في مجلس الأمن
الدولي غيرا دوري في شكل جذري».
عقب ذلك تعيين وزير الخارجية
الجزائري الأسبق الأخضر
الإبراهيمي ممثلاً خاصاً
مشتركاً للأمم المتحدة
والجامعة العربية إلى سورية.
ولم يختلف نهج الإبراهيمي
كثيراً عن نهج أنان. وفي أيلول (سبتمبر)
أعلن الإبراهيمي أفكاراً للحل
في سورية، موضحاً أنها بينما لا
تشكل «خطة متكاملة» للحل، إلا
أنها يمكن البناء عليها لاحقا
إذا سارت قدماً. وتلتقي أفكار
الإبراهيمي مع إعلان نيف الحل
في سورية الذي يقوم على وقف
استخدام القوة وبدء الحوار بين
الأطراف السورية تمهيداً لبدء
المرحلة الانتقالية. المعارضة
تفتح صفحة جديدة مع «الائتلاف» إذا كانت الجهود
الدولية خلال عام 2012 عانت
اختلافات في وجهات النظر
وتباينات، فإن المعارضة
السورية لم تكن أحسن حالاً. فبعد
أشهر طويلة من مطالبات دولية
بتوحد المعارضة السورية
سياسياً وعسكرياً، تمكن
المعارضون السوريون من تشكيل «الائتلاف
الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية» في الدوحة في تشرين
الثاني الماضي. وضم الائتلاف
الجديد أكبر تنظيمات المعارضة «المجلس
الوطني السوري»، وممثلين عن قوى
الحراك الداخلي وتنسيقيات
الثورة. وبعد إقرار ميثاق
داخلي، سيكون إعلان حكومة
انتقالية على رأس أولويات
الائتلاف الجديد، إضافة إلى
مساعدة ملايين السوريين الذين
يحتاجون إلى دعم إنساني عاجل.
وفيما اعترفت دول عدة بالائتلاف
الجديد ممثلاً شرعياً ووحيداً
للشعب السوري ومن ضمن ذلك
الولايات المتحدة وفرنسا
وتركيا وبريطانيا وألمانيا
وإيطاليا وإسبانيا ودول مجلس
التعاون الخليجي والاتحاد
الأوروبي، وتعيين سفراء له في
عواصم عدة، إلا أن الحذر الدولي
ما زال ملحوظاً في ما يتعلق
بتسليح هؤلاء المعارضين. في
موازاة ذلك، اعتبرت سورية أن
الاعتراف بـ «الائتلاف الوطني»
لن يغير الوضع على الأرض، موضحة
«أن الدول الأجنبية اعترفت
ببنية مصطنعة وبهيكل سيساعد على
تحقي أهداف الولايات المتحدة
والدول الأوروبية في سورية». انشقاقات
من قلب النظام تواصلت الانشقاقات
عن النظام السوري عام 2012 وكان
أبرزها انشقاق رئيس الوزراء
السوري رياض حجاب في 8 آب الماضي.
وهو الانشقاق الذي قالت دمشق
إنه إقالة بعد أن كلف حجاب في
السادس من يونيو الماضي تشكيل
الوزارة. وسبق حجاب انشقاق رئيس
فرع المعلومات بالأمن السياسي
في دمشق العقيد يعرب محمد
الشرع، وهو ابن عم نائب الرئيس
السوري فاروق الشرع، مع شقيقه
الملازم أول كنان محمد الشرع من
الفرع نفسه ولجوؤهما إلى الأردن.
كما انشق العقيد ياسر الحاج علي
من الفرع نفسه وانتقل أيضاً إلى
الأردن. ولجأ اللواء محمد أحمد
فارس الطيار في سلاح الجو الذي
أصبح أول رائد فضاء سوري، إلى
تركيا بعد إعلان انشقاقه. وتمت
كل هذه الانشقاقات في آب الماضي.
كما انشق العميد مناف طلاس وهو
نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى
طلاس، في تموز الماضي. وفي تموز
أيضاً انشق السفير السوري في
بغداد نواف الشيخ فارس. وقد لجأ
إلى قطر ودعا الجيش إلى «الانضمام
فوراً إلى صفوف الثورة». وانشق
السفير السوري لدى الإمارات
عبداللطيف الدباغ، وزوجته
القائمة بأعمال السفارة
السورية في قبرص لمياء الحريري
والملحق الأمني في السفارة
السورية لدى سلطنة عمان محمد
تحسين الفقير. كما استقال
القائم بالأعمال السوري في لندن
خالد الأيوبي، وتبعه قنصل سورية
لدى أرمينيا محمد حسام حافظ. كما
انشق 31 من كبار الضباط السوريين
ولجأوا إلي تركيا. لكن بعض هؤلاء
الضباط عادوا إلى سورية
للانضمام إلى المقاتلين
الناشطين على الأرض. وفي كانون
الأول الجاري ترددت تقارير حول
انشقاق الناطق باسم الخارجية
السورية جهاد مقدسي، إلا أن
مصادر سورية نفت ذلك، وأشارت
إلى أنه «في إجازة»، بينما
أفادت مصادر مطلعة بخلافات في
الخارجية السورية أدت إلى
مغادرته. وضع
إنساني لا يحتمل مع كل اتساع نطاق
الحرب في سورية واتخاذها بعداً
طائفياً واضحاً وخروج
المراقبين الدوليين من ذلك
البلد واضطرار المئات من
العاملين في المجالات
الإنسانية إلى المغادرة بسبب
تردي الوضع الأمني، عانى
المواطن السوري العادي أكثر
فأكثر. ووفقاً لإحصاءات منظمات
إنسانية عدة فإن أكثر من 2.5
مليون سوري في حاجة عاجلة إلى
مساعدات غذائية وطبية. وتشير
المنظمات الدولية وضمنها
الصليب الأحمر إلى أن البنية
التحتية في سورية تضررت أو دمرت
ما صعّب «مهمة إيحاد السكان
الأشياء التي قد تساعدهم في
الاستمرار بالحياة». وأوضح
الصليب الأحمر في تقرير أخير أن
«الناس لا يستطيعون قبل أي شيء
الحصول على مساعدة طبية بسبب
الوضع الخطر والمتغير دائماً
وكذلك بسبب قلة المنتجات الطبية».
ومع أنه منذ بداية عام 2012 حصل
أكثر من مليون شخص على وجبات
غذائية و250 ألف شخص على معدات
لتجهيز الطعام، إلا أن هناك
حوالى مليون ونصف المليون شخص
آخر يحتاجون إلى مساعدات عاجلة
بسبب برودة الجو ونقص غاز
الوقود والتدفئة. وأطلقت الأمم
المتحدة في كانون الأول الجاري
نداء لتوفير 1.5 مليار دولار من
أجل مساعدة ملايين السوريين
المتضررين من النزاع. فيما
يشتكي برنامج الأغذية العالمي
من أنه يلقى مزيداً من الصعوبات
في مساعدة السوريين بسبب «تصعيد
العنف»، محذراً من أن ملايين
السوريين يواجهون مستقبلاً
صعباً ليس فقط بسبب تمدد الحرب
على غالبية الأراضي السورية، بل
أيضاً بسبب الصعوبات المتزايدة
في الوصول إلى كل من يحتاجون
المساعدة. ومع إغلاق 2012 صفحته
والمشهد السوري مظلم وكئيب
ومثير لقلق عارم، ليس أمام
السوريين إلا أن يتمنوا أن يكون
الأسوأ قد مر. الحياة ================= أحداث
سوريا فى صدارة اهتمام الجمهور
العربى على سكاى نيوز فى 2012 الثلاثاء، 1
يناير 2013 - 13:41 اليوم السابع اختار متابعو سكاى
نيوز عربية، الأحداث فى سوريا
كأبرز موضوع لعام 2012، متقدمة
بذلك على خبر الفيلم المسىء
للرسول الكريم الذى أثار ضجة فى
العالم الإسلامى، والتطورات
السياسية فى مصر، حيث تم
استطلاع آراء متابعى سكاى نيوز
عربية طوال أيام شهر ديسمبر من
خلال الموقع الإلكترونى، حيث
أتيحت للجمهور فرصة اختيار
الخبر الأبرز لعام 2012 ضمن ثلاث
فئات هى السياسة والاقتصاد
والرياضة. واختار الأحداث فى
سوريا 41% من المشاركين فى
الاستطلاع، فى حين اختار 20% منهم
أخبار الفيلم المسىء للرسول
الكريم، وصوت 19% لصالح التطورات
السياسية فى مصر، فيما اختار 14%
الانتخابات الأمريكية و8%
الهجوم الإسرائيلى على غزة. واختار الجمهور من
جميع الدول العربية الأحداث فى
سوريا كأبرز خبر لعام 2012 ما عدا
الجمهور فى مصر والمناطق
الفلسطينية، الذى صوت للتطورات
السياسية فى مصر والهجوم
الإسرائيلى على غزة، فيما تشير
الأرقام إلى أن أكثر من ربع
الجمهور فى مصر صوت لأحداث
سوريا، كما أن 45% من الجمهور فى
منطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا اختار أحداث سوريا
أيضاً. وقال عرار الشرع،
رئيس التحرير التنفيذى فى سكاى
نيوز عربية، إن "الإجماع
والردود المتشابهة التى حصلنا
عليها كانت مفاجئة إلى حد ما،
وأظهرت تشابه طريقة التفكير فى
مختلف المجتمعات العربية"،
موضحاً أن "التفاعل مع
الجمهور هو أحد أبرز العناصر فى
إستراتيجيتنا لإيصال الخبر
والمعلومة، وأتقدم بالشكر
لجميع متابعى سكاى نيوز عربية
على تفاعلهم مع الاستطلاع
وإبداء آرائهم حول أبرز الأحداث
خلال العام الماضى". وفى الأخبار
الاقتصادية، اختار 43% من
الجمهور أزمة منطقة اليورو
كأبرز خبر اقتصادى لعام 2012،
تبعه خبر المنافسة الحامية بين
شركتى آبل وسامسونج، حيث صوت 28%
من الجمهور على هذا الخبر، فيما
حاز نفس الخبر على أعلى نسبة
تصويت من الجمهور فى سلطنة
عُمان والمناطق الفلسطينية
والمملكة العربية السعودية،
فيما نال خبر أزمة منطقة اليورو
أعلى نسبة تصويت فى الدول
العربية الأخرى. وفى الرياضة،
نال خبر فوز تشيلسى بلقب أمم
أوروبا أعلى نسبة تصويت حيث
بلغت 33% من الجمهور العربى، فيما
حصل خبر فوز مانشستر سيتى بلقب
الدورى الإنجليزى الممتاز على
ثانى أعلى تصويت وبنسبة بلغت 23%. وسجل الاستطلاع الذى
أطلقته قناة سكاى نيوز عربية
بمناسبة نهاية العام مشاركة
متابعين من 68 بلداً، منهم 80% من
الدول العربية، فيما تتوزع الـ20%
المتبقية على المشاهدين فى
أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا
وأفريقيا وأستراليا. ================= نحو
40 ألف قتيل في سوريا في 2012 هم 90%
من ضحايا النزاع
(MENAFN
- Akhbar Al Khaleej)
قتل حوالي اربعين الف
شخص في اعمال عنف في سوريا خلال
سنة 2012، غالبيتهم من المدنيين،
بحسب ما ذكر المرصد السوري
لحقوق الانسان امس الاثنين، ما
يشكل نسبة 90 في المائة تقريبا من
ضحايا النزاع المستمر منذ 21
شهرا. وقال مدير المرصد
رامي عبدالرحمن: قتل 39 الفا و362
شخصا خلال سنة 2012 في سوريا، علما
ان عدد الضحايا الذين سقطوا منذ
بدء النزاع في منتصف مارس 2011
يتجاوز 45 الفا. واوضح ان القتلى
يتوزعون بين 28 الفا و113 مدنيا و9482
عنصرا من قوات النظام و1040 من
الجنود المنشقين. ويدرج المرصد بين
المدنيين، اولئك الذين حملوا
السلاح الى جانب الجنود
المنشقين عن الجيش السوري. يضاف الى هؤلاء 727
شخصا مجهولو الهوية، بحسب
المرصد الذي يتخذ من بريطانيا
مقرا، ويقول انه يعتمد للحصول
على معلوماته، على شبكة من
الناشطين والمندوبين في كل
انحاء سوريا وعلى مصادر طبية
مدنية وعسكرية. وقال عبدالرحمن ان
عام 2012 كان دمويا بامتياز،
واستخدمت فيه كافة انواع
الاسلحة الثقيلة والطيران،
وهذا ما يوضح ارتفاع عدد
الضحايا كثيرا عما كان عليه في
2011. وبدأ النظام يستخدم
الطيران الحربي في نهاية يوليو.
