ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ملف مركز الشرق العربي

مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي

من الثورة السورية وتداعياته

الجزء الاول

15-6-2012

 

سوريا: النائب البطريركي الماروني يحث على الجلوس على طاولة المفاوضات

ويدعو المسيحيين للصلاة من أجل السلام والديمقراطية

بقلم روبير شعيب

بيروت، الاثنين  20 فبراير 2012 (ZENIT.org). – دعا رئيس النائب البطريركي الماروني كل الأطراف في سوريا إلى وضع السلاح جانبًا والجلوس على طاولة الحوار تجنبًا للانزلاق في دوامة الحرب الأهلية.

جاءت كلمات رئيس الأساقفة بولس صياح في معرض مقابلة مع "عون الكنيسة المتألمة" وقد وصف رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدّسة السابقة الوضع في سوريا بـ "اليائس"، معبرًا عن ضرورة العمل لوقف العنف الذي قد يمتد ليشمل مناطق أخرى في المنطقة وبشكل خاص لبنان.

واعتبر صياح أن الجهد الدولي الأول يجب أن ينصب في خانة العمل على جلب الأطراف المتنازعة في سوريا إلى طاولة الحوار.

وصرح صياح: "الجميع يتألم في سوريا، لأن العنف يأتي من مختلف الأنحاء".

وتابع: "الوضع يائس. ورجائي هو أن يجلس الفرقاء على طاولة الحوار ويتشاوروا. فالمشاكل لا يمكن حلها بمنطق العنف".

وبالإشارة إلى تفشي العنف، لفت رئيس الأساقفة إلى الأحداث الأخيرة التي تمت في طرابلس في لبنان بين مجموعات مرتبطة ومتأثرة بالصراع السوري.

إلا أنه أردف مشيرًا إلى أن اللبنانيون لا يرغبون في تجدد الحرب الأهلية التي دامت زهاء 15 سنة، وهذا ما يلجم السياسيين والمواطنين عن الولوج في معترك الصراع السوري.

ووصف الوضع قائلاً: "هناك اهتمام وقلق بشأن العنف في سوريا، ولكن في الوقت عينه، هناك وعي بأن هذا الصراع لن يساعد أحدًا".

وتابع: "لا أظن أن سيكون هناك انفجار في لبنان".

وأشار إلى نوعية العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في تلك البلاد، لافتًا إلى أنها لطالما تميزت بالتعايش الإيجابي بين المواطنين.

هذا ووجه صياح دعوة إلى المسيحيين دعاهم فيها إلى الصلاة من أجل السلام قائلاً: "يجب أن نصلي لكيما يفعل ذوو السلطة ما بوسعهم لكي يخففوا من آلام الشعب".

"يجب أن نصلي لكي تولد ديمقراطية جديدة ولكي يتم احترام حقوق الإنسان".

=================

بكركي والصراط المستقيم

بشارة شربل

لبنانون نيوز

إذا توقَّف البطريرك الراعي عند حدود عظته الأخيرة يوم الأحد وتمسك بما جاء فيها من كلام مهم ودقيق، فإننا سنجد أنفسنا أمام بطريرك جديد مغفورة له خطايا أكثر من عام، وأمام قيامة جديدة لبكركي يؤمل أن تشع نوراً على كل اللبنانيين.

فالراعي قرأ نصاً مكتوباً، بناءً على ما قيل أنه توجيه من روما بالامتناع عن الشفاهة والزجل اللبناني، حدَّد فيه ما يتوجب حصوله في لبنان لقيام الدولة وتعزيز العيش المشترك وضمان أمن وسلام اللبنانيين. وهو إذ استخدم الكلمة المفتاح "تجديد الميثاق"، فإنه محا ما انزلق به لسانه من كلام عن "ميثاق وطني جديد" لاقى "المؤتمر التأسيسي" الذي دعا إليه السيد حسن نصرالله في ما يشبه تحالفاً غير مقدَّس من شأنه الانقلاب على اتفاق الطائف وفتح البلاد أمام مسلسل جهنمي جديد.

لا ضرورة للتذكير بمواقف البطريرك المتنوعة منذ تسنمه سدة البطريركية. فهي على تناقضها وارتباكها وتشتتها صبت في النهاية في طروحات "8 آذار"، سواء في النظرة إلى تطور الوضع الداخلي أو في الاصطفاف المعادي للثورة السورية انطلاقاً من هواجس الأقليات والفهم القاصر للربيع العربي ولتنويعات الإسلام السياسي الذي شكَّل عصب التغيير الثوري.

لذلك، ولكي تطمئن قلوبنا، من حقنا أن نسأل البطريرك الراعي: هل عظة الأحد الأخير التي شدَّدت على الولاء للدولة وحدها و"تجديد الميثاق" وليس على ميثاق جديد، وعلى "حياد لبنان" وليس على اصطفاف مع الممانعة، وعلى "اللامركزية الإدارية" وليس على الفدرلة أو اللامركزية السياسية، هي كلامك النهائي والمبادئ الأساسية "الحاكمة" التي لن تحيد عنها في عظة الأحد المقبل أو حين يوشوش في أذنك وسواس خنّاس بعض المطارنة المقرَّبين؟

ورغم أننا لا نشارك البطريرك رفضه للعلمانية ضمن ثوابته الجديدة، فإننا نتفهم موقعه الديني المشرقي الذي لم يستطع بعد اجتياز تلك المسافة نحو فصل الدين عن الدولة وترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر. فالعلمنة ليست جوهر الموضوع حالياً في صراع لبنان للبقاء دولة ونسيجاً اجتماعياً، وفي تلمس الجوامع المشتركة بين اللبنانيين للعودة إلى الميثاق والنأي بالنفس عن الولاء الخارجي وتداعيات الاضطراب الخطير في المنطقة.

قد يكون مهماً معرفة الأسباب التي دفعت البطريرك للانقلاب على انقلابه على خط بكركي الذي أمَّن الغطاء لانتفاضة الاستقلال وإنهاء الوصاية السورية على لبنان. فربما أدرك البطريرك أن حسابات حقل خياراته الاستراتيجية، لم تطابق بيدر التطورات السياسية العنيفة الحاصلة في سوريا، وأن خير ما يفعله تدارك الموقف بالتراجع قبل فوات الأوان. فهامش التقلبات والتمايزات الذي رافق مواقفه يسمح له بتعديل إضافي يحول دون تصنيفه في خانة المراهنين الخاسرين على حلف الأقليات وصمود الديكتاتوريات.

وربما أن البطريرك انتبه إلى أن الانحياز إلى فريق مسيحي معاد للأكثرية السنية في لبنان والعالم العربي لن يفقد بكركي دورها الحاضن لكل المسيحيين فحسب، بل دورها الجامع لكل اللبنانيين والذي هو جزء مهم من "مجد لبنان" الذي أُعطيَ لسيدها على مدى تاريخ الصرح البطريركي.

ومهما تعددت أسباب تعديل البطريرك الراعي لمواقفه وتجليسها في الاتجاه الصحيح، فإن عظة العاشر من حزيران يمكن أن يبنى عليها لزيادة الثوابت والاجماعات، وليس للشماتة من خطأ الخيارات أو التنبيه إلى مستشاري السوء، أو إلى ضرورة تطهير "مجلس شورى" بكركي من الانتهازيين والسخفاء والدخلاء.

عودة البطريرك الراعي إلى صراط بكركي المستقيم يُفتَرَض أن تُفرح كل اللبنانيين الحريصين على قيامة الدولة ولبنان، وإذا ثَبُتَت تلك العودة، بالتأكيد على ما جاء في العِظة الأخيرة أو بالصمت وعدم نقضها بكلام مضاد، فإن البطريرك الراعي يستحق التكريم بذبح أكثر من عجل مسمَّن على وقع الاحتفال بـ "الشاطر" العائد بعد طول انتظار الى بيت أبيه.

=================

جعجع يهاجم البطريرك بشارة الراعي

دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت مسيحيي الشرق الى ان لايكونوا "حماة لانظمة غاشمة متخلفة" على حد قوله. وذلك خلال كلمة تحريضية له حول كلام للبطريرك للماروني بشارة الراعي الذي عبر فيه عن خشيته من تداعيات سقوط محتمل للنظام في سوريا على المسيحيين.

20-12-2011

جونيه (لبنان)  / البديع - دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت مسيحيي الشرق الى ان لايكونوا  "حماة لانظمة غاشمة متخلفة" على حد قوله. وذلك خلال كلمة تحريضية له حول كلام للبطريرك للماروني بشارة الراعي الذي عبر فيه عن خشيته من تداعيات سقوط محتمل للنظام في سوريا على المسيحيين.

وقال جعجع ان "التحالف الذي يدعو البعض اليه ويسميه تحالف الاقليات، ما هو الا تحالف أقليات السلطة والمال والمصالح النفعية".

وتابع "ان اثارة المسألة بهذا الشكل هي تقزيم لدور المسيحيين التاريخي واعتبارهم مجرد اكياس رمل لحماية انظمة غاشمة متخلفة".

واثار كلام ادلى به البطريرك الحالي بشارة الراعي في باريس قبل اسبوعين جدلا كبيرا بين من ايده وابرزهم الزعيم المسيحي ميشال عون وحزب الله ومن عارضه وهم قياديو قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وبينهم سمير جعجع.

وحذر الراعي من وصول الاصوليين السنة الى السلطة في سوريا ومن "خطورة المرحلة الانتقالية على المسيحيين"، معتبرا انه كان يجب اعطاء الرئيس السوري بشار الاسد "المزيد من الفرص لتنفيذ الاصلاحات".

ولم يذكر جعجع في خطابه البطريرك الراعي بالاسم، لكن كلامه كان ردا عنيفا واضحا عليه.

=================

 ندوة حول الرسالة العامة للبطريرك الراعي :شركة ومحبة ]

اخبار مسيحية

عقدت في المركز الكاثوليكي للإعلام ندوة صحفية حول الرسالة العامة الأولى ""شركة ومحبة" لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ترأسها راعي أساقفة بيروت للموارنة ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيها النقيب انطوان قليموس، الوزير السابق روجيه ديب، المحامي ايلي طربيه ممثلاً المدير العام للموارد المائية والكهربائية د. فادي جورج قمير، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم. حضرها عدد كبير من المهتمين والإعلاميين.

كلمة الافتتاح والترحيب بالمنتدين والحضور لسيادة المطران بولس مطر جاء فيها:

"نجتمع اليوم حول الرسالة العامة الأولى لأبينا صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي، التي وجّهها إلى الكنيسة وإلى ذوي النوايا الحسنة في كلّ لبنان، وذلك في مناسبة مرور سنة على بدء حبريّته المباركة. فنقول في هذه المناسبة، نعم الرسالة ونعم الرسول".

أضاف: "منذ إطلالته بطريركًا منتخبًا في الخامس عشر من آذار سنة 2011 أطلق غبطته شعار سرى في النفوس وفي الضمائر، وقد أكّد فيه حقيقتين أساسيّتين لهما الدور المميّز في حياة لبنان وفي مصيره. الحقيقة الأولى هي حقيقة الشركة. نحن في لبنان شركاء في وطن واحد. فليس منّا أحد، لا شخص ولاجماعة، ليستأثر بالوطن أو بحكم الوطن أو بالوطنية لوحده. لذلك دعا غبطته إلى تلاقي الجميع على خدمة لبنان، حقيقةً وبقناعة كلّية. أمّا الحقيقة الثانية فهي حقيقة المحبة. فلبنان أيها السادة لا يبنى على مجرّد توازن في القوى، لأن هذا التوازن يختل. ولا على تبادل المصالح فالمصالح تتغيّر. ولا على التوافق وحده لأن التوافق قد لا يستمر. لبنان فوق كلّ هذا يبنى على المحبة".

تابع: "ومنذ إطلالته بطريركًا منتخبًا جديدًا، أبى غبطته أن تبقى الأمور عندنا على ما هي عليه من تأرجح وانقسام وتعطيل للحياة الوطنية الفاعلة ولحلم الأجيال الجديدة. فقرّر السير في عملية التغيير نحو الأرقى، وفي جمع الصفوف وصولاً إلى وحدتها وفي إجراء المصالحات بين الجميع لئلا يبقوا فرقاء متنازعين في وطن ينزف وكيان يتراجع".

أضاف: "كنا نحلم معه أساقفة ومؤمنين، في جمع القادة المسيحيين، وكاد هذا الأمر أن يكون مستحيلاً إلى الآن، ليتفقوا على الثوابت الوطنية الكبرى ويكون لهم حق الاختلاف على الوسائل وعلى الاستراتجيّا التي تخدم هذه الثوابت. وما إن رغب غبطته في أن يتم هذا اللقاء في الصرح البطريركي في بكركي، حتى تحقّقت الرغبة هذه وتمّ اللقاء بين قادة نكنّ لهم جميعًا كل تقدير ونطالبهم بأن يخدموا لبنان الواحد، كلٌّ بحسب قناعته السياسية فيكبر بهم لبنان ويبقى وطن الجميع، وطن الأرز ووطن النجوم العالية".

وقال: "نعود اليوم إلى منطق الحوار بين القادة، لا المسيحيين وحدهم بل اللبنانيين جميعًا فنستمع إلى غبطته يؤيّد هذا الحوار ويلتقي عليه مع فخامة رئيس الجمهورية. فإذا لم يلتّقِ اللبنانيون معًا ليحلوا مشاكلهم فمن سيحلّها لهم بعد الآن؟ أفنحن مكتوب علينا أن نذهب دومًا إلى الخارج لنحل قضايانا. من لوزان، إلى الطائف، إلى الدوحة وإلى أقاصي الأرض وألاّ نلتقي على أرضنا، لنتفاهم معًا ونتّفق على خير لبنان؟ لن يستكين البطريرك قبل أن يتّفق اللبنانيون وقبل أن يتصالحوا من أجل لبنان، هذا هو بعض سرّه وإنّه لسرّ جميل".

وأضاف المطران مطر: "أدخل غبطته إلى قاموس العمل العام في خلال هذه السنة كلمة "العقد الإجتماعي الجديد".

وتساءل: "أيُّ عقد جديد نحن بحاجة إليه اليوم لنتّفق عليه؟ بكل صراحة، يقول غبطته: إنّ مشهد لبنان اليوم هو مشهد انقسام مريع. هناك شطران كبيران يقسمان الشعب اللبناني إلى قسمين يكادان لا يتخاطبان إلاّ بالقساوة والتشكيك المتبادل، إن لم نقل بالتخوين. إنه مشهد حزين نضيّع من خلاله الميثاق الوطني واتفاق الطائف وكأن شيئًا من هذا لم يكن. ما العمل يقول غبطته؟ هل نبقى على هذا الانقسام الذي يهدّد حياة الوطن بتهديده الوحدة الوطنيّة بالذات؟ وإذا كانت القوانين والأنظمة لا تعمل، ونحن لا نعود إليها لنتقدم في تسيير شؤون الوطن، أفلا يجدر بنا أن نلتقي ونتصارح لتجديد العقد الذي يرسي وطننا على وحدته ونسير في مواجهة مستقبلنا سيرًا مسؤولاً؟ وهل نقبل بشلّ البلاد على هذه الصورة وألاّ نتخاطب أبدًا بالشركة والمحبة ليبقى لبنان. كلاّ، لن يقبل البطريرك وهو المؤتمن تاريخيًّا على الوحدة الوطنية وعلى عيش الشراكة الاسلامية المسيحية في لبنان. لن يقبل في أن يتقسم لبنان ولا أن يشل لبنان وتضيع منه الحياة".

تابع: "عاد البطريرك في كلامه إلى مفهوم الدولة عدة مرّات في خلال هذه السنة. فتكلم عن الدولة المدنية التي تميّر لبنان. وإذا بالأفكار المتطرفة تطل على العالم العربي من حولنا وبالانظار تتّجه نحو لبنان المستقرّ في موقفه من حقوق الانسان والمواطن وفي التميير بين الدين والدولة، وفي عدم الفصل بين الدولة والله بمعنى الالتزام الضميري والأخلاقي بالقيم السماوية.

وختم بقوله: "وهكذا برزت الدولة اللبنانية على ضعف الممارسات في الزمن الحاضر دولة واعدة في المنطقة لبناء دولة الحق، على أن تكون تعبيرًا عن حقيقة أبنائها وضامنة لمصيرهم كشعب واحد، في تنوّعه وتطلعاته المشروعة. كما طرح موضوع ابعادها عن المحاور وعن الخلافات العربية لتبقى فاعلة من أجل الجميع، خادمة لحوار الحضارات وتلاقي الديانات على أرضها وفي كل مكان. ففي هذا المجال أيضًا لا يستكين غبطته حتى يرتاح لبنان ويجد طريقه، طريقًا إلى الخلاص والعزة وضمانة المستقبل".

ثم كانت مداخلة النقيب انطوان قليموس عن الوحدة المسيحية على الثوابت والتنوع في الوسائل:

دّد فيها على "الوحدة المسيحية على الثوابت مع التنوع في الوسائل، واعتبر  أن المصلحة الوطنية اليوم توجب على اللبنانيين التفكير ملياً بما يجري في المنطقة، وبإنعكاساته على الوطن وابنائه، وبالتالي توجب عليهم الإلتقاء على ثوابت اساسية تحمي الوطن من التفكك والدولة من الإنهيار، لا سيما المسيحيين. وعدّد الثوابت التالية: "حماية الإستقلال الوطني وبسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية بواسطة الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات الفلسطنية، دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية عن طريق تأمين الغطاء السياسي،السعي للوصول الى الدولة المدنية عن طريق إعتماد الكفاءة من خلال المناصفة الفعلية مرحلياً وصولاً الى علمنة الوظائف فيما بعد، تفعيل دور رئاسة الجمهورية من خلال الدستور القائم والسعي الى تطويره دونما المساس بجوهره، السعي لإقرار قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل وبالوقت عينه إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة واعادة النظر بالتقسيمات الإدارية، تغليب الإنتماء الوطني على الإنتماء المناطقي أو الطائفي والمذهبي، إنهاء واقفال ملف المهجّرين، البدء فوراً بوضع الاطار التطبيقي لمشروع الاستفادة ومن الثروات الطبيعية من نفط وغاز ومياه، محاربة التوطين بالفعل لا بالقول ، اقرار مبدأ الحياد الإيجابي للدولة اللبنانية انطلاقاً من سياسة النأي عن النفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، تفعيل دور الإغتراب اللبناني والمغتربين اللبنانيين عن طريق انتخاب ممثلين عنهم للندوة النيابية، تنمية ثقافة الحفاظ على الأرض وابقائها بهوية لبنانية، وأخيراً إصلاح المؤسسات الحكومية وتفعيل الأجهزة الرقابية واعتماد الشفافية في الحكم.

ورأى قليموس "أن هذه  هي الثوابت الوطنية التي يقتضي على المسيحيين الإلتقاء عليها، لأن قوة المسيحيين تنبع من دولة مدنية، قوية بمؤسساتها  جامعة بعطاآتها ومتوازنة بخدماتها.

بعد عرض هذه الثوابت واهميتها تطرق إلى كيفية الإلتقاء عليها وماهية الوسائل التي يقتضي اعتمادها لوضعها موضع التنفيذ: "في التنوع والوسائل، وفي الإلتقاء.

وختم بقوله: "إن المسؤولية الوطنية توجب علينا التفكير كمسحيين دونما أي خجل أو وجل في هذه المرحلة الخطرة من حياة الوطن لأننا عندما نفكر كمسيحيين نفكر كلبنانيين وكلبنانيين فقط، وإن ضمور الفعالية المسيحية وحضارتها في لبنان والشرق هو نحر للحضارة بالمطلق في مهدها، وأن قوة المسيحيين لن تكون إضعافاً لدور الآخرين بل دعماً لهم في بناء الوطن  الواحد الموحد".

ثم كانت مداخلة الوزير السابق روجيه ديب عن العقد الوطني الإجتماعي الجديد جاء فيها:

اما إن يطرح أحد القادة الروحيّين، أوالسياسيّين، أو المفكّرين مسألة النظام اللبنانيّ، فيطالبون بـ "عقد وطنيّ اجتماعيّ جديد" – وأنا من المتحمسين لهذا الطرح - حتّى تقوم قيامة البعض متذرعين  بثلاثة مخاوف: التوقيت غير المناسب لطرح المسألة، والمضمون غير المتوافق عليه، وخطر الإلتفاف والخروج عن اتفاق الطائف الذي وُضع بعد آلاف الشهداء".

وأعتبر أن "أبلغ ما كتب عن الحاجة الى عقد وطني اجتماعي جديد هو ما ورد في مقال الأستاذ سليمان تقي الدين في جريدة السفير تاريخ 02/02/2012 بعنوان "الدولة الوليمةُ وجسدُ المجتمع المقهور" وقد ورد فيها أنه  بعد عقدين من تجربة دستور الطائف أو الجمهورية الثانية ثبت فشل النظام السياسي في إدارة نزاعات الحكم. كما ثبت هذا الفشل بعودة أوضح في معالجة مشكلات الناس وهمومها وقضاياها التي صارت ملحقاً بتلك النزاعات. ،وإشارة إلى "أن إصلاح النظام السياسي، لا يمكن أن يتم من خلال إجراء رمادي الجانب كتغيير النظام الانتخابي واعتماد النسبية، وكأن ذلك هو الحل أو أساس الحل، وتشديد على أن "ما يحتاجه اللبنانيون الآن هو حوار وتفاوض شاملان حول مشروع الدولة وصيغة النظام السياسي. نحتاج إلى البحث في عقد وطني اجتماعي جديد وليس الى مجرد مشاريع وأفكار إصلاحية تتحول إلى معارك سياسية فئوية يطحنها النظام ويشوه معانيها مهما كانت جدية أو كانت تتصل بأمور حيوية حياتية تخص فئات واسعة من الجمهور.

واعتبر أن "السيد حسن نصرالله، بعد غبطة البطريرك الراعي، يطرح الموضوع نفسه ويذهب بعيداً فيه، ومقررات الهيئات الإقتصادية في اجتماعها العام الطارىء يوم الإثنين الواقع في 4 حزيران الفائت تطالب بإنتاج عقد اجتماعي جديد".

وأوضح أنه : "ليس صحيحاً أن العقد الوطني الجديد هو بالضرورة إلغاء للطائف والدوحة". وقال: "نحن مع التدرج في الإصلاح الجريء انطلاقاً من كل هذه الإتفاقات وعلى ضوء التجربة الفعلية".

ونفى ديب صحة عدم وجود "بداية توافق على مسلمات قد تصبح مشتركة وتكوّن منطلقاً لهذا الحوار الوطني التأسيسي المهم: من خطب ومواقف فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى وثيقة حزب الله الثانية ومقابلة النائب علي فياض في جريدة السفير تاريخ 05-05-2012، إلى وثيقة تيار المستقبل التي صدرت منذ أشهر قليلة، إلى رسالة الصوم الكبير التي أصدرها غبطة البطريرك الراعي منذ مدة قصيرة". واعتبرها كلها وثائق مهمة تظهر بأن هنالك حراكاً إصلاحياً جدياً يتقارب في الأفكار بين الأطراف؛ نحن بحاجة إلى مهندس سياسي بارع لننتج إصلاحاً فعلياً من هذا الحراك وهذا التقارب". وشدّد على أن هذا دور أساسي لفخامة رئيس الجمهورية وهو بدأ بالتحرك بموجبه".

ورأى: "إن تطورات الربيع العربي تقضي التسريع بهذا البحث، لئلا تتحول المطالب أو المشاعر بالإستهداف إلى عنف بالرغم من كلام مشايخ السلفيين وبعض المشايخ الآخرين (الأسير) في لبنان والذين يرفضون الإستهداف والقهر ولكنهم مازالوا يقولون بالنضال السلمي..".

وقال: "أن العنف الآتي من سوريا على لبنان يخيفني، رغم التطمينات، بأن الأساليب ذاتها الذي يستعملها البعض هنالك، رفضاً للقهر الذي يشعرون به، قد تستعمل هنا أيضاً، طبعاً مع الفارق الهائل بالوضع بين لبنان وسوريا".

وشدّد ديب على أن " الهويّة اللبنانيّة، ورسالة لبنان: ركيزتا العقد الوطني الإجتماعي الجديد، والإستقرار الهدف الرئيسي منه."

واعتبر أن "الاعتراف بهذه الهوية المركبة القيَمية الذاتية والوطنية والعربية وهذا الحضور والدور على مستوى دول البحر المتوسط، هما البنية التحتية لرسالة ودور لبنان الذي هو أقدر من أي بلدٍ آخر على المساهمة في نهضة الحداثة العربية التي لعب المسيحيون فيها دوراً رئيساً، وهم المدعوون أكثر من أي وقتٍ مضى للنهوض بهذا الدور واعتباره أحد أهم أسس استقرار لبنان نفسه".

واستدرك بأن "تأدية هذه الرسالة نحتاج الى قناعة راسخة بأنّ الاستقرار الاستراتيجي، في شقّيه الداخلي والخارجي، هو ضرورة حيوية للبنان (كتاب لبنان المستقر، صفحة 73). ومن غير هذه القناعة، ومن غير جعلها هدفاً أسمى يسعى اللبنانيّون إلى تحقيقة، فإن الحوار يكون "تشاطراً" ومضيعة للوقت.

ثم توقف عند مفهوم العقد الوطني الاجتماعي الجديد فرأى " أنّه لا بدّ من تحديد مجموعة القيم التي التقى عليها اللبنانيّون في تاريخهم الحديث، والتي دفعتهم إلى القبول بالعيش تحت سقفها ووفق مندرجاتها. فننظرُ في التغييرات التي طرأت عليها منذ بداية استقلال لبنان، مروراً باتفاقي الطائف والدوحة، وصولاً إلى العقد الجديد الذي نتحدّث عنه اليوم، ونريده أن يكون موضوعاً لطاولة الحوار التي نؤيّد قيامها من دون أي تحفظ وبشكل دوري ومستمر وعلني لكي يتحمل كل متخلف مسؤوليته أمام الشعب اللبناني بعدم فعل الضروري لدرء العنف الدموي عن لبنان".

وحدّد ديب بعد ذلك "منطلقات داخلية، ومنطلقات في السياسة الخارجية والنظرة إلى الدولة ومنطلقات اجتماعية واقتصادية وأخرى في الثقافة السياسية".

وختم مداخلته "بالتركيز على ما يشعر به كلّ لبناني في قرارة نفسه، من تعلّق بلبنان "الرسالة". إنّها الصورة التي  ميّزت لبنان عن غيره من البلدان، وجعلته الوطن المميـّز الذي يحمل مشروعاً إنسانيّا عابراً للأوطان، والقوميّات، ومناقضاً لصراع الحضارات. إنّه ملتقى الثقافات والجماعات التي تشعر فيه كلها أنّها أكثريّة وأنّ لها من القيمة ما يوازي سواها ممن يفوقها عدداً أو مكانة سياسيّة، أو قوّة اقتصاديّة.".. " وليس هناك ظروف ملائمة ننتظرها لنطرح هذا العقد، أو ظروف غير ملائمة تحرّم علينا طرحه. بل أذهب أكثر من هذا لأقول كلّما كانت الظروف حرجة، كان الوقت مناسباً لطرح هذا العقد، لتفادي الإنفجار الكبير. ثمّ إنّه عقد فوق الظروف جميعها، لأّنه عقد كيانيّ مصيريّ، ليست الغاية منه إحراج طرف أو فئة، بل هو ينبع من عمق الكيانات المسيحيّة والإسلاميّة والدرزيّة على تنوّعها".

وكانت مداخلة للمدير العام فادي قمير عن مفهوم الادارة في الدولة جاء فيها:

"تعتمد غالبية الانظمة السياسية في دول العالم على الاجهزة الادارية لترجمة الفكر السياسي لنظام معين الى نتائج عَمَلية تكون بمتناول المواطنين. لذا فإن الادارة العامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيادة السياسية والذي يفترض أن يحقق المصالح الحيوية للوطن والمواطن بموجب القوانين المرعية والتخطيط الموضوع من قِبلها. ومن دون تحقيق هذه المصالح، فإنّ الدولة تصبح مشلولة، عرجاء، وغير قادرة على توفير العدالة لأبنائها".

واشار إلى أنه "بعد "حرب الآخرين على لبنان" وبعد دخول منطق الميليشيا في لعبة الحكم، لا يوجد أي فريق من اللاعبين السياسيين في الحكم في لبنان له مصلحة بإحداث عملية الاصلاح سواء الاداري أو القضائي أو غير ذلك، وإنما حوّل هؤلاء اللاعبين السياسيين الادارة الى دمى لتنفيذ مصالحهم ومآربهم".

وشدّد على أن "أهمّ أدوار الاجهزة الادارية هي العمل على بناء الوطن ضمن عملية تخطيط وتنفيذ مُنَسَّـقة، مُتماسكة ومُستمرة بغية تحقيق وتوطيد الفكر والمفهوم السياسي للنظام، والانماء الشامل القصير، المتوسط والبعيد المدى. ولا تَـنفرد الادارة العامة في هذه الدول المتطورة بالتخطيط وتنفيذ عملية الانماء المتكامل والمتوازن، بل تقوم بدور المشاركة مع المواطن والقطاع الخاص (الاقتصادي، الصناعي، التربوي، الخ...) في عملية التخطيط لإنماء مُستمر ومُتطوِّر يُواكب التطوّر العلمي والثقافي والصناعي في العالم".

وتوقف عند ما جاء في رسالة  البطريرك الراعي في رسالته العامة الاولى حيث قال: "من مقتضيات الدولة المدنية هو جعل الدولة " دولة جامعة محايدة بين الطوائف وبين الصراعات الاقليمية والدولية، ترتكز على قواعد مركزية ولا مركزية. فمركزية الدولة تستوجب استقلالية الادارة والقضاء عن السياسة، وإقرار القوانين اللازمة لمنع تدخّل السياسيين في الادارة، ولشدّ الترابط بين الادارة العامة والادارة السياسية المنتخبة، وتفعيلها ولتأمين الحقوق والواجبات لجميع المواطنين".  "واللامركزية الموسّعة وغير الحصرية تؤمن الانماء المتوازن، إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً وأمنياً. فتدعم الابداع والاقتصاد الحر والمنتج، وتبسط العدالة الاجتماعية على جميع المناطق، وتضمن الاستقرار الأمني فيها، وتعزّز بذلك كله الانتماء الى وطن هو من أجل الجميع، والولاء له ومحبّته".

ورأى "أن كلام البطريرك بالاضافة الى غيره في هذه الرسالة العامة هو بمثابة نهج يمكن، اذا ما أُخذ بعين الاعتبار، أن يؤسّس لخريطة طريق يتبعها المسؤولون على كافة الصعد وخاصة المسيحيون من مسؤولين وموظفين كبار في الدولة، فهذا النهج هو أملنا ومُرتجانا".

ورأى أنه: "من أجل النهوض بالادارة العامة لكي تواكب التطور على كافة الصعد لا بدّ من تطبيق مفاهيم عصرية من" :إعادة النظر بكافة النصوص القديمة المعمول بها ، اعتماد معايير الانتاج في صميم المحاسبة التحليلية، تطبيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص (إعادة) تحديد أهمية الوظائف ضمن اللامركزية الادارية وحتى المالية، بحيث أنه لم يعد من المنطق أو من المقبول أن تكون المركزية في وزارة المالية تتولى عملية الانفاق والجباية والمراقبة و.. للأموال العمومية، وتفعيل مبدأ الرقابة المالية والادارية والفنية والتقنية من قبل أجهزة الرقابة المختصة".

واقترح حلولاً ينبغي على الدولة العمل على إرسائها وهي: "إعادة  انشاء وزارة التخطيط والتصميم،الغاء كافة المجالس والهيئات التي أصبحت ذات صبغة لفدرالية طائفية وتشكّل عبئاً على المالية العامة".

وتوسع في ضرورة "إصلاح القضاء واصلاح الجامعة اللبنانية، وتحديث معهد الادارة العامة وضرورة تطبيق المفهوم الحديث في إدارة الكوارث وأن يتحلى كل من يتولى مسؤولية عامة بالإخلاق".

وختم بقوله: "إنّ الأملَ وقوّة الارادة والتشبث بالارض والثبات فيها هي من مُسلَّـمات الاصلاح والتقدُّم، أمّا إثبات الحضور فيتوقف علينا قبل كل شيء. صحيح ان النظام السياسي والاداري... لا يساعد على شيء لكن يجب علينا كمسيحيين ألاّ نيأسَ وأنْ نعملَ ونتعاونَ ونصمدَ ونواجهَ ونتحمّلَ كل الصعاب مهما اشتدت".

واختتمت الندوة بكلمة للخوري عبده أبو كسم فقال:

وفي الرسالة العامة الأولى التي وجهها البطريرك الراعي، تطرق إلى التنظيم الداخلي الذي سيعتمده في إقامة الدوائر البطريركية على أساس شعار "شركة ومحبّة". وتناولت الرسالة كيفية ممارسة "الشركة والمحبّة" دخل البيت الماروني، ومع الأقطاب السياسيين الموارنة، منطلقاً إلى مساحة الوطن وتفعيل الحياة الوطنية على أساس الصيغة اللبنانية، طارحاً مخرجاً للأزمة التي نتخبط فيها على مستوى الحياة الوطنية والاجتماعية والسياسية، وإلى تحريك عمل المؤسسات الدستورية".

أضاف: "وقد طرح غبطته موضوع حيادية لبنان وكم نحن بحاجة إلى تحييد لبنان في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة"، ودعا إلى "الالتفاف حول بكركي لا الإلتفاء على بكركي لأن في إنجاح مفهوم الشكرة والمحبّة، نحن نعزّز الوحدة الوطنية ونحمي لبنان وفي إفشال هذا الشعار لا سمح الله نسير نحو مصير مجهول، مهما يكن من أمر، فالكنيسة هي صخرة "الإيمان" وبكركي هي صخرة لبنان وأبواب الجحيم لن تقوى عليها".

أبونا

09 / 06 / 2012

=================

الثلاثاء, 05 يونيو 2012 13:01

ميقاتي يزور الراعي: يجب أن لا نسعى لاستيراد الأزمة السورية الى لبنان                          

شفقنا- بيروت- بحث رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

وصرّح ميقاتي: "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة وكان اللقاء صريحا جداً، حيث شكرته على دعمه للحكومة، خصوصاً وأن سياسة النأي بالنفس التي نتبعها يجب أن تبقى مطبقة فعلاً لكي نجنب وطننا أي تداعيات على الساحة اللبنانية".

وأضاف: "نحن أمام تحديات داخلية كبرى ونتمنى ألا تنعكس عليها أي أمور خارجية، وأننا مقبلون في الأسبوع المقبل على مؤتمر الحوار وندعو الجميع إلى المشاركة في هذا الحوار لكي نتوصل الى النتائج المرجوة.

وقال ميقاتي: "منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة قيل عنها أنها حكومة اللون الواحد وأعطيت طابعاً معيناً، ولكن أثبتت الحكومة من خلال الممارسة أنها تعبر عن مختلف الآراء وليست حكومة الرأي الواحد. وفي مفاصل عدة أثبتت الحكومة انها تمثل جميع اللبنانيين، وهذا هو الأساس، وقد ناقشت هذا الأمر مع صاحب الغبطة وركزنا على تفعيل العمل الحكومي وأكدت له أننا وضعنا خطة لتفعيل العمل الحكومي يعبر عن تعاون مختلف القوى الممثلة في الحكومة".

وتابع: "يجب أن لا نسعى إلى استيراد الأزمة في سوريا الى لبنان. ما يحصل في لبنان يعنينا جميعاً ولا يعني طرفاً واحداً وبالتالي الإستقرار هو أساسي لجميع اللبنانيين، ونحن، من خلال وحدتنا وتضامننا وحوارنا واتفاقنا مع بعضنا البعض، قادرون على منع استيراد الأزمة السورية إلى لبنان، وهذا الأمر يتطلب أيضاً وعياً كافيا من جميع اللبنانيين لتدارك أي ازمة داخلية في لبنان".

وختم قائلاً: "المسألة الأهم ليست بقاء الحكومة أو عدمه بل مفهوم الدولة. هدفنا هو التأكيد على وجود الدولة القوية العادلة، ولذلك نحن نخشى أن يتسبب أي فراغ حكومي في حصول تفكك اضافي في كيان الدولة. ومن مسلمات هذه الحكومة التمسك بمفهوم الدولة القوية والعادلة".

انتهى.

=================

الاثنين, 04 يونيو 2012 10:58

البطريرك الراعـي يطالـب بالإفراج عن المخطـوفيـن اللبنانيين في سوريا                       

شفقنا- بيروت- تستمر الجهود اللبنانية الرسمية، الرامية إلى إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، بعيداً من الإعلام، بغية "الوصول إلى نتائج محمودة"، وفق تصريحات المعنيين في الدولة، فيما ما زال أهالي المخطوفين ملتزمين "الصوم" عن الحديث مع الإعلام، للغاية ذاتها.

وفي هذا السياق، طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي، في قدّاس الأحد أمس، "بإطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، كي يعودوا إلى عائلاتهم وينعموا جميعاً بفرح دفء العائلة"، مناشداً "المسؤولين اللبنانيين بذل أقصى الجهود في هذا السبيل".

وفي قرى حدودية جنوب لبنان، نفذت الفعاليات الروحية والأهلية، اعتصاماً تضامنياً مع المخطوفين اللبنانيين، أمام منزل المخطوف عباس عبد الحسن حمود، في بلدة شيحين، بمشاركة رؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد من أبناء القرى المجاورة.

انتهى

=================

عبدو: عون والراعي وضعا المسيحيين في سوريا بخطر وسقوط النظام يريح لبنان

الإثنين 28 أيار 2012،   آخر تحديث 21:14

لبنان الالكترونية

رأى السفير اللبناني السابق في فرنسا جوني عبدو ان موقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي من الأزمة السورية وضع المسيحيين في سوريا بوضع خطر ووصم السوريين على انهم مع النظام فقط، معتبرا ان سقوط النظام السوري سوف يريح لبنان بلا شك.

عبدو، وفي حديث لـ"LBC-الفضائية اللبنانية"، لفت الى ان الأجهزة الأمنية اللبنانية مقسومة بحسب المحاور الإقليمية بين محور الممانعة ومحور الاعتدال في المنطقة، مشيرا الى ان طرابلس منطقة حساسة طائفيا، متسائلا بالتالي "لماذا خرج الجيش من طرابلس في الأحداث الأخيرة؟".

واكد انه "لا توجد أي نية لتشكيل منطقة عازلة في طرابلس لانطلاق العمليات نحو النظام السوري انطلاقا من الأراضي اللبنانية"، معتبرا ان "هناك تضخيما لعمليات تهريب السلاح من لبنان إلى الأراضي السورية".

واعلن عبدو ان "هناك تخوفاً من اغتيالات في لبنان بعد سقوط نظام بشار الأسد"، كاشفا عن وجود مفاوضات بين النظام الإيراني والمعارضة السورية في فرنسا تحسبا لاحتمال سقوط نظام الأسد.

=================

المواطن العربي السوري ابو المجد ( سورية ) الإثنين 28/5/12 م ...

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

الأمن السوري يفجّر مقرّاته، الجيش السوري يدمّر ثكناته، النظام السوري يذبح شعبه، "الشبيحة" يقتلون ويغتصبون النساء والأطفال!!!. أليست هذه هي (اللازمة) التي يرددها أعداء الشعب السوري وزبانيتهم وبيادقهم، منذ أكثر من عام؟!!.

لم يحدث في التاريخ دجل ورياء، كما يحدث مع أعداء سورية (الذين يسمون أنفسهم أصدقاء سورية).. يريدون بالقوة وبالعمالة وبالخيانة وبالإرهاب وباستدعاء المستعمِر، إحداث انقلاب في سورية، يصابون بالسُعار والغليان والهيجان والهذيان، ويبدأ النواح واللطم على (الشعب السوري) وحرصهم على دماء الشعب السوري، بدءاً من المحافظين الجدد في أميركا، مروراً بأحفاد سايكس بيكو في أوربا، وعتاة القادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين والأمنيين (الذين لا ينامون الليل من فرط حبهم للشعب السوري، وحرصهم على دمائه!!!) وصولاً إلى الأذناب الأعراب الذين لا يسمحون لمجتمعاتهم أن تخرج من غياهب الجاهلية، والذين يبدّدون مقدّرات رعاياهم، عبر وضعها في خدمة المشروع الصهيو-أمريكي، الذي انضووا فيه منذ قيام مشيخاتهم ومحميّاتهم.

وهم يكرّرون ما كانوا يقومون به بعد اغتيالهم لـ(رفيق الحريري) في لبنان عام (2005) حيث أنهم كانوا يقومون بعملية اغتيال، كلما اقترب موعد انعقاد مجلس الأمن، من أجل توجيه التهمة باتّجاه سورية، وكانوا يختارون الضحيّة، ممن ليسوا على وفاق مع سورية، من أجل إلصاق التهمة بسورية.. وقد كرّروا ذلك العمل، مرّات عديدة.

أمّا خلال الأزمة السورية، فقد ارتكبوا حتى الآن جرائم عديدة، وعملوا بكل ما لديهم – ولدى أسيادهم ومُشغّليهم وأسيادهم – من قوة، لإلصاق التهمة بسورية، بدءاً من مجزرة (جسر الشغور) الفظيعة، وصولاً إلى (مجزرة الحولة) الأخيرة التي لا تقلّ فظاعة.. وقد جعلت (مجزرة الحولة) – كالعادة – من (أصدقاء سورية) (الذين هم أعداؤها الحقيقيون) أمماً حَوْلاء، لأنهم يرفضون رؤية الحقيقة، إلاّ بعيون معادية كيدية ضغائنية مرتهنة مأجورة، بحيث تنقلب الحقائق والوقائع، فيصبح المجرم الإرهابي بريئاً، ويصبح الجيش العربي السوري مجرماً، وتضيع دماء الضحايا في حمأة مهرجان النفاق الدولي –الأعرابي –الوهّابي –الانكشاري – الأخونجي، وهدفهم من ذلك هو:

(1)        إجهاض مهمة كوفي عنان، والتشكيك بجدوى وجود المراقبين، وهذا ما لم يخفوه منذ اللحظات الأولى.

(2)        توجيه التهمة، كالعادة، للدولة السورية وللجيش السوري، وللأمن السوري.

(3)        التفنن في فظاعة الجريمة-المجزرة، بغرض تسعيّر النعرات الطائفية والمذهبية، واستسقاء الدم، وقد تلاحقت المجازر-المذابح، في كل مكان تواجد فيه هؤلاء المجرمون.

(4)        اختيار الأهداف – هذه المرّة – بالطريقة التي كان يجري فيها اختيار الهدف المطلوب لديهم اغتياله في لبنان، بعد اغتيالهم الحريري، من أجل توفير بعض العوامل التي تحقق لهم الغرض المنشود في توجيه التهمة صوب سورية.

(5)        إظهار الدولة السورية بالعجز عن حماية مواطنيها (حتى ولو ظهرت الحقيقة لاحقاً بأنهم هم من قام بذلك) من أجل دفع الأمور باتّجاه تدخل عسكري دولي، سواء بذريعة إنسانية أو سياسية.

(6)        ترهيب الشعب السوري، بمختلف أطيافه وألوانه، من اليد الطولى لهؤلاء المجرمين القتلة، دون أن يدركوا أن يد الإجرام قد تطول إلى ما لا نهاية، في أيّ بلد في العالم، ولكنّها تُقطع وستُقطع حتماً من جذورها.

(7)        تأليب أطياف المجتمع على بعضها بعض، من خلال تسويقهم روايات متعددة متباينة، (لا علاقة لها بالحقيقة) بحيث تعطي كل جهة ما يدغدغ غرائزها، ويُثير كوامنها، ويستجرّها للانخراط في حمأة الصدامات الدموية المنشودة من قبل أولئك المجرمين وأسيادهم.

(8)        التصعيد الدموي لأعلى درجة، بغرض تعويض سلسلة فشلهم وفشل أسيادهم السياسي والعسكري والدبلوماسي، على الصعيد الدولي والإقليمي، طناً منهم أنهم بذلك يخلقون واقعاً جديداً، يستدعي معطيات جديدة وقرارات جديدة لصالحهم.

(9)        (مجزرة الحولة) جاءت في هذا السياق، استباقاً لمجيء كوفي عنان إلى سورية من أجل خلق حالة، تؤثّر على الحد الأدنى من موضوعيته، وتعطي ذخيرة (ولو كانت فاسدة) لتسهيل أدائه جوهر المهمة المسكوت عنه، الذي هو (الضغط على سورية) وليس بنود المهمة المعلنة والتي هي (حلّ الأزمة السورية).

(10)      (مجزرة الحولة) جاءت استباقاً لتقديم تقرير أنان إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل تشكيل عنصر ضغط على كلٍ من روسيا والصين، متجاهلين أنّ هؤلاء يعرفون الحقيقة، ولا يمكن استدراجهم أو خداعهم.

ولكنهم بجرائمهم الشائنة تلك، يدفعون الدولة إلى المسارعة في استئصال كل البؤر السرطانية في جسم الوطن مهما كان الثمن، وهذا ما تقوله خطة كوفي عنان، من حيث حقّ الدولة الحصري في الدفاع عن أمن وطنها ومواطنيها.. وكذلك سيؤدّي كشف حقائق هذه المجزرة وغيرها، من منفذيّن ومحرّضين ومموّلين ومسلِّحين، وخاصة بعض الأعراب والأذناب إلى مساءلة هؤلاء بمختلف السبل الضرورية.

-2-

(الهشيم) موجود في جميع الربوع العربية، ولو بدرجات متباينة، من حيث الكمّ أكثر مما هو من حيث النوع..ولكن الهشيم، في بعض البلدان، جرى صبّ وسكب آلاف الصهاريج من الماء، عليه، لإطفائه.. أمّا في بعض البلدان (وحصراً في سورية) فقد جرى صبّ وسكب آلاف صهاريج البنزين على هذا الهشيم، لتأجيجه وتوسيع مساحة انتشاره. والقائمون بهذه المهمة (أطلسياً ومشيخياً) يعملون (إطفائيين) في غير سورية، و(مُشعلي حرائق) في سورية.. ولم يكتفوا بذلك، بل امتطوا ما نتج عن حرائق هذا الهشيم، ووظفوه لمصلحتهم (أي لمصلحة المحور الصهيو-أمريكي-الأطلسي) ودفعوا ببلدانه، عشرات السنين إلى الخلف، بذريعة أنهم يدفعونها إلى الأمام، لكي تواكب عصر (الحرية والديمقراطية والكرامة)!!! والحقيقة هي أنها ساقت هذه البلدان، إلى عصر الفوضى الاجتماعية والسياسية، والإفلاس الاقتصادي والمالي، والفلتان الأمني والإداري، وإلى ازدياد التبعية، وتعميق التباينات والتراكمات التاريخية، إثنياً وطائفياً  ومذهبياً، وجعل هذه التباينات، هي موضوع الصراع الأساسي، بدلاً من الصراع الوجودي التاريخي، بين العرب من جهة، وبين الصهيونية وحلفائها من جهة أخرى.. وليس غريباً هذه النتيجة، طالما أنّ (فرسان) ذا الحراك، هم أحفاد سايكس بيكو وبلفور، وطالما أنّ من يموّل ويسلّح ويحتضن هذا الحراك، هم مشيخات ومحميات العصور الجاهلية المتخمة بثروات النفط المنهوبة من الأرض العربية، والموضوعة بمعظمها، في خدمة أعداء العرب والعروبة، وطالما أنّ أدوات هذا الحراك (الأساسية) هي القوى الظلامية التكفيرية التدميرية الإقصائية الإلغائية، ومعها حثالات من الفارّين والمتوارين وأصحاب السوابق والمهرّبين وتجاّر ومتعاطي المخدّرات، مدعومين بقطعان (القاعدة) الإرهابية من مختلف بقاع الدنيا، استجابةً لفتاوى مشايخ (الناتو) الذي يدعون هؤلاء لـ(الجهاد) في سورية... وبحيث صارت (المعارضة الوطنية الداخلية الشريفة) كـ(الأيتام على مائدة اللئام)... ولأنّ (المؤامرة) على سورية، فشلت، على الصعيد الشعبي، والصعيد العسكري، وصعيد المناطق العازلة، وصعيد التدخل العسكري الخارجي.. لذلك جرى التعويض والاستعاضة عن هذا الفشل، بتصعيد (الإرهاب الداخلي) والاستماتة لتحويله قتالاً مذهبياً وطائفياً.. وهناك إصرار لا محدود، غبيّ ومأفون (وهّابي - قطري) لإشعال تلك الحرب في سورية، دون أن يدرك هؤلاء الحمقى، أنّهم سوف يكونون أوّل ضحايا هذه النار، وليس آخرها.. وأنّ سورية الراسخة سوف تضي عليها في المهد، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن، بل ومهما طال الزمن.

-3-

رسّام الكاريكاتير السوري العالمي المعارض، الذي تتقاطر عليه الجوائز، مكافأةً له ليس على كفاءته، بل على غدره بوطنه. المذكور كان (مهرّجاً) للمسؤولين و(كراكوزاً) للمتنفّذين، وكان يبذل كل جهوده وطاقاته، لإضحاكهم وتسليتهم.

أمّا (المفكر العربي) "غيفارا" المحور الأعرابي النفطي والغازي، فقد كان (لقلوقاً) لضباّط الأمن السوريين وللمتنفّذين السوريين.

وأمّا طربوش (كلنا شركاء) فلم يكن يوماً أكثر من (مخبر) صغير للأمن السوري، يقدّم تقاريره و حصيلة مشاهداته وزياراته للسفارات والمنظمات الدولية، ولم يدخل في حياته، مكتب رئيس الجمهورية، ومع ذلك كان يقدّم نفسه، أنه مستشار الرئيس، الأمر الذي أدى إلى توبيخه وتقريعه.

وأمّا مفتي (مجلس اسطنبول) الشيخ الفار، وابنه (عقلة الأصبع) والذي قدّم نفسه، أيضاً، مستشاراً للرئيس، وهو لم يكن في حياته كلها، مستشاراً، لأكثر من جاره (السمّان) أو (الحلاّق) وكان شيخاً لأحد الجوامع في حي المهاجرين الذي يقع فيه منزل رئيس الجمهورية، الذي كان يقوم بالصلاة في ذلك الجامع، بين حين وآخر.. هذه هي كل المسألة.

فإذا كان هؤلاء وأمثالهم، هم (ثوّار) سورية، فـ(الله يبارك لأردوغان ولحمد الصغير وحمد الأجير، ولسعود الهزّاز عبد الناتو، ولبندر بوش عبد الإيباك) بهؤلاء (الثّوار).

ذلك أنّ ما جرى في سورية بدأ (حراكاً) وانتقل بسرعة فائقة إلى مرحلة (التمرد المسلّح) و (الجرائم الجنائية( ولم يمّر بمرحلة (انتفاضة) ولا (ثورة) لأنّ عوامل الانتفاضة أو الثورة، غير قائمة في سورية، رغم وجود تراكمات سلبية كثيرة، ولكنها استُخْدمت ذريعة، لاختلاق وضع شبيه بما جرى في تونس ومصر، وعندما فشل أصحاب المحور الصهيو – أمريكي وأذنابهم، في ذلك، كشّروا عن أنيابهم، وانتقلوا إلى مرحلة (العمل المسلّح) و (الإجرام الجنائي) و (القطيعة الدبلوماسية) و (الضغوط الاقتصادية)، ولم يكتفوا بـ(الحرب الإعلامية الدولية) بل أضافوا إليها الآن (حرب الشائعات) فتحوّل الأمر في سورية إلى (ثورة مضادة) يديرها ويموّلها هؤلاء، ولذلك واجهها السوريون (شعباً وجيشاً وقيادةً وقائداً) بحكمة وحنكة واقتدار وتصميم على النصر مهم كانت الأثمان.

4-

عندما يفشل المحور الصهيو - أطلسي وأذنابه المشيخيّة، في تحويل الصراعات القائمة في المنطقة، إلى صراعات طائفية ومذهبية، بغرض حرف الصراع عن مجراه الأساسي والحقيقي، وتحويله من صراع عربي - صهيوني، إلى صراع عربي - عربي، بذريعة وجود طوائف ومذاهب متباينة (وكأنّ وجود الطوائف أمر جديد، أو ليس قائماً منذ أكثر من ألف سنة).. أقول عندما يفشلون في ذلك، فإنهم لا يستسلمون، بل ينتقلون إلى استخدام مختلف الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلّحة، وإشعال النار فيما بينها، بغرض محاولة تكريس الصراع على أساس طائفي ومذهبي.

وعندما تتعاضد الرموز المتأسلمة الظلامية التكفيرية في المشيخات المحميات، لتقويض سورية، ويتآلف (السعودي سفر الحوالي) و (الكويتي وليد الطبا طبائي) و (القَطَري عبد الرحمن النعيمي) في جوقة واحدة، ضد سورية... فهل يمكن لعاقل أن يخطئ حينئذ، في تحديد السمت السليم والاتجاه الصحيح؟ أو أن يجهل أنّ كل من يقف في الخندق الذي يقف فيه هؤلاء، لا يمكن أن يحمل ذرّة واحدة من الحقيقة، ولا من العدالة، ولا من الحرية، ولا من الإنسانية.

وعندما يدغدغ (المثقف) العواطف الطائفية، ويتملّق الغرائز المذهبية، ويمالئ النزعات الدونية الجمعية.. من أجل إيجاد موطئ قدم له، واكتساب حيثيّة خاصة به.. حينئذ يمكن أنّ يُطلق عليه أيّة تسمية، ماعدا تسمية (مثقف).

-5-

يحلو للبعض أن يتحدث عن وقوف مَن يسميّهم (الأقليّات الدينية والمذهبية في سورية) مع (النظام) [وهنا لا بد من التوقّف عند هذا الإصرار العجيب على تسمية القيادة السورية، أو الدولة السورية باسم (نظام) خلافاً لكل ما يُذكر عن الدول الأخرى؟.. والسؤال هل (سورية)(نظام) والآخرون (فوضى)؟.. أم أن ما يصوغه ويسوّقه القابعون في دهاليز المخابرات الصهيو-أمريكية، بحقّ من يقف بوجههم، يجري استيراده واستهلاكه، وكأنه بديهيات؟.. إنها عملية إلغاء للعقل العربي، وغَسِل دماغ، بحيث يسلّمون بما يُراد لهم الأخذ به].

(ما علينا).. يحلو لهم الحديث عن وقوف (الأقليّات الدينية والمذهبية) في سورية وراء نظامهم السياسي.. من منطلق ديني أو مذهبي.. والحقيقة هي العكس تماماً، فهؤلاء يقفون مع نظامهم السياسي، من منطلق سياسي حصراً، وبالضبط لأنه غير طائفي، ولأنه وطني، ولأنهم يجدون في النظام السياسي السوري، نظاماً علمانياً، لا يضطهدهم، ولا يسمح باضطهادهم، ويقطع الطريق على احتمال سيطرة الطائفيين على السلطة، والمقصود بالطائفيين (الوهّابيون والإخونجيون) الذين يتنفسون الطائفية والمذهبية التي تشكّل قلب وعقل إيديولوجيتهم السياسية.

وكذلك (الأكثرية الطائفية أو المذهبية) في سورية [علماً أنّ هؤلاء، ليسوا مذهباً ولا طائفة، بل هم "امّة" الإسلام] وخاصةً في المدن الكبرى، وقفت مع نظامها السياسي ووراءه، لاعتبارات عديدة، يأتي في مقدمتها: أنّ معظم رجال الدين الإسلامي – وخاصةً في دمشق وحلب – هم متنوّرون، ومن الصعب جداً، تضليلهم واستدراجهم عبر (الوهّابية) أو (الإخونجية).. وكذلك التّجار والصناعيون ورجال الأعمال والفعاليات الكبرى والمتوسطة، تُدرك بعمق، أنّ القوى الظلامية التكفيرية التدميرية الإلغائية الإقصائية، تريد أن تقود الوطن السوري إلى حالة دموية تقسيمية، وأنّ سلوك هذه القوى المذهبي والعنصري، لا يخفيه تلطّيها وراء (الطائفة) وادّعاؤها (تمثيلها) و (النطق باسمها) بغرض ممارسة سياسة طائفية (داخلياً) وسياسة تبعيّة (خارجياً).. الأمر الذي يؤدّي إلى إنهاء الدور السوري، وإلى خراب البلد. و(الأكثرية) (بالمفهوم الطائفي أو المذهبي) ترفض بإصرار، هذا المصير البائس لبلدها.

بقي كلمة أخيرة: الأكثرية الحقيقية هي الأكثرية السياسية أو الاجتماعية.. وليس في سورية أقليات دينية أو طائفية أو مذهبية، بالمفهوم السياسي، بل بمفهوم محدّد متعلق بها.. ولكن الاستشراق وأهله وأتباعه، يعممّون في البلدان الأوربية، لغة (الأكثريات والأقليات السياسية والاجتماعية) فقط، ويعمّمون في بلداننا لغة (الأكثريات والأقليات الدينية والمذهبية) لأغراض استعمارية بحّتة.

-6-

عندما يقول غبطة البطريرك الماروني (بشارة الراعي): (إنّ رحيل النظام في سورية، لا يقلقنا، بل نخاف من ثلاثة أمور، أن تحدث هناك: (حرب أهلية، أو تقسيم الدولة، أو وصول نظام أكثر تشدداً).

فإنّ هذا القول لا يجافي الصواب، ولا يعني – كما توهّم البعض – أنه قلب ظهر المجنّ للنظام السوري، لأنه بالأصل لم يوجّه صدر المجنّ صوب النظام السياسي في سورية، من قبل، لكي يقلبه من بَعد... ومن يقرأ هذا القول بمنظار منطقي وموضوعي – لا بمنظار رغبوي أو كيدي – يُدرك فوراً أنّ قلق غبطة البطريرك (الراعي) ليس نابعاً عن رغبته في الدفاع عن النظام السياسي في سورية، ولا عن الرئيس بشّار الأسد، لأنّ الأمر ليس شخصياً، بل هو أمر عامّ ووطني وأخلاقي، وأنّ مبعث هذا القلق، كما قال غبطته، هو الخوف من الاحتمالات التي تحدّث عنها.. وهذه المخاوف مشروعة تماماً.. ولذلك فإنّ البطريرك الراعي، رفض الانجراف والانجرار فيما انجرف وراءه وانجرّ معه، بعضهم في لبنان، لحسابات مصلحية ذاتية، واستجابةً لإملاءات إقليمية ودولية.. بينما البطريرك الراعي، وضع مصلحة لبنان بمختلف طوائفه، ومصلحة الطائفة المارونية، فوق كل اعتبار، ورفض مجاملة أيّ قوة دولية أو إقليمية، في هذا الموضوع.. بل ورفض الاستجابة لمختلف الضغوطات الأمريكية والفرنسية، لأنّ مصلحة لبنان، ومسيحي لبنان، عنده فوق جميع الاعتبارات الأخرى.

وهذا يعني رفض مشاركة الآخرين (المرتهنين) أو (الكيديين) بالمناداة أو العمل، لرحيل النظام السياسي في سورية.. وهذا ليس (كُرْمى) للرئيس الأسد، بل كُرْمى للّبنانيين والسوريين بالدرجة الأولى، لأنّ بقاء ورسوخ هذا النظام السياسي، كفيل بمنع الحرب الأهلية ومنع التقسيم ومنع مجيء نظام متشدّد متعصّب عنصري.

-7-

كم هي المجتمعات العربية، بحاجة للانتقال من المرحلة القبَليّة إلى المرحلة المدنيّة.... وكم هي الدول العربية، بحاجة للتخفّف من تملّق التياّرات الغيبيّة، واقتحام دنيا العلمانية... وكم هي المجتمعات العربية والدول العربية، معاً، بحاجة إلى نفض غبار التبعية للمحّور الصهيو-أطلسي، عن كاهلها، والقول (لا) بقوّة وثبات وثقة بالنفس، والاستعداد لدفع ثمن هذه الـ(لا) من أجل الوصول إلى فضاء الحرية والديمقراطية والكرامة والسيادة... ولكيلا يقوم العرب بذلك، تحرّك الاستعماريون الجدد وأذنابهم، لمصادرة كلّ البراعم التي كانت على وشك التفتّح في دنيا العرب، وحوّلوها إلى أشواك مسمومة في صدور وعيون أبناء شعوبها، وإدمائهم والنيل منهم.... وما يؤلم الروح ويُدمي القلب، هو أنّ بعض الأعراب والأذناب والمتأسلمين الظلاميين، جعلوا من أنفسهم، الأدوات التي استخدمها الاستعمار الجديد، لتحقيق ذلك.

-8-

من يقول: (هل يجوز من أجل شخص واحد، أن يضحي بالبلد ؟) يكون إمّا مخلوق جاهل.. أو كائن مأجور!!!، لأن الحقيقة هو أنّ المطلوب التضحية بالبلد (سورية) على مذبح المشروع الصهيو-أمريكي: وأنّ المطلوب هو إزاحة هذا الشخص الذي يقصدونه، كمدخل إلى ذبح البلد، عبر دفعه وتزليقه إلى حرب أهليه تؤدي إلى تفكيك الدولة، وتفكيك المجتمع، تمهيدا" لاشتباع كامل المنطقة، اشتباعاً كاملاً، والدوران الأبدي في فلك المشروع الصهيو-أمريكي... ويشكل بقاء هذا الشخص الذي يتحدثون عنه (وهو الرئيس بشار الأسد) الضمانة الأولى الكفيلة بإجهاض هذا المخطط وذلك المشروع ....

ثم هل يمكن اعتبار تبديل رئيس بأخر بواسطة القوة أو الابتزاز الإقليمي والدولي (ثورة)؟

إنه عمل لا يمت للثورة بصله، بل هو محاولة انقلاب واضحة فاضحة.. ومن ذا الذي يسمح أو سيسمح بانقلاب؟ وعبر من؟ ولمن؟ وبواسطة من؟ بواسطة أدوات وأذناب وبيادق وعملاء ومرتزقة وظلاميين و إرهابيين المحور الصهيو-أمريكي ؟!

-9-

المطلوب، أطلسيا ومشيخياً، أن تكون سورية، جزءا تابعاً، كباقي الأعراب، من المنظومة الصهيو- أميركية، وأن تكون القيادة السورية عدوة لشعبها، وأن تعمل على تسخير شعبها ومقدراته، لصالح المحور الصهيو- أميركي، وأن تتخلى عن انتمائها القومي وعن هويتها الوطنية، وتستعيض عن ذلك، بهويات عرقية وجهوية وطائفية ومذهبية، وأن ترفع عقيرتها، بالتحدث عن الاستقلال ( بينما هي ترسف في أغلال التبعية).... حينئذ، فقط، يصبح كل أعداء الشعب السوري الحقيقيون( أصدقاء) له، بما يشبه مؤتمرات (أصدقاء سورية) الذين اجتمع فيهم، كل أعداء الشعب السوري وأعداء الأمة العربية، لا بل يضاف إليهم ، منظمة (القاعدة) الإرهابية، التي تصبح (نصيرة) للشعب السوري، تحت اسم (نصرة بلاد الشام)!!!!!!. كما (نصروا) بلاد الشام، بست عشرة سيارة مفخخة (حتى الآن) حصدت أرواح المئات من شهداء بلاد الشام، وشوهت الآلاف منهم، منذ عدة أشهر حتى الآن،....وهل هناك (صداقة) أو (نصرة) أفضل من ذلك ؟!؟!؟!؟!؟. لقد تلاقى المحور الصهيو- أميركي، مع حكام المشيخات المحميات، على هدف مشترك، هو إبقاء مجتمعات هذه المشيخات المحميات، في غياهب العصور الوسطى (رغم ثرائها الأسطوري) وترسيخ العصبيات الخلدونية، بدلا من تنمية وترسيخ الانتماءات الوطنية والقومية والإنسانية، وعلى إشعال النار بين جنبات الشعوب العربية، التي بلغت درجة متقدمة من التطور الاجتماعي والوطني والقومي، من أجل إعادتها إلى غياهب العصور الوسطى... وهم الآن مستنفرون، بكل ما لديهم من إمكانيات لتحقيق ذلك (وخاصة في سورية: قلعة العروبة، وبوابة الشرق، ومركز الكون)... ولكن هؤلاء، نسوا أو لم يدركوا، أن التاريخ سيجرفهم، رغما عنهم وعن أسيادهم، لأنهم يسيرون عكس منطق التاريخ، الذي سيفرض نفسه على الجميع.

-          10 -

ماذا كانت حصيلة (ثورات الناتو) و(انتفاضات ريالات البترول والغاز) و(ربيعات الـ cia والمحافظين الجدد) ؟!.

(1)        إقامة نظام آخَر في (تونس)، جديد من حيث الشكل، وليس فيه أيّ جديد من حيث المضمون، لأنّ التبعية للمحور الصهيو-أطلسي، بقيت، إن لم تكن ازدادت رسوخاً، وأصبح لدولة تونس (مرشدها الروحي) الذي يوزّع الغنائم والأسلاب، حسبما يراه مناسباً، وأصبح لدولة تونس، رئيس جمهورية، أقلّ ما يقال عنه (أنه يحتاج إلى مصحّ عقلي) يقيم فيه لسنوات عديدة، لعلّه يستعيد بعض توازنه النفسي، أي أنّ ما حصل في تونس، هو (انقلاب) صْرف، استبدل أشخاصاً، بأشخاص.. ولم يطرأ أيّ تحسّن، لا على الوضع الاجتماعي، ولا على الوضع الاقتصادي، بل ازداد الوضْعان سوءاً.. والذي اختلف فقط، هو (حرية الزعيق).

(2)        التحضير لإقامة نظام آخر في (مصر: أمّ الدنيا) يشكّل (الإخوان المسلمون) الثقل الأكبر فيه.. ورئاسة الجمهورية سوف تكون لواحدٍ من اثنين (إمّا للابن الروحي، لحسني مبارك) أي (حسني مبارك) منقّح وأقلّ عمراً، هو (أحمد شفيق) أو رئيس حزب (الإخوان المسلمين).. فتصوّروا (ثورة مصرية) تؤدّي إمّا إلى بقاء (المباركية) بدون مبارَك – أو بالأدقّ بمبارَك آخر – أو إلى استلام (الإخوان المسلمين) سدّة الحكم؟... هل هذه ثورة أم انقلاب، وعودة إلى الوراء؟!.

(3)        ليبيا: (معمّر القذافي) لا يُدَافَع عنه.. ولكن السؤال: هل البديل المناسب هو: تلفيقة أطلسية-وهّابية (قاعديّة)؟ و(150) ألف ضحيّة؟ ونصف مليون جريح ومشوّه؟ ووضع ليبيا على طريق التقسيم والحرب الأهلية؟.. هل هذه ثورة أم مصيبة أو كارثة، أعادت ليبيا إلى عصر بدايات الاستعمار القديم؟.

(4)        اليمن: وهل علاج الواقع اليمني المعقّد، هو إعطاء (نقاهة) سياسية طويلة لعلي عبد الله صالح، والمجيء بنائبه بنسبه (99%) [بالمناسبة، لم نسمع صوتاً واحدا ًمن دعاة الديمقراطية الأطلسية، ولا من رُعَاتِها الجدد، يحتج على هذه الـ 99%] ؟.. وهل بقاء اليمن في حالة غليان، ومجهول المصير، خوفاً من أن يمتدّ اللهب واللهيب، إلى مملكة الظلام الوهّابية، هو الحلّ؟! وهل استبدال طربوش مهترئ، بآخر أكثر اهتراءً، ثورة، أم انقلاب؟!.

تلك أنّ الانقلابات في الماضي كانت تأخذ طابع (انقلاب عسكري)... أمّا الانقلابات الراهنة، فهي تحاول جاهدةً، أن تأخذ طابع (الربيع) و(الثورة) و(الانتفاضة) ولكنّها لا تملك من مقومّات الربيع والثورة والانتفاضة، إلاّ أقلّ القليل، الذي امتطاه الانقلابيون، وجعلوا من بعضه ذريعة وتُكأة، ومن بعض رموزه، ديكوراً تجميلياً (رغم عدم قدرة هؤلاء على تجميل شيء) يخفي حقيقة انقلاباتهم المشبوهة والمأجورة والمتخلفة والتابعة؟!.

(5)        سورية: هل عرفتم الآن، سرّ استماتة الصهاينة والأطالسة والأعراب الأذناب، لتنفيذ انقلاب في سورية، بأيّ طريقة وبأيّ ثمن؟.. وهل عرفتم سرّ الصمود السوري –الشامي –الأموي –الآسادي؟ ذلك أنّ أحفاد الأمويين، ورجالات الوطن السوري وشرفاء الوطن العربي، لا يقبلون الدَّنِيّة ولا التبعيّة، ولذلك دفعوا ويدفعون ثمن صمودهم وكبريائهم وإصرارهم، على أن يبقوا أُبَاةً مرفوعي الهامات والقامات، مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.

أمّا أدوات هذا المخطط الاستعماري الجديد، داخل الوطن، فالأمر ليس جديداً، ذلك أنّ قسماً ليس بالقليل من الفرنسيين، يتقدّمهم (الماريشال بيان: بطل الحرب العالمية الأولى) تحوّلوا إلى خونة لوطنهم وعملاء للمحتلّ، في الحرب العالمية الثانية، وهؤلاء لفظهم التاريخ ورمى بهم في غياهب الظلمات.

=================

ديكتاتورية الأسد تُقرّب بين بكركي ومعراب - فادي عيد - الجمهورية

الجمعة, 25 ايار 2012

بيروت ابزيرفر

كان ملفتاً هذا التقارب بين خطابي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخير، وبين مواقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الدائمة، خصوصاً في ما يتعلّق بالنظرة إلى المسيحيين في سوريا وسواها من الدول العربية في فترة الثورات

الموقف واحد وسوء التفاهم يجب أن يزول

وأهمّ ما في الأمر هو إقرار الراعي علناً بديكتاتورية النظام في سوريا، وبفكّ ارتباط المسيحيين فيه، من خلال اعتباره أنّ ما يعتبره جعجع دوماً هو أن المسيحيين كانوا قبل آل الأسد وحكمهم، وسوف يكونون بعدهم.

وقد علّقت أوساط كنسية رفيعة على هذا التقارب، رافضةً اعتباره تقارباً بل على العكس هو تفهّم واضح لمواقف البطريرك التي أصرّت بعض وسائل الإعلام على سوء تفسيرها ونقلها إلى الرأي العام بشكل مغلوط، ما أثار اللغط الذي أثاره.

وتابعت الأوساط، لكن الحقيقة هي أنّ البطريرك الراعي لا يمكن، ولا يقبل أن يكون ضد مسلّمات بكركي التاريخية أو عكسها، سواء في الدفاع عن الحرية أم عن حق الشعوب في تقرير المصير، مضيفةً لـ"الجمهورية" أن الخشية على المستقبل لا تعني رفض إرادة الشعب، إنما محاولة للتحذير ممّا تخبئه الأيام للمسيحيين.

لكن الهم من كل ذلك هو تقديم الحالة المسيحية على أنها حالة تقريب وتوحيد بين المواطنين على اختلاف مشاربهم، "ألم يقل الحكيم، قضية واحدة في كل زمان ومكان"؟ إذاً، كيف يريدون الإبعاد بينه وبين البطريرك؟

وأضافت الأوساط ان ما يحصل في سوريا هو السياق الطبيعي للتطور وانخراط الشعوب العربية فيه منذ انهيار جدار برلين، ووصف نظام الأسد بـ "الديكتاتور" من قبل البطريرك الراعي يؤكد أن فترة حكمه الطويلة هي التي ألغت الأحزاب والنشاطات والحركات المدنية، فصارت الناس تلجأ إلى المساجد وتتأطّر في حركات إسلامية رافضة.

وتوقفت الأوساط لتذكّر، "ألم يفعل القواتيون كذلك في زمن اضطهادهم فلجأوا إلى الكنيسة؟ وألم نكن نلتقي بمئات الشباب في عنايا في فترة اعتقال رئيس القوات اللبنانية"؟

اللجوء إلى الكنائس أو المساجد، هو ردّة الفعل الطبيعية لعمل الديكتاتور، ونشاط الأجهزة الأمنية ضد الناس، وتأطيرهم في أطر حزبية مدنية... ميشال كيلو وجورج صبرا مُنِعا من تأسيس حزب في سوريا، ولم يرغبا في اللجوء الى تجمعات دينية تحميها طبيعتها، لأن النظام لا يستطيع أن يقمع المساجد كما يقمع الحركات المدنية، والدليل أنه لم يستطع نزع الإسلام كمصدر للتشريع حتى بعد تعديل الدستور.

إذاً، القمع أو القهر هو المصدر الأساسي للجوء الناس إلى المراجع الدينية ولنشوء الحركات الإسلامية. ولكن النشاط الديموقراطي هو دعوة للتقدم والحرية والانفتاح... وبالتالي للتطوّر المجتمعي.

هذا ما يقوله الإرشاد الرسولي وما يريده البطريرك الماروني، وما يقوله سمير جعجع. إذاً الموقف واحد، وسوء التفاهم يجب أن يزول.

وختمت الأوساط بالقول: عودوا إلى الإرشاد الرسولي لأجل لبنان، فهو قد دعا علناً إلى الانفتاح على المحيط والانخراط في همومه ومشاكله.

=================

البطريرك الراعي: رحيل الأسد لا يقلقنا والمسيحيون في سوريا يوالون السلطة لا الأنظمة                    

الخميس, 24 مايو 2012 12:34

شفقنا- بيروت- اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن النظام السوري ديكتاتوري وعانى منه اللبنانيون الأمرين، مضيفاً أن رحيل الرئيس بشار الأسد لا يؤثر بتاتاً على وجود المسيحيين في سوريا، لأنهم بطبيعة الحال يوالون السلطة أياً كانت ولا يوالون الأنظمة السياسية.

وأكد الراعي في حديث صحافي أجراه في مدينة سانت لويس الأميركية أن "رحيل النظام في سوريا لا يقلقنا بل نخاف من ثلاثة أمور أن تحدث هناك: حرب أهلية وتقسيم الدولة ووصول نظام أكثر تشدداً".

وأضاف: "لا أحد يريد وحدة اللبنانيين سواء من الداخل أو الخارج، والمصالح الإقليمية والدولية تتضارب، والأموال والوعود تتدفق من كل حدب وصوب من أجل صنع الفتن، والمشكلة تكمن في عدم ولاء اللبنانيين للدولة، بل ولاؤهم إما شخصي أو فئوي أو حزبي، هذه الدولة المعطلة بالخلافات والصراعات"، مشيراً الى أن "العالم العربي يغلي وعلينا الابتعاد عن التصرف اللامسؤول، لأن العنف يولد العنف".

واعتبر الراعي أن "الصراع هو بين المسلمين فقط، نافياً أن يمتد إلى المسيحيين، ومشدداً على ان الدولة هي التي تحمي المواطنين، لا الدويلات المسلحة، ومظاهر حمل السلاح توحي وكأننا نعيش في الأدغال.

وأشار إلى أن "المسلمين بكل طوائفهم هم معتدلون، لكن المتشددين والأصوليين هم من يتولى السلطة، وهم للأسف مدعومون من بعض الدول وذلك من أجل زعزعة الاستقرار".

ونفى الراعي أن يكون قد صدر عنه أي شيء مهين بحق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مشيراً إلى أن علاقته متساوية مع مختلف رؤساء الأحزاب المارونية ويكرمهم ويجمعهم في بكركي.

انتهى

=================

البطريرك الراعي متخوف من حرب أهلية في سورية

الطريق

23-5-2012

اكد البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في حديث صحافي، في مدينة سانت لويس الأميركية، ان "لا شك أن الوضع في سورية يؤثر على الوضع في لبنان بسبب عمق الروابط بين البلدين، لكن لا أحد يريد وحدة اللبنانيين سواء من الداخل أو الخارج، والمصالح الإقليمية والدولية تتضارب، والأموال والوعود تتدفق من كل حدب وصوب من أجل صنع الفتن، والمشكلة تكمن في عدم ولاء اللبنانيين للدولة، بل ولاؤهم إما شخصي أو فئوي أو حزبي، هذه الدولة المعطلة بالخلافات والصراعات، ولكن مهما بلغت حدتها يجب أن يكون سقفها لبنان نفسه، إذ ان العالم العربي يغلي وعلينا الإبتعاد عن التصرف اللامسؤول، لأن العنف يولد العنف"، معتبرا أن "الصراع هو بين المسلمين فقط"، نافيا أن "يمتد إلى المسيحيين".

وأشار إلى أن "الدولة هي التي تحمي المواطنين، لا الدويلات المسلحة، ومظاهر حمل السلاح توحي وكأننا نعيش في الأدغال"، داعيا إلى "التوحد والتعايش لأن أكبر عدو لبناني أقرب من أي صديق خارجي".

وعن إمكانية مشاركة المغتربين في الإنتخابات النيابية المقبلة عن طريق الإقتراع في السفارات، رأى أن على "الدولة أن تحترم نفسها، فالقرار صدر في مجلس الوزراء ويجب تنفيذه"، مشيرا إلى "ان خلاص لبنان هو في الإنتشار في كل بقاع الأرض، فاللبنانيون المغتربون بعيدون عن الشر، أما المقيمون داخل لبنان، فهناك من يضع لهم السم يوميا ليتجرعوه".

وعن إجتماع الأقطاب الموارنة في بكركي، اكد أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، وقال: "الهدف منه تسريع البحث في قانون للانتخاب، كما طرحت مواضيع أخرى كبيع الأراضي والإدارة اللامركزية وموظفي الدولة وتوطين الفلسطينيين، فبكركي تجمع وتسهل دون أن تدخل في التقنيات والتفاصيل والآليات".

ولفت الى ان "بكركي لا تؤيد قانون معين للانتخاب، بل هي مع أي قانون يتم الإتفاق عليه من قبل جميع الأفرقاء الذين أحثهم على الإنطلاق من الثوابت والمبادئ الدستورية وخدمة المواطن اللبناني في نقاشاتهم حول هذا الموضوع، وهنا أتوجه إلى جميع اللبنانيين أن يتوقفوا عن التصفيق للسياسيين، وأن يكون تقييمهم لهم مبنيا على الخدمات الفضلى التي يقدمونها لهم وعلى خياراتهم لا على سواد عيونهم".

ونفى ان يكون قد صدر عنه أي شيء مهين بحق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وقال: "وإذا كان لديه أي شيء بهذا الخصوص فيجب أن تسألوه"، مشيرا إلى أن علاقته متساوية مع مختلف رؤساء الأحزاب المارونية ويكرمهم ويجمعهم في بكركي. أما في خصوص محاولة الإغتيال، فردد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي قال أن الأجهزة الأمنية والقضائية هي المسؤولة عن كشف الحقيقة، وليس لبكركي أي دور في هذا المجال.

وعن الرسالة الأخيرة التي وجهها مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى الأمين العام بان كي مون عن وجود إرهابيين في منطقة شمال لبنان، رأى أن "الجيش اللبناني وفرع المخابرات، هما من يستطيع الرد على هذا التصريح السوري".

ونفى ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية عن تسليمه رسالة إلى العماد ميشال عون عن طريق صهره الوزير جبران باسيل بالقول: "لم أر باسيل ولم أسلمه أي رسالة، فأنا لا أفعل هذه الأمور، وإذا أردت إيصال رسالة إلى العماد عون أتحدث معه مباشرة دون وسيط".

وعن المسيحيين في سورية ورحيل الأسد، قال: "لقد قلنا مرارا أن النظام السوري ديكتاتوري ولقد عانى منه اللبنانيون "الأمرين"، ورحيل الأسد لا يؤثر بتاتا على وجود المسيحيين في سورية، لأنهم بطبيعة الحال يوالون السلطة أيا كانت ولا يوالون الأنظمة السياسية، وطالما هم لا يتعاطون السياسة في الدول العربية الأحادية ذات الحزب الواحد والدين الواحد والرأي الواحد، فلا خوف عليهم، وأذكر هنا كيف كان الطاغية الراحل صدام حسين حاضنا للمسيحيين لأنهم لم يتعاطوا يوما السياسة في عهده، لكن بعد سقوطه هاجر أكثر من مليون مسيحي من العراق بسبب إنعدام الأمن والإستقرار".

وقال: "رحيل النظام في سورية لا يقلقنا بل نخاف من ثلاثة أمور أن تحدث هناك: حرب أهلية وتقسيم الدولة ووصول نظام أكثر تشددا".

ورأى ان "المسلمين بكل طوائفهم هم معتدلون سواء كانوا سنة أم شيعة أم دروزا أم علويين، لكن المتشددين والأصوليين هم من يتولى السلطة للأسف مدعومون من بعض الدول وذلك من أجل زعزعة الإستقرار".

وعن العلاقة مع الإدارة الأميركية، قال: "الأميركيون لديهم مشاريعهم وحساباتهم وسياستهم الخاصة ولم أطلب أي لقاء مع أي مسؤول رسمي، لكن التواصل موجود عن طريق السفارة الأميركية في بيروت".

ووجه رسالة إلى جميع اللبنانيين قال فيها: "بوحدتنا نبني وطننا لبنان كغيرنا من الأوطان، وتنوع خياراتنا هو دليل على الديموقراطية، لذا علينا أن نحترم الإختلاف في الآراء والخيارات والقرارات، وألا نفرض آراءنا بالقوة. إن مبدأ الثنائية الطائفية قسم لبنان، لأن لبنان يقوم على مبدأ مسلم ومسيحي، وكل طائفة من الطوائف ال18 هي قيمة مضافة. يجب على الإنتماء السياسي والفئوي والشخصي، ألا يتحول إلى ولاء إلا للوطن.

وختم: "كما أوجه نداء إلى السياسيين، ألا يتدخلوا في الإدارة وفي التعيينات لأن ذلك يعطل عمل الدولة".

=================

البطريرك الراعي يلتقي ممثلين عن منظمة مسيحيون سوريون من اجل الديمقراطية والمنظمة الآثورية الديمقراطية

شبكة زهريرا الاخبارية

 

 متابعات اخبارية: ألتقى غبطة البطريرك ماربشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الموارنة، بأعضاء منظمة مسيحيون سوريون من اجل الديمقراطية ومنهم :د.اليان الراعي، والملفونو جورج صطيفو مسؤول فرع أميركا للمنظمة الآثورية الديمقراطية. وذلك في مقر إقامة الراعي في سانت لويس من بعد ظهر يوم السبت المصادف 19 أيار 2012.

في بداية اللقاء استمع الراعي إلى نبذات تعريفية عن منظمة مسيحيون سوريون من اجل الديمقراطية وعن المنظمة الآثورية الديمقراطية وعن نشاطات هاتين المؤسستين على الصعيدين السوري والدولي.

وخلال اللقاء دارت عدة احاديث تركزت حول الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث شدد البطريرك الراعي على أهمية نبذ العنف، ووقف القتل من كل الأطراف، مبيناً أن السلام هو عطية من الله للبشر، وعلى كل إنسان وشعب ووطن أن يبني للسلام، مضيفاً : " ..نحن نأسف لكل الضحايا التي تسقط نتيجة ثقافة وحضارة الموت السائدة في هذه الأيام ."

وفي اللقاء الذي دام لأكثر ساعة، بيّن البطريرك الراعي مدى الاهتمام الذي توليه الكنيسة المارونية بالمسيحيين السوريين، مبيناً أن أي تعدي على حقوقهم وعلى حياتهم يعتبر " خط أحمر " لايجب المساس به ، منطلقا من أن المسيحية في الشرق باتت مهددة، وواجب الحفاظ على مكونات هذا الشرق تقع على عاتق المسلمين والمسيحيين معاً .

حول موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، شدد البطريرك الراعي على مساندة الكنيسة المارونية لهم، من خلال تقديم كافة سبل الدعم لهؤلاء النازحين عن أراضيهم، تأتي هذه المساعات إنطلاقاً من الواجب الإنساني والروحي الذي شددّ عليهما الكتاب المقدس.

والجدير بالذكر أن هذا اللقاء الخاص جاء خلال الزيارة الرسولية للبطريرك الراعي إلى القارة الاميركية التي دامت شهر كامل من 22 نيسان إلى 20 أيار2012 . وخلالها زار الجاليات اللبنانية المارونية في المدن المكسيكية ، والكندية، والولايات الأميركية.

=================

الأقليات المسيحية في سوريا في مهب الريح

مايو 17, 2012

الحرية الدينية

وُصفت سلسلة الانتفاضات الشعبية التي تكتسح العالم العربي بأنها حركات احتجاج اجتماعية. فقد رأى أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية البائسة التي تعصف بمعايشهم آمالهم وهي تتلاشى بفعل الانقسامات المتأصلة بين قادتهم. ففي دول مثل مصر واليمن وليبيا حيث تخشى أقليات قبلية ودينية وعرقية على وضعها المستقبلي من المستبعد أن يترسخ نظام ديمقراطي تعددي بدون فترة انتقالية عسيرة وطويلة.

وفي دول أخرى كسوريا حيث تواجه أقليات دينية وعرقية كبيرة الحجم تحدي إما الوقوف على الحياد أو المشاركة في انتفاضة على وشك الانفجار فإن المستقبل يعتمد بنحو كبير على كيف سيتطور الحراك السياسي ليشكل تصورات الأقليات.

وضع قلق للمسيحيين

تؤكد التقارير الأخيرة التي تصور الوضع على الأرض في سوريا أن نظام الأسد قد نجح في مناورته لترسيخ صورته كمتراس ضد التطرف السني بما يعطي انطباعا أن الحياة في ظل هذا النظام أفضل من المراهنة على محيط سني ضبابي ومتقلب.

وبربط مصير العلويين بمصير نظامه كان الأسد قادرا على الاحتفاظ بقيادة عليا فوق مجتمعه. فقد فرت بالفعل غالبية العائلات العلوية من بيوتها الحضرية في مدينة حمص ذات الأغلبية السنية وهاجروا إلى قرى ومدن ساحلية كانوا قد تحدروا منها في الأصل.

ففي الحدود الشمالية حيث تقيم جالية كردية كبيرة الحجم عاد نظام الأسد إلى استراتيجيته التقليدية وهي فرق تسد فقام بتسليح الفصائل الكردية المحاربة وشجعها على شن هجمات عبر الحدود ضد تركيا.

وحيث يقف العلويون معه ويقف الأكراد على الحياد توجه نظام الأسد نحو الداخل للتعامل مع مسألة الأقليات المسيحية الشائكة. وبهدف زرع الخوف من فزاعة إسلامية أرسل الأسد عددا من الشبيحة لتنفيذ حوادث طائفية في أحياء مختلطة. وحيث أثار ما يكفي من المخاوف من سيطرة إسلامية فإنه قد نجح في نهاية المطاف في استخلاص تصريحات سياسية لصالح نظامه من كبار رجال الدين البارزين.

على سبيل المثال فإن المطران غريغوريوس إلياس طبي, مطران دمشق للسريان الكاثوليك قد وصف بشار الأسد بأنه "رجل مثقف جدا" فيما أشار بشارة الراعي بطريرك المارون في لبنان بشكل غير متوقع إلى بشار بينما كان البطريرك في زيارة رسمية إلى فرنسا بأنه "رجل مسكين ليس بوسعه عمل المعجزات" قبل أن يؤكد بعدها بأشهر أن نظام الأسد في سوريا هو "أقرب نظام للديمقراطية في العالم العربي." ورغم أن تصريحات البطريرك الراعي الجدلية بشأن التطورات في سوريا قد نالت قدرا كبيرا من الانتقاد في لبنان إلا إنها لم تمنع البطريرك هزيم بطريرك الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية والقائد الديني لأكبر تجمع بين المسيحيين السوريين من التلميح إلى كون الأسد "رجل أمين يعمل لأجل الإصلاح."

ورغم بعض التصريحات الملتبسة التي جاءت مؤخرا على لسان الراعي وهزيم إلا أن الأمر قد اتضح تماما بخصوص أين تقف الكنيسة ومن أي منظور ترى الأحداث في سوريا. غير أن فكرة أن المسيحيين السوريين يتمتعون بقدر كبير من الحرية الدينية وأن البعض قد وصل بالفعل إلى مواقع سياسية رفيعة لا تُخفي في واقع الأمر حقيقة وحشية وانتشار الفساد في طيات نظام الأسد الحاكم. وأما أمثال ميشيل كيلو وفايز سارة وجورج صبرا وميشال شماس فهم قلة من المنشقين المسيحيين الذين تحملوا السجن السياسي والتعذيب بينما لم يكن آخرون بما يكفي من الحظ لإطلاق سراحهم فتعرضوا للقتل في السجن.

ومع هذا فبالنسبة لمجتمع يفتقد قيادة سياسية فعالة ويعاني من معدل هجرة عال من الصعب على مفكرين علمانيين ونشطاء حقوق الإنسان أن يُظهروا ما يكفي من النفوذ لتحقيق التوازن إزاء تأثير الكنيسة التقليدي على السكان. وعلى نحو عملي فإنه على الرغم من تردد صدى أفكار الديمقراطية والحريات السياسية جيدا على المستوى الشعبي إلا أن التطورات في الأشهر الماضية لم تصل إلى حد أن تجعل المسيحي العادي مقتنعا أن فرصة الوصول إلى سوريا ديمقراطية قابلة للتحقق.

ففي مقابلة مع قناة العربية الإخبارية اعترف جورج صبرا المنشق المسيحي البارز بدور الكنيسة الفعال في حشد السكان المسيحيين لصفها لكنه استشهد بفترة الحكم الديمقراطي القصيرة في سوريا لتذكير الحاطِّين من قدره أن المشاركة المسيحية في ذلك الوقت في الحياة الاجتماعية والسياسية قد غطت على كونهم أقلية عددية معتبرا ذلك برهانا على جاهزيتهم للعب أدوارهم السياسية بصورة كاملة.

وأيا ما يكون الأمر فحقيقة أن معظم المسيحيين في سوريا قد ظلوا في الظل نسبيا –حيث لم يجرؤ على مجابهة الحكم الاستبدادي للأسد إلا قلة من المفكرين ونشطاء حقوق الإنسان- لم تساعد كثيرا في حشد الجماهير المسيحية وراء المعارضة.

دلالات سياسية

بعث صعود أحزاب إسلامية إلى السلطة عبر أنحاء العالم العربي والظروف المتدهورة للأقباط في مصر مخاوف العنف الطائفي المشابهة لأيام ما بعد صدام في العراق.

هذا فضلا عن أن انفصال الأقليات عن التطورات الجارية في سوريا ربما يثمر أيضا محصلات غير مرغوبة. فلو قُدر لنظام الأسد أن يسقط فربما يتعرض المسيحيون لردة فعل عكسية بسبب امتناعهم عن المشاركة في الانتفاضة بما سيعتبر تورطا ضمنيا مع نظام الأسد. بل الأسوأ أن عدم كونهم لاعبين نشطاء في الثورة سيمنعهم من حصد المنافع السياسية في نظام اجتماعي سياسي مستقبلي في سوريا.

وعلى الجانب الآخر فإن العنف المستمر سوف يعطي المتطرفين هامشا من حرية الحركة لاستغلال وتقوية موقفهم وهو الشيء الذي سوف يصب في نهاية المطاف في صالح نظام الأسد ويمهد الطريق للمزيد من راديكالية وعسكرة الصراع. وفي هذه الحالة فإن حربا مدنية كاملة بين السنة والعلويين ربما تندلع، بل وحسب أسوأ سيناريو سيتطور هذا إلى تطهير عرقي ضد الأقليات المسيحية. وفي النهاية يتساءل المرء متعجبا: هل سيتطلب الأمر طاغية كي يقي المجتمع شر ما يفترض كونه حاكما أكثر تجبرا؟

رودي ساسين صحافي مستقل باحث في "اللبنانيون من أجل الاقتصاد والتنمية"

================

>البطريرك الراعي: الإصلاح إما أن يأتي من الداخل أولا يأتي

07 أيار , 2012

بيروت-سانا

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "الإصلاح إما أن يأتي من داخل الدول أو لا يأتي "معربا عن الأمل بأن" تحقق الدول العربية ربيعا ينبع من داخلها".

وقال البطريرك الراعي في كلمة خلال زيارته المركز الإسلامي اللبناني في مونتريال في كندا ولقائه ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نبيل عباس نشرت في بيروت "إن هناك من يعمل من أجل الفوضى والكراهية فنحن خيارنا أننا مسلمون ومسيحيون نشكل على تنوعنا ثروة كبيرة ولسنا عثرة".

وأعرب الراعي عن الأمل بأن تتوصل الدول العربية من الداخل وليس من الخارج إلى ميثاق وطني في كل دولة وأن تحقق ربيعها.

وأضاف البطريرك الراعي إن "المسيحية في الدول العربية عمرها ألفا سنة وأن المسلمين طبعوا ثقافتهم في هذه الدول إلى جانب المسيحيين لذلك نتطلع إلى ربيع حقيقي ربيع الديمقراطية والحريات وكرامة وحقوق الإنسان وما يتوق اليه شعب كل وطن وبلد فلا يمكن لأحد أن يفرض على أحد هويته وإصلاحه".

وأكد الراعي أن الذين إنتهجوا تقسيم لبنان وإنشطاره إختاروا العثرة موضحا أننا "نجدد إيماننا بلبنان الثروة الإسلامية المسيحية الغنية بالقيم فالإسلام في لبنان تسمية إضافية والمسيحية أيضا ".

وأضاف الراعي إن "هذه الثروة هي ثروتنا العظيمة ولذلك فإن لبنان لا يستقيم إلا إذا نظرنا بعضنا إلى بعض مسلمين مسيحيين أننا معا ثروة وقدرة وبهذا نستطيع أن نتحاشى ونتجاوز أي عثرة في حياتنا الوطنية والاجتماعية".

=================

البطريرك الراعي يدعو اللبنانيين إلى عدم التدخل في شؤون الدول العربية

70 أيار , 2012

بيروت-سانا

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي اللبنانيين الى عدم التدخل في شؤون الدول العربية او التحريض على ما يجري فيها .

وقال البطريرك الراعي في كلمة ألقاها في حفل عشاء أقامته المؤسسة المارونية للانتشار في مونتريال بكندا: "نحن ضد العنف وضد الحرب ولنا دور يجب أن نلعبه شرط ألا يكون التحريض على حمل السلاح والعنف ويجب ان نكون الى جانب اخوتنا في العالم العربي وعلينا أن نكون واحدا موحدا لكي نلعب دور الربيع في عالم عربي بحاجة الى ربيع والا سنكون مسؤولين عن أي تعثر قد يحصل في أي دولة عربية وهذا لا نريده".

وأضاف.. " يجب ألا نكون متفرجين على ما يحصل في البلدان العربية كما يجب ألا نكون محرضين فنحن نأمل ان يصل العالم العربي الى إيجاد حاجات الشعوب على الصعد السياسية بما يلزم من إصلاحات اقتصادية واجتماعية" .

وقال "اننا ننظر الى ربيع ديمقراطي في العالم العربي وإلى عالم عربي يحترم كل الحريات العامة وحقوق الانسان وكرامة كل شخص يعرف ان يفصل بين الدين والدولة".

=================

 الراعي إلى أميركا

الكاتب: (الانباء الكويتية)

التّصنيف: حكي جرايد

التاريخ: Monday, April 23

 غادر البطريرك الماروني بشارة الراعي بيروت الى المكسيك أمس في جولة تشمل كندا واميركا، وقد اتصل قبل المغادرة بالرئيس سليمان مهنئا بعودته من استراليا وقد تمنى له الرئيس زيارة موفقة وعودة سليمة. وتستغرق جولة البطريرك الراعي شهرا كاملا.

وردا على سؤال لنا عن موعد زيارة البطريرك الراعي الى سورية في اطار جولته على الأبرشيات المارونية في العالم قالت مصادر بكركي ان القانون الكنسي يوجب على البطريرك زيارة الأبرشيات مرة كل خمس سنوات، اما بالنسبة لزيارة ابرشيات سورية وعددها ثلاث، فهي متأخرة الآن وستحصل في أواخر جولاته الدولية المستمرة حتى الآن.

وكان البطريرك الراعي دعا الشعب الى الثورة على الحكام المتقاعسين عن تلبية احتياجات الناس، في سياق انتقاده للدعوة الى حجب المساعدات الحكومية عن المدارس الكاثوليكية الخاصة. لكنه عاد في المطار ليهنئ حكومة ميقاتي بالثقة التي حصلت عليها في مجلس النواب. وقال: كنا خائفين ان تسقط الحكومة، لأنها لو سقطت فمن الصعب ان تقوم مرة ثانية، ونشكر الله على انها بقيت.

=================

"الثورات العربية ومسيحيّو الشرق"

الفاتيكان، الاثنين 16 أبريل 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي كلمة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في المؤتمر 86 للمكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا والذي عقد في دار سيدة الجبل في 12 أبريل 2012.

* * *

1. يجري الكلامُ اليوم عن "الربيع العربي"، كنتيجةٍ منشودةٍ للثورات الجارية، ولكن بتفاوتٍ في الشكل والنوع، وتلاقٍ تقريباً في الأهداف، في مختلِف البلدان العربية، وهي، فضلاً عن العراق وفلسطين، تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسورية والمغرب وعمّان والأردن. إنها ثوراتٌ ذاتُ تأثيراتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول العربية الأخرى كالجزائر والسودان وموريتانيا والعربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة ولبنان.

في كلِّ هذه البلدان يُوجد جماعاتٌ مسيحية متفاوتة في العدد والطوائف، لكنّها في مُعظمها تعود إلى عهد السيد المسيح والرسل وأوائل عصور الكنيسة الناشئة. المسيحيون في هذه البلدان أصليّون وأصيلون، وطبعوا بثقافتِهم المسيحية الثقافاتِ المحلية، وأصبحتْ ثقافتُهم جزءاً جوهرياً من حضارات شعوبِ هذه البلدان. فلا يجوز النظر إليهم كأقلية، بل كمواطنين أصليّين لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات في بلدانهم.

فما هو تأثير الثوراتِ العربية على مسيحيّي الشرق، وما هو دورهم فيها وتجاهها، وماذا ينتظرون منها؟ قبل الإجابة على هذه الأسئلة، أطرحُ المعاييرَ التي تُقاس بها الثوراتُ من حيث الشكل والنتائج.

المعايير

2. يُحدِّد المُحلّلون أربعةَ معايير لهذه الإنتفاضات أو الثورات العربيّة، ويَقيسون بها نتائجَها الإيجابيةَ والسلبية على البلدان المذكورة. هذه النتائجُ لا تدخلُ في صميم الموضوع الذي أعالجه. المعايير الأربعة هي[1]:

أ. كسرُ حاجز الخوف النفساني الذي طالما قيَّد الحركات الشعبية، وصرفها عن محاولة التمرُّد، رغمَ الظروفِ القاسية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، التي كان يعيشها الشعب.

ب. أن تكون الإنتفاضة أو الثورة ذات طبيعة سلميّة، بحيث لا يضطرّ النظام الحاكم الى استخدام الوسائل القمعيّة أو السلاح لإفشال الثورات والمطالب.

ج. تَوَفُّر حدّ أدنى من التماسك الإجتماعي ومشاعر مشتركة للوحدة الوطنية بين مختلف مكوّنات المجتمع، لكي لا تؤثّر الفروقات الدينية أو العرقية أو السياسية في إضعاف حركات المطالبة بالإصلاحات وإلاّ بمقاومة النظام، وإفشال المقاومة الشعبية.

د. موقف الجيش من التمرّد الشعبي المدني، بحيث أنّه، إذا كان داعماً للحركات الشعبية أو متّخذاً موقفاً حيادياً منها، فثمّة فرصةٌ كبيرة لنجاح الثورة أو الانتفاضة، بينما إذا تبنّى موقف النظام الحاكم، فسوفَ يُنزِل خسائر جمّة في صفوف المتظاهرين، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نتائج الإنتفاضات.

تأثير الثورات على المسيحيين ودورهم فيها

3. يتميّز المسيحيون في جميع البلدان العربية، بشهادة حكّام هذه البلدان، بأنّهم موالون للسلطة القائمة وللدولة، من دون أن يوالوا أنظمتها السياسية احتراماً منهم لأغلبية المواطنين المؤلّفة من المسلمين باختلاف مذاهبهم.

لكنّهم يتأثّرون مثل سواهم من المواطنين، ويعانون من الأزمات السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية، ومن النواقص في الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية، ومن جَور الأنظمة الإستبداديّة او الظالمة، ومن التمييز بين فئات المواطنينن لاعتبارات متنوّعة. ولذلك اضطرّ الكثيرون منهم إلى هجرة أوطانهم بحثاً عن حياة كريمة.

وإنّهم يشاطرون مواطنيهم بما يطالبون به، أعني: الحقوق التي تعود لهم لكي يعيشوا في جوّ من الديموقراطية واحترام كرامة الإنسان والمشاركة في الشأن العام؛ وينعموا بحياة إقتصادية وإجتماعية وثقافية كافية وكريمة؛ ويساهموا في تنمية أوطانهم وتحقيق ذواتهم فيها، وتحفيز قدراتهم وإمكاناتهم على أرضها.

غير أنّهم يرفضون اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح، بحكم ثقافتهم، ويؤثرون الوسائل السلميّة كالحوار والتفاوض وحلول التسوية.

دور المسيحيين تجاهها

4. لا يقف المسيحيون موقف المتفرّج تجاه الثورات والإنتفاضات، بل عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل السلام والتفاهم وإحلال العدالة الشاملة، وأن يعيشوا الشركة والتضامن فيما بينهم ومع سائر مواطنيهم، ويشهدوا لمحبة المسيح الإجتماعية، بما يقومون به من خدمات تربوية وإجتماعية وإنمائية، بمبادرات خاصة، إلى جانب مؤسسات الكنيسة التربوية والاستشفائية والاجتماعية والراعوية. إن الإرشاد الرسولي في أعقاب جمعية سينودس الاساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط، الذي سيوقّعه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ويوزّعه، اثناء زيارته الراعوية إلى لبنان من 14 الى 16 أيلول المقبل، سيشكّل في مضمونه برنامج عمل على هذا الصعيد. وسيَعقُد لهذه الغاية بطاركةُ الكنائس الشرقية وأساقفتها في العالم العربي والشرق الاوسط، إجتماعاً في لبنان، في أوائل كانون الأول 2012، لوضع خطة عمل تطبيقية مشتركة.

5. لا يمكن النظر إلى المسيحيين كأقليّة في بلدانهم، بل يجب النظر إليهم كمواطنين أصيلين وأصليين في عالمهم العربي، وبهذه الصفة هم مثل غيرهم من المواطنين العرب، وهم معهم أغلبية؛ وكروّاد فكر وحضارة في بلدانهم، وليسوا على هامش التاريخ في المنطقة؛ وكلاعبي دور سياسي ووطني، في بلدانهم، وقد نشروا مشاريع التحرّر والاستقلال والوحدة في المحيط العربي. فلم تتغلّب "مسيحيتهم" على عروبتهم ووطنيتهم، بل كانت ثقافة "العيش المشترك" فلسفتهم الجامعة؛ وعلى المستوى المسيحي، كأعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة الحاضرة من خلالهم بكل هويتها ورسالتها.

فيما يُنتظر "الربيع العربي" الذي سينتج عن الأحداث والانتفاضات والثورات، ينبغي على المسيحيين أن يُحققوا "الربيع المسيحي" بحيث يؤدّون دورهم في السعي إلى نبذ العنف والعمل على تعزيز التفاهم والتسوية بالحوار والمؤتمرات الرسمية. وعليهم أن يحافظوا على وجودهم في بلدانهم وعلى أراضهم، ويواصلوا ماضيهم في حاضرهم. فيرفعوا لواء العروبة كحضارة وتراث وعيش مشترك، وانفتاح على قيم الحداثة، وقبول التحدّي الديمقراطي في انتاج التنوّع الحرّ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري؛ ويتابعوا النهضة العربية التي حققها اجدادهم، في اوائل القرن التاسع عشر، على يد كوكبة من مئات رجالات الأدب والثقافة والفكر، أسماؤهم معروفة ولا مجال لتعدادها هنا. لم يقتصر نتاج المسيحيين على القطاع الادبي، بل شمل كل مجالات الفن أيضاً. نستطيع أن نتساءل أمام هجرة المسيحيين من أوطانهم العربية والحدّ من دورهم الفاعل: كيف يمكن أن تكون الثقافة العربية عربية من دونهم، وأية ثقافة ستكون؟ وأية مجتمعات عربية وإسلامية ستكون من دون الحضارة المسيحية، التي كانت في أساس تكوينها؟

إن الصراع المذهبي القائم أقليمياً مع ارتباطات دولية، يحتاج إلى الوجود المسيحي كعنصر إجتماعي وحيد يمكنه أن يضع التمايزات الطائفية على معيار وطني جامع، وأن يحمي العروبة، ويحمي الدين نفسه من التمزّق الطائفي.

ماذا ينتظرون؟

 إنَّ ما ينتظره المسيحيون من الثورات والانتفاضات والمطالب يدور حول ما يلي:

أ- حماية العيش المشترك، لا كمجرّد تواجد حسّي، بل تعزيز المشاركة في الحياة والترابط والتفاعل في الهوية الثقافية والروحية مع مواطنيهم، وكمسؤولية متبادلة عن بعضهم البعض.

ب- البلوغ في بلدانهم إلى الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والدولة، ولا تكون الدولة دينية وتميّز بين المواطنين على مستوى انتمائهم الديني، بل تعتمد المواطنة كأساس.

ج- المشاركة السياسية في الحياة العامة على أساس المواطنة، بحيث يتمثَّل المسيحيون في الحكم والإدارة، لكي يساهموافي إنماء مجتمعاتهم بما أوتوا من قدرات ومواهب وإمكانيات.

د- تَوَفُّر الأمن الاجتماعي والغذائي، لكي يتمكّن الجميع من العيش بطمأنينة ويحققوا ذواتهم. فالأمن حق لك مواطن، والدولة مسؤولة عن توفيره. توفير الأمن لا يعني حماية الأقلية من قبل الأغلبية، بل يعني الحق الأساسي والمشترك للجميع.

ه- إحترام الحريات العامة والأساسية، ولاسيما حرية العبادة والمعتقد والتعبير والرأي، وتعزيزها. فالحرية هي أوكسجين المواطن والمؤمن، وهي من صميم الثقافة المسيحية، وتشكّل ثابتة أساسية عندهم على المستوى الاجتماعي والسياسي والديني.

و- الاعتراف بالتنوّع وقبول الآخر المختلف في الدين والرأي والانتماء. فالتنوّع ثروة وغنى في المجتمعات، ومُكوِّن لهوية كل بلد وشعب. وبالتالي رفضْ كل أشكال التمييز والتعصّب ونبذ الآخر والخوف والحذر من الآخر والتقوقع على الذات. وأيضاً معرفة الآخر كما يُريد هو أن يُعرف وأن يُعرِّف بنفسه.

ز- إحلال النظام الديمقراطي القائم على احترام إرادة الشعب وتطلعاته، وعلى تداول السلطة، وتعزيز الحريات العامة، واحترام حقوق الانسان وكرامة الشخص البشري، واعتماد أسلوب الحوار والتشاور والتوافق.

ح- إجراء تعديل في التشريعات التي تُميّز بين المسلمين والمسيحيين في حقوق هؤلاء بتشريعات خاصة بأحوالهم الشخصية، ولا سيما ما يختصّ بالزواج ومفاعيله القانونية، والزيجات المختلطة وصلاحيات محاكمهم الروحية، والإرث والتوارث من حيث المساواة بين الزوجين، أياً كان انتماؤهما الديني، وبناء الكنائس وترميمها[2](2).

ط- تمتين روابط الأسرة العربية، بحيث تُوحِّد قواها الاقتصادية والاجتماعية والانمائية والحضارية، وتستعيد دورها الفاعل في الأسرة الدولية.

الخاتمة

6. اودُّ أن أهنّئ منظّمي هذا المؤتمر وأشكر كل المشاركين فيه والمحاضرين من لبنان والخارج، مع شكر خاص لحضرة الأب مروان تابت، الأمين العام للمكتب الكاثوليكي الدولي في الشرق الاوسط وشمالي أفريقيا، الذي وجّه إليَّ الدعوة باسمكم للمشاركة فيه. أتمنّى لأعمال هذا المؤتمر النجاح، لخير مجتمعاتنا وأزدهارها ووحدتها وسلامها، وتعزيز دور المسيحيين فيها.

=================

جُلجلة الراعي

ادمون صعب

«يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق». سفيان الثوري

في «أسبوع الآلام» الذي انتهى الأحد الماضي بعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، خُيّل لمسيحيي 14 آذار، وللمتعاطفين معهم في الداخل والخارج، ان آلام المسيح لن تنتهي بسهولة، وانه سيبقى يُضرب ويُجلد وتوجّه إليه أبشع النعوت، إلى ان يتراجع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن مواقفه في شأن الشراكة الداخلية، خصوصاً مع المقاومة وشرعية سلاحها ما دام موجهاً ضد العدو الإسرائيلي، وبإزاء سوريا والثورات العربية التي توحي إمكان حلول أنظمة إسلاموية متشددة مكان الأنظمة الديكتاتورية التي أسقطتها الشعوب، الأمر الذي يثير قلقاً في نفوس المسيحيين. وربما كان الموقف الأكثر إزعاجاً لـ«جماعة 14» ولمسيحييهم في الدرجة الأولى، اعتبار الراعي ان سوريا قد تكون الأقرب إلى الديمقراطية من سواها بفضل نظامها العلماني الذي لا يميز بين المواطنين على أساس الدين والمذهب. وقال ان «بكركي لم تقل يوماً بالعداء لسوريا»، ولكن «إذا حصلت حرب أهلية بين السنة والعلويين في سوريا، فإن المسيحيين هم من سيتأثر، وسيدفعون الثمن في كل الأنظمة المتشددة».

ولكن ما خيّل إلى سياسيي 14 آذار بقي في عالم الخيال، إذ ان المسيح أنهى عذاب الجُلجلة بالصلب وبالطعن بحربة في الجنب، وبشرب الخل، بدل الماء، من اسفنجة، وانه بذلك قد افتدى الإنسانية وحاول تخليصها من الظلم، ثم أُنزل عن الصليب ودُفن و«قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما جاء في الكتب».

ورأى بعض مقاطعي بكركي ممن يخالفون البطريرك في آرائه وتوجهاته التصحيحية للأخطاء التي ارتُكبت سابقاً وتسببت في انقسامات حادة في صفوف المسيحيين، رأوا «تعزية» في «جناز المسيح» الذي أقيم «الجمعة العظيمة» في جامعة الروح القدس بالكسليك، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأركان الدولة، وفي غياب البطريرك الراعي الذي ترأس رتبة متواضعة في المناسبة بكنيسة الصرح البطريركي كانت في خشوعها ورهبتها أقرب إلى روح المناسبة ورمزيتها من «مسرحة» جناز المسيح في الكسليك، الذي حجزت فيه المقاعد الأمامية في صالة الاحتفالات لأصحاب المقامات والألقاب والوجاهة… وكأن المناسبة ليست ليتورجيا لأكثر الأيام حزناً في تاريخ المسيحية.

وكما احتفل البطريرك الراعي بجناز المسيح ببساطة في كنيسة الصرح، كذلك احتفل فيها بالفصح والقيامة في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي تعتبر مشاركته في قداس الفصح وتهنئته البطريرك بالعيد تقليداً متوارثاً عن أسلافه. وأضيف إليه هذه السنة عنصر «كسر المقاطعة» التي اعترف بها الرئيس: «بحضور رئيس الجمهورية يجب إلا نتحدث عن المقاطعة».

ولقد كانت القيامة مناسبة لتأكيد الراعي رسالته الحبرية «شراكة ومحبة»، والتمسك بها والتوسّع في إظهار أبعادها التي تشمل الشرق كله، إذ هو «بطريرك إنطاكية وسائر المشرق».

وفي مقدم هذه المواقف المستقاة من «الإرشاد الرسولي»، ان همه منصبٌّ حالياً على «إحياء لبنان بالنسبة إلى جميع سكانه. إذ لا يمكن إقصاء أحد، أو الاستغناء عن أحد، أو إلغاء أحد، ولتبق الخيارات السياسية المتنوعة غنى ووسيلة للوصول إلى الخير العام الذي منه خير كل إنسان». وإن الكنيسة تعمل «من أجل وحدة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، بعيداً عن أي انقسام، أو عداوة، وعن أي اصطفاف وتلون وانحياز».

وفي رد بليغ على الأطراف الذين يستدرجون الخارج للتدخل في الشأن الداخلي والتأثير على القرار السياسي، سواء أكان هذا الخارج إقليمياً أم دولياً، قال: «نعمل لتجنب إدخال وطننا في لعبة المحاور والأحلاف الإقليمية والدولية، أكان على أساس سياسي، أم ديني مذهبي»، داعياً إلى إعلان حياد لبنان «بحيث يستطيع ان يكون عنصر سلام واستقرار في المنطقة».

هكذا رد البطريرك على نقيق الضفادع السياسية بمواقف مبدئية قد تضعه في مواجهة مع قوى إقليمية ودولية لم يظهر انه يأبه لها، خصوصاً خلال زيارتيه لفرنسا والولايات المتحدة حيث قيل ان أطرافاً محليين وإقليميين حرضوا عليه الإدارة الأميركية، بسبب مواقفه من النظام السوري، حتى لا يُعطى موعداً لمقابلة الرئيس باراك أوباما. وهو في ذلك يقتفي خطى البطاركة الكبار الذين واجهوا قوى عظمى وفي مقدمها فرنسا عبر البطريرك الياس الحويك يوم كانت تفاوض الأمير فيصل على إلحاق لبنان بسوريا في مملكة الشريف حسين، ثم عبر البطريرك انطون عريضة الذي تضامن مع سوريا في ثورتها ضد الانتداب الفرنسي وقد شهدت أرضها معارك ضارية أهمها معركة ميسلون التي استشهد فيها وزير الدفاع السوري يوسف العظمة. كما تضامن معها في رفض احتكار التبغ تحت اسم «الريجي» المستمرة حتى اليوم، وهو أرسل برقية إلى وزارة الخارجية الفرنسية «باسم اللبنانيين والسوريين ضد أي احتكار».

واحتجاجاً منه على الموقف غير المبالي للنواب المسيحيين في مجلس النواب من موضوع الاحتكار صرّح عريضة: «ليس غير المسلمين عندهم وطنية، وليسوا عبيداً للفرنسيين كما هم النواب المسيحيون». ولشدة حماسة السوريين لوقوف البطريرك إلى جانبهم في مواجهة الفرنسيين، سارع نائب دمشق فخري البارودي إلى الجامع الأموي الكبير وتلا كلام البطريرك في صلاة الجمعة. فدعا المصلون للبطريرك وأخذوا يهتفون: «لا إله إلا الله، والبطريرك حبيب الله». ثم صرّح لوفد صحافي زار بكركي: «نحن مظلومون، والسوريون مظلومون، وقد وحدت المظالم بيننا وبينهم. فكانوا لنا، وكنا لهم، والمظلوم للمظلوم أخ وأهل، كما ان الغريب للغريب أخ وأهل».

وأثار موقف البطريرك هذا غضب فرنسا التي سعت إلى تحريض الفاتيكان عليه دون أن تجد استعداداً للتنازل من جانبه للدولة العظمى.

وكانت بكركي تعج بالوفود السورية في المناسبات الاحتفالية مثل عيد مار مارون وعيد جلوس البطريرك. وشارك عريضة في عيد 1936 وفد سوري ضم السادة: شكري القوتلي، وجميل مردم بك، وفخري البارودي، ولطفي الحفار، ونسيب البكري، والدكتور الشيشكلي.

وتجاهل البطريرك كما اليوم مقاطعة الكتلة الوطنية بزعامة إميل اده للاحتفال، باستثناء حبيب أبو شهلا الذي حضر و اتخذ موقفاً متحفظاً.

وبإزاء الإشاعات التي روجها الفرنسيون بأن البطريرك يعمل للوحدة مع سوريا، حدد عريضة في «مانيفست» من 8 نقاط طبيعة العلاقات اللبنانية ـ السورية، مؤكدا أن البطريرك «يطلب الاستقلال لسوريا كما يطلبه للبنان»، وان «لبنان وسوريا لا يمكنهما ان يعيشا منفصلين أحدهما غريب عن الآخر، ولا يمكن ان يسيرا في طريقين مختلفين. لذا نحن متحدون ومتكاتفون. نحن صوالحنا متماسكة بعضها ببعض، فلا يمكن لنا أو لأية فئة أو بلد ان يستقل عن الآخر، فيجب أن نعيش إذن على اتفاق ووفاق».

وهذه خريطة طريق لا بد ان يكون البطريرك الراعي قد نظر في بعض نقاطها واستهدفها موقفه الأخير مما يجري في سوريا.

ولأن الخصام مع فرنسا لم يدم طويلاً، ونال لبنان استقلاله بعد 7 سنوات من الاحتفال بجلوس البطريرك، فقد واظبت بكركي على إقامة قداس على نية فرنسا في ثاني أيام عيد القيامة. وقد أفصح البطريرك في قداس هذه السنة عن قلقه من استمرار هجرة المسيحيين، ولا سيما من لبنان، جراء ما وصفه بعجز «المجموعات البشرية المنتمية إلى مذاهب عدة، عن صقل قدر مشترك أو إيجاد مصالح مشتركة»، وهذا يؤدي إلى يأس وإحباط، إذ «ما من حياة تستأهل أن تستمر على أرضنا (…) إلا إذا أدرك الناس انهم من طينة واحدة، وعليهم أن يعيشوا سوياً، ويتعاونوا لما فيه خيرهم جميعاً. ويكون من التناقض ان يتم فصلهم وفق الديانات، أو الأعراق، أو حتى المذاهب».

هل هذه وصية، أم دعوة إلى التمسك بالأرض والتلاقي والوحدة لوقف الهجرة والانخراط في مشروع الدولة التي لم ترد في الأدبيات المسيحية سوى متأخرة نظراً إلى أن أقصى ما نشده أهل جبل لبنان هو الحكم الذاتي، وأن تكون الصخور والأودية ملاذاً و«أرض ميعاد».

السفير

=================

واقف البطريرك الراعي أحدثت فرزاً مارونياً لم يكن يرغبه

14 آذار تعتبر البطريرك صفير مُرشدها السياسي

كمال ذبيان

Thursday, April 12, 2012 - 12:07 AM

الديار

عندما انتخب المطران بشاره الراعي بطريركيا للموارنة كان تعليق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه سيتم الترحم على البطريرك صفير وكان يقصد بأن البطريرك الجديد سيكون اقسى واشد في المواقف التي تتعلق «بحزب الله» وسوريا، ولن تقاس بمواقف سلفه التي كانت متشددة تجاه سلاح «حزب الله» والعلاقة معه الى رفضه زيارة سوريا واقامة علاقة مع نظامها.

وما تنبأ به جعجع لم يصح وهو ما يؤخذ عليه انه لم تتحقق اية نبوءة سياسية او رؤية سياسية توقع ان تحصل منذ خروجه من السجن قبل سبع سنوات وكانت تصريحاته محل سخرية وعدم النظر اليها بجدية من قبل سياسيين ووسائل اعلام، وان الموقف من الراعي هو من ضمن ما اعلنه عن تنحي الرئيس اميل لحود الى انتخاب رئىس جمهورية بالنصف زائدا واحدا الى «حزب الله» واخيرا اطلاقه مواعيد لسقوط النظام السوري.

ولقد فوجئ جعجع منذ ان اعتلى الراعي الكرسي البطريركي التي «اعطي مجد لبنان لها» ان مواقفه السياسية والوطنية تسير بغير الوجهة التي ظن ان البطريرك الجديد سيسلكها وان تحليله نابع من مواقف تاريخية للراعي كانت تعتبر متطرفة بشأن «حزب الله» وسوريا والانفتاح الداخلي على ما كان عليه البطريرك صفير لذلك توقف عند اعلانه بعد تنصيبه بطريركيا انه لن يتأخر عن زيارة سوريا حيث بلع رئيس «القوات اللبنانية» الموقف واعتبره بروتوكوليا لكن ما اعلنه من باريس دفاعا عن «حزب الله» وسلاحه ودعوته الغرب الى إزالة سبب وجود السلاح وهو اسرائىل وربطه بحل الوجود الفلسطيني في لبنان الى اعتبار النظام السوري السيئ هو افضل من النظام الاسوأ الذي سيحكم وسيؤثر على الوجود المسيحي منطلقا مما حصل في العراق وفلسطين وما جرى في مصر وقد اقلقه صعود الاسلاميين المتطرفين الى السلطة فسمى «الربيع العربي» خريفا وشتاء.

هذه المواقف التي لم تستحضرها قراءات الكف السياسية لجعجع صدمته، فترحم على البطريرك صفير ولكن في موقف مغاير لما ظنه اذ ظهرت بكركي منفتحة على الحوار مستندة الى شعار سيدها «الشركة والمحبة» فذهب الى كل الرعايا في كل المناطق فزارها حاملا مواقف تؤيد ما قاله في باريس واميركا ودول اخرى بأن اسرائىل هي سبب وجود المقاومة وان سوريا دولة فيها ديموقراطية اكثر من دول اخرى.

فبعد هذه المواقف للراعي عاد جعجع الى بطريركه السياسي صفير فرأسه قداس «شهداء القوات اللبنانية» السنوي في جونية وتحدث عن الوضع البائس لبكركي متجاوبا مع ما يقوله مؤسس «لقاء قرنة شهوان» الذي يرشح عنه انه لا يتلاقى مع طروحات الراعي.

وهذا المشهد ابرز وجود بطريركيين سياسيين في بكركي اذ غمز صفير من الزيارات المتكررة الى بكركي وحضوره القداديس في وقت قاطعت قوى 14 آذار التي ما زالت تعتبر البطريرك السابق مرشدها السياسي في حين ترى في البطريرك الحالي بطريركا لمسيحيي 8 آذار وهو المشهد نفسه الذي كان هؤلاء لا يرتاحون الى مواقف صفير ولا يعتبرونه سوى بطريرك ديني لهم وهو ما دفع بأنصار النائب سليمان فرنجية الى الهتاف له «انت البطريرك يا سليمان» ولا ينسى مؤيدو صفير ما فعله به عون في اثناء الحرب بعد اتفاق الطائف عندما هاجمت «جماعته» الصرح البطريركي وحاولت اذلال صفير الذي ايّد اتفاق الطائف.

فالخلاف الماروني خصوصا والمسيحي عموما حول مواقف البطريرك الراعي احدث فرزا لم يكن يرغبه والذي تمكن من جمع قادة الموارنة تحت عباءته ووسعه الى «لقاء ضم كل نواب الطائفة وهذه بادرة ايجابية عطّلها عدم الاتفاق على قانون الانتخاب بعد ان كاد مشروع «اللقاء الارثوذكسي» ان وحدهم شكليا لكن مضمونه رفضه «الشريك المسلم» فعاد الانقسام حول المسائل الاساسية حول الازمة السورية وسلاح «حزب الله» وهذا ما اعاق عودة «لم الشمل الماروني» حيث تحول الصراع السياسي الى شخصي عندما هاجم جعجع البطريرك الراعي بكلام شخصي قاس بوصفه بعبارة توحي انه «بلا شرف» مما ادى الى تباعد بين الرجلين تحول الى قطيعة ترجمت في عدم اتصال البطريرك شخصيا ومباشرة برئيس القوات مستنكرا محاولة اغتياله مما زاد من الجفاء والنفور، عبر عنه صفير متهما خلفه بأنه يميل الى عون اكثر من جعجع وهو الاتهام نفسه الذي كان يوجه الى صفير نفسه انه متبنٍ سياسيا لجعجع ضد عون.

==================

البطريرك الراعي: ماذا لو فرغ الشرق من مسيحييه؟

Thursday 12 Apr , 2012 1:39 PM

المصدر: agencies

افتتح المكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مؤتمره الـ 76 بعنوان "الثورات العربية ومسيحيو الشرق" في دار سيدة الجبل في فتقا في حضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي القى كلمة قال فيها :"يجري الكلام اليوم عن "الربيع العربي"، كنتيجة منشودة للثورات الجارية، ولكن بتفاوت في الشكل والنوع، وتلاق تقريبا في الأهداف، في مختلف البلدان العربية، وهي، فضلا عن العراق وفلسطين، تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسورية والمغرب وعمان والأردن. إنها ثورات ذات تأثيرات سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول العربية الأخرى كالجزائر والسودان وموريتانيا والعربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة ولبنان". أضاف: "في كل هذه البلدان جماعات مسيحية متفاوتة في العدد والطوائف، لكنها في معظمها تعود إلى عهد السيد المسيح والرسل وأوائل عصور الكنيسة الناشئة. المسيحيون في هذه البلدان أصليون وأصيلون، وطبعوا بثقافتهم المسيحية الثقافات المحلية، وأصبحت ثقافتهم جزءا جوهريا من حضارات شعوب هذه البلدان. فلا يجوز النظر إليهم كأقلية، بل كمواطنين أصليين لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات في بلدانهم. فما هو تأثير الثورات العربية على مسيحيي الشرق؟ وما هو دورهم؟ فيها وتجاهها، وماذا ينتظرون منها؟ قبل الإجابة عن هذه الأسئلة، أطرح المعايير التي تقاس بها الثورات من حيث الشكل والنتائج". وتابع: "يحدد المحللون أربعة معايير لهذه الإنتفاضات أو الثورات العربية، فيقيسون بها نتائجها الإيجابية والسلبية على البلدان المذكورة. هذه النتائج لا تدخل في صميم الموضوع الذي أعالجه. المعايير الأربعة هي:

أ- كسر حاجز الخوف النفساني الذي طالما قيد الحركات الشعبية، وصرفها عن محاولة التمرد، رغم الظروف القاسية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، التي كان يعيشها الشعب.

ب- أن تكون الإنتفاضة أو الثورة ذات طبيعة سلمية، بحيث لا يضطر النظام الحاكم الى استخدام الوسائل القمعية أو السلاح لإفشال الثورات والمطالب.

ج- توافر حد أدنى من التماسك الإجتماعي ومشاعر مشتركة للوحدة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع، لكي لا تؤثر الفروقات الدينية أو العرقية أو السياسية في إضعاف حركات المطالبة بالإصلاحات وإلا بمقاومة النظام، وإفشال المقاومة الشعبية.

د- موقف الجيش من التمرد الشعبي المدني، بحيث أنه، إذا كان داعما للحركات الشعبية أو متخذا موقفا حياديا منها، فثمة فرصة كبيرة لنجاح الثورة أو الانتفاضة، بينما إذا تبنى موقف النظام الحاكم، فسوف ينزل خسائر جمة في صفوف المتظاهرين، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نتائج الإنتفاضات".

وتناول تأثير الثورات على المسيحيين ودورهم فيها، فقال: "يتميز المسيحيون في جميع البلدان العربية، بشهادة حكام هذه البلدان، بأنهم موالون للسلطة القائمة وللدولة، من دون أن يوالوا أنظمتها السياسية احتراما منهم لأغلبية المواطنين المؤلفة من المسلمين باختلاف مذاهبهم.

لكنهم يتأثرون مثل سواهم من المواطنين، ويعانون الأزمات السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية، والنواقص في الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسية، وجور الأنظمة الإستبدادية او الظالمة، والتمييز بين فئات المواطنينن لاعتبارات متنوعة. ولذلك اضطر الكثيرون منهم إلى هجرة أوطانهم بحثا عن حياة كريمة.

وإنهم يشاطرون مواطنيهم بما يطالبون به، أعني: الحقوق التي تعود لهم لكي يعيشوا في جو من الديموقراطية واحترام كرامة الإنسان والمشاركة في الشأن العام، وينعموا بحياة إقتصادية وإجتماعية وثقافية كافية وكريمة، ويساهموا في تنمية أوطانهم وتحقيق ذواتهم فيها، وتحفيز قدراتهم وإمكاناتهم على أرضها.

غير أنهم يرفضون اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح، بحكم ثقافتهم، ويؤثرون الوسائل السلمية كالحوار والتفاوض وحلول التسوية".

وتحدث عن دور المسيحيين، فرأى "أن المسيحيين لا يقفون موقف المتفرج تجاه الثورات والإنتفاضات، بل عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل السلام والتفاهم وإحلال العدالة الشاملة، وأن يعيشوا الشركة والتضامن في ما بينهم ومع سائر مواطنيهم، ويشهدوا لمحبة المسيح الإجتماعية، بما يقومون به من خدمات تربوية وإجتماعية وإنمائية، بمبادرات خاصة، إلى جانب مؤسسات الكنيسة التربوية والاستشفائية والاجتماعية والراعوية. إن الإرشاد الرسولي في أعقاب جمعية سينودس الاساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط، الذي سيوقعه قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر ويوزعه، اثناء زيارته الراعوية للبنان من 14 الى 16 أيلول المقبل، سيشكل في مضمونه برنامج عمل على هذا الصعيد. وسيعقد لهذه الغاية بطاركة الكنائس الشرقية وأساقفتها في العالم العربي والشرق الاوسط، إجتماعا في لبنان، في أوائل كانون الأول 2012، لوضع خطة عمل تطبيقية مشتركة".

وأشار الى أنه "لا يمكن النظر إلى المسيحيين كأقلية في بلدانهم، بل يجب النظر إليهم كمواطنين أصيلين وأصليين في عالمهم العربي، وبهذه الصفة هم مثل غيرهم من المواطنين العرب، وهم معهم أغلبية، وكرواد فكر وحضارة في بلدانهم، وليسوا على هامش التاريخ في المنطقة، وكلاعبي دور سياسي ووطني، في بلدانهم، وقد نشروا مشاريع التحرر والاستقلال والوحدة في المحيط العربي. فلم تتغلب "مسيحيتهم" على عروبتهم ووطنيتهم، بل كانت ثقافة "العيش المشترك" فلسفتهم الجامعة، وعلى المستوى المسيحي، كأعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة الحاضرة من خلالهم بكل هويتها ورسالتها.

فيما ينتظر "الربيع العربي" الذي سينتج عن الأحداث والانتفاضات والثورات، ينبغي للمسيحيين أن يحققوا "الربيع المسيحي" بحيث يؤدون دورهم في السعي إلى نبذ العنف والعمل على تعزيز التفاهم والتسوية بالحوار والمؤتمرات الرسمية. وعليهم أن يحافظوا على وجودهم في بلدانهم وعلى أراضهم، ويواصلوا ماضيهم في حاضرهم. فيرفعوا لواء العروبة كحضارة وتراث وعيش مشترك، وانفتاح على قيم الحداثة، وقبول التحدي الديموقراطي في انتاج التنوع الحر السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، ويتابعوا النهضة العربية التي حققها اجدادهم، في اوائل القرن التاسع عشر، على يد كوكبة من مئات رجالات الأدب والثقافة والفكر، أسماؤهم معروفة ولا مجال لتعدادها هنا. لم يقتصر نتاج المسيحيين على القطاع الادبي، بل شمل كل مجالات الفن أيضا. نستطيع أن نتساءل أمام هجرة المسيحيين من أوطانهم العربية والحد من دورهم الفاعل: كيف يمكن أن تكون الثقافة العربية عربية من دونهم، وأي ثقافة ستكون؟ وأي مجتمعات عربية وإسلامية ستكون من دون الحضارة المسيحية، التي كانت في أساس تكوينها؟"

وأكد "أن الصراع المذهبي القائم إقليميا مع ارتباطات دولية، يحتاج إلى الوجود المسيحي كعنصر اجتماعي وحيد يمكنه أن يضع التمايزات الطائفية على معيار وطني جامع، وأن يحمي العروبة الدين نفسه من التمزق الطائفي".

ورأى "أن ما ينتظره المسيحيون من الثورات والانتفاضات والمطالب يدور حول ما يأتي:

أ- حماية العيش المشترك، لا كمجرد وجود حسي، بل تعزيز المشاركة في الحياة والترابط والتفاعل في الهوية الثقافية والروحية مع مواطنيهم، وكمسؤولية متبادلة عن بعضهم البعض.

ب- البلوغ في بلدانهم إلى الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والدولة، ولا تكون الدولة دينية وتميز بين المواطنين على مستوى انتمائهم الديني، بل تعتمد المواطنة أساسا.

ج- المشاركة السياسية في الحياة العامة على أساس المواطنة، بحيث يتمثل المسيحيون في الحكم والإدارة، لكي يساهموا في إنماء مجتمعاتهم بما أوتوا من قدرات ومواهب وإمكانات.

د- توافر الأمن الاجتماعي والغذائي، لكي يتمكن الجميع من العيش بطمأنينة ويحققوا ذواتهم. فالأمن حق لك مواطن، والدولة مسؤولة عن توفيره. توفير الأمن لا يعني حماية الأقلية من الأغلبية، بل يعني الحق الأساسي والمشترك للجميع.

ه- إحترام الحريات العامة والأساسية، ولا سيما حرية العبادة والمعتقد والتعبير والرأي، وتعزيزها. فالحرية هي أوكسجين المواطن والمؤمن، وهي من صميم الثقافة المسيحية، وتشكل ثابتة أساسية عندهم على المستوى الاجتماعي والسياسي والديني.

و- الاعتراف بالتنوع وقبول الآخر المختلف في الدين والرأي والانتماء. فالتنوع ثروة وغنى في المجتمعات، ومكون لهوية كل بلد وشعب. وبالتالي رفض كل أشكال التمييز والتعصب ونبذ الآخر والخوف والحذر من الآخر والتقوقع على الذات، ومعرفة الآخر كما يريد هو أن يعرف وأن يعرف بنفسه.

ز- إحلال النظام الديموقراطي القائم على احترام إرادة الشعب وتطلعاته، وعلى تداول السلطة، وتعزيز الحريات العامة، واحترام حقوق الانسان وكرامة الشخص البشري، واعتماد أسلوب الحوار والتشاور والتوافق.

ح- إجراء تعديل في التشريعات التي تميز بين المسلمين والمسيحيين في حقوق هؤلاء بتشريعات خاصة بأحوالهم الشخصية، ولا سيما ما يختص بالزواج ومفاعيله القانونية، والزيجات المختلطة وصلاحيات محاكمهم الروحية، والإرث والتوارث من حيث المساواة بين الزوجين، أيا يكن انتماؤهما الديني، وبناء الكنائس وترميمها.

ط- تمتين روابط الأسرة العربية، بحيث توحد قواها الاقتصادية والاجتماعية والانمائية والحضارية، وتستعيد دورها الفاعل في الأسرة الدولية".

وختم: "أود أن أهنئ منظمي هذا المؤتمر وأشكر كل المشاركين فيه والمحاضرين من لبنان والخارج، مع شكر خاص لحضرة الأب مروان تابت، الأمين العام للمكتب الكاثوليكي الدولي في الشرق الاوسط وشمالي أفريقيا، الذي وجه إلي الدعوة باسمكم للمشاركة فيه. أتمنى لأعمال هذا المؤتمر النجاح، لخير مجتمعاتنا وأزدهارها ووحدتها وسلامها، وتعزيز دور المسيحيين فيها".

====================

العونيّون انتقلوا من براد الى بكركي

 

           

0

 

inShare

Thursday, April 12, 2012 - 12:09 AM

العونيّون انتقلوا من براد الى بكركي

«القوات» تنتظر لتحجّ الى قبر مارون في سوريا

الراعي «ناطر» زيارة الحكيم.. لا حقد ولا ضغينة

ابراهيم جبيلي

من راقب استدارة الأحزاب المسيحية، معارضة وأكثرية، حول الصرح البطريركي، بعضهم زائر دائم جديد في كار الصلاة والتعبد، والبعض الآخر يقاطع بعدما استفاد حتى آخر نقطة من على درج بكركي. فمن يراقب يتأكد بأن الصراع الدائر هو كيدي ولا علاقة إيمانية به، بل الهدف هو الفوز بالمقر وضمان وقوفه الى جانبه، أو يسعى البعض الى تعطيله قبل أن تداهمه الانتخابات النيابية، والمعركة حالياً يخوضها العماد ميشال عون في مواجهة الدكتور سمير جعجع، والإثنان جعجع وعون حيّدا حلفاءهما المسلمين، لأن أي تدخل منهم سوف يرتد عليهما وعلى شعبيتهما ويصيبهما بأفدح الأضرار، لأن المقام الماروني لا يعالجه إلاّ أبناء الطائفة.

وفي هذه الأيام، يحتشد العونيون على غير عادتهم في أروقة الصرح، حفظوا جدول مواقيت الصلاة، ولا يفوتون أي قداس، وشوهد بعضهم يتلو «التسعوية»، لأن قناعاتهم عادت بهم إلى مقولة أن الكنيسة القريبة بتشفي. ولم يعد أمامهم تحمل مشقات السفر بالباصات التي كان يستأجرها بيار رفول والميسورون للإنتقال الى براد في سوريا. وأصبح مار مارون القريب يلبي لهم احتياجاتهم طالما أن البطريرك الراعي جالس على كرسي مجد لبنان.

وفي المقابل، تعيش القوات اللبنانية على أمل أن يزهر «الربيع العربي» في سوريا، لتحج مع المؤمنين من أنصارها الى قبر القديس مارون في براد، فالمكان جهّزه العونيون خلال السنوات الماضية، ورمموا قبر القديس من اموال المتبرعين، فالقواتيون ترسخت لديهم القناعة حالياً بأن الكنيسة التي غادرها صديقهم الكاردينال مار نصرالله صفير لم تعد تشبههم، وأصبحت بكركي مقراً لقوى 8 آذار ولمحور الممانعة، وأصبح نبيل نقولا وعباس الهاشم يتقدمان الصفوف الأمامية، يصغيان باعجاب ودهشة لخطابات الراعي، ويحفظان الارشاد الرسولي عن ظهر قلب.

وهكذا تقاسم العونيون والقواتيون أبا الطائفة المارونية، كنيسة هنا تجمع مسيحيي 8 آذار ومنسوبهم في الأكثرية، وكنيسة أخرى منتظرة ينضم اليها مسيحيو المعارضة وبعض حلفائهم في 14 اذار.

وبينما يشتد الصراع بين المسيحيين في المعارضة وفي الموالاة، وضع المتقاتلون سيد بكركي في وسط حقل رمايتهم، التيار الوطني الحرّ يحتمي خلف «جبّة الراعي»، وأركانه يتضامنون مع بكركي على عماها، ولم يعد يغيظ العونيون اذا تحدث رجل الدين بالسياسة، طالما أن مضمون الحديث يتطابق مع التوجهات العونية، ورؤية بكركي حول الربيع العربي والحراك في الداخل السوري تشبه كثيراً نظرة الرابية لهذه التطورات، حينها يحق لرجال الدين ما لا يحق لغيرهم.

وفي المقابل، فإن القوات اللبنانية «طوشتنا» بضرورة عدم المسّ بالمقام الديني، وان الكاردينال صفير إذا أخطأ بالسياسة لا تجوز مساءلته، بل المطلوب زيارته ومناقشته بهدوء وبصمت احتراماً للمركز السامي الاحترام. لكن اليوم تغيّر هواء بكركي، وغيّر الراعي تاريخها، وأصبحت تعابير «غير مؤهل» سهلة، يستطيع الدكتورجعجع أن يطلقها في حديثه التلفزيوني.

ومن ناحيتها فإن بكركي المدهوشة بعودة ابنها العماد ميشال عون الى كنفها، لا تسعى جاهدة الى إعادة ابنها الذي غادرها منذ مدة، وهذا ما أدى الى سلسلة من الأحاديث الهامسة وحفلات «القيل والقال»، ننقلها كما وردت من المعارضين للسياسة التي ينتهجها البطريرك الراعي، وفيها أن بعض الاساقفة يطلبون من الدكتور سمير جعجع أن «يطوّل باله»، فالراعي سيغيّر في القريب العاجل، كما أن البعض ينقل الى معراب ما يقوله الراعي في مجالسه الضيقة، ومعظمه كلام إنتقادي ضد الحكيم، وبأنه لن يسمح له ولا لغيره بأن يقحم المسيحيين في معاركهم مرة جديدة، كما أن بعض المقربين للراعي سمعوا مقتطفات من الاتهامات التي تردهم من معراب، وفيها أن حرم بكركي بات يضجّ بالمشاريع العمرانية للمقربين، كما أن الادارة في المقر تغيرت كلياً وأن القادمين الجدد عينهم المقربون والأقارب برواتب عالية جداً.

بعيداً عن موجة «القيل والقال» التي وجدت من يبثها ويوزعها ولم تجد أحدا يتبناها، فإن العودة الى بكركي ومعراب تؤكد بأن الجهود العاملة للتسوية على هذا الطريق تلزمها وساطة عالية، ولا ضير أن يقوم بها رئيس الجمهورية، خصوصاً أن الأجواء في كلا المطرحين تسهل هكذا وساطات وتساهم في نجاحها.

ففي معراب حركة لا تهدأ، والأركان في الداخل توزعوا بين استقبال المهنئين بسلامة الحكيم وبين التحضير اللوجستي لوصول قيادات الرابع عشر من آذار، الذين قرروا عقد اجتماعهم التضامني في مقرّ قائد القوات اللبنانية، وفيما ينصرف البعض من أهل الاختصاص والتحليل الى قراءة متأنية للتصريح الذي اطلقه الكاردينال مار نصرالله صفير، وتحديداً الفقرة التي قال فيها إنه لا يحبذ محاولات الاغتيال، خصوصاً عندما تستهدف اناساً لهم مكانتهم مثل رئيس حزب القوات اللبنانية، لكن هذا يحدث لسوء الحظ.

فرغم اصرار المعنيين في معراب على منع الاصطياد في المياه بين بكركي ومعراب، فإن البعض وجد في كلام صفير تعويضاً معنوياً عن التقصير الذي صدر خلال اسبوع الآلام وعيد الفصح المجيد، علماً أن الأهداف النبيلة لهذا الاسبوع المنصرم تحمل شعار: لنصافح بعضنا بعضا، وعدم حضور الحكيم الى بكركي سببه حادثة اطلاق النار على مقره.

وطالما ان «الصفح والمصافحة» لم يحصلا، فان اوساطاً كنسية تؤكد أن صاحب الغبطة «زعلان» بشكل جدّي وأكيد، وهو يعتبر أن الكلام الذي قاله الدكتور جعجع يشكل اهانة شخصية للراعي، لكن تأكدوا، تضيف الأوساط الكنسية، بأن البطريرك «ناطر» أن يزوره الحكيم بعيداً عن الأضواء وعن الإعلام، وأن الزيارة الليلية سوف تمحو ما علق في الأذهان. وتصف الأوساط الكنسية ما أقدم عليه جعجع بأنه زلة لسان وغيمة صيف عابرة، فبكركي هادئة وسيّدها ارسل الاشارات الواضحة لمن يعنيهم الأمر، أثناء استقباله للوزير السابق ايلي سكاف، عندما قال: نضع أيدينا بأيدي بعضنا ونحن لسنا ضد أي انسان وليس لدينا حق ولا ضغينة على أي إنسان.

====================

رافضا التعليق على مواقف الراعي، البطريرك صفير: كل الجماعات مسلحة في لبنان وهذا يعني أنهم ينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم البعض

أعلن الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير رغبته في “أن يكون اللبنانيون مجمعين حول شخص السيد البطريرك”، قائلاً ” لو كنت آمل خيراً من زيارة سوريا لكنت قمت بها “.

وقال صفير، في حديث لصوت لبنان (100.5) ، “إذا فكّرنا في ما حولنا نرى أن وضع لبنان مازال أحسن من سواه “، لافتا الى انه ” لا يمكن للبنان أن يزدهر إذا كان جيرانه في وضع لا يسمح له بالازدهار “.

ووصف صفير الوضع في سوريا بأنه ” هشّ “، ولم يستبعد تحوّل الصراع الى حرب اهلية وقال ” ربما يتحوّل، فهناك قسم من السوريين مع الدولة وقسم ضد الدولة وهم على طرفي نقيض، وإذا ظلَ الوضع كذلك فإن العاقبة وخيمة “.

وحول الاشكالية التي تثيرها مواقف البطريرك الراعي من سوريا واعتباره نظامها الأقرب الى الديموقراطية قال: ” لا يمكنني أن أعلّق على كلام السيد البطريرك فهو حر في كلامه “.

وإذا كان نادماً على عدم زيارة سوريا للقاء الرئيس السوري قال: ” لو كنت آمل خيراً من الزيارة لكنت قمت بها “.

وعن سبب صدور النداء الاول لمجلس المطارنة الموارنة رأى ” أننا كنا نشعر أن سوريا بلد مستقل ولها وضعها الخاص، ولبنان بلد مستقل وله وضعه الخاص، وعندما تتشابك الامور فهذا ليس مؤشر خير “.

وعن الربيع العربي قال: ” الربيع ربيع وأتمنى أن يكون في كل البلدان التي حولنا وفي لبنان، ولكن هذه تسمية ويبقى أن يكون لها مدلول خاص “.

وكيف يمكن استكمال الربيع اللبناني بوجود سلاح حزب الله قال: ” بوجود سلاح حزب الله وغير حزب الله، كل الجماعات مسلحة في لبنان وهذا يعني أنهم ينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم البعض “.

وعن تعرض رئيس حزب القوات سمير جعجع لمحاولة اغتيال قال:”طبعاً، نحن لا نحبّذ محاولات الاغتيال خصوصاً عندما تستهدف أناساً لهم مكانتهم مثل الدكتور جعجع، ولكن هذا يحدث لسوء الحظ “.

وإذا كانت هذه المحاولة مؤشراً لعودة مسلسل الاغتيالات أجاب: ” لا يمكنني أن أتنبأ بالامر ولكن هذا ليس بدليل خير “.

وتجنب البطريرك صفير التعليق على عدم صدور بيان شجب عن بكركي، وأبدى سروره لزيارات العماد عون الى بكركي.

وعن مقاطعة بعض افرقاء 14 آذار الصرح البطريركي أمل ” أن يكون اللبنانيون مجمعين حول شخص السيد البطريرك وأن يكون تفاهم في ما بينهم”.

المصدر: VDL

====================

الكاردينال صفير: لو كنت آمل خيراً من زيارة سورية لكنت قمت بها

2012-04-10 03:16:20

عربي برس

علّق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على تعرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لمحاولة اغتيال، فقال: "طبعاً، نحن لا نحبّذ محاولات الاغتيال خصوصاً عندما تستهدف أناساً لهم مكانتهم مثل الدكتور جعجع، ولكن هذا يحدث لسوء الحظ".

وردا على سؤال إذا كانت هذه المحاولة مؤشراً لعودة مسلسل الاغتيالات: أجاب "لا يمكنني أن أتنبأ بالامر ولكن هذا ليس بدليل خير ".

وتجنب الكاردينال صفير في حديث لاذاعة "صوت لبنان" (100.5) التعليق على عدم صدور بيان شجب عن بكركي، وأبدى سروره لزيارات العماد ميشال عون الى بكركي.

وعن مقاطعة بعض فرقاء "14 آذار" الصرح البطريركي، أمل صفير في أن يكون اللبنانيون مجمعين حول شخص السيد البطريرك وأن يكون تفاهم في ما بينهم.

وأعلن صفير رغبته في أن يكون اللبنانيون مجمعين حول شخص السيد البطريرك"، وقال: "لو كنت آمل خيراً من زيارة سورية لكنت قمت بها ".

ورداً على سؤال إذا كنا سنشهد قيامة في لبنان أم سيبقى البلد مصلوباً، اضاف صفير: "إذا فكّرنا في ما حولنا نرى أن وضع لبنان مازال أحسن من سواه"، وتابع: "لا يمكن للبنان أن يزدهر إذا كان جيرانه في وضع لا يسمح له بالازدهار ".

ووصف صفير الوضع في سورية بأنه "هشّ"، ولم يستبعد تحوّل الصراع الى حرب اهلية، وقال "ربما يتحوّل، فهناك قسم من السوريين مع الدولة وقسم ضد الدولة وهم على طرفي نقيض، وإذا ظلَ الوضع كذلك فإن العاقبة وخيمة ".

وحول الاشكالية التي تثيرها مواقف البطريرك الراعي من سورية واعتباره نظامها الأقرب الى الديمقراطية قال " لا يمكنني أن أعلّق على كلام السيد البطريرك فهو حر في كلامه ".

وإذا كان نادماً على عدم زيارة سورية للقاء الرئيس السوري قال " لو كنت آمل خيراً من الزيارة لكنت قمت بها ".وعن سبب صدور النداء الاول لمجلس المطارنة الموارنة رأى " أننا كنا نشعر أن سورية بلد مستقل ولها وضعها الخاص، ولبنان بلد مستقل وله وضعه الخاص، وعندما تتشابك الامور فهذا ليس مؤشر خير ".

وعن الربيع العربي قال: "الربيع ربيع وأتمنى أن يكون في كل البلدان التي حولنا وفي لبنان، ولكن هذه تسمية ويبقى أن يكون لها مدلول خاص ".

وكيف يمكن استكمال الربيع اللبناني بوجود سلاح "حزب الله"، قال: "بوجود سلاح حزب الله وغير حزب الله، كل الجماعات مسلحة في لبنان وهذا يعني أنهم ينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم البعض ".

المصدر: وكالات-عربي برس

====================

مسيحيو الشرق بين التهجير والتفجير              

الكاتب: ميرنا قرعوني       

السبت, 07 نيسان/أبريل 2012 23:02

بعد مرور أكثر من عام على بداية ثورات التغيير في العالم العربي أصبح واضحا ان الشرق الاوسط يشهد تعزيز دور التيارات الاسلامية في الحكم بعد ان كانت هذه التيارات تنمو في الكثير من المجتمعات العربية في الظل ولمدى عشرات السنين وتنظم صفوفها، لا احد ينكر ان هذه التيارات كانت تحارب من الانظمة السابقة وهي في الوقت الحالي أيضا تثير مخاوف العديد من القوى والأحزاب السياسية وقطاعات واسعة من الجمهور العربي وهناك حالة من الترقب والانتظار حول الطريقة التي ستحكم بها هذه التيارات، فالخريطة السياسية أصبحت واضحة في بلدان الشرق الأوسط التي شهدت التغيير هي تتجه نحو حكم الإسلاميين لا محال، ولكن في ظل هذا الاتجاه مجموعة من التساؤلات تطرح نفسها حول مستقبل المسيحيين في هذه البلدان و واقعهم الحالي.

يشكل المسيحيون في الوقت الحالي أقلية في منطقة الشرق الاوسط على الرغم من ان ميلاد هذه الديانة كان في منطقة الشرق وكانوا يشكلون فيما مضى أكثرية، وعلى مدى السنين بدا عدد السكان المسيحيين بالتناقص تدريجيا بسبب عدة عوامل سياسية تتمثل بالتغييب المسيحي عن الحكم اجمالا في معظم البلدان العربية باستثناء لبنان حيث أن رئيس الجمهورية يجب ان يكون مسيحيا حسب العرف، وديموغرافية حيث ان المسيحيين يميلون إلى تقليص الانجاب مقارنة بالمسلمين ، مما دفعهم الى الهجرة نحو اوروبا وأميركا بحثا عن فرص أفضل للحياة ، بينما أدى الاحتلال الإسرائيلي إلى تهجير معظم المسيحيين من فلسطين المحتلة عامي 1948 و 1968 تحت وطأة الاستيطان والتمييز ، في حين تعرض الوجود المسيحي لنكبة كبيرة وتهجير واسع النطاق في ظل الاحتلال الأميركي .

يتوزع المسيحيون على كافة الدول العربية سواء في مصر ، لبنان ، العراق ، سوريا، فلسطين، الأردن ودول الخليج، في الوقت الحالي تزيد الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية من مخاوف المسيحيين سواء في مصر التي شهدت سلسلة من الاعتداءات على مراكز دينية مسيحية أم في سوريا التي استهدفت فيها عمليات إرهابية أحياء مسيحية و بعض الكنائس .

اقباط مصر بعد البابا شنودة

يشكل الاقباط في مصر أقلية مقارنة بالاكثرية المسلمة فهم يمثلون حوالي 10 بالمئة من عدد سكان مصر، ويعتبر الأقباط أكبر طائفة مسيحية في منطقة المشرق، وهم يعانون الى حد ما من التهميش السياسي والاجتماعي ، ومع الصعود الاسلامي منذ بداية الثورة المصرية ازدادات مخاوف الاقباط على مستقبلهم وتضاعفت هذه المخاوف مع رحيل البابا شنودة الثالث الذي كان بمثابة صمام الأمان بالنسبة للاقباط سواء على الصعيد الاجتماعي ام السياسي فهو حافظ على ترابطهم وكان يتمتع بكاريزما خاصة واستطاع خلال قيادته للكنيسة القبطية أن يوفر لها حصانة قومية ووطنية و أن يعزز الشراكة في الحياة العامة من خلال مواقفه المناصرة لقضية فلسطين و لحركات المقاومة في المنطقة وعبر معارضته الشهيرة لاتفاقية كمب ديفيد التي دفعته للتصادم مع حكم الرئيس أنور السادات وهو ما أكسبه شعبية كبيرة لدى المصريين و العرب عموما .

مسيحيو سوريا والتفجيرات الأخيرة

يشكل المسيحيون حوالي 15% من سكان سوريا وهم يعيشون في دمشق وحلب وعدد من البلدات في اللاذقية وحمص ودرعا والبعض في منطقة الجزيرة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا ، ومن المعروف أن سوريا تشهد تعايشا بين الديانات في ظل دولة علمانية يتمتع فيها المسيحيون بحرياتهم الدينية والشخصية ويشاركون في العمل العام دون تمييز ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية ولديهم حضور سياسي بارز، ولكن سلسلة التفجيرات التي استهدفت عدة أحياء مسيحية في كل من دمشق وحلب أثارت الذعر في نفوس الأقلية المسيحية في سورية، مخافة استهدافهم في ظل أحداث العنف الجارية بعد إعلان تنظيم موال للقاعدة عن تبنيه للتفجيرات الأخيرة، و ينظر المسيحيون بثقة إلى الدولة الوطنية ورئيسها بشار الأسد الذي أظهر حزما في التصدي للنزاعات الطائفية ولمحاولة المس بالوحدة الوطنية للشعب السوري وقد وقفت القيادات الروحية المسلمة والمسيحية في البلاد ضد موجة الإرهاب والتطرف التي يقودها الأخوان المسلمون والتكفيريون وتحظى بدعم غربي .

مسيحيو لبنان والموقف من الراعي

يشكل مسيحيو لبنان أقل من 40 بالمائة من عدد السكان، أي حوالي 1.5 مليون مسيحي، غالبيتهم من الموارنة، وتتميز الطوائف المسيحية اللبنانية في المشرق بالدور السياسي الهام الذي تلعبه في البلاد، فرئيس الجمهورية بحسب العرف،ماروني المذهب، وعدد مقاعد المجلس النيابي موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين إضافة إلى المناصب الوزارية ووظائف الدرجة الأولى وقد تفاعل المسيحيون اللبنانيون بقلق كبير مع الأحداث التي شهدتها سوريا وحذر البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته لفرنسا من دعم الغرب للمتطرفين ونوه بدور سوريا ورئيسها في رعاية الوجود المسيحي في الشرق .

وتساهم بعض القيادات المسيحية المتطرفة في تغذية القلق لدى جمهورها بينما صبت جام غضبها على البطريرك الراعي ومواقفه مسايرة السياسات الغربية الهادفة لتحويل لبنان إلى منصة في الحرب على سوريا ، وبنى هؤلاء خطابهم على وهم قيام التوازنات التي تحقق حلمهم القديم بتقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية.

مسيحيو العراق ما بعد الغزو

يشكل مسيحيو العراق حوالي 3 بالمائة من عدد سكان بلاد الرافدين، أي نحو 600 ألف مسيحي بينهم 400 ألف كاثوليكي كلداني وسرياني. و تدهور وضع الطوائف المسيحية في العراق منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003، و منذ احتلال القوات الأميركية للعراق يمر مسيحيو العراق بظروف قاسية وهجرت غالبيتهم إلى سوريا والذين امتنعوا منهم عن الهجرة لغاية اليوم انتقلوا للعيش في كردستان .

يتواجد المسيحيون في دول عربية أخرى وهم أقليات أيضا في تلك الدول ولا تختلف مخاوفهم من استحواذ الجماعات الإسلامية بالحكم في الدول العربية ليس ما يجري في البلاد العربية مصادفة وتعزيز مخاوف المسيحيين في هذه الدول ليس ظاهرة عارضة ، فالمطلوب هو تفتيت النسيج الوطني للدول العربية خصوصا تلك المحيطة بفلسطين وتحويله إلى دويلات مسيحية، سنية، شيعية، و درزية متناحرة ومتناثرة ، وإغراء المسيحيين بالعيش في أوروبا وأميركا حفاظا على حياتهم وكل ذلك يصب في المصلحة الإسرائيلية فكلما أضعفت الدول الوطنية التي تجاورها كلما قل الضغط عليها وقلت نسبة التهديدات التي تحيط بها ، و هذا المخطط التفتيتي يعود إلى خرائط قديمة رسمتها الحركة الصهيونية منذ عهد بلفور و يخرجها الغرب إلى طاولة التداول في كل موجة من الحملات التي يشنها في المنطقة وهي تبدو اليوم حاجة محورية لحماية إسرائيل التي فقدت هيبة الردع في حروبها الأخيرة وباتت تخشى على وجودها من أي مواجهة مقبلة.

عن وكالة أخبار الشرق الجديد

====================

البطريرك بشارة الراعي : سورية اقرب دولة عربية الى الديمقراطية

المصدر:بانوراما الشرق

3-4-2012

اعتبر البطريرك الراعي ان "سورية اقرب دولة عربية الى الديمقراطية"، ولفت الى ان "دين الدولة في كل الانظمة في العالم العربي هو الاسلام الا سورية وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول انها دولة اسلامية ولكن دين الرئيس في سورية هو الاسلام"، وتابع "كلامنا لا يعني اننا نساند النظام السوري فنحن لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم"، واضاف ان "في العالم العربي الكثير من الانظمة المتشددة"، واوضح "نحن لسنا متخوفين من الاسلام المعتدل نحن نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف".

وسأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "كيف يكون الربيع العربي ربيعا ويقتل الناس كل يوم؟"، واضاف "يتحدثون عن العراق والديمقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا من العراق"، وتابع "نحن مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل لانه بذلك يصبح شتاء"، متسائلا "ما نفع الديمقراطية اذا كانت تريد ان تقتل الناس وتضع عدم استقرار؟".

واشار الراعي في حديث له الاحد الى انه "يوجد مصدر أساسي لازمات الشرق وهو النزاع الفلسطيني الاسرائيلي"، واكد ان "هذا الموضوع سبب كل مشاكلنا في الشرق الاوسط"، ولف الى انه "على المستوى الفلسطيني هذا الشعب اقتلع من أرضه وكلما جاءت الاسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به مثلما اسرائيل عندها يستخدم حق النقض الفيتو بما يدل ان نوايا الاسرة الدولية غير سليمة"، ورأى انه "ممنوع على البلدان العربية ان تتسلح بالشكل الذي تريده اما اسرائيل فمسموح لها ان تتسلح بكل الاسلحة الممكنة"، سائلا "أين السلام في العالم العربي؟ وهل الهجرة المسيحية متوقفة أو كثرت الهجرة المسيحية من فلسطين؟".

====================

الراعي لـ”رويترز”: الربيع العربي تحول شتاء

الأحد, 4 / 03 / 2012 | التصنيف : الخبر اللبناني | المشاهدات : 261 مشاهدة

تساءل البطريرك بشارة الراعي “كيف يكون ربيعا عربيا ويقتل الناس كل يوم. يتحدثون عن العراق والديموقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا من العراق. أين الديموقراطية في العراق؟”.

وقال الراعي خلال استقباله وفدا من وكالة “رويترز”، “نحن مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل. بهذه يصبح شتاء”، مشيرا إلى أن “حالة الحرب والعنف والأزمة الاقتصادية والأمنية تؤثر على جميع المسلمين والمسيحيين لكن المسيحيين يتأثرون أكثر لأن عددهم أقل وبسبب الاثر الأقتصادي والاجتماعي الذي يتركونه”.

ورأى الراعي أن المصدر الأساسي للأزمات في الشرق هو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا الموضوع سبب كل مشاكلنا في الشرق الاوسط. فعلى المستوى الفلسطيني هذا شعب اقتلع من أرضه وكلما جاءت الاسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به مثلما اسرائيل عندها يستخدم النقض فأي سلام في الشرق الاوسط؟”.

وأضاف “ممنوع على البلدان العربية ان تتسلح بالشكل الذي تريده اما اسرائيل فمسموح لها ذلك. كيف السلام؟ أين السلام في العالم العربي؟”، متسائلا “هل الهجرة المسيحية متوقفة أو كثرت الهجرة المسيحية من فلسطين؟ هذه طريقة تدل على ان نوايا الأسرة الدولية غير سليمة”.

أما في الموضوع السوري قال البطريرك، “مثلها مثل غيرها من البلدان هي بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب وحتى الرئيس السوري بشار الاسد أعلنها منذ اذار الماضي. وصحيح إن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري لكن يوجد مثله كثيرا في العالم العربي”، لافتا إلى أن “كل الانظمة في العالم العربي دين الدولة فيها هو الاسلام إلا سوريا وحدها تتميز دون سواها بأنها لا تقول انها دولة اسلامية ولكن دين الرئيس الاسلام لذا فهي الاقرب الى الديموقراطية هي سوريا”.

وأضاف “لا أريد أن يفهموا أننا مساندين للنظام السوري. فنحن لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم. لأن نحن ايضا في لبنان قاسينا الأمرين من النظام السوري. نحن لا ندافع عنه. ولكن يؤسفنا أن تكون سوريا التي تريد أن تخطو خطوة إلى الأمام في ظل العنف والدمار والخراب والقوة والسلاح”.

من جهة أخرى، قال البطريرك الراعي، “نحن لا نتحدث ضد طائفة فلسنا متخوفين من الاسلام المعتدل نحن نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف”.

واستطرد قائلا “الأمر الثالث الذي نخاف منه إذا لا سمح الله تحول هذا النزاع الى نزاع طائفي سني وعلوي. في لبنان يوجد نزاع بين السنة والعلويين يستطيع فورا وسريعا ان ينزلق الوضع الى صراع. في طرابلس عندنا علويون والأمر هناك كالنار تحت الرماد”.

====================

أنطوان سعد ورأيه بمواقف البطريك الماروني بشارة بطرس الراعي

وما رأيك بمواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟

انا ضد مواقف البطريرك مما يحصل في سورية. فعندما يقول البطريرك الراعي ان النظام السوري هو الاقرب الى الديموقراطية في العالم العربي، فماذا بقي من الديموقراطية في العالم اذاً؟ النظام السوري هو النظام التوتاليتاري الابشع في العالم اليوم. وشخصياً، عندما التقيت البطريرك الراعي، ذكرته ببعض تجليات الديموقراطية التي ظهرت في سورية عندما كان الحكم بأيدي السنة فيها. يومها كان رؤساء الاركان من اللبنانيين الدروز، ويوم كانت وزارة الخارجية السورية تضم ثلاثين سفيراً. اما اليوم فالمسيحيين في سورية مثلاً لا صوت حقيقيا لهم. من هنا انا لا اوافق على مواقف البطريرك الماروني، ولست وحدي على هذا الموقف بل اتشارك به مع معظم الشخصيات المسيحية في 14 آذار.

====================

البطريرك الراعي: الزيارة إلى تركيا ليست سياسية بل رعوية

تركيا، الاثنين 2 أبريل 2012 (ZENIT.org). – غادر غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح يوم الخميس 29 آذار 2012 مطار رفيق الحريري الدولي متوجهاً إلى تركيا في زيارة رسمية سيبحث في خلالها أوضاع الموارنة في تركيا وقبرص الشمالية إضافة إلى القضية الأرمنية. يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح، راعي أبرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، راعي أبرشية حلب المطران أنيس أبي عاد والمدير الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غيّاض. وإلى صالون الشرف رافقه كل من وزير السياحة فادي عبّود ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، المطران سمير مظلوم، سفير تركيا في لبنان إينان أوزيلديز، المونسنيور جوزيف البواري ورئيس فرع المخابرات في جبل لبنان العميد ريشار الحلو.

 قبيل المغادرة أكّد غبطته أنّ الزيارة تحمل طابعاً راعوياً روحيّاً وهي تدخل في إطار تعزيز الحوار بين الأديان كما أثنى على القرارات التي اتّخذتها الحكومة الّلبنانية في شأن ملف الكهرباء والتعيينات في جلستها مساء يوم الأربعاء معتبراً إياها خطوة متقدّمة تحرّك الركود الذي يعيشه البلد منذ وقت طويل، وممّا قاله:"أوجّه تحية شكر وتقدير إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بمعالي وزير السياحة فادي عبّود وأتمنى له سفراً ميموناً إلى العراق. وزيارتنا اليوم إلى تركيا تحمل طابعاً راعوياً روحياً نوّد الحفاظ عليه. وتابع:"سيكون لنا لقاءات روحيّة مع البطريرك المسكوني والسلطات الكنسية في تركيا. ونحن نلبّي اليوم دعوة رسمية لزيارة تركيا الّتي تربطها بلبنان علاقات تعاون تجسّدت بوضوح من خلال مشاركتها بقوّات اليونيفيل في الجنوب الّلبناني،إضافة إلى عدد من الأمور المشتركة التي نحن بأمسّ الحاجة إلى التّحدث عنها معهم اليوم وهي تتعلّق بأبناء الطائفة في تركيا وفي قبرص الشمالية ويرافقنا في هذه الزيارة مطران حلب لأنّ الرعيّة المارونيّة في تركيا تابعة لأبرشية حلب، كما يرافقنا  راعي أبرشية قبرص المارونيّة المطران يوسف سويف. و أضاف غبطته:"هذه الزيارة تمثّل أيضاً عيشنا للحوار بين الأديان لما فيه من خير وسلام للعالم أجمع. ونحن كبطريركية لنا دور هام   لأننا بطابعنا الراعوي  نتعاطى شؤوناً إنسانية وراعوية إضافة إلى شؤون العيش معاً والسلام والتفاهم. وتابع غبطته:" من المؤكد انّ زيارتنا لا تحمل أي طابع سياسي فنحن لسنا رجال سياسة وإنّما الطابع الراعوي لهذه الزيارة  بأوجهه الإجتماعية والروحية والراعوية والإنسانية هو الذي يطغى اليوم. ورداً على سؤال حول القرارات التي اتّخذها مجلس الوزراء أمس أعرب غبطته عن سروره لإنطلاق هذه الخطوات "لأننا بأمس الحاجة إليها للخروج من الركود الذي يعيشه لبنان والتي تتيح له فرصة استعادة دورته الوطنية وافقتصادية ولإجتماعية ونحن نبارك كلّ الخطوات والقرارات التّي تتخذها الحكومة لكي يستعيد لبنان حياته الإقتصادية والإنمائية والعمرانية . وعن زيارته لرئيس الجمهورية أمس أشار غبطته إلى أنها تدخل في إطار الزيارات التقليدية المتعارف عليها والتي تجرى قبل السفر إلى الخارج. وعن القمّة الروحيّة الإسلامية المسيحية  التي عقدت  مؤخراً في بكركي وانعكاس نتائجها على السياسييّن في لبنان، تمنّى البطريرك الراعي أن تشكّل هذه القمة مدخلاً لبناء وحدتنا الوطنية على القيم والمبادئ معتبراً أنّ ما حصل في القمّة الروحيّة بين رجال دين مسيحيّين ومسلمين هو من أجمل الأمور".