وحصل مقاتلو المعارضة خلال
الاشهر الماضية على اسلحة نوعية
إما من المغانم بعد استيلائهم
على مراكز عسكرية وإما من
الخارج. واوضح عبدالرحمن ان
هذه الاعداد موثقة بالصور
واشرطة الفيديو والاسماء،
مرجحا ان تكون اعداد القتلى في
صفوف القوات النظامية
والمقاتلين المعارضين اعلى
بسبب تكتم الطرفين على خسائرهما
الحقيقية للحفاظ على معنويات
افرادهما. ولا يحصي المرصد
المقاتلين الاجانب الذين يعلن
في بلادهم عن مقتلهم في سوريا،
ولا آلاف الذين تنقطع اخبارهم
في المعتقلات. كذلك، لا تشمل
الارقام عناصر الشبيحة وغيرها
من المليشيات التي تقاتل الى
جانب النظام. وقال عبدالرحمن في
حال حصل تحقيق جدي في مصير كل
هؤلاء، فان الحصيلة الاجمالية
للقتلى قد تتخطى المائة الف شخص. ميدانيا، عثر مساء
الاحد على عشرات الجثث التي
تحمل آثار تعذيب وتشويه في
حيبرزة في شمال دمشق، بحسب ما
ذكر المرصد السوري لحقوق
الانسان وناشطون. وقال المرصد ان حوالي
ثلاثين جثة مجهولة الهوية كانت
ملقاة في حي برزة البلد في منطقة
الانشاءات العسكرية وعليها
آثار تعذيب ولم يتم التعرف
عليهم حتى اللحظة. واوضح انه بعد ساعتين
على رؤيتها من عدد كبير من
الشهود والمصادر، قامت قوات
النظام بسحبها، مشيرا الى انه
لا يعرف ان كانت تعود الى مدنيين
او مقاتلين. وقالت الهيئة
العامة للثورة السورية من جهتها
ان الجثث مقطوعة الرأس ومنكل
باصحابها للغاية لدرجة انه لم
يتم التعرف عليهم. واتهم
الشبيحة الموالون للنظام
بـاعدامهم ميدانيا. ويصعب التحقق من صحة
هذه المعلومات في ظل اعمال
العنف الجارية في سوريا. وواصلت قوات النظام
أمس الاثنين قصف مناطق في ريف
دمشق، مع استمرار وصول تعزيزات
لهذه القوات الى مدينة داريا
التي تدور فيها معارك عنيفة
وتحاول القوات النظامية
السيطرة عليها بشكل كامل بعد ان
نجحت اخيرا باقتحامها. وقتل 19 شخصا في اعمال
عنف في سوريا الاثنين، غداة
مقتل 160 في اعمال عنف في مناطق
مختلفة من سوريا يوم الاحد،
بحسب المرصد السوري. وقال نشطاء معارضون
ان اشتباكات عنيفة اندلعت على
مشارف دمشق امس فيما حاولت قوات
مدعومة بالدبابات استعادة
السيطرة على ضاحية داريا ذات
الاهمية الاستراتيجية من
مقاتلي المعارضة في واحدة من
اكبر العمليات العسكرية بتلك
المنطقة منذ شهور. سياسيا اكدت دمشق
تجاوبها مع اي مبادرة اقليمية
او دولية لحل الازمة بالحوار،
وذلك غداة اعلان الموفد الدولي
الخاص الاخضر الابراهيمي وجود
مقترح للحل قد يحظى بموافقة
الجميع. واعلن رئيس الوزراء
السوري وائل الحلقي في خطاب
ألقاه في مجلس الشعب السوري أمس
الاثنين ان الحكومة تعمل على
دعم مشروع المصالحة الوطنية
وتتجاوب مع اي مبادرة اقليمية
او دولية من شأنها حل الازمة
الراهنة بالحوار والطرق
السلمية ومنع التدخل الخارجي في
الشؤون الداخلية السورية
واعتبار ما يجري في سوريا شأنا
سوريا يحله السوريون بأنفسهم
دون ضغوط او املاءات خارجية. وكان الابراهيمي
اعلن من القاهرة يوم الاحد بعد
محادثات اجراها في موسكو وقبلها
في دمشق، ان لديه مقترحا للحل
يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي،
موضحا ان هذا المقترح يستند الى
اعلان جنيف الصادر في يونيو 2012.
ويتضمن الاقتراح، بحسب قوله،
وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة
كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي
الى انتخابات اما رئاسية او
برلمانية، مرجحا ان تكون
برلمانية لان السوريين سيرفضون
النظام الرئاسي. ================= 2012
عام الدم في سورية ودمشق تريد
حلا للأزمة "بالحوار" الغد الاردنية دمشق - كان العام 2012
هو الأكثر دموية في سورية حيث
سقط نحو اربعين ألف ضحية في
النزاع المحتدم من 21 شهرا،
بينما أعلنت دمشق امس، تجاوبها
مع "أي مبادرة اقليمية أو
دولية" لحل الازمة بالحوار،
وذلك غداة إعلان الموفد الدولي
الخاص الاخضر الابراهيمي عن
وجود مقترح للحل قد يحظى
بموافقة الجميع. في الوقت نفسه، يتخذ
النزاع في سورية شكلا أكثر
وحشية يوما بعد يوم مع تزايد
عمليات القتل الجماعية هنا
وهناك، واستمرار العمليات
العسكرية الواسعة على وتيرتها
التصعيدية حاصدة مزيدا من
الضحايا كل يوم. وقتل حوالي اربعين
ألف شخص في اعمال عنف في سوريا
خلال سنة 2012، غالبيتهم من
المدنيين، بحسب ما ذكر المرصد
السوري لحقوق الانسان أمس، ما
يشكل نسبة 90 في المائة تقريبا من
ضحايا النزاع المستمر منذ 21
شهرا. وقال مدير المرصد
رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس
برس "قتل 39 ألفا و362 شخصا خلال
سنة 2012 في سورية"، علما ان عدد
الضحايا الذين سقطوا منذ بدء
النزاع في منتصف آذار(مارس) 2011
يتجاوز 45 ألفا. واوضح ان القتلى
يتوزعون بين 28 ألفا و113 مدنيا و9482
عنصرا من قوات النظام و1040 من
الجنود المنشقين. وأعلن رئيس الوزراء
السوري وائل الحلقي في خطاب
القاه في مجلس الشعب السوري
الاثنين ان الحكومة تعمل "على
دعم مشروع المصالحة الوطنية
وتتجاوب مع أي مبادرة اقليمية
او دولية من شانها حل الازمة
الراهنة بالحوار والطرق
السلمية ومنع التدخل الخارجي في
الشؤون الداخلية السورية
واعتبار ما يجري في سورية شأنا
سوريا يحله السوريون بانفسهم
دون ضغوط او املاءات خارجية". وأكد الحلقي ان بلاده
تمضي نحو "اللحظة التاريخية
التي تعلن انتصارها على اعدائها
لترسم معالم سورية المنشودة
ولتعيد بناء نظام عالمي جديد
يعزز مفهوم السيادة الوطنية
وتعزز مفهوم القانون الدولي". وكان الابراهيمي
أعلن من القاهرة الاحد بعد
محادثات اجراها في موسكو وقبلها
في دمشق، ان لديه "مقترحا
للحل (...) يمكن ان يتبناه المجتمع
الدولي"، موضحا ان هذا
المقترح يستند الى إعلان جنيف
الصادر في حزيران (يونيو) 2012. ويتضمن الاقتراح،
بحسب قوله، "وقف اطلاق النار
وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات
وخطوات تؤدي الى انتخابات اما
رئاسية او برلمانية"، مرجحا
"ان تكون برلمانية لان
السوريين سيرفضون النظام
الرئاسي". واعتبرت موسكو السبت
ان التوصل الى حل سياسي لتسوية
النزاع في سورية ما يزال ممكنا،
مشيرة في الوقت نفسه الى تعذر
اقناع الرئيس بشار الاسد
بالتنحي عن السلطة. ونص اتفاق جنيف الذي
توصلت اليه "مجموعة العمل حول
سورية" (الدول الخمس الكبرى
وتركيا والجامعة العربية)
برعاية الموفد الدولي السابق
الى سوريا كوفي انان على تشكيل
حكومة انتقالية وبدء حوار من
دون ان يأتي على ذكر تنحي الاسد. ميدانيا، عثر مساء
الاحد على عشرات الجثث التي
تحمل آثار تعذيب وتشويه في حي
برزة في شمال دمشق، بحسب ما ذكر
المرصد السوري لحقوق الانسان
وناشطون. وقال المرصد ان "حوالي
ثلاثين جثة مجهولة الهوية كانت
ملقاة في حي برزة البلد في منطقة
الانشاءات العسكرية وعليها
آثار تعذيب ولم يتم التعرف
عليهم حتى اللحظة". واوضح انه بعد ساعتين
على رؤيتها من عدد كبير من
الشهود والمصادر، "قامت قوات
النظام بسحبها"، مشيرا الى
انه لا يعرف ان كانت تعود الى
مدنيين أو مقاتلين. وقالت الهيئة العامة