لأنها تظهر مدى الأخّوة والإحترام والتعاون . وختم غبطته مؤكداً  أنه "بالرغم من كل شيء لا بد من العمل على تعزيز الوحدة الداخلية والتنوع واحترام بعضنا البعض من اجل المصلحة العامة للجميع".

التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، رئيس دولة تركيا عبد الله غول، في القصر الرئاسي في أنقرة، في إطار زيارته الراعوية إلى تركيا، وكان بحث في المواضيع المتعلقة بشوؤن الموارنة في قبرص الشمالية وفي تركيا، إضافة الى القضية الأرمنية، والوضع في المنطقة وخاصة في سوريا، كما نقل غبطته تحيات فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.

وفي نهاية الّلقاء، أشار النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح إلى "أنّ أجواء الّلقاء كانت إيجابية جداً، وقد تمّ البحث في القضايا المتعلقة بمسألة التواجد الماروني في تركيا واستعادة أملاكهم، إضافة إلى مسألة الموارنة في القرى الأربعة في قبرص الشمالية، وإتاحة المجال أمام عودتهم إلى قراههم.

وفي الشأن السياسيّ ورداً على سؤال الرئيس التركي للبطريرك الراعي حول رأيه في ما يدور في سوريا، أشار الصيّاح إلى أنّ رأي غبطته في هذا الإطار واضح جداً وهو لطالما كرّره معبراً عن رفضه للعنف ودعمه للسلام والحوار وإيجاد الحلول من خلال المبادرات والمساعي الدولية ومنها مبادرة كوفي انان، للوصول الى تحقيق ما يصبو اليه الشعب السوري من اصلاحات تحقق الديمقراطية والحريات العامة وتحفظ حقوق الانسان.

وأكّد الصيّاح "أنّ المواقف في هذا الشأن جاءت متطابقة مع مواقف الرئيس التركي الذي لا يؤيّد سفك الدماء والحروب أبداً انما يدعم الاستقرار والازدهار للجميع.

وكان البطريرك الراعي قد التقى ظهراً، رئيس الشؤون الدينيّة التركية الدكتور محمد كورماز في المجلس الأعلى للشؤون الاسلاميّة في أنقرة، بحضور نائب رئيس الشؤون الدينيّة الدكتور أكرم كلش ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور راشد كوجوك.

 بداية اللقاء، شكر البطريرك الراعي تركيا على "الدعوة التى وجهتها إليه لزيارة هذا البلد"، معرّفاً بالوفد المرافق، وقال: "يرافقنا ايضاً المطران انيس ابي عاد رئيس اساقفة حلب، لأنّ الموارنة في بعض المناطق التركية تابعون لأبرشية حلب، والمطران يوسف سويف هو راعي أبرشية قبرص المارونية، حيث نملك في القطاع الشمالي منها، أربع مناطق مارونيّة نزح أهلها منها بسبب الاحداث هناك".

وبعدها شرح البطريرك الراعي لما تعنيه كلمة الموارنة قائلاً: "إنّها كلمة مشتّقة من إسم القديس مارون، فنحن مسيحيّيون كاثوليك، ومار مارون عاش بين حلب وأنطاكيا، وتوفي سنة 410 أي في الجيل الخامس، ونحن في الكنيسة الأنطاكية السريانيّة أطلق علينا لقب موارنة نسبة إلى مار مارون، وأنطاكيا هي أوّل كرسي أسّسه مار بطرس قبل روما، كذلك وجد في أنطاكيا أوّل أتباع يسوع المسيح، وأطلق عليهم تسمية المسيحيّين. وتابع غبطته:"كما أن لقبي هو بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق التّي كانت تعني السلطنة العثمانية في الماضي، أي أن الولاية البطريركية كانت ممتدّة على ما يعرف بالسلطنة العثمانية آنذاك بما فيها قبرص. ولهذا السبب، يحمل البطريرك الماروني إسم بطرس. لذلك، جذورنا في تركيا، ونحن موجودون كموارنة في كلّ العالم، نحن سعداء لوجودنا في تركيا، وخصوصاً في هذه الزيارة، ولأنّنا معنيون بالعلاقات المسيحية - الاسلامية في دولة علمانية تحترم الاديان السماوية، ولتركيا دور مهم جدا في هذا الموضوع. لبنان نسميه دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة، الحكم والادارة لا يمارسان بواسطة الاحزاب السياسية، وانما انطلاقاً من مبدأ الانتماء الطائفي. وهذا يعني اننا كمسيحيين ومسلمين وضعنا في عام 1943 الميثاق الوطني لنتشارك معاً بالمساواة في الحكم والادارة أي بالمناصفة، وما يدل على ذلك أن رئيس الجمهورية هو مسيحي ماروني، ورئيس مجلس النواب ينتمي الى الطائفة الشيعية ورئيس مجلس الوزراء ينتمي الى الطائفة السنية، وبقية المراكز تأتي مناصفة. إذن، لا دين للدولة في لبنان، بل هو يحترم كل الديانات مع كل حرية العبادة والضمير والمعتقد. لذلك، لا يمكن للبنان الا ان يكون ديموقراطياً ولا امكانية ابداً لوجود نظام ديكتاتوري فيه. كل الحريات الشخصية الفردية في لبنان معترف بها، وشرعة حقوق الانسان معترف بها ايضاً، ومن موقعه الجغرافي والاجتماعي لعب لبنان دور الجسر بين الشرق والغرب، جسر ثقافي، تجاري، اقتصادي وعمراني، ولقد لعب هذا الدور باستمرار بانفتاحه على الشرق والغرب، ولكونه يعيش هذا الواقع. لذلك، يتأثر لبنان بكل ما يحيط به، فهو منفتح على كل الاديان على مستوى الحوار، وعلى المستوى المسكوني منفتح على كل العلاقات مع الكنائس".

بعدها، كانت كلمة للدكتور كورماز قال فيها: "أرحب بكم غبطة البطريرك وبالمطارنة المرافقين. كما تكرّمتم، لنا تاريخ مشترك منذ اربعة عصور، وهو يستمر اليوم بفضل سهولة التواصل. وان وجود دور العبادة ومختلف الديانات في المنطقة يشكل مثالا لهذه المشاركة".

أضاف: "السلم يبدأ من قلوب الناس، السلم ينبع من قلب الانسان. في الشهور الاخيرة استلمت رسائل من بعض الاقليات المسيحية في بعض الدول وبخاصة البلاد التي عاشت الربيع العربي مؤخراً. استلمنا الرسائل من بعض الكنائس، وهي تحثنا على التحرك مع بعضنا بهدف ارساء السلام. ولقد دعانا بطريرك الارثوذكس في روسيا الى اجتماع حول هذا الموضوع. وكذلك، اجريت بعض الاتصالات الهاتفية مع مسؤولي الكنائس في اسطنبول، وخلال هذه المكالمات، تحدثنا عن العلاقات بين الكنائس العراقية والسورية مع الكنائس في اسطنبول. واريد ان اقول لكم هذا الكلام مرة ثانية، وفي حضوركم، الدين الاسلامي لم يترك لنا مجالاً للتردد في كيفية التعاطي مع الاقليات في المنطقة، لذلك قامت العلاقات بين الاديان على الحقوق والاخلاق، وهذا ما يدل عليه وجود الكنائس في المنطقة، وتفوّق الشرق على الغرب الذي يفتقد لهذه التجارب في هذا المجال. وأنا أؤمن بأن الشرق مؤهل ليعلّم الغرب على التعايش بين الاديان، ونحن نتمنى ان تنتهي هذه المشاكل التي عشناها في المنطقة بطريقة سلمية، ومن خلالها نتمنى ان تتحقق ارادة الشعوب وتعيش الاديان في المنطقة، كما كانت في السابق".

في الختام قدّم رئيس الشؤون الدينية في تركيا الى غبطته هدية هي عبارة عن لوحة مؤلفة من اربع وثائق من ارشيف العهد العثماني كتب فيها متصرف جبل لبنان رسالة الى الباب العالي آنذاك يقول فيها: "إن السيد يوحنا رئيس الكنيسة المارونية يريد فتح مدرسة روما ليتعلم رجال الدين في عهد السلطان عبد الحميد العثماني، وهو يحتاج من اجل ذلك الى مبلغ 10 آلاف فرنك. وفي الوثيقة الثانية كان جواب السلطان عبد الحميد الذي أمر بتخصيص هذا المبلغ اي عشرة آلاف فرنك لتأسيس المدرسة. الفرمان يأتي الى البرلمان الذي يوافق عليه، والوثيقة الثالثة والرابعة والاخيرة تمثل تسليم الاموال الى الكنيسة المارونية وفي ارشيفنا الالاف من الوثائق المماثلة التي تؤكد التعايش المسيحي - الاسلامي".

ثم ردّ البطريرك الراعي قائلاً: "نحن نعرف القصّة، ولكن ليس لدينا الوثائق التاريخية، والواقع انه في عهد البطريرك حنا الحاج عام 1584 كانت لدينا مدرسة مارونية في روما امّمها نابوليون بونابرت، واردنا فتح مدرسة جديدة. ومن تفاوض معكم، كان البطريرك الياس الحويك، وقد اشترى المدرسة في روما، وهي اليوم مركز البطريركية اشتراها البطريرك يوحنا الحاج في عام 1895. نحن سعداء بهذه الوثائق، وانا ثاني بطريرك يزور تركيا، بعد البطريرك بولس مسعد في عام 1868، وآنذاك حل البطريرك مسعد ضيفاً على الباب العالي في قصر الضيافة. وانا ممتن كثيراً للحصول على هذه الوثاق، ففي عام 1826 بدأ وجودنا الكنسي في هذه المنطقة لخدمة الموارنة، ونحن حريصون على العلاقة المميزة بيننا، لنبني الثقافة والحضارة الاسلامية والثقافة والحضارة المسيحية، حضارة واحدة نعيش فيها سويا، ونحن في العالم العربي نشعر في هويتنا المسيحية شيئا من الاسلام، وكذلك المسلم يشعر في هويته شيئاً من المسيحية. ونحن نساند الشعوب العربية التي تسعى لعيش الربيع العربي بكل الاصلاحات اللازمة، ولكن ليس عن طريق العنف والحرب لانها تزيد الامور صعوبة، وتخلّف الدم والعنف والاحقاد. نحن ضد العنف من أي جهة اتى، ونتطلّع الى ربيع عربي فيه المزيد من الحريات العامة والديموقراطية وحقوق الانسان والتنوع في المجتمعات. ونأمل ان يصل الربيع العربي الى هذه الخطوة الجديدة. هذا ما نسعى اليه، ونرغب في ان نستمر مسلمين ومسيحيين باعطاء شهادة للغرب بأننا لسنا في صراع، بل نعيش في مجتمع واحد غني بالثقافتين".

وفي ختام اللقاء، قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية والارزة اللبنانية إلى الدكتور كورماز. ومساء، أقام رئيس الشؤون الدينية في تركيا مأدبة عشاء على شرف غبطته شارك عدد من كبار معاونيه اضافة الى الوفد المرافق.

====================

Posted on: Mon, 02 Apr 2012

حين يفتح الراعي باب اسطنبول والقسطنطينية - جورج ساسين - "الجمهورية"

كسوران العاصية

زيارات مكّوكية يقوم بها أحبار الكنائس المشرقيّة إلى كلّ من قبرص وتركيا، وفي المقبل من الأيّام، إلى أوروبّا والولايات المتّحدة. فثمّة من يدقّ ناقوس الخطر وهناك من يقترح «خطوات بناء الثقة»، لكنّ همّهم هو تثبيت أفراد رعاياهم في أرضهم وتاريخهم في ظلّ التحوّلات الجارية في المنطقة، وتمتين الجسور التي تجمعهم مع شركائهم في الوطن.

يبدو أنّ أحبار كنائس إنطاكية وسائر المشرق يعوّلون إلى حدّ بعيد على الرئاسة المقبلة للاتّحاد الأوروبّي التي ستتولّاها قبرص للمرّة الأولى، بدءاً من الأوّل من تمّوز المقبل لمدة ستة أشهر، بغية توعية أصحاب القرار في القارّة القديمة على بعض المنزلقات التي قد تودي بها "السياسات الكبرى" بوجودهم ومستقبلهم في مهد الكنيسة الأولى وأرض الأجداد.

فالاستنفار اللافت لدى أحبار الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، سواء لدى السلطات القبرصية أوالتركية السياسية والدينية، في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ المنطقة، يتمحور على خطّين متوازيين:

أوّلاً، العمل على تشجيع بناء دولة المواطنة، حيث يفصل الدستور العتيد بين الدولة والدين ويساوي بالتالي بين حقوق المواطنين وواجباتهم ويحافظ على التنوّع والتعدّدية في النصوص والنفوس.

ثانياً، دقّ ناقوس الخطر إزاء مفاعيل التقديرات والرهانات التي تسوّق لوصول "الإسلام السياسي" إلى السلطة، على ضوء التجربة المصرية خصوصاً، وما يمكن أن تجرّ على أوضاع المسيحيّين في كلّ من سوريا ولبنان.

وإذا استعدنا ما قاله رئيس جمهورية قبرص ديميتريس كريستوفياس الذي يعمل على تحويل فترة رئاسة بلاده للاتّحاد الأوروبّي "قوّة مولّدة للتقدّم والسلام والاستقرار والإزدهار على الساحة الدولية"، وترجمتها في العمل السياسي في إعلاء شأن "قيم العدالة والمساواة بين المواطنين، والتسامح وتعدّدية الأفكار التي يجب أن ترشد عملنا داخل الاتّحاد الأوروبّي وخارجه"، نجد أنّ ثمّة قواسم مشتركة يمكن أن يستند إليها أحبار الكنائس المشرقية للولوج مرّة جديدة من باب الاتّحاد الأوروبّي الذي بدأ يعيد تقويم سياساته حيال "الربيع العربي" وتحدّياته.

ولقد جاءت قمّة رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة في الشرق الأدنى التي عُقدت قبل أيّام في نيقوسيا، في هذا السياق، حيث "كانت إراقة الدماء في سوريا وضرورة الدفاع عن المسيحيّين في هذا البلد وفي لبنان أيضاً في صلب المناقشات"، حيث تطرّق البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، إلى "المشكلات الجدّية التي يواجهها المسيحيّون في لبنان وسوريا، مشدّداً على ضرورة مساعدة الأسرة الدوليّة". فيما أكّد ديميتريس دولليس، نائب وزير الخارجية اليوناني، الذي شارك في الاجتماع، أنّ "بلاده كانت الوحيدة بين الدول الأوروبّية التي حاولت دعم الطوائف المسيحيّة في المنطقة".

من جهته، اقترح رئيس أساقفة قبرص المطران خريزوستوموس تشكيل وفد من الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط للذهاب إلى بروكسيل والولايات المتّحدة الأميركية لتوعية أصحاب القرار الدولي على مصير مسيحيّي سوريا ومستقبلهم.

هذه الخطوات السياسية العملية على صعيد الرئاسة القبرصية للاتّحاد الأوروبّي، وكذلك في أوساط اللوبي اليوناني عشيّة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتّحدة ، تلاقت مع ما قام به كلّ من بطريرك إنطاكية للروم الكاثوليك غرغوريوس الثالث لحّام في كلّ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والفاتيكان قبل نحو عشرة أيّام، وبطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة بشارة الراعي في تركيا، حيث التقى السلطات في أنقرة واسطنبول والبطريرك الأرثوذكسي المسكوني برتلماوس الأوّل.

وإذا كانت هذه الزيارة بشقّيها السياسي والديني لافتة حيث مكّنت الراعي من فتح أبواب اسطنبول والقسطنطينيّة في آن، فإنّه عرض للرئيس التركي عبدالله غول ورئيس وزرائه رجب طيّب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو "خطوات لبناء الثقة" من شأنها استكشاف مدى تجاوبهم قبل "فتح حوار سياسي مباشر" معهم كأقطاب في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. الأمر الذي يستجيب جزئيّاً لدعوات بعض العواصم الغربية المعنيّة في تسويق "النموذج التركيّ من حكم الإخوان المسلمين" على العالم العربي، ولا سيّما في سوريا.

وكان لاختيار أعضاء الوفد البطريركي رمزية تنبئ بفحوى النقاش، إذ شارك فيه راعي أبرشية حلب المطران أنيس أبي عاد وراعي أبرشية قبرص المطران يوسف سويف، فضلاً عن النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح. ذلك أنّ البطريرك الراعي طرح أربع قضايا من باب "خطوات بناء الثقة":

إستعادة الموارنة في تركيا لأوقافهم وأراضيهم، وضمان عودة القبارصة الموارنة إلى قراهم الأربع في القطاع التركي الشمالي من الجزيرة بعدما هجروا منها عقب 1974 واستعادة أراضيهم، وإطلاق مبادرة حيال الأرمن الذين تعرّضوا إلى مجازر في بداية القرن الماضي، وإنشاء مركز للبطريركيّة المارونية في إنطاكية.

ولم تقف المناقشات عند حدّ هذه "الخطوات"، بل تعدّتها إلى الحوار بين الأديان وقضيّة استقرار المنطقة عموماً، وسوريا ولبنان خصوصاً، على قاعدة أنّ "الدولة التركية تفصل تماماً بين الدين والدولة وتقرّ بالحرّية الدينية وتتبع النظام الديموقراطي، وتقدّر الحضور المسيحي فيها وفي بلدان الشرق الأوسط، كعنصر سلام واستقرار، وناقل للقيم الروحية والإنسانية، وقيم الحداثة والترقّي والديموقراطية والمساواة في العيش المشترك. ومن هذا المنظار وسواه، تستطيع تركيا أن تقدّم نموذجاً للربيع العربي المنشود"، على حدّ قول الراعي. وكان البطريرك الماروني قال ردّاً على سؤال في ختام زيارته إلى تركيا، حول التخوّف على مصير المسيحيّين وتكرار السيناريو التونسي أو المصري وحلول أنظمة متشدّدة: "إنّ ما صدر من وثائق وبيانات، وما سمعناه أخيراً يطمئن من جهة تطابقه مع اقتناعنا بوجوب فصل الدين عن الدولة واحترام الحرّيات العامّة والتنوّع الديني في ظلّ نظام ديموقراطي، وهذا ما توافقنا به في الرأي مع السلطات التركية". واللافت أنّ الراعي ركّز أكثر على المنظومة العلمانية للدولة التركية، متفادياً الخوض في تأييد أو رفض سياسة الحكومة التركية الحاليّة واستراتيجيتها في المنطقة وفي سوريا. ولعلّ اللقاء الذي أجراه مع بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي المسكوني برتلماوس الأوّل، دخل في عمق النقاش الدائر حيث "أبدى قلق الكنيسة الأرثوذكسية على وضع المسيحيّين في الشرق، آملاً في أن يحقّق الربيع العربي ظروفا جيّدة للمسيحيّين، وإلّا فإنّ هذا الربيع سيتحوّل شتاءً". وهو ما يتطابق مع مقاربة الراعي.

ولم يتأكّد لدينا ما إذا كان برتلماوس الأوّل وضع الراعي في صورة الوثيقة (من 18 صفحة) التي سلّمها إلى لجنة برلمانية تركية تنظر في إعادة صياغة الدستور، حيث "طالب فيها بالاعتراف بالأقلّيات الدينية مواطنين متساوين مع غيرهم لتجاوز أعمال التمييز والظلم التي لحقت بهم، واحترام حقوق الإنسان وخصوصاً حرّية الأديان والمعتقد، وحقّ رجال الدين غير المسلمين وكذلك المدارس المسيحيّة في تلقّي مساعدات الدولة أسوة بالمسلمين". وإذا كانت جلسة الاستماع هذه لبطريرك القسطنطينية هي مبادرة أولى من نوعها في تاريخ الجمهورية التركية، فلعلّها الخطوة الأولى من الألف ميل في قضية المساواة بين المواطنين من مختلف الأديان في تركيا.

====================

مسيحية سورية في مهرجان القوات تنتقد البطريرك الراعي دون أن تسميّه

بقلم Tayyar.org

نشر Saturday 31 March 2012

أكدت المعارضة السوريّة هديل الكوكي في كلمة لها خلال الاحتفال بذكرى حل “حزب القوات اللبنانية” أن لا خوف على المسيحيين في سوريا، لافتة إلى أن “مسيحيو سوريا يدركون ما فعله نظام بشار الأسد بمسيحيي لبنان لذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام حامياً للأقليات وخصوصاً المسيحيّة منها”.

وإعتبرت أن “مسيحيو سوريا كانوا يعيشون على هذه الأرض منذ البدء ولم يتعرّضوا يوماً للإضطهاد والتنكيل والإعتقال إلا في زمن هذا النظام”. واضافت هديل: “احزن جداً أن أرى وأسمع كهنة في لبنان يققفون الى جانب النظام السوري”.

====================

البطريرك الراعي بعد لقائه اردوغان: النظام السوري الحالي لا يحترم الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة وما صدر عن المعارضة اخيرا مطمئن

April 1, 2012

اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان سوريا كدولة ليست دولة دينية ما يعني أنها لا تميّز بين الأديان وهي أقرب للديمقراطية، بينما النظام السوري الحالي لا يحترم كلّية الديمقراطية وحقوق الانسان، وبالتالي يكون بعيداً عن الديمقراطية. وأشار الراعي بعد لقائه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى أن ما صدر أخيراً عن المعارضة السورية بتنوعها يطمئن لأنها قالت إنها مع فصل الدين عن الدولة واحترام الحريات العامة والديانات.وكان أردوغان أشاد بأهمية زيارة الراعي لتركيا، نظرا لما تكتسبه من بُعد، كونها تأتي في وقت يحتاج فيه الجميع الى الحوار والمصالحة”، لافتا الى “أن هذه الزيارة التاريخية لم تشهدها تركيا منذ أيام السلطنة العثمانية”، وقال للراعي : “نولي أهمية بالغة لإستقرار لبنان، ونثني على دوركم في ذلك.

====================

الأزهر رفض مقابلة الراعي لإساءته للإسلام وأهل السنة

00:00 29/03/2012

كشف مؤسس حزب «غد الثورة» المصري أيمن نور أمس أنه سيعمل على «إزالة سوء التفاهم بين الأزهر والبطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي» بعد أن رفض الإمام الاكبر أحمد الطيب لقاءه خلال زيارته للقاهرة.

وأكد نور لـ«الجريدة» أن لقاءه البطريرك الراعي أثناء زيارته للبنان التي انتهت أمس الأول كان مبشراً، وأنه سيعمل على لقاء شيخ الأزهر الأسبوع المقبل لإزالة سوء التفاهم بين الطرفين، معرباً عن تفاؤله من نتائج وساطته في عودة العلاقات بين الطرفين إلى سابق عهدها بعد إزالة سوء التفاهم.

وقال نور إن لقاءه بالبطريرك اقتصر على تبادل الآراء في الشأن العربي العام وتفاصيل عقد قمة روحية مسيحية- إسلامية يحتضنها الأزهر، وهي القمة التي دعا إليها الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل من داخل الأزهر العام الماضي.

وأكد أن اللقاء تطرق إلى العلاقات بين الطيب والراعي «بمبادرة شخصية مني تهدف لعودة العلاقات بين الطرفين إلى قوتها وحجمها الطبيعي».

وكشفت مصادر مطلعة في مشيخة الأزهر الشريف لـ«الجريدة» أمس أن شيخ الأزهر، رفض مقابلة البطريرك الماروني في أثناء زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي، بدعوى «إساءة الراعي للإسلام وأهل السنة والجماعة»، في تصريحات له أبدى فيها تخوفه على مسيحي الشرق الأوسط حال سقوط نظام بشار الأسد في سورية ووصول السنة إلى سدة الحكم.

وأكدت المصادر أن راعي الإبراشية المارونية في القاهرة المطران فرانسوا عيد تقدم بطلب تحديد موعد للقاء شيخ الأزهر بالبطريرك الماروني، إلا أن الإمام رفض، بسبب توتر العلاقات بين الطرفين.

من جهة أخرى، أكد نور أن رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي أصدر قراراً أعاد له حقوقه السياسية، ويفتح بالتالي الباب لترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية. وكان نور محروماً من حقوقه السياسية لإدانته عام 2005 في عهد الرئيس السابق في قضية تزوير توكيلات مؤسسي حزبه، وهي جريمة تعتبر وفقاً للقانون المصري مخلة بالشرف. وأوضحت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» أن قرار المشير طنطاوي تضمن «إعفاء أيمن نور من جميع الآثار المترتبة على الحكم الصادر ضده عام 2005.

====================

 

المفتي يستقبل شبيحاً والبطريرك يتغنى بنظام الشبيحة/ سعيد علم الدين

نحن لا نعتب على منتحلي هيئات واشكال ومناظر رجال دين معممين زيفا، منحطين أخلاقا، دنيويين ماديين، عند السلاطين موظفين خانعين مداهنين، بلا جوهر متين، وإيمان ويقين قد باعوا أنفسهم لأقذر الشياطين في سوق المنافقين المدجلين بالدين خدمة للطغاة المجرمين. كأمثال المفتي الأسدي المستشيخ احمد حسون ربيب المخابرات السورية، والآخر البوطي الحنون صاحب الفتاوى المخزية في تبرير القمع والظلم والتعذيب الوحشي والاستبداد والسجود بخشوع لصورة ربه بشار الجلاد وكأنه إله على العباد.

زمرة دموية طائفية عائلية متسلطة حاقدة من مافيا الاشرار تغتصب سوريا بالحديد والنار تدلس لها في فجورها وبطشها وأكاذيبها جوقة موصوفة من رجال الدين التجار!

ونحن لا نعتب على باقي الحَسَاسين اللبنانية خريجي الجوقة الخامنئية المغردين على شجرة ولاية الفقيه الزقومية خدمة للانظمة الدكتاتورية الاستبدادية وللمشاريع والطموحات الفارسية المتغلغلة في منطقتنا عبر أذرعتها المخابراتية في ارهاب المجتمع بطبخ مؤامرات الاغتيالات والتفجيرات والمخدرات ونشر الموت في الطرق والساحات، أو ببلطجية اسقاط الحكومات الوطنية بالقمصان السود وكواتم الصوت، وبث الفتن وتفخيخ السيارات وخلق المشاكل وافتعال القلاقل، واشعال الحروب المذهبية بين أبناء الوطن الواحد للسيطرة على الدول العربية، كالمعممين بالأسود والأبيض من ملتحي العنصرية الصفوية الدخيلة ومن لف لفهم من اشياخ جبهة العمل الاسلامي وحركة التوحيد والاحباش وغيرها من اشياخ وأشباح وأشباه القاعدة المستغَلَّةُ يافطتها من النظامين الايراني والسوري وأذنابهما غب الطلب.

أما المعمم بالعمامة الأورونجية والمعقد بالعقدة الرئاسية على حساب المصلحة الوطنية السفسطائي الديماغوجي ميشال عون صاحب الطريقة المنتهية الصلاحية في والتغيير والاصلاح، والفاعلة جدا بعشر وزارات في التعتير والافساد، والكذب المباح، والمشهور في كتب التاريخ بالهروب بعيدا الى باريس تحت جنح الظلام خوفا من الاسد ثم الانبطاح على الأربع خدمة لابنه بشار السفاح، فهذا الميشال انو شروان هو حالة شاذة ودخيلة في لبنان على عالم الكباريهات السياسية الهابطة الاخراج، أو السيركات البهلوانية الفاشلة الإنتاج.

فهؤلاء جميعا من مستشيخين سوريين ولبنانيين ومطارنة عونيين ليمونيين مُلَونين أورنجيين فاسدين قد تلطخت ايديهم مباشرة بالدم الحر الثائر البريء، المسفوك في قرى ومدن وارياف سورية الحبيبة، خدمة لنظام المجرم الموصوف بالقتل والاغتيال واتهام القتيل بقتل نفسه.

نحن نعتب فقط ونحاسب وننتقد رجال دين نقدر، ومرجعيات وطنية نحترم كالمفتي قباني والبطريرك الراعي.

ويا للأسف فالأول استقبل شبيحا وبلطجيا وقحا واضعا يده بيده الملطخة بدماء الأبرياء المقتولين والمخطوفين كشبلي العيسمي وابناء جاسم وغيرهم بلا خجل ولا وجل.

والثاني يُنَظِّرُ في مقعده الوثير ترفا ويتغنى بالدولة السورية التقدمية وبنظامها الأسدي الانساني، وبدستورها الحداثي العصري البعثي المثالي الذي لم يقل كباقي الدول العربية " أنها دولة إسلامية لكن دين الرئيس الإسلام".

لقد وجدها البطريرك الراعي فَرِحاً بعد ان انكب على دراسة كافة الدساتير العربية متغنيا بالدستور الاسدي البعثي.

فمرحى للراعي بهذا الكشف الثمين!

ومرحى لبشار بهذا الحليف عظيم!

نسي غبطة البطرك هنا أن الدساتير في النظام الأسدي البعثي كلام منصوص لا قيمة فعلية له على أرض الواقع. حيث النظام الأمني المخابراتي بيد عائلة الأسد العلوية هو الحاكم الفعلي وأوامره هي دستور البلاد الأعلى. والدليل كيف انهم عدلوا الدستور بشطحة قلم بعد موت المقبور حافظ وألبسوا الولد بشار الحكم كبذلة مفصلة على القد لكي يرث مملكة آل أسد العلوية أي الدولة السورية. ويا خراب البلد عندما يحكمها ولد. وبشار اليوم وبرعونة الأطفال يدمر ويخرب ويقتل ويشوه سوريا ويمزق وحدتها الوطنية بحماقاته الاجرامية في الاستمرار بالتسلط على الدولة المنكوبة بعائلته العنصرية الحاقدة.

ويتغني البطريرك الراعي شططا بديمقراطية بشار بالقول:

"وأقرب شيء الى الديمقراطية هي سوريا".

هذا الكلام هو أكثر من معيب بحق قائله ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وهو ليس فقط ساذجا ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع، وانما هو ايضا استهزاءا بالقيم الديمقراطية الانسانية في الحرية السياسية والحرية الشخصية وحرية التعبير، وليس خنق المجتمع كما في سوريا الأسدية بتكميم الأفواه وزج أصحاب الرأي المعارض في السجون والمعتقلات.

وهذا الكلام هو انقلاب على الاخلاق الديمقراطية السامية في التبادل السلمي للسلطة بين الرؤساء وليس كما في سوريا الأسدية بالوراثة والتمديد للرئيس الى ان يقلب الموت له ظهر المجن.

وهذا الكلام هو استخفاف بالمبادئ الديمقراطية البديهية في المنافسة الحزبية الحرة، وليس حزب واحد او عائلة واحدة كما في سوريا الأسدية تحتكر السلطة وتحكم البلد.

وهذا الكلام هو تصفيق تهريجي للطاغية كتصفيق مهرجي مجلس الشعب للاستفتاءات الصورية الكاريكاتورية على بشار اسد أو لا احد.

وهذا الكلام لا علاقة له بانتخابات حرة تعبر عن ارادة الشعب وتفرز سلطته الحاكمة عبر صناديق الاقتراع السرية.

وأين قدسية حقوق وكرامة الإنسان في سوريا يا غبطة البطرك؟

بناء عليه نستطيع القول أنه ليس أبعد شيء عن الديمقراطية هو النظام السوري، وانما هو قمة في الظلم والظلامية، والاستبداد والدكتاتورية، والعنصرية والبربرية، واحتقار الحياة الإنسانية عبر مخابراته وشبيحته الهمجية.

والمشكلة انه كلما أراد البطريرك الراعي تكحيل تصريحاته المنفرة السابقة بهذا الخصوص، عماها بتصريحات لاحقة باهتة النصوص! وكلما أراد ترقيع تصريحاته من جانب، تمزقت بفعل التسطيح الفكري المتخبط بالحقائق، وضبابية المنطق المُشوش بالوقائع من جانب آخر!

أنا لا أدري ما الذي دفع المفتي قباني على وضع يده بيد ممثل السفاح ابن السفاح، ولا ادري أيضا ما الذي يدفع الراعي الى الإدلاء بتصاريح منفرة يحاول في اليوم التالي تريقعها دون نجاح!

وبدل ان يذهب المفتي قباني لتفقد أحوال أهلنا السوريين النازحين المشردين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، ومواساتهم والنظر في احوالهم وما يحتاجون اليه وهم يحتاجون الى كل مساعدة وبلسمة آلام وجراح مادية ومعنوية، تراه وبكل أسف يضع يده بيد الشبيح الذميم على عبد الكريم ممثل هذه العصابة الأسدية الحاقدة في لبنان.

وبدل ان يذهب البطريرك الراعي بمشاعره الفياضة وقلبه الرؤوف الرحيم وحبه المستمد من محبة المسيح لزيارة انسانية أخوية لافته الى أهلنا السوريين النازحين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، محملا كبابا نويل بالهدايا لأطفالهم المشردين من ديارهم، المكلومين بخسارة اب او أم أو اخ او جار أو صديق ، تراه هو الآخر يطالعنا يوميا بتصاريح غريبة لا منطقية، خارجة عن السياق السليم ومزعجة لكل صاحب ضمير حي، يمدح فيها نظام السفاح ابن السفاح، الذي استعبد ونكل وشوه وفرق واغتال وقتل وخطف وخرب بلبناننا ويرتكب اليوم المجازر على أبشع ما يكون بأبناء الله الانسان في سوريا المذبوحة بسكاكين حماة نظامها الدموي الاستبدادي الطائفي العائلي.

نظام فئوي ظالم يرتكب أبشع المظالم خارج عن سياق العصر الحديث حوَّل سوريا العظيمة الى غابة من الشبيحة المجرمة الحاقدة، تحكمها عائلة فاجرة وبطانة فاسدة.

كنت اريد ان اكتب مقالة نقدية ثانية حول موقف البطرك الراعي المرفوض والغير موزون من المأساة الرهيبة والفظائع المرعبة التي يتعرض لها اطفالنا واهلنا في سورية الغالية. الا اني عدلت عن الفكرة لأن مفتي الجمهورية هو الآخر ألصق بنفسه ومقامه عملا معيبا باستقباله المخزي للجاسوس الأسدي علي عبد الكريم، بينما النساء وفي نفس الوقت في حمص تغتصب وتقتل، والاطفال مع امهاتها في عيد الام تذبح، والحرمات تنتهك، والمدن تدك واحدة بعد الأخرى بالمدفعية والصواريخ، ورائحة الدم المسفوك في كل مكان من بلاد الشام.

المؤسف ان رجال الدين في تصريحاتهم المتعثرة واستقبالاتهم المنفرة يؤكدون ادراكهم ببيع مواقعهم في سوق المنافقين المداهنين، أو سذاجتهم وعدم ادراكهم وهنا الفاجعة الكبرى التي توحي بموت الضمير وتخثر الشعور بمآسي الضحايا اليومية والمجازر البشعة التي يتعرض لها هذا الشعب البطل.

كم هو مؤلم من رجال الدين، أيا كانت ديانتهم، عدم اكتراثهم لأرواح الأبرياء وتمجيدهم للسلطة القاتلة وحقها الإلهي رغم كل المظالم بالحفاظ على السلطة باستقرار أمني مفروض ظالم !

يتحدث البطرك الراعي عن الشركة والمحبة. كلام جميل ولكن :

هل تبرير الظلم والإجرام شركة ومحبة؟

وهل اتهام الإعلام والقراء والنقاد بالإجتزاء وعدم الفهم شركة ومحبة؟

لا يا غبطة البطرك نريدك انت والمفتي مراجع وطنية تدافع بضمير حي عن العدالة والحرية والقيم الإنسانية وبالأخص أمام سلطان جائر ظالم، كذاب ماكر، جزار فاجر، دموي مقامر كبشار الاسد!

====================

سليمان نصح البطريرك الراعي بعدم زيارة سوريا حاليا و السعودية رفضت استقباله بسبب مواقفه

صدى  بيروت

تم إضافته يوم الإثنين 26/03/2012 م - الموافق 3-5-1433 هـ الساعة 10:46 صباحاً

كشفت أوساط سياسية موثوقة قريبة من قوى "14 آذار" ان السعودية رفضت استقبال البطريرك بشارة الراعي في اواخر شباط فبراير الماضي .

وقال ديبلوماسي قطري في تونس الى جريدة "السياسة" الكويتية ان حكومته في الدوحة "قبلت استقبال البطريرك على مضض لأن تصريحاته وتصرفاته منذ تسلمه منصبه العام الماضي صبت كلها في دعم نظام الرئيس بشار الاسد الذي اظهر وحشية فاقت ما قام به نظام الرئيس صدام حسين في العراق كما انها اظهرت العداء للثورات العربية .

وقالت الاوساط السياسية لنفس الجريدة في لندن, ان "رجلي دين مارونيين كبيرين زارا السفارة القطرية في بيروت في يناير الماضي في محاولة لتأمين استقبال لائق للراعي في الدوحة, وان الجواب الذي صدر عن الديوان الاميري في قطر على هذه الوساطة اشترط ان يعلن البطريرك ان زيارته راعوية أي الى الجالية المارونية في قطر (او كما اعلنها هو في ما بعد الى اللبنانيين في قطر), لأن الجاليات الاخرى اللبنانية وخصوصا السنية والدرزية رفضت هذه الزيارة ووصفتها بأنها ليست لصالح اللبنانيين وانما هي محاولة لاعادة تسويق الاسد وحسن نصر الله لدى حليفهما القديم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والترويج لسياستهما المعادية للربيع العربي وتحرر الشعوب من الديكتاتوريات الفاسدة".

وقال الديبلوماسي القطري ان الراعي "التزم خلال كلماته التي ألقاها أمام بعض من استقبلهم من الجالية المسيحية اللبنانية في الدوحة, بما كان وعد به كشرط لاستقباله هناك, فلم يوح أي من هذه الكلمات بتوجيهاته المؤيدة لسورية وحزب الله الا ان ذلك الالتزام لم يشفع له لدى السعوديين بالتراجع عن رفضهم استقباله, خصوصا أنه مازال مستمرا في مواقفه المتذبذبة التي حيرت المطارنة والقادة السياسيين الموارنة, حتى ان حليفه الاقوى رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان نصحه بالاعتذار حالياً عن زيارة سورية - حتى ولو ادعى ان تلك الزيارة رعاوية - بعدما تلقى من سفيرها في بيروت علي عبدالكريم علي دعوة من الاسد في مطلع العام الجاري ومباشرة بعد تصريحاته في قصر الاليزيه الفرنسي بعد لقائه الرئيس نيكولا ساركوزي مطلقا من هناك مواقفه المستهجنه الداعمة لال الاسد وحكمهم, ومتهما سنة سورية بالسلفية وبأنهم اذا نجحوا في تسلم الحكم من البعث سيتحالفون مع سنة لبنان لالتهام المسيحيين فيه".

وأكد الديبلوماسي القطري في تونس لجريدة "السياسة" ان مواقف رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع المعارضة بقوة لمواقف الراعي "لعبت ادوارا حاسمة في رفض السعوديين استقبال البطريرك الماروني المغرد خارج السرب اللبناني الوطني, وفي رفض شيخ الازهر أحمد الطيب لقاءه في القاهرة الشهر الجاري, كما ستلعب ادوارا مماثلة بالنسبة للجولات التي ينوي البطريرك القيام بها قريبا في كندا وبعض دول الاغتراب بعدما كانت مواقف جعجع وقادة ثورة الارز في لبنان والمجهر وراء رفض اوباما واي من قيادات ادارته اللقاء او الاجتماع معه لدى زيارته الولايات المتحدة في اواخر العام المنصرم".

وكشفت الأوساط السياسية اللبنانية عن ان عدد المطارنة الموازنة المعارضين لمواقف الراعي "تضاعف خلال الاسابيع القليلة الماضية وخصوصا منذ اعلان جعجع الحرب على تلك المواقف ورفضه زيارة بكركي بدعوة من البطريرك الذي اتصل به شخصيا ولكن من دون جدوى".

====================

هواجس البطريرك الراعي شكلت مضمون قمة بكركي الروحية

الإثنين 26 آذار 2012،   آخر تحديث 08:44 أنطوان الحايك - مقالات النشرة

كادت بورصة الأسبوع السياسي تقفل على مراوحة معتادة لولا نشاط الصرح البطريركي في بكركي الذي كسر الجمود المسيطر على الساحة اللبنانية منذ أشهر طويلة تخللتها مناكفات ومماحكات عطلت العمل الحكومي ودفعت بمكوناتها إلى حافة الافلاسين المعنوي والشعبي بعد أن وصلت الاحوال برمتها إلى نقطة الخطر ومرحلة اللاعودة، ما استدعى خطوة جريئة أخذها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عاتقه من خلال الدعوة إلى قمة روحية عاجلة انتهت إلى تأكيد المرجعيات الدينية المطلق على الثوابت الوطنية.

لكنّ القمة الروحية التي انعقدت في بكركي لم تشكّل وحدها نشاط نهاية الاسبوع، بل يضاف إليها الخلوة التي عقدها البطريرك الراعي مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، معطوفة على مقاطعة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لتتشكل صورة الاداء البطريركي بصورة واضحة تحمل عناوين وثوابت أقلّ ما يقال فيها أنّها وطنية بامتياز، لاسيما أنّ البطريرك كان قد استهل ولايته منذ سنة بجولة على رؤساء الطوائف من جهة، وعلى مسيحيي الاطراف وقياداتهم السياسية والروحية من جهة ثانية.

وفي قراءة اولية لخطوات البطريرك الاخيرة، يعتبر مقربون من الكنيسة أنّ الراعي يحاول تشكيل حالة وطنية عامة في مواجهة المد الاصولي والتطرف السلفي، خصوصا أنّه بدأ يتوجس فعلا من نتائج الربيع العربي على المسيحيين بشكل خاص. ويوضح هؤلاء أنّ النتائج المحققة في العراق وتونس ومصر وسوريا على مستوى الوجود المسيحي المشرقي تدعو إلى القلق الشديد في ظل اعتقاد راسخ لدى الدوائر الكنسية المحلية والمرجعية الاساسية أي الفاتيكان بأنّ ارتدادات هذا الربيع ستطاول الساحة اللبنانية ولن توفرها.

وتلفت المصادر إلى أنّ نظرة البطريرك الراعي إلى الاحداث السورية والخوف من نتائج تحولها إلى حرب اهلية يدفع المسيحيون ثمنها الأغلى تبررها الممارسات اليومية وسط اكثر من علامة استفهام لا يجد الراعي اجابات واضحة بشأنها على غرار السبب المباشر الذي يدفع باقباط مصر إلى الهجرة الكثيفة باتجاه القارتين الاميركية والاسترالية بعد سيطرة الاسلاميين على الشارع المصري وعلى الحياة السياسية اليومية، أو الأسباب التي تقف خلف مفارقة أنّ انفجار السيارات المفخخة والاعمال الانتحارية التي يتم تنفيذها في سوريا لا تقع سوى في الاحياء المسيحية اذا ما جاز التعبير، ولماذا يدفع المسيحيون ثمن صراع الحضارات بعد ان تحولت ازمة العالمين العربي والاسلامي إلى حرب اسلامية وهابية يشكل المسيحيون كبش محرقتها ووقودها اليومي.

ويعرب المصدر عن اعتقاده بأنّ البطريرك الراعي كشف عن مخاوفه وهواجسه أمام رؤساء الطوائف الذين التقاهم من دون أيّ تحفظ، فهو يعتبر أنّ إنقاذ الوضع بات يتطلّب تضافر جهود الافرقاء برمتهم من دون أيّ استثناءات، وهذا ايضا ما أكده للعماد ميشال عون الذي اختلى به في جلسة تعبر عن مدى وعيه للمخاطر التي تحدق بالشارع المسيحي في ظل مواقف تهدد الشارع المسيحي عموما والماروني خصوصا بالمزيد من الشرذمة المرشحة للتدرج صعودا مع بدء التفكير بالانتخابات والحملة التي يجب ان تشكل عنوانها.

====================

مسيحيو «14 آذار» قاطعوا ذكرى انتخاب الراعي وجنبلاط حذّر من صك براءة للنظام السوري

اللقاء الروحي الإسلامي - المسيحي شجب العنف في سورية وأسف للضحايا

 بيروت - من ليندا عازار

... بطريرك «نصف المسيحيين». هكذا بدا رأس الكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي امس في الذكرى الاولى لتوليه السدة البطريركية التي أحياها بقداس تزامن مع عيد بشارة السيدة العذراء الذي كان كُرس في لبنان عيداً وطنياً جامعاً والذي أقيم لمناسبته «لقاء تشاوري» في بكركي (حيث مقرّ البطريركية المارونية) ضم رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية.

واذا كانت الأزمة السوريّة والتصريحات التي أطلقها البطريرك الراعي بإزائها على مدى الاشهر الاخيرة جعلت مسيحيي 14 آذار وفي مقدّمهم «القوات اللبنانية» يقاطعون بكركي «علناً» موجّهين أقوى رسالة «اعتراض» على ما سبق ان اعتبره الدكتور سمير جعجع مواقف «غير مشرّفة» لرأس الكنيسة من الثورة في سورية وتشكل «خطراً على المسيحيين»، فان اللقاء الروحي بدا حذراً في بيانه الختامي في مقاربة هذا العنوان الحساس الذي لامسه من باب «نبذ العنف المتمادي» وإبداء الحزن «على سقوط الضحايا كل يوم» مع التشديد في العنوان الداخلي على ضرورة ترسيخ الحوار الوطني اللبناني والتفاهم بين مختلف مكونات الوطن «لتحصين الوضع الداخلي اللبناني وتجنب انعكاسات ما يجري في المنطقة عليه».

وفي موازاة حرص مسيحيي 8 آذار على تأمين «غطاء سياسي» للبطريرك الراعي ولا سيما في مواقفه من الملف السوري التي تحمل تأييداً ضمنياً لبقاء نظام الرئيس بشار الاسد، وهو ما عبّر عنه حضور زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون شخصياً القداس الذي ترأسه الراعي مع عدد كبير من نواب كتلته، فان اللقاء الروحي حمل «مفارقة» مماثلة تمثّلت في وجود رئيس طائفة أخرى هو مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي يعيش حال «افتراق» عن غالبية سنّة لبنان في تعاطيه مع العنوان السوري وهو ما كان تجلى في تسجيل اول تحرّك على الأرض ضدّه قبل نحو اسبوعين على خلفية استقباله السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي في غمرة العملية العسكرية للجيش السوري في حمص على وقع شعارات «نرفض ان يكون المفتي مع الجلاد ضد الضحية».

القداس الذي بدا انه أسّس لـ «قطيعة» بين 14 آذار والراعي الذي فجّرت مواقفه الاخيرة التي وصف فيها سورية بأنها «اقرب شيء الى الديموقراطية في المنطقة» سجالاً هو الأعنف منذ أعوام بين عون وجعجع، ساهم في نظر اوساط سياسية، ونظراً الى غياب «نصف المسيحيين» عنه، في إفقاد اللقاء الروحي الذي انعقد «الثقل» المعنوي ولا سيما في ضوء «الاهتزاز» الذي يصيب ايضاً موقع مفتي الجمهورية داخل طائفته.

وكان لافتاً ان القداس واللقاء التشاوري لرؤساء الطوائف ترافقا مع موقفين:

* الاوّل لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي كرّر التمسك بموقفه من تصريحات البطريرك الراعي مع تأكيده ان ردة فعله على مواقف الاخير «جاءت حادة بعض الشيء ربما، ولكن ذلك بقدر محبتي واحترامي لموقع البطريرك ومقام بكركي الذي كنا وسنبقى نحترمه» ورافضاً الكلام عن ازمة مع بكركي، كاشفاً «ان النظام السوري حاول تسويق فكرة ان المسيحيين هم أقلية ضعيفة في لبنان وكلّ من تعاون مع هذا النظام برر تحالفه بهذا المنطق»، مشدداً على «ان هذه الصبغة -الدعاية غير صحيحة على الإطلاق والوضع المسيحي بألف خير وعلينا تصحيح هذا الانطباع ولاسيما أننا مررنا بسنوات عديدة أقسى من التي نعيشها».

والموقف الثاني لرئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي استبق اللقاء التشاوري المسيحي - الاسلامي بموقف عبّرت عنه اوساطه وحذّر فيه سلفاً من أي بيان يصدر عن القمة الروحية «لا يحدد بوضوح في بند الأزمة السورية ضرورة تأكيد الحل السياسي الانتقالي وفق مبادرة الجامعة العربية ويطلب وقف العنف الذي يمارسه النظام السوري دون أن يقع في مطبّ المساواة في تحميل مسؤولية العنف داخل سورية»، معتبراً ان اي موقف آخر «سيكون موضع رفض وانتقاد شديدين ويعتبر بمثابة صك براءة مجاني للنظام السوري».

وفيما اكتفى العماد عون بعد انتهاء القداس وعقده خلوة مع البطريرك الماروني بإعلان ان غياب مسيحيي 14 آذار «سياسي»، اكد الراعي في ختام اللقاء الروحي الذي أعقبه غداء أن «هناك توافقاً على ما سيصدر في البيان وهو باسم الجميع وليس فقط باسم بكركي»، واصفاً اللقاء بانه «كان «عظيماً»، وداعياً «السياسيين للإلتقاء على طاولة الحوار بدل التراشق بالحجارة».

وعن الانقسام السياسي ومقاطعة بعض الأفرقاء لبكركي، رفض هذه المقولة وأكد أنه «ليس مع أي انقسام وهو لا يفهم في الانقسامات»، وقال ممازحا: «أنا لا أقرأ الجرائد ولا أتابع الأخبار كي لا أقف عند هذه الأمور السياسية والانقسامات البعيدة عن الروح التوافقية والوطنية».

من جهته، قال المفتي قباني: «نحن مع الشعب السوري في المطالبة بحقوقه المشروعة وندين سفك الدماء»، فيما اعلن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان «هناك انقلاباً على الساحة العربية»، مضيفاً: «علينا أن نــــكون في موقف ثابت وحكيم في لبنان إذ أن الأساس هي الوحدة بين اللبنانيين».

اما البيان الختامي المقتضب فتضمّن مواقف من مختلف القضايا المطروحة على الساحة العربية، واشار في المشهد السوري الى «شجب العنف المتمادي وإبداء الحزن الشديد على سقوط الضحايا كل يوم»، معلناً «الابتهال الى الله كل يوم كي يحفظ أمن سورية وسلامتها ويحقن دماء أبنائها».

واذ توقف المجتمعون عند التحولات التي شهدتها المنطقة العربية مؤكدين «حق الشعوب في خياراتها»، اعربوا عن «خشيتهم اذا طال الوقت حتى الوصول الى دولة القانون في هذه المجتمعات».

وفي الشأن اللبناني اكد البيان «خيار اللبنانيين الاساسي في ان يكونوا في كيان واحد»، معربين عن الاسف «لحال التفسخ الداخلي»، ومشددين على» ان لبنان لا يستطيع مواجهة القضايا الخلافية الا بالحوار»، وداعين الى «تحصين الوحدة الوطنية من الاحداث في المنطقة».

واعرب المجتمعون «عن مواصلة العمل من أجل عقد قمة روحية اسلامية مسيحية على مستوى العالم العربي».

====================

قوى 14 آذار لم تحضر الى الصرح البطريركي في عيد البشارة

غياب الود بين جعجع والراعي بسبب الموضوع السوري

ريما زهار

26-3-2012

غياب قوى 14 آذار عن بكركي أمس، بمناسبة عيد البشارة، بعد مرور عام على تسلم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية المارونية، هذه المناسبة التي وحَّدت القيادات الروحية، يطرح السؤال هل غياب 14 آذار له علاقة بغياب الود بين جعجع والراعي؟.

بيروت: يعزو بعض المطلعين غياب الود بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إلى مرحلة قديمة، فلكل منهما آراء مسبقة عن الآخر لم يبددها وصول الأول الى قمة الهرم الكنسي ولا خروج الثاني من السجن، لكنّ الرجلين، وكل لأسبابه، قررا التعالي عن الحسابات والمشاعر وفتح صفحة جديدة، إلا أنه لم يرق لجعجع ما راح يخطه الراعي على صفحته، فهو اعتاد أن تكون بكركي راعية 14 آذار/مارس سياسيًا مع عاطفة خاصة، اقتضتها الظروف إزاء القوات، وبالتالي مع حرص الراعي وجعجع على اظهار حسن النوايا، الا أن الحذر وغياب الثقة بقيا ماثلين في خلفية العلاقة.

جاء الموقف البطريركي من الاحداث في سوريا ليكرس الاختلاف ويظهره. وعلى الرغم من إصرار مصادر كنسية على التأكيد "أن الاجتزاء والاستنساب يحوّران كلام الراعي الذي يؤكد في كل اجتماعات مجلس المطارنة أنه لا يمكن أن يدافع بأي شكل عن النظام السوري، كما عن أي نظام آخر، ولا عن العنف من أي مصدر أتى"، الا أن تصريحاته الاخيرة كانت كافية بالنسبة الى جعجع لاعلان اعتراضه وأسفه وخجله من كلام الراعي.

يلفت النائب انطوان زهرا (القوات اللبنانية) إلى أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قيّم النظام السوري، وقال إنه الاقرب إلى الديموقراطيّة، مؤكدًا "أنه لهذا السبب، ومن حرص القوّات على موقع بكركي وأهميته، قلنا إن هذا الموقف لا يتماشى مع موقف مسيحيي لبنان التاريخي"، ويتابع: "قمنا بالتوضيح للحرص على صورتنا التاريخيّة ولعدم الإيحاء بأننا غيّرنا موقفنا وأصبحنا نقف إلى جانب الطغاة."

ويشدد زهرا على أن "لا مشكلة بين الراعي وجعجع فالقضية ليست مشكلة شخصيّة"، مشيرًا إلى أنهم انتقدوا الموقف ولم ينتقدوا الشخص، ويضيف: "أن موقفنا المؤيد للشعب السوري مبدئي"، وردًا على كلام الراعي في مطار بيروت بعيد عودته من مصر بأنه يتكلّم في المبادئ السياسيّة وليس في السياسة، ذكّر زهرا أن البطريرك الراعي عمل شخصيًا على صوغ مبادئ السينودوس الرسولي، مشيرًا إلى أن الإلتزام بهذه المبادئ هو الكلام في "المبادئ السياسيّة"، أما تقييم النظام السوري فموقف سياسي.

بدوره، يؤكد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "سيلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لأننا أبناء غبطة البطريرك، و"القوات اللبنانية" أخذت موقفها من الراعي لأنها شعرت بالخطر على المجموعة أو على المجتمع المسيحي ككل في لبنان وفي الوطن العربي وليس على نفسها"، معتبرًا أن "الراعي غاص كثيرًا في السياسة ولم يبقَ على المبادئ الوطنية الكبرى التي تؤمنها بكركي عادة".

ويقول : "عندما رأينا أن التمادي في موقف البطريرك يشكل خطرًا مباشرًا على موقف بقية الطوائف والدول في الشرق من المسيحيين، أخذنا المبادرة للقول لسيدنا إن مبادئ المسيحيين الوطنية هي محبة ومصالحة وتسامح وليس الانعزال وحلف الاقليات، ونحن لم نكن يومًا مع الجلاد ضد الضحية"، لافتًا الى أن "المجتمع المسيحي غير راضٍ ابدًا عن موقف الراعي".

ويرفض القول إن "النظام السوري هو الأقرب الى الديموقراطية عندما نرى الأطفال يموتون والبيوت تدمر والناس ينزحون من وطنهم"، ويسأل "هل من المعقول الوقوف مع هذا النظام السفاح ضد الشعب الذي يقتل في الطريق؟

تقريب وجهات النظر

يتم الحديث اليوم عن أن الوزير السابق ميشال اده، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، والدكتور جوزف طربيه رئيس الرابطة المارونية والوزير السابق وديع الخازن، رئيس المجلس العام الماروني، بدأوا مرحلة تشاور في ما بينهم للتفاهم على محرّك مشترك بين بكركي ومعراب لتدارك الاختلاف في وجهات النظر بين البطريرك بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على خلفية تصريحات الراعي حول ما يجري في سوريا وموقفه من النظام القائم، ومن المتوقع أن يبدأ المسؤولون الموارنة الثلاثة، جسّ نبض الطرفين لمعرفة مدى استعدادهما للقبول بهذا التحرّك، الذي "يساعد على حماية الوحدة المارونية في هذه الظروف المصيرية التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة" على ما يقول مصدر روحي ماروني. ووفق معلومات مؤكدة أن المطارنة الموارنة يتهيّبون كثيرًا توسيع الخلاف بين الراعي وجعجع، بسبب انعكاسه على شريحة واسعة جدًا وفاعلة من محازبي القوات اللبنانية ومناصريها ومؤيدي طروحاتها، وهم في غالبيتهم من الموارنة الملتصقين بالكنيسة والمدافعين عنها والمؤمنين بثوابتها، كما أن هذا الموضوع الخلافي المتعلّق بسوريا سيكون على طاولة اللقاء الشهري للمطارنة الموارنة في اول اربعاء ن الشهر المقبل.

====================

بعد إصرار شيخ عقل الدروز على الإشارة للمبادرة العربية في بيانها

لبنان: الأحداث السورية كادت تفجر قمة بكركي الروحية

الاثنين 26 مارس 2012 الأنباء

انعقد اللقاء التشاوري الإسلامي ـ المسيحي في بكركي ظهر امس، بحضور البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالامير قبلان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، ورئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي، ولم يخل من الجدال على خلفية الأحداث في سورية.

كما حضر عن الجانب الكنسي المسيحي المطران جان كيروز المعاون البطريركي لبطريرك الارمن الكاثوليك، فرسيس بادروس التاسع عشر، ومطران اللاتين بولس دحدح، وممثل عن المطران الياس عودة وممثل عن مطران السريان.

وتناول المجتمعون التطورات المحلية والاوضاع العربية وشددوا على ضرورة توحيد اللبنانيين حول وطنهم.

وشجبت القمة الروحية «العنف المتمادي في سورية، وأسفت لسقوط الضحايا، معربة عن «حزنها على سقوطهم».

ولفت البيان الختامي للقمة إلى أن «المجتمعين تباحثوا في الاوضاع الداخلية، وأكدوا على خيار اللبنانيين الاساسي في ان يكونوا في كيان واحد»، مشيرا إلى أنهم «أسفوا لحال التفسخ الداخلي وأكدوا ان لبنان لا يستطيع مواجهة القضايا الخلافية الا بالحوار».

واعرب المجتمعون عن تقديرهم «للتدابير التي تتخذها الدولة في سبيل الحفاظ على أمن المواطن»، ورأوا أن «الملف الاجتماعي يجب ان يلقى الاهتمام اللازم بعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيقة»، مؤكدين «مواصلة العمل من أجل عقد قمة روحية اسلامية ـ مسيحية على مستوى العالم العربي».

وتوقف المجتمعون «عند التحولات التي شهدتها المنطقة»، مؤكدين على «حق الشعوب في خياراتها»، ومعربين في الوقت عينه عن «خشيتهم اذا ما طال الوقت حتى الوصول الى دولة القانون في هذه المجتمعات».

كما أسفوا «لاستمرار دوامة العنف والتفجيرات المتكررة في العراق»، آملين ان «يستعيد هذا البلد دوره ضمن الاسرتين العربية والدولية»، ومستنكرين في الوقت عينه «ما يتعرض له الشعب الفلسطيني»، ومطالبين بـ «انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتطبيق القرارات الدولية».

وذكر البيان أن «اللقاء جاء تلبية لدعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مناسبة عيد سيدة البشارة، حيث تم خلاله بحث المستجدات واستعراض الاوضاع في لبنان والمنطقة وسبل معالجة تردداتها».

وقد أعرب المجتمعون في بداية اللقاء عن «اسفهم لوفاة البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، والذي يعتبر من الشخصيات الاستثنائية التي تميزت حياتها في النضال»، وتقدموا بأحر التعازي لمصر والكنيسة القبطية»، كما توجهوا بالتعزية الى سورية والطائفة الدرزية لوفاة شيخ العقل في السويداء».

في هذا الوقت، علمت «الأنباء» ان جدالا حادا نشب بين شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وبين رؤساء الطوائف الأخرى عندما أصر على ادخال جملة على البيان الختامي، في الفقرة المتعلقة بالوضع في سورية. فقد تضمنت الفقرة القول: «اعرب المجتمعون عن شجبهم للعنف المتمادي في سورية وعن حزنهم الشديد على الضحايا التي تسقط كل يوم، وهم يبتهلون إلى الله أن يحفظ امن سورية ووحدتها وسلامتها ويحقن سفك دماء ابنائها».

هنا طلب الشيخ نعيم حسن إضافة الجملة التالية: «وان يكون الحل السلمي في سورية انطلاقا من المبادرة العربية».

لكن البطريرك الراعي والمفتي قباني والشيخ قبلان رأوا في هذا دخولا في التفاصيل السورية، لا مبرر له. بيد أن شيخ العقل تمسك بموقفه، ولوح بالتحفظ ان لم يستجب له، أو أن ينقى البيان الختامي من الأمور السياسية تماما، في حين تمسك الآخرون بموقف «النأي عن النفس» ما استدعى التريث في اصدار البيان في حينه، بانتظار اتصالات جرت خصوصا مع رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط.

====================

شمعــون لـ "أخبار اليــوم":  البطريرك الراعي يتخـذ مواقف لا نوافق عليها

بكركــــي تحـــــدّد الخطوط أو المبـــــادئ الوطنية ولا تتدخل فـــي التفاصيل

النظام السوري هجّـر وقتّل وشرّد اللبنانيين ولا يحق له بشهادة حسن سلوك

لم نطلب من صفير التدخل بالسياسة اليومية بل في السياسة الوطنية اللبنانية

26/3/2012 - (أ.ي) – علّق رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على مقاطعة قوى 14 آذار لقداس الذكرى السنوية الأولى لتولية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بالقول ممازحاً "إبعد عن الشر وغنّي له"، ثم أوضح لوكالة "أخبار اليوم" ان البطريرك الراعي يتخذ مواقف لا نوافق عليها، خصوصاً ان لا علاقة له ببعض الأحداث، قائلاً: ما زلنا نذكر في العام 1985 كم أخطأ البطريرك بولس المعوشي.

وأضاف: نحن لا نؤيد أبداً تدخل بكركي في التفاصيل السياسية، ولكن ربما تحدّد بكركي الخطوط او المبادئ الوطنية، ولكن لا يجوز للبطريرك ان يعطي شهادة حسن سلوك لدولة "فاجرة"، مذكّراً بأن النظام السوري هجّر وقتّل وشرّد اللبنانيين من بيوتهم وأراضيهم وجبالهم، وبالتالي هل يحق لمثل هذا النظام بشهادة حسن سلوك؟ ودعا ليس فقط بكركي بل كل المرجعيات الروحية الى الابتعاد عن الشؤون السياسية اليومية.

ورداً على سؤال، أوضح شمعون أننا لم نطلب من البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير التدخل بالسياسة اليومية، بل طلبنا منه التدخل في السياسة الوطنية اللبنانية، حيث كان البلد تحت الإحتلال، وكنا نريد استعادة الاستقلال، مجددا التأكيد على انه لا يجوز للبطريرك الراعي التدخّل ببعض التفاصيل.

أما في ما يتعلق بالشأن الحكومي، قال شمعون: لا أدري ما إذا كان عون عبئاً على الحكومة ام هي باتت عبئاً عليه، واضاف: تركيبة الحكومة لا تؤدي إطلاقاً الى النجاح، والجامع الوحيد بين أعضائها هو تحالفهم مع سوريا. وختم: عندما لم تعد سوريا قادرة على توزيع اللاصق عليهم، فإنهم سيفرطون.

====================

قدّاس "برتقالي" في بكركي وشيخ العقل تحفّظ على الموقف من سوريا "!

وجدي ضاهر

الاحد 25 آذار (مارس) 2012

يوم الجمعة، وردت في خطبة البطريرك الراعي لمناسبة مرور سنة على تولّيه سدة البطريركية عبارة يتيمة يمكن "تأويلها" كإشارةً إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري (أكثر من 10 آلاف قتيل و200 ألف معتقل..). والجملة اليتيمة هي "نرفضُ وندينُ العنفَ يُمارَس على أرضنا وفي أي مكانٍ آخر، وكلَّ تحريضٍ عليه". والمشكلة أن العبارة "ديبلوماسية" إلى درجة أن المندوب الروسي في الأمم المتحدة يمكن أن يوافق عليها. خصوصاً أنها يمكن أن تنطبق على سوريا، أو الموزامبيق، أو اليابان، أو على حادث سير في.. الدورة!

ولا تختلف إشارة بيان الزعماء الروحيين، اليوم، إلى ما يحدث في سوريا (وقد اعترض عليها شيخ العقل) عما سبق: أن "الحاضرين توقفوا عند المشهد السوري وأعربوا عن شجبهم للعنف المتمادي وحزنهم على الشهداء"!

مرّة أخرى بيان يمكن أن يصدر عن وزارة الخارجية الروسية، خصوصاً أن الطاغية السوري (أو "المسكين بشار الأسد"!!) يستخدم تعبير "الشهداء" للإشارة إلى "شبّيحته"، كما يتّهم الشعب السوري بتصعيد "أعمال العنف"!

أمام هكذا بيان، ومرة أخرى: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!

الشفاف

*

أخفق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عقد قمة روحية في الصرح البطريركي في بكركي اليوم الاحد، على هامش الاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لتوليه سدة البطريركية. وتمت الإستعاضة عن القمة بلقاء روحي، بين زعماء الطوائف، تحفّظ عليه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، مشيرا الى ان البيان الختامي للقاء لم يوزع على المشاركين قبل تلاوته، غامزا من قناة محاولة تسريب بيان يُلزم القادة الروحيين بموقف ضبابي من مجريات الثورة السورية، الامر الذي استدعى توضيحا من شيخ العقل نعيم حسن.

القداس الإحتفالي كان "برتقالياً" بامتياز! حيث حضر العماد عون ونواب كتلته فقط، وقرابة 150 مدعواً، في كنيسة الصرح التي تتسع لحوالي 1000 مشارك.

اما ابرز الغائبين عن القداس الاحتفالي، فكان التمثيل الرسمي للرؤساء الثلاثة، فضلا عن مقاطعة شاملة لقوى 14 آذار بكامل أطيافها وتلاوينها. حتى حزب "الكتائب اللبنانية" الذي يحتفظ بعلاقات مع البطريرك الراعي، اوفد سجعان قزي الى القداس بعد ان كان انتصف وقته.

من تحفّظ على "الحل السلمي في سوريا إنطلاقاً من مبادرة الجامعة العربية"؟

مكتب الإعلام في مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز أوضح في بيان أن المشيخة طلبت في خلال اللقاء الروحي الذي انعقد في بكركي لمناسبة مرور سنة على تولية غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي ولمناسبة عيد البشارة أن "يقتصر اللقاء على صدور دعاء مشترك من رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية يدعو للإلفة والمحبة ونبذ العنف والتطرف ويؤكد فضائل الديانات السماوية لما فيه خير الإنسان والمجتمع، لكن الحاضرين أصرّوا على إصدار بيان يشمل بعض المواقف رغم أن مسودة البيان لم يتم توزيعها مُسبقاً على الرؤساء الروحيين خلافاً للمتعارف عليه"!

وأضاف البيان إن المشيخة "تمنت إضافة عبارة "الدعوة إلى حل سياسي سلمي في سوريا الشقيقة انطلاقاً من مبادرة جامعة الدول العربية" إلى البيان الختامي للقاء وهذا ما لم يؤخَذ به"، مشيرا الى "إنّ مشيخة العقل يهمها أن تلفُت إلى أنّ بيان القمة الروحية تضمّن نقاطاً مهمّة في مختلف العناوين، باستثناء ما تمّت الإشارة إليه أعلاه"، متمنية "إستمرار التواصل بين رؤساء الطوائف جميعاً لما فيه خير لبنان ورفعته وازدهاره".

وكان اللقاء الروحي أصدر بيانا جاء فيه "أن رؤساء الطوائف عقدوا لقاءً روحيًا تم خلاله البحث في المستجدات واستعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة وسبل معالجة تردداتها".

وأوضح البيان أن المجتمعين اعربوا عن أسفهم لوفاة البابا شنودة الذي يعتبر من الشخصيات الاستثنائية التي تميزت حياتها في النضال وتقدموا باحر التعازي من مصر ومن الكنيسة القبطية"، كما توجّه المجتمعون بـ"التعزية من سوريا ومن الطائفة الدرزية بوفاة شيخ العقل في السويداء أحمد سلمان الهجري، وتوقفوا عند التحولات التي شهدتها المنطقة وأكدوا على حق الشعوب في خياراتها، لكنه أعربوا عن خشيتهم إذا ما طال الوقت حتى الوصول إلى دولة القانون في هذه المجتمعات".

وأشار البيان إلى أنَّ "الحاضرين توقفوا عند المشهد السوري وأعربوا عن شجبهم للعنف المتمادي وحزنهم على الشهداء"، كما توقف المجتمعون عند "استمرار دوامة العنف والتفجيرات المتكررة في العراق" وأملوا أن "يستعيد هذا البلد دوره ضمن الاسرتين العربية والدولية"، مستنكرين في مجال آخر "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وطالبوا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس وتطبيق القرارات الدولية".

وتابع البيان أنَّ "المجتمعين تباحثوا في الأوضاع الداخلية وأكَّدوا خيار اللبنانيين الأساسي في أن يكونوا في كيان واحد وأسفوا لحال التفسخ الداخلي وأكّدوا أن لبنان لايستتطيع مواجهة القضايا الخلافية الا بالحوار، كما بحثوا التدابير التي تتخذها الدولة في سبيل الحفاظ على أمن المواطن ورأوا أن الملف الاجتماعي يجب أن يلقى الاهتمام اللازم بعيدًا عن التجاذبات السياسية والمصالحة الضيقة". وفي الختام "أعرب المجتمعون عن مواصلة العمل من أجل عقد قمة روحية إسلامية - مسيحية على مستوى العالم العربي".

====================

عن ماضي المسيحيّين ومستقبلهم في ظلّ الانتفاضة السوريّة

المستقبل - الاحد 25 آذار 2012 - العدد 4295 - نوافذ - صفحة 9

علي جازو

من الخطأ اعتبارُ مسيحييّ سوريا أقلية دينية طارئة. على العكس، هم من السكان الأصليين، ولهم تاريخ يسبق الوجود الإسلامي على الأرض السورية. هذا إذا اتفقنا على أخذ وجهة النظر الدينية في تصنيف بنية المجتمع السوري السكانية، مع إبدائنا الحذر والتخوف من ترسيخ وترويج هذه الوجهة دون غيرها. النظام السوري ( بعد انقلاب حزب البعث العسكري) منذ 1963 حتى الآن، لم يكن يوماً حامياً للمسيحيين ولا لغيرهم من طوائف سوريا الدينية، فطبيعة الحكم في سوريا عسكرية مخابراتية، غير دينية ولاطائفية، وهي تعتمد أساساً على التخويف والمحاباة ثمناً للرفض أو الولاء للسلطة. والمجتمع السوري لم يعان من فتن طائفية، وحال المسيحيين كحال غيرهم من السوريين، لم يعانوا من إضطهاد ديني منذ بداية نشوء الدولة السورية بحدودها الراهنة، وحتى خلال فترة الانتداب الفرنسي (1920-1946) وما تلاها. والحقيقة أن الأزمة السورية الحالية ليست ذات منشأ ديني، رغم تولي عائلة الأسد المنحدرة من الطائفة «العلوية» الحكم وانفرادها به منذ 1970 حتى الآن، آخذين بالاعتبار أن غالبية السوريين ينتمون إلى المذهب السني، ولا يشكل هذا الانتماء سبباً للتقوقع أو الانكفاء، مع عدم إغفال أن أكثر السنّة السوريين لا ينظرون إلى أنفسهم كأغلبية دينية. وعلى ذلك، فإن سبب الصراع السياسي في سوريا، وعلى سوريا، لم يكن يوماً بسبب الإنتماء الديني.

 

ـ1ـالوجود التاريخي للمسيحيين في سوريا:

تعدّ المسيحية ديانة سكان سوريا الأساسية منذ القرن الأول الميلادي. وقد اعتمدت الدولة الأموية بعد دخول المسلمين إلى سوريا وبعد هزيمة الحكم البيزنطي، على مسيحيي سوريا لتعريب إدارة الدولة المتوسعة. وكان لهم حظوة لدى الخلفاء الأمويين. واستطاع المسيحيون التعايش مع الحكم الإسلامي (من القرن السابع حتى القرن الحادي عشر الميلادي)، واعتنق قسم منهم الديانة الإسلامية، لكن أحوالهم ساءت بعد ما سُمِيّ بالحروب الصليبية (نهاية القرن الحادي عشر) إذ وقعوا بين فكَّيْ اتهام؛ فقد اعتبرهم الغزاة مناوئين ويقدمون الدعم للإمارات الإسلامية، واتهمهم المسلمون بالوقوف إلى جانب الغزاة. وساهم ذلك في إنقاص عددهم إلى النصف، سيما أن كثيرين منهم اضطروا إلى الهجرة. زادت أوضاعهم سوءاً أيام حكم المماليك (من نهاية القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر)، ومالت أوضاعهم إلى التحسن أيام الحكم العثماني والانتداب الفرنسي. كذلك ساهم مسيحيو سوريا مساهمة فاعلة في القرنين التاسع والعشرين في حركة النهضة العربية، والعمل لتحرير بلادهم من الاحتلال العثماني. تناقص عدد المسيحيين في سوريا إلى نحو ثمانية في المئة بعد أن كانوا نحو عشرين في المئة عند الاستقلال عام 1946، ونظراً لكون النظام السياسي السوري «لا دينياً«، فقد منح الدستور للمسيحيين كامل حقوقهم المدنية، ووصل أحد أبرز شخصياتهم الأستاذ فارس الخوري إلى منصب رئاسة مجلس النواب، وبقي منصب رئاسة الجمهورية محصوراً بالمسلم السوري حسب المادة الثالثة من الدستور الحالي. ازدادت هجرة المسيحيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة بحثاً عن أوضاع معيشية أفضل في أوروبا وأميركا، وخاصة بعد أحداث العنف في الثمانينات بين السلطة وجماعة الأخوان المسلمين.

ينتمي مسيحيو سوريا إلى مختلف الطوائف، وأكثرهم من الطائفة الارثوذكسية، ويتوزعون على مختلف المدن السورية، من الجنوب وحتى أقصى الشمال الشرقي، وكذلك ينتمون إلى مختلف التيارات والأحزاب السياسية، فمنهم البعثي والناصري والشيوعي (ثمة معارضون وموالون) ومنهم المعارض المستقل، كحال الأستاذ الراحل أنطون مقدسي، والمعارضين المعروفين ميشيل كيلو وجورج صبرا. ولم يعرف عن السلطات في سوريا منعها لبناء الكنائس أو المدارس الدينية، ويقضي قانون الأحوال الشخصية إشراف الكنيسة على معاملات الزواج والطلاق، وأسس اعتماد قواعد توزيع التركات.

 

ـ2ـ علاقة المسيحيين مع بقية الطوائف:

إن أوضاع معظم المسيحيين في سوريا أقرب إلى الاستقرار منها إلى القلق، فمن الناحية الاقتصادية مثلاً، تندرج الغالبية المسيحية في سوريا ضمن مستوى الفئة الوسطى من الناحية المعيشية. ساهم ذلك، بما يميز الفئات الوسطى الحائزة مستوى جيداً من التعليم وفرص العمل، في تبنيها لرؤى معتدلة ومتوازنة اجتماعياً، وفي خلق تناغم أهلي وثقافي مع بقية مكونات المجتمع السوري .

عدا حوادث 1860، أثناء الحكم العثماني للمنطقة العربية، والتي تم فيها حرق جزء كبير من الحي المسيحي في دمشق، إثر اضطرابات دينية في لبنان امتدت إلى سوريا، فإن مسيحيي سوريا لم يتعرضوا لأي عنف مماثل من قبل الغالبية المسلمة. مع ضرورة ملاحظة أن تلك الأحداث لم تأخذ بعداً طائفياً في بقية أرجاء سوريا. وتعد سوريا من الدول القليلة المتميزة بعدم وجود حساسيات دينية فيها يمكن وصفها بالصراع الطائفي كحال كل من لبنان والعراق، ومصر مؤخراً. إن مستوى اختلاط المسيحيين بالمسلمين وتبادلهم الصداقة وأمكنة العمل وتعايشهم السلمي على مدى قرون طويلة يؤكد ذلك. ورغم مواقف الكنيسة الرسمية التي يعتبرها كثيرون مؤيدة للنظام في صمتها على حوادث قتل المدنيين اليومية في سوريا، منذ منتصف شهر آذار الماضي، فإن سلمية الثورة واستمرار حركة الاحتجاج، لم تصل إلى حد اتهام علني ومباشر للمسيحيين بالوقوف مع النظام. وساهمت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي مساهمة سيئة جداً في التخوف على مستقبل المسيحيين في سوريا، ورأى كثيرون أن الراعي لا يحق له التكلم نيابة عن مسيحيي سوريا، وهو بذلك يدفع الصمت المسيحي في سوريا، إلى مستوى التأييد الفعلي للنظام، ويسبغ صفة دينية غير موجودة أصلاً في الوعي الشعبي لعموم المحتجين السوريين.

 

ـ3ـ موقف الكنائس المسيحية من الاوضاع الحالية:

وكما هو معروف، فإن جميع المؤسسات الدينية السورية، بما فيها المسيحية، تخضع إلى سيطرة وتوجيهات نظام الحكم، ويصعب كثيراً خروج الكنائس بشكل علني بموقف داعم للحركة الاحتجاجية المتنامية. وإذا كان كثيرون من رجال الدين الإسلامي قد وقفوا إلى جانب الثوار، وأشهرهم الشيخ أحمد الصياصنة إمام الجامع العمري في درعا، فقد أخذت الكنائس السورية (الشرقية والغربية والانجيلية) جانب الصمت إزاء ما يجري في بلدها. لكن تصريحات البطريرك الراعي أحرجتها، ما دفعها إلى إصدار بيان مشترك وصفت فيه الأحداث الراهنة على الساحة السورية بأنها: «مؤامرة خارجية على جميع السوريين» وأضافت: « لن ندع رعايا الكنائس السوريين لاستجرارهم إلى العنف والقتل وتنفيذ إملاءات خارجية كي تصبح سوريا كالعراق ومصر وليبيا». ويبدو من نص البيان مدى الحرج والالتباس الذي يغطي المناخ الكنسي المسيحي في سوريا، غير أن موقف الكنائس السورية لا يمثل الموقف السياسي لجميع مسيحيي سوريا. هناك قسم غير قليل من المسيحيين يعارضون النظام، لكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك صراحة، وينظر إليهم كأقلية ضمن الأقلية المسيحية الصامتة. وقد دعا مثقفون ومعارضون من بينهم إلى التبرؤ من بيان الكنائس، وعدم اعتبار الكنيسة جهة سياسية تنطق باسم مسيحيي سوريا، وطمأنَ المعارض السوري المعروف ميشل كيلو المسيحيين في سوريا، وذكرهم أن حركة الاحتجاج هي اجتماعية وشعبية وليست دينية، وأن لا دعوات لها ضد مسيحيي سوريا أو غيرهم، ما لم يرتكبوا هم بأنفسهم أخطاء فادحة تجلب عليهم غضب الشعب السوري. ويُؤخَذ على المعارضة السورية عموماً إغفالها أو تناسيها لأهمية المكون المسيحي العريق للشعب السوري، ذلك أن فصل المسيحيين، كمؤمنين ومواطنين لهم واجب وطني وأخلاقي تجاه بلدهم، عن موقف الكنيسة السياسي السيء، أمر بالغ الأهمية، ويخدم تقدّمَ السوريين للخلاص من الحكم الاستبدادي.

ـ ـ مستقبل المسيحيين في سوريا:

لا يصدر السببُ الرئيسي، الذي يخيف مسيحييّ سوريا، عن أحداث الداخل السوري. وليس من المستغرب أن يلجأ النظام الحاكم إلى اختلاق عداوات دينية، بل القيام حتى بتفجيرات،(كما جرى مؤخراً في دمشق وحلب)، تبرر روايته الرسمية عن جماعات إرهابية تقوم بقتل السوريين. إن تقارير دولية ومحلية تؤكد أن حوادث القتل الطائفي في سوريا نادرة جداً، وإن السلمية هي الصفة الغالبة على حركة الاحتجاج، قبل اضطرار السوريين إلى حمل السلاح والانضمام إلى الجيش السوري الحر؛ فالصور ومقاطع الفيديو الكثيرة التي يبثها الناشطون تثبت ذلك، في وقت لم نجد أي صورة ذات مصداقية تثبت أن هناك منحى طائفياً في أحداث سوريا الراهنة. لكن وفي الوقت نفسه، فإن ما جرى ويجري في مصر، وكذلك في لبنان والعراق، يدفع المسيحيين السوريين إلى القلق على مصيرهم في ظل ضبابية الوضع الداخلي في سوريا. نظام الحكم هو الذي يبادر إلى شحن الأقليات الدينية في سوريا بالخوف والقلق، ويقوم بعرض صور عنف قاسية جداً عبر وسائله الإعلامية، لكي يدفع من بقي صامتاً من السوريين إلى تفضيل الحكم الحالي على التغيير الجذري الذي تحاول الانتفاضة تحقيقه.

إن من أهم شعارات المنتفضين السوريين مدنية الدولة والعدالة والمساواة ونبذ العنف والطائفية، بل إن فئات منهم، الأكراد واليساريين خاصة، تشدد في مطالبها على إرساء حكم علماني بشكل صريح، منعاً لأي ميول دينية يمكن أن تحتكر الحياة السياسية السورية في المستقبل. وفي مطلق الاحوال لا يمكن لأي جماعة دينية أن تحكم سوريا بمفردها وتقصي سواها، حتى الغالبية السنية التي يرى الاخوان المسلمون عمقهم الاجتماعي والانتخابي متمركزاً فيها، هي غالبية اجتماعية وليست كتلة موحدة دينياً وسياسياً. وعلى ما سبق، فإن موقف الكنائس المسيحية في سوريا يمكن فهمه في ضوء العنف الشديد الذي تبديه قوات النظام ضد رموز دينية معارضة. والمجتمع السوري في عمومه لا يحمل بذور كراهية تجاه فئات دينية بشكل حصري، بل إنّ ما تحقق للسوريين من إجماع وطني كبير طوال الاشهر الماضية، يدفعنا إلى الاعتقاد بعدم احتمال سقوط سوريا في حرب أهلية أو أي صراع طائفي بين أكثرية وأقلية سواء أكانت دينية أم عرقية.

====================

البطريرك الراعي جدّد دعوة السياسيين للإلتقاء.. والمفتي قباني أدان سفك الدماء بسوريا

الاحد 25 آذار 2012

لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في تصريح لمحطة "lbc" إلى أن اللقاء الإسلامي - المسيحي في بكركي اليوم (الأحد) كان "عظيماً"، داعياً "السياسيين للإلتقاء على طاولة الحوار بدل التراشق بالحجارة".

من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بعد انتهاء اللقاء للصحافيين: "نحن مع الشعب السوري في المطالبة بحقوقه المشروعة وندين سفك الدماء"، أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان فقد رأى "هناك انقلاب على الساحة العربية"، مضيفاً: "علينا أن نكون في موقف ثابت وحكيم في لبنان إذ أن الأساس هي الوحدة بين اللبنانيين".

(رصد "NOW Lebanon")

====================

"عهد"إخوان سوريا": دستور مدني"ولأي مواطن الحق بأعلى المناصب”

الاثنين 26 آذار (مارس) 2012

 فاجأنا "الإخوان المسلمون السوريون"! فتحية لهم، وتحية للمحامي صدر الدين البيانوني الذي نفترض أن له "يداً طولى" في "عهد وميثاق الإخوان". وعسى أن يستوحي "عهدهم" الإخوان المسلمون المصريون والتونسيون الذين يبدو أنهم ما يزالون يعيشون "فقه المناورات"!

"عهد" الإخوان يدعو لدستور مدني وللمساواة بين كل المواطنين حتى بالنسبة لرئاسة الجمهورية. وهذا تجاوز لنص "دين الدولة الإسلام" ولنص "رئيس الدولة مسلم سنّي" الذي ورد في دستور بشّار الأسد الذي تم استفتاء سكان المريخ حوله قبل أسابيع!

وهو، بالمناسبة، رد موجع على مزاعم البطريرك الراعي حول "الأصوليات الإسلامية" وخصوصاً زعمه "الفظيع" بأن "سوريا (الأسد) هي الأقرب إلى الديمقراطية"!!

حسناً، ربما لن يسارع 20 مليون مسلم سوري إلى انتخاب مسيحي أو كردي رئيساً للجمهورية (رئيس الجمهورية المقبل لن يكون حاكماً مطلقاً في أي حال..)! ولكن الدستور "المدني" يرتقي بسوريا إلى مرتبة الولايات المتحدة الأميركية التي لم تنتخب رئيساً كاثوليكياً (بعد أكثر من قرن على وضع دستورها) سوى جون كينيدي، أو (بعد 50 سنة أخرى) رئيساً أسود البشرة ومن أصل إسلامي سوى "أوباما"!

سياسياً، وعلى المستوى الدولي خصوصاً، فإن "عهد" الإخوان المسلمين يجيب على مخاوف أبدتها عدة حكومات غربية، ومعها الحكومة الروسية، حول مسألة "الأقليات". وهذا تطوّر سيعزّز الثورة السورية.

بيار عقل

 

عهد وميثاق من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

من أجل وطن حر، وحياة حرة كريمة لكل مواطن.. وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سورية، حيث يولد الفجر من رحم المعاناة والألم، على يد أبناء سورية الأبطال، رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً وشيوخاً، في ثورة وطنية عامة، يشارك فيها شعبنا بكلّ مكوّناته، من أجل السوريين جميعاً.. فإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، منطلقين من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، القائمة على الحرية والعدل والتسامح والانفتاح.. نتقدّم بهذا العهد والميثاق، إلى أبناء شعبنا جميعاً، ملتزمين به نصاً وروحاً، عهداً يصون الحقوق، وميثاقاً يبدد المخاوف، ويبعث على الطمأنينة والثقة والرضا.

يمثل هذا العهد والميثاق رؤية وطنية، وقواسم مشتركة، تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وتتقدم بها أساساً لعقد اجتماعيّ جديد، يؤسّس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكوّنات المجتمع السوريّ، بكلّ أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية.

يلتزم الإخوان المسلمون بالعمل على أن تكون سورية المستقبل:

1 – دولة مدنية حديثة، تقوم على دستور مدنيّ، منبثق عن إرادة أبناء الشعب السوريّ، قائم على توافقية وطنية، تضعه جمعية تأسيسية منتخَبة انتخاباً حراً نزيها، يحمي الحقوقَ الأساسية للأفراد والجماعات، من أيّ تعسّفٍ أو تجاوز، ويضمن التمثيلَ العادل لكلّ مكوّنات المجتمع.

2 - دولة ديمقراطية تعددية تداولية، وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنسانيّ الحديث، ذات نظام حكم جمهوريّ نيابيّ، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخاباتٍ حرة نزيهة شفافة.

3 – دولة مواطنة ومساواة، يتساوى فيها المواطنون جميعاً، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم على مبدأ المواطنة التي هي مناط الحقوق والواجبات، يحقّ لأيّ مواطنٍ فيها الوصول إلى أعلى المناصب، استناداً إلى قاعدتي الانتخاب أو الكفاءة. كما يتساوى فيها الرجالُ والنساء، في الكرامة الإنسانية، والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة.

4 - دولة تلتزم بحقوق الإنسان - كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية - من الكرامة والمساواة، وحرية التفكير والتعبير، وحرية الاعتقاد والعبادة، وحرية الإعلام، والمشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للعيش الكريم. لا يضامُ فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته، ولا يضيّقُ عليه في خاصّ أو عامّ من أمره.. دولة ترفضُ التمييز، وتمنعُ التعذيبَ وتجرّمه.

5 - دولة تقوم على الحوار والمشاركة، لا الاستئثار والإقصاء والمغالبة، يتشاركُ جميع أبنائها على قدم المساواة، في بنائها وحمايتها، والتمتّع بثروتها وخيراتها، ويلتزمون باحترام حقوق سائر مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، وخصوصية هذه المكوّنات، بكل أبعادها الحضارية والثقافية والاجتماعية، وبحقّ التعبير عن هذه الخصوصية، معتبرين هذا التنوعَ عاملَ إثراء، وامتداداً لتاريخ طويل من العيش المشترك، في إطار من التسامح الإنسانيّ الكريم.

6 - دولة يكون فيها الشعبُ سيدَ نفسه، وصاحبَ قراره، يختارُ طريقه، ويقرّرُ مستقبله، دون وصاية من حاكم مستبدّ، أو حزب واحد، أو مجموعة متسلطة.

7 - دولة تحترمُ المؤسسات، وتقومُ على فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، يكونُ المسئولون فيها في خدمة الشعب. وتكونُ صلاحياتُهم وآلياتُ محاسبتهم محدّدةً في الدستور. وتكونُ القواتُ المسلحة وأجهزةُ الأمن فيها لحماية الوطن والشعب، وليس لحماية سلطة أو نظام، ولا تتدخّلُ في التنافس السياسيّ بين الأحزاب والقوى الوطنية.

8 - دولة تنبذُ الإرهابَ وتحاربُه، وتحترمُ العهودَ والمواثيقَ والمعاهداتِ والاتفاقياتِ الدولية، وتكونُ عاملَ أمن واستقرار، في محيطها الإقليميّ والدوليّ. وتقيمُ أفضلَ العلاقات الندّية مع أشقائها، وفي مقدمتهم الجارة لبنان، التي عانى شعبُها - كما عانى الشعب السوريّ - من ويلات نظام الفساد والاستبداد، وتعملُ على تحقيق مصالح شعبها الإستراتيجية، وعلى استرجاع أرضها المحتلة، بكافة الوسائل المشروعة، وتدعمُ الحقوقَ المشروعة للشعب الفلسطينيّ الشقيق.

9 - دولة العدالة وسيادة القانون، لا مكانَ فيها للأحقاد، ولا مجالَ فيها لثأر أو انتقام.. حتى أولئك الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب، من أيّ فئة كانوا، فإنّ من حقهم الحصولَ على محاكمات عادلة، أمامَ القضاء النزيه الحرّ المستقل.

10 - دولة تعاون وألفة ومحبة، بين أبناء الأسرة السورية الكبيرة، في ظلّ مصالحة وطنية شاملة. تسقطُ فيها كلّ الذرائع الزائفة، التي اعتمدها نظامُ الفساد والاستبداد، لتخويف أبناء الوطن الواحد بعضهم من بعض، لإطالة أمَدِ حكمه، وإدامة تحكّمه برقاب الجميع.

هذه هي رؤيتنا وتطلعاتنا لغدنا المنشود، وهذا عهدُنا وميثاقُنا أمامَ الله، وأمامَ شعبنا، وأمامَ الناس أجمعين. رؤية نؤكّدُها اليوم، بعد تاريخٍ حافلٍ في العمل الوطنيّ لعدة عقود، منذُ تأسيس الجماعة، على يد الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله عام 1945. كنا قد عرضنا ملامحَها بوضوح وجلاء، في ميثاق الشرف الوطنيّ عام 2001، وفي مشروعنا السياسيّ عام 2004، وفي الأوراق الرسمية المعتمدة من قِبَل الجماعة، بشأن مختلف القضايا المجتمعية والوطنية.

وهذه قلوبُنا مفتوحة، وأيدينا ممدودةٌ إلى جميع إخوتنا وشركائنا في وطننا الحبيب، ليأخذ مكانه اللائقَ بين المجتمعات الإنسانية المتحضّرة. (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب).

25 آذار (مارس) 2012

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

====================

تحرّك ماروني لاحتواء الخلاف بين البطريرك الراعي وجعجع

 كتب فؤاد ابو زيد في صحيفة "الديار":

يقال ان الوزير السابق ميشال اده رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، والدكتور جوزف طربيه رئيس الرابطة المارونية والوزير السابق وديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني، بدأوا مرحلة تشاور في ما بينهم للتفاهم على محرّك مشترك بين بكركي ومعراب لتدارك الاختلاف في وجهات النظر بين البطريرك بشاره الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على خلفية تصريحات الراعي حول ما يجري في سوريا وموقفه من النظام القائم، ومن المتوقع ان يبدأ المسؤولون الموارنة الثلاثة، جسّ نبض الطرفين لمعرفة مدى استعدادهما للقبول بهذا التحرّك، الذي "يساعد على حماية الوحدة المارونية في هذه الظروف المصيرية التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة" على ما يقول مصدر روحي ماروني، ووفق معلومات مؤكدة ان المطارنة الموارنة يتهيّبون كثيراً توسيع الخلاف بين الراعي وجعجع، بسبب انعكاسه على شريحة واسعة جداً وفاعلة من محازبي القوات اللبنانية ومناصريها ومؤيدي طروحاتها، وهم في غالبيتهم من الموارنة الملتصقين بالكنيسة والمدافعين عنها والمؤمنين بثوابتها، كما ان هذا الموضوع الخلافي المتعلّق بسوريا سيكون على طاولة اللقاء الشهري للمطارنة الموارنة في اول اربعاء من الشهر المقبل، خصوصاً ان عدداً من المطارنة، مع حرصهم الشديد على عدم توجيه اي انتقاد حادّ للسيد البطريرك، لا يتفقون تماماً مع مواقفه، ويعتبرون ان التعبير عن موقف بكركي وثوابتها يأتي في البيانات الشهرية، والنداءات عندما تدعو الحاجة.

مصدر روحي غير مسيحي كشف، تعقيباً على ما صرّح به الدكتور جعجع حول موقف البطريرك الراعي، ان المسلمين اللبنانيين المتعاطفين مع الحراك الشعبي في سوريا، ارتاحوا الى موقف جعجع، الذي حسب قوله، وفّر على البلد هزة وتوتراً، لأن قيادات اسلامية روحية وسياسية كانت متّجهة للرد بعنف على الراعي، وهذا الارتياح تجاوز لبنان الى سوريا والدول العربية الأخرى، ويدرج هذا المصدر موقف مفتي الأزهر بعدم الالتقاء برأس الكنيسة المارونية، من ضمن الرفض الاسلامي لتصريحات الراعي، ويكشف المصدر الروحي الاسلامي، ان اكثر ما ازعج الشارع المسلم، ان البطريرك الراعي، يدين، وندين معه، قتل الاكثرية السنية للاقليات، مع علمه بأن القتلة هم مجموعة صغيرة من التكفيريين، ولا يعبّرون عن حقيقة كل السنّة، ولكنه - اي الراعي - لا يقول كلمة في قتل الاقليات للاكثرية السنية، ومعظم القتلى من النساء والاطفال والمتقدمين في السن.

مصادر قريبة من القوات، تؤكد أن الدكتور جعجع ليس بوارد شنّ حملة على البطريرك الماروني، لأن موقف القوات اللبنانية التاريخي، كان وما زال اعتبار بكركي خطاً أحمر، ومرجعية روحية ووطنية وسياسية ولكن من الطبيعي والضروري، ان يتم اعلان الموقف المبدئي للقوات اللبنانية حيال اي موقف سياسي للبطريرك او اي مرجعية دينية وسياسية اخرى، ترى القوات انها تتناقض مع ثوابت الكنيسة، ومصلحة المسيحيين وابواب معراب منفتحة على الحوار من ضمن هذه الثوابت، ومن قراءة معمّقة وواضحة لما يجري في العالم العربي. وتقول هذه المصادر ان جعجع سبق له واعلن بصراحة، ان القوات اللبنانية ستكون، كما دائماً، في مقدم المدافعين عن المسيحيين، ضد اي اعتداء تكفيري، ولكن من المفيد اعطاء الحراك الشعبي المطالب بالحرية والديموقراطية، والاعتراف بالآخر، فرصة لممارسة هذه الشعارات عن طريق الانتخابات الشعبية النزيهة.

اي تحرّك ماروني لتقريب وجهات النظر بين الراعي وجعجع، مفيد وايجابي، ويعبّر عن تخوّف لما يمكن ان يحصل مستقبلاً، ولكن هذا التحرّك، يبقى محدوداً، ويعطي نتائج موقتة، في حين ان المطلوب الذي لم تقاربه بكركي بعد، هو الاستئناس برأي القيادات والمرجعيات المارونية السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والمدنية، وحتى العسكرية، لأخذ الموقف الذي يجمع عليه الجميع، او اكثريتهم الساحقة، ويؤمّن مصلحة الموارنة والمسيحيين الحقيقية، ليس في لبنان وحسب، بل في جميع الدول العربية وغير العربية، لأن اي موقف لم يشبع بحثاً ودرساً ومراجعة ومتابعة، وتقويماً دقيقاً لصعوبة المرحلة الحالية، يبقى موقفاً قاصراً، من شأنه اثارة العديد من الاختلاف في وجهات النظر، والعديد من النتائج السيئة المتأتية عنه، وتكون مخالفة لنيّة صاحب هذا الموقف، ولكن النيّة الحسنة، لا تنفع عند القراءة الخطأ، او الموقف الخطأ، خصوصاً عندما ينسحب هذا الموقف ونتائجه، على المجموع، وليس على فرد واحد أو جهة واحدة.

الروح القدس، التي تدلّ في الايام الصعبة، والعقبات المستحيلة، على الدرب الصحيح، والموقف السليم، والقرار الصائب، نصلّي ان يكون الملاك الحارس في هذه الأيام الصعبة البائسة.

====================

نصائح عربية وأوروبية للبطريرك الراعي بعدم المراهنة على استمرار النظام السوري

قالت جريدة «الأنباء» الكويتية إن شخصيات مارونية مستقلة بدأت اتصالات بعيدة عن الأضواء على محاور بكركي – معراب بهدف ارساء «هدنة إعلامية» يتوقف بموجبها التراشق السياسي المتبادل الذي أسفر حتى الآن عن توجه القوات اللبنانية الى مقاطعة اللقاء المسيحي الذي دعا إليه البطريرك بشارة الراعي في 2 أبريل المقبل في بكركي على خلفية مواقف الأخير بالنسبة الى النظام السوري ومن «الربيع العربي».

وقللت المعلومات من أهمية نجاح هذه الاتصالات خصوصا ان نائب حزب القوات جورج عدوان أعلن ان قناعة القوات مغايرة لقناعات بكركي، ولن يسكت الحزب بعد اليوم على مواقف الصرح إذا كانت مغايرة لتطلعاتهم على خلفية ان البطريرك يضع المسيحيين في مواجهة العالم الإسلامي والربيع العربي.

مصادر مسيحية معارضة كشفت ان نصائح وجهها قادة عرب وأوروبيون للبطريرك الراعي بعدم المراهنة على استمرار النظام السوري، وبالتالي عدم تسليف هذا النظام مواقف داعمة بحجة انه الوحيد القادر على حماية المسيحيين.

وأشارت المصادر الى ان البطريرك يسير وفق أجندة مطلوبة من خارج الحدود وتم الإيحاء له بضرورة اطلاق مواقفه الأخيرة

وأكدت ان دخول العماد عون على خط الخلاف بين «القوات» وبكركي هو أمر «مضحك ومبك» ولا حاجة لاستخراج مواقف عون من بكركي وسيدها، والاصطدام بين بكركي والرابية هو القاعدة، فيما الاصطدام بين بكركي ومعراب هو الاستثناء، لأن الأول يرى في البطريركية منافسا له وهو يريدها غطاء لسياساته المتقلبة فقط لا غير، بينما يرى فيها الثاني حصنا مسيحيا ومرجعية دينية تاريخية تتعاطى الشأن الوطني ولعبت دورا طليعيا لمصلحة لبنان والمسيحيين.

الا ان المصادر سألت في المقابل: هل من مصلحة المسيحيين الوقوف في مواجهة الإسلاميين الذين يبدون انفتاحهم عليهم ويدعون الى قيام أنظمة ديموقراطية ومتنوعة! في حين ان حزب الله بدأ يعدل في خطابه خشية الاصطدام معهم؟! وألا تستدعي واقعة عدم حصول لقاء بين البطريرك الماروني وشيخ الأزهر الذي يمثل قمة الاعتدال الإسلامي مراجعة جذرية ومقاربة جديدة للثورات العربية، خصوصا ان وثيقة «الحريات الأساسية» التي أعلنها الأزهر تشكل تطورا سياسيا نوعيا ليس فقط في مسار الثورات العربية وانما على المستوى الإسلامي برمته؟ وبحسب المصادر فإن مقاطعة القوات للقاء بكركي ليست لرغبة في المس بدوره، بل للفت نظره وبكل محبة الى ان مواقفه الأخيرة وضعت المسيحيين في موقع خطير وللفت نظره أيضا الى ان من يشجعه على تحويل دور بكركي الى منافس للقيادات المسيحية على الزعامة، كما لتحويلها الى مرجعية للتدخل في الانتخابات والتعيينات، انما يريد من وراء ذلك اضعاف دور الكنيسة وإغراقها في حقول ألغام امتنع أسلاف البطريرك الراعي عن الدخول فيها حفاظا على موقع بكركي وترفعها الا عن الالتزام بالمبادئ الكبرى والثوابت.

وختمت المصادر بالقول ان سير بكركي يسير عكس الرياح الآتية الى المنطقة، وان مسألة تخويف المسيحيين بحركات أصولية سلفية باتت لعبة سياسية بامتياز، يسوّقها حلفاء سورية وفي طليعتهم العماد عون.

في هذا الوقت عاد البطريرك الراعي الى بيروت وقال في المطار ان الأهداف من زيارته مصر تحققت كلها، مقللا بالتالي من عدم لقائه شيخ الأزهر.

وردا على سؤال قال انه سيزور سورية عندما تهدأ الأوضاع فيها.

تم إضافته يوم الجمعة 23/03/2012 م - الموافق 30-4-1433 هـ الساعة 7:20 صباحاً

====================

سعيد: نختلف مع الراعي على السلاح والربيع العربي والطائف وهل يعقل الا يصدر موقف عن الكنيسة بعد سنة من القتل في سوريا؟

اعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ان النظام السوري سيسقط حتماً وعلى قوى 14 آذار ان تكون جاهزة لتداعيات هذا الامر، مؤكدا ان هذه القوى في حالة اعادة تنظيم لصفوفها.

ولفت سعيد في حديث للـMTV الى ان النظام السوري هو نظام قاتل في لبنان وسوريا ومن الطبيعي ان تكون كل التلاوين في 14 آذار الى جانب الثورة السورية لاسقاطه.

وعن العلاقة مع البطريرك بشارة الراعي، ذكر الراعي “يعز علينا” ان تصل الامور في بكركي الى عدم ادراك واضح للتعقيدات الاقليمية وبكل صدق نسجل 3 نقاط على حلاف حاد معه: موقف الكنيسة من الربيع العربي، موقف الكنيسة بشأن اتفاق الطائف وخطورة الحديث بشأن تغييره، السلاح غير الشرعي الذي لا مجال بربطه مع اي ملف آخر ان كان السلاح الفلسطيني ام غيره”.

وسأل “هل يعقل الا يصدر اي موقف من الكنيسة بعد عام على الثورة وقتل الاطفال والنساء وغيرهم، لا نريد موقفا سياسيا بل موقفا انسانيا في الحد الادنى”، مذكرا ان الكنيسة كانت دائما ضد الظلم ولا تدين الاجرام اليوم. واضاف “نحن لا نتآمر على البطريرك الماروني ونقول بصدق ما هي نقاط الخلاف معه ولا نهينه شخصيا كما يفعل الاخرون”.

واشار الى انه يجب وضع خارطة طريق مسيحية ووطنية لاجتياز المرحلة وان يبقى كل صاحب موقع كالبطريرك الراعي بالموقع الذي يجب ان يأخذه. ولفت سعيد الى انه ضد ان تحمل الكنيسة مشروعا انتخابياً.

الى ذلك، اكد سعيد ان السلاح غير الشرعي يتحكم بحياة اللبنانيين مكان الدستور والمعركة هي معركة اسقاط النفوذ الايراني في المنطقة وفي لبنان يتم ذلك عبر اعادة حزب الله الى حدوده السياسية.

====================

مدير مكتب "رويترز": البطريرك

وصف السلطات السورية بـ"الديكتاتورية"

لفت مدير مكتب وكالة "رويترز" للأنباء في بيروت دومينيك إيفانز إلى أن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي تطرق في حديثه الأخير للوكالة إلى الدستور السوري، فاعتبر أنه "مختلف عن غيره من الدساتير في بعض الدول العربية، كونه لا يتضمن القول إن سوريا دولة إسلامية". وأشار إلى أن "الراعي وصف السلطات السورية بأنها "ديكتاتورية"، كما رأى أن "سوريا بحاجة الى الإصلاح".

وقال في حديث الى محطة "الجديد" أمس: "إن البطريرك الراعي عبّر عن قلق ممّا يحدث في المنطقة، وأعطى رأياً متوازناً حيال هذه الأحداث".

====================

الخازن يستنكر الحملة المبرمجة على البطريرك الراعي

2012-03-22 09:34:52

 وكالات - عربي برس

استنكر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن "الحملة المبرمجة" التي يتعرّض لها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معتبراً أنّ البعض تخطى حدوده بالتطاول على البطريرك واجتزأ كلامه ليبني عليه أساطير، متهماً بعض الأفرقاء بالسعي لوضع العصيّ في دواليب حركة الراعي للمّ الشمل المسيحي.

وفي حديث لـ"النشرة"، ذكّر الخازن بسياسة الانفتاح التي اعتمدها البطريرك الماروني إزاء كلّ الأفرقاء دون استثناء، مشدداً على أنّ البطريرك ليس بحاجة إلى مواعظ أي فريق.

وفيما رفض الخازن الحديث عن حرب إعلامية قائمة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، حذر من أنّ التطاول على الجيش اللبناني أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

 

====================

خلاف زعماء موارنة مع بطاركة ليس جديداً - اميل خوري - النهار

الخلاف بين زعماء موارنة وبكركي حول مواقف سياسية ليس جديداً، ففي الماضي البعيد حصل خلاف بين يوسف بك كرم والبطريرك مسعد، وفي الماضي القريب وقع خلاف بين الرئيس كميل شمعون والبطريرك الكاردينال المعوشي، ثم بينه وبين الرئيس فؤاد شهاب حول المواقف السياسية أيضاً، ثم بين العماد ميشال عون والبطريرك صفير حول اتفاق الطائف، وكذلك بينه وبين النائب سليمان فرنجيه، والآن بين البطريرك الراعي والدكتور سمير جعجع حول الموقف من سوريا.

الواقع ان الطائفة المارونية تميزت عبر تاريخها باختلاف الآراء بين زعمائها وتعدد احزابها وتكتلاتها، فاذا كان البعض يصف هذا الامر بالغنى وبالممارسة الديموقراطية الحقة فينبغي الا تؤدي الاختلافات في الرأي الى خلافات تبلغ حد الخلاف الشخصي والجفاء والقطيعة، فالمواقف التي تكون سببت هذا الخلاف قد تتغير مع تغير الظروف فيلتقي من كانوا على خلاف حولها، وهو ما حصل مع البطريرك الكاردينال صفير وزعماء موارنة ثم التقوا على موقف واحد رأوا انه في مصلحة لبنان. وعندما كان اتفاق الطائف سبب خلاف بين زعماء موارنة والبطريرك صفير، صاروا في ما بعد متفقين معه على وجوب تنفيذه تنفيذا دقيقاً كاملا.

اما الاختلاف اليوم بين البطريرك الراعي والدكتور جعجع حول الموقف مما يجري في سوريا فينبغي الا يذهب الى حد الخلاف الشخصي أو القطيعة، فجوهر الديموقراطية هو في وجوب احترام الراي الآخر الى ان تتغير الظروف ويتغير معها هذا الرأي.

لقد أبدى البطريرك الراعي خشيته من أن يتحول "الربيع العربي" خريفاً للاقليات وتحديداً المسيحية منها خصوصا بعد صعود لافت للاسلاميين الاصوليين وبلوغهم السلطة في اكثر من دولة عربية، لكن لا يمكن الحكم عليه مسبقا الا بعد تجربة ممارستهم في السلطة ومعرفة طريقة تعاملهم مع الاقليات، وان كان هذا لا يمنع الشعور بالخوف والعيش في هواجس...

اما الموقف من سوريا فينبغي ان يكون موقف الانتظار والتريث وعدم استعجال الحكم على النتائج قبل ان تظهر. فالوقوف مع الشعب السوري الذي يقتل ويحاصر ويهجر ويشرد يتعين الا يكون خلاف على التنديد به ويكون الدافع انسانياً. اما الوقوف مع هذا الفريق أو ذاك في سوريا فهو انحياز قد يجرّ على لبنان المتاعب اذا ما انتصر احدهما على الآخر. لذلك فان سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا هي السياسة العاقلة والحكيمة شرط ان يكون الالتزام بها التزاما تاماً لا ان يكون نأي في حالة ولا نأي في حالة اخرى.

الى ذلك، يكفي الموارنة انقساما وتشرذما ليس من خلال قيام احزاب وتكتلات تعزز الديموقراطية وتمنع الفردية، انما في عقد لقاءات تحت تسميات شتى من دون الاتفاق على اهداف واحدة تكون لمصلحة لبنان وان ظلت وحدة الصف متعذرة. وهذا ما جعل سياسياً مسيحياً مخضرماً متابعاً للصراعات المزمنة بين الموارنة على الرئاسات والوزارات والنيابات وحتى على الوظائف والمناصب، يتساءل: أفما حان لهم ان يتفقوا على اي لبنان يريدون كي يتفاهموا مع شريكهم المسلم عليه قبل ان يتفاهموا على المحاصصة في المناصب والوظائف وعلى اعادة النظر في توزيع الصلاحيات بين السلطات او حتى على الاصلاحات، اذ لا معنى لكل ذلك ما لم يتفق الجميع، مسيحيين ومسلمين على اي لبنان يريدون وأي نظام له وأي دولة ينبغي ان تقوم فيه وتكون سيدة حرة مستقلة لا دولة داخلها دويلات، دولة تمارس سياسة الحياد بين الشرق والشرق وبين الغرب والغرب أو بين شرق وغرب، دولة تجعل من لبنان مركزاً لحوار الحضارات والاديان وهو ما نادى به رؤساء لبنان في المحافل الدولية والعربية ولم يتم التوصل الى ترجمته حتى الآن.

ان على المسيحيين وقد خسروا قوة العدد ووحدة الصف ان يربحوا على الاقل وحدة الهدف بحيث يكونون معنيين بالمواقف من لبنان اكثر من المواقع، فما نفع ان يحتل المسيحيون اعلى المناصب في الدولة ولا دولة، وفي وطن لا ولاء لكل ابنائه له بل لسواه من الاوطان فلا يبقى عندئذ سيداً حراً مستقلا بل خاضعاً للوصايات...

لقد قبل المسيحيون بتحويل لبنان الصغير الى لبنان الكبير ولم يضعوا في حسابهم مسألة العدد والتغيير الديموغرافي، ولم يأخذوا برأي من قال منهم ان المسيحيين يصغر دورهم في لبنان الكبير ويظل كبيراً في لبنان الصغير لانهم نظروا الى لبنان القابل للحياة الكريمة لجميع ابنائه بتوسيع مساحته، ووضع حد للهجرة التي كان يفرضها ضيق العيش، فالامن وحده لا يطعم. وقبل المسيحيون بتغيير معادلة خمسة الى ستة لتصبح ستة الى ستة تحقيقاً للمشاركة الوطنية العادلة، وقبلوا بالتنازل عن بعض الصلاحيات التي كان يتمتع بها رئيس الجمهورية قبل اتفاق الطائف لمجلس الوزراء مجتمعا تحقيقا للمشاركة الوطنية فلا يظل لبنان يواجه خطر الانقسام الداخلي والتدخل الخارجي والدولة فيه تتحكم فيها دويلات. فعلى المسيحيين اذا وتحديداً الموارنة توحيد رؤيتهم للبنان والا فقدوا دورهم في اي نظام له

====================

للوبي المسيحي ـ الحريري في مواجهة الراعي

الاخبار

جان عزيز

فيما تستعد الجاليات اللبنانية مجتمعة في الأميركتين الشمالية والجنوبية، لتكريم البطريرك الماروني بشارة الراعي، يستنفر الفريق المسيحي ضمن المعسكر الحريري كل عدته وعتاده للتشويش على الحدث. ففي التفاصيل، ومتابعةً للمعلومات التي كشفتها «الأخبار» في عددها أمس، أشارت أوساط كنسية مطلعة إلى أن صاحب الغبطة يستعد فعلياً للقيام بجولة أميركية طويلة، تنطلق أواخر نيسان المقبل وتستمر أسابيع. ومن المتوقع أن تبدأ في المكسيك، ثم تنتقل الى كندا، قبل أن تنتهي بعدة محطات في الولايات المتحدة الأميركية. واللافت في هذه الجولة أنها تتضمن عدداً من المناسبات التكريمية لغبطته على مستوى عالمي. ففي المكسيك، ينتظره حدث كنسي كبير على مستوى أميركا الوسطى والجنوبية، ينتظر أن يحل عليه ضيفاً مميزاً. وبعد جولته الرعوية في البلد الذي عرف أكثر من متحدر لبناني في مواقع مسؤولية عليا فيه، منذ ثورته مطلع القرن الماضي حتى اليوم، يسافر سيد بكركي الى كندا، حيث سيكون له عشاء رسمي وشعبي كبير في الخامس من أيار. ومن مونتريال يحط مجدداً في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن محطات مختلفة قد تكون بينها ديترويت وميامي وسانت لويس، وفيما لم يعرف بعد ما إذا كانت هناك أيّ خطط لمحطة في واشنطن، بات من المؤكد أن المحطة الأميركية الأخيرة في سانت لويس ستتوّج بمنح صاحب الغبطة دكتوراه فخرية من الجامعة العريقة التي تحمل الاسم نفسه. وهي ثاني أقدم جامعة كاثوليكية يسوعية في الولايات المتحدة، تأسست منذ عام 1818، وتضم طلاباً من 80 دولة من أنحاء العالم.

وإزاء ذلك، تحركت ماكينة الفريق المسيحي ضمن المعسكر الحريري للتشويش بقوة على الزيارة البطريركية. وهي بدأت عملها على خطين أساسيين: اللبنانيون المنتشرون في تلك البلدان، والسلطات الرسمية للدول التي يزورها غبطته. فعلى المستوى الأخير ذكرت أوساط كنسية اغترابية أنها تبلغت قبل نحو أسبوعين من قبل السلطات الكندية والأميركية، معلومات مفادها أن اللوبي المسيحي ــــ الحريري بدأ يُمطر الدوائر الرسمية في أوتاوا وواشنطن، بسيل من الرسائل الإلكترونية والعرائض وما يسميه تقارير صحافية، تحت عنوان «إطلاع المعنيين في تلك الحكومات على حقيقة البطريرك الماروني الجديد». وكشف هؤلاء الرسميون للجهات الكنسية المعنية أن اللوبي المذكور يحاول تصوير سيد بكركي على أنه الحليف التابع في شكل كلي لـ «المنظمة الإرهابية، المسماة حزب الله» داخل لبنان، كما لـ «نظام بشار الأسد المارق» في المحيط. وتسويقاً لذلك تعمل تلك الرسائل على تضمين نصوصها مقتطفات مجتزأة من مواقف وتصاريح إعلامية لسيد بكركي، فضلاً عن «معطيات إعلامية» منسوبة الى جهات مغفلة، على طريقة التضليلات التي رافقت زيارة وفد أسقفي من قبل بكركي للسيد حسن نصر الله، إذ عمدت رسائل اللوبي المسيحي الحريري الى إعادة استخدامها وسواها على أنها وقائع ثابتة، ورفعتها الى الدوائر الرسمية في الدول المعنية، مستندة إليها في توصياتها الملخّصة بمادة وحيدة: الطلب الى تلك السلطات عدم استقبال البطريرك الراعي، وعدم السماح لأي مسؤول رسمي على أيّ مستوى كان بزيارته أو تحديد أيّ موعد له.

أما المستوى الآخر الذي يتحرك اللوبي المسيحي الحريري على صعيده، فهو الانتشار اللبناني في تلك الدول. وفي هذا المجال تشير الأوساط نفسها الى حملة شرسة اندلعت منذ فترة ضد بكركي وسيدها، وهي تنذر بتخطي كل الحدود والأصول في مخاطبة المرجعية الكنسية الأولى في لبنان. ذلك أن رسائل إلكترونية بدأت توزع، فضلاً عن منشورات ومقالات على مواقع تابعة للوبي نفسه. وقد رفعت تلك الحملة المنسقة شعارات استفزازية من نوع: «قاطعوا الراعي خلال زيارته لكندا وقولوا له: لا، لا نعرفك، ابتعد عنا». أو: «لا لراعي لا يعرفنا وتخلى بجحود الأبالسة عن شهدائنا ويناصر المجرمين وجماعات الإرهاب»، أو حتى: «بشارة الراعي، راعي لا يرعى في مروج لبنان ولا يعرف معنى قداسة وطن الأرز»... وصولاً الى أنواع أخرى من العناوين والعبارات الأكثر إساءة الى الصرح وسيده ومؤمنيه.

الأوساط الكنسية تشير إلى أن الحملات الشرسة تلك لم تترك أي أثر على مزاجات الناس، ما عدا الاستياء الشديد من القائمين بها ومن لغتها غير المألوفة في مخاطبة الكنيسة، كما أنها لن تغير فاصلة واحدة من برنامج الجولة البطريركية المقررة. أكثر من ذلك، تكتفي الأوساط الكنسية بعدم الرد بأي شكل من الأشكال على تلك الحملات أو على أصحابها المعروفين منهم أو المغفلين. فالزمن زمن آلام. والطوبى للتلامذة إذا عيروهم واضطهدوهم أو قالوا عنهم كل كلمة سوء من أجل اسم السيد، وصية ربِّية عمرها من عمر الجبل. ورغم ذلك كله يظل المؤدى... قيامة.

سياسة

العدد ١٦٦٦ الخميس ٢٢ آذار ٢٠١٢

====================

قمة روحية تعادي لبنان والثورة السورية

السياسة

21-3-2012

تحدثت الصحف اللبنانية عن استعدادات حثيثة ومتسارعة تقوم بها لجنة الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان لعقد قمة روحية لرؤساء الطوائف في بكركي بتاريخ 25  مارس الجاري, ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن المرجعيات المعنية بالتحضيرات أن أهداف هذه القمة تتلخص في الآتي:

تحديد أطر مواجهة تداعيات الحوادث في سورية على الساحة الداخلية في لبنان لا سيما بعد اتخاذها منحى طائفياً ومذهبياً وتحصين لبنان من انعكاساتها السلبية.

تأكيد تمسك رؤساء الطوائف الروحية بالصيغة اللبنانية الفريدة للعيش المشتركة والتي يتوجب على بلدان المنطقة اعتبارهاً نموذجاً يحتذى لحل الخلافات الداخلية.

اعتبار الحوار اساساً لإرساء الحلول للمشكلات العالقة أياً تكن والانطلاق من خلاله لبناء الدولة القوية.

تعزيز صيغة الديموقراطية التوافقية التي تشكل اساساً للصيغة اللبنانية وسداً منيعاً في مواجهة الخروقات.

بداية إن هذه الأهداف ملغمة بعبارات ومفردات وفخاخ لغوية تخدم مخططات النظام السوري وتفوح منها روائح مطابخ الاستخبارات السورية والملالوية الفارسية, وما منها هو كلام حق يراد به باطل لأن حقيقة وخلفيات مواقف رؤساء الطوائف اللبنانية الكبرى (المارونية والسنية والشيعية والكاثوليكية والأرثوذكسية) من الثورة في سورية ودويلة حزب الله الإرهابية لم تعد خافية على أحد, وبالتالي المطلوب منهم أن يخافوا الله ويتقوه ويتوقفوا عن تسويقهم لنظام قتلة الأطفال في سورية الذي لم يترك وسيلة إجرام وهمجية إلا ومارسها ضد أبناء شعبه وهو الذي كان وعلى مدار 30 سنة مارس ضد شعبنا اللبناني نفس هذه الارتكابات الوحشية.

ومع احترامنا الكلي للمرجعيات الدينية كافة, ندعوهم بمحبة خالصة إلى التوقف عن استغباء الناس كون أقنعتهم قد سقطت فتعروا حتى من أوراق التوت, وبات القاصي والداني يرى بوضوح جلي كم هم ساقطون في فخاخ مصالحهم الذاتية وغارقون في عبادة مقتنيات هذه الدنيا الفانية, كما أن الفرمان السوري الذي وصلهم على عجل لعقد هذه القمة بات أمره مكشوفاً حتى للعميان والسذج.

المعيب والمخزي في هذا الواقع البائس هو أن هؤلاء الرعاة قد تحولوا إلى ذئاب تفترس ناسها وتساند القتلة ضد ضحاياهم في حين أن مرجعية قرارهم من الثورة السورية ودويلة حزب الله هو إما ممسوك ومهيمن عليه كلياً من قبل ميليشيات وحكام دولتي محور الشر السوري الإيراني, أو أنه مصادر ومعطل بالترغيب والتخويف.

فالبطريرك بشارة الراعي يجول العالم مسوقاً للنظام السوري بعد أن تنكر لثوابت بكركي ولتاريخ مشرف وإيماني ووطني بامتياز ل¯ 76 بطريركاً مارونياً, كما تخلى بجحود عن دم الشهداء ووقف إلى جانب من قتلهم, وخطف الرهبان, وفجر الكنائس وهجر المسيحيين وهمشهم وأبعدهم عن مواقع الدولة, وسجن ونفى واغتال قادتهم, وزور تمثيلهم وحاول اقتلاع تاريخهم, وضرب هويتهم, وكسر عنفوانهم. هذا الراعي نبذته رعيته ولم يعد جديراً بأن يؤتمن على صرح بكركي الذي أعطي له مجد لبنان, ولا هو كما جميع بطاركة الموارنة ضمير للبنان واللبنانيين.

من جهته, المفتي رشيد قباني أصبح غريباً بين أبناء مذهبه بعد أن اصطف بمواقفه وممارساته وخطابه إلى جانب النظام السوري وراح يستقبل سفيره في دار الإفتاء بعد كل مجزرة يرتكبها شبيحة الأسد بحق الأبرياء من أبناء الشعب السوري. مواقف قباني المستنكرة حدت بقادة سنة كبار لمطالبته بالاستقالة ولدعوة المؤمنين مقاطعته فيما يؤكدون علنية أنه أصبح غطاءً لإجرام ومجازر النظام السوري. النائب محمد كبارة دعا علنا لمقاطعة أي صلاة يؤمها المفتي بعد أن "تجاوز كل الحدود وتحدى عواطف طائفته". النائب السابق مصطفى علوش طالبه بالتنحي فوراً, والنائب خالد الضاهر حرم الصلاة وراءه, والنائب معين المرعبي اعتبر أنه "منتحل صفة ولا يجوز بعد اليوم السكوت عن تصرفاته", وتطول قائمة الغاضبين والمستنكرين.

أما بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام, فقد أكد الأسبوع الماضي من روما أن الجيش السوري "لا يتدخل الا عندما يجب أن يتدخل" وأن الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور "احلال السلام". وقال "لا الجنود ولا الناشطون قديسين" إلا انه أسف للدور الذي تؤديه وسائل الاعلام الغربية التي تمارس في رأيه تضليلا إعلامياً.

في نفس السياق فإن المرجعيات الدينية الشيعية في لبنان متماهية كلياً مع حزب الله وملتزمة بسياساته وقراراته, في حين أن مواقف كافة رؤساء الكنائس في سورية وتلك التابعة لها في لبنان مؤيدة لنظام الأسد كونها مرتهنة ومهددة ومصادراً قرارها منذ 42 سنة. جدير ذكره أن المرجعية الدينية الوحيدة في لبنان التي لم تؤيد أو تعارض حتى الآن النظام السوري هي مشيخة العقل الدرزية.

في خضم غرق هذه المرجعيات الدينية في قبضة المخابرات السورية والهيمنة الإيرانية, هل تعود لقمتهم الروحية أية قيمة روحية أو مصداقية وطنية أو آمال ترجى منها? بالطبع لا, وكل ما سوف تنجزه هو تلميع صورة نظام الأسد المجرم كحامى للأقليات, وقبول من سيشارك بها مع سابق تصور وتصميم أن يلعب دور الغطاء للمجازر التي يتركبها هذا النظام ضد شعبه وبالتاكيد غض الطرف عن إرهابه المستمر ضد لبنان واللبنانيين إضافة إلى عزف انشودة العداء الرتيبة والمملة والكاذبة لإسرائيل, والتغني الأجوف بشعارات دجل المقاومة والممانعة والتحرير. يشار هنا إلى أن الممسكون بالقرار السوري واللبناني الرسمي أوكلوا للبطريرك بشارة الراعي التسويق لهذه القمة واستضافتها في بكركي.

في النهاية إنه زمن بائس كما يقول غبطة بطريركنا الدائم مار نصرالله بطرس صفير, وويل لأمة رجال دينها لا يعرفون الدين.

* كاتب لبناني

====================

مواقف جعجع أفقدت الراعي صورة جامع المسيحيين

كتب: بيروت-نوفل ضو

نشر في 21, March 2012 :: الساعه 12:01 am   |   تصغير الخط   |   تكبير الخط

الخلاف يتركز على الملفات الداخلية والموضوع السوري

أصيبت جهود البطريرك الماروني بشارة الراعي الهادفة إلى إظهار مواقفه من الملفات اللبنانية المطروحة ومن الثورات العربية على أنها الجامع المشترك الموحد للقيادات المسيحية بنكسة مهمة مع إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم موافقته على مقاربة البطريرك للوضع في سورية وللموقف من الرئيس بشار الأسد ونظامه. وعلى الرغم من أن جعجع بدا رأس الحربة في إعلان الاختلاف مع الراعي في شأن الوضع السوري الراهن، وانعكاساته على مستقبل المسيحيين في سورية والمنطقة، فإنه بطبيعة الحال لن يبقى وحيداً في ظل التأييد الذي يلقاه موقفه من جانب قسم كبير من النواب المسيحيين المنتمين إلى قوى 14 آذار. ويبدو أن بكركي التي كانت قد دعت إلى اجتماع موسع للقيادات المسيحية في الثالث من أبريل المقبل لاستكمال البحث في الملفات اللبنانية الداخلية المتعلقة بقانون الانتخاب والحضور المسيحي في مؤسسات الدولة الإدارية ستجد نفسها أمام أمر واقع يتمثل في تغيير في جدول الأعمال، بحيث يكون البحث عن جامع مشترك بين القيادات المسيحية من الوضع في سورية مدخلاً ضرورياً لا يمكن تجاوزه إلى الملفات الداخلية. وفي رأي المراقبين فإن البطريرك الذي يصر منذ توليه البطريركية المارونية قبل نحو سنة على إظهار نفسه جامعاً  للمسيحيين من خلال «فرض» سقف سياسي ووطني للمواقف من القضايا الخلافية المتداولة، سيجد نفسه غير قادر على المضي في موقفه من الملف السوري إذا أراد موافقة جميع القيادات المسيحية الأساسية على ما يعلنه، وسيكون مضطراً إلى التوصل إلى تسوية مع مسيحيي قوى 14 آذار في شأن مقاربة الملف السوري، وهو ما يشكل تحدياً حقيقياً لقدرته على صياغة موقف واضح وعملي من التطورات في سورية ومستقبلها يرضي مسيحيي 14 آذار من دون أن يغضب مسيحيي 8 آذار. وفي اعتقاد المراقبين فإن جعجع نجح في وضع الراعي في موقع لا يحسد عليه. فهو إن تمسك بمواقفه فقد قدرته على جمع المسيحيين وهو الشعار الذي رفعه منذ سنة على خلفية رغبته في التمايز عن مواقف سلفه البطريرك نصرالله صفير. وإن عدل عن مواقفه بدا في موقع المتراجع تحت ضغط قوى 14 آذار وبالتالي في موقع من يعترف ضمناً بعدم صواب المواقف التي سبق أن أعلنها على مدى الأشهر القليلة الماضية. وفي كلتا الحالتين فإنه سيخسر الكثير من «تأثيره وحضوره» السياسي على الساحتين المسيحية واللبنانية، بعدما أفقدته مواقفه الكثير من الحضور على الساحتين العربية والدولية بالمقارنة مع حضور سلفه البطريرك صفير. في المقابل، فإن المراقبين يرصدون التأثيرات السياسية لمواقف جعجع على موقعه السياسي والشعبي. ويتطلع المراقبون خصوصاً إلى رصد ما ستكون عليه مواقف حلفائه لناحية أحد خيارين: فإما التضامن معه مباشرة أو بصورة غير مباشرة من خلال التعبير عن مواقف مماثلة في اعتراضها على مقاربة البطريرك الراعي للوضع في سورية، أو المضي في مسايرة البطريرك ولو من حيث الشكل بحيث يحافظون على التواصل المباشر معه. وفي كلتا الحالتين ينتظر المراقبون كيفية تعاطي الراعي مع ملف اجتماعات بكركي: فهل سيمضي بالدعوة إليها حاشراً  جعجع ومن يؤيده ومراهناً على عدم قدرة رئيس حزب القوات اللبنانية وحلفائه على تحمل مسؤولية مقاطعة بكركي أمام الرأي العام المسيحي… فيقرر المواجهة بالدعوة إلى لقاء قيادي جديد ولو بمن حضر؟ أم أن الراعي سيعلق الدعوة إلى الاجتماعات في انتظار تسوية ما ستظهر جعجع رابحاً بمجرد اضطرار البطريرك إلى إعادة صياغة مواقفه ولو في الشكل؟

====================

إياد أبو شقرا

حمى الله أقباط مصر من نصائح البطريرك الراعي

19-3-2012

«وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة - 82)

الأشهر القليلة الماضية كانت صعبة على أهلنا الأقباط في مصر. فالتيار الإسلامي، بوجهيه الإخواني والسلفي، حصل على تفويض شعبي كاسح في أول انتخابات عامة بعد «ثورة يناير (كانون الثاني)» 2011. وها هم يفقدون بالوفاة البابا شنودة الثالث الذي يعد بكل المقاييس أحد أبرز من تولى بطريركية الكرازة المرقسية التي تمثل أكبر طائفة مسيحية في العالم العربي. ومع أن الموت حق، فإن من المفارقات المؤلمة - على أكثر من صعيد - أن يتوفى البابا شنودة خلال ساعات قليلة من بدء رأس كنيسة مشرقية أخرى هو البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بطريرك الموارنة، أول زيارة له بهذه الصفة إلى مصر.

موقع الموارنة في لبنان بالذات، وبلاد الشام إلى حد ما، فرض دائما على البطريرك الماروني لعب دور سياسي نشط. ومكانة الأقباط في مصر أيضا تجعل من بابا الإسكندرية مرجعية لها وزنها السياسي وأهميتها الوطنية في الحياة السياسية للمصريين. بل، في حين اعتبر الموارنة أنفسهم «ضمير لبنان» و«علة وجوده» و«مبرر بقائه»، فإن خير تعبير عن العلاقة العضوية بين الأقباط ومصر قول البابا شنودة «مصر تعيش فينا أكثر مما نعيش فيها».

ولكن هاتين الجماعتين المسيحيتين اللتين جبلتا عبر القرون في تراب بلاد الشام وأرض الكنانة، نجحتا في البقاء قوتين نابضتين بالحياة والقدرة على التجدد عبر نحو 1400 سنة من الحضور الإسلامي، ليس بلجوئهما إلى التقوقع والانعزال والهروب إلى الخوف، بل بفضل اختيارهما الريادة والتفاعل الإيجابي... وهو ما ظهر عند منعطفات عديدة في تاريخ الشرق الأوسط.

لقد كان للموارنة، والمسيحيين المشرقيين عموما، الريادة في حماية اللغة العربية وإثرائها إبان فترات الحكم العثماني الممتد لأربعة قرون (بين 1516 م و1918 م) وهذه حقيقة لا يجوز إغفالها والتقليل من شأنها، تماما كما لا يصح التقليل من شأن إسهام عدد كبير من مفكريهم وساستهم في الحركات والتيارات الوطنية العاملة على التفاعل الإيجابي مع البيئة الإسلامية الكبيرة الحاضنة، مع إغناء التنوع والتسامح في رحابها. والشيء نفسه ينطبق على الأقباط، الذين رفضوا الهيمنة الدينية الخارجية على كنيستهم منذ ما قبل الفتح الإسلامي، وكان لهم في النضال الوطني الاستقلالي الوطني ضد الاستعمار الغربي، إسهام عظيم تجسد في الحركة الوفدية عبر شخصيات من وزن مكرم عبيد وويصا واصف وواصف غالي وسينوت حنا وغيرهم. وكان أحد أهم المواقف التي تنم عن عمق وعي القيادات القبطية العاقلة معارضة البابا شنودة زيارة الرئيس المصري السابق الراحل أنور السادات للقدس المحتلة وتحفظه عن التطبيع مع إسرائيل.

هذه المقدمة لا بد منها، لتسليط الضوء على التحدي الكبير الذي يواجهه مسيحيو الشرق العربي هذه الأيام في ظل «الصحوة الإسلامية» التي نشهد راهنا بعد إطلالة «الربيع العربي».

أصلا، ما كان على مسيحيي المنطقة الوقوف مرتبكين أو متوجسين خيفة عندما كانوا يعيشون في مجتمع لا تقوم خياراته السياسية الأساسية على الهوية الدينية وشرعية هذه الهوية. فالنضال من أجل الاستقلال والتحرر من «الهيمنة الخارجية» - بمختلف أشكالها - كان عابرا للطوائف الدينية، والتنظيمات السياسية الوطنية التي قامت في المنطقة من العراق شرقا إلى مصر غربا تجاوزت الاصطفاف الديني أو المذهبي من أجل النضال المشترك ضد خصم مشترك.

وفي فترة من أواخر القرن التاسع عشر الميلادي مع تبلور المفاهيم القومية انخرط كثرة من المسلمين في الحركات المنادية بالاستقلال عن الدولة العثمانية الإسلامية بعدما غلب عليها «التتريك»، ومثلهم انخرط كثرة من المسيحيين في التيارات المناوئة للنفوذين البريطاني والفرنسي المسيحيين، وتعزز هذا التوجه وتبلور تماما في الثلث الأول من القرن العشرين. ومن ثم، بعد تطور شكل الصراع السياسي الدولي بين اليمين الرأسمالي واليسار الاشتراكي، تراجع أكثر اضطرار المسلمين والمسيحيين للتمسك بما يفرقهم دينيا، فكانت الأحزاب اليمينية واليسارية - وطبعا القومية - في المشرق العربي تضم في صفوفها المسلمين والمسيحيين بشتى مذاهبهم وطوائفهم.

في مصر وبلاد الشام، يجوز لنا رصد بداية الفرز مع سقوط البديلين «القومي» و«الآيديولوجي اليميني – اليساري» على الحلبة السياسية بعد نكسة 5 يونيو (حزيران) 1967، ومن ثم، توقيع مصر اتفاقات كامب ديفيد، ووصولا إلى انهيار الكتلة الاشتراكية وسقوط الاتحاد السوفياتي.

سقوط البديلين «القومي» و«الآيديولوجي» شكل بداية السير باتجاه إيجاد «شرعية سياسية» جديدة بديلة للسلطة، وحقا أدت هذه البدائل لاحقا إلى تعميق الشرخ الديني والمذهبي.

كانت البدايات في مصر مع دفاع الرئيس السادات عن خياراته التطبيعية مع إسرائيل، ورفعه شعارات «الكيانية المصرية» ضد «العبء العربي»، واستغلاله رموز «الإسلام السياسي» على شاكلة ترويج لقب «الرئيس المؤمن» واستخدامه اسم التبريك قبل اسمه. ثم دخوله مواجهة مفتوحة مع القيادة القبطية بعد معارضتها كامب ديفيد وزيارته لإسرائيل، والتعامل بطريقة سلبية مع الاحتكاكات ذات الطابع الديني ومنها «حادثة الزاوية الحمراء» عام 1981.

وفي سوريا والعراق تحول حزب البعث العربي الاشتراكي المسيطر على البلدين، بعدما كان عند تأسيسه حزبا قوميا وعلمانيا ذا شعارات اشتراكية، إلى طغمتين عائليتين طائفيتين فاسدتين نهبتا البلدين وأبقتاهما لعقود في حال من العداء الوجودي. وفي لبنان تضافر مناخ ما بعد نكسة حزيران 1967 وتنامي الوجود المسلح للمقاومة الفلسطينية على أرضه بعد أحداث سبتمبر (أيلول) 1970 إلى تفاقم الفرز السياسي بين المسلمين والمسيحيين، قبل أن يتحول بعد 1990 في ظل الهيمنة السورية إلى توتر خطير بين السنة والشيعة.

أما في فلسطين، فكان بديهيا ارتفاع أسهم الصوت الإسلامي الجهادي في وجه مشروع توراتي فاشي يشكله اليمين الإسرائيلي في ظل يأس الفلسطينيين من متاجرة الأنظمة العربية بقضيتهم، وانهيار المعسكر الاشتراكي الذي كان رافدا آيديولوجيا ولوجستيا لها.

اليوم، بعد انطلاق «الربيع العربي» من تونس، وإعطاء تونس الخيار الإسلامي تفويضا سياسيا محدودا ومشروطا.. جاء الخيار في مصر قويا وضاغطا إلى حد قد يشكل خطرا على الإسلاميين بالقدر نفسه الذي من الواضح أنه يشكله على باقي مكونات المجتمع، ومنهم الأقباط. ويشاء القدر أن يغيب البابا شنودة إبان زيارة البطريرك الراعي لمصر.

هنا في هذه اللحظات أتمنى، كما يتمنى كل من يريد الخير لمصر بأقباطها ومسلميها، أن تكرم مصر ضيفها الجليل بكل شيء... إلا الإصغاء إلى فكره السياسي.

فالبطريرك الراعي، كما تدل أقواله ومواقفه، مقتنع تماما بنظرية «تحالف الأقليات» ضد «الإسلام السياسي»، وبالتالي، بمهادنة الأنظمة التسلطية... متجاهلا حقيقة أن هذه الأنظمة، مثل «المافيات»، في صميم تكتيكها تخويف الناس ومن ثم استغلال خوفهم.

إنها نظرية انتحارية في بلد متنوع مثل لبنان، فهل لنا أن نتصور ترجمة أبعادها العدائية في بلد مثل مصر يشكل المسلمون السنة نحو 90 في المائة من سكانه؟

====================

فريج: مسيحيو سوريا لا يدعمون النظام السوري

لكاتب نادي بابل, الأحد, مارس 18th, 2012

قال النائب نبيل دو فريج خلال حوار على قناة LBC اللبنانية إن تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة عن سوريا، قد تفسر وكأن مسيحيي سوريا يدعمون نظام بشار الأسد، في حين أنهم يخافون هذا النظام.

وكان البطريرك الراعي قد قال في وقت سابق إن “النظام السوري كغيره بحاجة إلى إصلاحات، وصحيح أن نظام البعث السوري نظام متشدد وديكتاتوري، لكن مثله الكثير في العالم العربي”، معتبرا أن سوريا هي الدولة الأكثر قربا من الديمقراطية، “فبينما دين الدولة هو الإسلام في كل البلدان العربية، فإن سوريا تتميز دون سواها باكتفائها بتحديد دين الرئيس دون الدولة”، موضحا أن ذلك لا يعني مساندته للنظام السوري، كما لايعني معاداته له.

وقد لاقت هذة التصريحات هجوما واسعا من قبل مناهضي نظام بشار الأسد على الساحة اللبنانية، في حين لاقت ترحيبا وتوافقا من مؤيدي استمرار نظام الأسد في ظل استشعارهم الخطر من تأثير سقوطه على مسيحيي سوريا وعلى الأوضاع في لبنان .

====================

فرزلي وبقرادوني "مستقلان" مع "الراعي" و"رويترز" حرّفت كلام "سيدنا"!

الاحد 18 آذار (مارس) 2012

المشكلة في خبر لقاء "المسيحيين المستقلين" للدفاع عن البطريرك الراعي أن كلمة "مستقلين" في هذا الإطار تذكّر بـ"غير المغفور له" غازي كنعان (الذي انتحر لأسباب.. "عاطفية"!) و"غير المغفور له" رستم غزالي (الذي سينتحر "في الوقت المناسب"!). بئس البطريركية التي تأتيها "النجدة" من السيدين إيلي الفرزلي وبقرادوني "أند كومباني"!

وأخيراً، كان "الراعي" اكتشف أن الحق على "الإعلام" اللبناني، الآن باتت وكالة "رويترز" هي الأخرى "تحوّر" كلام البطرك! لماذا لا يطالب "سيدنا" بـ"تأميم" وسائل الإعلام.. على الطريقة السورية؟

الراعي شجرة مثمرة!

ردّ البطريرك الماروني بشارة الراعي على الحملات التي يتعرّض لها ، فقال قبيل مغاردته مطار بيروت متوجها الى القاهرة إن “الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة لكي يقطفوا ثمرها، والشجرة الملآنة تنحني وتتواضع ، تقول كما يقول الانجيل “نحن عبيد بطالون فعلنا ما كان يجب علينا، هذا ما يقوله المسيح، ومهما فعلتم قولوا نحن عبيد بطالون فعلنا ما كان يجب علينا”، وأضاف “الشجرة مهما كان فيها ثمر تتواضع وتنحني حتى يأكل الناس منها”.

"لقاء المسيحيين المستقلين" شجب الحملة ضد الراعي ونـاشد المسيحيين الالتفاف حــول بكركـي

المركزية- عقد "لقاء المسيحيين المستقلين" اجتماعه الدوري في مزار سيدة لبنان - حريصا، وتوقف عند العناوين العريضة التي تناولها في اجتماع عام في بكركي مع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي يوم 27 شباط المنصرم، في حضور أمين سر اللقاء الوزير السابق عبد الله فرحات والوزراء السابقين ايلي الفرزلي، الياس سكاف، جوزف الهاشم، سليمان الطرابلسي، ناجي البستاني، الياس حنا، كريم بقرادوني، والنواب السابقين جبران طوق، بيار دكاش، جاك جو خادريان، جورج نجم، وشخصيات



البيان:وبعد الانتهاء من الاجتماع تلا فرحات البيان الآتي:



"توقف المجتمعون عند الحملة المنظمة في لبنان وخارجه، والتي تناولت أصحاب الغبطة البطاركة المسيحيين في دنيا العرب، وبوجه خاص البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وشعار الشركة والمحبة الذي أطلقه ويعمل في سبيله، والتي استهدفت، عبر الاعلام، دورهم الوطني والقومي الكبير وسعيهم الدؤوب لحوار دائم وفاعل بين الاديان والحضارات، وبخاصة المسيحية والاسلام، ولا سيما خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة.



وشجب المجتمعون الحملة الموجهة ضد المقامات ذات الحرمات، وناشدوا اخوانهم في الوطن، وتحديدا المسيحيين والموارنة منهم الالتفاف حول بكركي والمقامات الدينية المسيحية، كمرجعيات جامعة وضامنة للوحدة المسيحية والوطنية، حريصة على مفهوم التعددية والقبول بالاخر، وبعيدة عن الخلافات الطائفية والمذهبية والاعتبارات الفئوية السياسية الضيقة، وخارجة عن ذهنية الاصطفاف التي تعطل أمور البلاد وشؤون العباد.



وفي معزل عن التعليقات التي تناولت تصريح غبطة البطريرك بشاره الراعي لوكالة رويترز، وما شابها من تجزئة وتحوير وتحريف، يرى اللقاء ان التمعن في الثوابت البطريركية في هذا السياق يبرز انها محكومة بهاجس القلق الذي ينتاب الشعور المسيحي في المنطقة، وبتسليط الضوء على ما هي بيئة حاضنة وأخرى نافرة، في ظل ما يشهده الوجود المسيحي من تهجير واستهداف وتكفير، وما تتعرض له الكنائس من اعتداءات بين العمل على إحراقها والدعوة الى هدمها.



وفي رأينا أن هذه الحملة المنظمة ضد البطريرك تهدف الى إدخاله ضمن المحاور المتنازعة، وبالتالي إلغاء دوره كحكم ومرجعية وطنية فوق الاصطفاف، وبالتالي إضعاف مرجعية بكركي ورمزيتها الوطنية الجامعة".

===================

زهرا: النظام السوري لا يعرف شيئا عن الديمقراطية

السبت, 17 / 03 / 2012 | التصنيف : الخبر اللبناني | المشاهدات : 151 مشاهدة

اكد النائب انطوان زهرا في حديث لاذاعة “لبنان الحر” صباح السبت ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لم ينتقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بل انتقد الموقف السياسي للاخير، وقال: “لا يمكن ان نوافق على التقييم الايجابي للنظام السوري ولشدة احترامنا لموقع بكركي خفنا ان يعتبر هذا الموقف لكل مسيحيي لبنان ولا نستطيع ان نسمع لسيد بكركي الذي نكن له الطاعة البنوية والاحترام هذا الكلام عن النظام السوري”.

واضاف زهرا: “عندما ننتقد موقفا للبطريرك ننتقده من موقع بنوي لانه لا يزال رأس الكنيسة وهذا الامر لا يتغير ابدا عند “القوات اللبنانية”، عبرنا عن رأينا ولم نتطاول على البطريرك كشخص وخصومنا في السياسة يصطادون في الماء العكر في انتقادنا لموقف البطريرك الراعي، موضحا ان لا تزامن بين ما يحصل مع الراعي وبين ما يحصل بين “تيار المستقبل” ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وشدد على ان “القوات” كانت ولا تزال تعترض على التعرض الشخصي للبطريرك، وان الفرق بين “القوات” والفريق الاخر هو انهم كانوا يهينون البطريرك صفير كشخص.

واوضح زهرا ان الزيارات العربية والدولية للدكتور جعجع غير مفتعلة في الاطار السياسي لشخصية جعجع ودوره الوطني مع “القوات اللبنانية”، مؤكدا ان جعجع اصبح شخصية مرغوبة للتعامل معه لانه يملك مصداقية ولا يتلطى وراء احد وبالتالي هو نقيض كل الصفات التي يقولها الفريق الاخر عنه وهي صفات هذا الفريق.

وردا على سؤال، قال زهرا: “رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط عندما وضع علم الثورة السورية على ضريح والده في المختارة بالامس في الذكرى الـ35 لاستشهاده، ذكرني حين نصح الحريري بمهادنة سورية مرحليا وبقوله “ها انا انتظر على ضفة النهر ولا بد ان تمر جثة القاتل من امامي” ولذا فما جرى بالامس يرمز الى قول جنبلاط لوالده “ها هي جثة القاتل تمر امامي في النهر وتتحقق العدالة وان لم يكن بشكل مباشر كالاقتصاص من قتلة الشهيد كمال جنبلاط، وبهذا الامر وليد جنبلاط يؤيد الثورة ويقول لكمال جنبلاط ان فكره الثوروي يتحقق اليوم”.

واشار زهرا الى ان النائب ميشال عون افتعل المعارك السياسية نتيجة الاحساس بانهيار السند الاساسي له اي النظام السوري، واصفا وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بانه وزير الصدفة والصهر المدلل الذي اتى وهو لا يملك ماضيا وتواريخ للتجريح بتواريخ الناس، وشدد على ان باسيل هو آخر من يمكن ان يستمع اليه الناس بنوع من الثقة لان الجميع يعلم اين كان وضعه المالي واين اصبح، معتبرا ان الفريق الآخر الذي يعيش على فتات الانظمة المتهاوية في المنطقة يسقط ويتهاوى معها وان هذا الفريق مكشوف في السياسة والادارة.

واتهم زهرا الفريق الآخر بمحاولة تغطية عجزه وتآمره الواضح على قيام الدولة لاقتسام المغانم كـ”الجوعان” الذين لم ير شيئا، وذلك من خلال ملف الاجور والـ11 مليار دولار والدفاع المستميت عن بكركي من دون مناسبة.

وردا على الكلام الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي قال فيه “من يريد انتزاع سلاح المقاومة بالقوة فليتفضل”، اعلن زهرا ان “14 آذار” لا تريد انتزاع سلاح المقاومة بالقوة.

وقال زهرا ردا على سؤال عن مشاركة “القوات اللبنانية” في الانتخابات المقبلة: “لن نهرب من اي استحقاق مع تأكيدنا ان السلاح ووجوده يشكلان عاملا سلبيا في تطبيق الديمقراطية الصحيحة”

وعن التطورات في سورية، اكد زهرا ان “النظام السوري لا يعرف شيئا عن الديمقراطية وهو يقتل شعبه، ولديه آلة عسكرية فالتة من دون اي رادع، آسفا لان من يدافعون عن هذا النظام يصورون وكأن هناك حرباً بين دولتين وان الجيش السوري يحقق انتصاراً على دولة اخرى”. واضاف: “نؤيد سياسة النأي بالنفس لو طبقت فعلا، لكن لبنان وفي كل المحافل الدولية يتبنى المواقف الداعمة للنظام السوري وهذا ينزع عنه صفة النأي بالنفس بدليل مواقف الوزير عدنان منصور في الاجتماعات العربية”. واشار الى ان الحدود السورية – اللبنانية لا تزال مفتوحة لانها حاجة سورية لتنقل المسلحين، وان النظام السوري يحاول منذ اللحظة الاولى لانطلاق الحوادث نقل مشاكله الى الخارج، مشددا في الوقت نفسه على ان اللبنانيين محميون لان الاطراف اللبنانية كافة لا تريد هذا الامر.

من جهة اخرى، رأى زهرا انه من الطبيعي ان يكون هناك محاولة لخرق مؤسسة الجيش، وقال: “من لديهم اهداف محاولة العبث بالامن يحاولون اختراق اي مؤسسة عسكرية وهنيئا لمخابرات الجيش اكتشاف الشبكة التكفيرية واذا اقتضى الامر نهر بارد آخر للاتيان بالمطلوبين في هذه الشبكة من مخيم عين الحلوة يجب الا يترددوا”.

====================

إشكالية كلام البطريرك في ذكرى انتخابه

قلق داخلي وديبلوماسي يحتّم مراجعة

الجمعة 16 آذار 2012, الساعة 5:19 بتوقيت بيروت

أحدثت مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمرة الثانية خلال اشهر قليلة حول الموضوع نفسه، المتصل بالوضع في سوريا، صدمة لم تقتصر مفاعيلها على الداخل اللبناني، بل أثارت مرة أخرى ردود فعل غير مرتاحة وقلقة لدى الدول الغربية أيضا ولا سيما منها الاوروبية. اذ ان ما توافر من معطيات في هذا الاطار يفيد بأن الاجتماع الذي عقده سفراء الاتحاد الاوروبي مع البطريرك الماروني قبيل زيارته للأردن وقطر لم يتطرق الى هذا الموضوع، على رغم ان سفراء دول عدة رغبوا في ان تتمحور بعض الاسئلة التي طرحت حول الموضوع، ولكن بعض سفراء الدول المؤثرة على هذا الصعيد آثروا عدم تولي هذه المهمة باعتبار ان ثمة إشكالية أثارها ما طرحه البطريرك في أولى مواقفه في هذا الاطار من باريس على إثر لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فلم يكن ليعتقد بأن السفير الفرنسي دوني بييتون يمكن ان يثير هذه الاسئلة او ربما السفير الايطالي. لكن هذا لم يخف لاحقا تفاعل مواقف البطريرك لدى السفراء المعتمدين في لبنان كما لدى الادارات السياسية في بلدانهم حيال ما يفهم منه للمرة الثانية دفاع عن النظام السوري الذي يطغى في كلامه المتعدد الجوانب على أي كلام آخر يحاول ان يوازن به ما يفهم منه أخذ جانب النظام في ما يقوم به. وهذا الجانب لم يأخذ حيزاً من المشهد السياسي للانعكاسات التي تركها كلام البطريرك باعتبار ان ما برز على الصعيد الداخلي أخذ الواجهة في هذا الاطار وما اتصل منه في شكل خاص بالانقسام المسيحي الذي أحدثته هذه المواقف مجدداً بما هدد الانجاز الأساسي الذي قام به البطريرك بعيد انتخابه قبل عام ألا وهو جمعه القيادات السياسية المسيحية المختلفة والمتناقضة، علماً ان كلاماً كثيراً يقال في الصالونات السياسية ولا يخرج الى العلن ويصب في الخانة نفسها لهذا التفاعل السلبي.

والتفاعل الغربي مع كلام البطريرك يقلق أوساطا عدة نظرا الى المحاذير التي يتركها خصوصا ان زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية لم تحظ بالاهتمام الرسمي وأسقطت العاصمة الاميركية من جدول الزيارة نتيجة ما خلفته مواقفه الاولى على هذا الصعيد والتي كانت أطلقت من العاصمة الفرنسية. كما ان القلق الاكبر الذي يثيره حرصاء كثر يتصل برد الفعل العربي والاسلامي على كلام البطريرك في ظل استهداف النظام السوري لمواطنيه على نحو لا تتحمله الدول العربية الاسلامية. وقد عكس الاعلام العربي الكثير من رد الفعل هذا بما يرتب تداعيات ليس فقط على شخص البطريرك وموقع بكركي بل أيضا على الكنيسة في لبنان ككل والقدرة على المحافظة على نفوذها وتأثيرها في لبنان والخارج. فالإشكالية الاساسية تتمثل في أنه فيما يؤكد البطريرك والمدافعون عنه انه لم يقصد في اي وقت الدفاع عن النظام السوري فإن التبريرات غالبا ما صبت في غير مصلحة البطريرك باعتبارها تكرر بطريقة او بعبارات أخرى ما قاله سيد بكركي أساسا. فالتبريرات باتت تعمق المشكلة ولا تحلها خصوصا ان تكرار المواقف نفسها من النظام بعد مشكلة أولى أثارها كلام البطريرك في الموضوع نفسه تظهر كما لو ان سيد بكركي مقتنع بما يقوله وليس ما يقوله التباساً كلامياً عارضاً خصوصاً مع تكراره للمرة الثانية. في حين ان الإشكالية في ما يتعلق بالمضمون ان مواقف البطريرك تتعدى الانقسامات الداخلية بين قوى 14 و8 آذار، اذ هي باتت تثير انقسامات مسيحية إضافية وتثير حساسية بين اللبنانيين والخارج الغربي والعربي. فمع ان ثمة زعماء موارنة يعتمدون الموقف نفسه في شأن النظام السوري فإن مواقفهم تتصل بعملية نفعية في المواقف السياسية يقوم بها هؤلاء على وقع مصالحهم في حين ان بكركي لا يمكن ان تكون في هذا الموقع. ولا يقل رد الفعل لدى الطوائف الأخرى أهمية خصوصاً بعدما غدت بكركي وعلى الاقل في العقدين الاخيرين ضمير اللبنانيين جميعا. وقد كان رد فعل النائب وليد جنبلاط بالغ الدلالة في هذا الاطار ولو انه لم ينتقد او يسهب في انتقاد كلام البطريرك بشارة الراعي فيما الطوائف السنية متحفظة جداً عن كلام البطريرك ولا تخفي انزعاجها ولو لم تدخل في جدل حوله. وهذه الاعتبارات في حد ذاتها تستوجب مع مراجعة حصيلة السنة الأولى للبطريرك الراعي في سدة البطريركية تقويماً للثغر التي حصلت على ان تشكل درساً وافياً ودقة كبيرين في اختيار العبارات والكلام أمام وسائل الإعلام متى كان الكلام ارتجالياً وغير مكتوب، حتى مع التسليم جدلاً وفرضياً بأن بعض هذه الوسائل يمكن ان تفهم خطأ ما يرد في بعض الكلام. وهذا التأني واجب لما يجب ان تكون عليه مواقف بكركي في هذه المرحلة الحساسة ليس مراعاة للوضع المسيحي بحيث لا تزيده انقساماً وتشرذماً فحسب بل حرصا على موقع البطريرك والكنيسة معاً في لبنان وخارجه، اذ ان الجدل الذي طاولهما حتى الآن خلال بضعة أشهر لم تكن حصيلته إيجابية بل على العكس. أما المخاوف المسيحية مما يجري في المنطقة التي تشكل الهاجس الأساس، فثمة حرص يلتقي عليه كثر على ان تتولى بكركي بطبيعة الحال البحث في الحلول الممكنة إنما بمقاربة مختلفة عربياً وغربياً وحوارات تقيمها مع كل المعنيين بمن فيهم الحركات الاسلامية التي تصل الى السلطة في دول الربيع العربي.

====================

[LARGE]عام على انتخاب البطريرك: الراعي من «البيت الماروني» إلى الوطن                     [/LARGE]

غراسيا بيطار – صحيفة السفير اللبنانية

15-3-2012

في 15 آذار 2011، تصاعد الدخان الأبيض من بكركي معلناً بشارة الراعي البطريرك السابع والسبعين للموارنة. في 15 آذار 2012، يبدو سيد بكركي مرتاحاً لـ«إنجازاته» لكنه لا يخفي قلقه، فالمسيرة طويلة و«التشذيب» يتجاوز الكنيسة ومؤسساتها الى الوطن.

لا يعير الراعي أهمية كبيرة للحملات عليه. «ربيب روما» والمنتخب بتدبير فاتيكاني متقن، تعلم على مقاعد الدراسة اللاهوتية «الترفع عن الإساءات»، ولعل آخر نموذج لتواضعه وغفرانه وللبعد المسيحي في سلوكه، كان إعلانه جهاراً بأنه سيبادر الى الاتصال بسمير جعجع. رئيس حزب «القوات اللبنانية» ذهب الى حد التأكيد بوجود «شرخ وانقسام بين الراعي والفاتيكان»... لكن «الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة». إنه الشعار الذي يحبه الراعي ويؤمن به.

في الأمثولات «المسيحية»، يمكن استذكار الاتصال الذي أجراه زعيم «المرده» سليمان فرنجيه بسمير جعجع عبر هاتف بيار الضاهر بعد خروج «الحكيم» من السجن في صيف العام 2005، فجاء جوابه حينها بأنه منهمك بالإعلاميين. وحتى اليوم.. لم يردّ جعجع على اتصال إبن الشهيد طوني فرنجية. هؤلاء جميعهم من أبناء الراعي. بعد عام على نيله «ثقة عزيزة»، على ما يسمّيها، هو عازم وأكثر من أي وقت مضى على السير «في الخط نفسه حتى النهاية»، مضيفاً «التكملة» على شعاره ليصبح عنوان السنة الأولى: «شركة ومحبة... من لبنان الى العالم».

يبدو الراعي داخل «البيت الكنسي» مرتاحاً جداً، وخاصة بين المطارنة «منافسيه السابقين على العرش الأرجواني». فلقد أظهر مقدرة على «تعويد أعضاء السينودس على وجود بطريرك راهب وتمكن من استيعاب فريق من المطارنة المتحفظين على خدمة الرهبان في الكنيسة». نسج في رسالة الصوم الأخيرة ما يشبه خطة طريق للتوبة والتجدد على مستوى الأشخاص والمؤسسات. أطلق العمل الاجتماعي طاوياً صفحة طويلة من «حصر المساعدات بمؤسسة دون أخرى»، مفسحاً في المجال أمام المبادرات الفردية. ولعل أبرز ما يسجل له في إطار تدعيم أسس «البيت الداخلي» هو «تمكنه من إبعاد فكرة تعيين رؤساء عامين ومجالس مدبرين في الرهبانيتين المارونيتين...». ما يمكن ترجمته بأنه «صحيح أنه ابن روما، ولكنه حرّ ويعتمد قاعدة أن روما ليست كل شيء». من داخل البيت الماروني «الى رحاب الوطن». من المتوقع أن يأخذ اقتراحه بإقامة عقد اجتماعي جديد نصيبه الملائم من النقاش على «طاولات الحوار والكبار». أما «السلاح الخلافي»، فقد حسمه الراعي عندما توجّه الى المجتمع الدولي مطالباً إياه بـ«نزع الذرائع... ومن بعدها نحتفل بعيد نزع سلاح المقاومة».

ولأن الوطن ليس جزيرة، تبدو سوريا محطة محورية في خطاب الراعي منذ انتخابه. يقول مصدر كنسي مقرب من رأس الكنيسة ان المسألة «ليست غراماً بين البطريرك والقيادة السورية وإنما المثل الشائع يقول بأن الكحل أحسن من العمى، وكل اختباراتنا مع بشار الأسد حتى اليوم جيدة». يتذكر أحد الرهبان أن الأسد الإبن قام بمبادرات عدة لمدّ اليد الى البطريرك السابق الكاردينال نصرالله صفير، لكن من دون أن يتلقفها الأخير. على سبيل المثال، اقترح بشار الأسد، على صفير، في أواخر التسعينيات أي قبل أن يصبح رئيساً وقبل رحيل والده، أن يزوره في بكركي ولكن بعيداً من الإعلام، لكن جواب صفير كان بأن «هل يمكننا أن ننتظر الناس».

حتى الساعة لم يسحب الفاتيكان سفيره من دمشق المطران ماريو زيناري. عبر تاريخه، لا يساير الكرسي الرسولي «الثوار»، وإنما يتعاطى مع المؤسسات الرسمية المعترف بها. وعلى هذا الأساس، جاءت مشاركته في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس. شارك تلبية لدعوة رسمية من الحكومة التونسية ولم تتعدّ مشاركته صفة المراقب.

لا يملك الراعي «ضمانات» وإنما «إيحاءات» بأن النظام لن ينهار. لا يكتفي بما يسمعه أو يقرأه. يتخذ مواقفه حيال «الواقع» وليس «النظام» السوري استناداً الى ما يعرفه عن قرب. فعندما كان مطراناً وخلال عهد بشار الأسد كان الراعي يزور دمشق مرتين الى ثلاث مرات في السنة، حيث يعقد الرياضات الروحية ويلقي المواعظ ويجتمع بالكهنة والمطارنة الذين تجمعهم بهم علاقات معرفة قريبة. ولا يمكن نسيان الاستقبال اللافت للانتباه الذي حظي به الراعي خلال حرب تموز 2006. وقتذاك أقفل مطار بيروت، بسبب الحرب الإسرائيلية، فحطّ الراعي في مطار دمشق عائداً من مشاركته في «اليوم العالمي للشبيبة» في إسبانيا.

بعين «الراعي الصالح» ينظر البطريرك الى المليون ونصف المليون مسيحي الموزعين في نواحي سوريا الأربع. البعض «يجلده» على موقفه من الأزمة السورية، بصرف النظر عن النوايا، لكن قناعاته راسخة وتنطلق من نقاط عدة: يدرك الراعي «ألا استمرارية لوجودنا إذا خرجنا من محيطنا»، وهو من مناصري مقولة «جارك القريب ولا أخاك البعيد».

للراعي أيضاً نظرته عن الغرب واليه. الغرب الذي يزعم دعم المسيحيين وحمايتهم، لكن «لو بدها تشتي.. غيّمت».. والغرب لم يفعل للمسيحيين إلا تقديم التسهيلات للحصول على تأشيرات الهجرة.

يحرص الراعي على نسج أفضل العلاقات مع المحيط العربي انطلاقاً من تمسكه بمواقف الطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي قال من دمشق، خلال زيارته المسجد الأموي في العام 2001، بأن «سوريا هي مثال في التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين». يلاحظ الراعي النهضة التي شهدتها سوريا مع بشار الأسد واعتماده سياسة الانفتاح والسير في الإصلاحات. فضلاً عن الوضع الممتاز الذي حظي به المسيحيون في هذا العهد، ولا سيما تعزيز حضورهم في الوظائف العامة واستفادة القطاع الاقتصادي (نصف اقتصاد حلب مثلاً بيد المسيحيين) من سياسة الانفتاح وإعطاء المزيد من الرخص للمدارس المسيحية... وذلك على عكس كل ما عانوا منه به قبل العام 2000.

في هذا الوقت، تزداد مخاوف البطريرك الماروني من مشروع الشرق الأوسط الجديد والعودة من خلاله الى مخطط هنري كيسنجر (وزير الخارجية الأميركي الأسبق). هذا ما يفسر عدم حصول اللقاء بين الراعي والرئيس الأميركي باراك أوباما. فالراعي كان مستعداً ليطرح أمام الرئيس الأميركي تخوفه من هذا المشروع. يحرص على التطبيق الأمين للإرشاد الرسولي. هنا، يرسم أحد الآباء علامة استفهام عن استبعاد الراعي من لجنة صياغة «الإرشاد الرسولي» الأول بعنوان (رجاء جديد للبنان) ليصبح اليوم عضواً في لجنة صياغة «الإرشاد الرسولي» الثاني (مسيحيو الشرق) بعد معركة انتخابية في مجلس الأمانة العامة لمتابعة أعمال جمعية سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط. «مكافأة» للراعي، يقول أحد تلاميذه، حصل عليها «برغم أنوف الحاقدين».

من الغرب وروما وكل مناطق لبنان، الى بغداد، عمان، الدوحة، وللرحلة تتمة ومحطات. فكرة زيارة السعودية مطروحة للنقاش. يوم السبت المقبل، يحزم الراعي حقيبته ويتوجه الى القاهرة. هناك سيلتقي قادة الكنيسة وكبار المسؤولين في الدولة.. والأهم شيخ الأزهر أحمد الطيب وعلى جدول أعمالهما مناقشة الوثيقة التي أطلقها الأزهر. للرحلة القاهرية تتمة عربية ومن ثم أميركية في الربيع الذي صار على الأبواب.

====================

«غموض» غير خلاّق في مواقف البطريرك الراعي

Friday, March 16, 2012 - 01:42 AM

الديار

الكثيرون احبّوا بشاره الراعي، وأنا واحد منهم، واعجبوا به، مطراناً جريئاً مقداماً كلمته «نعم نعم أو لا لا» يقولها في الكنيسة، وفي بشرى الراعي، وفي وسائل الاعلام، عالي النبرة واضح القصد، وفي ما بعد بطريركاً على انطاكيا وسائر المشرق، وعلى مجد لبنان الذي اعطي له ولأسلافه من قبله، واستقطب حوله سريعاً جميع الموارنة والمسيحيين الآخرين والشريك المسلم من مختلف المذاهب، وتقاطر الخصوم في السياسة الى بكركي يباركون لها هذا الآتي باسم الروح القدس، وهذه حالة صعبة الحصول في بلد مثل لبنان المنقسم افقياً وعامودياً، وصعوبتها تكبر، لأن الراعي يخلف بطريركاً، اذا لم ينصفه المسيحيون اليوم، فان التاريخ سينصفه على أنه واحد من البطاركة العظام الذين اعطوا وزنات قليلة واثقالاً كبيرة، فزاد على الوزنات وثمّرها. وتصدّى للأثقال والاحمال بشجاعة الابطال والقديسين، ليبقى خليفة مار مارون ومار يوحنا مارون، اميناً على ثوابت الكنيسة المارونية الانطاكية في الحرية والسيادة والكرامة والاستقلال، وقول كلمة الحق في وجه الظلم والظالمين، وحتى يبقى المسيحي في هذا الشرق مكوّناً محترماً وفاعلاً وشريكاً اساسياً في تقرير مصير وطنه بصفته مواطناً مؤسساً له قبل اي مواطن آخر، وكان لافتاً التكريم والاحتضان والتقدير التي اظهرها البطريرك الخلف مار بطرس بشاره الراعي للبطريرك السلف مار نصرالله بطرس صفير، ما اعطى انطباعاً سريعاً لجميع الذين كانوا يترقبون خطوات البطريرك الجديد الاولى، ان الراعي سائر على خطى صفير والبطاركة الاوائل وثوابت الكنيسة، مع هامش طبيعي وصحّي في الاسلوب وطريقة التعبير وحتى في نبرة الصوت.