للثورة السورية من جهتها ان
الجثث "مقطوعة الرأس ومنكّل
باصحابها للغاية لدرجة انه لم
يتم التعرف عليهم". واتهمت "الشبيحة"
الموالين للنظام بـ"اعدامهم
ميدانيا". ويصعب التحقق من صحة
هذه المعلومات في ظل اعمال
العنف الجارية في سورية. وواصلت قوات النظام
الاثنين قصف مناطق في ريف دمشق،
مع استمرار وصول تعزيزات لهذه
القوات الى مدينة داريا التي
تدور فيها معارك عنيفة وتحاول
القوات النظامية السيطرة عليها
بشكل كامل بعد ان نجحت اخيرا
باقتحامها. وقتل 19 شخصا في اعمال
عنف في سورية الاثنين، غداة
مقتل 160 شخصا في اعمال عنف في
مناطق مختلفة من سورية الاحد،
بحسب المرصد السوري الذي يقول
انه يعتمد للحصول على معلوماته،
على شبكة من المندوبين والمصادر
الطبية في كل انحاء سورية. اقتصاديا، ذكر
المكتب السوري المركزي للاحصاء
على موقعه الإلكتروني ان التضخم
السنوي في شهر ايلول (سبتمبر) 2012
بلغ 48.1 بالمائة بالمقارنة مع
ايلول(سبتمبر) 2011، و8 في المائة
بالمقارنة مع آب (اغسطس) 2012. وعزا المكتب سبب ذلك
الى ارتفاع اسعار المجموعة
الرئيسية (الاغذية والمشروبات
غير الكحولية) واسعار الخبز
والحبوب واللحوم والالبان،
وكذلك مجموعة السكن والمياه
والكهرباء والغاز وانواع
الوقود وسلع اخرى. وشهد سعر صرف الدولار
بالنسبة لليرة السورية ارتفاعا
ملحوظا خلال الايام الماضية اذ
بلغ سعر صرفه الرسمي الاثنين 77.74
ليرة سورية (كان يبلغ في الفترة
نفسها من العام الماضي نحو 55
ليرة) وفي السوق الموازية (السوداء)
نحو 93، بحسب ما افاد احد
الصرافين وكالة فرانس. -(وكالات) ================= تليجراف:
2012 عام الشتاء العربى
كتبت-أماني زهران: الوفد نشرت صحيفة (تليجراف)
البريطانية اليوم مقالا
تحليليا عن الشرق الأوسط، ودول
الربيع العربي أو بشكل أصدق ما
أسمته الشتاء العربي. وبدأت الصحيفة
تحليلها، قائلة: إذا كان 2011 هو
عام الربيع العربي، فإن التشبيه
الأكثر شعبية لعام 2012 هو الشتاء
العربي. فبعد كل تلك الآمال من
الحرية والديمقراطية، لم يعد
يتبقي منها الكثير وذهبت هباءً. ورأت الصحيفة أن
الربيع العربي تحول إلى مجموعة
من الأمراض المزمنة، سواء
مازالت تنزف من جميع جوانبها
كما هو الحال في سوريا، أو أنها
تُظهر فقط في بعض الأحيان،
خدوشًا عميقة كما هو الحال في
ليبيا. حتى البلدان التي أطاحت
بالطغاة دون اللجوء إلى حرب
أهلية، مثل تونس ومصر، فقدت
ممارسة ديمقراطيتها الاجتماعية
نتيجة الانقسامات التي لا تزال
بحاجة إلى الالتئام. ومع ذلك، وكما أن كوب
2011 لم يكن ممتلئًا على آخره، فإن
عام 2012 لم يكن فارغا تماما، ففي
كل دول الربيع العربي باستثناء
سوريا، لم تكن الأمور سيئة
للغاية فالناخبون في مصر لا
يزالون يذهبون إلى صناديق
الاقتراع، الليبيون لديهم
برلمان منتخب وحكومة، والأراضي
اليمنية تمت استعادتها من تنظيم
القاعدة للمرة الأولى منذ سنوات. مصر وقالت الصحيفة: "إن
عام 2012 في مصر بدأ كما انتهى في
مراكز الاقتراع، فبينما يعطي
الانطباع في حالة من الاضطرابات
المستمرة، ولكن تم تجنب إراقة
الدماء إلى حد كبير التي رافقت
وتلت الإطاحة بالرئيس السابق
"حسني مبارك". وسيطرت جماعة
الإخوان المسلمين على أول
برلمان بعد "مبارك"،
وتلتها الجماعة السلفية الأكثر
تطرفا، تم تقليص تواجد
الليبراليين والأحزاب
العلمانية، ولكن جاءت ضربة
واضحة من قبل بقايا النظام
السابق، وتم حل هذا البرلمان
بحكم قضائي، ولكن تولي المجلس
العسكري إدراة البلاد في
المرحلة الانتقالية لم يمنع
صعود الإسلاميين. وفاز الدكتور "محمد
مرسي"، القيادي السابق
بجماعة الإخوان المسلمين، في
الانتخابات الرئاسية واستعاد
إدارة البلاد من الجيش بعد
إقالة قادته. ولكن عندما أصر على
وضع نفسه خارج الإطار القانوني
في نوفمبر لفرض دستور جديد،
يكون قد بالغ في قدرته. وخرجت
المظاهرات الكبرى ثانية
وذكرتنا بأيام ثورة يناير2011،
وبعد ذلك شهدت مصر عملية
الاستفتاء على الدستور الذي على
ما يبدو يُظهر فقط كيف تنقسم مصر
بالتساوي وإلى أي نوع من البلاد
ستكون "مسلمة فقط أو إسلامية".
سوريا وفى النصف الأول من
عام 2012 كان هناك تساؤل حول ما
إذا كان ما يحدث في سوريا هو
فعلا حرب أهلية. ولكن الوضع الآن
أصبح واضحا جدا. ووفقا لمجموعات
الرصد في الخارج، أكثر من 40 ألف
شخص قد قتلوا حتى الآن في
الانتفاضة ضد حكم الرئيس
الطاغية "بشار الأسد".
واحتدمت المعارك من حمص إلى
حماة، والآن في دمشق وحلب، وبعد
التوغل في أغسطس وصلت إلى 2 من
معاقل النظام الرئيسية. ويبدو أن تقدم
المتمردين بطيء ولكنه مؤكد،
فالجيش السوري الحر، وحلفاء
المقاومة الإسلامية، يسيطرون
على معظم محافظات إدلب وحلب،
وأراضي في أماكن أخرى، بما في
ذلك في ضواحي دمشق. وشهدت سوريا في 2012
العديد من الممجازر والاعمال
الوحشية كمجزرة "باب عمرو"
حيث حوصر المدنيون من النساء
والأطفال وقتلوا على يد مدفعية
النظام؛ والصحفيون أيضا، وكان
مقتل "ماري كولفين" من
صحيفة "صنداي تايمز"
الضحية الأكثر شهرة. ومع مرور العام، كانت
هناك تقارير أكثر وأكثر عن
الأعمال الوحشية، فكانت هناك
انتهاكات للمتمردين وإعدام
السجناء، يبقى السؤال هو إلى
متى يمكن أن يستمر الأسد. وعلى
عكس العام الماضي، رحيله يبدو
الآن مؤكدا وليس احتمالا ولكن
المسألة مسألة وقت لا أكثر.
ليبيا قبل عام كان الحديث
عن الميليشيات، وعما إذا كانت
سلطتهم ستتفوق على سلطة الحكومة
مما سيغرق ليبيا في حرب أهلية
جديدة، ولكن لم يحدث ذلك ولكن
الميليشيات أيضا لم تختفِ. ولوحظ هذا بشكل
مأساوي عندما قتل في 11 سبتمبر
السفير الأمريكي "كريس
ستيفنز"، الذي توفي في
القنصلية في بنغازي جنبا إلى
جنب مع مسئول آخر في السفارة
واثنين من حراس الأمن. وتلى ذلك في الولايات
المتحدة نزاعا حول وصف الأحداث
وذهبت الشكوك حول أنها كانت من
عمل الإرهابيين مع احتمال وجود
صلات بتنظيم القاعدة وتبين بعد
ذلك أن أعضاء الميليشيات
الإسلامية المعروفة هي
المسئولة عن تلك الحادث.
اليمن نجح "عبد ربه منصور
هادي" نائب الرئيس السابق "علي
عبد الله صالح"، في حسم
المواجهة الرئاسية وأصبح رئيسا
للبلاد، بناء على طلب الدول
الخارجية المهتمة باليمن
كالسعودية وبقية دول الخليج
والولايات المتحدة، والاتحاد
الأوروبي. ولكن هذه البداية غير
الواعدة قدمت شيئا مثيرا للدهشة
إلى حد ما: قام "هادي" بشكل
سلس وسريع لإزالة أو تهميش
أعضاء أسرة الرئيس السابق ذات
التواجد الكبير في الجيش. الأهم من ذلك،
بالنسبة للغرب على الأقل، أن
"هادي" حول خطاب صالح في
التعاون في مكافحة تنظيم
القاعدة إلى واقع ملموس، وبدأ
في المعركة ضد المسلحين الذين
احتلوا سلسلة من البلدات في
جميع أنحاء جنوب البلاد ونجح في
استعادتها. والأسئلة الآن لا
تزال تثار حول تدخل أمريكا
واشتراكها في توجيه هجمات
صاروخية على قواعد تنظيم
القاعدة، وسط سقوط ضحايا من
المدنيين، ولكن للمرة الأولى في
السنوات الأخيرة يكون الأمر
أكثر هدوءًا في نهاية العام عما
كانت عليه في البداية.