هؤلاء الكثيرون، وانا واحد منهم، يمرّون حالياً في حالة من «الحيص بيص» التي ترجمها الاديب الشعبي المرحوم سلام الراسي بأنها حالة الشخص الذي يقع في الارباك والحيرة، بسبب سماعه في وقت واحد اقوالاً تتناقض في معانيها، قد يكون صاحبها يقصد ايقاع المتلقّي في هذا التناقض، او انه لم يستقرّ بعد على موقف نهائي.

هذه الحالة، مع الاسف، برزت بوضوح انطلاقاً من تصريحات البطريرك الراعي اثناء زيارته الشهيرة الى فرنسا ولقائه مع الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين، واثارت ردوداً عديدة، البعض في لبنان ايّدها بالمطلق لانه فهمها انها تصبّ في مصلحة سياسته، مثل العماد ميشال عون، وقوى 8 آذار، والبعض عارضها لأنه فهمها خروجاً على ثوابت بكركي، مثل الدكتور سمير جعجع وقوى 14آذار، والبعض الثالث وقف حائراً من يصدّق من الطرفين، خصوصاً ان البطريرك الراعي وضع يومها قسماً كبيراً من مسؤولية البلبلة على الاعلام الذي نقل حديثه مجتزأ، ولكنه مع الأسف، وقع في الغموض الملتبس عند محاولة شرح حقيقة موقفه، وبقيت حالة «الحيص بيص» سيدة الموقف مع معظم مواقف سيدنا الراعي السياسية، الى ان انفجرت مؤخراً مع تصريحاته حول الوضع في سوريا خصوصاً والدول العربية عموماً، وما انتجت من سجالات عنيفة بين العماد عون والدكتور جعجع، وكان ضحيتها الاولى مساعي البطريرك الراعي ذاته لمصالحة الرجلين، وتقريب وجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهمّ المسيحيين تحديداً، بين مسيحيي 14 آذار ومسيحيي 8 آذار.

* * * *

مرّة أخرى، وضع البطريرك الراعي «الحقّ» على عدم فهم الدكتور جعجع لمضمون كامل تصريحه، وبذلك اصبح ضرورياً ان يعقب كل تصريح له، توضيحاً مبسّطاً ليصبح بامكان الجميع فهم ما يعنيه الراعي وما يريده، علماً بأن طريقة تلقف الافرقاء المتباعدين لمضمون مواقف سيد بكركي تعطي الدكتور جعجع صكّ براءة من تهمة انه يتوقف عند جملة «لا اله» ولا يعبر الى «الاّ الله»، لأن العماد عون والنائب سليمان فرنجيه وحزب الله والنظام السوري حسموا الجدل حول مواقف البطريرك الراعي، واعتبروه بالكلام والممارسة حليفاً لهم، مثلما حسمها خصومهم وعدد كبير من شخصيات الحراك العربي، ومسؤولون في دول عربية، بأن الراعي خرج بالمضمون وليس بالشكل والاسلوب عن مواقف البطريرك صفير وثوابت الكنيسة المارونية، والسؤال هل ان هؤلاء جميعاً لا يفقهون ما يقرأون ويسمعون، ويكتفون جهلاً منهم بالقسم الاول من الآية الكريمة، لا اله الاّ الله..

يقول العماد عون، بأن المسيحيين لا يقبلون بقيام نظام على حدود لبنان، يقوده الاخوان المسلمون، لانه سوف ينعكس على داخل لبنان، والبطريرك الراعي يخشى من قيام انظمة دينية متطرفة تهدد الوجود المسيحي في لبنان والدول العربية، ولكن يا جماعة الخير هل رفض عون، وخشية الراعي، قادران على وقف الثورات في العالم العربي، وعلى تغيير ارادة المسلمين السنّة الذين يشكلون الأكثرية الساحقة من شعوب الدول العربية، اذا هم قرروا عن طريق الاقتراع الحرّ ان يختاروا جماعة الاخوان المسلمين او حتى حزب النور، او حزب الدعوة ليحكموا دينياً او مدنياً، وهل ان مجرد اطلاق مواقف عدائية لا توصل الى مكان، تصبّ في مصلحة المسيحيين اللبنانيين والسوريين والعرب، ام ان التواصل والتفاهم والتفهّم مع قيادات هذه الشعوب الزمنية والدينية، كمثل مفتي الازهر مثلاً الذي اعلن كلاماً رائعاً حول احترام التعددية والاقليات والرأي الآخر، وغيره كثيرون يقولون قوله.

هذه الهجمة على الحراك العربي، وهذا الخوف الذي قد يكون مبرراً، لن يحميا المسيحيين الاصليين في العالم العربي والاسلامي، ولا اللبنانيين المسيحيين المنتشرين بمئات الالوف في هذا العالم، وينعمون بالرعاية والعمل والاطمئنان، واصبح ملحاً يا سيدنا البطريرك، ان يعاد النظر في المواقف الملتبسة ضنّاً بمصلحة الموارنة والمسيحيين والكيان اللبناني.

فؤاد ابو زيد

====================

الراعي في مواجهة الشياطين

ادمون صعب

15-3-2012

«نحن مسلمون وطناً، ونصارى ديناً. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً. اللهم اجعلنا نحن النصارى لك وللوطن مسلمين».

مكرم عبيد

(زعيم سياسي قبطي مصري 1889 ـ 1961)

حمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صليبه ومشى، إلى قطر والأردن، وكان يتمنى لو يبدأ زيارته للأبرشيات العربية في سوريا، قلب العروبة وحاضنة الموارنة منذ أكثر من 1600 سنة، أي منذ تنسك فيها مارون ودفن في براد، قرب حلب، ثم أسس يوحنا مارون الطائفة التي يفخر البطريرك الراعي بعروبتها، وقد شملت رسالتها أنطاكية وسائر المشرق العربي الذي تعتز كنيسة البطريرك بانتسابها إليه. ولقد أكد ذلك خلال زيارته الأسبوع الماضي للأردن بقوله: «إن الكنيسة المارونية عربية ومسكونية، وقد لعبت دوراً مهماً في نهضة الشعوب العربية وحضارتها». وأضاف: «نحن لا نجد ذاتنا إلا داخل هذا العالم العربي».

وكان البطريرك الماروني انطلق في نظرته إلى «الربيع العربي» الذي صادف وانطلاق حبريته اثر استقالة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير العام الماضي وانتخابه خلفاً له،

من تخوفه من تغيير الأنظمة بواسطة العنف وما يرافقه من قتل وتدمير، ووصول حكام إسلاميين متشددين إلى السلطة، الأمر الذي قد يهدد وضع المسيحيين في تلك الدول، مستشهداً بالعنف الذي اجتاح العراق منذ الغزو الأميركي له عام 2003 والذي سقط جراءه مئات ألوف الضحايا، كما أدى إلى هجرة قرابة نصف المسيحيين العراقيين، بعدما كان مسيحي، هو طارق عزيز، قد شغل لسنوات منصب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية.

وبسحب هذه النظرية، أي نبذ العنف ورفض التغيير السياسي بالقتل والحديد والنار، على ما يجري منذ سنة في سوريا، قامت القيامة على الراعي همساً داخل فريق 14 آذار، خصوصاً من جانب «تيار المستقبل» الذي كان انتقد تصريحاته الباريسية التي ضمّنها توجساً من وصول إسلاميين متشددين إلى الحكم في سوريا، وانعكاس ذلك على الوجود المسيحي الذي اكتوى بنار «الحروب العبثية في لبنان» التي أدت إلى هجرة قرابة نصف المسيحيين، مما شكل نقطة سوداء في تاريخ الموارنة، إذ غامر فريق منهم في تلك الحروب التي انتهت بهزيمة عسكرية وخراب كبير.

وإذ اكتفى «المستقبل» بصوت خفيض، تحاشياً لإثارة نعرات طائفية سنية ـ مارونية، بادر زعيم ماروني بارز، هو سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في حزب «القوات اللبنانية» إلى رفع الصوت والتصدي لبطريرك طائفته في سابقة لا مثيل لها من حيث اللهجة والأسلوب. إذ لم يحصل أن سمح ماروني لنفسه بأن يخوّن البطريرك ويحطّ من قدره علناً وأمام الدول والطوائف الأخرى، كما فعل جعجع، وذلك رداً على موقف الراعي من العنف والقتل والتدمير، في ليبيا كما في سوريا، حين قال لوكالة «رويترز» التي سألته رأيه في «الربيع العربي»: «كيف يكون ربيعاً عربياً ويُقتل الناس كل يوم؟، باسم ماذا؟ التغيير؟ الديموقراطية؟». وفي انتقاد غير مباشر للسياسة الغربية، ولا سيما الأميركية المنحازة إلى إسرائيل، وللديموقراطية التي أتى بها الأميركيون على مدافع الدبابات إلى العراق، قال البطريرك: «يتحدثون عن العراق والديموقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا من العراق. أين الديموقراطية في العراق؟».

وفي موازاة الديموقراطية الزائفة في العراق رأى الراعي ان علمانية النظام السوري، وعدم دعوته إلى دولة إسلامية، يجعلان هذا النظام، على سيئاته الكثيرة، «الأقرب إلى الديموقراطية» من تلك الحركات التي تعمل لتغيير الأنظمة الديكتاتورية بالحرب والدمار والقتل مما يحوّل الربيع إلى شتاء. رافضاً أن يُلقى مسيحيو سوريا ـ وهذا حقه بل واجبه الإنساني قبل الديني ـ في أتون «العنف والدمار والقوة والسلاح»، مكرراً دعوته إلى الحوار وإيجاد تسويات سياسية.

وثمة من أشار إلى ان جعجع ربما أثارته إشارة البطريرك في تصريحه الأردني إلى «تجربة الحرب اللبنانية العبثية التي لم ينتج عنها إلا الضحايا والعذاب»، والتي كان جعجع شريكاً فيها ومسؤولاً عما آلت إليه هزيمة فريقه عسكرياً من إذعان المسيحيين لإرادات عربية ودولية فُرضت عليهم صيغة في الطائف همّشت دورهم وألحقتهم بالطوائف الأخرى. وقد أظهرت الهجمة التي تعرض لها البطريرك منذ انتخابه وثباته على مواقفه، سواء من الهوية العربية للبنان الذي عاش على أكذوبة «الوجه العربي»، كما ورد في دستور 1926، مدة 63 سنة، قبل أن يتكرس في دستور الطائف عربياً كامل الأوصاف ـ والانتماء، أظهرت ان الرجل يعرف ما يريد: تطبيق الإرشاد الرسولي بالتضامن مع العالم العربي وقضيته المركزية فلسطين. والمجاهرة بعروبة لبنان والكنيسة المارونية معاً، وتنظيف تاريخ الموارنة وتحسين صورتهم التي شوهتها الحروب العبثية وما رافقها من قتل ونهب وخطف وتدمير لا يتمناها الراعي للعدو فكيف بالأخ السوري القريب والشريك؟!

ولا يرى الراعي ان في العالمين العربي والغربي من يستطيع ان يوفّر ضمانات للأقليات في الشرق الأوسط، خصوصاً للمسيحيين الذين يرفض البطريرك اعتبارهم «جالية أجنبية» لأنهم أهل البلاد وجزء مهم من نسيجها الوطني، مؤكداً تمسكهم بأرضهم وبالتضامن مع أهلهم. وقد أيّده في ذلك مجلس المطارنة الموارنة بقوله «ان مستقبل الشعوب لا يقرره العنف، بل الروابط العميقة التي تشد أواصر الوحدة وتؤسس نظماً سياسية تليق بالإنسان وبكرامته».

وبعيداً من التشفي وروح الانتقام، أبدى البطريرك تعاطفه مع الشعب السوري ووجعه «لأن المسامير دخلت أيادينا كلنا، ونتمنى ألا يعيش أي بلد ما اختبرناه نحن في لبنان»، وقال: «أنا أدعو وسأدعو مع كل أصحاب الإرادة الطيبة إلى حل الأمور بالحوار والمؤتمرات والتفاهم والتسويات».

ففي النهاية، الراعي رجل دين ورع ولا عجب إن أثار حفيظة الشياطين!

edmond@edmondsaab.com

====================

البطريرك الراعي: لست نبويا مثل جعجع لأقرأ نوايا مسيحيي سورياWed 14 Mar 2012 - 2:51:00 PM

mtv

في رد على الرد، أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن الكنيسة لا توالي ولا تعادي إنما تحترم خيارات الشعوب التي تختار انظمتها، "لكننا في نفس الوقت نطالب كل سلطة قائمة على وجه الارض باحترام الديمقراطية وحقوق الانسان وحريات المواطنين"، مضيفا " لا أستطيع أن أقرأ نوايا المسيحيين في سوريا فأنا لست نبويا مثل جعجع كي أقرأ النوايا".

جعجع وفي حديث الى صحيفة "الوطن" القطرية، رأى أن سوريا واحدة من الدول التي تحتاج الى إصلاحات وهناك شعب يطالب بها وهذا حق "ونحن ضد العنف من أية جهة، لأن العنف لا يولد سوى العنف، والحرب تولد الحرب وهذا كله يقود الى سقوط الضحايا والى الدمار في نهاية المطاف ونحن في لبنان اصبحنا خبراء في هذا الموضوع"، آملا في أن يصار إلى تسويات سلمية عادلة من خلال الارادات الصالحة التي تحترم كل الشعوب لخير سوريا والعالم العربي.

البطريرك الراعي تحدث من جديد عن البلبلة التي أثارتها تصاريحه، فعاد وكرر أن هناك نصا واضحا نشرته وكالة رويترز ويمكن العودة اليه، وقال "ما قلته هو أن النظام السوري هو نظام ديكتاتوري أما سوريا كمجتمع لا يتنبى فكرة الدولة الدينية، فهو اقرب الى الديمقراطية اذا أنا ميزت بين النظام الديكتاتوري وبين المجتمع السوري غير الديني والمنفتح على الديمقراطية"، مشيرا الى ان الكنيسة ليست نظاما سياسيا ورسالتها ان جميع الشعوب تستحق ان تعيش بكرامة وهي تريد السلام والديمقراطية وتتمنى ان يعيش الانسان في جو من الاحترام والحرية، لذلك فانها لا تتعاطى التقنيات السياسية بل المبادئ السياسية وتطلب من اصحاب السلطة ان يعيشوا هذه المبادئ في حياتهم.

ودائما في لبنان، إنما إلى الشريك الشيعي وتحديدا حزب الله، اشار البطريرك إلى ان "الحزب ارتكب خطأ كبيرا عندما استعمل سلاحه في الداخل، فأصبح الكثير من اللبنانيين وخاصة من يتخذون موقفا رافضا يشعرون بالخوف كل يوم غير أنه يتوجب على الاسرة الدولية ان تساعدنا لحل مشكلة السلاح وذلك عبر الانسحاب الاسرائيلي من أراضينا"، متسائلا "كيف يمكن أن تقوم دولة لبنانية وهناك دولة داخل الدولة؟" لافتا الى ان الحل يكون بفتح باب الحوار من أجل الوصول الى وضع افضل.

البطريرك أكد في سياق آخر، أن لا خلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون، واوضح أن لقاء بعبدا كان هدفه طرح جميع الأمور الوطنية التي تهم الجميع، "وكان من الضرورة أن نتشاور ونلتقي لندرس كل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية"، على حد قوله.

====================

[LARGE]البطريرك الراعي يرد على جعجع: مشكلتنا في لبنان هي اجتزاء النص وهو قول الجاهل               [/LARGE]

شفقنا - بيروت - رد البطريرك الماروني بشارة الراعي على كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ضده، فاعتبر الراعي أن المشكلة في لبنان أن النص لا يقرأ بكامله عن عمد او غير عمد

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن الراعي قوله، لدى وصوله الى مطار بيروت رداً على سؤال حول اشادة الكثير من الشخصيات بمواقفه، مقابل كلام جعجع "الصاعق" ضده، إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعماد ميشال عون والمطران مطر والشيخ الخازن "قرأوا النص الكامل لكلامي، والذي يقرأ النص الكامل عنده كل الأجوبة، أما اجتزاء قراءة النصوص كما أولئك الذين يقرأون كلمة "لا إله" فقط ولا يتبعونها بكلمة "الا الله" وقول "لا اله" هي قول الجاهل ونحن مشكلتنا في لبنان عن عمد أو غير عمد لا يقرأ النص بكامله".

وعن كشف الخلية الارهابية التي كانت تستهدف بعض ثكنات المؤسسة العسكرية، هنأ الراعي "الجيش اللبناني والقوى الأمنية في كل لبنان التي تساعدنا على وضع حد للإرهاب والعنف"، مشيرا الى أن موقفنا هو ضد العنف والإرهاب من اي جهة اتى، واريد ان اهنئهم منذ الان على هذا العمل الجبار وربنا يحميهم ويحمي الجيش اللبناني لأنه كنزنا وسياجنا الحقيقي في هذا الوطن".

وكان جعجع اتهم الراعي بأنه يقوم بالدفاع عن النظام السوري.

====================

جعجع للراعي: دعمك بقاء الأسد غير مشرّف وخطر على المسيحيين

وثيقة «شديدة اللهجة» حيال النظام السوري في ذكرى إحياء انطلاقة «14 آذار» اليوم

| بيروت - «الراي» |

 

عملت قوى «14 أذار» في الساعات الاخيرة، وعشية احيائها الذكرى السابعة لـ «انتفاضة الاستقلال» عام 2005 في مجمع « البيال» في بيروت، على ادخال تعديلات كثيرة على وثيقة سياسية ستعلنها اليوم في هذه المناسبة. ويبدو ان هذه التعديلات التي جرى ادخالها في اجتماع مطول للجنة منبثقة عن قوى «14 آذار» وشخصياتها في بيت الوسط، اي دارة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، قد اكتسبت دلالة لجهة تصليب النبرة حيال النظام السوري في ضوء التطورات الدامية التي حصلت في اليومين الاخيرين، علما بأن الوثيقة تتضمن كما فُهم جانبا للوضع السوري وآخر للوضع الداخلي اللبناني، وتقترن فيها سياسة مد اليد الداخلية بالحزم حيال ثوابت سيعاد تأكيدها ومن ضمنها الموقف من سلاح «حزب الله».

وفي انتظار اعلان هذه الوثيقة استرعى الانتباه في الساعات الماضية التصاعد اللافت في نبرة اركان قوى «14 آذار» والزعيم الدرزي وليد جنبلاط حيال النظام السوري وبعض الملفات الداخلية ذات الصلة بالازمة السورية، الامر الذي اضفى بعض السخونة على المناخ الداخلي الذي يدور منذ فترة في اطار الملفات المالية والخدماتية.

وقالت اوساط مطلعة لـ «الراي» ان تصاعد هذه النبرة يعود الى عامل شكلي اولا يتمثل في تزامن الذكرى السابعة لانتفاضة 14 مارس 2005 والذكرى الاولى للثورة السورية ومن ثم الذكرى الـ35 لاغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط. غير ان ذلك لم يحجب اهمية مضمون المواقف التصعيدية من النظام السوري في وقت تبدو البلاد مقبلة على مزيد من الاستحقاقات المربكة عبر موجات النزوح السورية الى الشمال والبقاع وتعرض لبنان لضغوط متنوعة من مناهضي النظام السوري او من داعميه في هذا الملف.

ولفتت المصادر الى ان السياق العام لهذا المناخ لا يشكل اي تغيير يُعتد به عن السابق ولا يتوقع ان يخرج عن اطار تثبيت المواقف السياسية من الازمة السورية. ولكن ذلك لا يغيّب اهمية بعض المعطيات التي برزت في الساعات الاخيرة والتي ترتبط، اما ارتباطا مباشراً بالتطورات التي شهدتها حمص ومجزرتها والمواقف العربية والدولية منها، واما ببعض الملفات الداخلية. واشارت المصادر عينها في هذا السياق الى ان المواقف التي صدرت عن الثلاثي القيادي سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتسمت بتقاطع غير مسبوق بين الثلاثة لم يسجل منذ عز شراكتهم في قوى «14 آذار» ما بين 2005 و2009 تاريخ خروج جنبلاط من تحالف الحركة الاستقلالية. وهذا التطور يكتسب دلالة هي برسم قوى «8 أذار» والاكثرية الراهنة اذ جعلت جنبلاط على الاقل في موقع يتقدم فيه على قوى المعارضة نفسها بالنسبة الى مناهضة النظام السوري. كما ان الهجوم اللاذع الذي شنّه جعجع على البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي يكتسب بدوره دلالة لا تقل اهمية على صعيد التطور السلبي الذي تسبب به الموقف الاخير للبطريرك في انتقاداته لـ «الربيع السوري» وقوله «ان سورية تبقى الاقرب الى الديموقراطية في محيطها العربي».

وكان جعجع انتقد في حديث عبر محطة تلفزيون «ام. تي. في» تصريح البطريرك الراعي واعتباره ان ما يجري «شتاء عربيا لا ربيع». وقال: «يعز عليّ كثيراً، آخر تصريح للبطريرك يؤيد فيه النظام السوري، هل يعقل؟!». أضاف: «الراعي بتصريحه غير المشرّف يضع المسيحيين في خطر ويحوّر كل تاريخنا وهذا التصريح لا افخر به، لانه مؤيد للنظام السوري وبقائه في الحكم».

واذ عبّر عن حزنه على «البطريرك وموقع بكركي وعلى صورة الموقع بأسره»، شدد على وجوب «البقاء على مبادئنا من الربيع العربي كي نقوّي موقع المعتدلين المسلمين ونقوّي وجودنا في الشرق بدل التمسك بديكتاتوريات أكل الزمن عليها وشرب». واعتبر ان «قراءة البطريرك تختلف عن قراءة 99 في المئة من العالم ضمنهم الفاتيكان»، متسائلاً «ألا يعرف البطريرك الراعي ان 55 في المئة على الاقل من المسيحيين هم ضد النظام السوري وثمة آلاف القتلى على يده ولدينا مئات المعتقلين في سجونه؟»، كما تساءل: «ما الذي يجبر البطريرك على هذه التصريحات؟ هل يعقل ان اكثرية الدول لديها موقف تجاه سورية بينما بطريرك الموارنة الى جانب (وئام) وهاب وفايز شكر وروسيا؟».

وفيما كانت تصريحات جعجع غير المسبوقة تفاعل، كان الراعي يعلن عبر «الجزيرة» إدانته للعنف في سورية «من أي جهة أتى سواء من النظام أو من الشعب أو المسلحين»، مذكرًا بأن «المسيحية تدعو إلى عدم القتل». وسأل: «أين الديموقراطية التي يتحدثون عنها في العراق اليوم خصوصاً في ظل هجرة المسيحيين».

وفي ما بدا «دفاعاً» عن البطريرك الماروني، اختار الرئيس ميشال سليمان مناسبة استقبال عدد من المطارنة الجدد لينوّه «بالجهود التي يقوم بها البطريرك الماروني من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الحر في الشرق كرسالة حضارة وتفاعل وحوار ميزت هذه المنطقة عبر العصور»، مشيداً «بدعمه للديموقراطية بعيداً من الاحادية والعنف والتطرف».

والى هذا التطور، لاحظت المصادر عينها في كلامها لـ «الراي» ان معظم القوى السياسية ولا سيما منها قوى «14 آذار» التزمت جانب الحذر والتريث في ما اثير عن اكتشاف خلية ارهابية داخل الجيش اللبناني. ومع ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكد ان لهذه الخلية ارتباطات بالشمال والمخيمات الفلسطينية، فان المصادر كشفت ان هناك تريثا لدى قوى سياسية في انتظار نتائج التحقيق الذي يجريه القضاء العسكري مع مجموعة موقوفين في هذا الملف تجنبا لاي توظيف سياسي محتمل من شأنه ان يذهب به في وجهة معينة.

وقالت المصادر ان مثار الحذر لدى هذه الجهات يعود الى نشر معطيات عن الخلية في وسائل اعلام معروفة بقربها من قوى «8 آذار»، وهو الامر الذي قد يأخذ الملف سلفا في وجهة توظيف سياسي من جانب معين، ولذا تنتظر هذه القوى كلمة القضاء في الملف لتبني على الشيء مقتضاه مع ان وجهة النظر الغالبة لديها تميل الى الاعتقاد انه اذا صح وجود خلية منظمة فهي تعود الى فلول ما يسمى «فتح الاسلام» وهو امر سبق للجيش ان تمكن من وضع يده عليه بقوة واحكام نظرا الى محدودية حركة هذا التنظيم الذي يخضع العشرات منه للمحاكمة والتوقيف.

ولكن لم يفت المصادر ان تكون هناك نيات سياسية لتوظيف هذا الملف في اتجاهات داخلية، وهو الامر الذي يفسر تجاهل قوى سياسية خصوصاً فريق المعارضة ما تعتبره تضخيما مسبقا لهذه القضية.

ويذكر ان تقارير صحافية اشارت الى ان الحقيقات مع الموقوفين اعضاء الخلية وبينهم عنصر في مغاوير البحر وتلميذ ضابط وخمسة مدنيين «توصلت الى أنهم كانوا يعدون للقيام بعمليات إرهابية كان يمكن ان تؤدي الى كارثة»، موضحة ان التلميذ الضابط اعترف بأنه كان يحضّر لعملية ارهابية تطول المدرسة الحربية، وربما كلية الاركان، فيما اعترف عنصر المغاوير بأن مهمته كانت محددة بعمل مشابه ربما في قاعدة حامات.

 

====================

البطريرك الراعي دان العنف في سوريا من أي جهة أتى : لتطبيق القرارات الدولية لايجاد حل لسلاح حزب الله

جريدة صيدونيانيوز.نت   

أخبار لبنان / صيدونيانيوز.نت / البطريرك الراعي دان العنف في سوريا من أي جهة أتى : لتطبيق القرارات الدولية لايجاد حل لسلاح حزب الله

جدد البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في حديث الى قناة "الجزيرة"، إدانته للعنف في سوريا "من أي جهة أتى سواء أكان من النظام او من الشعب او من المسلحين"، مذكرا بأن "المسيحية تدعو الى عدم القتل".

وسأل البطريرك الراعي "أين هي الديموقراطية التي يتحدثون عنها في العراق اليوم خصوصا في ظل هجرة المسيحيين"، مشيرا الى انه "مع من يختاره الشعب للمجيء الى الحكم".

وفي الشأن اللبناني، أكد الراعي "ان بكركي مع الجميع وليست مع احد ضد احد"، مشددا على ان "الكنيسة ستبقى حرة لونها وطني واحد وهو الميثاق الوطني المسلم المسيحي"، مشيرا الى ان "دورها جمع كل الالوان حول لون واحد اسمه لبنان". ولفت الى انه "يفرق الدين عن السياسة وهو يتعاطى في الامور الدينية فقط".

وعن خوفه من سلاح "حزب الله" قال البطريرك الراعي: "نعم أخاف من سلاح "حزب الله" اذا بقي خارج الاستراتيجية الدفاعية، ولذلك نقيم مع قيادته التي نحترمها حوارا"، مذكرا بمطالبته "الاسرة الدولية تطبيق القرارات الدولية لايجاد حل لسلاح "حزب الله". واكد احترامه لقرارات الحكومة الراهنة التي "وضعت صيغة الجيش والشعب والمقاومة في بيانها الوزاري".

====================

الراعي يرحب بحكم إخوان سوريا ديمقراطيا

الجزيرة – الثلاثاء، 13 مارس 2012

  قال البطريرك الماروني في لبنان مار  بشارة بطرس الراعي إنه يرحب بوصول الإخوان المسلمين في سوريا إلى الحكم حال وصلوا عبر الانتخابات الديمقراطية والتزموا بمبادئ احترام الانسان والكائن البشري والحريات العامة والدينية. كما أكد أنه يدين العنف في سوريا من أي جهة أتى أكان ذلك من النظام أم من جهة الشعب.

وأوضح الراعي -بحديث للجزيرة في برنامج "لقاء اليوم" يبث لاحقا- ردا على سؤال بشأن مخاوفه من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في سوريا إنه لا يعارض حكم الإسلاميين إذا ما أجريت انتخابات حرة ونزيهة، وقال "إننا نرحب بهم ونقدم لهم التهنئة في حال وصلوا إلى الحكم عبر الانتخابات الديمقراطية والتزموا بمبادئ احترام الإنسان والكائن البشري والحريات العامة والدينية".

وأضاف "نحن لا نطلب شيئا عبر الإعلام بل مستعدون لزيارتهم على الأرض حتى نسمع منهم ويسمعوا منا, وإذا انتخبهم الشعب في سوريا أو في غيرها فسوف أرسل لهم برقية تهنئة".

من جهة أخرى قال البطريرك بطرس الراعي إنه يدين العنف في سوريا من أي جهة أتى أكان ذلك من النظام ام من جهة الشعب، وأضاف أنه "وفقا لمفهومنا المسيحي، لا يحق لأي إنسان على وجه الأرض أن يعتدي على حياة أي كائن بشري، وهذا الأمر ندينه إذا أتى من الشعب أم من النظام الذي يتحمل مسؤولية أكبر".

وسئل البطريرك الراعي عن مخاوفه من سلاح حزب الله فأجاب "هو مواطن وأنا مواطن, هو مسلح وأنا أعزل.. حتى وإن أتى لزيارتي حاملا سلاح صيد فسوف أخاف منه, لذلك طرح رئيس الجمهورية مسألة الحوار والإستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تناقش كي تزيل الخوف من داخلي, لكن إذا بقيت الأمور كما هي فنعم أنا أخاف من هذا السلاح".

====================

سمير جعجع الثورة السورية ستنتصر ولا أفتخر بمواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

اف ام سورية

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  ان الثورة السورية لا يمكن ان تعود الى الوراء بل جلّ ما في الامر أن المسألة هي مسألة وقت.

واعتبر ان تصريح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن الشتاء العربي يحوّر كلّ تاريخنا وأنا لا أجد نفسي ولا بأي شكل من الأشكال معنياً بهذا الموقف ولا افتخر به باعتبار أنه يضع موقع المسيحيين في خطر لأنه يضعهم في مواجهة الآخرين سائلاً  ما الذي يُجبر البطريرك الراعي على إعطاء مثل هذه التصاريح؟ ومعرباً عن حزنه على البطريرك وموقع بكركي وعلى صورة الموقع بأسره وصورة الكنيسة.

شدد على وجوب البقاء على مبادئنا من الربيع العربي كي نقوّي موقع المعتدلين المسلمين ونقوّي وجودنا في الشرق بدل التمسك بديكتاتوريات أكل الزمن عليها وشرب فنسبة المسيحيين في سوريا إنخفضت من 30 % الى 10 % حالياً وهذا دليل أنه بدون حرية واستقرار وأمن لا بقاء للمسيحيين في الشرق.

ووصف جعجع هذه الحكومة بـ أفشل وأسوأ حكومة في تاريخ لبنان مشيراً الى ان  ثمة موازنات في المجلس النيابي منذ العام 2006 حتى العام 2010 فأين هي موازنة العام 2011؟ نحن نريد ان يقوموا بقطع حساب لكنهم حقيقة لا يريدون ان يفعلوا شيئاً الا الكلام. لقد صرفوا من خارج الموازنة وارادوا قوننة 8900 مليار في سنة فيما يُعيّرون صرف 11 مليار دولار في 4 سنوات اذا اردتم قوننة الـ8900 مليار يجب قوننة الاموال الاخرى وليدققوا بقدر ما شاءوا نحن مع كل التدقيق والمحاسبة.

وفي ملف المحكمة الدولية رأى جعجع ان  مجرد وجود تلازم بين جرائم حكماً سينقل الاتهام من افراد الى مجموعة أشرار والامر لم يعد على مستوى فردي اذ يبدو ان الجرائم مترابطة وأنا لا احسد حزب الله على موقعه وأسهل طريقة هي مواكبة العملية القضائية كما هي بالوسائل القانونية.

وفي موضوع قانون الانتخابات كشف ان المفاوضات تُستكمل داخل اللجنة الرباعية وتحصل مناقشات مع حلفائنا في تيار المستقبل ونتيجة هذه المشاورات سيتم التوصل الى قانون انتخابي يُعجب الكثيرين معرباً عن عدم تشاؤمه من إمكانية الوصول الى قانون انتخابي يرضي كلّ اللبنانيين.

واعتبر جعجع في مقابلة مع الـ MTV ضمن برنامج بموضوعية مع الإعلامي وليد عبود ان ثمة ترابط بين ثورة الارز والثورة السورية باعتبار ان الشعب السوري الذي كان يرزح تحت نير نظامه حين رأى شعباً لبنانياً أعزل قد انتصر على الجيش السوري ولم يمر على هذه الثورة مرور الكرام لا بل دخلت في ذاكرته اللاوعية الى ان أتت الظروف المناسبة بعد ثورتي تونس ومصر ليتحرك.

ورداً على سؤال حول اذا ما كانت زياراته الخارجية بداية تحضير لرئاسة الجمهورية قال جعجع  ان وصولي الى قصر بعبدا لا يمر بالتأكيد في كردستان وهذه ليست أول مرة أزور فيها السعودية وقطر والامارات اذ لم تمر سنة في الاعوام السابقة الا وقمت بزيارات عدة فالموضوع لا علاقة له ابداً برئاسة الجمهورية ان موقع القوات اللبنانية التي تأخذه لبنانياً وعربياً هو سبب الحفاوة التي نلقاها وحزب القوات أصبح حزباً معروفاً عربياً وهذا ما ألمسه خلال زياراتي.

11:58 2012/3/13 م - المصدر : اف ام سورية - : 205

====================

سليمان: البطريرك الراعي يجهد بالحفاظ على الوجود المسيحي الحر بالشرق

الاخبار اللبنانية | إدارة التحرير |   مارس 13, 2012 AT 3:15 مساء | عدد المشاهدات 5

نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان “بالجهود التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الحر في الشرق كرسالة حضارة وتفاعل وحوار ميزت هذه المنطقة عبر العصور، حيث تجذر عربيا وشكل جسر تلاق وديموقراطية بين الشرق والغرب، لما فيه مصلحة البشرية والسلام بين الشعوب”، وأشاد “بدعمه للديموقراطية بعيدا من الاحادية والعنف والتطرف”.

كلام سليمان جاء خلال استقباله في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر اليوم، النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة والمطارنة الجدد ميشال عون راعي أبرشية جبيل، منير خير الله راعي أبرشية البترون والياس سليمان راعي أبرشية اللاذقية وطرطوس الذين نقلوا اليه شكر غبطة البطريرك الراعي لرعايته قداديس سيامتهم وحضوره القداس الاول الذي أقامه مطران جبيل.

وجدد رئيس الجمهورية تأييده “لما يقوم به البطريرك على صعيد الكنيسة وتجديدها وعلى صعيد حرصه على الاقليات عموما ولا سيما منها المسيحية خصوصا”.

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير البيئة ناظم الخوري للتطورات الراهنة وعمل وزارته في هذه المرحلة.

واستقبل الرئيس سليمان مستشار الرئيس الايراني ومدير عام وكالة الانباء الايرانية علي أكبر جوان فكر مع وفد في حضور سفير ايران غضنفر ركن أبادي. ونقل المستشار الايراني تحيات الرئيس محمود أحمدي نجاد الى الرئيس سليمان وتأكيد وقوف ايران الى جانب لبنان وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وتطرق اللقاء ايضا الى تطورات الاوضاع التي تشهدها المنطقة.

وزار بعبدا وفد اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية برئاسة رئيس مجلس الاتحاد الوزير السابق عدنان القصار الذي شكر للرئيس سليمان رعايته وحضوره المؤتمر الاخير وإلقائه كلمة، منوها بإدارته للأمور التي ابقت لبنان مساحة استقرار هادئة تجذب اليها المستثمرين العرب بالدرجة الاولى.

من جهته، اشاد رئيس الجمهورية بجهود الوزير القصار التي يبذلها في سبيل اعلاء شأن الاقتصاد اللبناني والعربي وأثنى على الصورة التضامنية لرؤساء الغرف العرب واختيارهم بيروت مكانا لانعقاد مؤتمرهم.

ومنح الرئيس سليمان الوزير القصار وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديرا لجهوده.

واطلع الرئيس سليمان من رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين على النشاط الجامعي والتحضيرات لتعيين مجلس الجامعة والعمداء والبدء بتطبيق قانون التفرغ للاساتذة بعد اقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة.

واستقبل رئيس الجمهورية المحامي ميشال قليموس الذي قدم اليه كتابه الجديد بعنوان “الثغرات الدستورية في دور وصلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور اللبناني” الذي يعالج بعض الاشكالات الدستورية.

وهنأ الرئيس سليمان المحامي قليموس على الجهد الذي بذله والبحث الذي قام به متمنيا له التوفيق.

====================

جعجع : 80% من الشعب السوري ضد النظام

الثلاثاء, 13 / 03 / 2012 | التصنيف : الخبر اللبناني | المشاهدات : 150 مشاهدة

شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أن “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بتصريحه الاخير وكأنه يحوّر تاريخنا بأكمله”، مشيرا الى أنه بالتصريح يؤيد فيه النظام السوري، معتبرا أن “البطريرك الراعي يضع المسيحيين في العالم العربي بمواجهة مع الاكثريات، ورعيته، اي نحن، هي كلّيا ضد هذا التوصيف”، مشيرا الى انه “موقف غير مشرف القول اننا يجب ان نبقى مع النظام، وأمر يدمي القلب ان موقعا كبكركي بات في موقعه الحالي”، مشددا على أن “الراعي عليه ان يفعل ما يجب ليزيل الانطباع بأنه مع النظام السوري “.

جعجع، وفي حديث لقناة “MTV” أشار الى اننا رأينا “النظام السوري في لبنان ولا احد كسر ظهر المسيحيين في لبنان الا هذا النظام، 55% من المسيحيين على الاقل هم ضد هذا النظام، وحتى الآن لدينا 300 معتقل في السجون السورية لا نعرف اين هم”.

وسأل: “ما بها البدائل التي جاءت في تونس ومصر؟ لا احد يمكنه تجميد التاريخ بسبب مقولة معينة، ما الذي يجبر الراعي على التصاريح التي يأخذها؟ رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتخذ موقفا منطقيا مما يجري في سوريا، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هل تكلم يوما 1% مما قاله الراعي؟ هل يُعقل ان اكثرية الدول العربية والعالم لديهم موقف تجاه سوريا بينما بطريرك الموارنة الى جانب والوزير الاسبق وئام هاب والامين القطري لحزب البعث العربي الاضشترامي فايز شكر وروسيا؟”.

وعن كلام مفتي السعودية انه يجب هدم الكنائس في الجزيرة العربية، اعتبر جعجع أن “هكذا مواقف تغذيها تصاريح كتصريح الراعي، وهذا الموقف ليس موقف السياسيين، فرأي المسلمين يعبر عنه جامع الازهر والذي اعلن رأيه في وثيقته التي اطلقها في 8 كانون الثاني الماضي، وطريقنا لن تكون سهلة في هذا الشرق، ووثيقة الأزهر فتحت الباب لتحسين وضع الأقباط في مصر”. وقال: “أحزن على البطريرك وعلى موقعه وعلى صورة الموقع وصورة الكنيسة”.

ورأى أن الثورات العربية “مناخ ينتقل، فالشعب السوري عندما رأى شعبا لبنانيا اعزل استطاع ان ينتصر على الجيش السوري لم يمر على هذا الحدث بل بدأ يتحضر وعندما جاءت اول شرارة انطلق بالثورة”، مشيرا الى ان “مختلف المحاور والقوى العربية والأجنبية تحاول ان تسعى لتأمين مصالحها بسياق التحرك الشعبي في سوريا فهذا امر آخر ولكن بالاساس التحرك في سوريا شعبي”.

واعتبر أن “ادخال لبنان بسياسة المحاور وما يحصل في سوريا بعيد عن سياسة المحاور، في سوريا هناك ظاهرة شعبية تاريخية ولا يمكن لأي انسان ان يتخذ موقفا معينا ولا يمكن عدم اعطاء رأي، على كل مواطن مسؤولية اخلاقية لأن هناك شيئا يحصل بحق الشعب بعيدا عن السياسة”.

وعن موضوع النأي بالنفس عن الاحداث السورية، أكد جعجع أنه “لو كان موقف الحكومة فعليا النأي عن النفس كنت لاوافق عليه في هذه المرحلة لكنه لم يكن فعليا النأي عن النفس”، مشيرا الى انه “لم يحصل اي اجتماع في الجامعة العربية الا واتخذ وزير الخارجية عدنان منصور موقف سوريا، الناي بالنفس ليس بتوقيف المعارضين السوريين، لا نطلب من الحكومة ان تدعم المعارضة السورية”، مؤكدا انه “بالمبدأ انا مع سياسة النأي بالنفس في الحكومة ولكنها لا تُطبق”.

واعتبر ان “الموقف الرسمي اللبناني يجب ان يكون محاديا ويأخذ بعين الاعتبار القوانين، شبلي العيسمي مثلا بعض الاجهزة الامنية ساهمت باختطافه كما الشباب من آل جاسم”.

من ناحية أخرى، أشار الى أن “البعض اعتبر ان دخول الجيش السوري الى بابا عمرو نقطة مفصلية بل العكس صحيح فهذا نقطة سلبية على النظام وكل شيء يقوم بها تعمق حفرته، قبل اجتياح بابا عمرو كان وضع النظام افضل”، مؤكدا ان “المعارضة السورية ليست انقلابا مسلحا، فلدينا نحو 80% من الشعب السوري لا يريد النظام، والمجموعات المسلحة ليست الثورة بل جاءت على هامش الثورة”، سائلا “بعد سيطرة الجيش السوري على بابا عمرو، هل توقفت المظاهرات بأحياء حمص الباقية؟ ابدا”.

واعتبر جعجع أن “ما يحصل في سوريا لا يمكن لأحد ان يعيده الى الوراء، ولا يمكن ان تعود الثورة الى الوراء والقصة قضية وقت، للأسف دخلت عوامل خارجية كبيرة على الثورة ومن يشدون لمنع تقدمها ضد سوريا”، معربا عن شعوره “ان هناك فريقا خارجيا يريد استمرار الاحداث السورية كي لا يبقى شيء بسوريا”.

ولفت الى ان “الحسنة الوحيدة للنظام السوري انه لم يترك اي سلفي، ولكن كلما طالت الازمة يزداد احتمال وصول متطرفين”، مشددا على أن “الاصولية ليس فيها إلا شتاء، والربيع العربي لا يمكن ان يتحول الى اصولي”.

واشار، في سياق متصل، الى انها “ليست اول مرة اذهب فيها الى السعودية وقطر والامارات وبالتالي هذه الزيارات لا علاقة لها بكل ما يُحكى عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، القوات اللبنانية بات حزبا معروفا، وموقع القوات ككل بات موقعا كبيرا”، مشيرا الى ان “الاعتراض على زيارتي الى كردستان كان لأني لم اذهب الى بغداد ايضا”.

واكد جعجع أنه لم يلتق “رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في كردستان، ولم يحصل اي اجتماع بيني وبينه، موقفنا مما يحصل في سوريا واضح، ولم يحصل مجال للاجتماع مع المعارضة السورية ولكن حركتنا السياسية حرة ونقوم بما نجده مناسبا، نحن لا نتدخل بالأزمة السورية بل لدينا موقف سياسي مبدئي”.

 

واعتبر أن “رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري لن يكون حزينا اذا كنت رئيسا للجمهورية ولكن لا يجب تحميل جوابه على “تويتر” عن الموضوع اكثر مما يحمل”.

وأكد، من ناحية أخرى، ان “امام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد السير لم يطلب موعدا مني، سياستي وطروحاتنا مختلفة تماما، اذا طلب لا اعتقد اني سأعطيه موعدا”.

من جهة ثانية، وفي موضوع كتاب التاريخ، أكد أن “قوى 14 آذار كلها اتخذت الموقف وحصلت اتصالات مع وزارة التربية ووقف الامور عند هذا الحد، وكنا نحضر لمظاهرة في 21 الحالي لكن اوقفناها الآن، وانا راض على توقف هذا الامر”.

وفي موضوع الحكومة، اعتبر جعجع ان “حكومة ميقاتي هي أفشل وأسوء حكومة بتاريخ لبنان، هناك موازنات للسنين من 2006 الى 2010 في مجلس النواب، اين موازنة 2011 و2012؟ لماذا لا يقدمون هاتين الموازنتين؟ نحن كليا مع قطع الحساب وليتفضلوا ويقوموا بذلك، اليوم بدون اي سبب لم يقدموا موازنة ويريدون ان يقوننوا 8900 مليار ليرة، نريد ان يحصل التعاطي بأمور الدولة مثل بعضها، هل تعرف ان كل قرش يجب صرفه يحتاج الى عشرات الاوراق، فليقوموا بالمحاسبة ولكن ليتعاملوا بموضوع 8900 مليار بنفس الطريقة، واذا وجدوا اي سرقة فليعلنوا ذلك”.

ولفت الى انه “استراتيجيا الحكومة هي حكومة اللون الواحد ولكن تكتييا هم حكومة المصالح، اكثر حكومة بمجالات عديدة انتشر فيها الفساد هي الحالية”.

وأكد ان وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش استلم وزارة الطاقة لسنوات عديدة ولم نسمع حصول سرقات في عهده لكن اليوم “على عينك يا تاجر”، اين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء؟ الكهرباء بأسوأ ايامها”.

وقال: “يريدون ابقاء كل التعيينات معلقة حتى تعيين اشخاص من “التيار الوطني الحر”، هناك حد ادنى من المقاييس ، تكتل “التغيير والاصلاح” اذا اخذنا ارقام الانتخابات الماضية لديه اقل من 50%، في مجلس القضاء الأعلى المرشح الذي يطرحه الرئيس سليمان افضل بكثير من المرشح الآخر بكل المعايير”.

واعتبر أن “رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون كان يعرف من هو وزير العمل الاسبق شربل نحاس وكان “مفلتو” و”عاملو الميليشيا التابعة له”، وعندما جاء وقت التسوية تخلى عنه”.

ورأى جعجع أن “ما يحصل بهذه الحكومة مهزلة، فنحن وحلفاؤنا نأخذ من الحياديين، بين تصرف الحكومة والاحداث السورية الناس بدأت ترى الامور على حقيقتها رغم محاولات الغش التي يقوم بها الفريق الآخر”.

وعن المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، قال جعجع: “بمجرد ظهور التلازم بين 3 او 4 جرائم حكما يجب ان ينتقل الاتهام من فرد الى مجموعة اشرار، لا احسد “حزب الله” على موقفه واسلم طريقة ان يواكب العملية القضائية كما يجب، هو يحاول ان يواكبها عبر وزير العمل سليم جريصاتي كمكتب دفاع ولكن كيف سيكون وضع جريصاتي؟ وهل سيبقى بمكتب الدفاع طالما اصبح وزيرا؟”، مضيفا “لو الجرائم ارتكبهم فريق قريب من المجتمع الدولي ربما لما كانت قامت المحكمة الدولية لكن لا يعني ذلك ان المحكمة الدولية تحرف الاتهام”. ولفت الى أن “الحكومة لم تبت مسألة شهود الزور ما يؤكد عدم وجود هكذا قضية”.

وقال جعجع: “شخصيا انا مع حكومة اللون الواحد اذا فزنا بانتخابات عام 2013، وأشك ان تبقى الحكومة حتى الانتخابات المقبلة، ونحن لا نريد ان “ننفخها” الآن لأن الوضع على “كف عفريت”.

وأشار من ناحية اخرى الى أن “قانون الانتخابات جزء اساسي من اتفاق الطائف ولن يكون الجميع الا راضين عن القانون الانتخابي الذي سيكون ممثلا للجميع”، معتبرا ان “الوضع يسمح بالوصول الى قانون انتخابي جديد، واجتماع الاحزاب الاربعة كاف ولكن بكركي لم تعد مظلة شاملة”.

وشدد على أن “الانتخابات النيابية عام 2013 يجب ان تحصل، والمواعيد الدستورية يجب الالتزام بها”، مشيرا الى ان “14 آذار لديها برنامج عمل واضح جدا وعملها لبناء الدولة”.

وأكد أن “هناك تقصير كبير بوزارة الخارجية بالنسبة للتحضير لانتخاب المغتربين ولا حماس من الوزارة لهذا الموضوع”، متمنيا على “رئيس الجمهورية ان يسأله عن المعوقات امام التحضير لانتخاب المغتربين”.

وأشار الى ان “علاقتنا مع رئيس الجمهورية عادية، وعلى الاقل هو “لا يخبص”، التواصل مستمر معه، والتحالفات الانتخابية بحث آخر ولم نتحدث مطلقا بهذا الموضوع”.

على نحو آخر، أوضح جعجع أنه “في ثورة الأرز التنافس كان موجودا داخل 14 آذار لكنه لن يؤثر على البرنامج السياسي، و”تيار المستقبل” اكبر قوة على الساحة السنية، وضع 14 آذار كقوة شعبية بألف وكذلك كبرنامج عمل وهي تتحرك عندما ترى ذلك ضروريا”.

وأكد ان “قوى 14 آذار بألف خير واذا كانت هادئة اليوم لأنها يجب ان تكون كذلك لأن الوضع على “كف عفريت” ولكن لا يعني هذا انه ليس لديها خطة عمل، حكومات الوحدة الوطنية لا يمكن ان نصل بها الى اي مكان الا اذا اقتنع “حزب الله” انه لا يمكن قيام حزب مسلح الى جانب الدولة”، مشيرا الى اننا “السنة لن نقوم بحشد جماهيري في ذكرى 14 آذار بسبب دقة الوضع الحالي ونحن مرتاحون على وضعنا”، سائلا ” هل نحرك الجماهير وليس لدينا شيء عملي؟ احتفال 14 آذار لن يكون لدينا خطابات بانتظار ان يكون لدينا خطة عملية”.

وأشار الى أن “التنظيم الداخلي للقوات اللبنانية انتهت وفتح باب الانتساب”.

ولم ير جعجع ان هناك اخطارا امنية كبيرة.

وشدد على انه “يجب ان نقيم قضاء فعليا في لبنان، حتى بالحكم الصادر عن الهيئة الاتهامية بقضيتنا و”ال بي سي” يقول بالشكل مرور مهلة زمنية، ولكن سنكمل حتى النهاية، متفائل بقضية “ال بي سي” وهناك تمييز، سنكمل بالموضوع حتى آخر لحظة”، معتبرا ان ما يجري اليوم في “ال بي سي” مؤسف.

وفي موضوع مجلة “المسيرة”، اشار الى انه في القضاء ولكن ليس هناك حربا سياسية فيه كما يجري في قضية “ال بي سي”، فحين كان سعد الحريري يذهب الى سوريا قال له الأسد “ال بي سي” بالنسبة لنا خط أحمر.

واكد أنه “لم ابحث موضوع “ال بي سي الفضائية” في السعودية، هناك خصومة قانونية مع الوليد بن طلال لأن بيار الضاهر باعه حصتنا ونحن انذرنا الأمير الوليد بذلك ولكنه رفض”.

====================

الثلاثاء , 13 اذار 2012 01:01

ميشال كيلو: نأسف لأن الراعي ليس لديه شعور عالٍ بالانسانية والعدالة

بانوراما الشرق الاوسط

أعرب المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لـ”LBC-الفضائية اللبنانية” عن أسفه لأن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي “ليس لديه شعورا عالٍيا بالانسانية والعدالة، فلو كان لديه هذا الشعور لوقف مع المنطقة واعتبر نفسه مثلهم وليس حالة لا علاقة بهم”، مشيرا الى ان الراعي “اخذ موقفا ضد الشعب السوري”، معتبرا ان “سوريا ليست لبنان والمسيحيين فيها ليسوا طائفة”، مشددا على “اننا سنستفيد جميعا من الحرية”.

ورأى كيلو انه عندما تستقبل ايران والصين وروسيا وفودا من المعارضة السورية وعندما يتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن حل يمني في سوريا فهذا يعني ان النظام السوري اصبح في عيون جميع اصدقائه نظاماً انتقالياً ولا يمكن الحفاظ عليه في وضعه الحالي وانهم يفتشون عن البديل.

ولفت كيلو الى ان “فكرة البديل باتت مطروحة وهذه هي الصعوبة الكبرى في ظل معارضة غير موحدة وموقف عربي متباعد”، موضحا ان “المشكلة الحقيقية هي امكان ان يخلق العالم العربي والمعارضة ما يمكن ان يكون بديلا يقبل به شعب سوريا”، مشددا على ان “الناس لها الحق في ان تدافع عن نفسها”.

====================

الراعي من قطر: الامير حمد بن جاسم حريص على عدم وصول انظمة متشددة للحكم

الإثنين, 12 / 03 / 2012 | التصنيف : الخبر اللبناني | المشاهدات : 204 مشاهدة

نقل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن أمير قطر حمد بن خليفة آل الثاني إيمانه بأن الديمقراطية هي الحل لكل الشعوب لان الانظمة الاحادية لا مكان لها في المنطقة ويأمل في نجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا.

كما نقل الراعي حرص حمد على عدم وصول أنظمة متشددة ومنغلقة الى الحكم في أي دولة عربية.

====================

ولماذا لا ينأى بنفسه البطريرك الراعي عن أحداث سوريا؟ (1)

السبت, 10 أذار, 2012 | أضف تعليق

سعيد علم الدين. برلين

عندما يطلق البطرك الراعي او غيره من رجال الدين المواقف والرسائل السياسة مستغلين مناصبهم الدينية فمن حقنا انتقادهم اذا لم نوافق على آرائهم، أو عندما لا تكون كلماتهم تعبيرا عن ضمير الوطن وشعورا بأوجاع المواطن، أو عندما لا تكون مواقفهم نصرة للمظلومين والمعذبين والمسحوقين تحت نير سلطان دموي همجي لا أخلاقي كاذب فاجر ظالم جائر وكما هي الحال اليوم في سوريا الثائرة على الظلم والقمع والطاغيان.

فلا حياد لكل انسان شهم عادل بين المواطن الضحية والحاكم الجلاد، بين الحرية والاستبداد، بين الدكتاتورية والديمقراطية، بين الحكم الرشيد والآخر المتسلط على الكرسي من خلال عسس المخابرات والاجرام وسفك الدماء.

وإلا فمن يريد النأي بالنفس عليه ان يقول كلاما منصفا او يصمت!

وهل من الممكن، لمن عين من قبل بشار مفتي لسوريا المستشيخ حسون او الآخر المستعمم البوطي وامثالهما من رجال الدين الدجالين المنافقين المتخاذلين الدنيويين الماديين المتزلفين الساقطين المتآمرين مع الحاكم المجرم الظالم على أبناء الشعب المحكومين المظلومين، ان يكون لفتاويهم او تصريحاتهم او مواقفهم السياسة من معنى سوى سَوق التبارير والانبطاح امام السفاح الشرير؟

ولماذا لا ينأى بنفسه البطريرك الراعي عن أحداث سوريا فيريحنا ويرتاح بدل ان نوجه له الانتقادات المحقة على ما يصرح به بين فترة وأخرى من كلام غير مقبول نهائيا أمام ضخامة وهول المأساة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب السوري البطل منذ سنة تقريبا على يد السفاح ابن السفاح!

ولماذا لا يبشر بشارة بربيع عربي ديمقراطي تعددي مشرق بدل ان يدخل عالم التكهنات فيتوجس خيفةً بخريف عنيف وعناء، وشتاء مخيف ودماء، وصيف ملتهب حرَّاق، دون الانتشاء بنسيم ربيع قادم براق؟

ألا يحترم البطرك إرادة الشعوب، أم كل ما يهمه أن يبقى الاستبداد قدر هذا الشرق المنكوب بالحكام اللصوص؟

أين كرامة الشعوب وحقها في العيش الحر الكريم يا غبطة البطرك، أم أن الاستقرار المزيف يبيح للظالم الشرير احتقار كرامة الإنسان والعبث بحياته وكأنها ملكا من أملاكه الخاصة؟

ولماذا لا يتلطى الراعي خلف عبارة النأي بالنفس كما تلطت بتعثر فاضح حكومة مرشد الجمهورية حسن نصرالله الحزبلاميقاتية الإيراأسدية؟

ولماذا لا ينأى البطرك بنفسه بدل ان يحشرها ومركزه ومقامه في زاوية المشبوهين المدافعين عن الطغاة المجرمين؟

ولماذا لا يصلي الراعي بصمت لأرواح الضحايا البريئة التي تسقط يوميا على الأرض السورية ويسكت، بدل أن يتكلم كلاما باطلا يدافع به عن جرائم عصابات قاتل الأطفال بشار؟

ولماذا يهلل الراعي لإصلاحات بشار التي عبر عنها الأخير ومنذ البداية بقلع أظافر الأطفال في درعا بعد تعذيبهم وقتلهم بهمجية وحشية وتشويه أجسادهم الندية بسادية وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين الأحرار؟

ولماذا يمجد الراعي ديمقراطية بشار التي عبر عنها الأخير بتدمير وتخريب وحرق ونهب وتكسير سوريا على رؤوس ساكنيها، كما هدد يوما بتكسير لبنان على رأس الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكما فعلها اجراما بربريا بتكسير بابا عمرو على رؤوس نسائها وأطفالها، فقط لكي يبقى حاكما عليها على مدى الأزمان تتوارث حكمها أجيال آل أسد من جيل الى جيل وكما يقول انصاره سوريا الاسد الى الأبد؟

وهل مفهوم الراعي للديمقراطية ان تتحكم عائلة استبدادية بمصير الجمهورية وتورث حكمها الدكتاتوري من الوالد الى الولد وكما يحدث منذ أربعين سنة في الجمهورية العربية السورية التي حولتها الست أنيسة زوجة المقبور حافظ الى مزرعة لآل مخلوف وأسد ؟

وهل ممكن ان يحدث هذا الا في جمهولكية كاسترو الكوبية، وجمهولكية سنوج الكورية الشمالية، وجمهولكية آل أسد السورية، وأيضا بتذاكي سخيف بين بوتين وميدفيديف في جمهولكية آل بوتين الروسية، والزحف الجمهلوكي قادم لا محال على إيران والصين الشعبية؟

بأي حق يبرر الراعي لاستبداد وبطش بشار الاسد الذي تذبح شبيحته العائلات السورية بالسكاكين فقط ليستعيد سيطرته على الشعب السوري الحر ويعيده الى باب الطاعة ويُعلي جدران الخوف من جديد التي حطمها السوريين الأحرار؟

أخالني وكأنني أمام ميشال عون، حيث انقلب بخفة لاعبي الجمباز المحترفين الى الوراء على كل مبادئ الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال ودماء الشهداء وما زال يتشدق بكلام أسخف من السخف.

مع احترامي الكبير للصرح البطريركي الماروني الوطني اللبناني الشامخ في سماء الشرق وما يمثل من تاريخ مجيد وعريق لأهلنا المسيحيين وبالأخص الموارنة الكرام الذين، وعلى مدى التاريخ كان لتضحيات بطاركتهم ورهبانهم الشجعان في وجه سلطان جائر وحاكم ظالم مواقف وطنية ثابتة كثبات جذور أرزنا في أرضنا وراسخة رسوخ صخور قمم جبالنا الشاهقة، دفعوا ثمنها قديسين وشهداء ولكنها ساهمت مساهمة أساسية في تجذير مبدأ الحرية في سماء الشرق الاستبدادي المظلم وبالأخص في واحته الفريدة الظليلة لبنان.

ادى ذلك الى ولادة دولة استقلال لبنان الكبير عام 1920 على يد البطريرك الحويك كنموذج لدولة حديثة ديمقراطية دستورية مستقرة مبنية على مواثيق وقيم الحرية والتعددية والعيش المشترك بين الطوائف والأديان واحترام حقوق وكرامة الإنسان والتبادل السلمي للسلطة ونقيض لعبادة الفرد الواحد المستبد في الدول العربية المجاورة الشمولية الاستبدادية التي تسعى شعوبها الثائرة بكل الوسائل الى تحقيق تلك القيم الإنسانية التي قام عليها لبنان من خلال ربيعها الذي نشهد تداعيات فصوله المأساوية هذه الايام في سوريا.

وكيف لنا ان ننسى هنا غبطة البطريرك الكبير الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي وضع بهمة عظماء التاريخ حجر الأساس، الذي أدى من خلال روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتفاضة جماهير الشعب اللبناني في ثورة الارز التاريخية الى إخراج جيش الاحتلال الأسدي وكابوس لصوص مخابراته الفاسدة من لبنان، مؤكدا بحكمته وهمته ووطنيته ورعايته وصواب نظرته مقولة “مجد لبنان اعطي له”.

ولكن وللاسف فإن تصريحات ومواقف البطرك الراعي والهفوات والزلات التي يقع بها ومنذ انتخابه تزعزع هذا المجد مرة تلو الأخرى.

وكأن هناك قطبة مخابراتية سورية مخفية في حياة الراعي او ان هناك شبيحة من وراء ستار تدفعه الى تصاريح ترقيعية مرفوضة أخلاقيا وسطحية فكريا وضعيفة الحجة سياسيا وغير مقبولة جملة وتفصيلا انسانيا وليس هناك أي مبرر على الاطلاق للإدلاء بها.

فالحكمة وفقط الكلمة المتوازنة الموزونة يجب ان تخرج من فم البطرك وليس أي كلام يتراجع عنه او يحوره أو يحاول الدفاع عنه محشورا بعد أيام.

كيف لا والبطرك الراعي في مقعده الدافئ الوثير يتكلم الكثير دفاعا عن الشرير دون ان يلحظ بكلمة واحدة عذابات الشعب السوري المصلوب على خشبة نظام فاسد دموي لاإنساني حقير

فتصريح الراعي للموقع الالكتروني لرويترز ليست سقطة او هفوة او وزلة ولسان، وانما كلام بعنوان له ثقله في الميزان صدر عن بطريرك الموارنة في لبنان صاحب شعار شركة ومحبة.

وهل من يرفع هكذا شعار ممكن ان ينزل الى هكذا مستوى في الكلام ويدافع ولو مواربة وللمرة الثانية الأولى كانت في فرنسا ولم يتعظ ويكررها الآن في لبنان عن المجرم قاتل الأطفال بشار.

====================

البطريرك الراعي يلجأ الى التحريف و التهويل و سيخيب ظنه بإذن الله

في مقابلة لرويترز باللغة «الفرنسية»، نشرت في 4/3/2012، قارب البطريرك الراعي مسألتين بالغتي الحساسية والتأثير على الوضع اللبناني والعربي والعالمي.

وقبل أن نقف عند القضايا التي أثارها غبطته، علينا أن نقرأ بتمعن ما يُعتبر رداً غير مباشر على الراعي نفسه، من مجلس المطارنة الذي انعقد بوجوده ووجود سلفه الكاردينال صفير بتاريخ 7 الجاري، إذ ورد في البيان الذي أصدره المجلس: (إن مستقبل الشعوب لا يقرره العنف، بل الروابط العميقة التي تشد أواصر الوحدة عبر سياسة تليق بالإنسان وكرامته).

وبالعودة إلى تصريحه في الرويترز، نجد أن قضيتيه اللتين أثارهما هما:

أولاهما: القضية الفلسطينية، أو ما سماه النزاع (الفلسطيني ـ الإسرائيلي)، وهي تسمية خاطئة؛ وإن كان قد أوضح مفهومه بكون الشعب الفلسطيني (قد اقتُلع من أرضه). ثم عطف بقوله: (إن الأسرة الدولية جاءت تحل المشكلة بإقامة دولة خاصة له ـ أي للفلسطينيين ـ مثله مثل إسرائيل). منتقداً الموقف من التسلح الممنوع على العرب والمسموح لإسرائيل.

والقضية الثانية : هي الوضع في سوريا، ويفهم من كلامه دفاعُه عن النظام الحالي لسوريا. وإن طلب غبطته (أن لا يُفسر كلامه على أنه دفاع عن نظام البعث). مبرراً دفاعه بأن (سوريا في نظامها أقرب شيء إلى الديمقراطية). والسبب في رأيه هو (أن دستور سوريا ينص على أن دين رئيس الجمهورية هو الإسلام)، وأنها (بذلك وحدها من بين الدول العربية لا تقول إنها دولة إسلامية)، والسبب الثاني أن النظام السوري لما أراد (أن يتقدم خطوة إلى الأمام للإصلاح، إذا به يُواجَه بهذا العنف)(!!!). ويحذر غبطته من أن هذا العنف سيتحول (إلى نزاع سنّي ـ علوي ينتقل إلى طرابلس، حيث يوجد لدينا علويون، وهناك في طرابلس النّارُ تحت الرماد).

من نناقش غبطة البطريرك الراعي بأفكاره الفلسطينية ـ الإسرائيلية، فهو قد أظهر نفسه كالغريب عنها إلا من زاوية تأثيرها على الوضع الاقتصادي والديمغرافي في لبنان، أما سوى ذلك فلا تعنيه القضية. فالفلسطيني كالإسرائيلي، فليتقاسما أرض فلسطين!!

وهكذا «فالجاني» عند غبطته هو «الضحية»، ومن حقه أن يتسامح مع الفلسطيني المجنيِّ عليه «الجلاد»، وله أن يتكرم عليه بأجزاء من الأرض مـنهوكة التواصل والموارد. ثم يستمر هو أي «الإسرائيلي» بالاستيطان وتهويد القدس وتوسعة الحدود، فالإسرائيلي ـ وفق «نظرية الجلاد ـ والضحية» هو الضحية!!.

يبدو أن الراعي البطريرك مسكون بنظرية «الجلاد والضحية» تلك، مما جعله ينبري للدفاع عن نظام الأسد، تحت عنوان (أنه لا يدافِعُ عنه فقد اكتوى لبنان بنار السوري). لكنه يؤكد أنّ هذا الاكتواء لا يؤثر على حكم «الراعي» على (النظام الديكتاتوري السوري) كما وصفه، فأمثاله موجودون في أمة العرب(!!) . ويبدو أن البطريرك ظن نفسه أنه يعيش ما قبل الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن!! ولم يسمع بالربيع العربي الذي قضى على أنظمة الاستبداد في هاتيك البلاد. إلا أنها وسَّدت الأمر، في أكثره، إلى الاتجاه الإسلامي!!... صحيح أن الديكتاتورية لا تزال موجودة ـ بعد صدّام ـ في العراق، الذي خرج منه جزء من مسيحيه، بينما خرج كثير من المسلمين، بأضعاف مضاعفة، قبلهم أو معهم أو بعدهم، هرباً من بطش النظام الجديد المستبد.

***

يبدو أن السبب المباشر لدفاع الراعي عن نظام الأسد، هو ظنُّه (غير الصادق) أنه الأكثر ديمقراطيةً في العالم العربي. فالدستور لا يصف سوريا بدولة إسلامية كما هو حال الدول العربية الأخرى. وبذلك اظهر غبطته الخلفية الحقيقية التي يتحرك منها، وهي خوفه أو تخويفه لجمهوره أن الثورة في سوريا هي سنّية، أي أنها تريد (أسلمة الدولة). وعلى هذا «يبشر» وهو «بْشَارة» أنها ستُفضي إلى حرب أهلية بينهم وبين العلويين، وأن هذه الحرب ستنتقل إلى لبنان، بخاصة طرابلس وعكار، حيث يتواجد علويون وسيخيب ظنه بإذن الله، وسيرى أن وحدة الشعب بأكثريته وأقلياته المختلفة ضمانة للحاضر والمستقبل.

وقبل أن نناقش موقفه من أحداث سوريا بإيجاز، نريد أن نقف على رأي غبطته في نظام الأسد (الجديد)، فقد نص «دستوره الجديد» أن التشريع الرئيسي في سوريا معقود اللواء للفقه الإسلامي كما جاء في المادة الثالثة الفقرة الأولى... ويبدو أن هذا النص قد تناساه البطريرك عمداً خدمة لأغراضه في التحريف والتهويل من أن الأسد أراد الإصلاح فواجهه شعبه بالعنف في حين أن القاصي والداني يعلم أن الشعب تظاهر سلمياً لبضعة أشهر للمطالبة بالإصلاح والتغيير، والنظام يستخدم ضده العنف!!

ولا أدري إن كان غبطته بعد تذكيره بما تناساه «ينتفض» ضد الأسد مصححاً لرويترز، فيقول مثلاً: إن سوريا لا تُعدّ ديمقراطية لأنها غدت دولة إسلامية ولو برئاسة الأسد(!!!).

ونحن وإن كنا لا نعبأ بدستور رفضه الشعب عبر الاستفتاءـ المسرحية، وقد جاء تحت القتل والذبح والقصف والمدرعات والصواريخ، بما فيها سكود والأسلحة الثقيلة، وتحت انقطاع الكهرباء والماء والدواء والغذاء، وتحت التعذيب والإجهاز على الجرحى واصطياد النازحين وإبادة العائلات: الأجداد والآباء والنساء والأطفال ذبحاً كالنعاج... نحن وإن كنا لا نناقش دستوراً «لديكتاتور»، والتسمية للبطريرك الراعي، بالرغم من وجود بعض المبادئ الصحيحة فيه، إلا أنها وردت على قاعدة دسّ الدسم في السم القاتل، إلا أننا نود أن نصل إلى نقطة تفاهم مع سيادة البطريرك، تقضي أن يزيل من خلفيته الحالية (غير الصادقة) تخويفه من الإسلام وأهل السنَّة خاصة ، فهو يعرف تمام المعرفة، أن الإسلام يقول: إن أقرب الناس مودة للذين آمنوا النصارى، بينما اليهود هم أشد الناس عداوة!!. وعلى هذا، فعليه أن لا يخوض معركةً خاسرة ضد التاريخ والجغرافيا والحقيقة الخالدة. فلولا عدالة الإسلام التي عنوانها (لا إكراه في الدين)، لما بقي في أرض الأمة من المحيط إلى الخليج مسيحيٌ واحد ولا «يهودي». ومع ذلك بقوا في ظل الإسلام مواطنين «كرام»، ولا نملك هنا إلا مناشدته بصراحة، أن لا يقذفَنّ غبطته برعيته المارونية» في سوريا ولبنان و«إنطاكية» وسائر المشرق، إلى آتون نظام لوّن ماء العاصي البيضاء بدماء حمراء زكية من أطفال ونساء وشيوخ وشباب عزّل وأبرياء قابعين في بيوتهم مختبئين، أو مسعفين أو نازحين.. أو مدافعين عن أنفسهم وعرضهم وبلادهم. وعليه أن يغير «قناعته» السياسية ويقر أن النظام هو الذي يقتل، وأنّ الشعب هو الذي يُقتل، وأن العنف من النظام لا من الشعب.

نقول لسيادته عليه أن لا يحرك (شعبه) إلى «محرقة» التاريخ والمصير، وأن لا يراهن على نظام ينهار. علماً أنّ أكثرية المسيحيين في لبنان وسوريا من مختلف الطوائف خطَّأوه سراً وعلانية، وأنهم مع إسقاط النظام، وفيهم رجال كبار في المجلس الوطني الانتقالي، والهيئة العامة للثورة، وسائر ألوان المعارضة المباركة. ومنهم أيضا رجال كبار لبنانيين، اجتمعوا وأعلنوا وثيقة ضد قناعات البطريرك «السياسية» تجاه الربيع العربي بما فيه سوريا، بل إن فصيلاً من (العلويين) من جيش النظام، انفصل أخيرا عنه وانضم إلى الجيش الحر... أليس من المفترض أن يُقنع ذلك كله البطريرك بتغيير قناعاته «المصطنعة» التي تراكمت عنده ضد الصحوة العربية والإسلامية. ومنذ أن كان مطراناً وما قبل المطرانية؟!!! أم أنه سُرَّ بالعبارة التي أطلقها الإعلامي علي حمادة في النهار بتاريخ 6/3/2012 فأسماه (خريف بطريرك)؟!. أم أن غبطته يصر أن يصل إلى الخريف والشتاء بآن واحد، وهو ما لا نتمناه له.

***

أما أن تتحول الثورة في سوريا العربية إلى حرب أهلية بين سنّي وعلوي وبين مسلم ومسيحي، أو أن تنتقل إلى طرابلس والشمال، فالسنّة والعلويون عاشوا مئات السنين دون أدنى صدام، حتى جاء (البعث قائد المجتمع والدولة) كما في الدستور الساقط، ولم تحدث أية حرب بين النصارى والمسلمين في سوريا، بل كان فارس الخوري رئيساً لحكومة سوريا إبان الاستقلال وبعده، أما أن تنتقل الفتنة إلى طرابلس، فطرابلس لم تعرف تلك (النعرة) إلا بفضل مؤامرة حاكها في الليل رجال النظام إياه، ولا يزال العقلاء يعطلون أفخاخها.

لا تقلق يا غبطة البطريرك، وكن إلى جانب الشعب الذي يصنع من وحدته مستقبله، ويؤسس نظاماً يليق بالإنسان وكرامته على حد قول مجلس مطارنتك الأخير، أم أن غبطته يرى أن السير عكس التيار بطولة بينما هو حرق لمراحل عمره والوطن؟؟

الدكتور محمد علي ضناوي - جريدة اللواء

تم إضافته يوم السبت 10/03/2012

====================

الراعي: الحرب تولّد الحرب والعنف يولّد العنف وتمنّى السلام لكلّ الدول العربيّة

الاخبار اللبنانية | إدارة التحرير |   مارس 9, 2012 AT 1:49 مساء | عدد المشاهدات 6

اشار البطريرك الماروني مار بشارة الرّاعي في حديث مع الإعلاميّة سنا نصر عبر برنامجها “هوا بيروت”على إذاعة “الميلودي أف.أم.” الى إنّ “هدف زيارته هو إعادة جمع الشمل ليس كموارنة فقط وإنّما كلبنانيّين مسيحيّين ومسلمين لتطبيق شعار الشركة والمحبّة، وهذه الزيارات الراعويّة إلى الخارج هي لإعادة بناء وحدة اللبنانيّين بالقيم التاريخيّة العريقة التي تميّز بها اللبنانيّون: مسلمين ومسحيّين”. وتابع غبطته إنّنا “جميعاً أبناء الله الواحد وكلّنا نغتني من بعضنا البعض من خلال تنوّع ثقافاتنا وإنتماءاتنا ودياناتنا، فالتنوّع هو الطريق الى الوحدة”.

وعن خبرته من خلال زياراته الى الخارج وحتى داخل لبنان، اوضح انه “إكتشف أنّ اللبنانيّين يريدون عيش الوحدة والمحبّة والتفاهم”، وتمنّى على السياسيّين “لعب هذا الدور أيضاً لجمع الشمل وبناء الوحدة وليس التفرقة”.

واضاف الراعي إنّ “تتويج زيارته الى الأردن ستكون يوم الأحد بلقاء الملك عبدالله الثاني لتجديد العلاقة المتينة وروابط الصداقة بين البطريركيّة المارونيّة والمملكة الهاشميّة وأيضاً هذه الزيارة ستكون مناسبة للتعبير للملك على كلّ الخطوات الإصلاحيّة التي قام بها على الأصعدة كافّة”، ونوّه البطريرك بأنّ “الملك عبدالله الثاني كان السبّاق في العالم العربي الذي قام بهذا الإصلاح وتمنّى أن يحذو العالم العربي حذوه بمواجهة متطلّبات عالم اليوم”، وتابع أنّ “الزيارة هي لشكره على إستضافة الجالية اللبنانيّة عامّةً والمارونيّة خاصّةً واحتضانها، وأيضاً لتقديمه قطعة أرض شيّدت عليها كنيسة مار شربل ومجدّداً أرض على نهر الأردن لإنشاء كنيسة على إسم القديس مارون سيضع حجر أساسها خلال الزيارة”.

وبظلّ التغيّرات في العالم العربي، قال البطريرك الراعي إنّ “الحرب تولّد الحرب والعنف يولّد العنف وتمنّى السلام لكلّ الدول العربيّة”، ووجّه كلمة للمسؤولين في سوريا بشكل خاص للتوصّل إلى إتّفــاق حبّي، وتقدّم بالتعازي من الشعب السوري لسقوط الضحايا، وقال إنّ “صورة العالم العربي إلى العالم يجب أن تكون صورة سلام وتفاهم وحوار، وليس حوار للحديد والنار”، وختم بمعايدة كلّ المعلّمين بعيد المعلّم وقال إنّ “المعلّم الأساسي هو السيّد المسيح”.

====================

  رداً على البطريرك الراعي

جعجع: من قصم ظهر المسيحيين سوى النظام السوري؟

تم النشر في 2012/03/09

انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حول الأحداث في سوريا، دون أن يسميه، الذي قال فيه «لسنا مع ربيع العنف والدمار».وأمل جعجع، «أن يتكلم هذا البعض مع النظام في سوريا ليوقف الدمار والعنف هناك ويترك الحركة الشعبية كما هي». وقال إن البعض يعتبر ان سوريا هي أقرب دولة في المنطقة إلى الديموقراطية «وأنا لا أعلم وفق أي مقياس، حتى ان بعضهم لأسباب سياسية يتبجحون بأنظمة دول الخليج التي هي مختلفة في تركيبتها الاجتماعية، ولا تجوز مقارنتها بسوريا، التي سقط فيها بتقديري أكثر من 10 آلاف قتيل.. فأي دولة من الدول العربية الأخرى سقط فيها هذا الكم من القتل، وإذا كانت سوريا أكثر دولة ديموقراطية في هذه المنطقة يجب علينا أن نوضب حاجياتنا ونترك هذه المنطقة». ورد جعجع على من يسأل «إذا سقط النظام السوري ماذا سيحل بالمسيحيين؟» بالقول «وأنا أسأل إذا بقي هذا النظام ماذا سيحل بالمسيحيين؟ ومن قصم ظهر المسيحيين في لبنان سوى النظام السوري؟

====================

البطريرك الراعي: سوريا تؤلمنا لأننا اختبرنا ما تعانيه

غادر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الاردن في زيارة يتوجه بعدها الى قطر.

وأكد البطريرك الراعي في تصريح له من المطار قبل مغادرته أنه "سينقل الهواجز المسيحية والاسلامية وعندما يطرح موضوع فهو لكل اللبنانيين ولكل السوريين والمصريين لانه اذا هناك استقرار امني وسياسي، فيكون المسيحي والمسلم مرتاحين".

واعتبر الراعي أنه من الظلم أن يبقى الشعب العربي يحل مشاكله بالعنف والسلاح والحرب. والحرب تؤدي الى الحرب، والعنف يولد العنف واليوم سوريا تؤلمنا لاننا اختبرنا ما تعانيه"، مشيرا الى ان "المسامير دخلت في ايدينا في لبنان لذلك لا نريد احد ان يعيش اختبارنا وندعو الى الحوار والتفاهم ولا احد يستطيع ان يلغي احدا".

وردا على الكلام حول رأيه من الربيع العربي، أكد الراعي أن "كلنا نرحب بالربيع العربي وهو اسمه اصلاحات التي تحتاجها الشعوب العربية والاصلاحات امر ضروري لكل الشعوب، وهم يعرفون ماذا يريدون من اصلاحات وانا اسميه خريف لان العنف لا يؤتي بالربيع بل يؤتي بالخريف"، مشددا على أننا "ضد العنف مهما كانت الاسباب ونقول ليس هناك ربيع عربي ان كان هناك قتل وبتفكيرنا ومعتقداتنا فوق كل اعتبار حماية الفكر البشري ونحن مع الاصلاحات ولكن لا نريد ان تزهق اي حياة بشرية لاننا اختبرناها من لبنان".

وردا على الطلب الاميركي للبنان بأن يحمي أفراد مايسمى  "الجيش  السوري الحر" الذين يدخلون الى لبنان، أشار الراعي الى أنه لا يتابع الموضوع لكنه قال: "نحن دولة لبنانية لا تحتاج الى احد لتأخذ قراراتها، والدولة اللبنانية تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها وتتشاور بما يجب ان تقوم به، نحن بلد مستقل وحر وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد".

سورية الان - عن النشره

====================

الراعي بطريرك الموارنة والثورة السورية!

في معرض تصريحه لوكالة "رويترز" للأنباء سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: كيف يكون هناك ربيع عربي ويقتل الناس كل يوم, يتحدثون عن العراق والديمقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف مليون هاجروا من العراق, فأين الديمقراطية في العراق", مؤكداً "أننا مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل, فبهذا يصبح شتاء".

اولا لم يهاجر من العراق مليون مسيحي, ولا حتى نصفهم ومن هاجر من العراق أقل من ذلك بكثير, ومع ذلك لو حللنا ظاهرتي الهجرة والتهجير للمسيحيين في دول المنطقة, لوجدنا ان البطريرك الراعي يجانب الصواب بحديثه في هذا الشأن, لأن أغلب اسباب هجرة المسيحيين في المنطقة, تنطبق على بقية المكونات الأخرى, ولها اسباب عامة تتعلق بالوضع الاقتصادي للناس عموما, وليست نتاج تشدد اسلاموي, والدليل ان هجرة مسيحيي سورية كانت اكثر عددا في فترة حكم حافظ الأسد وابنه, الذي يدافع عن جرائمهم بحق كل شعوب المنطقة, بالتالي هل كانت هجرة مسيحيي سورية في الاربعين عاما الأخيرة من عمر سورية, سببها التيارات الاسلامية المتشددة? وبالنسبة الى العراق البطريرك الراعي يعرف أن سبب وجود "القاعدة" في العراق هو المخابرات السورية والايرانية, وهو لايعرف فقط, بل متأكد من ذلك, لهذا هو يكذب لا يقول الحقيقة وهذا هو موقف الحكومة العراقية أيضا  اي أن سبب وجود "القاعدة" كان النظام السوري الذي يدافع عنه, وسبب التفجيرات أيضا التي كانت تعد سياراتها المفخخة في اقبية المخابرات السورية, من قتل بيار الجميل, ومن قتل سمير قصير في لبنان?

الراعي يعرف أن النظام السوري هو وراء الجريمة? لهذا ايضا هو لا يقول الحقيقة وكي نتأكد من ذلك من قبل "حزب الله" والنظام السوري صاحبه يحاول أن يسوق نفسه فلسطينيا, فسأل في التصريح نفسه: "ما نفع الديمقراطية إذا كانت تريد ان تقتل الناس وتسبب عدم استقرار? مشيرا الى "أن ثمة مصدراً أساسياً لأزمات الشرق هو النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. هذا الموضوع سبب كل مشكلاتنا في الشرق الاوسط. على المستوى الفلسطيني, هذا شعب اقتلع من أرضه, وكلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به على غرار اسرائيل, يستخدم "الفيتو" (حق النقض)".

وتطرق الى الوضع في سورية, فقال: "مثلها مثل غيرها من البلدان, هي في حاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب, وحتى الرئيس السوري بشار الأسد أعلنها منذ مارس العام الماضي. صحيح ان نظام البعث السوري متشدد وديكتاتوري, لكن هناك الكثير مثله في العالم العربي." وهنا أسأل الراعي على حد قول الحكاية المعروفة, هل يقبل الراعي رئيسا للبنان كبشار الأسد? ليأخذه لعنده ويرأسه على جماعته من الموارنة العونيين في لبنان, كما أننا نلاحظ أن الراعي لايذكر شيئا عن طائفية النظام, لا من قريب ولا من بعيد, وهذا موقف "حزب الله" وإيران وإسرائيل نفسه بل إسرائيل اعترف وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان في تصريحاته في اليوم نفسه الذي صرح به الراعي, بأن ما يرتكبه نظام الأسد إجرامي وقل نظيره في التاريخ, ويميز بين دعم إسرائيل سياسيا له حيث فصل بين هذه السياسية وبين أن النظام مجرم وهو سبب لكل هذا الاجرام.

الاسرائيليون لايخفون دعمهم لعصابة النظام لكنهم, لايقولون عنه أنه ديمقراطي أو علماني أو أنه غير مجرم, ثم يقول الراعي" في كل الانظمة في العالم العربي دين الدولة هو الاسلام, إلا سورية وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة اسلامية, ولكن دين الرئيس الاسلام. أقرب شيء الى الديمقراطية سورية". وهذا ايضا كذب موصوف, فلامصر تقول انها دولة إسلامية ولا تونس ولا ليبيا ولا المغرب ولا الجزائر, .وهذا يذكرنا بقول لأحد اعضاء مجلس شعب العصابة الحاكمة حيث قال" ان على الأسد أن يحكم العالم" وفي سورية الراعي الكذاب يعرف أن الدستور الوحيد هو أن يكون الرئيس من العصابة البعثية, ويحاول بعدها الراعي أن يبقي قليلا من الحياء على تصريحاته فيقول" لا أريد أن يفهموا أننا مساندون للنظام السوري. لا نساند أي نظام في العالم ولا نعاديه, لأننا نحن ايضا في لبنان قاسينا الأمرين من النظام السوري. نحن لا ندافع عنه, ولكن نحن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سورية التي تريد أن تخطو إلى الأمام غارقة في العنف والدمار".من تسبب بهذا الدمار? ألايحق لشعبنا او حتى نصفه ألا يحق له ان يغير آل الأسد الذين اتوا بالراعي إلى خلافة البطريرك صفير, بمباركة من ساركوزي, ايام العسل بين ساركوزي والأسد وعون وحسن نصرالله? .ثم يردف: "لا نتحدث ضد طائفة. نحن لسنا متخوفين من الاسلام المعتدل بل نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف, ومن مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق. ثمة مخططات هدامة في السياسات العالمية. ليس الشعب الذي يريدهم (المتشددون), هناك دول وراءهم تدعمهم ماليا وعسكريا وسياسيا. الشعب المعتدل لا يريد المتشددين". أنت تتحدث ضد طائفة اسمها الشعب السوري الذي يطالب بالحرية, واطفال درعا وحمص وادلب ودير الزور ودمشق وحلب ليسوا اسلاميين متشددين, اطفال درعا الذين اقتلعت اظافرهم واعضاءهم التناسلية كانوا يستحقون من الراعي ولو مجرد إشارة نعم الراعي اثبت بما لايقبل مجالا للشك أنه رجل طائفي بامتياز, فهذا الكره للشعب السوري قلما نجده في تصريح رجل دين, وإنما نجده عند ميشال عون وعند حسن نصرالله ووئام وهاب.

إن اللوبي العوني والمتمثل أيضا برجالات البطريرك الراعي يجولون على دول العالم من أجل دعم نظام دمشق رغم كل ما اقترفته من جرائم بحق شعبنا.وبحق الشعب الفلسطيني والعراقي, وهذه هي المرة الثالثة التي يصرح فيها الراعي دعمه للعصابة المجرمة في سورية, فليسمح لنا لم يعد لنيافته أي مقام روحي أو أدبي أو أخلاقي فهو انغمس في الجريمة كطرف في دعم المجرم مثله مثل روسيا وإيران و"حزب الله", وانا بصفتي عضو في المجلس الوطني السوري وككاتب وكمعتقل سابق لم أر في الحقيقة اوقح من دفاعات هذا الراعي عن هذه العصابة المجرمة, .لأنه يعرف أن مسيحيي سورية شاركوا ويشاركون بالثورة بشكل أو بآخر, ما عدا من تربطهم بعائلة الأسد مصالح وكره لبقية اطياف الشعب السوري, .وهؤلاء يمثلهم اليوم الراعي وتصريحاته, لقد وقع المجلس على وثيقة لكيفية تصوره عن العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري بعد آل الأسد اصحاب الراعي الكذاب.

العصابة الحاكمة اقرب شيء للديمقراطية كما يقول, ربما زار الراعي مكتب رستم غزالي رئيس الاستخبارات الأسدية في لبنان سابقا ولايزال يتابع ملف الساسة اللبنانيين العملاء لنظامه الحاكم.

ثورتنا مستمرة وسيسقط آل الأسد لأنهم مجرمون.

* كاتب سوري

9-3-2012

====================

بعدما أعلن الراعي أن النظام بسورية «هو الأقرب للديموقراطية» في العالم العربي

داعي الإسلام الشهال للبطريرك: نريدك بشارة... لا بشار

|بيروت - «الراي»|

 

«الربيع العربي... خريف الموارنة». معادلة تطلّ برأسها ولاسيما في بعض الاوساط المسيحية كلما قارب رأس الكنيسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ملف الازمة في سورية والثورات في المنطقة.

الراعي، الذي يتهيأ لبدء زيارة للاردن غداً ينتقل بعدها الى قطر وسط معلومات عن ان جدول رحلاته يشمل الكويت في مرحلة لاحقة، نجح مرة جديدة في إثارة «الغبار» السياسي من حول مواقفه من النظام في سورية التي هي «اقرب شيء الى الديموقرطية» واعلانه «ان نظام البعث السوري متشدّد ديكتاتوري، لكن يوجد مثله كثيراً في العالم العربي».

والواقع ان مواقف البطريرك الماروني، الذي تزامن توليه الكرسي البطريركي خلفاً للكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في مارس 2011 مع بدء الثورة في سورية، تشكّل امتداداً لسلسلة التصريحات «المثيرة للجدل» التي أطلقها حيال النظام السوري وسلاح «حزب الله» ومن «الربيع العربي» محذراً من تداعيات الاحداث في بعض الدول العربية ولاسيما سورية على واقع المسيحيين «فإذا وصل السنّة للحكم في سورية سيتحالفون مع سنّة لبنان وسيسوء الوضع أكثر مع الشيعة واذا وصل الاخوان المسلمون سيكون مصير المسيحيين امام القتل او التهجير»، على ما كان عبّر قبل اشهر خلال زيارته لباريس.

ورغم ان ما اعلنه الراعي في مقابلته مع «رويترز» قبل يومين لم يحمل «مفاجآت» الا من باب ما اعتبرته اوساط مسيحية تمسك البطريرك بتظهير الدعم للنظام السوري، فان وقع مواقف رأس الكنيس على مسيحيي 14 آذار كان كبيراً رغم اعتماد غالبيتهم الصمت حياله باستثناء مناصريهم الذين عبّروا عن سط وانتقادات لاذعة له على مواقع التواصل الاجتماعي، علماً ان قياداتهم لا تخلو مجالسها من مآخذ على ما يطلقه الراعي الذي يعتبرون انه قام بـ «انقلاب» على ثوابت بكركي التاريخية وعلى النهج الذي أرساه سلفه الكاردينال صفير، فيما يقول احدهم ان اللبنانيين «يدفعون ثمن الثورات العربية. هناك انتصر التغيير وفي لبنان علينا دفع ثمن كل مخاوف الأقليات في الشرق بالعودة مئتي سنة الى الوراء».

وكان لافتاً انه بعد نشر مقابلة الراعي اتصل المعنيون بالإعلام بمكتب «رويترز» في بيروت، وحاولوا نشر توضيح يُفهم منه أن البطريرك لم يقل ما قاله عن ديموقراطية النظام السوري. لكن المسؤولين في المكتب لم يتجاوبوا، وكان ردّهم «عندنا معايير دقيقة للنشر والحديث مسجل».

وكان الراعي لاحظ في حديثه انه في كل الانظمة في العالم العربي» دين الدولة هو الاسلام، إلا سورية وحدها تتميز بأنها لا تقول انها دولة اسلامية ولكن دين الرئيس الاسلام»، ليخلص الى «ان اقرب شيء الى الديموقراطية هي سورية»، مضيفاً: «لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم (...) ولكن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سورية التي تريد أن تعمل خطوة إلى الأمام أن يجري هذا بالعنف والدمار والخراب والقوة والسلاح». وفي حين اكد «اننا لسنا متخوفين من الاسلام المعتدل بل نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف»، أبدى خشيته من «مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق».

وكان لافتاً ان منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيْد ردّ على الراعي اذ سأل في بيان «ما هي «الأنظمة الديكتاتورية» والدموية في المنطقة التي قصدها سيّدنا البطريرك؟ لم نر حتى الآن في أي من الدول العربية، جرائم ارتُكبت ضدّ الإنسانية كما حصل ويحصل على يد نظام الأسد في سورية. وما هو حجم الإجرام المطلوب حتى يتمّ وصف نظام الأسد بالإجرامي؟ وكم طفلا وإمرأة يجب أن يَقتُل هذا النظام بعد حتى يقتنع الجميع بأنه مجرم وغير ديموقراطي؟».

كما برز ردّ من مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهّال الذي قال: «ما كنت أظنّ البطريرك الراعي قد بلغ هذا المبلغ من النظرة السودويّة تجاه العرب والمسلمين، حقّاً كأنّه نصب أو نَصّب نفسه كمحامي الظلّ عن نظام فاسد مجرم، يسمّيه بعد مجاهدة وشقّ الأنفس بأنّه نظام «متشدّد»، ثمّ يواسيه ويخفّف عن غربته، مستهدفاً من يواجه حلفه الصفوي الباطني، حلف الأقلّيات قائلا: «لكن يوجد مثله كثيرا في العالم العربي».

وتوجّه الشهال إلى الراعي قائلاً: «دُلّني أيها البطرك على الأنظمة العربية «الكثيرة» التي هي «مثل» نظام الرئيس السوري بشّار الأسد التي قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء (...) فاحذر أيّها البطريرك أن تجعل من نفسك صفحة سوداء في تاريخ يلعنه الله وملائكته والصالحون، فكن أيّها الراعي بشارة لا بشّار».

وأكّد «أنّنا لسنا فقط لا نوقع الظلم على المجتمع المسيحيّ، بل لو وقع الظلم عليه لحملنا نحن راية الدفاع (...) وتأكّد يا حضرة البطريرك أنّ دفاعك المتكرّر بشكل أو بآخر عن هذا النظام يسيء إلى رعيتك، ويضرّ بها أكثر ممّا ينفعها، رحم الله عهدك يا بطريرك صفير».

 

====================

 

07/03/2012

بشارة الراعي يتنكر للموارنة وللكنيسة ولدماء الشهداء

"المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر, ملتصقين بالخير" (رومية 12/09)

 

 لم ير الموارنة في تاريخهم الطويل بطريركاً كبشارة الراعي "لا يعرف خرافة ولا خرافة تعرفه", وشارداً عن ينابيع الثقافة المارونية, وفاقداً لكل معايير الإيمان التي في مقدمها الشهادة للحق والتجرد والتواضع وحب الغير, والتشبث بقيم الحرية والديمقراطية, وتقديس كرامة الإنسان, والدفاع عن المظلومين بجرأة وفروسية في وجه الظلمة والمجرمين من دون مسايرة أو مساومة أو نفاق وقلب للحقائق. كما أنه وكل يوم ينقض علناً ومن دون أن يرمش له جفن كل ثوابت البطريركية المارونية التاريخية, والوطنية, والإيمانية, والقيمية, على الصعد كافة وفي جميع المجالات.

 

بنتيجة كل هذا الكم من الشرود الفاضح والوقح, وعلى خلفية ابتعاده عن كل ما عُرِف به جميع بطاركة الموارنة ال¯ 76 من قيم محبة وتواضع وعطاء وحكمة وإيمان وصدق وشفافية وتقوى, بتنا لا نرى فيه وفي عقليته وممارساته وخطابه وتحالفاته ما يشبهنا كموارنة, ولا ما يشبه ثقافتنا وكنيستنا, بل على النقيض أصبحنا نخجل ونخاف من شروده, وأمسينا نعتقد أنه واقع في التجربة الإبليسية, وهمه ضرب دور الكنيسة المارونية التاريخي التي أعطي لها مجد لبنان, ويعتبرها اللبنانيون جميعاً, وعن قناعة تامة, ضميراً لوطن الأرز وحارساً أميناً لتعايش بنيه ولاستقلاله وسيادته وهويته والحريات فيه.

في الواقع يصعب تفسير خطاب البطريرك بشارة الراعي ومواقفه واستكباره وجهله وشروده بغير احتمالين بالمفهوم البشري وثالث إيماني: الأول أن يكون واقعاً تحت رحمة من يهدده (المخابرات السورية) بملفات أخلاقية ومخابراتية مشينة, وبالتالي ينفذ ما يطلب منه خوفاً من فضح هذه الملفات, وقد كتبت وسائل الإعلام اللبنانية, والعربية, الكثير في هذا المجال من دون أن يتمكن الراعي, لا من بعيد ولا من قريب, من نقض ما نشر إلا بالتلطي وراء مفهوم المؤامرة.

والاحتمال الثاني: أن يكون الراعي عضواً ملتزماً في حزب البعث الأسدي العقائدي, وليس عنده التزام كنسي, ولا هو صاحب دعوة, ولا من يحزنون, وبالتالي لا شيء فيه لبنانياً أو مارونياً أو انجيلياً, فكراً ومعتقداً وأهدافاً وسعياً وممارسات. ولكن تاريخه يناقض هذا الاحتمال.

أما الاحتمال الإيماني المرجع فهو الوقوع في التجربة بنتيجة قلة الإيمان وخور الرجاء.

ليس في نقدنا هذا أي تجن أو تحليل رغم صراحته غير المسبوقة, بل قراءة واقعية ومنطقية وتمحيص وتفنيد جدي ورصين بتجرد كامل لكل كلمة تفوه بها منذ انتخابه بطريركاً, أكان خلال زيارتيه التعيستين والفاضحتين لفرنسا وأميركا, أو خلال جولاته على المناطق اللبنانية وتحديداً في بعلبك والجنوب حيث تبنى كل طروحات ولاية الفقيه, لبنانياً وعربياً ودولياً, وكذلك تصريحاته "الأسدية والبعثية" الصادمة ومنها ما قاله لوفد سوري جاء يهنئه بالسنة الجديدة: "السوريون واللبنانيون شعب واحد في بلدين".

بالعودة إلى محتوى رزم التصريحات والخطابات والمقابلات التي نشرت منذ سنة, وهي كثيرة جداً, لا يعود هناك أي شك أو تقويل أو أي داع للتحليل, لأنها بمعظمها تبين وقوفه القوي إلى جانب دول ومنظمات محور الشر والإرهاب (سورية وإيران و»حزب الله« لبنانياً وسوريا وعربياً ودولياً وإقليمياً. كما أنها تُظهر من دون التباس تبنيه لكل مفاهيم هذا المحور في ما يخص سلاح ودويلة, »حزب الله« والجنوب اللبناني, واتفاقية الهدنة, والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان والفلسطينيين وإسرائيل, وحلف الأقليات, وسلطة الدولة اللبنانية, و»اتفاق الطائف« والثورات العربية, وخصوصاً, المجزرة التي يتابع ارتكابها بوحشية وسادية وإجرام منذ سنة نظام دمشق ضد شعبه الرافض لحكمه الديكتاتوري.

من يقرأ بخلفية ايمانية بحتة محتوى ما نقلته عنه وكالة أنباء »رويترز« يوم الأحد الماضي من مواقف مستنكرة ومعيبة, وسورية-إيرانية بامتياز, لا يرى في ما قاله مقارنة مع ماضيه غير احتمال الوقوع في التجربة الشيطانية والسقوط في أفخاخ الشر.

لن نغوص في تفسير ما نشر لأن المواقف واضحة وجلية, فالراعي يزايد ويتاجر بالقضية الفلسطينية, ويعلق على شماعتها كل ارتكابات وإجرام النظام السوري, تماماً كما فعل ويفعل منذ سنة 1948 كل من يتاجر بشعارات المؤامرة والعداء لإسرائيل والمقاومة والممانعة والتحرير.

أما المحزن في الأمر فهو تغاضيه عن إجرام النظام السوري ليس فقط ضد السوريين وأطفالهم ومدنهم وقراهم, ولكن ضد أبناء رعيته وكنيسته بشكل خاص, واللبنانيين جميعاً باطار أشمل, إذ يقول: " سورية مثلها مثل غيرها من البلدان فهي بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب وحتى الرئيس السوري بشار الأسد أعلنها منذ مارس الماضي. وصحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري لكن يوجد مثله كثير في العالم العربي". ويضيف مدافعا عن النظام السوري ومبرراً له أعماله الإجرامية: "كل الأنظمة في العالم العربي دين الدولة هو الإسلام إلا سورية وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة إسلامية, ولكن دين الرئيس الإسلام. اقرب شيء إلى الديمقراطية هي سورية".

ببراءة الأطفال نسأل صاحب الغبطة :من خطف وغيب رهبان دير القلعة وفجر كنيسة سيدة النجاة واغتال رينيه معوض وبشير وبيار الجميل والمفتي خالد وكمال جنبلاط والرئيس الحريري, وكوكبة شهداء ثورة الأرز وباقي الآلاف من الشهداء الأبرار منذ العام 1975?

من دمر زحله والأشرفية وارتكب مجازر الدامور والجبل والبقاع والفياضية وشكا والشمال وعاريا وظهر الوحش وبسوس وغيرها العديد من المجازر في كل أرجاء وطن الأرز وضد كل شرائحه?

من فجر مئات السيارات الملغومة وخطف الكتائبي بطرس خوند وغيره من الأحرار, وشوه صورة لبنان وجعله ساحة للإرهاب ومركزا للفسق والعهر ومرتعاً لتجار المخدرات وساحة لمدعي المقاومة والتحرير المنافقين والأصوليين?

من اسقط المنطقة الحرة سنة 1990, ودنس القصر الرئاسي واستباح وزارة الدفاع, وأهان جيشنا وخطف وعذب وسجن وقتل أفراده, وارتكب أفظع وأبشع المجازر وعطل الدستور, وضرب الهوية, والكيان والاستقلال?  ومن منع إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب سنة 2000 وهجر أهلنا واقتلعهم من أرضهم? وتطول القائمة.

من ذبح أطفالنا وشيوخنا, ومن جنس اعتباطاً ومن دون وجه حق نصف مليون شخص بجرة قلم, وجعل من المسيحيين أقلية في وطنهم? ومن هجرهم وسجن ونفى قادتهم وخطف أحرارهم وعذبهم واضطهدهم وأذلهم? ومن أقام دويلة »حزب الله« الإيرانية وجعل من المخيمات الفلسطينية مربعات أمنية مافياوية وأصولية وإرهابية خارجة عن سلطة الدولة?

بصوت عال نقول: يا أيها الراعي أنت بخطابك وممارساتك ومواقفك وتحالفاتك ومفهومك للأحدث في لبنان ودول الجوار لا تمثل الموارنة ولا حتى تشبههم, بل أنت خطر عليهم وعلى كنيستهم وعلى لبنانهم ورسالته.

 باسم كل أهل الشهداء اللبنانيين الذين قتلهم النظام السوري, وباسم المغيبين من أهلنا في سجون نظام دمشق, واللاجئين في إسرائيل, وباسم كل لبناني حر وماروني يحترم مارونيته, نستنكر شرودك ونقول لك "إن الله يمهل لكنه لا يهمل", ونترك أمر محاسبتك له وهو العادل والقادر على كل شيء والقائل: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء, بل أعطوا مكانا للغضب, لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي, يقول الرب" (رومية 12/19)

 

معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

====================

فرنجيه:المسيحيون يريدون اطمئنانا ومشهد الاحد لا يطمئن

:: 2012-03-06 [23:55]::

اكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في حديث لبرنامج بين السطور عبر قناة الـ otv "ان المسيحيين يريدون اطمئنانا في المنطقة ومشهد الاحد لا يطمئن"، وابدى خشيته من ارتداد ما يحصل في سوريا على لبنان وقال "ان وليد جنبلاط سيكون الخاسر الاكبر وهو يعمل لمصالحه الانتخابية" ، مشيرا الى "ان البطريرك الراعي هو بطريرك المسيحيين ويحمل همومهم".

وقال فرنجيه "اثق بحزب الطاشناق والخطوة التي يقومون بها لمصلحة المجموعة ولا اشكك بأي من حلفائي، لا مشكلة مع ميشال المر وهو شيء وابنه الياس شيء آخر، ميشال المر قيمة مضافة لأي لائحة يكون فيها، فميشال المر لم يتخط الخطوط الحمر بكل مواقفه السياسية".

ولفت الى انه اذا تغير الوضع في سوريا وانتقل من نظام علماني الى طائفي فان هذا الامر سيؤثر تلقائيا على لبنان والخريطة السياسية في لبنان وعلى الاقليات في المنطقة، متسائلا: "هل المعارضة هي من تمثل فعلا الشعب السوري ام ان الثورة ستأكل ابناءها؟ نفس الثورة في سوريا طائفي وليس علمانيا ومهما حاولوا طمأنتنا، نريد ان تحمينا الدولة والنظام، لا نريد اشخاصا او ان يتكرم احد علينا، نريد كمسيحيين اطمئنانا في المنطقة وهذه الامور هي التي دفعت العراقيين المسيحيين الى هجرة بلدهم، والمشهد الذي شهدناه الاحد لا يطمئننا، موضحا "ان الثورات ادت الى اضعاف المسيحيين والاقليات في المنطقة، الفرق بيننا وبين الأخرين انهم يعملون لايصال هكذا انظمة".

واشار الى "ان سعد الحريري قادر على ان يكون في لبنان الا اذا احد طلب منه ان لا يأتي في لبنان فلا يقل لنا ان هناك مخاطر امنية عليه، ما الفرق بين تجربة الشيخ الأسير وسعد الحريري في المضمون؟ انه نفس المضمون، النَفس الموجود اليوم من زرعه في البلد؟ النفس الذي خُلق لحماية زعامات سياسية باتوا هم يحصدون عواقبه وليس نحن، اكيد آل الحريري هم من غذوا هذا النفس، التحريض ضد سوريا وحزب الله والطائفة الشيعية يغذي جوا معينا عندما يكبر لا اعرف كيف سيضبطوه".

اضاف "انا متخوف من ان الوضع في لبنان ذاهب الى ازمة، اتمنى للبنان ان يكون مستقرا دائما لكن لننظر ما يحضر بالخارج، ما يجري في بالشرق صراع مذهبي يأخذ منطلقا سنيا شيعيا، الحرب على سوريا شعارها الديمقراطية والحرية ولكن مضمونها تضعيف النظام الايراني، اكثر ما قرب بين الدول العربية وسوريا كانت عند اختلاف الأسد مع نوري المالكي ودعم علاوي ولكن عندما دعم المالكي عاد الخلاف، نظرة العرب الى سوريا انها امتداد للنفوذ الشيعي وهذا امر خطر".

وتابع فرنجية "يتكلمون على اسقاط النظام في سوريا ثم يتكلمون على حرب أهلية، اذا استحال اسقاط النظام وهذا ما هو واضح ستكون المعركة في لبنان، وبالتالي دعم المعارضة السورية من قبل البعض بلبنان من ناس حاقدين بالمال والسلاح سيؤدي الى تكوين جو يرتد على لبنان لا على سوريا".

وقال "عندما أرى احد الملوك الى جانبه احد المتطرفين في لبنان اعتبر انها رسالة الى لبنان"، وأرى "ان المسؤولين في لبنان واللبنانيين عموما يجب ان يكونوا واعين للامور الآنية".

وسأل هل الحريري هو من يقرر او يُقررون عنه؟ من يعطي المعلومات له وكم يعمل بالسياسة في اليوم؟ بالنسبة له والده اكبر من لبنان والشرق، كلنا استشهد لنا اشخاص وكان لنا دماغ لنفكر.

وتابع فرنجية "مسيحيو 14 آذار بعضهم خائفون، هناك ناس جيدون في 14 آذار لكن بعضهم من في هذه القوى مرتبطة بجهات ما او لها مصالح معينة، اذا سقط النظام السوري من سيحميني ؟ سعد الحريري وهو في فرنسا ولا يستطيع حماية نفسه؟

ولفت الى ان هناك مشروعين مختلفين ولكن هناك لبنان الذي يجب ان نعيش فيه جميعا، وما قاله الحريري وغيره ليس اقسى مما قالوه في 2005، المطلوب في هذه المرحلة ان نكون عقلاء ونقرأ من مصلحة لبنان لا من مصالحنا الشخصية؟.

واشار الى انه من الناحية الأمنية هناك اماكن في لبنان مرتاحة واماكن اخرى قلقة، والمناخ كل يوم يجهز اكثر من يوم ويتجه الى السلبي لا الايجابي، فتح الاسلام من كان يشعر بوجودهم قبل انفجار الصراع مع الجيش؟ هناك مئة فتح اسلام يُحضر في الشمال، وبشعار المعابر الانسانية ودعم المعارضة، اخاف ان يكون من امر خطر يحضر للبنان.

واكد ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي موضوعي وقال: الراعي هل هو في 8 آذار؟ البطريرك صفير كان في 14 آذار لكن مشكلتهم ان من ليس معهم هو ضدهم، هو لم يقل انه مع النظام السوري بل قال ان الثورة شتاء عربي وليس ربيعا عربيا، قال ان ما نراه لا يطمئننا ونحن مع الحوار، فهل يكون اصبح مع سوريا وبشار الأسد؟ يريدون بطريركا يتحدث عن الامة العربية، هو بطريرك الموارنة، يريدون الغاءنا من الوجود ويريدون توقيعنا، لن نعطيهم الغاءنا، لا يمكن ان أسير بما اراه ليس من مصلحة لبنان والمنطقة والمسيحيين.

واضاف فرنجية: عندما جاء ميقاتي تحدثنا كحلفاء من يمكن ان نوصل لرئاسة الحكومة، وبعد التداول كانت اولويتنا عمر كرامي وعبدالرحيم مراد ولكن عندما رأينا ان جنبلاط لن يسير بهذين الاسمين تم التوافق على اسم ميقاتي، ما حصل يومها فإن رد فعل تيار "المستقبل" اعتبرنا ميقاتي 8 آذار ولكنه كان دائما محايدا، لم ابحث مع ميقاتي اي موضوع عند تكليفه، موقف ميقاتي الوسطي اليوم اذا تبنى موقفنا سيكون هناك ازمة واذا تبنى موقف الآخرين سيكون هناك مشكلة وبالتالي الاتيان بهذه الحكومة لتفادي مشكلة، انجازات الحكومة انه لم تحصل ازمة والوضع الاقتصادي ما زال جيدا، نحن كـ8 آذار موقفنا مع سوريا والنظام، ميقاتي يجلس بين الفريقين واستعمل كلمة النأي بالنفس، اذا اسقطنا الحكومة اليوم ماذا سيحصل لاحقا؟ انا اليوم اذا اسقطت الحكومة ستحصل استشارات واذا عاد ميقاتي رئيسا للحكومة هل يمكن ان نأتي بنفس الشروط الحالية؟ نحن اليوم في مرحلة تصريف اعمال والحكومة قائمة والجو كله بانتظار ما يحصل بالمنطقة، الأفضل ان نتفق كمسيحيين للقيام بتعيينات".

وقال" كنت اتمنى ان يكون موقف الحكومة افضل من الوضع السوري لكن عندما اخترنا ميقاتي كنا نعرف اننا سنصل الى هنا الى النأي بالنفس وأتفاجأ بأن أرى البعض متفاجئون ، عندما طرح ميقاتي كنا نعلم انه انسان وسطي ويمكنه تمرير المرحلة بأقل الاضرار، وانا كـ8 آذار اريد افضل لكن هل استطيع ايصال افضل منه؟ لا، لو كان سعد الحريري رئيس حكومة لكنا وصلنا الى حرب.

وتابع فرنجية: المحكمة الدولية عندما بدأت خلقوا سيناريو ضد سوريا، ومن كان يحضّر للمحكمة كان يعرف ما سيجري اليوم بسوريا ولذلك غيروا اتجاه التهم ضدها الى اتهام حزب الله، عندما كان الحريري يساير السوريين كانوا يعتبرون انهم يمكنهم جلب الأسد الى الجو السعودي واستعملوا الجزرة بدل العصا، واذا فزنا ولم يسقط النظام السوري لا يمكن للمحكمة القيام بشيء واذا خسرنا فبالمحكمة ودونها سيقومون بما يريدون، والمحكمة بالجو القائم تفصيل وهم يريدون رأس المقاومة.تمويل المحكمة لم يحصل بالغفلة عن حزب الله ولكن لم نعترف بالمحكمة، اتصور انه لن يسير موضوع تمويل المحكمة بالحكومة اذا طرح، مؤكدا "هدفنا اليوم ابقاء الحكومة كما كان هدفنا اسقاط الحكومة السابقة".

وقال:اذا كان رئيس الحكومة يريد ان يُبقي رئيس فرع المعلومات لا يمكن ان نبعده، هناك جو بابقاء الوضع مجمدا في لبنان من قِبل الخارج، ميقاتي متمول كبير ويمكنهم ان يضغطوا عليه وكذلك يمكن الضغط على الرئيس سليمان، واشار الى انه ليس مع ميقاتي ولكن لا بديل عنه، موضحا انه اذا كان البديل الحريري فهو مع بقاء ميقاتي.. لا اتدخل بين ميقاتي وسوريا، من يتفاجأ بمواقف وليد جنبلاط فهو لا يفهم بالسياسة، وعندما بدأت المشاكل في سوريا لم اتفاءل ببقاء جنبلاط معنا، وجزء من حساباته انتخابي، لكن برأي لن يعطوا وليد جنبلاط الحصة التي سيأخذها في الشوف، الجزء الثاني هو العلاقة مع السعودية والشق المادي، مواقف جنبلاط الأخيرة تذكرني بأمور عشتها، عندما كانت المشكلة مع سوريا وطُلب من الرئيس الاسد استقبال جنبلاط كان الرئيس الاسد يقول فليأخذ جنبلاط مواقف اكثر، حتى قال جنبلاط "قلت كل ما عندي بيكفيني بهدلي هالقد"، وقد كرروا نفس السيناريو مع السعودية وطلب مواقف اكثر من جنبلاط. الجو كله لا يبشر بالخير، جنبلاط سيدفع الثمن الاكبر في الانتخابات المقبلة ولا احد سيسلمه العدد من النواب الذي يرجح كفة فريق على آخر، الحريري يمكنه ان يأخذ منه 4 نواب بالشوف والناب الدرزي في بيروت، جنبلاط سيكون الخاسر الأكبر بهذه المعركة.

وعن امكان استقبال جنبلاط في سوريا قال الأسد قلبه كبير. واعتبر فرنجية ان رئيس الجمهورية عنده حصة في التعيينات ولكنها ليست الحصة الاكبر، وان موقفه لا يسهل موضوع التعيينات، هو لديه حقوق بالتعيينات لكن ليس لديه الحصة الاكبر، ان رئيس الجمهورية هو رأس الدولة بالقانون وشخص موجود على الساحة اللبنانية ولديه علاقات وصداقات، ولكنه ليس مرجعية سياسية، واذا اراد بناء زعامة سياسية مستقبلية فالطريق الاسهل هي ان يبني تحالفا مع الجنرال ميشال عون. وبرأيي ان المرجع الاول للتعيينات المتعلقة بالمسيحيين هو المرجعيات المسيحية وعلى رأسها العماد ميشال عون، من هنا فانا اعول على البطريرك الراعي ان يلعب دورا اساسيا وعليه ان يضع اسسا لموضوع التعيينات.

وعن زيارة وزير الدفاع فايز غصن الى ايران قال فرنجية:" غصن مر على سليمان قبل زيارة ايران والرئيس شجعه وقال له نحن معك، رئيس الحكومة كان متحفظا ليس على الزيارة بل على البروتوكول، ما حصل انه عندما كان غصن في طهران اتصل به سليمان وطلب منه الا يوقع على بروتوكول التعاون العسكري والوزير التزم، وعن الموقف الروسي قال فرنجية التقيت السفير الروسي مؤخرا واعتبر ان روسيا موقفها صادق اليوم ويخلق توازنا في العالم لمصلحة العدالة. السفيرة الاميركية كونيللي ذكرت أشياءً في بيانها بعد لقائها معي لكنها لم تأت على ذكرها في الاجتماع، وكنت أتمنى ان تذكر في بيانها ما كان جوابي لها، السفيرة أصدرت بيانا لم تحترم فيه المعايير الدبلوماسية".

وعن قانون الانتخابات والوضع المسيحي قال فرنجية :" نتمنى ان يكون هناك قانون انتخابي جديد، نقف وراء البطريرك في هذا الموضوع ولكن نحتاج الى موافقة الفريق الآخر على اي طرح، القوات اللبنانية كانت مع النسبية وفي ليلة وضحاها باتت مع القانون الارثوذكسي، وهم اعتبروا اننا سنُحرَج بهذا الامر ولكن قلنا نحن معكم، السنيورة رفض هذا المشروع وقال للجنة التي تبحث القانون الارثوذكسي انه لا يحق للمسيحيين انتخاب نصف النواب، بينما السيد نصرالله وافق على ما وافقنا عليه، الحريري وجنبلاط اعلنا انهما ضد النسبية، واذا اليوم حصل تصويت يعني اننا سنبقى على قانون الستين لكن في وقت لاحق قد يتغير الوضع، قانون القضاء عندما طُرح كان افضل قانون وكان المسيحيون حينها غير منقسمين".

وعما اذا كان هناك تمديد لقائد الجيش قال "العودة هي لمجلس الوزراء على القانون الذي طرحه قائد الجيش الذي احبه واتمنى له التمديد ولكن مرات للضرورة احكام فلننتظر ونر، وان تعديل قانون الدفاع هو رفع سن التقاعد وللعمداء، وقد تشاورنا مع حلفائنا بهذا الموضوع وليس عندي جواب قبل العودة الى مجلس الوزراء".

وختم فرنجية متوجها الى الخصوم من دون ان يسميهم:" اقول للحليف والخصم هذه المرحلة دقيقة وتستوجب العقل ولنوسع تطلعاتنا وافكارنا ونرى الامور لمصلحة لبنان وليس لمصلحتنا الخاصة حتى نتخطى الازمة اما اذا كان كل منا عنده مصلحة لن نستطيع نخطي هذه المرحلة. فالمرحلة الحالية دقيقة ويجب ان نشغل عقلنا وليس قلبنا ويجب ان نوسع افقنا وان نرى الامور من مصلحة لبنان لا مصلحتنا الخاصة.

====================

البطريرك الراعي: سورية أقرب دولة إلى الديمقراطية في العالم العربي

50 آذار , 2012

بيروت-سانا

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن سورية هي الأقرب إلى الديمقراطية في العالم العربي وهي ككل البلدان بحاجة الى اصلاحات يطالب بها الشعب وأعلنها الرئيس بشار الأسد منذ آذار الماضي مشددا على أنه لا يمكن تحقيق إصلاحات بالسلاح وإن أحدا لا يستطيع أن يقدر الخسائر الكبيرة والأضرار التي قد تحصل جراء ذلك .

ولفت البطريرك الراعي في حديث لوكالة رويترز إلى أن دين الدولة في كل الانظمة في العالم العربي هو الإسلام وإن سورية تتميز عن سواها بأنها لا تقول إنها دولة اسلامية ولكن دين الرئيس الإسلام ولذلك فإن سورية أقرب دولة إلى الديمقراطية .

وأعرب الراعي عن الأسف لأن سورية تتعرض لهذا العنف والدمار والخراب بالسلاح والقوة مشددا على وجود مخططات هدامة في السياسات العالمية حيث إن الشعب لا يريد المتطرفين الذين تقف وراءهم دول تدعمهم ماليا وعسكريا وسياسيا .

ولفت الراعي إلى أن الخوف هو من وجود المجموعات المتطرفة التي تستعمل لغة العنف متسائلا كيف يكون الربيع العربي ربيعا ويقتل الناس كل يوم ويتحدثون عن العراق والديمقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا من العراق..أين الديمقراطية في العراق.

وأوضح الراعي أنه مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل لأنه بهذا يصبح شتاء وهنا يبقى السؤال .. ما نفع الديمقراطية اذا كانت تريد ان تقتل الناس وتضيع حالة الاستقرار.

وشدد الراعي على أن المصدر الأساسي لمشاكل الشرق هو الصراع العربي الاسرائيلي مشيرا إلى أنه على المستوى الفلسطيني فإن شعب فلسطين اقتلع من أرضه وكلما حاولت الاسرة الدولية حل مشكلته بدولة خاصة به يواجه بالفيتو الامريكي وهذا يعني أن النار ستبقى مشتعلة دائما في هذا المنطقة.

وأشار الراعي إلى أنه ممنوع على البلدان العربية ان تتسلح بالشكل الذي تريده اما اسرائيل فمسموح لها أن تتسلح بكل الأسلحة الممكنة وهذه مسألة تدل على أن نوايا الأسرة الدولية غير سليمة تجاه هذه القضية

====================

يا بطريرك الموارنة: هذا تجنٍّ!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

5-3-2012

مفزعة التصريحات التي نقلتها «رويترز» عن بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي حول الأوضاع في سوريا، والمسيحيين في المنطقة! فالراعي يقول: «كيف يكون ربيع عربي ويقتل الناس كل يوم؟ يتحدثون عن العراق والديمقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا من العراق؟ أين الديمقراطية في العراق؟». وهذا حديث عجيب، فمن الذي هجر مسيحيي العراق؟.. «القاعدة»؟! إذا كان كذلك فإن «القاعدة» عربدت في العراق بدعم نظام الأسد، وإيران، راعيي حزب الله جار الراعي، الذي ربما لا يعلم أن أبناء بن لادن كانوا في إيران، وهناك أيضا سيف العدل، وغيرهم! أوليس غريبا أن مسيحيي العراق كانوا أفضل حالا في عهد صدام من حالهم اليوم في ظل حكومة المالكي المفضلة لدى إيران؟!

غرائب حديث البطريرك لا تنتهي هنا، فهو يقول إن سوريا «مثلها مثل غيرها من البلدان، فهي بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب وحتى الرئيس الأسد أعلنها منذ مارس (آذار) الماضي. وصحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري، لكن يوجد مثله كثير في العالم العربي»!.. مضيفا أن «كل الأنظمة في العالم العربي دين الدولة فيها هو الإسلام إلا سوريا وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة إسلامية ولكن دين الرئيس الإسلام. أقرب شيء إلى الديمقراطية هو سوريا»!.. حديث مستفز، وليس من مصلحة أحد، على الإطلاق، فمن هي الأنظمة العربية التي قتلت عشرة آلاف من مواطنيها؟! هل يقصد القذافي؟ فأين القذافي الآن؟! لقد نال جزاءه، وهو عند رب عليم. هل يقصد صدام؟ أين هو الآن؟! وهل يقصد صالح؟ أيضا أين هو الآن؟! وهل يقصد مبارك وبن علي؟ فلم يفعلا شيئا مما يفعله الأسد! وإذا كانت الديمقراطية بالنسبة للراعي محصورة في إزالة عبارة «دين الدولة الإسلام» فهذه كارثة، لأنها تعني أن البطريرك لا يكترث بدماء السوريين، ويدعم الطاغية فقط لأنه لا يقول إن دين الدولة الإسلام، فحتى المعارضة السورية كانت أحرص من الراعي، لأنهم رفضوا حتى حصر الرئاسة في المسلمين كما نص الدستور المسرحية الذي وضعه الأسد الذي يعتبره الراعي مؤمنا بالإصلاح!

ولذا، فإن ما فعله الراعي هو تجنٍّ وخطأ فادح لا يقل عن خطأ سنّة العراق بعد سقوط صدام، حيث فشلوا في قراءة المتغيرات هناك، وقاطعوا العملية السياسية، وهذا ما يفعله الراعي الآن، وبعض المسيحيين الذين يجوبون واشنطن دفاعا عن الأسد بحجة الأقليات!.. خطأ فادح لأن البطريرك اعتبر أن ما حدث في المنطقة ربيع، لكن عندما ثار السوريون أصبح شتاء، وهذا هو نفس موقف المرشد الإيراني، وحزب الله، ونظام المالكي، وهو ما يناقض حديث الراعي نفسه عما حدث بحق مسيحيي العراق، الذين كانوا ضحية إيران والأسد! بل إن السؤال للراعي هو: من اغتال شخصيات من مسيحيي لبنان منذ 2005؟ هل كانت «القاعدة» أيضا؟!

كم هو محزن إذا كان رجال الدين، أيا كانت ديانتهم، لا يكترثون بأرواح الأبرياء!

====================

أكد أنه لا إصلاحات بالقوة والسلاح...البطريرك الراعي: سورية هي الأقرب للديمقراطية بين الدول العربية

2012-03-05 |

الوطن السورية

من أعلى الجبل يمتد نظر رأس الكنيسة المارونية مشرفاً على شرق يتلوى بين الفصول السياسية متخوفاً من أن يتحول الربيع العربي.. إلى شتاء.

وكنسيم حاريصا في جبل لبنان تخرج آراء بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفداً من وكالة رويترز برئاسة مايكل ستوت رئيس تحرير الوكالة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط لتضع «علامة استفهام كبيرة على رمز الربيع العربي» إذ يتساءل «كيف يكون ربيعاً عربياً ويقتل الناس كل يوم. يتحدثون عن العراق والديمقراطية ومليون مسيحي من أصل مليون ونصف مليون هاجروا من العراق... أين الديمقراطية في العراق؟»

يجلس في كنيسته واعظاً متأملاً في الشرق البعيد المضطرب بسبب الانتفاضات في البلدان العربية التي أدت إلى سقوط أربعة رؤساء عرب قائلاً: «نحن مع الربيع العربي ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل. بهذه يصبح شتاء».

ما نفع الديمقراطية إذا أدت للقتل؟!

ويدرك أن صولجانه لابد أن يختزن كل الأديان وأن عباءته تلف المسيحي والمسلم ويتحدث خائفاً على كل المواطنين قائلاً: «حالة الحرب والعنف والأزمة الاقتصادية والأمنية تؤثر في جميع المسلمين والمسيحيين لكن المسيحيين يتأثرون أكثر لأن عددهم أقل وبسبب الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يتركونه».

ويتحدث البطريرك الذي كان مرتدياً ثوباً أسود ويلف حوله زناراً أحمر ويضع على جيده صليباً ذهبياً كبيراً عن الاستقرار بين البشر والذي يسبق نشر الديمقراطيات في العالم متسائلاً: «ما نفع الديمقراطية إذا كانت تريد أن تقتل الناس وتؤدي لعدم استقرار.. نحن نتحدث من منطلق كنسي ونقول إن الإنسان الكائن البشري هو كل شيء».

هو راعٍ لرعية تنتشر من لبنان إلى سائر المشرق فعندما تدمى قلوب المسيحيين بين دجلة والفرات تراه بطريركاً عراقياً وعندما يقتلع الفلسطيني من أرض وشجر يصبح ناقماً على أسرة دولية وعلى استخدام لحق النقض (الفيتو) على نحو يقارع السلام حالماً بالقدس كأبنائها المشردين عنها.

سورية هي الأقرب للديمقراطية بين الدول العربية

ويتطرق البطريرك إلى الوضع في سورية والتي يقول إنها «مثلها مثل غيرها من البلدان فهي بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب وحتى الرئيس (السوري بشار الأسد) أعلنها منذ آذار الماضي. وصحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد لكن يوجد مثله كثيراً في العالم العربي».

وأضاف: «كل الأنظمة في العالم العربي دين الدولة هو الإسلام إلا سورية وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة إسلامية ولكن دين الرئيس الإسلام. أقرب شيء إلى الديمقراطية هي سورية».

لكنه أردف قائلاً: «لا أريد أن يفهموا أننا مساندون للنظام السوري. لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم. لأننا نحن أيضاً في لبنان قاسينا الأمرين من النظام السوري. نحن لا ندافع عنه. ولكن نحن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سورية التي تريد أن تعمل خطوة إلى الأمام... أن يجري هذا بالعنف والدمار والخراب والقوة والسلاح».

لا نخاف الإسلام المعتدل بل المتشددين

لا يخشى البطريرك الماروني من الإسلام وهو الذي جمع حوله المسلمين والمسيحيين حول شعار «شركة ومحبة» الذي حمله إذ يقول: «نحن لا نتحدث ضد طائفة، نحن لسنا متخوفين من الإسلام المعتدل، نحن نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف».

وكان مسيحيو لبنان انقسموا بشأن مواقف بطريرك الموارنة التي أطلقها في أيلول الماضي في باريس بشأن تخوفه من «مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق» بين منتقد لدفاعه عن النظام السوري وبين من وصفه بأنه حامي الأقليات المسيحية في الشرق.

وقال: «يوجد مخططات هدامة في السياسات العالمية. ليس الشعب الذي يريدهم (المتشددون) يوجد دول وراءهم تدعمهم مالياً وعسكرياً وسياسياً... الشعب معتدل لا يريد المتشددين».

لبنان يتأثر بما يحصل في سورية

وأضاف: «سورية بحكم الجيرة نحن مثل الكيمياء يوجد تواصل. مثلا الآن عندما بدأت الأحداث في سورية نحن تأثرنا اقتصادياً حيث أقفلت الطريق علينا كل الإنتاج الزراعي والصناعي الذي نصدره إلى البلدان العربية.. إلى العراق والأردن.. وكسدت منتوجاتنا في لبنان».

ومضى يقول: «نحن نعرف أننا مررنا مع سورية بمشاكل كبيرة، هناك أناس مع النظام السوري وهناك أناس ضده ويوجد أناس كانوا معه وصاروا ضده ويوجد أناس كانوا ضده وصاروا معه هذه قاعدة موجودة في لبنان على المستوى السياسي لذلك نحن نتأثر بالصراع ويوجد خلاف داخلي في لبنان لأن هذا يريد أن يساعد النظام وذاك يريد أن يساعد المعارضة».

واستطرد قائلاً: «الأمر الثالث الذي نخاف منه إذا لا سمح اللـه تحول هذا النزاع إلى نزاع طائفي» وحذر من أن لبنان سيتأثر بمثل هذا النزاع سريعاً.

كما يخشى البطريرك من أن تقع المشاكل في لبنان بين الذين غادروا سورية على خلفية الأزمة وبين من هم مع النظام ومن هم ضده.

ويقول: «لذلك نحن نقول إننا لا نستطيع أن نعمل إصلاحات بالقوة والسلاح ولا أحد يستطيع أن يقدر الخسائر الكبيرة والأضرار التي قد تحصل.

====================

الشهال رد على الراعي: كأنه نَصّب نفسه كمحامي الظل عن نظام سوريا الفاسد

الاثنين , 5 اذار 2012 19:44

رد الشيخ داعي الاسلام الشهال على حديث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لوكالة “رويترز” الاحد الماضي، معتبرا ان الراعي “أصاب في توصي تعاطي المجتمع العربي المجحف بحق القضية الفلسطينية، لكن هل خدمة النظام السوري – الخدوم للكيان الصهيوني – تصب في خدمة القضية الفلسطينية؟”.

وقال الشهال في بيان: “ما طنت اظن البطريرك الراعي قد بلغ هذا المبلغ من النظرة السوداوية تجاه العرب والمسلمين، حق كأنه نصب أو نَصّب نفسه كمحامي الظل عن نظام فاسد مجرم مسروي قيصري فرعوني يسميه بعد مجاهدة وشق الانفس بأنه نظام “متشدد”، ثم يواسيه ويخفف عن غربته، مستهدفا من يواجه حلفه الصفوي الباطني، حلف الاقليات قائلا: “لكن يوجد مثله كثيرا في العالم العربي”.

وتوجه الشهال الى الراعي قائلا: “دُلني أيها البطرك على الانظمة العربية “الكثيرة” التي هي “مثل” نظام الرئيس السوري بشار الاسد التي قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، واعتقلت وعذبت أضعافهم، وقصفت المدن وبيوت الله، وانتهكت الأعراض، وهجَّرت شعبها للدول المجاورة حاشا وكلا .. ثم .. كلا”.

وأكد أنه “لا أظن أنه يوجد أمثال حليفك النظام السوري إجراماً وإفساداً وبراءة من الإنسانية والأخلاق، إلا إذا كنت تعني حلفاء هذا النظام وأسياده؛ الذي يشرب وإياهم من معين واحد، معين الحقد، والظلم، والطغيان، والطائفية، والإلحاد؛ أمثال إيران الصفوية، وعراق فرق الموت، وليبيا القذافي والوجه الآخر (الكيان الصهيوني) المحتل، الغاشم، المعتدي، الآثم. ولا شك بأن مؤسس هذه الكيانات والفرق وأذنابها؛ من لدن قتل الأنبياء والرسل، وإيذاء عيسى عليه السلام، مروراً بابن سبأ ـ الذي أسس لهذه الفرق إلى يومنا هذا، هم الحسدة الحاقدون على الأنبياء والصالحين؛ فاحذر أيها البطريرك أن تجعل من نفسك صفحة سوداء في تاريخٍ يلعنه الله وملائكته والصالحون، فكن أيها الراعي بشارة لا بشار.

وأشار الشهال الى أنه “بكل حال أكدنا، ونؤكد، بأننا لسنا فقط لا نوقع الظلم على المجتمع المسيحي، بل لو وقع الظلم عليه لحملنا نحن راية الدفاع، راجع معنى رسالتك، راجع معنى الإنسانية، راجع معنى الأخلاق والقيم، وحقوق الإنسان والحيوان؛ لتدرك عظم موقفك وخطورته في الدفاع عن نظام من أخطر الأنظمة وأشدها إجراماً عبر التاريخ في حق الإنسان والقيم والدين والأخلاق، وتأكد يا حضرة البطرك بأن دفاعك المتكرر بشكل أو بآخر عن هذا النظام يسيء إلى رعيتك، ويضر بها أكثر مما ينفعها، رحم الله عهدك يا بطرك صفير”

الديار

====================

البطريرك الراعي: النظام السوري متشدّد لكن هناك الكثير مثـله بالدول العربية

الاحد 4 آذار 2012

تساءل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول "كيف يكون الربيع العربي ربيعاً فيما الناس يُقتَلون الناس كل يوم"، مضيفاً: "يتحدثون عن العراق وعن الديمقراطية فيه، فيما مليون مسيحي من أصل مليون ونصف هاجروا منه، فأين هي الديمقراطية إذاً في العراق؟". وفي حديث لوكالة "رويترز"، قال الراعي: "إننا مع الربيع العربي، لكن لسنا مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل. فبهذه الأمور يصبح شتاءً"، وسأل: "ما نفع الديمقراطية اذا كانت تريد أن تقتل الناس وتخلق عدم استقرار؟"، مشيراً أن "حالة الحرب والعنف والأزمة الاقتصادية والأمنية تؤثر على جميع المسلمين والمسيحيين، لكن المسيحيين يتأثرون أكثر لأن عددهم أقل وبسبب الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يتركونه".

ورأى الراعي أنً "هناك مصدراً أساسياً لأزمات الشرق هو النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي، وهذا الموضوع سبّب كل مشاكلنا في الشرق الأوسط، فعلى المستوى الفلسطيني هذا شعب اقتُلِع من أرضه، وكلما جاءت الاسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به مثلما اسرائيل عندها دولة، يتم استخدام الفيتو (حق النقض في مجلس الأمن)، فأي سلام في الشرق الأوسط؟ ومعنى ذلك أن النار ستبقى مشتعلة دائماً في هذا الشرق". وأضاف الراعي: "ممنوع على البلدان العربية أن تتسلّح بالشكل الذي تريده، أمّا إسرائيل فمسموح لها أن تتسلّح بكل الأسلحة الممكنة، فكيف السلام؟ أين السلام في العالم العربي؟ هل الهجرة المسيحية متوقفة أو كثرت من فلسطين؟"، مشدداً على أن "هذه طريقة تدل على أن نوايا الاسرة الدولية غير سليمة".

وعن الاوضاع السورية، اعتبر الراعي أنها " مثلها مثل غيرها من البلدان هي بحاجة الى اصلاحات يطالب بها الشعب، وحتى الرئيس (السوري بشار) الاسد أعلنها منذ آذار الماضي"، وأضاف: "صحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري لكن يوجد مثله كثيراً في العالم العربي". وقال الراعي إن "كل الانظمة في العالم العربي دين الدولة فيها هو الإسلام إلا سوريا وحدها تتميّز من دون سواها بأنها لا تقول أنها دولة إسلامية لكن دين الرئيس الإسلام، وأقرب شيء الى الديمقراطية هي سوريا"، واستدرك بالقول: "لا أريد أن يفهموا اننا نساند النظام السوري. لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم، ونحن ايضاً في لبنان قاسينا الأمرّين من النظام السوري. نحن لا ندافع عنه. ولكن نحن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سوريا التي تريد أن تسير خطوة الى الامام، تفعل ذلك بالعنف والدمار والخراب والقوة والسلاح".

من جهة ثانية، ردّ الراعي على سؤال بالقول: "نحن لا نتحدث ضد طائفة، ونحن لسنا متخوفين من الاسلام المعتدل، بل نحن نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف"، وقال: "يوجد مخططات هدّامة في السياسات العالمية، وليس الشعب الذي يريد المتشددين، بل يوجد دول وراءهم تدعمهم مالياً وعسكرياً وسياسياً، فالشعب معتدل لا يريد المتشددين". وإذ اعتبر أن "سوريا بحكم الجيرة هناك ما يشبه الكيمياء والتواصل" معها، قال الراعي: "الآن عندما بدأت الأحداث في سوريا نحن تأثرنا اقتصادياً حيث اقفلت الطريق علينا أمام كل النتاج الزراعي والصناعي الذي نصدره الى البلدان العربية إن إلى العراق أو الأردن أو غيرهما، وكسدت منتوجاتنا في لبنان"، وتابع: "نحن نعرف اننا مررنا مع سوريا بمشاكل كبيرة، وهناك اناس مع النظام السوري وهناك اناس ضده، ويوجد اناس كانوا معه وصاروا ضده ويوجد اناس كانوا ضده وصاروا معه، وهذه قاعدة موجودة في لبنان على المستوى السياسي، لذلك نحن نتأثر بالصراع ويوجد خلاف داخلي في لبنان لأن هذا يريد أن يساعد النظام وذاك يريد أن يساعد المعارضة".

واستطرد الراعي قائلاً: "ااأمر الثالث الذي نخاف منه اذا لا سمح الله تحول هذا النزاع الى نزاع طائفي سنّي وعلوي. لأنه في لبنان يوجد سنّة وعلويين ومن الممكن فوراً وسريعاً أن ينزلق الوضع الى صراع. ففي طرابلس هناك علويون، والأمر هناك كالنار تحت الرماد." وأبدى الراعي خشيته من أن "تقع المشاكل في لبنان بين المهجّرين من سوريا وبين من هم مع النظام ومن هم ضده"، مضيفاً: "لذلك نحن نقول إنه لا يمكن إجراء إصلاحات بالقوة والسلاح، فلا أحد يستطيع أن يقدر الخسائر الكبيرة والاضرار التي قد تحصل".

(الموقع الالكتروني لرويترز)

====================

17/09/2011

كلام السيد البطريرك

كلام البطريرك بشارة الراعي في فرنسا مردود لأنه يتجاهل الوقائع الأساسية من جهة ويماشي الدعاية الإيرانية, السورية من جهة ثانية, حتى التي لم يقلها السوريون علنا بعد. البطريرك الراعي الذي كان تعود الظهور على وسائل الاعلام كل اسبوع لينظر تحت سقف بكركي التي قادها البطريرك صفير يومها, اعتقد ربما بأن عملية التنظير نفسها يمكن أن تستمر,ولكن مع التحرر من قيود صفير وخطه المتوازن والتمادي في اطلاق نظريات مبنية أحيانا على تصورات لا على وقائع.

نسي البطريرك الجديد ان لبنان الذي يمثل, ومسيحييه الذين يرأس, لم ينالوا من نظام دمشق أفضل ما يناله شعب سورية اليوم من العنف والتقتيل. وهو وربعه من المنظرين في التقارب مع هؤلاء لم يستطيعوا أن يطلقوا سجينا من سجون سورية حتى هذه اللحظة أقله الراهبان الأنطونيان. وهم إذ يتكلمون عن حقوق الأقليات وينادون من على المنابر بهذا الطرح, يستبقون حتى النظام الذي يدافعون عنه, فالرئيس الأسد لم يعلن مرة أنه يماشي تحالف الأقليات, ولا هو أصدر اي قرار يناقض مشاريع البعث في فرض سلطته على ما يسميه "سورية الكبرى", فأين حقوق الأقليات وأين استقلال الدول وكيف نحمي الشعوب من الظلم والديكتاتورية?

صحيح أن اللبنانيين لم يريدوا التدخل في شؤون الآخرين وجل ما كانوا يرغبون به أن يرفع الجيران أيديهم عن لبنان ليعيش بنوه في ظل حكم ديمقراطي حقيقي يحافظ على كل مجموعاتهم الحضارية ويسمح لها بالتعايش الإيجابي والمنتج جنبا إلى جنب. ولكنهم, وقد عانوا الأمرين من المتفرجين على مصائبهم ومعاناتهم من هذا النظام نفسه وألاعيبه طيلة أكثر من ثلاثين سنة, لا يمكنهم القبول بموقف المتفرج من دون اعطاء الرأي وخاصة لأن ما يجري عند جارهم ظلم ذاقوا طعمه في السابق وعرفوا قساوته.

لو كان العلويون في سورية كواحدة من مجموع الأقليات التي تعيش هناك هم المظلومون الذين يقاسون أنواع العذاب والتهويل والسجن, كان من الطبيعي على سيد بكركي الذي يمثل الضمير المسيحي الحي في هذا الشرق وأن يشعر معهم وينادي العالم لكي يخلصهم من ظلم الأكثرية, أما أن يكون النظام البعثي الذي يتلطى في ظل الطائفة العلوية ويتحكم بمصير كل الأقليات والأكثريات في سورية ويعاملهم بمعايير الظلم التي يعرفها اللبنانيون والمسيحيون منهم أكثر من غيرهم, فإن ما يقوم به سيد بكركي ليس في محله أبدا. فلا هو يمثل ضمير لبنان, ولا هو يمثل موقفا مسيحيا, ولا هو يمثل شعورا انسانيا مترفعاً عن المصالح الشخصية ومتطلعاً إلى قيام توازن في العلاقات الانسانية في هذا الشرق الذي يتململ ويتمخض بدون أن يصل إلى شاطىء أمان.

إن البطريرك الراعي ومع كل الاحترام للمقام الذي يمثله لم يتصرف بالقدر الكافي من المسؤولية في زيارته الأخيرة إلى باريس, فهو أعطى رأيا أمام وسائل الاعلام لا يمكنه أن يمثل موقف الموارنة, ولو كان بعض السياسيين منهم يركب هذا المركب, وهو مركب يخالف على الأقل رأي نصف اللبنانيين من كل المجموعات الحضارية كافة, وبالتأكيد يخالف رأي كل من فقد شهيدا أو تحسر على عزيز في سجون نظام دمشق أو تألم من سياسات القمع التي مارسها النظام السوري في وطن الأرز خلال ما يقرب الاربعين عاما. وسيد بكركي نفسه يعرف عن كثب هذه الأمور وقد عانى منها كل من حوله وليس آخرها سلسلة الانفجارات التي قطفت زعامة ثورة الأرز بدءا بالرئيس رفيق الحريري ومرورا بالوزراء والنواب والصحافيين وغيرهم من الوجوه التي غيبت بسبب مطالبتها برفع يد السوريين عن لبنان. وما يجري في سورية اليوم نسخة عما كان يجري في لبنان وآلام السوريين ما هي إلا صورة محلية تجسد لهم ما كان يتصرف به جنودهم وقادتهم عندما كانوا يحكمون لبنان. فهل يحق لأي من اللبنانيين المدافعة عن هذا النظام وأفعاله خصوصا إذا كان يمثل الكرسي الذي "أعطي له مجد لبنان" وقد استمر مدافعا عن الحق والحرية طيلة قرون من الزمن تبدل فيها الظالمون ولم يتبدل موقف من تربع على هذا الكرسي?

أما كلامه عن "حزب الله" وتفسيره لحمله السلاح فهو موقف مستغرب من رجل دين عرف عن قرب تفاصيل القرار الدولي 1559 الذي دعا لتجريده وغيره من التنظيمات من السلاح, وهو أيد من ساهم في تحقيق هذا القرار لأنه ككل اللبنانيين يرى فيه الخلاص من الفوضى والعدل بين كل مكونات لبنان وقطع الطريق على التدخلات الغريبة وفرض الرأي بالقوة والمتاجرة بقضية فلسطين, وهو تمنى أن يأخذ العدل مجراه ويحاكم المجرمون ومن أعطاهم الأوامر, فكيف به يدافع عمن صرح علانية بأنه سيحمي المتهمين ولن يقبل بمواجهتهم المحكمة. وكيف به يعطي دعمه لمن يمنع البطريركية من استعادة حقوقها في أراضيها ويمنع الدولة من بسط سلطتها على البلاد ويخفي لبنانيين خطفوا في عقر داره ويحرم أبناءه الجنوبيين من العودة إلى بلدهم بكل احترام, ويسجن طائفة بكاملها مع مثقفيها وأعيانها ومسؤوليها الروحيين في قمقم الحقد الذي يغذي مؤسساته التربوية والدينية?

وقول البطريرك بالخوف من السنة وتأييدهم الأصوليين ومن سيحكم سورية بعد الأسد هو في غير محله وينم عن قصر نظر وذاكرة, فقد شارك سنة لبنان في كثير من الأحيان في بناء هذا الوطن وقيمه المنادية بالعدل والمساواة,ولا ننسى منهم في الماضي البعيد الامام الأوزاعي, وفي زمن الاستقلال الرئيس الراحل رياض الصلح وسامي الصلح وغيرهما, وفي الأمس القريب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أعاد للبنان رونقه وتقاليده في ريادة التقدم والتعاون. وإذا كان الدروز شركاء في الاستقلال عن السلطنة العثمانية فقد شكل السنة استمرارية هذه الإمارة مع الأمراء الشهابيين ثم فيما بعد الشريك في الاستقلال عن دول المحيط وفرنسا. وكان أملنا أن يكون للشيعة دور الشريك في الاستقلال عن تدخل الجيران إن من جهة إسرائيل أو سورية البعث التي أخضعت لبنان بكل طوائفه ومجموعاته فهم كانوا شركاء في صون الحدود منذ الوائليين وعلى رأسهم ناصيف النصار الذي له الفضل في رسم حدود لبنان الجنوبية, ولكن "حزب الله" لم يستطع الحفاظ على السلم الذي فرض عليه, بل قام بأسر هذه الطائفة وقيدها بمساعدة أئمة طهران ليجعلها إحدى ملحقات الاحتلال الفارسي وأدواته وتصبح وسيلة للقمع بدل التحرر والتمسك بالاحتلال بدل العمل على حماية الكرامة والاستقلال. ولذا فمن غير المقبول أن يبرر بطريرك إنطاكية وسائر المشرق لهؤلاء مقولتهم ونظرياتهم العدائية ولا أن يجاريهم في طروحاتهم.

أما استعداءه المجاني للولايات المتحدة الاميركية فهو في غير محله على الاطلاق, فلا هو في مصلحة المسيحيين, ولا هو في مصلحة لبنان, ولا هو في مصلحة المنطقة, وهو يناقض نفسه عندما يتكلم عن تفتيف المنطقة إلى كيانات طائفية بينما يدعي الدفاع عن الأقليات. فإذا كان هناك من تخوف على مصير الأقليات فإن إعادة تكوين الدول وانشاء كيانات تحمي هذه الأقليات يجب أن يكون مطلبه هو, أما أن يفرض حكم الأقليات على الأكثريات وفي الوقت نفسه تتحكم بظلم هذه الأكثريات فإن ذلك غير مفهوم ولا مقبول.

إذا كان النظام السوري يمثل حقيقة الطائفة العلوية في سورية أو حتى أقليات أخرى غيرها, عليه هو, وإذ يرى بأنه لم يعد قادرا على تمثيل كل عناصر المجتمع السوري, أن يطالب بمنطقة تحميه والعلويين ومن يرغب في أن يحتمي بهم, وعندها فإن ما يخافه السيد البطريرك ويدعي بأن الولايات المتحدة تسعى اليه رغما عن إرادة الشعوب قد يكون هو الحل, والمشكلة هنا هي في طرح الموضوع ونقيضه في الوقت نفسه. فإذا كان البطريرك يخاف على الأقليات في سورية من الحكم الآتي فالأجدى به أن يطرح حلولا منطقية كتلك التي يتهم الاميركيين بالسعي إليها, ولكنه تسرع على ما يبدو بطرحه فاختلطت عليه الأمور ووقع في تناقض فاضح لم نكن نرغب له به.

إن الهيبة والاحترام اللذين رافقا هذا الكرسي لا شك قد تعرضا للأذى من جراء تصريحات السيد البطريرك والتي كررها رغم ملاحظات العديد من المحبين, من هنا فإننا ندعو الله أن يمن على صاحب الغبطة بنعمة التواضع ومراجعة الذات والتنور بسير القديسين وخاصة من سبقه على هذا الكرسي, فيعرف أكثر بأن مهمته ليست مقتصرة على هذا الزمن الرديء, ولا هي لمجاراة المتغطرسين أو الجبابرة, ولكنها للشهادة للحق والتخلي عن أمور الدنيا في سبيل الله وعدله على خلائقه أجمعين. أما بقاء هذا السراج منارة تضيء ليل هذه المنطقة فهي مهمة عسيرة لا يمكن أن تماشي ظالماً ولا أن تساير مستبداً.

 

* كولونيل لبناني متقاعد مقيم في كندا

====================

بيان المثقفين السوريين المسيحيين إلى غبطة البطريرك الراعي وسائر أصحاب الغبطة رؤساء الكنائس في سوريا

“الحقُّ الحقُّ أقولُ لكم إن لم تقع حبة الحنطةِ في الأرض وتَمُتْ فهي تبقى وحدَها. ولكنْ إن ماتَتْ تأتي بثمرٍ كثيرٍ. مَنْ يُحبُّ نفسهُ يُهلكها ومَنْ يبغضُ نفسه في هذا العالم يحفظَها إلى حياةٍ أبدية. وإنْ كانَ أحدٌ يخدمني فليتبعني”

بهذا الكلام خاطب السيد المسيح له المجد تلامذته والعالم كله مختاراً، غير مجبر أن يقدم نفسه فداءً عن العالم وليتألم ليصبح العالم أجمل.

وقد أصبحت التضحية هذه موروثاً إنسانياً للسوريون جميعاً، وهي تتجلى اليوم بأبهى صورها بهذه الثورة التي اختارت أن تتخذ تسامح وتضحية السيد المسيح قدوة لها، فقدمت شهدائها بنبل وكبر وألم صامت أمام سكوت العالم كله، وأمام آلة قمع بربرية عزّ نظيرها في التاريخ. مختارة ثوابتها: لاعنف، لا حرب أهلية، لا تقسيم، لا تدويل.

رغم ذلك فإن المواقف الكنسية كانت مخجلة ومحرجة لنا كمثقفين مسيحيين نؤمن أن سورية تتسع للجميع ليعيشوا بود وسلام وتفاهم، وتضيق بالناس عندما تصرّ عصابة مجرمة أن تعد علينا أنفاسنا. وفي الوقت الذي سعينا ومازلنا نسعى به إلى أن تتخذ الكنيسة موقفاً واضحاً وصريحاً لدعم ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية وبناء عقد اجتماعي جديد يؤمن لكل السوريين أسباب العدالة والحرية والحياة الكريمة والتقدم إلى مصاف الأمم الحية. بدلاً من ذلك نُفجع بموقف غبطة البطريرك الراعي يتجه اتجاهاً مخالفاً تماماً ويسمح لنفسه بأن يتحدث باسم المسيحيين في الشرق شاملاً معهم السوريين ومصوراً أن حياة المسيحيين بخطر.

إن هذه الاسطوانة التي يروج لها الاعلام الأمني السوري، مستنكرة جداً وسخيفة إلى أبعد حد. لأن المسيحيين، وطيلة 1500 عام من شراكتهم في الوطن مع إخوتهم المسلمين لم يتعرضوا للاضطهاد، باستثناء مرحلتين: مرحلة المستعمر العثماني ليدعم استعماره، ومرحلة الاستبداد الأسدي الذي قزّم دور المسيحيين بشخصيات تافهة تردد مقولته التافهة بأن حكم الأسد هو حماية للمسيحيين. إن هذه المقولة التافهة هي جريمة مزدوجة بحد ذاتها حيث أنها تصوّر إخوتنا المسلمين وكأنهم يسعون للقضاء علينا، وتصورنا بدور الطفل الذليل الذي هو بحاجة للحماية.

لا يا غبطة البطريرك يرفض المسيحيون السوريون أن يعيشوا في محمية، كما يرفضون اتهام غبطتكم لإخوانهم المسلمين بأنهم خطر على المسيحيين أو غير المسيحيين. وإذا كان “النظام” الذي تسعون للدفاع عنه هو الضمانة للمسيحيين فنقول لغبطتكم: بئس هذه الحياة وأن الموت أفضل من هكذا مذلة، ثم أليس من المفترض أن يحمينا الرب الذي خلقنا؟. أليس الوقوف مع الحق واجب مسيحي، بغضّ النظر عن الغد: ” لا تهتمّوا لأمر الغدّ، لأن الغدّ يهتم بأمر نفسه”. ثم دعونا نعترف لغبطتكم بأمر مهم وهو أن معدل الهجرة السنوية للمسيحيين من لبنان وسوريا في ظل هذا “النظام” كانت الأكبر على مدى تاريخنا كله.

إننا نرفض أن يكون المسيحيون عبيداً للخوف والابتزاز، وإننا بكل الأحوال لا نقبل أن يستمر شعبنا السوري بهذه العبودية بحجة حماية المسيحيين، مهما كانت التضحيات. وإننا بهذه المناسبة نستنكر مواقف كل الشخصيات اللبنانية المسيحية التي تبنت وجهة النظر هذه، ومنها للأسف موقف الجنرال ميشيل عون الذي كنا نعتز بمواقفه، فإذ بنا نُفجع بموقفه وهو الذي طالما ناضل من أجل الحرية: “يا أَبَتِ اِغْفِرْ لهم لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون”

إننا أمام أزمة وطنية حقيقية بسبب عصابة مسلحة تصرّ على بقاءها في السلطة أو خراب سوريا، ونحن كشعب سوري اخترنا الحياة الشريفة أو الموت، لأن الله خلقنا كاملي الحرية والإنسانية وعلى صورته ومثاله، وترك لنا خياراتنا العاقلة، وإننا ندرك أن العالم كله لا يريد لنا الحرية، ولكننا اخترناها معتمدين على ايماننا بالله وبإيماننا بالشعب السوري وتلاحمه. إننا نتطلّع إلى موقف من الكنيسة المارونية ومن سائر رؤساء الكنائس السريانية والكلدانية والآشورية، الشرقية والغربية والبروتستانتية والأرمنية في سوريا، موقف يرفض الظلم والقمع والقتل، ويقف إلى جانب خيارات الشعب وينبع من التعاليم المسيحية التي لا تقبل القتل والظلم والتشريد والفساد والتلفيق والتزوير: “مكتوبٌ أن بيتي بيت الصلاة. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”.

أما نحنُ فإننا مصممونْ على السير مع كل أبناء شعبنا السوري على طريق الجلجلة، لنغرس تلك الحنطة في تراب سوريا لتأتي قيامة سوريا الجديدة الحرة الديمقراطية التي تريد الخير لها ولجيرانها وأولهم وأولاهم لبنان الحبيب الذين سنحبه لا كما أحبه “النظام”، ولنتخلص من خطيئتنا الأصلية وهي قبولنا بهذه العصابة المسلحة حتى اليوم: ” لهذا قد وُلدتُ أنا ولهذا قد أتيتُ إلى العالم لأشهدَ للحقّ. كل هو من الحقّ يسمعُ صوتي”

وقع هذا البيان مجموعة كبيرة من المثقفين السوريين المسيحيين في الوطن، وأعضاء تنسيقيات الجلجلة لدعم ثورة الشعب السوري، لا نذكر أسمائهم لأسباب لا تخفى على أحد.

سوريا 17 أيلول 2011

====================

ميشيل كيلو: كلام البطريرك الراعي عن سورية "غير منطقي" و"غير مقبول" : يتحدث فقط باسم كنيسته

دمشق ..

اعتبر المعارض السوري البارز ميشيل كيلو أن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من فرنسا وضع المسألة في "سياق خاطئ"، واصفاً موقفه بـ"غير المنطقي" و"غير المقبول".

وكان الراعي قد تخوف من " مرحلة انتقالية في سورية تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق" كما دعا الى اعطاء الرئيس الأسد الوقت لاتمام الاصلاحات التي بدأها".

وشدد كيلو في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ان البطريريك الراعي رئيس أقلية مسيحية في المشرق , وبالتالي هو لا يتحدث باسم المسيحيين ,وقال : الراعي يتحدث فقط باسم كنيسته وهو لايلزم أحد بمواقفه , لافتاً الى ان أكثرية المسيحيين في سورية هم من الارثوكس أما الموارنة في سورية فأقلية تنتشر في حلب وفي جبل الحلو وحمص , وعدد محدود في اللاذقية , مؤكداً ان المسيحيين جزء أساسي من المجتمع السوري وبالتالي يجب ان يكونوا راغبين بحل المشكلات هذا المجتمع المزمنة.

واعتبر كيلو انه وبمقابل مخاوف وأحكام البطريريك "المسبقة" لدينا في سورية رهان على المستقبل لانه لاشيئ مضمون حت الساعة , وأضاف من يعمل بشكل صحيح يكسب الرهان فمثلا اذا عرف المتطرفون كيف يتعاملون مع المرحلة يكسبون الرهان , اما اذا عرفنا نحن العلمانيين كيف نكسب الشارع فعندما نكسب الرهان , ولا شك ان هناك رهانات اخرى كإتمام الاصلاح الداخلي مثلاً .وختم كيلو حديثه أملاً ان "يكسب الرهان الأقل التكلفة والذي يؤدي قيام نظام ديمقراطي مدني يحترم حقوق الانسان والتمايز والاختلاف بين المواطنين".

وكان كيلو قد تمنى من البطريرك الراعي في وقت سابق من الاسبوع الماضي "أن يرى الحركة الاسلامية على حقيقتها وليس انطلاقاً من تجارب تاريخية سابقة"، مشيراً الى أن الحركة الاسلامية الراهنة اختلفت عن حقبة السبعينات وما عادت تحمل "شعار الحاكمية وتكفير الآخر إنما تطالب بدولة مدنية وبدستور تعددي".

( شام برس - الشرق الأوسط )

====================

"بطريرك إنطاكية وسائر المشرق" يدافع عن حزب الله:

مار بشارة بطرس الراعي:  "حماية الوجود المسيحي... أولاً"

 

السنة العاشرة ـ العدد 118  ـ (شهر ذو القعدة  1432 هـ ) ـ (تشرين أول ـ أكتوبر 2011 م)

 

بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب

 

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان

الصفحة الأساسية

الصفحة الأولى

أعـداد سـابـقة

المدير العام:

الشيخ محمد عمرو

رئيس التحرير:

غسان عبد الله

المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي

الإشراف على الموقع:

علي برو

للمراسلة

 

 

 

لطالما كانت "البطريركية المارونية" في لبنان تعيش هاجس هجمات الزعماء والقادة المسيحيين المتكررة لإخضاعها وإلحاقها تحت عباءة هذا الزعيم أو تلك الجبهة.دون أن يترك لسيد بكركي أي هامش للمناورة ما جعلها بؤرة خصبة لصراع طويل بين الزعماء المسيحيين على اختلافهم. وكثيراً ما حاول البطاركة الموارنة التملص من هذا الصراع المحتدم والاحتفاظ بهامش - ولو بسيط - يريح الآخر ويحصن المجتمع المسيحي من صراعات دموية قاتلة.

 

وكانت النقلة النوعية بعد "السينودس من أجل لبنان" الذي عقد في الفاتيكان في منتصف التسعينات واستطاع أن يقدم رؤية جديدة لمسيحيي لبنان والمشرق تحثهم على فهم الآخر وحسن التعامل معه. وقد حاول البطريرك الماروني السابق مار نصر الله صفير أن يسير في هذا الاتجاه لكن ضغط القيادات المسيحية كان يمثل عقباً كؤوداً يستحيل معها أي تمايز في المواقف.

 

كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخير خلال زيارته لباريس ربما فاجأ بعض الساسة المسيحيين ممن لم يتعودوا أن يسمعوا من سيد بكركي كلاماً مخالفاً لتوجهاتهم خصوصاً في مسألة شديدة الحساسية عندهم كمسألة سلاح حزب الله. لكن من يعرف غبطة البطرك وعلاقاته الوثيقة واللصيقة بالفاتيكان يمكنه أن يفهم كلام غبطته جيداً. فالبطريرك الراعي كان استهل كلامه فور تنصيبه بعبارة "شركة ومحبة"، وهي مقتبسة من السينودس من أجل لبنان: "شركة وشهادة". فالشركة بين الكنائس المختلفة في الشرق، طوّرها البطريرك الراعي لتكون شركة بين اللبنانيين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم. شعار أطلقه البطريرك عند انتخابه وتكريسه على رأس الكنيسة المارونية اللبنانية، وتتالت المواقف المعلنة حول واقع الكنيسة وواقع الموارنة، وقد حاول في هذه المواقف الإجابة عن أسئلة، كانت بكركي بمنأى عنها بالشكل المباشر والصريح.

 

الأرض مقدسة، والطائف ليس مقدساً، وحدة المسيحيين ضرورة للمساهمة بجدية في العملية السياسية وإعادة ترميم الجمهورية. الانفتاح هو السِمَة الأساسية على المسيحيين في كل المناطق وعلى كل اللبنانيين. وهذا ما عبّرت عنه وكرّسته الزيارات الرعوية، والتي لم تشهدها بعض المناطق منذ تأسيس الكيان اللبناني، والتي كان آخرها زيارته لمناطق منسية منسية كالهرمل وبعلبك. هذه الزيارات اعتبرها البطريرك واجباً على الكرسي البطريركي، في محاولة لاستعادة دور بكركي وتعزيزه في مواجهة الزعامات المسيحية التقليدية والحزبية القوية.

 

وكان واضحاً أن البطريرك الراعي يحمل برنامج عمل جديد ومتميز ويختزن مشروعاً جديداً لمسيحيي لبنان، انطلقَ فيه غبطته من ثوابت الكنيسة الجامعة، حيث يكون الواقع اللبناني والتعاطي معه ليس منعزلاً عن واقع مسيحيي الشرق. ويبدو أن الموقع الأول في الكنيسة، بما له من حرية قرار واستقلالية، ساهم في طرح مواقفه ورؤاه الخاصة لتكون برنامجا مستقبليّاً للكنيسة في لبنان. ويبدو أيضاً أن انتخابه بطريركاً جاء تثبيتاً لمشروع جديد، ومسار جديد، ظهر منذ سنوات في التوجهات البابوية، عبر وثائق ثلاث وزيارة بابوية للبنان: "توصيات سينودس الأساقفة من أجل لبنان"، "الإرشاد الرسولي – رجاء جديد للبنان"، "شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان". فجاء الانتخاب استجابة لمواجهة قضايا ملحّة، لم يعد بالإمكان التمادي في إهمالها واعتبارها غير موجودة. وجاء الأداء والتمايز البطريركي في محاولة لمواكبة الأوضاع، وكأنّ الزمن لا يحتمل التلكؤ، وتعويضاً عن زمن مرّ.

 

وبالفعل ظهر هذا التوجه واضحاً في كلام البطريرك الراعي وتصريحاته المتعددة المنفتحة المكرِّسة لشعاره. وفي اجتماع للقيادات المسيحية المتصارعة، رَعَته بكركي من دون حسابات صغيرة، في محاولة من البطريرك لتوحيد المواقف حول مسائل جوهرية وأساسية حول الوضع في المنطقة، وحول قانون الانتخابات لأهميته في عملية إنتاج المؤسسات الدستورية وحماية موقع الرئاسة. لكن بدايات البطريرك الراعي أثارت الشكوك عند البعض الذي راح يراقب وينتظر المواقف اللاحقة لاكتمال الصورة، والبعض، وعلى الرغم من ارتياحه الأوّلي، بدا غير مطمئن إلى ما ستؤول إليه المواقف المعلنة على مستوى السياسة في الساحة المسيحية.

 

مقاربة موضوعية للمسائل الحساسة

 

جاءت تصريحات الراعي من باريس (قبل لقاء الإليزيه وبعده) لتكمِّل الصورة، وأثارت جدلاً ومواقف وسجالات لن تنتهي فصولُها في المدى المنظور. ففي أقوال البطريرك في فرنسا مقاربة جديدة وموضوعية للمسائل الحساسة، فإذا كان الغرب والأمريكيون يبنون سياستهم على أساس مصالحهم ومصالح بلدانهم وشعوبهم ومصالح الكيان الإسرائيلي، فأين موقع المسيحيين واللبنانيين عموماً في هذه السياسات؟ [أنظر البطريرك الراعي: هل يكون مكاريوس لبنان ؟! مقالة لحسين صفى الدين]

 

والمسيحيون في الشرق عموماً ولبنان خصوصاً دفعوا وما زالوا يدفعون أثماناً باهظة جراء السياسات الأمريكية والأوروبية الرعناء. فلماذا لا يفكرون بمصالحهم الحقيقة مع شركائهم في الوطن بمعزل عن مصالح وبراغماتية القوى الكبرى على الأقل حتى لا يتحولوا وقوداً لصراعات هذه القوى مع الشركاء.. فإذا كان لا بد من نزع سلاح المقاومة أو احتوائه، والبطريرك مع هذه الوجهة، وله تصريحات في ذلك، لكن لا بد من أن يقوم المجتمع الدولي بما عليه في تطبيق القرارات الدولية للمعاونة والمساهمة في إنهاء الاحتلال ولنَزع الأسباب المبررات.

 

وهناك تجارب في هذا الشأن، ففريق 14 آذار وما كشفته الوثائق الدبلوماسية، كان قد طلب مراراً بأن تقوم أمريكا وفرنسا بالضغط على الكيان الإسرائيلي للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وحتى إذا لم يكن ممكناً، فمن ضيعة الغجر. لإعطائهم الحجة للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، وليؤكدوا للرأي العام بأن الدبلوماسية قادرة على تحرير الأرض. ولكن لا جدوى!!!.

 

البطريرك أكد على علاقته المميزة مع الغرب وفرنسا بالنسبة للكنيسة المارونية تحديداً، وأكّد مواقفه ضمن رؤى إستراتيجية وطنية لا تدخل في المناكفات، في ظل الأوضاع المتغيرة في العالم العربي وفي الشرق عموما من دون وضوح لنهاياتها. وفي الداخل، يطرح الدولة المدنية من دون لبس. والنسبية كخيار جديّ على مستوى القانون الانتخابي، يطرحها كثوابت ضمن نهج إصلاحي. ويعتبر حكومة ميقاتي دستورية خارج نطاق الاصطفاف السياسي. ودائماً الحوار هو الموصل إلى التوافق على حلول.

 

في كلام البطريرك إذن صياغة مشروع جديد لمسيحيي الشرق، بأفق وطني عربي عنوانه الانفتاح، ويرتكز على مقاربة عميقة وصادقة للقضايا. يقترب من السياسة بحيوية، وفعالية لا تخشى المحظورات.. هي معلنةٌ وليست مُضمرة.. فيها رهان كبير على إيجاد حلول للأزمات وليس طرح الأزمات كشعار ظرفيّ من أجل مكسب سياسي آني.

 

فما قاله البطريرك الراعي من أمام قصر الاليزيه يكاد يكون رسالة فاتيكانية إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مفادها أنّ أهالي مكة أدرى بشعابها. علماً بأنّ وصول البطريرك الراعي إلى سدة البطريركية ليس منّة من أحد بل جاء بتوجُّه فاتيكاني مشرقي. فالصرح البطريركي في  بكركي  لن يعود في عهد البطريرك الراعي منصة لشتم أحد.