إيران/ إسرائيل على الرغم من أنها
منفصلة عن الدول العربية ولكنها
قريبة جدا، فإيران لا تزال إما
ضحية بريئة للإمبريالية
الغربية في الشرق الأوسط وإما
أنها اليد السوداء وراء الأعمال
القاتلة. فقد أعربت عن تأييدها
للأسد في سوريا بشكل متردد،
وقدمت الدعم لقواته واعترف
جنرالتها مؤخرا بذلك. وأرسلت
صواريخ لغزة - والتي كان بعضها
يستخدم في اندلاع حرب قصيرة بين
إسرائيل وقطاع غزة في نوفمبر،
والتي راح ضحيتها أكثر من 150
شخصا قتلوا في هجمات انتقامية
إسرائيلية. فضلا عن استمرارها في
تخصيب اليورانيوم. ووفقا للغرب،
العقوبات الدولية على إيران
أضرت باقتصادها. ================= الاثنين 18 صفر
1434 الموافق 31 ديسمبر 2012 ترجمة/ الإسلام
اليوم مع اقتراب عام 2012 من
نهايته, تتَّجه سوريا نحو نهاية
دموية وفوضوية بينما كانت بداية
انتفاضتها سلمية ضد نظام مستبد,
مما يمكن اعتباره بمثابة كارثة
يمكن أن تؤدّي إلى زعزعة
استقرار الكثير من منطقة الشرق
الأوسط, إلى جانب أنَّها ستقدم
لتنظيم القاعدة فرصة جديدة
للعمليات, وسوف يفضي إلى نقل أو
حتى استخدام الأسلحة الكيماوية. الأهم من ذلك, صحيحٌ
أنّ الأزمة ناتجة عن وحشية
وقسوة الأسد وزمرته التي تحيط
به, فضلاً عن مؤيديه ومسانديه من
إيران و روسيا, لكن هذه الأزمة
تعكس أيضًا فشلاً كبير من قبل
الغربيين ولا سيما الولايات
المتحدة في إدارة الأزمة, والذي
يمكن اعتباره الفشل الأسوأ منذ
التطهير العرقي في رواندا قبل
عقدين من الزمان. استجابة للعواقب
المروعة المترتبة على عدم تدخل
الدول الرئيسة في رواندا, مما
أفضى, بعد الكثير من عمليات
مراجعة الذات, إلى اعتماد الأمم
المتحدة عقيدة "مسئولية
الحماية", وهو الأمر الذي
يسمح للمجتمع الدولي بالتدخُّل
لوقف الجرائم التي تُرتكب ضد
الإنسانية, لكن مع عرقلة مجلس
الأمن بسبب معارضة كل من روسيا
والصين, فقد فشلت الإدارة بشكل
واضح في اتخاذ خطوات منظمة يمكن
أن تؤدّي إلى وقف المذبحة في
سوريا. بدلاً من ذلك, فإنَّ
الحلفاء المقربين من الولايات
المتحدة بما فيهم بريطانيا
وفرنسا وتركيا, يراقبون الأمور
باستياء متزايد مع قيام الإدارة
الأمريكية باختلاق الأعذار تلو
الأعذار, كان آخرها الزعم بأنَّ
تقديم المساعدات الأمريكية
لقوات المعارضة المقاتلة في
سوريا أو حتى للمنظمات المدنية
سوف يكون أمرًا غير قانوني. لقد تبنّت الإدارة
الأمريكية, لفترة طويلة من
العام, دبلوماسية عقيمة تمثلت
في اعتماد الوسيط الأممي كوفي
عنان, ناهيك عن الاعتماد على
احتمال بعيد المنال بأن تقوم
روسيا بدعم عملية انتقال تفاوضي
يمكن أن تؤدي إلى اعتماد حكومة
ائتلافية بديلة عن الأسد, إلا
أنَّ السيد عنان استقال في
نهاية المطاف, وبينما يسير على
نفس الخطى المبعوث الجديد
الأخضر الإبراهيمي. على الرغم من وجود
بعض التقارير التي تشير إلى
أنَّ موسكو على استعداد أخيرًا
لدعم الخطة, إلا أنَّ الفرص
للمضي قدمًا في هذا الطريق تكاد
تكون معدومة تقريبًا, حيث إنَّ
قوات المعارضة المقاتلة, التي
تحقق النصر بشكل بطئ ولكن بخطى
ثابتة في أرض المعركة, ليست في
أي مزاج للتفاوض مع نظام الأسد,
والذي يبدو نفسه مستعدًا للقتال
حتى الموت, ومن غير المحتمل أن
تؤثر روسيَا عليه حتى لو حاولت
ذلك. السيناريو الأكثر
احتمالاً هو أنَّ قوات المعارضة,
في غضون أسابيع أو أشهر, سوف
تكسب الحرب, أو على الأقل
سيجبرون زمرة الأسد إلى التراجع
إلى معاقلها العرقية القوية على
شاطئ المتوسط, وإذا كان العالم
محظوظًا, فإنَّ هذا سيحدث بشكل
سريع نسبيًا, أو ربما يقع انقلاب
داخلي يطيح بالأسد. إن لم يكن، فإنَّ
نهاية اللعبة المريرة ستظل تشهد
عشرات أو آلاف القتلى الآخرين
وربما المئات باستخدام نظام
الأسد لسلاحه الكيماوي, وفي
كلتا الحالتين, فإنَّ المشهد ما
بعد الحرب في دمشق سوف يكون على
الأرجح فوضويًا, وذلك مع مناورة
المتمردين المدعومين من الغرب
لكل من القاعدة وبقايا النظام
السابق. إذا ما حدث ذلك, فإنَّ
الولايات المتحدة قد تجد أنَّها
لا تمتلك الكثير من النفوذ في
سوريا, حيث إنَّ معظم قادة
الثوار, والشعب السوري العادي
يشعرون بالحنق الشديد على
واشنطن بسبب قيامها بحجب
المساعدات المفيدة, باستثناء
مسارعتها إلى الاستماع للأصوات
التي تدعو إلى تفكيك الجماعات
المتطرفة التي تساعد السوريين
في كسب الحرب, بطريقة أو أخرى,
فإن سوريا سوف تطارد ولاية
الرئيس أوباما الثانية, وبناء
على السجل الموجود لحد الآن,
فإنَّها سوف تسجل على أنَّها
إحدى أكبر إخفاقاته. ================= عام
2012 في سورية: ثقافة العدّْ فوق
العشرين! أنور بدر 2012-12-30 القدس العربي دمشق - 'القدس العربي'
- من أنور بدر: تقليد رائع درجنا
عليه في صحيفة 'القدس العربي'،
أن نقدم في نهاية كل عام جولة في
الحصاد الثقافي لكل العواصم
العربية تقريباً، وفي بعض
الأحيان تمتد هذه الجولة لتشمل
حصاد الثقافة العربية في بعض
العواصم الغربية التي تهتم
بثقافتنا، أذكر صديقي الفنان
يوسف عبد لكي بُعيد عودته لأول
مرة إلى سورية، حين أخبرني أنه
كان معنيا بقراءة هذا الحصاد
الثقافي عن سورية كل عام، إذ
كانت تشكل له في منفاه الباريسي
نوعا من بانوراما عن العاصمة
السورية، استرجاع لوقائع عرف
بها، وأخرى لم يسبق له أن ألمّ
بها، تفاصيل، مواقف، أحداث،
وفيّات، تكريم، معارض،
مهرجانات، إصدارات، عروض،
وكثير مما كانت تحفل به رزنامة
المشهد الثقافي السوري الرسمي
والخاص، غثه وثمينه، مع توقف
عند بعض الإضاءات الهامة
بالمعنى النقدي، وبما يسمح به
المقام. مع بداية الثورة
السورية في آذار/ مارس من العام
المنصرم، تراجعت الثقافة
السورية في سلم أولويات الدولة
حتى كادت تتلاشى هذا العام، كما
تلاشت النشاطات الثقافية
الخاصة بالضرورة، فمن سيتابع
عرضاً مسرحياً أو معرضاً
تشكيلياً في زمن الموت والخراب؟
وكيف للناس أن تذهب إلى السينما
حيث لا كهرباء ولا مواصلات؟ ومن
يجرؤ على التجمع في مكان عام حين
يستهدف القصف الجوي طوابير
الناس الواقفين أمام الأفران
بانتظار رغيف الخبز؟ المشهد الثقافي
السوري تغيّر بالتأكيد أو أنه
أجهض بشكل نهائي، وليس أدل على
ذلك من أنّ وزارة الثقافة التي
كانت محل نقد دائم لتقصيرها
الدائم في دعم الثقافة
والمثقفين، كانت تحفل بأسماءٍ
مهمة من مثقفي السلطة برتبة
وزير، تختلف معهم، تنتقد
برامجهم، تلتقط لهم بعض الأصداء
الإيجابية هنا أو هناك، لكنهم
في حكومة رياض حجاب قبل انشقاقه
عن النظام، والتي أعلنت في
حزيران/ يونيو لهذا العام جيء
إلى وزارة الثقافة بالدكتورة
لبانة مشوح كوزيرة، والتي يمكن
لنا احترام سجلها الأكاديمي منذ
بدأت التدريس في قسم اللغة
الفرنسية من كلية الآداب في
جامعة دمشق عام 2005 وحتى تاريخه،
إلا أنها كررت مأساة رئيس اتحاد
الكتاب العرب الدكتور حسين
جمعة، والتي أثبتت فشل أو عجز
الدرجة الأكاديمية عن صنع
مثقفين، ناهيك عن تصنيع قادة
للفعل الثقافي على المستوى
المؤسساتي، وقد لجأت لاختبار
هذه الفرضية على مستوى مجموعة
من الزملاء الإعلاميين، وبعض
الزملاء المثقفين، حيث فشل سبعة
من أصل عشرة في معرفة اسم السيدة
وزيرة الثقافة، بعد مضي أكثر من
ستة أشهر على مزاولة عملها على
رأس الوزارة! مع إدراكنا أن ذلك
لا ينتقص من قيمتها الأكاديمية
شيئاً، لكنه يُشير إلى الخلل
الإداري الذي أوصل الدكتورة
لبانة مشوح إلى موقع الوزارة في
حكومة اعتبرها النظام حكومة حرب. وفي حكومة الحرب تصبح
لأي دولة أولوية واحدة هي
الانتصار بالحرب، وعلى كل
القطاعات الأخرى في المجتمع دعم
عملية الحرب، لذلك ليس مهما أن
يتوقف الإنتاج، أن تتوقف الكثير
من قطاعات الحياة، لتكريس آلة
الحرب فقط، ولو حاولنا أن نسائل
حال باقي المؤسسات الثقافية
التي تتبع الوزارة أو تلك التي
رُكنت خارجها لما حصلنا على أي
نتيجة إيجابية، فمن خلال موقع
وزارة الثقافة يمكن لنا أن
نُدرك بأنّ إصدارات الوزارة من
الكتب قد تلاشت تقريباً،
وإصداراتها من الدوريات
والمجلات توقفت أيضاً،
والأسبوعية الثقافية 'شرفات'
التي أصدرتها وزارة رياض نعسان
آغا، تحوّلت إلى نصف شهرية مع
وزارة رياض عصمت قبل أن تتوقف
نهائياً، وهذا حال المهرجانات
الأساسية للسينما والمسرح
والفنون الشعبية التي غابت
للعام الثاني على التوالي، كما
غاب معرض الكتاب الدولي، وحتى
صناعة الدراما السورية تقلصت
إلى حدود كثيرة لغياب إمكانيات
الإنتاج في ظلّ حالة الحرب، وما
بقي من عناصر الدراما السورية
هاجر إلى الدول المجاورة بحثاً
عن فرصة عمل. وأخيراً يمكن
التأكيد أنّ حالة الإعلام
السوري كانت أسوأ من حالة
الثقافة المتردية، فباستثناء
بعض المناقلات الإدارية في
مؤسسات الإعلام الرسمي وشبه
الرسمي، لم نلحظ إلا التراجع،
أوقفت القناة الأرضية السورية
في الهيئة العامة للإذاعة
والتلفزيون، والإخبارية
السورية ما زالت لعامين تبث
بشكل تجريبي، ولم يعد لدينا
إعلام خاص غير مؤيد لسياسات
النظام وغير مردد لمقولاته، كما
تلاشت الشذرات النادرة من وهم
حرية الإعلام، إذ لم يدخل سورية
أي من مراسلي الفضائيات العربية
والأجنبية، لأنها فضائيات
مغرضة، فاستعاضت عنهم تلك
الفضائيات باعتماد مراسلين
ميدانيين ممن كنا نُطلق عليهم
لقب 'المواطن الصحافي'، وقد
نجحوا في تغطية الجغرافيا
السورية بشكل كامل تقريبا، كما
نجحوا في تطوير مهاراتهم
المهنية، ولا يتلكأ النظام في
قنص هؤلاء الصحافيين، او
اعتقالهم، وحسب بيانات 'منظمة
مراسلون بلا حدود' فقد لقي ما لا
يقل عن 17 صحافيا مصرعهم في سورية
كما يوجد رهن الاعتقال 21
صحافيا، من بينهم الإعلامي مازن
درويش واربعة من العاملين معه
في 'المركز السوري للإعلام
وحرية التعبير'. وقبل أن ينتهي
هذا العام بأيام قليلة قتل أحد
القناصة الإعلامي 'أبو يزن
الحموي' المتعاون مع قناة
الجزيرة القطرية. وقبل أيام أيضا من
نهاية هذا العام رحل الناقد
الموسيقي الوحيد في سورية صميم
الشريف، رحل بصمت نستحي منه،
فهو الذي لم يجرؤ على اتخاذ موقف
من هذا النظام الذي خدمه جلّ
حياته، لم يجد في هذا النظام أو
في وزارة الثقافة من يضع نعوه
له، من يشيد بمناقب الفقيد،
وبالنسبة لمثقفي الثورة فالأمر
خارج اهتماماتهم، لديهم يومياً
عشرات وأحيانا مئات الشهداء،
مقاتلين وإعلاميين وعاملين
بحقل الإغاثة من أطباء وممرضين،
منشدي الثورة وفنانيها، فماذا
يعني لهم اليوم رحيل صميم
الشريف؟ في زمن الثورة اعتدنا
ثقافة الموت، واعتدنا ترقب
الموت في كل لحظة، زوجتي التي
مرّت اليوم قذيفة لم تنفجر بقرب
السيارة التي كانت تقلها بين
المعضمية والسومرية، اعتبرت
أنها اكتسبت حياة جديدة، لكن
وجود جثة بعد أمتار من ذلك
الحادث لرجل حمل أكياس الخضار
لعائلته قبل أن ترديه قذيفة على
الأرض هو وخضاره المبعثرة وبعض
أشلائه، كانت كافية كي لا تكون
سعيدة بتلك الحياة الجديدة، فهي
حياة منذورة للموت. وثقافة الموت مرتبطة
بالعد، في البداية يفاجئك سقوط
أول قتيل أو شهيد لا يهم، ستكون
ردود الفعل عنيفة بالتأكيد، فهو
الموت بكل ثقله وفظاعة التصورات
والطقوس المتعلقة به، في اليوم
التالي تتكاثر الأعداد، البعض
يهتم بالتوثيق: هناك قتيلان،
عشرة، مئة، أو أكثر من ذلك، إنهم
مجرد أعداد لمن يتابع الأخبار،
حتى لمن يقوم بعملية التوثيق،
تبدأ المشاعر تنزاح جانباً،
وتبدأ ثقافة العد تطغى في
حياتنا. في البداية كنّا نعد
الضحايا والشهداء، كما نعد في
كل جمعة نقاط التظاهر: عشرة
،عشرون، مئة، بل مئات، ويطرأ
جديد في قائمة اهتماماتنا، بدأ
الطيران الحربي يدخل المعركة،
حوامات أم طائرات ميغ وسوخوي
القاذفة المقاتلة، بدأت
الغارات الجوية كما بدأ إطلاق
الصواريخ بعيدة المدى،
الأمريكان يوثقون إطلاق صواريخ
سكود أربع مرات، وتأتي دائماً
مرات لاحقة، حتى يفقد أصدقاءنا
الأمريكان شهية العد، لكننا نحن
في سورية نبقى مصابين بداء
العد، نعد عدد أطفال الذين
سقطوا كل يوم، نعد عدد السيدات
اللواتي سقطن ، نعد الاصابات
والجرحى، نعد البيوت التي
دُمّرت بشكل كامل وتلك التي
دمرت بشكل جزئي، نعد المجازر
التي ارتكبت كما نعد الأفران
التي قُصفت، وكم ضحية وقع أمام
كل فرن ليعمد خبز الحياة بدمه،
إننا اعتدنا العد في كل أيامنا،
بل يمكن القول انها الثقافة
الوحيدة التي بقيت لنا في هذا
الزمن. أتذكر في هذه
المناسبة قصيدة الشاعر الفرنسي
'جاك بريفير' عن عائلة لويس
السادس عشر، كيف بدأ العد معهم
لينتهي إلى نتيجة: كم هي غبية
هذه العائلة التي لم تستطع أن
تكمل العد حتى العشرين؟ وأقول
جازماً أنّ الشعب السوري الذي
بدأ لعبة العد، ما زال يملك
الذكاء والارادة كي يعد فوق
العشرين، بل هو سيعد حتى
الانتصار. ================= 2012
عام "الاضطرابات" بامتياز..
والربيع العربي يتجدد بغداد/ المدى من سوريا التي شكّلت
"العنوان الدسم" للعام 2012
إلى مصر التي عاشت أزمة الدستور
وأزمات أخرى لاتزال في الطريق
إلى فلسطين التي حظيت بلقب دولة
في أروقة الأمم المتحدة سنأخذكم
في تلك البانوراما في أحداث
لاتزال تنتظر. "الربيع السوري"
هل يتحول إلى "خريف" ؟ هي سنة سوريا إذاً،
سوريا التي تركها العام 2011 بين
خطي النار بعد أن وصلت إليها
رياح ما يسمى بـ"الربيع
العربي" ففعل بها ما لم يفعله
بغيرها. في "التقرير السنوي"
للعام 2011، أشارت "النشرة"
إلى أنّ المشهد السوري دقيق
جدا، وتوقعت أن تنتظر سوريا
أيام صعبة، بعد أن ضربتها موجة
"التفجيرات"، موجة توسّعت
في العام 2012 وحوّلت سوريا إلى
أرض ينتشر فيها "الدم" بشكل
يفوق التصوّر. هكذا، بات من الصعب
الحديث عن "ربيع سوري" في
العام 2012، بل لعلّ الحديث عن "خريف
سوري" لا يوصّف هو الآخر بدقة
مشهد العام. ففي عزّ الصراع بين
الموالاة والمعارضة على السلطة
في سوريا، وفي ظلّ دخول "طوابير
خامسة" بالجملة على الخط،
كانت "الفوضى المتنقلة" هي
السمة الأبرز للعام بأيامه الـ365
بكلّ ما احتوته من تفجيرات
ومجازر ومذابح وفي الوقت نفسه
من مبادرات وضغوط لم تغيّر شيئا
على أرض الواقع. سوريا بين "الثورة"
و"المؤامرة"! على مدى 365 يوما، لم
تتغيّر الصورة الضبابية التي
أنهت بها سوريا العام 2011. بعكس
العام 2011، الذي كان عام
الانقلابات والمفاجآت بامتياز،
بدا العام 2012 جامدا، سوريا على
الأقل، رغم كلّ المتغيّرات التي
حملها بين يوم وآخر. فالعناوين
بقيت نفسها، وحتى التفاصيل لم
تتغيّر. هي "ثورة" بنظر
البعض و"مؤامرة" بنظر
البعض الآخر. لم يستطع أحد أن
يغيّر هذه "القناعة". هكذا، انطلقت
الموالاة في العام 2012 مقتنعة
بأنّ ما يحصل لا يعدو كونه "مؤامرة"،
وهو ما ذهب إليه الرئيس السوري
بشار الأسد في أول خطابات
العام، في العاشر من كانون
الثاني، حين قال إنّ التآمر
الخارجي لم يعد خافيا على أحد،
قناعة كرّسها الأسد أكثر في
الثالث من حزيران حين تحدّث عن
"حرب حقيقية" تُشنّ على
سوريا من الخارج، مع جزمه بأنّ
العقوبات لن تغيّر موقف سوريا
مهما اشتدّت، كما قال في السادس
من تموز. وفي الأول من آب، حسم
الرجل موقفه: سوريا تواجه معركة
يتوقف عليها مصير الشعب والأمة.
وفي المقلب الآخر، كانت
المعارضة، على تنوّع مشاربها،
تصرّ على أنّ الأمر لا يعدو كونه
"ثورة" نشأت كما كلّ "الثورات
السلمية" في العالم، ولكنّها
وجدت نفسها أمام "أمر واقع"
فرضه "الميدان"، فكان ما
كان.. الانفجارات والمجازر..
يوميات وروتين! ولعلّ أخطر ما في
يوميات العام 2012 سوريًا هو "روتين"
الأمر الواقع الذي فرضه، من حيث
يدري أو لا يدري. فسوريا، التي
كان البعض يتغنى بها خصوصا على
الصعيد الأمني، تحوّلت في العام
2012 إلى نموذج الفوضى المتنقلة،
لدرجة باتت زيارتها بحدّ ذاتها
"جنونا". أما الانفجارات
فأصبحت خبرا عاديا يمرّ في
نشرات الأخبار مثله مثل كل
الأخبار، دون أن يرقى لمستوى
"الخبر العاجل" بعد أنّ
كرّس نفسه "روتينا"، إذ لا
يكاد يمضي أسبوع من رزنامة
العام 2012 إلا ويحمل معه سلسلة من
التفجيرات بين دمشق وحمص وحلب
وإدلب وغيرها من المناطق
السورية. وإذا كانت بعض الحركات
المتطرفة، على غرار جبهة "النصرة"،
لم تجد حرجا في تبني العديد من
هذه التفجيرات، فإنّ اللافت على
هذا الصعيد كان تبادل "الاتهامات"
عن المسؤولية عن هذه التفجيرات
بين النظام والمعارضة، حتى أنّ
البعض كان يتّهم النظام بافتعال
تفجيرات تضرّه ولكنها تدعم
نظريته القائلة بأنّه يقاتل
مجموعات إرهابية لا تسعى سوى
وراء التخريب. ومن الانفجارات إلى
"المجازر" التي كان العام
2012 حافلا بها، والتي مرّ بعضها
مرور الكرام ولم يحظ بالتغطية
الإعلامية التي حظيت بها مجازر
أخرى على غرار المجزرة التي
وقعت في حمص في الرابع من شباط
وسقط بنتيجتها ما يزيد على 337
شخصا وتبادل النظام والمعارضة
المسؤولية عنها أيضا. ومن
المجازر التي ذاع صيتها مجزرة
الحولة التي كشف النقاب عنها في
السادس والعشرين من أيار ووصلت
إلى أروقة مجلس الأمن نفسه،
علما أنّ النظام شكّل لجنة
تحقيق بأسبابها خلصت إلى "تبرئته"
من مسؤوليتها. اغتيالات في قلب دمشق قد تبدو عبارة "اهتزّ
النظام السوري" غير واقعية
بالنسبة للبعض، خصوصا أنّ
النظام الذي توعّد منذ بدء
الأزمة بـ"القضاء على
الإرهاب" بدا أقوى من "الرياح"
التي وصلت إليه من حيث لا يدري.
لكنّ من شهد تاريخ 18 تموز 2012 لا
يمكنه إلا أن يشعر بهذا "الاهتزاز"
رغم كلّ شيء. ففي هذا اليوم، وقع
الانفجار، أو بالأحرى "الزلزال"،
بالنسبة للنظام. يومها، وتزامنا
مع ما وصفه "الجيش السوري
الحر" بمعركة "تحرير دمشق"،
هزّ انفجار قوي مبنى الأمن
القومي السوري. للوهلة الأولى،
ظنه البعض انفجارا عاديا
وعابرا، خصوصا أنّ كلمة "انفجار"
كانت قد فقدت "وهجها" وباتت
من اليوميات السورية. لكنّ هذا
الانفجار لم يكن كغيره. هو
استهدف اجتماعا لكبار القادة
الأمنيين السوريين، وكانت
نتيجته "كارثية": اغتيال
عدد من كبار القادة الأمنيين في
سوريا بينهم وزير الدفاع داود
راجحة والعماد آصف شوكت ورئيس
مكتب الأمن القومي هشام بختيار.