 

البطريرك يدافع عن حزب الله

 

كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واضحاً في كلامه أمام الرئيس الفرنسي ساركوزي. رفض غبطته اتهام الحكومة اللبنانية بأنها حكومة حزب الله إذ قال البطريرك: «ليس صحيحاً أن هناك حزباً واحداً يسيطر على الحكومة اللبنانية الحالية.. وليس صحيحاً أبداً أن حزب الله يسيطر عليها.. وليس صحيحاً كذلك أنه يمثل كل الطائفة الشيعية.. هناك حركة أمل ومستقلون ومعارضون لحزب الله».

 

عرض البطرك الراعي مخاطر المطالبة بنزع سلاح حزب الله في ظل: «ضعف الجيش اللبناني، الوجود الفلسطيني في لبنان وخطر التوطين، استمرار احتلال إسرائيل جزءاً من الأراضي اللبنانية في مزارع شبعا». مطالباً الرئيس الفرنسي بدعوته إياه والمجتمع الدولي إلى إسقاط هذه الذرائع، بالحضّ على مساعدة الجيش وتسليحه، ومؤازرة لبنان على استعادته سيادته الوطنية عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وحمل إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان. قال لساركوزي: «هناك القرار 194، فلماذا لا تساعدون مع المجتمع الدولي على تنفيذه».

 

أما في شأن المتغيرات في المنطقة العربية رأى البطرك الراعي أن «الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط تشهد تحوّلات تثير بنتائجها وتداعياتها القلق والحيرة لدينا.. نحن ندرك أن قوى عميقة داخلية ومشروعة تحرّك هذه المجتمعات الساعية إلى التغيير، ونحن نؤيد سعيها إلى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة. لكن في المقابل ينبغي عدم إغفال مصالح الدول والتدخلات الخارجية في هذه المجتمعات».

 

فبعد استماعه إلى موقف الرئيس الفرنسي ساركوزي عبّر البطرك الراعي عن ثلاثة مخاوف قائلاً: «هناك ثلاثة أخطار مرتبطة بأحداث سوريا: حرب أهلية بين السنّة والعلويين، وتفتيت سوريا والمنطقة إلى دويلات طائفية، ووصول نظام أكثر تشدّداً إلى السلطة في سوريا». ثم خلص إلى القول بأن ما يتوقعه من تطور الأوضاع في سوريا «أن أياً من الأخطار الثلاثة هذه سيفضي حكماً إلى ضحية، وأن هذه الضحية هي المسيحيون السوريون.. إنهم الضحية الوحيدة في الأخطار الثلاثة».. وأستند البطريرك في اعتقاده هذا إلى ما تعرّض له المسيحيون في العراق، وما يتعرّضون له في مصر استشهد مراراً بذلك.

 

ورفض البطريك الراعي السياسات الأمريكية والغربية التقسيمية في الشرق متوجهاً بكلامه إلى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه: « نحن اللبنانيون ومسيحيو الشرق، نرفض كل ميل إلى تقسيم الشرق الأوسط دولاً مذهبية نتيجة للصراع المستتر والمعلن بين السنّة والشيعة، لأننا نؤمن بأن التعدّدية التي تندمج فيها الأقليات بتناغم وتوافق، هي ضامن حضورنا وكرامتنا وحريتنا».

 

وأضاف «نحن في لبنان مجتمع نموذجي.. تعيش الطوائف في عيش مشترك، وهناك تزاوج ومصاهرة واعتدال.. إنه مجتمع تعدّدي ونموذجي لكل الشرق الأوسط.. كذلك فإن نظامه السياسي فريدٌ يعكس صورة مجتمعنا بتعدّديته.. ولبنان سيبقى، بتكوينه، نموذجياً. لقد أعددت لقمّة مسيحية ـ إسلامية في بكركي بطلب إسلامي، وأنا بصدد الإعداد لقمّة روحية، مسيحية ـ إسلامية، على صعيد المنطقة، لا لبنان فقط».

 

وفي موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال الراعي لساركوزي: «في لبنان جدل واسع حيالها بين فريق يقول إنها مسيّسة وآخر ينكر هذا التسييس.. أنا أصرّ على أن تقوم المحكمة الدولية بعملها كاملاً لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة؛ لأن ذلك يساعد على وقف الاغتيالات السياسية عندنا»..

 

وفي الشأن الفلسطيني قال البطريرك للرئيس الفرنسي: «نؤيد بقوة قيام دولة فلسطينية، ولكننا نخاف من توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحكم الأمر الواقع،على الرغم من الرفض القاطع للبنانيين جميعاً للتوطين.. نحن نصرّ على حقهم في العودة إلى أرضهم.. وفي انتظار تسوية نهائية وعادلة للمسألة الفلسطينية، لا يمكن للفلسطينيين إلا أن يحتفظوا بصفتهم كلاجئين تتولى منظمة الأونروا الإشراف عليهم ومساعدتهم؛ لأن المسؤولية دولية، وليست مسؤولية لبنانية حصراً».[أنظر: الأخبار 17/9/2011]

 

ردود الفعل

 

هذه المواقف اللافتة لسيد بكركي العائد من فرنسا استدعت بالمقابل حملة شعواء محلية ودولية لقوى الرابع عشر من آذار على البطريرك الماروني في محاولة تهدف لإسقاطه من المعادلة المسيحية اللبنانية ولإحراج بكركي أمام الفاتيكان.. متناسية أن البطريرك الراعي يتمتع بثقة اللبنانيين وغالبية المسيحيين ويحظى بدعم فاتيكاني مطلق ليقول ما قاله، وهو الوثيق الصلة بالبابا والمؤسسات الفاتيكانية حيث يبدو كأنه يتحدث باسم الفاتيكان لا باسمه الشخصي.. وكان لافتاً الكلام المنسوب لمسؤول أمريكي وصف بالبارز أبدى استغرابه واستياءه الشديد من تصريحات البطريرك الراعي المتعلقة بسوريا وموقفه من سلاح "حزب الله"، واعتبرها "غير مبررة ومتهورة"، إضافة إلى أنها "تضر بسمعته وبمنصبه".. وانتقد المسؤول في حوار مع "النهار" تصريحات البطريرك الراعي حول سلاح "حزب الله" وربط تخلي الحزب عن سلاحه بعد حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي بمثابة "مباركة" منه لبقاء السلاح في يد الحزب إلى أمد مفتوح".. وافترض المسؤول أن تكون زيارة الراعي للولايات المتحدة في أول الشهر المقبل "رعوية بكاملها"، في إشارة ضمنية إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد لا يلتقونه.

 

كذلك رأت أوساط رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه يعتبر أن البطريرك الراعي أعطى الغطاء لسلاح "حزب الله" وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وتساءلت الأوساط لماذا يقوم البطريرك الراعي بتسليف سوريا مواقف ايجابية..؟!.. وكررت مصادر المعارضة الآذارية تمسكها بمواقفها إزاء خطاب البطريرك الراعي، مشيرة إلى أن المطلوب سريعاً هو صدور بيان عن بكركي يعيد تأكيد الثوابت عوض رمي الكرة في ملعب الإعلام والفهم الخاطئ، وإلا فاجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يحدد الموقف بصراحة ووضوح ويضع النقاط على الحروف وحدّاً لموجة الاجتهادات والجدل بعد اللغط الواسع في الوسط المسيحي.

 

فيما رأت قوى  8 آذار مواقف بطريرك أنطاكية وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي التي أطلقها من العاصمة الفرنسية تقع في نطاق ممارسته لدوره الوطني والرعوي على امتداد ساحة المشرق. ورأت في الحملة التي تشن عليها هي محاولة لثنيه عن الاضطلاع بواجبه في تعزيز الشعور الوطني والقومي، ودفعه إلى اعتناق موقف سياسي لمصلحة فريق ومعاداة فريق آخر".[جريدة البناء 13 أيلول 2011]

 

في المحصلة

 

أياً تكن ردود الفعل المؤيدة أو الغاضبة من المواقف الجديدة التي اختار بطريرك إنطاكية وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي إطلاقها من فرنسا والتي تضمنت أربعة مواقف ساخنة وصادمة للقوى الغربية الاستعمارية وتابعيها في لبنان:

 

الأولى: الموقف من خطر التشدد الإسلامي "السني" على المسيحيين السوريين وبالتالي اللبنانيين بل على مسيحيي المنطقة.

 

الثانية: الموقف المتفهم لوضع النظام السوري من حيث حاجته إلى الوقت لتنفيذ إصلاحاته الموعودة.. وهذا يعني نوعاً من التأييد لهذا النظام.

 

الثالثة: تأييد عدم تسليم "حزب الله" لسلاحه قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من أراض لبنانية بحوزته ولتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم.

 

الرابعة: اشتراطه أن لا تكون المحكمة الخاصة بلبنان مسيّسة أو مزورة… لتأييدها.

 

وعلى الرغم من أن هذه المواقف بالمعايير اللبنانية والإقليمية هي مواقف صاعقة وخصوصاً لفريق مسيحيي 14 آذار، فهي تحمل تحدياً مباشراً في نقاطها الثانية والثالثة والرابعة للسياسة الغربية الأمريكية والأوروبية في لبنان والمنطقة وليس فقط للدولة المضيفة فرنسا.

 

لو حملنا على محمل الحرفية كلام السيد الراعي لكان بإمكاننا أن نعتبر بلا أي تردد أن أقوال البطريرك الأخيرة تعني لأول مرة منذ عام 1920 انتقالاً للكنيسة المارونية من أولوية خطاب الحفاظ على صورة ما للبنان السياسي التي هي مؤسِسة تكوينية بالشراكة مع الفرنسيين في قيامه كدولة، إلى أولوية نستطيع القول ولو بحذر إنها من نوع جديد هي أولوية الحفاظ على وجود المسيحيين المشرقيين في بلاد الشام بما فيها لبنان وفلسطين والأردن وطبعاً مسيحيي مصر وما تبقى في العراق.

 

فالكنيسة المارونية هي الكنيسة الوحيدة في العالم العربي التي تعتبر نفسها مسؤولة عن كيان وطني له دولته.فيما الكنائس العربية الأخرى أو الموجودة في العالم العربي لا تملك هذه الخاصية بما فيها الكنيسة القبطية.

 

تصريحات البطريرك الراعي الاخيرة اذا اعتبرناها “كُلا” مترابطا فهي تنحاز الى أولوية الحفاظ على الوجود المسيحي المشرقي لا اللبناني وحده. وبهذا المعنى فهي تدعو لإحداث تعديل نوعي في الخطاب المسيحي اللبناني.

 

وفي النهاية يبقى صوت البطريرك الماروني وكلامه مؤثراً بل شديد التأثير في مسيحيي لبنان والمشرق. وأملنا أن ينجح في مهمته رمزاً لوحدة لبنان واللبنانيين وأملا لمسيحيي الشرق ولو كره الكذبة والفريسيون؟

====================

نصر الله والراعي....والتشكيك بالشعب السوري

17/09/2011

 

الرابط الدائم: http://www.jidar.net/node/10245

تحدث سماحة السيد نصرالله مطولاً عن خطورة التغيير في سوريا على مسار القضية الفلسطينية، مما سيؤدي بالضرورة إلى إضعاف معسكر المقاومة والممانعة ونجاح المخططات الإستعمارية لتصفية القضية الفلسطينية ، والهيمنة على المنطقة وثرواتها واستعباد أهلها

 

والواقع أن للسيد نصرالله كل الحق السياسي والأخلاقي أن يتبى موقفاً مؤيداً لحليفه النظام السوري، وفي الوقت الذي نقدر له إنجازاته المهمة في وجه إسرائيل ، وخوفه على القضية الفلسطينية وحرصه على استقلال المنطقة وحرية شعوبها، فإن من حقنا أن نقول لسماحته أن الشعب السوري شعب بالغ راشد يعرف مصلحته جيداً، ومن حقه أن يقرر مصيره ويختار شكل الحكم الذي يعبر عن طموحه وآماله ، وفيه من القوى السياسية الناضجة والعقول المفكرة ما يغنيه عن النصائح والمحاضرات المطولة بالوطنية والإستقلال ،وعلى كل حال، إن الحريص على الوطنية والإستقلال لا يأخذ على الشعب السوري مطالبته بالحرية على أنها خيانة للقضية الوطنية.

 

يعلم سماحة السيد أن سوريا كانت دوما وبحكم موقعها محطاً للأطماع على مدى التاريخ قديمه وحديثه ، وشكل ذلك اختباراً (لنسمه مع السيد إلاهياً) للشعب السوري، فكان دوماً على قدر الإختبار ، وملأ تاريخه الطويل صفحات بطولة وتضحيات ، وهو إن استكان وقتاً فقد انتفض وثار أوقاتاً ، بحيث لم يستطع اي طامع أو مستعمر إلا أن يصبح من الماضي بعد وقت قصير، ويكفينا هنا أن نشير للتضحية النادرة المثيل للبطل يوسف العظمة (وزير الدفاع يا سيد نصرالله) الذي أبى إلا أن يسجل التاريخ أن دمشق لم تستسلم ولو على دمه.

 

يوم شكل الشعب السوري كتائب جيش الإنقاذ لنجدة أهل فلسطين ضد العدوان الصهيوني، لم يكن لا حزب الله ولا السيد نصرالله موجوداً، ويوم دخل الجيش السوري النظامي بعيد الإستقلال في معركة غير متكافئة لتحرير فلسطين ، لم يدخلها بنصيحة إيرانية ولم تثنه عن ذلك رغبة بريطانية وغربية كانت قائمة ولاشك

 

الشعب السوري، هو من احتضن أخوته الفلسطينيين بكل حقوق المواطنة ، حتى غدت كلمة ( السوريون ومن بحكمهم) ملازمة لكل قرار حكومي ، مهما تبدلت الحكومات وتغيرت الأنظمة السياسية ، ولم يسمع أحد إلا إذا كان عند سماحتك رأي آخر، لم يسمع أحد أن قوة سياسية سورية أو حتى افرادا أبدوا تذمرا من هذا الوضع لا بالسر ولا بالعلن

 

لتختلف سماحتك بالتحليل السياسي مع الشعب السوري أو مع جزء منه كبر أم صغر، لكن لا تستعمل مبرر الخوف على القضية الفلسطينية لتبرهن على صحة موقفك، إنه الشعب السوري المناضل والمجاهد بالسليقة ، والمقاوم والمستعد للتضحية بكل وعي وإرادة ، وهي صفة في الشعب السوري عابرة لكل الأنظمة السياسية وممتدة على كل الأوقات

 

اما المقاومة ودعم المقاومة بالمعنى العام فيكفي ما قلناه سابقاً لندلل أن الشعب السوري شعب مقاوم ، ولن يكون إلا داعماً للمقاومة بمعناها الوطني ، سواء على أرضه أو عند أشاقئه أو أصدقائه، ومعروف أن السوريين أكثر شعب يقيم الأعراس لشهدائه و يجعل من أغاني أفراحه أغان وطنية ... الشعب السوري يكرم صور غيفارا وهو الذي تغنى بصمود بيروت وتصديها لجيش العدو وافتخر بإقدام جورج حاوي في إطلاقه أول رصاصات المقاومة الوطنية واعتز بتضحية سناء محيدلي ...... وهو الذي حفظ عن ظهر قلب كل مواقع انتصارات حزب الله ضد العدو الإسرائيلي ، وهو الذي رفع صورك ياسماحة السيد بصفتك مقاوماً قبل أن تنزلها أنت ، هذا هو الشعب السوري الذي يدعم كل مقاومة وطنية إلا إذا كنت سماحتك لا تعترف إلا بنوع واحد من المقاومة، فهذا كلام آخر

 

غبطة البطريرك الراعي يخشى على المسيحيين في سوريا ، ويستحضر النموذج العراقي ، ويعتبر أن انتصار السنة في سوريا سيدفعهم للتحالف مع إخوانهم السنة في لبنان وهذا سيؤجج الصراع السني الشيعي و سيدفع المسيحيون ثمن هذا الصراع

 

لنتفق مع غبطته أن مكونات الشعب السوري هي هي من قديم الأزمان ، فسيفساء طائفية وحتى قومية ، والذي نريده من غبطته أن يتكرم علينا ويخبرنا عن الفترة التي تعرضت أي من هذه المكونات لاضطهاد طائفي ، بالمعنى الحقيقي للكلمة ، حتى أن المشاكل التي تقع بحكم الطبيعة البشرية بين الأفراد أو المجموعات كانت مكونات المجتمع السوري الذاتية والعفوية هي التي تمنع من تحولها لنزاع طائفي، والأمثلة على ذلك كثيرة لا مجال لسردها الان، وكل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على سوريا ، لم تكن لا اليوم ولا في الماضي تحكم باسم طائفة ما، حتى أن الجماعات أو الطوائف التي شكت في يوم من الأيام من شئ من التهميش لم تطرح الأمر يوماً على أنها مستهدفة طائفياً،

 

النموذج العراقي يا غبطة البطريرك ، له كلام آخر ، و لم تكن أضراره تطال المسيحين فقط ، مهما بحثنا لن نجد مكوناً واحدا من مكونات المجتمع العراقي لم يتأثر من تبعات النموذج العراقي ، فعتبات الشيعة لم تكن مسيحية وكذلك مساجد السنة لم تكن مسيحية ، والتفجيرات الإرهابية التي كانت تقتل المدنيين في الشوارع والساحات والمدارس لم تكن تنتقي المسيحيين من بين الآخرين ، الشعب العراقي بكل أطيافه تأذى من الإرهاب ذاك، صحيح أن المسيحيين بحكم عددهم الأقل من غيرهم ظهرت عليهم آثار الأذى أكثر من غيرهم ، ليس توق الشعب العراقي للتحرر من استبداد صدام حسين هو المسؤول عن كل هذا ، إنما مجموعة عوامل واسباب دولية وإقليمية لا مجال لذكرها الآن

 

إذا كانت أكثرية الشعب السوري العددية هم من الطائفة السنية،فماذا يضيره أن كانت أكثرية من يتظاهرون اليوم هم من الطائفة السنية،ليس هذا بيت القصيد إنما المهم ماهو الاتجاه السياسي الغالب على أي حراك شعبي ، هل هو التطرف أم الإنفتاح؟ لاشك أن الشعب السوري مثله مثل أي شعب آخر فيه قوى متطرفة وأكثر من ذلك ذات تطرف مقيت ، لكنها معزولة ولا تعبر عن مزاج غالبية الشعب السوري ، الميال للانفتاح والتحرر والسلام الاجتماعي

 

أما القول أن سنة سوريا سيتحالفون مع سنة لبنان ، فلنسأل غبطتك وقبل تحليل موقف السنة في سوريا ، لنسأل : من قال أن سنة لبنان متفقون على موقف سياسي واحد ، وأية طائفة لبنانية يمكن أن توصف بموقف سياسي ما بأكملها؟ حتى لومالت أكثرية طائفة ما نحو موقف معين ولأسباب عديدة؟ .... ثم وعلى حد علمي وسمعي أن الكل في لبنان يؤكد على أن الخلاف سياسي وليس طائفي ، بما فيهم حزب الله والتيار الوطني الحر، ودار الفتوى ، والصرح البطريركي .....فكيف وصلتم غبطتكم إلى هذا التحليل الطائفي بامتياز، كذلك من أخبر غبطتكم أن السنة في سوريا يشكلون مكوناً سياسياً واحداً ، أنظروا غبطتكم لأي حزب سياسي في سوريا فستجدون فيه من كل الطوائف وكل طائفة تتقاسمها أحزاب مختلفة ، وكل مراقب يمكنه الإستنتاج أن أغلبية السوريين صارت تدرك أن الحياة السياسة الديمقراطية والتعددية هي سفينة الخلاص بعيداً عن كل الأديولوجيات الشمولية دينية كانت أم قومية أم ماركسية .....الخ

 

غبطتكم .... هذه إهانة للشعب السوري في وحدته الوطنية وتسامحه وتطور وعيه الذي تجاوز منذ زمن طويل مفاهيم الطائفية والتقسيم الطائفي ، ولا يضيره أصوات نشاز لبعض من أبنائه نطقوا بها عن قصد أو غير قصد، لتستعرضوا غبطتكم تاريخ سوريا الحديث والحالي واستعرضوا أسماء وانتماءات قادة الأحزاب والحركات السياسية وحتى المناصب الرسمية في مختلف الحقب السياسية ، لتجدونها صورة عن فسيفساء الشعب السوري وتنوعاته المختلفة

سعيد حوراني

 

جدار

====================

مواقف الدول العربية, نظام الأسد, تحليلات وتقارير, خاص بالموقع

الفزاعة الإسلامية بين يدي الفاتيكان وبشارة الراعي – عبد الحق أبو العلا

POSTED BY SYRIANCHANGE سبتمبر 15, 2011  تعليق واحد

FILED UNDER  ASSAD REGIME, CHRISTIANS, SYRIA , SYRIAN REVOLUTION 2011, SYRIAN REVOLUTION ANALYSIS, نظام الأسد, VATICAN , الفاتيكان, المسيحيين, الثورة السورية, بشارة الراعي, تحليل الثورة السورية, سوريا

 4 0 Rate This

 

15-9-2011

 

عبد الحق أبو العلا*

 

أثارت تصريحات البطريرك الماروني (بشارة الراعي) حفيظة الكثيرين في الداخل اللبناني وخارجه ، حيث خشي الراعي على النظام السوري – الراعي للأقليات كما يرى – من الإطاحة به ، وترْك البلد تحت رحمة من سيؤول الأمر إليهم أي الإسلاميين … ومن المصادفات اللطيفة أن يُنتخب البطريرك (بشارة الراعي) في الأسبوع نفسه الذي اندلعت فيه الثورة السورية ، وفي الأسبوع الثاني من انتخاب (الراعي) كان جمع من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الدين والدنيا يقفون بين يدي الراعي لسماع موعظته الأولى بعد التولية …  وسأرجع بالقارئ إلى تلك العظة لقراءة البداية التي جاء بها البطريرك الراعي ، وأين هو الآن منها .

 

اتخذ البطريرك شعاراً لخدمته أخذاً من (نبوءة أشعيا) وهو (الشركة والمحبة) ، وفي شرحه لشعار الشركة والمحبة قال : (( شركة ومحبة ، الشركة في بعدها العمودي هي اتحاد بالله، وفي بعدها الأفقي وحدة مع جميع الناس … )).

 

لن أقف مع العبارة الأولى ، ولصاحبها الحق في تفسيرها ، غير أني أفهم من العبارة الثانية أنه يشارك جميع الناس آمالهم وآلامهم ، أفراحهم وأتراحهم ، يشعر بهم بصفته رجل دينِ سلامٍ ومحبة …. فلو أن أحدهم اقتُطعت واجتُثت حنجرته لأنه ينادي بالسلمية ، وبتقديم الورود للجيش الذي يراد له أن يكون (شبيحاً) يَقتل ويعتقل وينكّل …. لو أن أحدهم جرى له ما جرى لغياث مطر مثلاً لكان السيد البطريارك أول من شعر به وآلمه ما أصابه … وأفهم من كلمة (جميع الناس) التي ذكرها : جميع الملل والنحل ، كل الناس بصفتهم الإنسانية التي كرمها الله ونفخ فيها من روحه ، ولا أفهم منها إخوتنا نصارى الشام أو مارونيي لبنان ، أو الأقليات التي تعيش في سورية، وتلاقي ما يلاقي غيرها من وحشية وقمع وسجن وتعذيب … وقل ما شئت ….

 

لا أفهم كيف يقول هذا رجل نال الدكتوراه قبل 36 سنة في الحقوق الكنسية والمدنية … ولا أدري كيف يصرح مثل هذا التصريح رجل شغل منصب رئيس تحرير القسم العربي في إذاعة الفاتيكان من سنة 1967 حتى 1975…!!.

 

والمشكلة أن سيادة الراعي هو ابن الفاتيكان وسفير بينها وبين العرب … أهذا رأي الفاتيكان فيما يجري في سورية ؟؟ وإذا اتخذ البطريرك ما جرى في العراق ذريعة لموقفه هذا أفلا أيدري حقاً بأن ما جرى لنصارى العراق كان على أثر احتلال أمريكي أدخل أيدياً كثيرة لتعبث وتلعب بأمن العراق تبعاً لمخططات استعمارية وانتهازية وغيرها … أغاب عن البطريرك الراعي أنه إن كان هناك مخطط ما لهجرة مسيحيي الشرق فليس المسلمون من صنع هذا المخطط ، وليس الحكم الإسلامي من جعلهم يهاجرون … وليسألْ من هاجر من المارونيين في لبنان : لمَ هاجروا ؟ أبسبب التشدد الإسلامي السوري ؟؟؟

 

يفترض بك يا سيادة الراعي أن تكون رجل مبدأ ، وأن تكون العدالة أولى مبادئك ؟ وإن كان ظنك بأن هذا النظام باق حمَلك على مغازلته والتباكي عليه فإنا نقول لك : الملك لله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء …

 

ونسألك : مَن المسؤول عن تفجير كنيسة القديسين في مصر ، ومَن الملاحَق اليوم ؟

 

أهم الإخوان المسلمون الذين تشتركون مع الغرب وأنظمة القمع في تخويف العالم منهم أم حبيب العادلي وزير الداخلية في النظام السابق الذي أراد أن يُسكت البابا شنودة في حدة خطابه للنظام وأن يُخمد احتجاجات الأقباط ضد النظام ففعل ما فعل ..!!.

 

ولنا أن نذكّرك بأن رئيس وزراء سورية في منتصف الأربعينيات كان فارس الخوري ، ومن اللطائف أنه من قضاء حاصبيا في لبنان …. ولنا أن نسألك : هل تحلم يوماً أن تكون في بلد أكثر من ثمانين بالمئة منه مسلمون ومع هذا يكون رئيس وزرائه مسيحياً … هل تستطيع أن تحلم ولو حلماً بهذا في لبنان …

 

ولنرجع إلى كلمتك في موعظتك الأولى أمام الملأ والعالم ونذكر منها هذه الجمل .. يقول سيادته: (( من أجل الشركة والمحبة نعمل معاً في بلدان الشرق الأوسط  ومعكم ، حضرةَ ممثلي رؤساء الدول الشقيقة، فنحافظ على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي ونوطّدها، ونقيم حواراً صادقاً وعميقاً مع إخواننا المسلمين، ونبني معاً مستقبل عيش مشترك وتعاون. ذلك أن مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة )) .

 

لا أظن أن تحالفك مع النظام السوري هو الخيار الذي سيؤسس أو يكرس الشركة والمحبة … ولا أظن أيضاً أن قولك (نقيم حواراً صادقاً وعميقاً مع إخواننا المسلمين) هو هذا الذي تفعله ….

 

يا سيادة البطريارك ! إن مما حمل الناس في الغرب على كراهية الكنيسة ونبذ الدين كله هو تحالف الكنيسة مع الملكية الظالمة … حتى صارت الكنائس في بلد كفرنسا وهي أشد البلاد إيماناً بالكاثوليكية لا يأتيها إلا خمسة بالمئة من السكان … يا سيادة البطريارك ! إن سورية قادمة بإذن الله على حرية وعدالة … وقد عاش النصارى في أشد أحياء الشام محافظة بكنائسهم وأجراسها … عاشوا مع أهلهم وأصدقائهم المسلمين الحياة بحلوها ومرّها … شاركوهم سرورهم وأفراحهم .. ولو اتسع المقام لأحضرت صوراً لرجال دين مسيحيين يحضرون حفلات أعراس لبعض علماء الشام … وأعرف من مشايخ الشام من كان النصارى إذا اختلفوا أتوا إليه فحُلت المشكلات بين يديه وعلى مائدته …

 

عاش النصارى معنا ودافعوا عن سورية بلدهم معنا … وحرروا سورية بلدنا وبلدهم معنا …. واليوم ينتفض كثير منهم ضد الظلم معنا … فلماذا تحرمونهم من شرف تحرير سورية ثانية … ومن أجل مَن !!… من أجل نظام اتفق العالم كله على أنه من أعتى وأشد أنظمة العالم وحشية وإجراماً … هذه البلاد لنا جميعاً فلا تحرموهم شرف تحريرها ! ولا تجعلوهم يرون أنفسهم جزءاً آخر مفصولاً عن الجسد السوري الجميل بألوانه وأطيافه وثقافاته وفسيفسائه …

 

لا أنسى أن أذكر آخر ما ختمت به رسالتك وهو : ((إننا نواكب بقلق ما يجري في هذا أو ذاك من بلداننا العربية . نأسف لوقوع قتلى وجرحى، ونصلّي من أجل الاستقرار والسلام فيها)).

 

أجل … أجل … ونحن أيضاً نصلي من أجل الاستقرار والسلام … والعدل … وإياك وأن تظن أن هذا النظام هو الذي سيحفظ السلام … ولك أن تقرأ قصة (القوقعة) لمصطفى خليفة المسيحي السوري الذي اعتقل بتهمة انتمائه للإخوان المسلمين ، وقضى في السجن أكثر من اثنتي عشرة سنة ؛ اِقرأها وقِفْ على ما فيها لتعرف أن نظاماً كهذا محال أن يدوم …

 

* من كتاب الموقع

====================

الراعي والدفاع عن النظام السوري

عبدالرحمن الراشد

الشرق الاوسط

14-9-2011

بطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي لم يخدم النظام السوري، بل أضر بالمسيحيين في سوريا، وبصورتهم في العالم العربي، عندما سافر إلى باريس وأبلغ الفرنسيين قلقه من سقوط النظام السوري ووصول جماعة أصولية سنية إلى سدة الحكم. فقد تلقف الخبر الجميع في المنطقة على أن بطريرك الموارنة يقوم بحملة للدفاع عن النظام السوري الذي يغرق في دماء مواطنيه، ويحرض ضد السنة في سوريا، ويريد من فرنسا الكاثوليكية، وهي لاعب رئيسي في محاصرة نظام الأسد، أن تقدم مخاوف المسيحيين السوريين واللبنانيين على دعوات إسقاط النظام بغض النظر عما يفعله في حق مواطنيه!

ولا أدري إن كان حرص البطريرك على سلامة رعيته يأتي من خلال وضعهم في مرمى الهدف بالدفاع عن نظام ساقط، أو بالاستنجاد بحمايتهم من نظام مفترض لا نرى له وجودا إلا في دعاية الإعلام الرسمي السوري الذي يخوف به العلويين والمسيحيين.

لا أحد سيقبل بنظام سني متطرف يستهدف أي فئة سورية، وسيحارَب من السنة كما حوربت الجماعات المتطرفة الأخرى وأُفشل وصولها إلى الحكم.

إن أكبر خرافة هي تلك التي تزعم أن النظام السوري ضمانة ضد التطرف الديني. الحقيقة أن النظام السوري هو الذي شجع التطرف في السنين القلقة الماضية، لولاه لما وجد اليوم حزب الله واستمر، ولولاه لما عاشت حماس و«الجهاد الإسلامي» التي ترعرعت في دمشق، ولولاه ما استطاع تنظيم القاعدة السني المتطرف التجمع في الشام، والانطلاق عبر الحدود وارتكاب جرائمه المروعة في العراق التي راح ضحيتها، من سنة وشيعة ومسيحيين، عشرات الآلاف خلال السنوات السبع الماضية، بحجة محاربة الاحتلال الأميركي. ولولا النظام السوري لما وجد الملالي في نظام إيران موطئ قدم في العالم العربي. فكيف يقول الراعي إنه يخاف من نظام سني متطرف يصل إلى الحكم في دمشق؟ إن أكبر راع للحركات الإسلامية المتطرفة كان ولا يزال النظام السوري، والبراهين ماثلة أمام أعين الجميع.

ولا يفترض أن يغيب عن القيادات المسيحية أن حرص النظام السوري على استخدامهم في الدفاع عنه لن يفلح في إنقاذه، بل سيورطهم فقط. لقد تجاوزت الأحداث إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وبات النظام يريد أن يجر معه، وهو يغرق، كل من يستطيع الإمساك به. وهذا ما يجعلنا نستغرب تورط رأس الكنيسة المارونية في الدفاع عن أسوأ نظام عرفته سوريا في تاريخها، نظام ولغ في دم المسيحيين والمسلمين في لبنان نفسه، بل إن هذا عبث سياسي خطير. ولا نستطيع أن نقارن شخصية في مكانة البطريرك مع سياسي مثل سليمان فرنجية ملتصق بالنظام السوري، أو سياسي متقلب مثل الجنرال عون، لأن كليهما سيسارع فور سقوط النظام إلى التبرؤ منه والالتصاق بمن يخلفه، كأي سياسي آخر يتنقل بحسب مصالحه. هل سيعود غدا الراعي ويتبرأ من أقواله ومن مشاركته في الدفاع عن النظام هناك؟ وماذا عن رعيته؟

وطالما أن البطريرك هو من يقول إن نهجه الصراحة والموضوعية، فإن الموضوعية تقتضي من القيادات المسيحية أن تشارك في الانتفاضة حتى تشارك في الكيفية التي تنتهي بها، وتشارك في صياغة مستقبل سوريا بدل أن تقف بعض هذه القيادات في الطرف الآخر من الشارع، إلى جانب النظام الذي لم يرتكب أخطاء جسيمة في ستة أشهر مضت فقط بل ارتكب أخطاء متسلسلة في أربعين عاما في حق السوريين وحق اللبنانيين بمن فيهم المسيحيون.

====================

الـراعي .. والـعاصفة السورية

أسامـة الـمصري : بانوراما عربية

9/14/2011 5:00:00 AM

 

 

 

إذا كانت تصريحات البطريرك بشارة الراعي قد أثارت حفيظة الوطنيين اللبنانيين، وهذا أمر طبيعي انسجاماً مع خط ثورة الأرز، وقبلها قرنة شهوان، فإن هذه التصريحات لن يكون لها صدى في سوريا، لأن الثورة السورية ستنتصر، والنظام السوري سيسقط، سواء شاء البطريرك بشارة الراعي أو لم يشأ، لأن ثوار سوريا يواجهون بصدور عارية أعتى نظام قمعي ودموي في الشرق الأوسط، ولن تؤثر تصريحات هنا أو هناك على مسار الثورة السورية.

لكن يبدو أن البطريرك بشارة الراعي لم يقرأ التاريخ اللبناني ـ السوري، لا قديمه ولا حديثه، مثل السيد نصرالله في خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث عبر عن خشيته على القضية الفلسطينية إذا سقط النظام السوري. واليوم، يخشى البطريرك بشارة الراعي على المسيحيين في الشرق إذا سقط النظام السوري. للأسف، كلاهما لم يطلعا على تاريخ الشعب السوري ومواقفه الوطنية والقومية، فالوطنيون اللبنانيون، والوطنيون السوريون، الأحرار، كانوا دائماً في صف واحد على مدى التاريخ، منذ بدايات القرن الماضي، فليطلع البطريرك بشارة الراعي على نهايات القرن العشرين، ويرى ما فعل النظام السوري بمسحيي لبنان وقادتهم، وليس فقط بالمسيحيين، بل بكل الطوائف اللبنانية، بما فيهم الطائفة الشيعية، أم أنه نسي دماء شهداء ثورة الأرز؟ هل يعلم البطريرك بشارة الراعي أن الوطنيين الأحرار في سوريا هم من أعادوا الرئيس بشارة الخوري وأعضاء حكومته بعد إقالتهم واعتقالهم من قبل السيد هيللو المفوض السامي الفرنسي في لبنان، حيث (قامت سلطات الانتداب باعتقال الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وكميل شمعون والشيخ بيير الجميل وعدد آخر من زعماء لبنان) رحمهم الله جميعاً.

 

وللتذكير، وحتى لا يخشى البطريرك الراعي على مستقبلنا جميعاً بعد سقوط النظام السوري، أعرض ما جرى في البرلمان السوري عشية اعتقال القيادة السياسية اللبنانية من قبل المفوض السامي الفرنسي هيللو عام 1943، بحسب ما جاء في مذكرات المرحوم أكرم الحوراني، علماً ان الفرنسيين أيام الانتداب لم يقتلوا زعماء لبنان الأحرار كما فعل النظام السوري!.

 

قضية لبنان في مجلس النواب السوري

          في تلك الأجواء الثورية التي عمت البلاد، عقد المجلس النيابي السوري في 15 تشرين الثاني 1943 جلسة كان إقبال الزائرين عليها عظيماً، كما كانت المظاهرات الشعبية تحيط بالبرلمان المحروس بقوى الأمن. وقد هيأ انعقاد الجلسة صيغة سؤال وقعه ثمانية عشر نائباً جاء فيه:

          "لا ريب أن حكومتنا قد وقفت على تفاصيل الحوادث الأليمة التي جرت في لبنان منذ التاسع من الشهر الحالي على أثر تعديل بعض مواد الدستور اللبناني وتعطيل الدستور وحل مجلس النواب وخلع الحكومة الشرعية واعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة وزراء وأحد النواب البارزين وتنصيب رئيس دولة رئيس حكومة وما تبع ذلك من أعمال العنف والشدة. ولما كانت سوريا مرتبطة مع لبنان الشقيق بروابط الجنس والجوار والمصلحة المشتركة والمشاعر القومية، نود أن نسأل حكومتنا عن الموقف الحازم الذي اتخذته أو ستتخذه حيال هذه الكارثة، كما نطلب منها أن تطلع المجلس النيابي على إجراءاتها السابقة والخطة التي تنوي انتهاجها تجاه هذه القضية الخطيرة".

 

ويضيف السيد أكرم الحوراني في مذكراته كلمته التي ألقاها في الجلسة نفسها في البرلمان السوري، إذ يقول:

"ما اعتدى أحد على حدود لبنان، وما استحدثت وطنية جديدة في لبنان، ولا يحد الجبل اللبناني إلا الداخل. وقد تكررت هذه النغمة على لسان المستعمرين، فأنا أعلن لإخواننا اللبنانيين أن يضموا إليهم ما اختاروا من الداخل. فأي أرض أرادوا ضمها هي أرضهم وبلادهم، وأي سكان في هذه البلاد هم أهلهم وإخوانهم. فلا نعد نحن الواهبين ولا هم الموهوبون. ما كان لبنان في يوم من الأيام أجنبياً. بل كان دوماً بلداً مجاهداً عربياً، بل هو البؤرة التي تشع منها أنوار النهضة واليقظة والوعي في الشرق العربي منذ أجيال. فلا قوميات جديدة في لبنان ولا وطنيات مستحدثة".

 

هذا هو الشعب السوري الوطني والقومي الحر أيام الاستعمار الفرنسي، ومن قلب البرلمان السوري، فهو من يحمي لبنان، وليس مجلس الكركوزات الذي صنعه حافظ الأسد، الذي حول اللبنانيين والسوريين الأحرار إلى عبيد لأربعين عاماً، يصفقون ويسبحون بحمده، وأتمنى أن لا يخشى البطريرك بشارة الراعي على مسيحيي لبنان، ولا مسيحيي سوريا، بعد سقوط النظام الحاكم في دمشق.

 

وللأسف، فإن البطريرك بشارة الراعي يكرر كلام عون، وعون يكرر كلام البطريرك، فهل يعتقد البطريرك أن النظام السوري يصنع رجالاً إلا لحسابه؟ وكنت أتمنى ألا يرث البطريركية المارونية بعد غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير شخص يمجد النظام السوري ويتهم الشعب السوري، فكيف سيواجه المسيحيين الأحرار غداً في بيروت؟

 

مذكرات أكرم الحوراني الصفحة 125

مذكرات أكرم الحوراني الصفحة 126

====================

البطريرك الراعي: هل يكون مكاريوس لبنان ؟! /حسين صفى الدين

September 15, 2011

حسين صفى الدين

 

 

شركة ومحبة، مقتبسة من السينودس من أجل لبنان: “شركة وشهادة”.

فالشركة بين الكنائس المختلفة في الشرق، طوّرها البطريرك لتكون شركة بين اللبنانيين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم.

 

شعار أطلقه البطريرك عند انتخابه وتكريسه على رأس الكنيسة المارونية اللبنانية، وتتالت المواقف المعلنة حول واقع الكنيسة وواقع الموارنة، وقد حاول في هذه المواقف الإجابة عن أسئلة، كانت بكركي بمنأى عنها بالشكل المباشر والصريح.

 

الأرض مقدسة، والطائف ليس مقدسا، وحدة المسيحيين ضرورة للمساهمة بجدية في العملية السياسية وإعادة ترميم الجمهورية. الانفتاح هو السِمَة الأساسية على المسيحيين في كل المناطق وعلى كل اللبنانيين. عبّرت عنها وكرّستها الزيارات الراعوية، والتي لم تشهدها بعض المناطق منذ تأسيس الكيان اللبناني، والتي اعتبرها البطريرك واجبا على الكرسي البطريركي، في محاولة لاستعادة دور بكركي وتعزيزه، ليس على مستوى الرأي العام في المركز فحسب، ولكن في الأطراف. حتى لا تكون، ربما، بطريركية كسروان-الجبّة تجربة جديدة فيها الكثير من المخاطرة، كما تحمل الكثير من النقاش. ولكنها بالتأكيد تحمل برنامج عمل جديد ومتميز حمله البطريرك الراعي. مشروعٌ لمسيحيي لبنان، انطلقَ فيه البطريرك من ثوابت الكنيسة الجامعة، حيث يكون الواقع اللبناني والتعاطي معه ليس منعزلا عن واقع مسيحيي الشرق. فهو اعتبر أن الأرض هوية ومساحة حرية، ودعا إلى عدم الاستسلام لبيع الأملاك، والشركة بين الكنائس تُظهِر قيمتها.

 

مشروع يختزنه الراعي منذ كان مطرانا متنقِّلاً بين بيت الكاهن في معاد والمدارس والنوادي الشبابية، يناقش ويحاور ويطرح آراءه ورؤيته. وتميّز، في حضوره الإعلامي، بمواقف جيدة الصياغة وجريئة في مضمونها وطريقة التعبير عنها.

 

ويبدو أن الموقع الأول في الكنيسة، بما له من حرية قرار واستقلالية، ساهم في طرح مواقفه ورؤياه الخاصة لتكون برنامجا مستقبليّا للكنيسة في لبنان.

 

ويبدو أيضا أن انتخابه بطريركا لم يكن انتخابا تقنيّا لمَلء فراغ لم يحدث أصلاً، وإنما كان انتخابه تثبيتا لمشروع جديد، ومسار جديد، ظهر منذ سنوات في التوجهات البابوية، عبر وثائق ثلاث وزيارة بابوية للبنان: “توصيات سينودس الأساقفة من أجل لبنان”،

 

“الإرشاد الرسولي – رجاء جديد للبنان”،

 

“شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان”.

 

جاء الانتخاب استجابة لمواجهة قضايا ملحّة، لم يعد بالإمكان التمادي في إهمالها واعتبارها غير موجودة. وجاء الأداء البطريركي في محاولة لمواكبة الأوضاع، وكأنّ الزمن لا يحتمل التلكؤ، وتعويضا عن زمن مرّ.

 

جاء أداء البطريرك الراعي متسارعا لتثبيت بُنية لانطلاقة مشروعه، وهذا ما عبّرت عنه أجواء التهنئة وتصريحاته المتعددة المنفتحة المكرِّسة لشعاره. وفي اجتماع للقيادات المسيحية، رَعَته بكركي من دون حسابات صغيرة، في محاولة من البطريرك لتوحيد المواقف حول مسائل جوهرية وأساسية حول الوضع في المنطقة، وحول قانون الانتخابات لأهميته في عملية إنتاج المؤسسات الدستورية وحماية موقع الرئاسة.

 

بدايات البطريرك الراعي أثارت الشكوك عند البعض الذي راح يراقب وينتظر المواقف اللاحقة لاكتمال الصورة، والبعض، وعلى رغم ارتياحه الأوّلي، بدا غير مطمئن إلى ما ستؤول إليه المواقف المعلنة على مستوى السياسة في الساحة المسيحية.

 

فجاءت تصريحاته من باريس (قبل لقاء الإليزيه وبعده) لتكمِّل الصورة، وأثارت جدلاً ومواقف وسجالات لن تنتهي فصولُها في المدى المنظور.

 

ففي أقوال البطريرك مقاربة جديدة وموضوعية للمسائل، فإذا كان الغرب والأميركيون يبنون سياستهم على أساس مصالحهم ومصالح بلدانهم وشعوبهم ومصالح الكيان الإسرائيلي، فأين موقع المسيحيين واللبنانيين عموماً في هذه السياسات؟ هو يتكلم من منطلق الصديق والحليف لأوروبا، وتحديدا لفرنسا. والتجارب في هذا الإطار أليمة ومكلفة، منذ الدخول السوري الأوّل الذي حصل بموافقة أميركية، إلى الطائف الذي أنجز بمظلة أميركية وأوروبية وعربية، والذي أرسى أسُسا جديدة للبنان وأعلن انتهاء الصيغة بصورتها التأسيسية الأولى، وشَرّع الوصاية السورية في التسعين. وكل ذلك حصل بموافقة غربية أميركية. ناهيك عن القرارات الدولية التي لم ينفّذ منها قرار واحد لمصلحة لبنان. عِلما أنّ القرار 425، وبعد 23 سنة، لولا المقاومة اللبنانية، لما نُفِّذ.

 

إذا كان الغرب والأميركيون يمارسون سياسة مصالح براغماتية، ولبنان لم يكن ضمن الأولويات. وإنما يدفع الأثمان. وفي المحيط العربي، المسيحيون دفعوا أثمانا للمشاريع الأميركية الغربية كما في العراق…

 

فإذا كان لا بد من نزع سلاح المقاومة أو احتوائه، والبطريرك مع هذه الوجهة، وله تصريحات في ذلك، فلا بد من أن يقوم المجتمع الدولي بما عليه في تطبيق القرارات الدولية للمعاونة والمساهمة في إنهاء الاحتلال ولنَزع الأسباب المبررات.

 

هناك تجارب في هذا الشأن، ففريق 14 آذار وما كشفته الوثائق الديبلوماسية، كان قد طلب مرارا بأن تقوم أميركا وفرنسا بالضغط على الكيان الإسرائيلي للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وحتى إذا لم يكن ممكنا، فمن ضيعة الغجر. لإعطائهم الحجة للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، وليؤكدوا للرأي العام بأن الدبلوماسية قادرة على تحرير الأرض. ولكن لا جدوى!!!

 

وماذا قدم الأميركيون لحلفائهم في لبنان خلال الخمس سنوات المنصرمة من حكم 14 آذار؟ لا شيء!! وإنما الدفع باتجاه استخدام لهذه الحالة السياسية والشعبية في مواجهات سياسية وتصادم مع الداخل اللبناني من جهة ومع سوريا من جهة ثانية، في خدمة السياسات الأميركية الإقليمية، ولم تحصد هذه القوى الحليفة عند الاستحقاقات إلّا الخيبات والتخلي. وهناك تجارب أخرى عديدة غير مشجعة في هذا الإطار.

 

البطريرك أكد على علاقته المميزة مع الغرب وفرنسا – قلب أوروبا- بالنسبة للكنيسة المارونية تحديدا، وأكّد مواقفه ضمن رؤى استراتيجية شفافة ووطنية لا تتعاطى مع الآني من السياسي ولا تدخل في المناكفات، في ظل الأوضاع المتغيرة في العالم العربي وفي الشرق عموما من دون وضوح لنهاياتها.

 

وفي الداخل، يطرح الدولة المدنية من دون لبس. والنسبية كخيار جديّ على مستوى القانون الانتخابي، يطرحها كثوابت ضمن نهج إصلاحي. ويعتبر حكومة ميقاتي دستورية خارج نطاق الاصطفاف السياسي. ودائما الحوار هو الموصل إلى التوافق على حلول.

 

في أداء البطريرك، صياغة لمشروع بأفق وطني عربي يطرحه أمام مسيحيي الشرق، عنوانه الانفتاح، ويرتكز على مقاربة عميقة للقضايا.

 

يقترب من السياسة بحيوية، وفعالية لا تخشى المحظورات. هي معلنةٌ وليست مُضمرة. فيها رهان كبير على إيجاد حلول للأزمات وليس طرح الأزمات كشعار ظرفيّ من أجل مكسب سياسي آني.

 

فيها تأسيس لحوار وطني لبناني يساهم في وحدة اللبنانيين وإيجاد المشترك الدائم حول المسائل الوطنية طرحت الكثير من التساؤلات حول شخصية البطريرك ودوره. فهل هو زعيم لمشروع أم مشروع زعيم؟!! أعتقد أنه الإثنين معا. فهل يكون البطريرك بشارة بطرس الراعي، مكاريوس لبنان؟ مكاريوس، المطران الذي وصل إلى الرئاسة في قبرص وكرّس وحدتها. وعند الانقلاب عليه، وإبعاده عن السلطة، تقسّمت قبرص ولا زالت حتى اليوم بعد ما يقارب الأربعة عقود على الانقلاب.

 

فهل ينجح البطريرك بأن يكرّس نفسه رمزا لوحدة لبنان واللبنانيين وأملا لمسيحيي الشرق؟

 

 

====================

الموارنة والمسيحيون بعد “نهاية التاريخ” في سوريا – بقلم جهاد الزين

 

 

 

 

 

 

 

هؤلاء المسيحيون الذين تحمل الحداثة رائحة وازياء احيائهم ومدارسهم سنكتشف انهم يستقبلون الآن المرحلة الاكثر حداثية وغربية في المنطقة منذ عقود بتحفظات بل باعتراضات.

 

لا يمكن للمراقب السياسي، خصوصا اللبناني، الا ان يتوقع الضجة التي بدأت تثيرها التصريحات التي ادلى بها البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته الى فرنسا.

 

فهذه التصريحات ليست مجرد مواقف غير مألوفة صادرة عن الرئيس الجديد للكنيسة المارونية، انما هي بما تعنيه حرفيا انقلاب حقيقي في مواقف هذه الكنيسة ليس قياسا بالبطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير وانما بما هو ابعد من ذلك.

 

لهذا تستلزم هذه التصريحات قبل اتخاذ موقف منها سلبا او ايجابا ان نسعى الى فهم اسبابها والمعطيات التي ادت الى صدورها. فهي لم تصدر فقط عن البطريرك بل اختار صاحبها اطلاقها في العاصمة الفرنسية التي تقود سياسات نقيضة لها، وهي اي باريس ماهي عليه من اهمية رمزية وعملية في حاضر وتاريخ الموارنة ولبنان الصغير ثم الكبير.

 

يمكن اختصار تصريحات البطريرك الراعي في اربع نقاط اساسية:

 

الاولى هي الموقف من خطر التشدد الاسلامي السني على المسيحيين السوريين وبالتالي اللبنانيين بل على مسيحيي المنطقة.

 

الثانية هي الموقف المتفهم لوضع النظام السوري من حيث حاجته الى الوقت لتنفيذ اصلاحاته الموعودة.وهذا يعني نوعا من التأييد لهذا النظام.

 

الثالثة وهي تأييد عدم تسليم “حزب الله” لسلاحه قبل انهاء الاحتلال الاسرائيلي لما تبقى من اراض لبنانية بحوزته ولتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم.

 

الرابعة وهي اشتراطه ان لا تكون المحكمة الخاصة بلبنان مسيّسة او مزورة… لتأييدها.

 

هذه المواقف بالمعايير اللبنانية والاقليمية هي مواقف صاعقة وخصوصا لفريق مسيحيي 14 اذار، ناهيك عن انها تحمل تحديا مباشرا في نقاطها الثانية والثالثة والرابعة للسياسة الغربية الاميركية والاوروبية في لبنان والمنطقة وليس فقط للدولة المضيفة فرنسا.

 

لو حملنا على محمل الحرفية كلام السيد الراعي لكان بامكاننا ان نعتبر بلا اي تردد ان اقوال البطريرك الاخيرة تعني لاول مرة منذ عام 1920 انتقالا للكنيسة المارونية من اولوية خطاب الحفاظ على صورة ما للبنان السياسي التي هي مؤسِسة تكوينية بالشراكة مع الفرنسيين في قيامه كدولة الى اولوية استطيع القول ولو بحذر انها من نوع جديد هي اولوية الحفاظ على وجود المسيحيين المشرقيين في بلاد الشام بما فيها لبنان وفلسطين والاردن وطبعا مسيحيي مصر وما تبقى في العراق.

 

الكنيسة المارونية هي الكنيسة الوحيدة في العالم العربي التي تعتبر نفسها مسؤولة عن كيان وطني له دولته على غرار الكنيسة الارمنية في القوقاز والصربية واليونانية والبلغارية في البلقان والبولونية في شمال اوروبا ناهيك عن علاقة الكنيسة الروسية بالدولة الروسية ما قبل وما بعد الحقبة السوفياتية.الكنائس العربية الاخرى او الموجودة في العالم العربي لا تملك هذه الخاصية بما فيها الكنيسة القبطية التي وان كانت شديدة الاعتزاز حتى داخل العالم المسيحي باصالتها الوطنية الا انها لا تعتبر نفسها مسؤولة عن الدولة المصرية على الاقل منذ الفتح الاسلامي، بل العكس هو القائم اي كونها خاضعة لتقاليد الدولة “السلطانية” المسلمة المصرية.

 

منذ عام 1920 تأسست الثقافة السياسية المسيحية اللبنانية على الحساسية الكيانية اللبنانية حيال سوريا كداخل واسع ثم لاحقا ككيان موحد عاصمته دمشق باعتبار الاخيرة مصدر تهديد الاستقلال اللبناني. ستستمر هذه الحساسية اللبنانية وبكركي عنوان رئيسي فيها، لتبلغ بسبب مسؤوليات سورية ولبنانية متبادلة لسنا في مجال التدقيق فيها هنا، مستوىً عاليا من التوتر في العقدين المنصرمين.

 

تنزع تصريحات البطريرك الراعي الاخيرة اذا اعتبرناها “كُلا” مترابطا الى اولوية الوجود المسيحي المشرقي لا اللبناني وحده. وبهذا المعنى هي تحدث تعديلا نوعيا في خطاب الحساسية باتجاه تغييره الفعلي مرتبة الخطاب المشرقي داخل توجهاتها السياسية. وليس صدفة في هذا السياق ان تنضم هذه التصريحات الى النمط الغالب لخطاب الكنائس الانطاكية الاخرى ولكن طبعا سيعني، هذا لأن المارونية هي الكنيسة العربية الاقوى سياسيا- وان كانت ليست الكنيسة الاكبرعدديا وجغرافيا- سيعني انها ستحتل الموقع القيادي بين الكنائس في الخطاب المشرقي كونها الكنيسة “الدولتية” الوحيدة (السلبيون يقولون انها الكنيسة الوحيدة غير الذمية).

 

البعد الاخر لتصريحات البطريرك اذا كانت غير عابرة انها تنتقل الى تبني مفهوم تحالف الاقليات المسلمة والمسيحية في مقابل الاكثرية السنية. ادخال موضوع “حزب الله” في التصريحات يعني ان الشيعة الاثني عشرية جزء من هذه الاقليات في نظر البطريرك.

 

لا بأس هنا من التدقيق. بما ان مواقف السيد الراعي تضع ضمنا ومباشرة الطائفة الشيعية ضمن الاقليات في المنطقة، لا بد من التساؤل عما اذا كان هذا “التصنيف” للشيعة دقيقا قياسا بـ”معيارين”، الاول هو مسؤولية الحالة الايرانية التاريخية منذ العام 1979 عن تفعيل بل اطلاق الاسلام السياسي الذي يتوجس منه البطريرك الراعي بمعناه “الاكثري”داخل ايران ذات الثمانين مليون مواطن، وبمعناه الايديولوجي الذي سيساهم في تفعيل مد اصولي سني هائل اعتبارا من منتصف الثمانينات من القرن العشرين، رغم ان جزءا مهما من الجيل الثاني لهذا المد سيصبح معاديا للشيعية الخمينية.

 

المعيار الثاني هو دور الاسلام السياسي الشيعي ايضا الاغلبي في العراق – الى جانب الاسلام السني – في ما آلت اليه الحالة العراقية بعد العام 2003 ومن ضمنها اوضاع المسيحيين “الانقراضية” في بغداد المختلطة مذهبيا وفي الشمال الموصلي السني مع التذكير الدائم بأن تدهور اوضاع المسيحيين العراقيين بدأ في الثلاثينات من القرن الماضي. فبعكس الازدهار الاجتماعي الذي لاءم المسيحيين مع تأسيس الكيان السياسي السوري والحماية الملكية الدستورية للاقلية المسيحية الاردنية يجب ملاحظة ان الكيان العراقي منذ تأسيسه عام 1921 سيظهر سريعا انه لم يلائم بشكل عميق المسيحيين العراقيين لا في المجال السياسي بعكس لبنان والاردن، ولا في المجال الاجتماعي الاقتصادي بعكس سوريا، بينما سيشاطر المسيحيون الفلسطينيون سوء الطالع الذي اصاب المسيحيين العراقيين انما بشكل اقسى بما لا يقاس لان المسؤولية هناك تتعلق بالعدو الاسرائيلي وفي سياق وحشي لم يميز بين مسلمين ومسيحيين. لكن من الواضح في خلفية تصريحات سيد بكركي ان الشيعة في لبنان هم جزء من اقليات بلاد الشام رغم سيطرة نوع من الاسلام الاصولي على تمثيلهم السياسي.

 

دائما يخبىء التاريخ اشكالا غير متوقعة من ردود الفعل. ففي الزمن المفاجىء للثورات العربية شبه الشاملة تحت الشعار الديموقراطي اساسا شهدنا في جملة وقائع كثيرة ان حركات الاخوان المسلمين لاسيما في مصر هي في الواجهة الديناميكية للحدث. لكن شهدنا ايضا بروزا سريعا لحساسية سلبية من الفاتيكان حيال تأثير التيارات الاسلامية المتشددة المباشر في مصر. استدعى هذا رد فعل ليس من المتطرفين بل من المؤسسة التي عادت تحاول تحضير نفسها في ظل قيادة شيخها المتنور الدكتور احمد الطيب لقيادة تيار الاعتدال الاسلامي اي مشيخة الازهر.

 

اذن سيصبح السجال في مرحلته الاولى “الثورية” سجالا بين معتدلين (الفاتيكان-الازهر) وليس بين معتدلين ومتطرفين وهذا امر حمل معه خطر ظهور نوع من التوتر بين الاسلام والمسيحية. واسمح لنفسي بالقول انه تلاسن في المكان الخطأ لان مصر نفسها، دولة ونخبا، تبدو حتى في حالتها الثورية ذات فرادة مطمئنة عميقا على المدى الابعد وهي خوض التغيير من داخل المؤسسات القضائية رغم التحديات اليومية بل المخاطر اليومية للتطرف.

 

اما في المشرق “الليفانت”، بلاد الشام والعراق، فتبدو الامور اقل يقينية، حيث دول غير مكتملة الشرعية منذ تأسيسها ومجتمعات تزداد تفككا حتى لو ان الرؤية المتفائلة (دعونا نسمها الرؤية التماسكية) التي تحملها نخب علمانية ومتنورة معارضة في الداخل والخارج تستطيع الاتكاء على معطيات جادة من تاريخ الصراع السياسي في هذه الدول. لكن من اين لنا اليقين بل الثقة في ان اجنحة الاسلام السياسي في “الليفانت” قادرة على لعب ادوار “تماسكية” فاعلة بالمعنى الذي اظهرته القيادة الرئيسية للاخوان المسلمين في مصر ناهيك عن التجربة الميدانية “العلمانية” لتيار مهم من شباب “الاخوان” في ميدان التحرير مع اليساريين والليبراليين اقباطا ومسلمين؟ اذا كان للامور الكبيرة نِصابها فمن المستحيل ان يكون كلام البطريرك الراعي مجرد فورة عابرة كنسيا وفاتيكانيا. نعم انه انقلاب يقوده البطريرك ولكن علينا ان نفهم موجته الضمنية لاسيما في الفاتيكان. وحتى لو ان اعتراضات كبيرة عليه يمكن انتظارها من داخل النخب المارونية، فلن تكون المرة الاولى التي تختلف فيها هذه النخب على خيارات سياسية كبيرة.وسبق لبعض البطاركة ان اختلف مع المفوض السامي الفرنسي كما حصل عام 1936 في موضوع امتياز التبغ (وجعل ذلك رياض الصلح يلتقط الفرصة لمد جسور بين بكركي وقيادة الكتلة الوطنية السورية) او حتى كما تقول مذكرات الجنرال غورو التي نشرها ابن شقيقته عندما اعترض البطريرك حويك عام 1921 على النفوذ الذي يتمتع به جهاز المفوضية الفرنسية في دمشق!

 

واذا كانت النخب المسيحية عموما في بلاد الشام قد ساهمت في الحفر الثقافي والسياسي الذي ادى الى سقوط الامبراطورية العثمانية فسيكون من الترويج السطحي الادعاء ان هذه النخب وجماهيرها قد انخرطت بدون تعقيدات في عملية اخراج الانتداب الفرنسي من لبنان وسوريا. لقد كان الكثير منها واجفا وقلقا من ذلك التغيير “الوطني” حتى لو كان بعضها في قيادة التيار الاستقلالي. واي كلام آخر هو مجرد بروباغندا.

 

اليوم ها هي موجة التغيير الديموقراطي العربي التي يقودها الغرب بالاستناد الى ديناميات واحتقانات اجتماعية وسياسية واقتصادية محلية هي بنت زمننا الاكثر عولمة، واذا بالتاريخ الراهن يخبىء لنا مفاجأة كبيرة بدءا من الشكل: المسيحيون الذين هم بيئة الليبرالية الاجتماعية والثقافية في المنطقة، هؤلاء الذين تحمل الحداثة في بلادنا رائحة وازياء احيائهم ومدارسهم، هؤلاء انفسهم في سوريا بشبه صمت وفي لبنان بضجيج ما بعد تصريحات بشارة الراعي يثيرون اشكالية مدى اهلية التيارات الاسلامية لقيادة مرحلة التحول الديموقراطي!؟

 

لنكتشف انهم ايضا في الموجة الديموقراطية التي هم بائعو بضاعتها الغربية الاعرق في بلاد الشام منذ القرن التاسع عشر… لنكتشف انهم لديهم اسئلتهم وتحفظاتهم واعتراضاتهم – احيانا الوجودية – على اكثر مرحلة غربية وحداثية في المنطقة منذ عقود… كأنهم يفتحون كوة في جدار “نهاية التاريخ” نحو ما بعده….؟

 

بقلم جهاد الزين

 

المصدر: النهار

====================

البطريرك الراعي ...ومسؤولية حماية المسيحيين؟

 

البطريرك الراعي أثناء زيارته لفرنسا - أ.ف.ب

  

 

 

0  تعليق

د.نسيب حطيط, الاربعاء 14 سبتمبر 2011 09:03

أحدثت تصريحات البطريرك بشارة الراعي ، ضجيجا وجعجعة داخل الساحة اللبنانية ،بخاصة في مكونات 14آذار حيث اتهمت بكركي بتجاوز ثوابتها السياسية لجهة تأييد سلاح المقاومة ودعم النظام السوري.

 

إن البطريرك الراعي هو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وليس (بطريرك كسروان وسائر14آذار)، وقد تحرك مدافعا عن رعيته ،بعد وصول التهجير والقتل للمسيحيين لأعتاب بكركي، ولأنه ملتزم بثوابت بكركي لجهة حماية المسيحيين في أوطانهم وانقاذهم من صراع الأمم القائم على تأمين مصالح الكبار على حساب الشعوب الضعيفة وبخاصة الأقليات.

 

لقد عايش البطريرك خسائر المسيحيين بعد مغامرة بعضهم في الحرب الأهلية والتعاون مع إسرائيل وأميركا، فكاد المسيحيون يهجرون إلى كندا ودول العالم.

 

عايش البطريرك مغامرة مسيحيي الجنوب مع سعد حداد وأنطوان لحد فكانت النتيجة لجوء آلاف المسيحيين الى إسرائيل بعدما تركتهم إسرائيل عند فرارها من الجنوب ولم تعاملهم كحلفاء بل كمرتزقة خلف البوابات.

 

يرى البطريرك ما يتعرض له المسيحيون في العراق من تفجير للكنائس والقتل برعاية الاحتلال الأميركي وتقاعس الدول الأوروبية عن حمايتهم ، فمصالح أميركا اهم من حماية مئات الآلاف من المسيحيين.

 

يعرف البطريرك الراعي ما لاقاه المسيحيون في فلسطين المحتلة من حصار وإذلال وحصار وشراء للأملاك المسيحية لتهويد القدس فمن يحميهم هناك.

 

يعرف البطريرك الراعي أن حسني مبارك حليف أميركا ...ويسأل ماذا أعطى مبارك للأقباط في مصر من حريات وحقوق ،ويقارنها مع نظام الأسد في سورية ومعاملته للمواطنين المسيحيين والكنيسة والتسهيلات والحصانة وعدم التمييز، ويسأل من يحمي المسيحيين في سورية إذا تحولت الساحة السورية إلى ما يشبه الساحة العراقية أو الليبية أو الأفغانية ،قاعدة للمتطرفين السلفيين وبقايا القاعدة أو التنظيمات التي لا تؤمن بالديمقراطية كخيار لنظام الحكم؟

 

يعرف البطريرك الراعي كيف تعامل إيران رعاياها المسيحيين وما تعطيهم من حقوق وحرية مقارنة مع المسيحيين في العراق ومصر وغيرهما.

 

يستذكر البطريرك الراعي ما عاناه المسيحيون أيام الاحتلال العثماني للمنطقة كأهل ذمة وما عاناه اللبنانيون من عذابات التجنيد الإجباري ومصادرة الممتلكات وتقييد للحريات وللعقيدة ويتساءل البطريرك إذا كانت تركيا قائدا للثورة السورية وللاخوان المسلمين فأي مصير ينتظر المسيحيين مع نظام الخلافة (الأطلسية) الجديدة؟

 

يعرف البطريرك الراعي، مواقف الصهيونية - اليهودية المعادية للمسيحية كثأر تاريخي منذ بشارة السيد المسيح(ع)ويعرف التعدي على قدسية السيد المسيح(ع)وأمه العذراء مريم(ع) في أفلام السينما والمنشورات ،فكانت صرخته صدى للوقائع والتاريخ ،لأن المسيحيين في سورية ولبنان والعراق وفلسطين على طريق الانقراض، وأن الغرب لن يساعدهم إلا بتأمين البواخر لإجلائهم ،وأن الكنيسة الشرقية المتمثلة بالأرثوذكس ومركزها سورية مهددة بالانقراض وهذا ما دفعها لإرسال وفد إلى روسيا لمطالبة الكنيسة الروسية للضغط على الحكومة للبقاء على موقفها المساند لنظام الرئيس الأسد كوسيلة لحماية المسيحيين، وهذا ما دفع البطريرك الراعي لتأييد سلاح المقاومة لمنع التوطين، حيث يرى البطريرك أن المسيحيين في لبنان بين فكي التهجير من سورية وتوطين الفلسطينيين في لبنان ،فإذا كان عدد المسيحيين لا يتجاوز ثلث سكان لبنان، فإنهم بعد التهجير وتحديد النسل وتوطين وتجنيس حوالي نصف مليون فلسطيني مسلم في لبنان، سيصبحون أقلية لا تتجاوز العشرين بالمئة وسيفقدون معادلة المناصفة والامتيازات، وسيخسرون عمقهم السوري في الجغرافيا والعقيدة ويتحولون الى ذكريات وحكايات في تاريخ المنطقة.

 

لقد تجرأ البطريرك الراعي لقول الحقيقة استباقا لأسوأ الأحوال، لاعتقاده بأن مصلحة المسيحيين في البقاء في محيطهم كمواطنين مع إخوانهم ، وأن الحماية من القريب وليست من الغريب وأن الأميركي والأوروبي يسعيان لكسب براميل النفط ولو كان الثمن ابادة الشعوب ابتداء بالأقليات واولهم المسيحيون في الشرق.

====================

الراعي يقارب العناوين الكبرى بلغة فاتيكانية وحسابات مشرقية

 

عماد مرمل - السفير

 

 نسخة للطباعة     2011-09-13

 

الارشيف

 

مرجع أمني: هذا ما تبلغناه من دمشق حول الحدود

الأسد: «ضربنا المخطط الأساسي.. ومستمرون بالإصلاح لكن هناك من لا يريد أن يسمع»

الراعي يقارب العناوين الكبرى بلغة فاتيكانية وحسابات مشرقية

الجيش مستاء من السلطة السياسية: خالد ضاهر «مطلوب»!

سعد الحريري «انتحر» أم «اغتال» نفسه سياسياً؟

لعل أكثر المتفائلين في قوى 8 آذار لم يكن يتوقع ان يصل البطريرك الماروني بشارة الراعي في موقفه من أحداث سوريا وسلاح المقاومة الى حدود «الجرأة» التي بلغها في فرنسا، ولعل المكان الذي أطلق منه «إنتفاضته» جعل كلامه يكتسب قيمة مضاعفة، إذ ليس أمراً عادياً ان يجاهر الراعي من باريس تحديداً، بخطورة التداعيات التي ستطال المنطقة والمسيحيين في حال سقوط النظام السوري وان يبدي تفهماً للربط بين بقاء سلاح المقاومة وبين استمرار الاحتلال الاسرائيلي لجزء من الاراضي اللبنانية وعدم تنفيذ القرار الدولي المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان الى أرضهم.

 

وفي حين كانت قوى 14 آذار تنتظر بفارغ الصبر عودة الراعي الى بيروت، لعله يعيد تصويب ما قاله، فيعفيها من إحراج الاشتباك السياسي معه وكلفته المرتفعة عليها، بدا البطريرك مصمما على استكمال ما بدأه في العاصمة الفرنسية، من دون ان يتأثر بالحرب النفسية التي تشن عليه، لتكتشف المعارضة سريعا ان ما سمعته من الراعي في باريس لم يكن مجرد منام مزعج او سوء فهم كما كانت تمنّي النفس، بل هو يعبر عن تطور استراتيجي في توجهات بكركي، من شأنه ان يترك تأثيرات على المعادلات الداخلية والمشرقية، وموقع المسيحيين فيها.

 

وإذا كانت أطراف الأكثرية الحاكمة قد تلقفت بإيجابية مواقف الراعي، فان الرئيس نبيه بري يعتبر ان ردود شخصيات 14 آذار الإنفعالية على البطريرك الماروني «تثبت مرة أخرى أن هؤلاء يعبدون آلهة من تمر، لا يترددون في أكلها عندما يجوعون»، مستهجناً ان يفقد البعض أعصابه ويتجاوز الأصول في مخاطبة البطريرك، لمجرد أنه أعطى رأياً مخالفاً.

 

وتفيد المعلومات ان ما قاله الراعي ليس وليد نزوة سياسية عابرة، ولم يأت من فراغ، والأرجح انه وضع الحجر الأساس لمرحلة جديدة في سلوك الكنيسة المارونية التي قررت ان تسلك الدروب المؤدية الى حماية مصالح المسيحيين ووجودهم في لبنان وسوريا وباقي المشرق، انطلاقاً من قراءة عميقة لواقعهم واستشراف للآتي، بعيداً عن المقاربات السطحية.

 

وما يفسر ثبات الراعي على طروحاته، انه يسند ظهره الى دوائر مؤثرة في الفاتيكان كان لها دورها الحاسم في انتخابه أولا وفي التأثير على مقارباته لما يجري في العالم العربي، وعدم الانسياق وراء الموج العالي الذي قد يجرف المسيحيين المشرقيين الى المجهول، في ضوء ما شهده المسيحيون في فلسطين والعراق ولبنان وما يواجهه مسيحيو مصر وسوريا اليوم.

 

وحسب المعطيات المتوافرة، تتابع دوائر فاتيكانية باهتمام التطورات في العالم العربي، إنطلاقا من حرصها على مستقبل المسيحيين في المنطقة، وهي تملك من المؤشرات ما يكفي للقلق عليهم، علما ان الفاتيكان- وخلافا لما يعتقده البعض- قد يكون مركز المعلومات الأهم في العالم، بالنظر الى شبكة علاقاته العميقة التي تمتد في اتجاهات مختلفة، ويذهب أحد المطلعين الى القول بان هذه «الدولة الرمزية» قادرة على التقاط الذبذبات السياسية قبل أي رادار دبلوماسي او مخابراتي في العالم.

 

وعليه، فان الراعي ومن خلفه الفاتيكان يستشعران وجود خطر حقيقي يحدق بمصير المسيحيين في الشرق الأوسط، ما تطلب موقفاً وقائياً وشجاعاً، وبالتالي لا يصح «تقزيم» كلام البطريرك وإدراجه في إطار الاصطفاف المحلي الى جانب ميشال عون ضد سمير جعجع او الى جانب 8 آذار ضد 14 آذار، لأن مثل هذا التصنيف أضيق بكثير من المدى الذي يمكن ان تصل اليه رسالة الراعي، بأبعادها الاستراتيجية في المنطقة.

 

ومع «انتفاضة» الراعي على منطق 14 آذار، تكون مصيبة المعارضة الجديدة قد اكتملت. الضربة الاولى تلقاها هذا الفريق عند إخراج سعد الحريري وحلفائه من السلطة في ليلة «ما فيها ضو قمر»، ثم جاءت الضربة التالية مع خروج الرئيس نجيب ميقاتي عن «الطاعة الحريرية» وقبوله بتشكيل الحكومة على الرغم من حملات التخوين والترهيب التي شنها «تيار المستقبل» عليه سعيا الى دفعه نحو الاعتذار.

 

وقبل ان ينفض فريق 14 آذار عنه آثار الزلزال السياسي الذي أصاب وضعيته الداخلية، عاجلته هزات ارتدادية تمثلت في انتقال موقع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني من ضفة التعاطف العلني مع «المستقبل» وحلفائه الى ضفة الوسطية الداعمة للرئيس ميقاتي، الامر الذي أغضب الحريري وقيادات تياره بعدما شعر هؤلاء بأن غطاء المرجعية الدينية السنية قد رفع عنهم، ليظلل خصمهم اللدود، في وقت كانوا هم بأمس الحاجة اليه.

 

لم تتوقف خسائر 14 آذار عند هذا الحد، إذ وفي موازاة الازمة الناشبة بين « تيار المستقبل» ودار الفتوى، توترت علاقة هذا التيار مع المؤسسة العسكرية التي تعرضت لانتقادات قاسية من النائب خالد الضاهر وزملائه، طالت العماد جان قهوجي وبلغت حد التهديد بالتعرض لوحدة الجيش اللبناني الذي يكاد يشكل خط الدفاع الاخير عن السلم الأهلي، وسط الاهتراء اللاحق بالمؤسسات الأخرى.

 

واستمر غرق الأقلية الجديدة في الرمال المتحركة مع توسيع رقعة المواجهة وفتح جبهة جديدة على محور عين التينة، حيث طال القصف السياسي مؤخراً رئيس مجلس النواب الذي ظل يمثل في عز الأزمات خيط التواصل - ولو الرفيع - بين الخصوم، قبل ان يقطعه «مقص» وثائق «ويكيليكس»، علماً ان علاقة قوى 14 آذار برئيس الجمهورية ميشال سليمان ليست بدورها على ما يرام منذ إقصاء الحريري عن الحكم، لإحساسها بأنه إبتعد عن الخط التوافقي والحيادي، وانحاز الى فريق 8 آذار، وهي لم تتردد في رفض دعوته الى معاودة الحوار الوطني.

 

ثم جاء الهجوم العنيف على البطريرك الراعي ليتوّج عزلة قوى 14 آذار التي اكتمل «يتمها» السياسي هذه الأيام، وتكاد تصبح مقطوعة من شجرة في الداخل، تحت وطأة أزمتها المترامية الأطراف مع كل من المراجع الرسمية ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، والمرجعيات الدينية الاساسية ممثلة بالكنيسة المارونية ودار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، والمؤسسة العسكرية برمزيتها الوطنية، ناهيك عن الخلاف القائم مع الحليف السابق وليد جنبلاط.

 

لعل فريق 14 آذار أصبح يحتاج الى خلوة عاجلة، ليراجع حساباته ويرتب أوراقه قبل ان تحترق كلها..

====================

الحص: مواقف البطريرك الراعي تاريخية وعبرت عن وطنية جامعة

2011-09-13 |

صوت للمقال

|   التعليقات        

خلال أشهر قليلة على اعتلاء البطريرك بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية المارونية أصبح محط أنظار ومركز جذب واستقطاب... ونجح في صياغة دوره الوطني والسياسي، مختطاً لنفسه أسلوباً متميزاً... ومنذ اليوم الأول لانتخابه أرسل الراعي إشارات متلاحقة إلى أنه بطريرك مختلف عمن سبقوه: بطريرك «شعبي» و«مبادر» يتبع أسلوب الصدمات والمفاجآت وأولها كان في دعوته المبكرة إلى إجراء تعديلات في اتفاق الطائف والدعوة إلى عقد اجتماعي جديد في لبنان... وأما آخر هذه المفاجآت فجاء من باريس عندما أدلى الراعي بمواقف اعتبرت «جريئة» في مقاربتها وتصديها لمسائل دقيقة وحساسة، وهي من النوع الذي «يصدم».

وبالفعل هذا ما حدث، وكانت الصدمة شاملة لدى طرفي الصراع السياسي في لبنان. ففريق 14 آذار صدم سلباً لأن البطريرك الراعي ذهب في تمايزه واختلافه عن البطريرك صفير في الأسلوب والمضمون إلى أبعد مما توقعه هذا الفريق. وفريق 8 آذار صدم إيجاباً وفوجئ بأن البطريرك الراعي ذهب في مواقفه إلى أكثر مما توقع وانتظر في ثلاثة مواضيع أساسية: المحكمة الدولية وسلاح حزب اللـه والوضع في سورية...

مصدر إعلامي مستقل يقول: فريق 8آذار يبالغ في ترحيبه واحتضانه للراعي. في حين فريق المعارضة يخطئ في رد فعله المتسرع والانفعالي، والذي يتخذ طابع التهجم الشخصي مع العلم أن تصريحات البطريرك في باريس تعبر عن قناعات تعكس أيضاً مناخ الفاتيكان ومداولات ونتائج السينودس الخاص من أجل مسيحيي الشرق الأوسط وكان انتخابه بطريركا إحدى ثماره ونتائجه.

استمرت ارتدادات مواقف البطريرك: وفي وقت تدفقت المواقف المرحبة من قوى 8 آذار، أكدت أوساط بارزة في المعارضة تمسكها بمواقفها ضد خطاب البطريرك الجديد، ولم تكتف بتبرير الموقف ورمي الكرة في ملعب الإعلام و«الفهم الخاطئ»، وطالبت باجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يحدد الموقف بصراحة ووضوح ويضع النقاط على الحروف وإلا وستتحرك شعبيا.

من جهته استغرب رئيس الحكومة السابق سليم الحص أن «تلقى مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي اعتراضاً من بعض اللبنانيين الذين لا يرون الحقيقة إلا بمنظارهم الضيق». ورأى أن «تلك المواقف كانت تاريخية بكل معنى الكلمة من حيث إنها عبرت عن نظرة وطنية موضوعية جامعة تصب في مصلحة قضايا لبنان والعرب في مضمونها القومي البناء، واعتراض البعض على ما جاء على لسانه إنما هو شاهد على الجرأة التي تميزت بها تلك المواقف، وما كان هذا بالغريب على البطريرك».

====================

مخاوف الراعي تثير المخاوف! * حلمي الأسمر

الدستور

يعد أي كاتب للمليون قبل أن يخوض في شأن لبناني بحت، لأن غابة السياسة اللبنانية وفسيفسائيتها تبعد أي عاقل عن الاقتراب من «وحلها» .. غير أن ما صرح به البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اثناء زيارته لفرنسا، تخرج الحجر عن صمته، خاصة وأنها احدثت بلبلة ولغطا وانقساما حادا ليس في الساحة اللبنانية فحسب، بل في دوائر صنع القرار الدولي المهتم جدا بما يدور في لبنان وما حول لبنان، بل إن باريس وواشنطن تحديدا ابدتا استغرابا واستهجانا لتصريحات الراعي، التي حملت نَفَسًا غريبا مناقضا لمواقف العاصمتين، واستدرجت ردود فعل صادمة حتى من قبل مسيحيي لبنان!.

 

الراعي حذر في تصريحاته المثيرة للجدل من انه إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين(!) فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا، وها هي صورة العراق أمام أعيننا(!).

 

وقال أيضا إن أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة» ولفت الى ان «ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه، وإننا في الشرق لا نستطيع في الشرق تغيير الديكتاتوريات إلى ديمقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق» مؤكدا أن «المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أماما أعيننا حيث يقتل المسيحيون»، مبديا تخوفه من «هجرة المسيحيين من الدول العربية»!.

 

تصريحات الراعي وهو شخصية دينية ومرجعية لها مكانتها الرفيعة في المجتمع اللبناني، تكشف جانبا مقلقا تعكس احساسا غير مريح حين تربط بين الدكتاتوريات القائمة وحماية المسيحيين، مع التخويف والتحذير من أي ثورات أو رياح تغيير، باعتبارها ستكون ذات لون إسلامي وهو امر يرى الراعي أنه يهدد الأقليات المسيحية، وهذا أمر عار عن الصحة تماما تاريخيا وحاضرا وبالتالي مستقبلا، ولدى اللبنانيين مليون دليل على ما فعله النظام السوري بهم، مسيحيين ومسلمين وسنة وشيعة، فلم يكن هذا النظام حاميا إلا لمصالحه، ولعب بالطوائف كلها، وزرع في التربة اللبنانية بذور خلافات وتناقضات لا انفكاك منها، وتفعل بالتربة ما تفعله النفايات النووية التي تفسد التربية لملايين السنين!.

 

أعنف الردود على تصريحات البطريرك الراعي جاءت من جانب الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون في لبنان) التي وجدت نفسها معنية بشكل مباشر، فاعتبرت كلامه مثيرا للنعرات الطائفية وغير الطائفية، ويفتح الباب لسجالات متبادلة تعود بالضرر على الجميع، واتخذ موقفا غير متوازن، واستند لتحليل غير منطقي، وفي الجانب المسيحي، قال فريد مكاري نائب رئيس مجلس النواب أن الراعي استعدى 70% من المسيحيين في لبنان، وقام بانقلاب موصوف على مسيرة البطريركية المارونية التاريخي، لافتا إلى أنه يتفهم أن يكون للبطريرك الراعي خوف على المسيحيين، «لكن دفاعه عن نظام قمعي أمر غير مفهوم»!.

 

سجالات الساحة اللبنانية لا تنتهي، لكن تصريحات الراعي تثير مخاوف دفينة، تلحق الأذى بالتعايش الإسلامي المسيحي في الشرق، حين تمعن بالتخويف من الإسلاميين بلا مبرر، وتدافع عن الأنظمة الدكتاتورية التي لم يستثن قمعها ووحشيتها لا مسلما ولا مسيحيا، كما أنها تضع الثورات العربية في خانة الإتهام لأسباب طائفية ضيقة النظرة!.

===================

تصريحات الراعي بين تأييد عون وانتقاد جنبلاط ومطالب المعارضة

جريدة الأنوار  13/9/2011

مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الوضع في سوريا وسلاح حزب الله، ظلت امس مدار تعليقات، وكانت محور لقاءات في بكركي بين سيد الصرح وقيادات ونواب من الموالاة والمعارضة. وفيما اعلن العماد ميشال عون الذي زار بكركي مساء امس انه يؤيد مواقف البطريرك، لم يدل نواب المعارضة الذين التقوا الراعي بأي تصريح.

ونقلت محطة MTV عن مصادر قريبة من بكركي قولها ان البطريرك لا ينتقد ولا يخاطب بالاعلام. وان ابواب بكركي مفتوحة للجميع، ومن لديه اعتراض ليأت ويناقش الامر مباشرة مع البطريرك.

وشددت المصادر على ان البطريرك الراعي ليس تابعا لاحد، وهو بعيد عن الاصطفافات وعلى مسافة واحدة من الجميع. فلا يحاولن احد اخذ بكركي الى جانبه مشددة، في الوقت عينه، على ان بكركي هي التي تحدد الثوابت، وهي لا تزال سائرة عليها وتعرفها ولم تتغير.