وقد سارع "الجيش السوري الحر"
لتبني الهجوم وتقديمه كـ"هدية"
للشعب السوري. وفيما لم تتحقق "وعود"
هذا الجيش بالمزيد بعد، علما
أنّ قائده العقيد رياض الأسعد
حدّد بوضوح "الهدف" المقبل
على أنه "رأس" بشار الأسد
شخصيا، وذلك في تصريح له في
الحادي والعشرين من تموز، بدا
الانفجار الذي استهدف وزارة
الداخلية السورية في الثاني عشر
من كانون الأول رمزيا أيضا، مع
الإشارة إلى أنّ النظام سارع
ليؤكد أنّ الوزير كما كبار ضباط
الوزارة بخير، قبل أن يحطّ
الوزير فجأة في بيروت في التاسع
عشر من كانون الأول لتلقي
العلاج. انشقاقات بلا حدود ومن الاغتيالات
والتفجيرات إلى نوع آخر من "الضربات"
التي هزّت النظام بشكل أو بآخر
خلال العام 2012، ولعلّ "الانشقاقات"
تأتي في الصدارة على هذا
الصعيد، خصوصا أنّ بعض هذه "الانشقاقات"
بدت مفاجئة شكلا ومضمونا وهي
شملت وجوها لطالما كانت محسوبة
على النظام، بل على الرئيس بشار
الأسد نفسه. وإذا كانت "الانشقاقات"
قد انطلقت مع السفراء،
وبالتحديد مع سفير سوريا في
العراق نواف فارس في 11 تموز،
فإنّ أقوى "انشقاقين" كانا
انشقاق كل من العميد مناف طلاس
في الخامس والعشرين من تموز
ورئيس الحكومة السورية رياض
حجاب في السادس من آب. وإذا كان
الانشقاق الأول "رمزيا"
بدلالاته، خصوصا أنّ العميد
طلاس، وهو نجل وزير الدفاع
السوري السابق مصطفى طلاس الذي
خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس
حافظ الأسد، والد الرئيس
الحالي، كان "صديق طفولة"
بالنسبة للرئيس السوري، فإنّ
انشقاق حجاب شكّل "حدث العام"
دون منازع، علما أنّ النظام
استبق إعلانه بحديث عن "إقالته
من منصبه"، قبل أن يعلن الرجل
عن انضمامه لصفوف "الثورة"،
علما أن حجاب، الذي كلف برئاسة
الحكومة في السادس من حزيران،
شغل منصب أمين فرع حزب البعث
العربي الاشتراكي في دير الزور
بين عامي 2004 و2008 وكان محافظا
للقنيطرة من 2008 حتى شباط 2011
ومحافظا للاذقية حتى تكليفه
بوزارة الزراعة في 2011. ولعلّ "اختفاء"
الناطق باسم الخارجية السورية
جهاد مقدسي في الثالث من كانون
الأول حدث يفوق انشقاق حجاب
أهمية، علما أنّ أحدا لم يوضح
حتى تاريخ كتابة هذه السطور
ملابسات هذا "الاختفاء"،
خصوصا بعد أن تبنته المعارضة
بوصفه "انشقاقا"، وتنوّعت
مواقف النظام منه بين "إعفاء"
للوهلة الأولى و"إجازة"
بعد بضعة أيام. من أنان إلى
الإبراهيمي.. الضغوط بقيت
ضغوطاً! الحرب "النفسية"
وصلت حتى إلى "الدبلوماسية"،
فكانت بعثات المراقبين العرب
والدوليين والمبعوثين الأمميين
كلّها عرضة لـ"ضغوط" من كلّ
الألوان والأنواع، "ضغوط"
جعلت رئيس بعثة المراقبين
الدوليين إلى سوريا يعلن تعليق
مهام البعثة في السادس عشر من
حزيران، وجعلت المبعوث العربي
الدولي إلى سوريا كوفي أنان "يستسلم"
في الثاني من آب، ليصار لتعيين
الأخضر الإبراهيمي كـ"خلف"
له في السابع عشر من الشهر نفسه. وإذا كان "الانجاز"
الوحيد الذي يمكن أن يُحسب
للإبراهيمي هو توصله لاتفاق "هدنة"
تزامنا مع عيد الأضحى المبارك،
وهو اتفاق التزم به الجميع قبل
أن يُخرق من اللحظة الأولى،
فإنّ "الضغوط" لم تتوقف على
امتداد العام، وكان العرب "مبادرين"
فيها، وإن اصطدموا بالموقف
الروسي وسلاح "الفيتو"
الذي اعتمده في مجلس الأمن
لإسقاط العديد من مشاريع
القرارات التي حاول البعض
تمريرها. وفي خط مواز للضغوط،
تبرز "المبادرات"، وفي
مقدّمها الطرح الذي قدّمه وزراء
الخارجية العرب في 23 تموز لجهة
تأمين مخرج آمن للرئيس السوري
بشار الأسد، وهو ما رفضه الأخير
مطلقا معادلة أنه لن يترك سوريا
إلا شهيدا باعتبار أنه لا يتخلى
عن مسؤولياته أيا كانت الظروف. "الربيع المصري"
تجدّد.. ومن سوريا التي تحوّل
"ربيعها" إلى "خريف"
إلى مصر التي تجدّد "ربيعها"
خلال العام 2012، وإن أنذر بعودة
"الاضطرابات" بشكل أو بآخر.
ففي مصر، الدولة التي تخلّصت في
الـ2011 من حكم آل مبارك وعاشت "تداعيات"
ذلك في الـ2012، كان العام مناسبة
لبدء رصد نتائج "الربيع
العربي" على أكثر من صعيد،
على أن يكون العام 2013 "حاسما"
على هذا الصعيد. محمد
مرسي أول رئيس مدني لمصر من حكم آل مبارك إلى
"الإخوان المسلمين"،
انتقلت مصر في العام 2012، ولو عبر
"عرس ديمقراطي" شهدته "ستّ
الدنيا" خلال العام 2012، وأعلن
بنتيجة عن اسم الرئيس المصري
المدني الأول بعد الثورة ألا
وهو محمد مرسي الذي أعلن عن فوزه
رسميا في الرابع والعشرين من
حزيران، مع إقرار "خصمه"
أحمد شفيق بالهزيمة. وفيما أدى مرسي القسم
الدستوري في الثلاثين من حزيران
معلنا أنه لن يفرّط بصلاحيات
الرئاسة وسيضمن استقلالية
القضاء، فإنّ ظروف انتخابه لم
تكن مثالية، خصوصا بظلّ حكم
المجلس العسكري الذي رفضه صنّاع
الثورة. ولكنّ وصول مرسي إلى
الحكم لم يطفئ الاحتجاجات،
خصوصا مع اشتعال أكثر من "أزمة
دستورية" وذلك بعد محاولته
"نقض" قرار المحكمة
الدستورية وإعادة مجلس الشعب
الذي كانت الأخيرة قد قضت
ببطلان عضوية ثلث أعضائه. ساحات مصر لم تنطفئ
بعد.. وفيما بقيت ساحات مصر
تعجّ بشباب "الثورة" خلال
العام 2012، خصوصا على وقع "محاكمة"
الرئيس المخلوع حسني مبارك
والأحكام التي صدرت بحقه والتي
اعتبرها البعض أكثر من "مخففة"،
بدأت "المواجهة" مع مرسي في
الثاني عشر من آب حين اتخذ قرارا
وُصف بـ"الجريء" ألغى
بموجبه الإعلان الدستوري الذي
كان المجلس العسكري قد أصدره في
حزيران وأحال كلا من وزير
الدفاع المصري المشير حسين
طنطاوي ورئيس الأركان المصري
سامي عنان إلى التقاعد. لكنّ "الأخطر"
من ذلك كان الإعلان الدستوري
الذي أصدره مرسي في الثاني
والعشرين من تشرين الثاني ومنح
نفسه بموجبه "صلاحيات
استثنائية ومطلقة" باعتبار
أول رئيس لمرحلة "ما بعد
الثورة"، وهو ما تسبّب
باندلاع "ثورة ثانية"، بل
أدى لاندلاع اشتباكات بين
مؤيديه ومعارضيه في الساحات
المصرية كادت تأخذ البلاد نحو
المجهول. وبعد "حوار" لم
تؤمن به المعارضة، اضطر مرسي
لإعادة النظر بقراراته وإصدار
إعلان دستوري ثان في الثامن من
كانون الأول يقضي بإلغاء
الإعلان الدستوري الذي سبق أن
أصدره وأثار الجدل، لينتهي
العام على "استفتاء" بدا
أنه منح "الشرعية" لدستور
جديد، لا تزال بعض مكوّنات
المعارضة ترفضه وتتوعّد بـ"النضال"
من أجل "إسقاطه"، ما يعني
أنّ "الآتي أعظم"، وأنّ مصر
ما بعد الثورة لا يمكنها أن تعود
أبدا إلى سابق عهدها.. "الربيع
الفلسطيني" قلّص طموحاته.. وسط كل ذلك، بقيت
القضية المركزية، القضية الأم،
القضية الفلسطينية، مغيّبة عن
"الصدارة" في العام 2012
تماما كسابقتها. هكذا، ولولا
"الحرب" التي شنّتها
إسرائيل على قطاع غزة في القسم
الأخير من العام، والتي
استغلّتها المقاومة الفلسطينية
لتثبت قوتها وجدارتها، لغابت
"القضية" عن "الوجدان
العربي" ولنسي بعض العرب أنّ
هناك أرضا محتلة ومغتصَبة يجب
أن تبقى في "الصدارة"،
بعيدا عن كلّ أجنداتهم
وأولوياتهم.. المقاومة قالت
كلمتها.. هكذا، ودون سابق
إنذار، اشتعلت "الجبهة" في
الرابع عشر من تشرين الثاني إثر
إقدام القوات الإسرائيلية على
اغتيال القائد العام لـ"كتائب
القسام" أحمد الجعبري بغارة
إسرائيلية على قطاع غزة. لم
تتنكّر إسرائيل لمسؤوليتها،
وأعلنت ذلك جهارا. اختلفت
التفسيرات والتأويلات، بين من
قال أنها "حنّت" للدم ومن
قال أنها "تستدرج" الحرب،
لكنها حرب بدت مختلفة عن الحروب
الإسرائيلية المعتادة، بل
لعلّها "الأسرع" في تاريخ
إسرائيل، إذ لم تدم سوى بضعة
أيام وانتهت بعد أسبوع واحد على
بدئها، في 21 حزيران، إثر
الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف
إطلاق النار، تزامنا مع تفجير
استهدف باصا إسرائيليا في قلب
تل أبيب. أكثر من ذلك، شكّلت
"الحرب" التي أعلنتها
إسرائيل على قطاع غزة فرصة بدت
"ذهبية" للمقاومة
الفلسطينية لاستعراض "قوتها".
تزامنا مع مصادقة رئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتانياهو
على توسيع العملية العسكرية ضدّ
غزة في 15 حزيران، كانت صواريخ
المقاومة الفلسطينية تخرق
الأجواء الإسرائيلية بشكل واسع
وغير مسبوق في تاريخ الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي. ولعلّ
اللافت في المشهد الفلسطيني
تمثل بـ"الوحدة" التي
كرّستها الفصائل الفلسطينية
لمرة واحدة في مواجهة العدوان،
وهو ما وعد الفلسطينيون على
العمل لاستكماله بعد ما اعتبروه
"انتصارا" سيغيّر قواعد
اللعبة.. ..
و"دولة" على الورق! بموازاة "الانتصار"
الذي أعلنت المقاومة
الفلسطينية تحقيقه على إسرائيل
التي لجأت لإنهاء "حرب" لم
تحقّق شيئا من أهدافها، تغنى
الفلسطينيون بـ"إنجاز" آخر
حققوه في نهاية شهر تشرين
الثاني، ألا وهو إعلان الدولة
الفلسطينية، ولو بصفة مراقب لا
أكثر في هيئة الأمم المتحدة،
وقد حصلت على أصوات 138 دولة، مع
اعتراض 9 دول وامتناع 41 دولة عن
التصويت. وإذا كانت فلسطين
أصبحت العضو الـ194 في هيئة الأمم
المتحدة، فإنّ "الانجاز"
لم يوحّد الفلسطينيين أنفسهم
الذين اختلفوا في قراءته، بل
إنّ البعض قرأ فيه "استسلاما"
و"تراجعا" أتى بعد "تنازل"
قدّمه الرئيس الفلسطيني محمود
عباس الذي كان يطالب بحصول
فلسطين على العضوية الكاملة في
الأمم المتحدة فإذا به يكتفي
بخيار عضوية الجمعية العامة، مع
الإشارة إلى أنّ عباس حرص في
خطابه في الأمم المتحدة على
القول أنه لم يأت لـ"نزع
الشرعية" عن دولة قال إنها
"قائمة بالفعل منذ عقود، في
إشارة إلى إسرائيل، بل لتأكيد
شرعية دولة يجب أن تقام هي
فلسطين. "ربيع خجول" في
الخليج.. و"غير ناضج" في
الغرب! وإذا كان "الربيع
العربي" الشغل الشاغل
للمنطقة خلال السنتين
السابقتين، وفيما بقيت بعض
تجاربه "خجولة" لا سيما في
البحرين التي استمرّ الحراك
فيها على امتداد العام بغياب
الوهج الإعلامي والسعودية التي
لم تخرق "هدوءها" سوى بعض
الحوادث التي تمّت لفلفتها
والأردن الذي سعى لـ"تحييد"
نفسه عن موجة "التظاهرات"
التي بدأت بالوصول إليه
بفاعلية، فإنّ "الربيع
الغربي" بقي بعيدا عن الساحة
العالمية. هكذا، شهد العام 2012
تجارب انتخابية متعددة كرّست
بعضها "زعامات" على غرار ما
حصل في الولايات المتحدة
الأميركية وروسيا، الدولتين
اللتين شكّل العام 2012 محاولة
لاستعادة "ثنائيتهما"، وهو
ما ظهر خصوصا على صعيد مقاربة
ملف المنطقة، حيث صعد نجم روسيا
مجددا بوجه "الأحادية
العالمية". وفي أميركا، حافظ
الرئيس باراك أوباما على موقعه
كرئيس منتخب للولايات المتحدة
الأميركية بعد أن فاز في
الانتخابات الرئاسية التي جرت
في السابع من تشرين الثاني بعد
حملة إعلانية قد تكون الأكثر
كلفة في تاريخ أميركا. أما في روسيا، فـ"التغيير"
الذي شهدته في العام 2012 لم يتعدّ
"تبادل الأدوار" بين
الرئيس ورئيس الحكومة، إذ عاد
فلاديمير بوتين إلى الرئاسة في
الرابع من آذار خلفا لديمتري
مدفيديف الذي خلف بوتين في
رئاسة الحكومة، في مشهد يؤكد
على أنّ الحزب الحاكم لا يزال
يحظى بالشعبية المطلوبة في
البلاد، التي قدّمت نفسها على
أنها "قوة عظمى" لا يمكن
تجاهلها بأيّ شكل من الأشكال. وفي مقابل صعود نجم
روسيا، كان نجم فرنسا يتراجع
بعض الشيء خلال العام 2012، إثر
"سقوط" الرئيس نيكولا
ساركوزي الذي أطاح به المرشح
اليميني فرنسوا هولاند الذي فاز
في الانتخابات الرئاسية في
السادس من أيار، قبل أن تتحدث
إحصاءات نهاية العام عن تراجع
كبير في "شعبية" الأخير
أيضا وأيضا. ..
و"الربيع" مستمرّ حتى
إشعار آخر! هكذا، هي صورة
المنطقة خلال العام 2012، صورة
ضبابية تلفها الفوضى
والاضطرابات المتنقلة، صورة لا
يبدو أنّ العام الجديد سيكون
خارج سياقها. وإذا كان بدء العدّ
العكسي لانتهاء العام مناسبة
تنهمر معها "الأمنيات"
بتحقيق الحدّ الأدنى من "السلام"
الذي تتطلع إليه كلّ الشعوب،
فإن الواقع يفرض أنّ ما ينتظر
العالم خلال العام الجديد لن
يكون ببسيط، بل إنّ الفاتورة
ستكون "أغلى" مما يتوقعه
البعض. ================= سوريا
2012 .. جمود دولي والثوار يقاتلون التاريخ : 1/1/2013
7:21 PM
موقع الكل مع نهاية عام 2012،
ينتصف الشهر الثاني والعشرون
للثورة السورية التي أصبحت أطول
ثورات الربيع العربي أمدا،
وربما أكثرها دموية ودمارا. وقد
شهدت خلال هذا العام العديد من
التطورات السياسية والميدانية
التي خالفت الكثير من التنبؤات،
ولعل أهمها فشل معظم المساعي
السياسية في وضع حل للأزمة،
وتحول الثورة من مسار
الاحتجاجات إلى صراع مسلح يمتد
على طول البلاد وعرضها، مع تحول
الكثير من المدن والقرى إلى
مناطق منكوبة. سوريا 2012 .. جمود دولي
والثوار يقاتلون ورغم وصول أولى طلائع
بعثة المراقبين العرب إلى سوريا
-في ظل هدنة هشة- قبل أسبوع من
بدء العام، فإن بعض المراقبين
سرعان ما انسحبوا لتعلن الجامعة
العربية إنهاء البعثة يوم 12
فبراير/شباط وتدعو مجلس الأمن
إلى تشكيل قوات حفظ سلام عربية
أممية، وهو طلب ما زال يتكرر حتى
نهاية العام. وقبل قرار إنهاء
البعثة، كان النظام السوري قد
أعلن الحسم العسكري يوم 4 فبراير/شباط
بقصف حي الخالدية في حمص، وذلك
بالتزامن مع تصويت مجلس الأمن
على منح صلاحيات الرئيس السوري
إلى نائبه الأول وإدانة العنف،
والذي تم تعطيله بسبب استخدام
روسيا والصين حق النقض (الفيتو)،
مما شجع النظام على مواصلة
حملته العسكرية ليقتل بعد يومين
في حمص 95 شخصا باستخدام راجمات
الصواريخ حسب ناشطين، ولتبدأ
بذلك مرحلة الانتقال إلى القتال
المسلح. ونظرا لفشل مجلس
الأمن في إيجاد حل، وافقت
الجمعية العامة للأمم المتحدة
على قرار يدين العنف في سوريا
بأغلبية 137 صوتا يوم 16 فبراير/شباط،
وبدأت دول عربية بسحب سفرائها
من دمشق والاعتراف بالمجلس
الوطني المعارض لتمثيل سوريا،
كما دعا بعضها إلى تسليح الثوار
وإرسال قوات عربية لحفظ الأمن. خطط وبعثات وفي الشهر الثالث،
طالب مجلس الأمن النظام السوري
بالتطبيق الفوري لخطة المبعوث
الدولي العربي كوفي أنان
الداعية إلى وقف القتال وسحب
القوات الحكومية والأسلحة
الثقيلة من المدن، وتطبيق هدنة
إنسانية ساعتين يوميا لوصول
المساعدات، لكن النظام اعتبر
البيان هزيمة "لعواصم أعداء
سوريا"، وقال إن معركة إسقاط
الدولة انتهت بلا رجعة. ورغم ظهور تسريبات
كشفت الحياة المترفة للرئيس
بشار الأسد واستعانته
بمستشارين إيرانيين ومسؤوليته
عن "تشديد القبضة الأمنية"،
فقد ظل الموقف الدولي مقتصرا
على تطبيق العقوبات ضد رموز
النظام وتجديد دعوات مجلس الأمن
"لكافة الأطراف" إلى وقف
العنف حسب مهلة أنان، ليصل
الأمر بفرنسا إلى اتهام الأسد
بخداع المجتمع الدولي. وفي 9 أبريل/نيسان
وقبل ساعات من انتهاء المهلة،
قال النظام إنه لن يسحب آلياته
من المدن دون ضمانات مكتوبة من
المعارضة بوقف العنف، ووافق
مجلس الأمن بالإجماع على إرسال
مراقبين عسكريين غير مسلحين في
إطار خطة أنان، لكن الشبكة
السورية لحقوق الإنسان سرعان ما
رصدت في اليوم الأول 76 خرقا لوقف
العنف. وشهد الشهر الرابع
اجتماعا للجنة الوزارية
العربية في الدوحة لدعم خطة
أنان، ومؤتمرا ثالثا لمجموعة
"أصدقاء الشعب السوري" في
باريس، حيث هددت بفرض عقوبات
تحت الفصل السابع من الميثاق
الأممي في حال فشل خطة أنان، لكن
النظام واصل حملته العسكرية
ليدمر نحو 54% من مساحة مدينة حمص
كما تؤكد صور الأقمار الصناعية،
في حين اتهم المعارضون النظام
بتفجيرات عدة لتوريط "الإرهابيين"،
مع بدء تشكل جماعة إسلامية تحت
مسمى "جبهة النصرة لأهل الشام"
تنتهج فكر الجهادية السلفية
لتلعب دورها في ظل فشل الحلول
السياسية. وازدادت حدة العنف مع
انتشار التفجيرات وتبادل
الاتهام بشأنها، وفي 18 مايو/أيار
ألمح المتحدث باسم أنان إلى
اتهام القاعدة بتفجيرات في
دمشق، وقال ناشطون إن النظام
انتهز الحديث عن وجود إرهابيين
لتوسيع حملته العسكرية في إدلب
وغيرها. وفي 20 مايو/أيار تبنى
المجلس العسكري المعارض في دمشق
اغتيال ستة من كبار أعضاء "خلية
إدارة الأزمة" في تفجير محكم،
وبالمقابل بدأت مليشيات
الشبيحة الموالية للنظام سلسلة
مجازرها الجماعية بقتل 114 شخصا
بينهم 32 طفلا في الحولة بريف
حمص، لتعلن مندوبة واشنطن لدى
الأمم المتحدة سوزان رايس أن
العمل العسكري دون تفويض أممي
قد يكون ضروريا إذا لم يتفق مجلس
الأمن على إجراءات سريعة. ورغم تصريحات
أميركية بالاستعداد لأي عمل
عسكري بعد موافقة مجلس الأمن
وتشبيه الأزمة السورية بالوضع
في البوسنة، ارتكب النظام مجزرة
أخرى قتل فيها نحو 140 شخصا -بينهم
أطفال ونساء- بالقصف والذبح في
القبير بحماة، ليعلق فريق
المراقبين الدوليين عمله يوم
16 يونيو/حزيران، ويكتفي
مجلس الأمن بمناقشة الأوضاع
الإنسانية في سوريا دون حل
سياسي أو عسكري. فشل سياسي في أواخر الشهر
السادس أعلن الجيش السوري الحر
معركة "تحرير حلب" لينقل
المعركة إلى قلب المدن الكبرى،
وفي الشهر التالي نفذت عملية
نوعية ثانية بتفجير في مقر
الأمن القومي بدمشق أسفر عن
مقتل رموز في النظام ومنهم وزير
الدفاع داود راجحة وآصف شوكت
نائب وزير الدفاع وصهر الرئيس،
وكذلك رئيس مكتب الأمن القومي
هشام بختيار، كما بدأت سلسلة
انشقاقات سياسية ودبلوماسية
بعد انشقاق قائد اللواء 105 في
الحرس الجمهوري مناف طلاس. لكن مجلس الأمن ظل
عاجزا عن التحرك مع استخدام
روسيا والصين للمرة الثالثة حق
النقض لإحباط قرار لاستخدام
الفصل السابع، كما سخِر النظام
من دعوة وزراء الخارجية العرب
الأسد إلى التنحي عن السلطة
مقابل "مساعدته وعائلته على
الخروج بشكل آمن". وشهد الشهر الثامن
انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب،
وتعيين الأخضر الإبراهيمي
مبعوثا جديدا بدلا من أنان،