 

 

 

وقد استقبل البطريرك الراعي بعد ظهر امس الوزيرة السابقة نائلة معوض، ثم النواب مروان حماده وهنري حلو وانطوان سعد، ثم الوزير السابق خليل الهراوي، فالسيدة جويس الجميل والاعلامية مي شدياق، ثم المحامي جوزيف أبو شرف.

ثم استقبل الراعي مساء العماد ميشال عون بحضور المطران سمير مظلوم والسيد غابي جبرايل وجرى عرض المستجدات والتطورات.

وبعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة قال العماد عون:من الطبيعي أن نزور غبطته للتهنئة بسلامة العوده، وبالطبع ليس بالجديد علينا أن نؤيد المواقف التي صدرت عنه لأنه هو المؤتمن على السينودس من أجل لبنان وعلى السينودس من أجل الشرق.

وردا على سؤال عن رأيه بالحملة على بكركي قال:لا أريد التعليق على هذه المواضيع.

موقف ١٤ اذار

وفي وقت تتوالى المواقف المرحبة من قوى 8 آذار بمواقف البطريرك، كررت مصادر المعارضة تمسكها بمواقفها ازاء خطاب البطريرك الجديد، مشيرة الى ان المطلوب سريعا هو صدور بيان عن بكركي يعيد تأكيد الثوابت عوض رمي الكرة في ملعب الاعلام والفهم الخاطئ، والا فاجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يحدد الموقف بصراحة ووضوح ويضع النقاط على الحروف وحدّاً لموجة الاجتهادات والجدل بعد اللغط الواسع في الوسط المسيحي.

وفيما نفت المصادر ما تردد عن اتجاه لإعلان وثيقة سياسية لمسيحيي 14 آذار، اوضحت ان الموقف البطريركي استدعى مجموعة لقاءات ثنائية بين افرقاء المعارضة قد تتوسع لبحث المفاعيل وقراءة المضامين، مشيرة الى مجموعة زيارات لعدد من رموز قوى 14 آذار الى الصرح لاستيضاح البطريرك خلفية هذه المواقف.

وفي اطار موازٍ اعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط امس أنّ الكلام التخويفي حول صعود التيارات السلفية أو الاصولية، غير دقيق ويستعمل كالفزاعات لأن المطالب الشعبية غير قابلة للتجزئة وهي حقوق بديهية وأساسية لكل الشعوب على وجه الارض من دون تمييز.

واضاف ان ربط السلاح بمسألة التوطين سيبقى لبنان معلقا الى ما لا نهاية في اطار النزاعات الاقليمية.

وتابع جنبلاط: اذا كانت بعض الاوساط قلقة على الوجود المسيحي في لبنان، فإن الطريقة الأمثل التي يمكن للبطريرك الراعي انتهاجها، وهو الحريص والمؤتمن على هذا الوجود في لبنان والشرق ويمتلك خبرة واسعة في عمل الكنيسة، أن يشكل لجنة من المتمولين المسيحيين للحؤول دون بيع الأراضي، وربما تسييل أملاك الكنيسة لمصلحة الفقراء من المسيحيين الذين يهاجرون في سبيل لقمة العيش.

وردا على هذا الموقف، قالت قناة المنار التابعة ل حزب الله مساء امس ان اللافت امس كان اقتراب النائب وليد جنبلاط من القوات اللبنانية ومتفرعاتها بانضمامه الى منتقدي البطريرك مار بشارة الراعي، اكان لجهة الموقف من سلاح المقاومة او التوطين او مما وصفه جنبلاط بالكلام التخويفي من التيارات السلفية الصاعدة.

وفي الاطار ذاته، قالت قناة OTV ان السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي سوف تطلب موعدا الاسبوع المقبل من بكركي في ما يشبه الاعتذار عما صدر بحق البطريرك الماروني. وتأتي هذه الزيارة بطلب من وزارة الخارجية الاميركية.

=====================

جدل في لبنان حول دفاع بطريرك الكنيسة المارونية عن بشار الأسد

نشر : 13/09/2011 الساعةpm10:42(GMT +2)

بيروت-أثارت مواقف بطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي الأخيرة حول التخوف من "مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق"، جدلا واسعا في لبنان بين من انتقد دفاعه عن نظام بشار الأسد الذي هو "في طور الانهيار" ومن أدرجه في سياق خوف الكنيسة على الأقليات المسيحية.

وكان الراعي أدلى بتصريحات خلال زيارة له إلى فرنسا الأسبوع الماضي حذر فيها من خطر وصول الأصوليين السنة الى السلطة في سورية، معتبرا أنه كان يجب إعطاء الرئيس السوري "المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها".

ويقول الكاتب السياسي إلياس الزغبي لوكالة فرانس برس "لقد ارتكب البطريرك الراعي خطأ كبيرا بذهابه الى فرنسا التي تربطها مع الموارنة علاقات من مئات السنين، ليقول احموا نظام الأسد في وقت ينهار فيه هذا النظام. هذا التصرف هو عكس السير وعكس التاريخ". وتساءل "بشار الأسد يغرق بحكم منطق التطور، فهل نغرق معه؟".

وتابع الزغبي "ليس صحيحا أن الاستبداد يحمي الأقليات. قبل وصول آل الأسد إلى الحكم في سورية كان عدد المسيحيين هناك أكثر من مليونين بينهم أسماء لمعت في النهضة العربية. اليوم لم يبق سوى أقل من مليون ليس بينهم أي شخصية فكرية أو ثقافية أو سياسية لامعة، ما عدا داود راجحة (وزير الدفاع) الذي أتوا به ليستقووا بالمسيحيين على السنة في إراقة دماء السوريين".

ورأى أن "أفضل حل للمسيحيين في هذه المرحلة الانتقالية في العالم العربي هو الانخراط في حركة التغيير وترشيدها".

وكان الراعي أبدى تخوفه من تحالف الإخوان المسلمين في حال وصولهم إلى السلطة في سورية مع السنة في لبنان، ما قد "يثير مشاكل مع الشيعة" ويشكل خطرا على المسيحيين.

وقال الزغبي إن "تحالف الأقليات خطر كبير على المسيحيين، علينا أن نسعى إلى تحالف الأولويات".

وإزاء الانتقادات التي صدرت عن عدد كبير من شخصيات مسيحية وسنية من قوى 14 آذار المناهضة لسورية، اضطر الراعي بعد عودته إلى لبنان مساء الأحد إلى "توضيح" بعض الكلام الذي نسب إليه. علما أن هذا الكلام لاقى ترحيبا من الزعيم المسيحي ميشال عون وحليفه الشيعي حزب الله.

ونقلت صحيفة "النهار" أمس عن الراعي قوله لمجموعة من الصحفيين إن "كلامي اجتزئ وأخرج من إطاره ولذلك فهم على غير محله أو تم تحويره".

وقال إنه ركز في محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين على "أننا مع الإصلاح في العالم العربي على كل المستويات (...) ومع مطالبة الناس بحقوقهم وبالحريات".

وأضاف "لسنا مع العنف من أي جهة أتى... ولسنا مع أي نظام أو ضد أي نظام ولا ندعم أي نظام".

إلا أنه جدد تخوفه من "الانتقال من الانظمة التي تتصف بالدكتاتورية الى أنظمة متشددة"... ومن الوصول "إلى حرب أهلية لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب، ومن احتمالات التقسيم الى دويلات مذهبية يذهب ضحيتها المسيحيون".

ويؤكد المحلل السياسي جان عزيز ان موقف البطريرك يندرج في اطار الموقف الفاتيكاني، ولا تمليه السياسات الضيقة.

ويقول لفرانس برس إن اختيار الراعي في آذار(مارس) الماضي خلفا للبطريرك نصرالله صفير الذي عرف بمواقفه المتشددة من سورية وحليفها في لبنان حزب الله، جاء من ضمن "مقاربة فاتيكانية شاملة للوضع في المنطقة ووضع المسيحيين فيها".

ويضيف "لا أعتقد أن البطريرك مغرم بنظام بشار الأسد ولا يجهل الأثمان الكبيرة التي وقعت في لبنان نتيجة وجود هذا النظام عسكريا على مدى ثلاثين سنة على الاراضي اللبنانية (1976-2005). هو لا يدافع عن النظام إنما يقول أخشى أن تؤدي الاضطرابات إلى حرب أهلية يتكرر فيها النموذج العراقي المسيحي في سورية وفي لبنان". وأكد أن "هذا الموقف لا علاقة له بالسياسة (المحلية) اليومية ولا بموازين القوى ولا بدعم طرف ضد طرف".

وعما إذا كان وصول أنظمة أصولية الى الحكم في سورية وغيرها من الدول حتميا، يقول عزيز "كلا، ليس حتميا. الاتجاه العام للتاريخ لا يخطئ وهو ذاهب نحو الحداثة ومزيد من الديمقراطية".

ويضيف "إلا أن هذه الاتجاهات تمر دائما بمراحل انتقالية تتخللها مخاضات تطفو فيها على السطح المواقف الأكثر تطرفا، وبينها الموقف الاصولي، بدليل ما نراه في تونس ومصر وغيرهما".

الا انه يرى أن "حجم الأقليات في المنطقة لم يعد قادرا على احتمال حتى هذه المراحل الانتقالية".

واذا كان موقف الراعي يعكس رأي فئة من المسيحيين السوريين تخشى وصول الإخوان المسلمين المقموعين في ظل حكم حزب البعث، الى السلطة في حال سقوط نظام الأسد، غير ان الكثير من المعارضين السوريين المسيحيين يرفضون "أداة التخويف" هذه.

ويقول الناشط السوري عهد الهندي (مسيحي) من واشنطن ان "الحقيقة التي لا يفهمها الراعي وغيره من رجال الدين ان المسيحيين في سورية ليسوا كتلة سياسية واحدة، كثيرون منهم مع الثورة وبعضهم مع النظام. (...) ولا يوجد حلف حقيقي بين أقلية مسيحية وأقلية علوية".

ويتابع الهندي، عضو المكتب التنفيذي لمؤتمر انطاليا، ان "المسيحيين ليسوا ابناء جالية ولا غرباء في بلدهم. إنهم جزء من الثورة، ويشاركون في التظاهرات في كل المدن السورية".ويرى أن كلام الراعي "فيه دعوة الى تقوقع المسيحيين، بينما مصلحتهم تكمن في تحقيق الديمقراطية".

ويؤكد أن "لا خوف على الوجود المسيحي في سورية. لطالما عاش المسيحيون والمسلمون جنبا إلى جنب. النظام هو من يستخدم اداة التخويف هذه، وبيت الأسد هو من أوجدها... لكنها غير صحيحة".-(ا ف ب)

=================

13/09/2011

شكراً للرب على نعمة كشف حقيقة بشارة الراعي

"ويل للذين يدعون الشر خيراً والخير شراً, الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً, الجاعلين الحلو مراً والمر حلواً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم, العقلاء في نظر ذواتهم. ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة, ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش, وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب, يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم". (اشعيا 05/20/21/23/24)

إن الرب جعل لبنان رسالة محبة للعالم وانبت فيه أرزه الخالد وجعله رمزاً إيمانياً للصمود والخلود والوفاء, هذا الرب القادر والمحب هو الذي كشف فكر بشارة الراعي البعيد عن جوهر الإيمان والمحبة, وهذا أمر جداً ممتاز لأن هذا الرجل بانكشافة المدوي أصبح عارياً حتى من ورقة التوت, وأمسى بإمكان السياديين والأحرار والمؤمنين أن يفرقوا بين الكنيسة المارونية الحقة التي أعطي لها مجد لبنان وثوابتها التاريخية الإيمانية والوطنية الراسخة, وبين منتحل شخصية البطريرك.

نشكر الرب على هذا العمل الرباني, وليس الإنساني, لأن لبنان وكما يعلمنا الكتاب المقدس هو أرض قداسة والرب يبارك ويقوي حماته وأحراره والمدافعين عنه في حين أنه يلعن ويرذل ويكشف خبث كل من يريد أذيته ويسعى الى التآمر عليه.

بالنسبة الى كثيرين فإن أمر انكشاف حقيقة الراعي وبهذه السرعة القياسية لم يكن مفاجئاً, ونحن من هؤلاء, فما وثقنا به يوماً ولا صدقنا في مرة كلمة واحدة قالها. فالرجل كما نراه شخصياً وكما خبرناه طوال سنين عديدة هو متعال ومتكبر ومتشاوف ومتلون وأناني وحاقد ووصولي ومن لديه هذه الصفات لا يمكن أن يعرف المحبة لأن المحبة تواضع وتفان من أجل الآخرين. "ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه" (يوحنا15/13).

قد يسأل سائل عن خلفيات مواقف هذا الرجل المتعلم والمثقف والمفوه وهو البطريرك الماروني الرافع شعار, "شراكة ومحبة"? وقد يسأل أخر أيضاً بحيرة وتعجب كيف أن بطريركاً نذر نفسه لخدمة الإنسان والله يفرح للقتل في سورية ويبارك نظام القتلة فيها ويهلل لسلاح الغزوات والإجرام في لبنان ويجهد لإيجاد مبررات وحجج لحمايته وتشريعه? ونحن نسأل كيف أن رجل دين مارونياً بهذا الموقع المميز لا يفرح مع الفرحين ولا يبكي مع الباكين ولا يشهد للحق والحقيقة?  "افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين. كونوا متفقين, لا تتكبروا بل اتضعوا. لا تحسبوا أنفسكم حكماء". (رومة 12-15)

الجواب يصرخ به بولس الرسول (01 كورنثوس 01-07) وهو يكمن في علة فقدان المحبة: "لو تكلمت بلغات الناس والملائكة, ولا محبة عندي, فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفا كل سر وكل علم, ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال, ولا محبة عندي, فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر, ولا محبة عندي, فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق, المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف, ولا تطلب منفعتها, ولا تحتد ولا تظن السوء. المحبة لا تفرح بالظلم, بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء, وتصدق كل شيء, وترجو كل شيء, وتصبر على كل شيء".

ولأن "المحبة لا تفرح بالظلم, بل تفرح بالحق" فإن هذا البطريرك يفتقد لجوهر المحبة ولهذا يبارك القتلة ويهلل لسلاح القتل ويقف إلى جانب أنظمة بالية ومجرمة لا تعرف غير القتل والبلطجة والارتكابات وسيلة للتخاطب مع الآخرين. هذه هي علة الراعي الذي للأسف تحول بمواقفه المجردة من نعمة المحبة إلى ذئب ناهش في أبناء رعيته وإلى أداة لتدمير كيان لبنان الرسالة ولمعول لهدم الصرح البطريركي الماروني.

لهذا لا تعرفه رعيته المؤمنة والسيادية ولا تسمع صوته ولم تثق به. إيماننا الراسخ بأن الرب كشفه وكشف فكره ونواياه, فشكراً للرب على هذه النعمة. "أنا الراعي الصالح, والراعي الصالح يضحي بحياته في سبيل الخراف. وما الأجير مثل الراعي, لأن الخراف لا تخصه. فإذا رأى الذئب هاجماً, ترك الخراف وهرب, فيخطف الذئب الخراف ويبددها. وهو يهرب لأنه أجير لا تهمه الخراف. أنا الراعي الصالح, أعرف خرافي وخرافي تعرفني" (يوحنا 10/11-13)

في النهاية, لبنان بأحراره وإيمانهم ومحبتهم وتضحياتهم هو المنتصر مهما طال المخاض ومهما تجبر وتوهم المتكبرون والمتآمرون ومعهم جماعات هز الأصابع وربع المرتزقة وتجار المقاومة والممانعة والتحرير وضعفاء النفوس وقليلو الإيمان. إن كل من يعاند مشيئة الرب في أمر قداسة لبنان ورسالته كائنا من كان سينتهي أجلاً أم عاجلاً مرذولاً ومارقاً لا ذكر ولا أثر له وسيحرق في نار جهنم كما يحرق القش.

مرة أخرى شكراً للرب الذي أعمى بصر وبصيرة الراعي فتهور وكشف فكره المجرد من الإيمان والمحبة وظهر على حقيقته التي هي حقيقة لا تشبه الموارنة في إيمانهم وسلمهم وتعلقهم بالحريات والسلام والمحبة. شكرا للرب وله نترك أمر عقاب الخاطئين وهو القائل: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء, بل دعوا هذا لغضب الله. فالكتاب يقول: لي الانتقام, يقول الرب, وأنا الذي يجازي" (رومة12/ 19). 

نحن أبناء لبنان المقيم والمغترب المؤمنون برسالته الحضارية والإنسانية, مسيحيين ومسلمين ودروزاً, سنترك عقاب ومصير الخاطئين الذين تخلوا عن سبل المحبة والسلام والتواضع وساندوا من دون خجل أو وجل الأنظمة المجرمة وحموا سلاح الغزوات الإيراني, سنترك أمر محاسبتهم لله وهو قادر على كل شيء.

في الخلاصة, سقطت ورقة التوت وكشف الله حقيقة الراعي لهذا سنسمع منه من الآن وصاعداً الكثير من المواقف والأقوال المغربة عن كنيسة الموارنة والمتعارضة مع ثوابتها, ونحن لن نيأس من رحمة الله ولن نٌحبط ولن نجاريه في أي عمل يقوم به, بل سنعارضه بشدة ونسمي الأشياء بأسمائها من دون مواربة. المهم هنا وهذا عمل رباني أن هيبته سقطت أيضا ومعها سقط واجب احترامنا وطاعتنا له وهو بصدق وصراحة لم يعد يعني لنا شيئاً.

فلنشهد للحقيقة بجرأة من دون مواربة ومسايرة وخجل, ولنقف بوجه توجهات الراعي المناقضة لثوابث بكركي وللبنان الحر والسيد والمستقل.

دعونا كمؤمنين بكيان لبنان وبرسالته نقول للراعي بصوت عال وقوي:  لا وألف لا, أنت لست راعينا ونحن لا نعرف صوتك وأنت لا تمثلنا لا فكرياً ولا إيمانياً ولا أخلاقياً ولا وطنياً وللرب نترك أمر حسابك إن مجد لبنان ليس عند الراعي بل لا يزال في قلب ووجدان وضمير سيدنا الكردينال مار نصرالله بطرس صفير أطال الله بعمره.

معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

=================

الفاتيكان وراء مواقف الراعي من أحداث سوريا…نائب القوات متهجما على البطرك:لا يمكننا السكوت عن فريسيّي هذا العصر…اقتراب جنبلاط من”القوات”ومتفرعاتها بانضمامه لمنتقدي الراعي

اقتراب جنبلاط من “القوات” ومتفرعاتها بانضمامه لمنتقدي الراعي

رأت قناة “المنار” في افتتاحية نشرتها الاخبارية ان اللافت اليوم كان اقتراب رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط من “القوات اللبنانية” ومتفرعاتها بانضمامه الى منتقدي البطريرك مار بشارة الراعي أكان لجهة الموقف من سلاح المقاومة او التوطين او مما وصفه جنبلاط بالكلام التخويفي من التيارات السلفية الصاعدة.

الفاتيكان وراء مواقف الراعي من أحداث سوريا

اشارت صحيفة “الانباء” الكويتية الى أنه “أستمر الجدل حول تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في فرنسا، خصوصا دعوته لاعطاء الفرص للرئيس السوري بشار الاسد، ولربطه سلاح حزب الله بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتركز الاخذ والرد حول خلفية هذا التحول في الاتجاه السياسي للبطريرك الراعي المعروف بتشدده لبنانيا وبكونه يقف على يمين البطريرك السابق نصر الله صفير”.

وقد طرحت “الأنباء” هذا السؤال على عدد من الشخصيات الوثيقة الصلة بالراهب المريمي الذي صار بطريركا، والتقت معظم الاجابات على ربط مواقفه هذه بالتوجهات الفاتيكانية الجديدة التي تستشعر خطر هجرة المسيحيين من سوريا كما هجروا من العراق، ظنا بأن النظام السوري الأقلوي هو الأفضل لحماية الاقليات الدينية في سورية خلافا لرأي فرنسا.

زهرا متهجما على البطرك الراعي: لا يمكننا السكوت عن فريسيّي هذا العصر

دعا عضو كتلة حزب “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا في تصريح لـقناة “MTV” البطريرك  بشارة الراعي الى توضيح كلامه اذا كان  كان أسيء تفسير كلامه”، لافتا الى ان “الفرنسيين فوجئوا بكلام الراعي عن الرئيس السوري بشار الاسد”. ولفت الى انه “لا يمكننا السكوت عن فريسيّي هذا العصر تحت حجة الظروف القاهرة”.

=================

مشاري الذايدي

بشارة الراعي.. ونذارته

فقأ بطريرك الموارنة في لبنان، الدمل، وكشف المستور، و«بق البحصة» كما يقال في دارجة بلاد الشام الكبير.

تحدث، في زيارته الأخيرة لفرنسا، عن هواجس معروفة، وقديمة، لدى كثير من مسيحيي المشرق حيال حكم الأكثريات السنية في البلاد العربية، خصوصا بلاد الهلال الخصيب ومعها مصر، حيث مراكز الكثافة للمسيحيين العرب.

البطريرك بشارة الراعي، أكثر تسييسا من سلفه صفير، وهو مهموم بمسألة الأسلمة، ومصير مسيحيي الشرق، خصوصا موارنة لبنان، مهموم بهذه المسألة منذ عدة سنوات، حينما كان راعيا لأبرشية جبيل في لبنان.

لكن توقيت كلامه الأخير، بعد اندلاع الثورة السورية ضد الحكم الدموي لعائلة بشار الأسد، جاء توقيتا متفجرا وساخنا، ومحرجا للضمير المسيحي العربي بشكل عام، لأن مؤدى كلام الراعي هو أن المسيحيين العرب هم مع الحكم الدموي في سوريا، حتى ولو خاض في الدماء، إذا كان ذلك سيمنع وصول إسلاميين سوريين إلى الحكم، الأمر الذي يعني قيام تحالف بين سنة سوريا، وسنة لبنان، مما سيؤثر على وضع ودور الموارنة والمسيحيين - بشكل عام - في لبنان، وهو ما يعني بشكل أكثر وضوحا، وخطورة، الدعوة إلى «تحالف أقليات» في بلاد الشام ضد الأكثرية السنية، بصرف النظر عن أن ذلك سيؤدي إلى إدامة الاستبداد والقهر للأكثرية.

حتى لا نتجنى على راعي الموارنة في لبنان، فهو لم يقل ذلك باللغة التي نقولها الآن، بل كان دقيقا وحذرا في كلامه عن وجوب العدل وحقوق الشعوب في الحريات، ولكنه حينما أشار إلى التلويح بأن البديل عن نظام الأسد، على الأرجح، هو جماعات إسلامية، سنية بطبيعة الحال، فهو قد أرسل الرسالة القاتلة إلى مشاعر المتلقين لكلامه ممن يقفون ضد مجازر الحكم الأسدي التي تزداد صلفا وفجورا يوما بعد يوم.

هو أيضا اصطف في معسكر مسيحيي النظام الأسدي في سوريا أمثال الجنرال عون، وغيره، رغم أنه كان يعلن من حين توليه لكرسي بكركي أنه على مسافة واحدة من جميع القوى، لكنه بهذا التصريح وضع نفسه بالكامل في معسكر عون وحزب الله وأمل، كما يلاحظ الكاتب الزميل إياد أبو شقرا في مقاله الأخير بهذه الصحيفة.

من أجل ذلك كله صعق رموز المعارضة المسيحية في صفوف «14 آذار» من كلام البطريرك، وتنادوا للتعليق عليه، والتعبير عن نقده ورفض رهن المصير المسيحي ببقاء النظام الأسدي، وكأن خلاص الشعب السوري من بطش الأسد يعني الإضرار بالوجود المسيحي!

حزب القوات اللبنانية كان الأعلى صوتا في الاعتراض على مقاربة البطريرك، الفرنسية، وأيضا نائب رئيس البرلمان فريد مكاري الذي تحدث عن أن 70 في المائة من مسيحيي لبنان ليسوا متفقين مع كلام الراعي، وأنهم منحازون للثورة السورية، وكذلك قال دروي شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، الذي ذكّر الراعي بما فعله النظام السوري بالدور المسيحي في لبنان، حيث إن القوة السياسية المسيحية اللبنانية إنما ضربت وقهرت على يد قوات ومخابرات حافظ الأسد وابنه بشار، وليس على يد قوى سنية!

أما قوى السلطة الجديدة، عون، وحزب الله، وأمل، فسارعوا طبعا إلى الترحيب بـ«حكمة» البطريرك.

يبدو أن الأمر لم يكن من الممكن السكوت عنه، بعد ردود الفعل هذه، لذلك سارع البطريرك الراعي إلى «تفسير» كلامه من جديد، وقالت صحيفة «النهار»، الصحيفة الأشهر في لبنان، إن البطريرك الراعي لم ينتظر ما تردد عن رغبة كثيرين في لقائه لشرح حقيقة مواقفه، بل حرص فور عودته على عقد لقاء إعلامي مصغر حضرته «النهار» ورغب عبره في تفصيل بعض ما لم يقله في كلامه لدى وصوله إلى مطار بيروت.

ورأى في هذا اللقاء أن كلامه في فرنسا «اجتزئ وأخرج من إطاره ولذلك فُهِمَ على غير محله أو تم تحويره». وأعلن أنه ركز في محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين على ثلاثة أمور هي: «أولا أننا مع الإصلاح في العالم العربي على كل المستويات بما فيها المستوى السياسي وفي كل الدول العربية بما فيها سوريا، كما أننا مع مطالب الناس بحقوقهم وبالحريات العامة. ثانيا أننا لسنا مع العنف من أي جهة أتى (...). وثالثا لسنا مع أي نظام أو ضد أي نظام ولا ندعم أي نظام».

وذكر البطريرك الراعي «إننا أبرزنا مخاوفنا من ثلاثة أمور أيضا هي الانتقال من الأنظمة القائمة التي تتصف بالديكتاتورية إلى أنظمة متشددة (...) وتاليا فإن الخوف هو من الاختيار بين السيئ والأسوأ، كما نخشى أن نصل إلى حرب أهلية، لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب (...)، ولا يمكن أن ننسى احتمالات التقسيم إلى دويلات مذهبية يذهب ضحيتها المسيحيون أيضا». وأشار إلى أن المسؤولين الفرنسيين أخذوا ملاحظاته في الاعتبار «ولم يبد الرئيس ساركوزي أي تحفظات»، لافتا إلى «أنني تحدثت عن مخاوف للاستدراك وليس للتأكيد أن هذه الأمور ستحصل».

حتى نكون منصفين، وبصرف النظر عن مواقف البطريرك الراعي، قبل أن يتولى موقعه الروحي المسيحي الأبرز خلفا للبطريرك صفير، مع تيار عون، أو موقفه من سلاح حزب الله، أو مواقفه ضد «أسلمة» حكومة السنيورة للإدارة في لبنان، كما نسب إليه سابقا، بصرف النظر عن هذا كله، فإنه من الحيف والتعامي عن الحقيقة ألا نقول إن هناك قدرا كبيرا من المخاوف «الواقعية» لدى مسيحيي الشرق ولبنان، وكل الأقليات، تجاه مستقبل العالم العربي، وكيف سيكون شكل وطريقة الأنظمة الجديدة التي ستحكم العالم العربي، خصوصا مع صعود الإسلاميين بشكل حاد تناغما مع «التسونامي» الثوري العربي.

نعم.. من المغالطة أن نبخس من هواجس البطريرك الراعي ونحن نرى ماذا جرى لمسيحيي العراق، وكيف يعيش ملف أقباط مصر توترا دائما.

النقاش ليس في واقعية هواجس المسيحيين ورموزهم الدينية مما يجري أو سيجري، فهي في النهاية هواجس يجب تفهمها والإصغاء إليها وتجفيف كل موارد التعصب الديني في مجتمعاتنا، وهي بالمناسبة لم توفر حتى المسلمين أنفسهم! ولكن الاختلاف مع مقاربة كمقاربة البطريرك الراعي، الأولى طبعا قبل التوضيح الأخير، هي في الرهان على أن بقاء نظام كنظام الأسد سيمنع من ازدهار التعصب الديني الطائفي السني، على العكس، بل إن بقاء نظام يعتمد على الشوكة الطائفية، ويغذيها بشكل متواتر تحت قشرة خطاب علماني نضالي، هو الخطر الأكبر، وهو الغذاء «الأدسم» لجسد التعصب الديني السني!

الخوف مبرر الآن من انفلات الغضب السني على شكل مجاميع مقاتلة مع فجور آلة القتل الأسدية في سوريا وعدم وجود من يلجمها سياسيا.

لكن لنتذكر، وأكيد أن البطريرك المثقف يعرف ذلك أكثر منا، أن المجتمع السوري هو من أكثر المجتمعات العربية نفورا من الطائفية، وهو الذي تولى قيادة حركته الوطنية منذ قرن رموز شتى من كل طوائف ومكونات لبنان (فارس الخوري، سلطان الأطرش، صالح العلي.. إلخ).

الخشية هي من العكس، وهي أن استمرار النظام الأسدي في ممارسة القتل والفجور الدموي، هو الذي سيغذي خطاب التعصب الديني السني، لذلك فإن وجود حضور مسيحي ودرزي وعلوي وشيعي وكل مكونات النسيج السوري في الثورة يقضي على مزاعم الخطاب السني المتعصب والحاصر للمواجهة في ثنائية طائفية مقيتة.. إن أراد مستقبلا تسويق روايته عن الثورة.

إنها لحظة الخيارات الصعبة، ولكنها خيارات تنحاز للعقل والمنطق والمصلحة، قبل أن تكون منحازة للإنسان أولا وآخرا، وهذا هو جوهر رسالة المحبة المسيحية كما نعرف، وهي أمانة الراعي لرعيته.

m.althaidy@asharqalawsat.com

=================

واشنطن انضمت إلى منتقدي البطريرك: تصريحات غير مبررة تضر بسمعته ومنصبه

الراعي يدافع عن موقفه من أحداث سورية.. وشمعون ينصحه بأكل الزعتر!

الاثنين 12 سبتمبر 2011 الأنباء

عمر حبنجر

عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بيروت، امس الاحد آتيا من باريس ليجد في استقباله عاصفة من التصريحات السياسية المعارضة لمواقف اعلنها في العاصمة الفرنسية، من سلاح حزب الله الذي ربطه بعودة الفلسطينيين الى ديارهم، ومن الوضع في سورية حيث دعا الى منح الرئيس بشار الاسد الفرصة للاصلاح.

والى جانب ردود الفعل الحادة من قبل مسيحيي 14 آذار في لبنان ومغالطة الرئيس الفرنسي ساركوزي لآراء الراعي، كان هناك رأي مصدر أميركي مسؤول نشر أمس، وهو لا يقل حدة وصراحة.

في مطار بيروت تحدث البطريرك الى الصحافيين واصفا الاعلاميين بـ «أنبياء» هذا الجيل، لكنه سجل عليهم انهم يجتزئون الامور ولا يقولونها بكاملها ومأخذي على القراء، في معظمهم او أقلهم او بعضهم انهم يكتفون بالعنوان ولا يقرأون الباقي.

البطريرك الراعي الذي كرر توجيه التحية لفرنسا شعبا ورئيسا ابدى اعجابه بهذه الدولة المنظمة والجدية والمسؤولة، وفي رد ضمني على الحملة التي استهدفته قال: علينا ان ننظر الى الامور بعمق والا نكون جماعة انتهاز، لان البطريرك الماروني يتكلم بموضوعية، واضاف: انا لا اسوِّد صفحة احد، ولا اشتكي على احد، لست رجل شكوى وتشكى، ومعظمنا ينظر الى الامور بسطحية ومن دون مسؤولية.

ورفض الراعي الرد على اي سؤال مكتفيا بالبيان الشفهي الذي ادلى به.

وبالعودة الى ردود الفعل على تصريحاته نقل مراسل «النهار» البيروتية في واشنطن عن مسؤول اميركي بارز، لم يسمه استغرابه الشديد لتصريحات الراعي المتعلقة بالانتفاضة الشعبية في سورية، ولموقفه من سلاح حزب الله، واعتبرها غير مبررة ومتهورة، اضافة الى انها تضر بسمعته وبمنصبه.

وانتقد المسؤول الاميركي اشارات البطريرك الى ان الانتفاضة السورية ستؤدي الى سيطرة التيار الاسلامي السني والمتشدد على سورية، ورأى ان هذه الادعاءات تمثل الدعاية النافرة للنظام السوري، وان اي مراقب يدرك ان المشهد السوري يختلف عن هذه النظرة المبسطة وغير الواقعية.

اما تصريحات الراعي حول سلاح حزب الله وربط تخلي الحزب عن سلاحه بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي بمثابة مباركة منه لبقاء السلاح بيد الحزب الى امد مفتوح، مشيرا الى ان على البطريرك الماروني ان يدرك، ما يدركه الكثيرون في لبنان، وخارجه من ان سلاح حزب الله لا علاقة له بالدفاع عن لبنان، انما هو امتداد للنفوذ الايراني.

 

وواضح ان كل الامور اللبنانية الاساسية مرتبطة بتطورات الاوضاع في سورية، وسط انطباعات مختلفة بين فريق 8 آذار الذي يرى الوضع السوري مستمرا على حاله، وفريق 14 آذار الذي يرى ان النظام السوري في طريق الافول.

 

ويؤخذ باعتبار اللبنانيين الموقف التركي الحاسم، والموقف الروسي القابل للتبدل، الى جانب المراوغة الصينية والايرانية على حد مصدر ديبلوماسي في بيروت.

 

ومن تداعيات الواقع السوري الراهن، جاءت المواقف الاخيرة للبطريرك الراعي وما اثارته من جدل وتحفظات، ستكون على الطاولة في لقاءاته السياسية العاجلة في بيروت.

 

النائب مروان حمادة المستقيل عن جبهة النضال الوطني والذي كان ضحية موجة الاغتيالات التي استهدفت لبنان بدءا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال انه بصدد الاجتماع الى البطريرك للوقوف على خلفية معلوماته وما إذا كانت لديه معلومات غير معلوماتنا ومعلومات ساركوزي واردوغان.

 

ولفت حمادة الى اعتقاده بأن لا نية لدى النظام السوري بالإصلاح، ونحن نوافق الرئيس ساركوزي على ان نظام الأسد انتهى.

 

وقال: هناك عائلة تسلقت عبر الدبابات على الحزب ومنه على سورية، وقتلت من العلويين من قتلت، وبالتالي يتعين تصحيح الانطباعات، وإزالة الاعتقاد بأن حماية الأقليات في الاقطار المحيطة بسورية تكون بحماية النظام القائم في سورية.. هذه الاقلية ضمن الأقليات في سورية لن تحمي الاقليات في مكان آخر، بل ستكون قضاء على الاقليات وعلى الوحدة الوطنية ايضا.

 

بدوره رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ابدى دهشته من الفارق الكبير بين خطابات البطريرك الماروني بشارة الراعي السابقة، وخطاباته الحالية في باريس.

 

شمعون وفي مداخلة إذاعية استغرب هذا التحول المفاجئ، متسائلا عمن يكون قد اعطى البطريرك المعلومات التي جعلته يصرح بما صرح به، مطالبا البطريرك بالتخفيف من تصريحاته، لأنه كلما أطال بالكلام اخطأ.

 

ونصح شمعون البطريرك الراعي بأكل القليل من «الزعتر» لينشط ذاكرته ويسترجع ما فعله حكم الوصاية السورية في لبنان.

 

بالمقابل دعا النائب ابراهيم كنعان عضو تكتيك الاصلاح والتغيير، البطريرك الراعي الى اكمال مسيرة الصليب من اجل لبنان والمسيحيين، بعيدا عن الاحداث العالمية والديماغوجيات والتهجمات التي يتعرض لها.

 

عضو الكتلة عينها النائب نبيل نقولا، قال ان كلام البطريرك هو لحماية المسيحيين وليس تدخلا في السياسة الداخلية في لبنان وسورية.

 

الأب كميل مبارك رئيس جامعة «الحكمة» كان أول كاهن ماروني يعلن دعمه للمواقف البطريرك، وقد ابلغ «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار العوني ان الهاجس الرعوي يجعل من البطريرك الماروني يحمل هم المسيحيين في كل المنطقة» ودعا السياسيين الى الادراك بأن الهم الرعوي يلبس احيانا الملابس السياسية.

 

بالمقابل فإن النائب الكتائبي فادي الهبر، أكد على حق البطريرك باعطاء رأيه في اي ملف، لكن مواقف الراعي جاءت خارج الاطار السليم هذه المرة.

 

واضاف الهبر يقول ان الكلام عن ربط سلاح حزب الله بعودة الفلسطينيين هو كلام بازار سوري وبازار حزب الله.

 

 

=================

 

البطريرك الماروني إذ يؤيد بشار الأسد!! * ياسر الزعاترة

 

 

 

في لبنان لم يكن ثمة خلاف على كره النظام السوري بين الغالبية الساحقة من المسيحيين، وفي مقدمتهم الموارنة الذي يشكلون النسبة الأكبر من الطائفة. يتوافقون في ذلك مع القطاع الأكبر من السنّة، في حين وجد غالبية الشيعة في النظام السوري حليفا إستراتيجيا بالغ الأهمية، وبالطبع تبعا للتحالف الإيراني السوري المعروف.

 

في المرحلة الأخيرة بعد لقاء الجنرال عون مع حزب الله فيما يعرف بتحالف الثامن من آذار، اختلفت نبرة بعض المسيحيين حيال النظام السوري، وإن بقي الكره كامنا في نفوس معظمهم، لأن لقاء السياسة لا يستتبع بالضرورة لقاء القلوب، لاسيما أن المسيحيين لا يزالون ينظرون إلى النظام السوري بوصفه المتسبب في تهميش حضورهم في الدولة اللبنانية.

 

قبل أيام قال البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال مؤتمر أساقفة فرنسا «كنت آمل لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها»، مضيفا أنه «إنسان منفتح. تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات لوحده». ولخص الراعي رأيه بالقول «لسنا مع النظام، لكننا نخشى المرحلة الانتقالية». مضيفا «علينا أن ندافع عن المسيحيين وعلينا أن نقاوم بدورنا». أما الأسوأ فيتمثل في قوله إن «تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه سيوصل إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين». وهو رأي سانده الجنرال عون بقوله «بديل النظام الحالي في سوريا سيكون الإخوان المسلمين الذين يؤمنون بأن الديمقراطية هي ضد الشريعة» (هل يبرر ذلك حتى لو صحّ وهو غير صحيح تأييد الدكتاتورية؟!).

 

لم نكن في حاجة إلى رأي البطريرك الماروني وصاحبه الجنرال لنعرف أن غالبية المسيحيين في لبنان، وربما عموم المنطقة يقفون إلى جانب النظام السوري (هناك قطاع مسيحي لبناني له رأي آخر بالطبع)، ومعهم بالضرورة غالبية العلويين والدروز، والسبب برأيهم هو ما ذكره البطريرك، أي الخوف من المرحلة الانتقالية، وبتعبير أدق من البديل المحتمل عن النظام السوري.

 

لا خلاف على أن الأقليات غالبا ما تصطف إلى جانب الأوضاع القائمة ما دام احتمال بقائها ممكنا، لاسيما إذا كانت جيدة بالنسبة إليها، لكن هذا الموقف لا يُعد مقبولا بالمقاييس الأخلاقية عندما تكون تلك الأوضاع من اللون الدكتاتوري، ولا أعتقد أن البطريرك الماروني، ومعه سائر المسيحيين يعتقدون أن بشار الأسد جاد في تحقيق إصلاحات حقيقية تمنح الشعب فرصة التعبير عن نفسه وتقرير مصيره بحرية كاملة.

 

واللافت هنا أن التبرير الذي يسوقه البطريرك هنا لا صلة له البتة بالمقاومة والممانعة كما هو حال البضاعة التي يبيعها بعض القوميين واليساريين لتبرير وقفتهم إلى جانب النظام، لاسيما أننا نعلم مثلا أن وقوف الأخير مثلا إلى جانب حزب الله وحرص على سلاحه لم يرق يوما للمسحيين اللبنانيين على وجه التحديد، وبالطبع تبعا لاعتقادهم بأن الحزب يستخدم سلاحه في تحقيق نفوذ سياسي في الداخل اللبناني.

 

هنا ينبغي أن يُطرح سؤال بالغ الأهمية حول البديل المحتمل في سوريا، والذي يمكن أن يشكل تهديدا للأقلية المسيحية كما يعتقد البطريرك وسواه، والإجابة أن أحدا من قوى المعارضة، بمن فيها الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان لم يطرح في يوم من الأيام خطابا يهدد تلك الأقلية، فيما هو يفعل العكس حيال جميع الأقليات، وليس صحيحا ما قاله عون عن موقفهم من الديمقراطية، ما يضع الموقف في خانة الخوف التقليدي من الإسلاميين، وربما الموقف الطائفي المسبق منهم بصرف النظر عن خطابهم وسياساتهم. ويبقى أن عاقلا في سوريا لا يصدق بالفعل حكاية القوى السلفية والإرهابية التي تهدد البلد وأقلياته المخالفة في المعتقد.

 

في مصر على سبيل المثال لم يكن الإخوان هم الذي يغذون الخطاب الطائفي ضد الأقباط، بل النظام نفسه، وهو الذي كان يميز ضدهم في الحالات التي يشتكون منها، وفي أي بلد عربي آخر لن يكون الموقف مختلفا.

 

أما العراق وما جرى فيه للمسحيين، فلا يبدو الموقف قابلا للقياس، ليس فقط بسبب ضآلة حضور التيار السلفي الجهادي (حتى هذا لا يطالب بالتمييز ضد المسيحيين وإن تناقضت ممارسته مع خطابه في بعض الأحيان)، وإنما لأن الحرب العبثية قد أصابت الجميع ومن قتل من السنة والشيعة، حتى بمنطق النسبة لعدد لسكان أكبر بكثير ممن قتل من المسيحيين.

 

الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو المتعلق بردة فعل الشارع السوري على مثل هذا الموقف من طرف المسيحيين ودعمهم المباشر وغير المباشر للنظام، إذ سيؤدي بالضرورة إلى ردة فعل سيئة، لاسيما أن أحدا لم يطرح صيغة بديلة غير صيغة الدولة التعددية المدنية التي تستوعب كل مواطنيها وتمنحهم حقوقا متساوية.

 

يستحق هذا الموقف مراجعة حقيقية من سائر الأقليات، لاسيما أن النظام لا يجد غضاضة في التورط في حرب أهلية دفاعا عن نفسه، وهي حرب لن يربح منها أحد لكن من يقفون إلى جانب النظام سيكونون أكبر الخاسرين من دون شك، بخاصة على الصعيد الأخلاقي.

 

بقي مسألة الضمانات التي ينبغي أن تقدمها القوى الإسلامية، وفي مقدمتها الإخوان للأقليات بحسب ما يطالب البعض، والسؤال هو: هل لو خرج قادة الجماعة وأقسموا أغلظ الأيمان أنهم سيضعون جميع الأقليات على رؤوسهم بعد التحرر من الطاغوت سيغير الموقف؟ كلا بالتأكيد.

التاريخ : 12-09-2011

 

Share on google

=================

البطريرك الماروني أعلن من يعتبره عدوه الحقيقي

إياد أبو شقرا

الشرق الأوسط

 

«هناك أسلمة في الإدارة اللبنانية، وهذا ‏أمر بات معروفا، ونحن نشعر بأننا مواطنون من الدرجة الثانية في هذا البلد»

(البطريرك الماروني بشارة الراعي – قاله عام 2007)

 

مثير الكلام الصادر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي في فرنسا خلال الأسبوع الماضي.

مثير لجملة من الأسباب، مع أن المضمون السياسي للكلام غير مستغرب البتة من غبطة البطريرك، لا سيما عند أولئك الذين يذكرون جيدا ما كان يقوله ويثيره خلال السنوات الست الأخيرة، بعد انسحاب القوات السورية من لبنان. فهو خاض معركتين ضاريتين ضد حكومة فؤاد السنيورة عام 2007، مرة بحجة إلغائها عطلة «الجمعة العظيمة» والمرة الأخرى بحجة التزامها «تشريع حقوق الطفل في الإسلام». ويومذاك اتهم تلك الحكومة بالعمل على «أسلمة» لبنان.. وهذا بينما كان حزب الله يتهمها بأنها «أميركية» و«إسرائيلية». بل إن الراعي خاض معركتيه ضد حكومة السنيورة عندما كان الحوار جاريا بين حزب الله وميشال عون.. وتوج بعد بضعة أشهر بـ«ورقة تفاهم» بينهما!

المهم الآن، بعد ما قاله البطريرك في باريس، وإن لم يكن الأهم، هو أنه تراجع فيه عما سبق أن نقل عنه غير مرة، بعد انتخابه بطريركا، عن أنه «على مسافة واحدة من القوى المتصارعة» على الساحتين المسيحية واللبنانية. الواضح الآن أنه ليس أبدا على مسافة واحدة من الجميع، بل هو – علانية – على رأس فريق وضد فريق.. في مسألة خلافية مصيرية.

مواقف البطريرك في الأسبوع الماضي تضعه تماما في «معسكر» يضم ميشال عون، وتظلله «آيديولوجيا» طالما روج لها كريم بقرادوني، ويضم مؤمنين بـ«تحالف أقليات» إقليمي عدائي ضد الغالبية المسلمة السنية في الشرق الأوسط.. يعملون له مع شركاء لهم من طوائف أخرى، ويتأكد كل يوم – بالممارسة الميدانية والدليل الدموي المحسوس – أنها تكره هذه الغالبية أكثر بكثير من كرهها لأي «عدو» آخر...

أمر ثان مهم في مواقف البطريرك هو أنها أعلنت داخل قصر الإليزيه الرئاسي الفرنسي في قلب باريس. وأنه عبر عنها في موقع اتخاذ القرار السياسي في الدولة الكاثوليكية الوحيد التي تملك حق «الفيتو» في مجلس الأمن، والدولة الأوروبية الكبرى التي نصبت نفسها حامية للمسيحيين – وبالأخص الكاثوليك والموارنة – في المشرق العربي، وأخيرا وليس آخرا أمام الرئيس الذي كسر عزلة النظام السوري وأعاد «تسويقه» في الغرب رغم كل ما فعله بعد اضطراره لإنهاء احتلاله الفعلي والأمني للبنان عام 2005. ما فعله البطريرك الراعي، بكل بساطة، هو حث «باريس – نيكولا ساركوزي» على إعادة تأهيل نظام دمشق، من جديد، بالرغم من المجازر التي يرتكبها يوميا بحق شعبه، وهذا بعدما اكتشفت القيادة الفرنسية نفسها استحالة الوثوق بتعهداته.

ولننتقل إلى محطة أخرى..

البطريرك الراعي، وعدد من رجال الإكليروس المسيحي اللبناني، دأبوا طيلة ما كانوا يعتبرونه «احتلالا» على طرح قضية انسحاب القوات السورية من لبنان على أساس أنها قضية «تحرر» و«حقوق إنسان» للبنانيين. وبالتالي، من المفارقات المؤسفة تجاهله اليوم حرية المواطنين السوريين وحقوقهم الإنسانية، بينما هم يتعرضون لقمع أشد حتى من ذلك الذي عانى منه اللبنانيون من قبل، ومن «آلة القمع» نفسها، على امتداد ثلاثة عقود.

كذلك، كانت بين ذرائع مناوئي الوجود الأمني والعسكري السوري في لبنان – وبينهم البطريرك الراعي نفسه عندما كان لا يزال مطرانا – في مناهضة ذلك الوجود ومقاومته، أنه عمل على «تقسيم» اللبنانيين و«تحريض بعضهم على بعض»، ولعبه المستمر على تناقضاتهم في تقريب هذه الأقلية أو تلك في بلد لا أكثرية طائفية فيه. فهل غدا الآن في صميم مصلحة «الأقليات»، في سوريا ولبنان، المحافظة على هذا النظام بل والدفاع عنه؟

أما عن موضوع سلاح حزب الله، الذي دافع عنه البطريرك بالأمس مشكورا، يجوز لنا التساؤل عن تحمسه له اليوم بعد القرار الدولي 1701 الذي يحظر على «الحزب» الوجود العسكري والتسليحي جنوبي نهر الليطاني، وبعد استخدام «الحزب» سلاحه في الداخل اللبناني ضد شركائه في الوطن يوم 7 مايو (أيار) عام 2008، بينما كان قبلا ضده على طول الخط.. عندما كان يستخدم في عمليات تحريرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

أما التلويح بخطر تولي الإسلاميين السلطة في سوريا، فهو – شئنا أم أبينا – تلويح بخطر افتراضي بهدف التعتيم على حقيقة مريرة قائمة فعلا. لقد شارك الإسلاميون في الحياة السياسية السورية منذ عقود عديدة، ومع أن المسلمين السنة – من العرب والأكراد والتركمان والشركس وغيرهم – يشكلون أكثر من 80 في المائة من مجموع السكان فإن نسبة تمثيلهم في البرلمان كانت ضئيلة جدا على مر السنين. أضف إلى ذلك أنه في عهد الديمقراطية في سوريا تولى درزي (منصور الأطرش) رئاسة المجلس الوطني لقيادة الثورة ودرزي آخر (شوكت شقير) رئاسة أركان الجيش، ومسيحي (فارس الخوري) منصبي رئاسة الوزارة ورئاسة مجلس النواب.. ولم تنزعج الغالبية السنية من ذلك أبدا.

ثم إن الأحزاب الكبرى التي أقبل المسلمون السنة في سوريا على الانخراط فيها كانت تضم قيادات رفيعة من غير السنة، من مستوى ميشال عفلق وميخائيل ليان ودانيال نعمة وحنا كسواني وغيرهم. وعليه، إذا كان هناك «تشدد» إسلامي سني – يقلق البطريرك الراعي – اليوم.. فهو ناجم عن تراجع الديمقراطية والحريات لصالح الديكتاتورية والتسلط والتحريض الفئوي.

في أي حال قد يكون من المفيد أن نتذكر أن الفكرة من «تحالف الأقليات» لم تولد البارحة. فهي كانت في صميم الفكر الإمبريالي والعنصري الغربي الطامع بالشرق. وعندما أبصرت الحركة الصهيونية النور، قبل عقود من نجاحها بتأسيس إسرائيل، شجعت عليها وعملت على تنفيذها باعتبارها وسيلة تفتيت وفتنة مضمونة النتائج. والنسخة القديمة الجديدة من «تحالف الأقليات» تأتي هذه الأيام مع استفحال الهجمة «الشعوبية» وتفاقم التصارع المذهبي على المشرق العربي.

فليس من العبث، أن تغض إسرائيل تحت سلطة الليكود الطرف عن ولادة «دويلة شيعية» في لبنان كان أحدث منجزاتها في ظل حكومة حزب الله، بالأمس، – وبصمت يصم الآذان – إسقاط شرط تأشيرة الدخول للإيرانيين، وأن تحذر مرارا من «مخاطر» تغيير النظام في دمشق. وفي المقابل، تطل تركيا لملء الفراغ العربي وتطرح نفسها «حامية» للسنة في وجه الهجمة الإيرانية على كل من العراق وسوريا ولبنان.

«تحالف الأقليات» لن يعيد العرب من أهل السنة «إلى الصحراء من حيث أتوا» – كما قال أحدهم في باريس أيضا عام 1920 –... بل سيزج المشرق العربي في حروب لا تنتهي إلا بلحاق مسيحيي سوريا ولبنان، بإخوتهم مسيحيي فلسطين والعراق.. في مهاجر ما وراء البحار.

 

 

رابط المقال

البطريرك الماروني أعلن من يعتبره عدوه الحقيقي

 

=================

الراعي آثر عدم الرد على منتقديه وما نقل عنه كان محوراً

 

البطريرك الراعي الذي آثر عدم الدخول في الردود  لدى وصوله الى المطار عقد لقاء مع دائرة ضيقة من الاعلاميين في الصرح وأكد أمامهم أن كلامه اجتزىء وأخرج من اطاره لذلك فهم في غير محله .

 

 

البطريرك الراعي قال حول الموقف من سوريا أبرزنا المخاوف  من ثلاثة أمور: الانتقال من الأنظمة التي توصف بالديكتاتورية الى أنظمة متشددة- الخوف من الانتقال من السيء الى الأسوأ عبر حرب أهلية لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب ولا يمكن أن ننسى مخاطر الانتقال الى دويلات. وأشار الراعي الى أن الرئيس ساركوزي لم يبد أي تحفظات على هذه الملاحظات مشدداً أن بكركي لم تكن مع أي نظام أو ضد أي نظام.

 

معلومات صحفية تحدثت عن لقاء مرتقب بين البطريرك الراعي والرئيس ميشال سليمان الخميس المقبل خلال مشاركتها في الديمان في الاحتفال السنوي في حديقة البطاركة وأن الرئيس نجيب ميقاتي سيزور الديمان الجمعة للقاء البطريرك.

 

البطريرك الراعي أسف للنظرة السطحية في التعاطي مع المواقف التي أطلقها في باريس ودعا الاعلام الى الموضوعية.

=================

تقي الدين: وجود الاسد على رأس النظام في سوريا حمى المسيحيين وسيحميهم

 

More Sharing Servicesشارك | Share on facebook Share on email Share on favorites Share on print

 

جهينة نيوز:

 

نوه رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين بمواقف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الاخيرة، واصفا مواقفه "بالتاريخية ويصب في مصلحة لبنان" ورأى انه "على الجميع قراءة كلام البطريرك الراعي بتمعن، لانه ادرك خطورة الوضع الذي يلف منطقة الشرق الاوسط ولديه رؤية مستقبلية بأن ما يمس المسيحيين في سوريا يمس مسيحي لبنان".

 

وقال: "إن المسيحيين في العراق دفعوا ثمنا باهظا والسوريون هم اول من حمى المسيحيين بعد تهجيرهم من العراق، ونحن نقول لهم اليوم ان وجود الرئيس بشار الاسد على رأس النظام في سوريا هو الذي حمى المسيحيين وسيحميهم في المستقبل ان كان في لبنان او في سوريا".

 

وذكر ان الفضل في المحافظة على الوجود الماروني في لبنان يعود للرئيسين الراحلين سليمان فرنجيه وحافظ الاسد، مشيرا الى انهما من حميا المسيحيين في خلال الحرب اللبنانية.

 

وانتقد ردود فعل قوى 14 آذار على كلام البطريرك الراعي، وقال" لدى بعض الفاعليات في 14 آذار خوف من الاعتراف بأن لسوريا اليد الطولى في المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق"

 

 

=================

سوريا ايضاً! - طارق مصاروة

11/09/2011 11:44

 

 

 

سوريا ايضاً!

 

تخوف بطريرك الموارنة بشارة الراعي من تداعيات الوضع في سوريا تبدو غريبة للأردني الذي لم تحترق اصابعه منذ تأسيس الدولة بالنزاعات المذهبية، الأمر الذي يدعونا الى التوقف عند تخوفات البطريرك، وان نتوقف عندها لأنه يزور فرنسا!!

 

يقول الراعي، ان انهيار نظام الأسد سيكون لمصلحة السنة، وهؤلاء سيتحالفون مع سنّة لبنان، الأمر الذي سيؤدي الى صراع طائفي سني – شيعي يكون المسيحيون ضحيته.. تماماً كما حدث في العراق!!

 

الراعي كان يستمع الى ساركوزي بعد هذا الذي اثاره، واعتبره الفرنسيون دفاعاً عن نظام الأسد، وقد كان ساركوزي واضحاً: ان نظام الأسد انتهى!! وأن فرنسا تتكفل، مرة أخرى، بالدفاع عن المسيحيين في أي صدام داخلي، الأمر الذي اثار الانقسام في فسطاط مسيحيي 14 آذار، وهم المعارضة لأن هناك املاً كبيراً في الخلاص من النظام السوري الذي عاد الى لبنان دون جيش، ودون مخابرات!!

 

والنموذج العراقي، كما اشار اليه البطريرك الراعي، نموذج فاقع في وضوحه وقسوته، فالأحزاب العاملة كلها «احزاب اسلاموية»، من المجلس الاسلامي الاعلى، الى حزب الدعوة، ومنه المالكي رئيس الوزراء، الى التيار الصدري.. واخيراً الى حزب السنّة الاسلامي نسخة الاخوان المسلمين العراقية، فالصراع القاتل منذ انتهاء حكم البعث وصدام حسين على يد الاحتلال الاميركي كان صراعاً شيعياً – سنيّاً، في بقية العراق، وصراعاً عربياً – كردياً في الشمال. وكان ضحية الصراع المذهبي هم مسيحيو العراق.. الذين غادر اكثرهم بلده الى المنافي الاوروبية والاميركية.. والى حد ما العربية!! فقدْ فَقَدَ العراق من مسيحييه اكثر من 55%، والباقي اكثره لجأ الى امكنة آمنة في الشمال الكردي..

 

من خلال معرفتنا بفسيفساء المجتمع السوري لا نعتقد ان الاكثرية السنية، ستتكتل ضد الأقليات التي اذا جمعتها اصبحت شبه اكثرية، فهناك المسيحيون، والعلويون، والدروز، والشيعة، والأكراد، والبدو – وهم جماعة مميزة منتشرة في البادية والجزيرة والاسماعيلية وهم يشكلون اكثرية ايضاً، رغم انهم لا يشكلون تكتلاً اجتماعياً او مذهبياً ضد السنّة، فمثل هذه التقسيمات هي حسابات نظرية لا تؤثر على جوهر أي نظام مستقبلي.

 

من حق البطريرك الراعي ان يتخوف على الوضع اللبناني، لكن تخوفه الذي انطرح في فرنسا فيه تحليل ذكي، لكنه غير قابل للصيرورة!!.

 

 

طارق مصاروة

=================

 

ردود واسعة على كلام البطريرك الراعي : الحرص على المسيحيين لا يكون من خلال تقييدهم بديكتاتورية الاسد

 

رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن "المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي فيها انقلاب موصوف على مسيرة بكركي التاريخية وانقلاب آخر على موقف مجلس المطارنة الموارنة"، وسأل: "كيف يتسامح صاحب الغبطة مع وجود دويلات مسلحة وسلاح خارج الشرعية؟"

 

واعتبر مكاري في حديث لإذاعة "صوت لبنان" أن "الراعي فقد دوره كمظلة مسيحية بعدما استعدى بمواقفه 70 في المئة من المسيحيين"، وتمنى على الراعي "دعوة القيادات المسيحية الى خلوة جامعة في بكركي للبحث في الاستراتيجية المسيحية"، وسأل: "لو كان هذا الموقف موقف الفاتيكان، لكان حري بالبطريرك ان يقصد روما ويحاول تغيير سياسة عاصمة الكثلكة".

 

 

النائب بطرس حرب

 

علّق النائب بطرس حرب على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في باريس حول سوريا و"حزب الله" وحماية المسييحين، بالقول: "لا أحد يخبرني إن النظام السوري يحمي المسيحيين في لبنان، فمَن قمع المسيحيين في لبنان ومن أخذ حقوقهم؟ أليس هذا النظام؟ أما بالنسبة للمسيحيين في سوريا، فهذا النظام يقول لهم فلتأكلوا وتشربوا لا غير". وفي حديث إلى "إذاعة الشرق"، أضاف حرب: "احترامُنا لسيدنا البطريرك يعرفه هو، لكن ما قاله سيدنا لا يعبّر عن رأينا، والوصول الى هذا الاستنتاج من قبَلِه لا أشاركه به".

 

وتابع حرب: "لقد أثبت الشعب السوري أن لديه حركات تحررية، وليس هناك خوف ممّن يخلف النظام السوري"، وأردف: "في الدين يعرف البطريرك أكثر منّا، لكن في السياسة نحن نعرف اكثر من البطريرك"، معتبراً أنه قد "يكون وراء موقف البطريرك الخوف على الأقليات"، لكنه لفت إلى أن "لموقف بكركي نتائج، لأن بكركي ليست جزءاً عادياً في التركيبة اللبنانية". وقال حرب في هذا السياق: "نحن ننتظر عودة البطريرك، وعندما ألتقيه سأسأله ما هي المبررات لأخذه هذا الموقف، خصوصاً أن الكنيسة ليست الكهنة فقط، بل الكنيسة هي الشعب أيضًا"، مضيفاً: "لا يمكن أن نتصور أنفسنا في مواجهة بكركي ولو اختلفنا في وجهات النظر، فبكركي هي المظلة التي نجتمع تحتها، إلا أن المفاجأة الكبرى في كلام البطريرك كان موقفه من مسألة السلاح، وسيبقى على كلام البطريرك علامات استفهام الى ان نستوضح منه ذلك، وفي ضوئها سنأخذ موقفاً". وردًا على سؤال، أجاب حرب: "ما فاجأنا هو أن البطريرك الراعي عندما كان مطراناً لم تكن مواقفه هكذا، ونحن نعرفها والجميع يعرفها، لكن ماذا حصل؟ لا نعرف، فالموقف الذي قرأته له أنا ضده ولا يعبر عن رأيي".

 

 

النائب ميشال فرعون

 

أكد عضو كتلة "القرار الحر" النائب ميشال فرعون في حديث إلى صحيفة "النهار" أن "ارتكابات النظام السوري تدين نفسها قبل إدانة كل من يؤمن بحقوق الانسان ونبذ العنف"، لافتًا إلى أن "الطريق الذي يضمن استقرار سوريا وحماية السوريين المسلمين والمسيحيين يعرفه النظام السوري، وهو الطريق الذي تحدثت عنه الجامعة العربية والاسرة الدولية".

 

وإذ شدد على أن "الهواجس والخشية على الاستقرار في سوريا وعدم تعرض المسيحيين وغيرهم لما أصاب الأقليات في الدول الاخرى، لا يبرر التدخل في الشؤون السورية، الأمر الذي قد تكون له انعكاسات سلبية، ولذا يقتضي الحذر والتحفظ في كل ما يخص الشأن السوري الداخلي"، لاحظ فرعون أن تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي (الذي قال: إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا، وها هي صورة العراق أمام أعيننا) "ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الأوضاع في سوريا، وقد تكون لها نتائج سلبية جداً على الحضور المسيحي في سوريا والشرق، لذا وجب التحفظ وعدم التدخل في الشؤون السورية، كما لا نريدهم ان يتدخلوا في شؤوننا".

 

 

النائب سيرج طورسركيسيان

 

نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان ان 14 آذار "لم تفقد أحداً كما سمعنا البعض يقول اننا فقدنا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والراعي قال رأيه ولم يقل انه ضد 14 آذار أو مع 8 آذار".

 

واعتبر أن البطريرك الراعي "لا يمكن له أن يعطي رأيه بـ"الإخوان المسلمين" وما سيقومون به، أو بأشخاص لم نر بعد أفعالهم. كذلك لا يمكن اخذ العراق كنموذج في ما حصل للمسيحيين". مضيفاً: "اعتقد ان البطريرك الراعي يريد ان ينفصل عن مواقف البطريركية السابقة ويأخذ مواقف جديدة، ويريد ان يخرج من ظل البطريرك مار نصر الله بطرس صفير".

 

 

النائب إيلي ماروني

 

علق عضو كتلة "حزب الكتائب" النيابية النائب إيلي ماروني على مواقف البطريرك الراعي قائلا: "إننا بانتظار عودة غبطة البطريرك إلى لبنان لاستيضاحه المبررات والدوافع التي أملت عليه اتخاذ مثل هذه المواقف، وعن المعطيات التي يملكها ودفعته إلى أن يبدي تخوفه من حروب سنية شيعية ومن خوف على مصير المسيحيين وإلى أن تخلي "حزب الله" عن سلاحه مرتبط بزوال الاحتلال الإسرائيلي".

 

وأشار لصحيفة "السفير" إلى أنه "بالرغم من تمسكنا بمواقف بكركي التاريخية المحافظة على سيادة واستقلال لبنان، وبمواقف البطريرك الراعي التي أعلنها في خطابه يوم انتخابه، إلا أنني في الوقت نفسه، لا أنكر أننا تفاجأنا في مواقف البطريرك غير السارة التي أطلقها من باريس".

 

وتابع ماروني: "لربما قد يكون الفرنسيون أبلغوا البطريرك بمعطيات معينة دفعته إلى اتخاذ هكذا موقف، ولذلك فإننا ننتظر عودة سيد بكركي، باعتبار أنه يهمنا الاطلاع على حيثيات ما صدر عنه، خاصة وأن ما قاله البطريرك قد أثار ردود فعل مستنكرة في الأوساط المسيحية لا يمكن تجاهلها".

 

 

العميد المتقاعد وهبي قاطيشه

 

اعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشه أن تصريح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بما خص الوضع السوري "أتى بخلاف ما يتطلع له المسيحيون في المشرق وبخلاف تاريخهم وهويتهم".

 

وأضاف في حديث صحافي: "الحرص على المسيحيين في سوريا لا يكون من خلال تقييدهم بديكتاتورية الاسد والتصدي لتطلعات الشعب. المسيحيون لا يمكن أن يعيشوا ويستمروا ويبدعوا الا في ظل دولة حرة ديمقراطية لأننا وبخلاف ذلك نتحدث عنهم كأهل ذمّة وهم لم يكونوا يوما كذلك. الديكتاتوريات لم تحم بيوم المسيحيين واللجوء اليها اليوم انقضاض على المسيحيين ووجودهم". ويصف مواقف البطريرك الراعي بما خص الملف السوري بـ"المغالطة التاريخية".

 

وعن امكان أن يكون البطريرك الراعي قد سمع كلاما في فرنسا دفعه للادلاء بهذه المواقف، قال: "مواقف الدولة الفرنسية واضحة بهذا الصدد وهي تعتبر ما يحصل في سوريا جرائم ضد الانسانية وبالتالي ولو كان البطريرك يريد أن يعبّر عن ارادة فرنسية لكان قال عكس ما خرج به للاعلام".

 

ولفت قاطيشه الى أن اعتبار البطريرك الراعي ان وجود سلاح حزب الله مبرر لتحقيق حق العودة، "لا يعطي شرعية لهذا السلاح لان سلطة البطريرك دينية فقط"، وقال: "هذا الموقف معاكس تماما للمواقف التاريخية لبكركي التي لطالما سعت لبناء الدولة القوية وواجهت الدويلات. ربط مصير الفلسطينيين وعودتهم بهذا السلاح معاكس لتوجهات بكركي كما للمواقف الواضحة والصريحة للمجتمعين العربي والدولي".

 

وتابع قاطيشه: "الراعي لا يعبّر بمواقفه هذه عن طروحاتنا ومشاريعنا وكان من الأجدى له عدم النزول للقضايا الداخلية لأنّه وقع في الأخطاء... البطريرك صفير كان دائما يتحدث بالمبادىء الوطنية ولم يتدخل بالشؤون الداخلية الضيقة."

 

 

تم إضافته يوم السبت 10/09/2011 م

=================

صدمة في صفوف مسيحيي 14 آذار على خلفية المواقف النوعية للبطريرك الراعي

2011-09-10

 

 

بولا أسطيح - النشرة

لم يتمكن المطارنة الموارنة حتى الساعة من تلقف المواقف النوعية التي أطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من فرنسا بما خص الملف السوري و ملف سلاح حزب الله. ففيما فضّل معظم المطارنة عدم التعليق على ما أتى على اللسان البطريركي لحجة أو لأخرى، نكر بعضهم ما كانوا قد صرحوا به في وقت سابق كونه يتعارض مع السياسة الجديدة لبكركي ما يخرجهم عن السياق الجديد للأمور.

 

أما سياسيا، فكان للصدمة التي أحدثها الكلام البطريركي صدى واسعاً داخل قوى المعارضة التي وجدت نفسها مكبلة اليدين في التعاطي مع المستجدات، فهي من جهة ترفض قطع شعرة معاوية مع بكركي لما سيكون لذلك من تبعات مستقبلية وتعوّل من جهة أخرى على استدراك البطريركية ما تعتبره هذه القوى "أخطاء جمة" اقترفها البطريرك الراعي.

 

وقد كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن تيار المستقبل سيتجنب الرد على البطريرك الراعي وهو أوكل المهمة لحزبي القوات والكتائب ليبقى النائب خالد الضاهر يغرد خارج السرب بعد ما قاله عن أن "الرئيس السوري بشار الأسد قد أرسل موفدين للقاء البطريرك الراعي في لبنان بغية حشد تأييد الأقليات اللبنانية لنظامه".

 

القوات: الراعي لا يعبّر عن طروحاتنا ومشاريعنا ومواقفه معاكسة لمواقف بكركي التاريخية

 

حزب القوات اللبنانية لا يخفي خيبته من مواقف البطريرك الراعي ولا يتردّد باعتبار ما قاله عن سلاح حزب الله وسوريا مواقف "معاكسة لمواقف بكركي التاريخية".

امين السر العام في القوات اللبنانية ومستشار رئيس الحزب سمير جعجع وهبي قاطيشا يعتبر أن تصريح البطريرك بما خص الوضع السوري "أتى بخلاف ما يتطلع له المسيحيون في المشرق وبخلاف تاريخهم وهويتهم". ويضيف: "الحرص على المسيحيين في سوريا لا يكون من خلال تقييدهم بديكتاتورية الاسد والتصدي لتطلعات الشعب. المسيحيون لا يمكن أن يعيشوا ويستمروا ويبدعوا الا في ظل دولة حرة ديمقراطية لأننا وبخلاف ذلك نتحدث عنهم كأهل ذمّة وهم لم يكونوا يوما كذلك. الديكتاتوريات لم تحم بيوم المسيحيين واللجوء اليها اليوم انقضاض على المسيحيين ووجودهم". ويصف مواقف البطريرك الراعي بما خص الملف السوري بـ"المغالطة التاريخية".

 

وعن امكانية أن يكون البطريرك الراعي قد سمع كلاما في فرنسا دفعه للادلاء بهذه المواقف، يقول قاطيشا: "مواقف الدولة الفرنسية واضحة بهذا الصدد وهي تعتبر ما يحصل في سوريا جرائم ضد الانسانية وبالتالي ولو كان البطريرك يريد أن يعبّر عن ارادة فرنسية لكان قال عكس ما خرج به للاعلام".

 

ويلفت قاطيشا الى أن اعتبار البطريرك الراعي ان وجود سلاح حزب الله مبرر لتحقيق حق العودة، "لا يعطي شرعية لهذا السلاح لان سلطة البطريرك دينية فقط"، ويقول: "هذا الموقف معاكس تماما للمواقف التاريخية لبكركي التي لطالما سعت لبناء الدولة القوية وواجهت الدويلات. ربط مصير الفلسطينيين وعودتهم بهذا السلاح معاكس لتوجهات بكركي كما للمواقف الواضحة والصريحة للمجتمعين العربي والدولي".

 

ويتابع قاطيشا قائلا: "الراعي لا يعبّر بمواقفه هذه عن طروحاتنا ومشاريعنا وكان من الأجدى له عدم النزول للقضايا الداخلية لأنّه وقع في الأخطاء... البطريرك صفير كان دائما يتحدث بالمبادىء الوطنية ولم يتدخل بالشؤون الداخلية الضيقة."

 

حزب الكتائب متردد في مواجهة مواقف البطريرك التي يعتبرها خارج الاطار السليم

بعكس الاندفاعة القواتية للرد المباشر على البطريرك الراعي، يبدو الكتائبيون مترددون في الدخول في مواجهة بكركي. هم "يعدون للعشرة" قبل التعليق على مواقف البطريرك الراعي.

 

عضو كتلة "الكتائب" النيابية فادي الهبر الذي يشدّد على حق البطريرك باعطاء رأيه بأي ملف، يتحدث عن ملفي سوريا وسلاح حزب الله مشددا على أنّه لا يرد بذلك على الراعي بل يكرر مواقف حزب الكتائب المبدئية، ويقول: "مواقف البطريرك جاءت خارج الاطار السليم. نحن نرفض المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري، ونسانده تماما في سعيه لتطوير النظام كما أننا لا نؤيد خيار اعطاء فرصة للأسد الذي ارتكب الفظائع بحق شعبه".

ويعتبر الهبر أن الرئيس السوري بشار الأسد "جعل من المسيحيين السوريين مواطنين درجة ثالثة لأنّه أعطى الاولوية دائما للعلويين"، ويضيف: "على الاسد أن يعي أن الحكم بالعصا وبفوهة المدافع والطيران الحربي لم ولن ينفعه".

 

وبملف سلاح حزب الله، يرى الهبر أن ربط السلاح بعودة الفلسطينيين هو "كلام بازار سوري وبازار حزب الله"، واصفا ايّاه بالكلام "الممجوج على المستوى الوطني"، ويضيف: "عندما يتعدد السلاح نصبح بحالة انفصام على مستوى الدولة ونتجه للدويلات التي لا تعود الا بالفقر على لبنان وبالتالي لتهجير المسيحيين".

 

=================

البطريرك الراعي يتحدث بلسان مسيحي الشرق والفاتيكان

للدول مهما بلغت عظمتها سفارة واحدة في كل دولة. وحدها الفاتيكان تملك سفارة في كل قرية في أنحاء العالم. لا يحتاج الكرسي الرسولي إلى سفارة في سوريا ولا إلى قناة «الجزيرة» أو وكالة سانا ليعرف ما يحصل في المدن السورية. سينبئه مسيحيو المدن السورية والقرى النائية، التي لا تصلها مواكب السفراء ولا كاميرات المصورين، بكل ما يحصل عندهم: كل ما يسمعونه ويشاهدونه، وكل تحليلاتهم ومخاوفهم. يوفر هؤلاء جهازاً دبلوماسياً للفاتيكان يتجاوز بعديده أهم الأجهزة الدبلوماسية والاستخبارية في العالم، فضلاً عن أن صدقية من يكتب التقرير على شاكلة اعتراف كنسيّ أكبر بكثير ممن يكتب التقرير لقاء بدل مالي.

هذه الدولة نفسها (الفاتيكان) تولي منذ عامين اهتماماً استثنائياً بما تطلق عليه «الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق». وقد تعاظمت مخاوفها على هذا الصعيد إلى حد الطلب من البطريرك الماروني نصر الله صفير الاستقالة وسهرت على انتخاب البطريرك بشارة الراعي بوصفه الأقدر بين زملائه المطارنة الموارنة على تحقيق التطلعات الفاتيكانية.

حين يزور الراعي فرنسا إذاً، يكون في حقيبته ملف متكامل عمّا يحصل في سوريا أعدته الدبلوماسية الفاتيكانية، يشمل هذا الملف: أولاً، معلومات ميدانية عن الأوضاع في سوريا، إضافةً إلى التحليلات والمخاوف. ثانياً، معلومات عن الخطط الأجنبية والسيناريوات الدولية لمعالجة الأزمة في سوريا (أو تصعيدها)، أعدتها الدبلوماسية الفاتيكانية التي يُروى الكثير عن نفوذها واختراقها معظم أجهزة الاستخبارات ومقاطعتها المعلومات بطريقة نادرة. ثالثاً، مجموعة أسئلة محددة وواضحة عن التدابير التي تنوي الدول العظمى اتخاذها لتضمن «الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق»، بعد تأكد الكنيسة من أن تدخل الغرب في الشرق لا يلحق غير الكوارث بالمسيحيين.

في فرنسا كان برنامج الراعي حافلاً، فبموازاة لقائه رئيس الدولة الفرنسية ورئيسي مجلسي الوزراء والنواب، التقى الراعي كاردينال باريس، الذي يشغل الموقع الدبلوماسي الأعلم بما تطبخه الدبلوماسية الفرنسية. ذهب الراعي حاملاً ملفاً متكاملاً. كانت أسئلته بالتالي واضحة ومحددة. يؤكد أحد الذين واكبوه في الزيارة أن غموض الأجوبة كان يدفعه إلى التصعيد أكثر فأكثر، مرة بعد مرة، بشأن الأزمة في سوريا. من يعرف الراعي جيداً، يعلم أنه خلافاً لبعض أسلافه، ليس بطريرك انفعال، بل بطريرك قلب وعقل. اختارته الفاتيكان لأنه رجل قلم وورقة وحسابات دقيقة. في هذا السياق لا بدّ من إعادة قراءة تأكيد «تفهمه لموقف الرئيس السوري بشار الأسد»، ومطالبته بإعطاء «الأسد فرصاً إضافية». ساءل الغرب في عقر داره: «عن أي ديموقراطية تتحدثون في ظل ما يحصل في العراق؟»، أجاب نفسه: «إنهم (من دون تحديد هوية الـ«هم») يستعملون الديموقراطية شعاراً لتغطية ما يقومون به»، مشيراً إلى أن «تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، سيوصل إلى السلطة حكماً أشد من الحكم الحالي، كحكم الإخوان المسلمين». ولا حاجة إلى الاستفسار من البطريرك عن المشكلة في حكم «الإخوان». فبالنسبة إليه، النتيجة معلومة مسبقاً: «المسيحيون هناك سيدفعون الثمن، سواء أكان قتلاً أم تهجيراً». فضلاً عن خشية الراعي من نشوء «تحالف بين الحكم السُّني في سوريا وإخوانهم السنّة في لبنان».

يؤكد بعض الذين يرافقون البطريرك تعبير الأخير في ما يخص سوريا عن قناعاته، التي ترسخت أكثر بعد سماعه كلام المسؤولين الفرنسيين. فيما يتحدث بعض المواكبين للراعي عن ثلاثة أسباب تدفعه إلى أن يقول في باريس ما لا يقوله حتى حين يستقبل السفير السوري في لبنان. وهذه الأسباب هي:

أولاً، المعلومات التي توافرت للبطريرك من مصادر متنوعة، أهمها تلك الفاتيكانية منها التي سبق الكلام عنها، عن تماسك النظام السوري وسيطرته على مختلف المدن السورية، واحتفاظه بالحد الأدنى من القوة الشعبية والقدرات التفاوضية الضروريتين لضمان استمراريته، مقابل عجز المحتجين عن الانطلاق بـ«الثورة»، في المعنى الجديّ للكلمة.

ثانياً، اكتشاف الراعي عدم وجود خطة دولية جدية لإطاحة الأسد أو حتى قرار بهذا الخصوص. ويقول أحد مرافقي البطريرك في زيارته إن الأخير سمع كلاماً من بعض المسؤولين الفرنسيين عن حق الشعوب في الحرية والديموقراطية يشبه كثيراً الكلام الذي كان يسمعه من أسلافهم عن حق اللبنانيين في الحرية والسيادة والاستقلال، كذلك سمع كلاماً جازماً بعدم وجود نية أو خطة غربية للتدخل العسكري في سوريا. وقد حرص الراعي على السؤال عن علاقة القيادة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات بالمعارضين السوريين، ففوجئ بأن العلاقة سطحية جداً، وأن التنسيق الذي ازدهر في السنوات القليلة الماضية بين بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية والاستخبارات السورية لم ينقطع بعد.

ثالثاً، تأكد البطريرك من أن الغرب لا يرى أي مشكلة في التحالف مع الجماعات الإسلامية المتشددة والإخوان المسلمين، ما دام هؤلاء يوفرون مصالح الغرب. وتأكد أيضاً أنه ليس على جدول أعمال الدول العظمى أية إشارة إلى ما يعرف بحقوق الأقليات الطائفية أو المخاوف الفاتيكانية على مسيحيي الشرق. مع العلم بأن الراعي يعبّر في بعض كلامه عن خشية فاتيكانية، تتنامى يوماً تلو الآخر، من التشدد الإسلامي. والأكيد هنا أن الراعي المدافع بقوة عن «ديموقراطية لبنان التوافقية»، سينحاز إلى تحالف الأقليات في المنطقة، إذا فرض عليه الاختيار بينه وبين حكم الأكثرية في المنطقة.

ما سبق، إضافة إلى النقاشات المستفيضة مع صناع القرار الدولي، أكدا للراعي، بحسب أحد المشاركين في الزيارة، أن الرئيس الأسد في طريقه إلى تجاوز الأزمة، وهو من دون شك باق في الموقع السوريّ الأول. ولا شك في هذا السياق في أن ما من عاقل كان سيتخذ مواقف كالتي صدرت عن الراعي أخيراً لو توافر لديه الحد الأدنى من المعلومات التي ترجح سقوط النظام. ولو شكّك الراعي بنسبة واحد في المئة في أن الرئيس السوري في طريقه إلى التنحي كما تمنى عليه الرئيس الأميركي لما كان قد قال بعض (لا كل) ما قاله.

معلومات «الأخبار» تؤكد أن أحد المطارنة المقربين جداً من البطريرك سيتوجه فور عودته والراعي من باريس إلى دمشق على رأس وفد مسيحيّ كبير للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. فموقف الراعي ـــــ الفاتيكان لا يعبّر عن الكنيسة المارونية فحسب، هذا هو موقف الكنائس السريانية والأرثوذكسية والكاثوليكية.

قبل الراعي، أعلن المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري أن «سوريا هدف لمؤامرة شريرة سوداء تضافرت عليها جميع أحزاب الشيطان في الأرض، من آلهة البطش والدمار وأبناء الأفاعي».

=================

الخارجية الفرنسية: للبطريرك الراعي الحرية التامة في عرض نظرته للوضع داخل سوريا

بواسطة العرب نيوز 10/09/2011 18:20:00

حجم الخط:   

باريس

اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس "ان للبطريرك الماروني بشارة الراعي الحرية التامة في عرض نظرته للوضع داخل سوريا". وذكر بموقف بلاده والوضع الحقيقي فأشار الى "ان هناك قتلى يوميا اما الاصلاحات التي عبر عنها الرئيس السوري بشار الاسد فلم توضع موضع تنفيذ وهناك مئات الاشخاص بل الآلاف يتعرضون يوميا للتوقيف الاعتباطي وقوى الامن والجيش يطلقان النار على المدنيين".

=================

معارضون : مخاوف البطريرك الماروني حول ما يجري في سورية... ليست واقعية

 

 

 

انتظر الكثيرون من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي موقفاً حيال الأحداث الجارية في سورية منذ اواسط مارس الماضي. ورغم أن سيد بكركي حذر في السابق من حروب أهلية في الدول التي تشهد انتفاضات شعبية لا سيما في سورية، فان المواقف المتقدّمة التي أطلقها خلال زيارته لفرنسا استوقفت الاوساط السياسية في نقطتين أساسيتين: الأولى تحذيره من انه «إذا تغيّر الحكم في سورية وجاء حكم للسنّة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنّة في لبنان، ما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنّة»، والثاني تخوفه من ان وصول حركة الاخوان المسلمين الى السلطة إذا سقط نظام الرئيس بشار الاسد «سيجعل المسيحيين يدفعون الثمن عبر القتل أو التهجير».

كلام الراعي الذي «باغت» بيروت سرعان ما طرح سؤال: هل تصريحاته الأخيرة بما تحمله من هواجس على مسيحيي سورية ومن مخاوف حول احتمال وصول حركة الاخوان المسلمين الى السلطة تمّت بمعزل عن الفاتيكان أم بمباركته؟ والأهم من ذلك كيف تلقفت المعارضة السورية هذه المخاوف والهواجس؟

في اتصال أجرته به «الراي» أكد المفكر السوري طيب تيزيني أن كلام البطريرك الراعي يعبّر «عن حال الارتباك التي يعيشها الكثيرون لما يجري في سورية وفي العالم العربي»، وقال: «للبطريرك الحق في أن يعيش هذا الارتباك، لكن إذا دققنا في الأمر سنجد أن مواقفه الأخيرة لا أساس لها لسبب تاريخي اجتماعي. فسورية لم تعش لحظة طائفية، وما كان يبرز هنا وهناك لم يكن إلاّ حالات عابرة تنتهي بسرعة. والمجتمع السوري تعددي قائم على الاقرار الضمني بالتعددية وهي تنعكس على تركيبته الاجتماعية».

ولفت تيزيني الى «أن تخوف البطريرك الماروني من حركة الاخوان