وتعليق عضوية سوريا في منظمة
التعاون الإسلامي، لكن الأسد
أصر "على تطهير البلاد من
الإرهابيين ومكافحة الإرهاب
دون تهاون". ولم تمنع مطالبة
المجلس الوطني السوري بتدخل
المجتمع الدولي لإعلان منطقة
حظر جوي، من قتل النظام أكثر من
500 مدني في داريا بعد استعادة
السيطرة عليها من الجيش الحر
وفقا لناشطين، لينهي مجلس الأمن
مهمة بعثة المراقبين الدوليين
"لأن شروط استمرارها غير
متوفرة"، وتبدأ الأمم
المتحدة بالتحقيق في ارتكاب
جرائم حرب بسوريا. ومع تعقد الحل وتواصل
العنف، شككت واشنطن في جدوى
اجتماع عربي إقليمي بالقاهرة في
سبتمبر/أيلول لتفعيل مبادرة
مصرية بشأن مساندة مهمة
الإبراهيمي، حيث تزايد الحديث
عن أسلحة النظام الكيماوية،
بينما واصل الثوار قتالهم
وأعلنوا تشكيل "القيادة
المشتركة للمجالس العسكرية
الثورية". ائتلاف واعتراف ومع امتداد الأزمة
السورية إلى خارج الحدود بتعقد
مشاكل النازحين وتوتر الوضع
الأمني في لبنان، ومع وصول عدد
الضحايا المدنيين إلى 50 ألفا
حسب منظمات حقوقية، كثفت
المعارضة جهودها لتوسيع المجلس
الوطني في اجتماعات الدوحة في
نوفمبر/تشرين الثاني. وبعد أيام
أعلن عن تشكيل الائتلاف الوطني
لقوى الثورة والمعارضة السورية
برئاسة معاذ الخطيب ليضم المجلس
تحت جناحه. وبدأت سلسلة
الاعتراف الدولي بالائتلاف
ممثلا للشعب السوري، مع تواصل
جهود الإبراهيمي لإرسال قوات
حفظ سلام "قوية" إلى سوريا
عبر مجلس الأمن، وسعي المعارضة
لتشكيل حكومة انتقالية تحظى
بمساندة وتسليح دوليين. لكن التطور في الجانب
العسكري كان أكثر تسارعا، حيث
سيطر الثوار تباعا على مطارات
ومواقع عسكرية مهمة في حلب وريف
دمشق ودير الزور، واستولوا على
أسلحة نوعية سهلت إسقاط عدد
كبير من الطائرات على نحو شبه
يومي، واقترب الثوار من مشارف
دمشق مع قطع الطريق على مطارها
الدولي والسيطرة على عدد من
أحيائها الجنوبية ومناطق في
غوطتها الشرقية. وتقاطع الحراك
السياسي مع العسكري بتأسيس مجلس
أعلى جديد لقيادة الثورة في
سوريا بقيادة العميد سليم إدريس
وبغياب قائدي الجيش الحر
والمجلس العسكري، وبحضور
ممثلين عن قطر وتركيا والولايات
المتحدة وفرنسا وغيرها. ورغم الاحتفاء
الدولي بالائتلاف والتزام
وزراء الخارجية الأوروبيين
بالدعم السياسي والمالي
والإنساني للمعارضة، واعتراف
أكثر من 120 دولة بالائتلاف "ممثلا
وحيدا للشعب السوري" في مؤتمر
أصدقاء سوريا بمراكش المغربية،
فإن الاتحاد الأوروبي أجل البحث
في التسليح، كما أدرجت الولايات
المتحدة جبهة النصرة ضمن
المنظمات الإرهابية في الخارج،
وتكرر الحديث عن صعوبة ثقة
الغرب في المعارضة وكتائبها
المسلحة. وفي هذه الأثناء،
ترددت الكثير من التنبؤات عن
تسويات سياسية، مع نشر صحف
غربية أنباء عن رغبة الأسد في
اللجوء إلى دول بأميركا
اللاتينية أو انسحابه مع قواته
إلى الساحل السوري للتحصن
بدويلة علوية، وتجديد اللجنة
الوزارية العربية مطالبتها
الأسد بالتنحي وبدء مرحلة
انتقالية، لكن إيران ظلت حتى
أواخر العام تكرر تصريحاتها
بعدم قبولها التخلي عن الأسد،
كما لم تعدل روسيا الكثير من
مواقفها بإصرارها الدائم على
اتفاق جنيف الذي لم ينص على تنحي
الأسد، رغم تصريح رئيسها
فلاديمير بوتين بأنه ليس قلقا
على نظام الأسد بل على مستقبل
سوريا. ومع وصول عام 2012 إلى
نهايته، يتحدث الائتلاف الوطني
عن إمكانية موافقته على نشر قوة
دولية لحفظ السلام إذا تنحى
الأسد، بينما يواصل الثوار طريق
الانتشار بإعلان معركة "تحرير"
حماة، في حين يوثق ناشطون
استخدام النظام قنابل الفوسفور
الأبيض والبراميل المتفجرة في
المناطق السكنية، وارتكابه
مجزرة بقرية عقرب في ريف حماة
سقط فيها 125 بين قتيل وجريح من
العلويين. وتعيش سوريا ظروفا
معيشية صعبة خصوصا المناطق التي
يسيطر عليها الجيش الحر، ويقول
الثوار إن نظام الأسد يعاقب
المناطق المحررة بقطع المواد
الغذائية والوقود عنها مع
استمرار قصفها بالطيران
والمدفعية وراجمات الصواريخ. ================= سوريا
2012: 40ألف قتيل و 270 ألف حالة
إعاقة دائمة 1الثلاثاء 1
كانون ثاني/يناير 2013 dimoqrati أفاد مدير المرصد
السوري لحقوق الإنسان رامي عبد
الرحمن أن 2012 “شهد مقتل 39520
مواطناً سورياً”، موضحاً أن
هؤلاء يتوزعون بين “28224 مدنياً
بمن فيهم مقاتلو الكتائب
الثائرة أي المدنيين الذين
حملوا السلاح ضد قوات النظام
مقابل 3992 في عام 2011″. لفت إلى أن عدد من
قتلوا عام 2012 من المقاتلين
المنشقين من كل الرتب بلغ 1043
مقابل 492 السنة الماضية، مقابل
9519 من القوات النظامية يقابلهم
1968 في 2011. وأوضح عبد الرحمن إلى
أنه “يضاف إلى هذا العدد
الضحايا مجهولي الهوية الذين
وثّق منهم بأِرطة الفيديو من
بداية الثورة 830 شخصاً هذا بخلاف
آلاف المعتقلين والمخفيين
الذين لا يعرف مصيرهم تحديداً”. وبحسب هذه الأرقام
فإن ما يقرب من 90% من ضحايا
المواجهات التي تشهدها سورية
قضوا في 2012، خصوصاً في صفوف
المدنيين والقوات النظامية. في سياق آخر أفادت
مصادر سورية معارضة عاملة في
المجال الإغاثي والإنساني
لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
بوجود “أكثر من 270 ألف حالة
إعاقة دائمة بين السوريين منذ
انطلاق الثورة” قبل 21 شهراً،
وأشارت إلى أن هذا العدد غير
نهائي وقابل للارتفاع. وحذّرت المصادر من
خطورة “المأساة الإنسانية
الناتجة عن العدد الكبير
والمتزايد من المعاقين
المصابين خلال الثورة السورية،
وأكّدت أنهم سيشكلون عبئاً
مالياً حقيقياً” على أي حكومة
سورية مقبلة. ================== المرصد
السوري: 40 ألف سوري قتلوا في 2012
بينهم 10 آلاف من القوات
النظامية بيروت - "الحياة" الثلاثاء ١
يناير ٢٠١٣ شهد العام 2012 مقتل
نحو 40 ألف سوري من جنود ومقاتلين
ومدنيين نتيجة الثورة التي
تشهدها البلاد ضد الرئيس السوري
بشار الأسد، ما يرفع عدد شهداء
الثورة منذ آذار/مارس 2011 إلى 46
ألف شخص. وأفاد مدير المرصد
السوري لحقوق الإنسان رامي عبد
الرحمن في اتصال مع "الحياة"
أن 2012 "شهد مقتل 39520 مواطناً
سورياً"، موضحاً أن هؤلاء
يتوزعون بين "28224 مدنياً بمن
فيهم مقاتلو الكتائب الثائرة أي
المدنيين الذين حملوا السلاح ضد
قوات النظام مقابل 3992 في عام
2011". ولفت إلى أن عدد من
قتلوا عام 2012 من المقاتلين
المنشقين من كل الرتب بلغ 1043
مقابل 492 السنة الماضية، مقابل
9519 من القوات النظامية يقابلهم
1968 في 2011. وأوضح عبد الرحمن إلى
أنه "يضاف إلى هذا العدد
الضحايا مجهولي الهوية الذين
وثّق منهم بأِرطة الفيديو من
بداية الثورة 830 شخصاً هذا بخلاف
آلاف المعتقلين والمخفيين
الذين لا يعرف مصيرهم تحديداً". وبحسب هذه الأرقام
فإن ما يقرب من 90% من ضحايا
المواجهات التي تشهدها سورية
قضوا في 2012، خصوصاً في صفوف
المدنيين والقوات النظامية. ================== ايلاف كان العام المنصرم
للتو 2012 عاماً أسود بالنسبة إلى
المراسلين الصحافيين حول
العالم، حيث بلغت حالات الوفيات
المهنية بين صفوفهم رقمًا
قياسيًا، إذ قتل في سوريا وحدها
31 صحافيًا وثمانية مخبرين
صحافيين، وفي ما يتعلق باعتقال
الصحافيين احتلت تركيا المرتبة
الأولى بسجنها 70 صحافيًا. فيينا: أعلن المعهد
الدولي للصحافة، ومقره فيينا،
الاثنين، أن العام 2012 كان عامًا
أسود للمراسلين الصحافيين مع
مقتل عدد قياسي منهم، بلغ 132
أثناء ممارسة مهامهم. وقال المعهد في بيان
"إنه أكبر عدد من الصحافيين
القتلى منذ بدء المعهد الدولي
التسجيل المنتظم لمقتل
الصحافيين، أي منذ العام 1997". وتابع "إن الرقم
القياسي الأخير يعود إلى 2009 مع
مقتل 110 صحافيين، من بينهم 32 في
مجزرة ماغينداناو الشنيعة في
الفلبين". وفي 2011 قتل 102
مراسلاً صحافيًا في أثناء
مزاولة مهنتهم. واعتبر مدير
المعهد اليسون بيثيل ماكنزي "أن
مقتل هذا العدد من الصحافيين في
عام 2012 يفوق كل تصور". فإلى جانب "الدول
التي عادة ما تكون خطرة
للصحافيين، ولا سيما باكستان
والصومال والفلبين وهندوراس
والمكسيك والبرازيل" قتل "في
سوريا وحدها 31 صحافيًا وثمانية
مخبرين صحافيين" في
المواجهات بين نظام الرئيس بشار
الأسد والمعارضة. وحلّ الصومال
ثانيًا بين البلدان الأكثر
خطرًا على الصحافيين، حيث قتل
فيه 16 صحافيًا. من الدول الأخرى
الخطرة على أصحاب هذه المهنة
تبرز باكستان (8 صحافيين قتلى)
والبرازيل (5) وكولومبيا،
وهندورسا (3 في كل منهما)
والمكسيك (7). على مستوى القيود أو
العقبات أمام حرية الصحافة أشار
المعهد بدرجات متفاوتة إلى عدد
من الدول، منها الولايات
المتحدة والأرجنتين وكوبا
والأكوادور والصين والنيبال
ومصر وإسرائيل وبيلاروس
وبريطانيا العظمى واليونان
وروسيا وغيرها. وخصص المعهد فصلاً
برمّته لتركيا، حيث سجن 70
صحافيًا في 2012، وهو "عدد
قياسي عالمي" بحسبه. كما أشار
إلى "تقدم نسبي" في بورما
وغرانادا. وفي 18 كانون الأول/ديسمبر،
قدمت منظمتا مراسلون بلا حدود
ولجنة حماية الصحافيين حصيلتين
مختلفتين لعام 2012، حيث أكدت
الأولى مقتل 88 صحافيًا في أثناء
مزاولة المهنة، و67 بحسب الثانية. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |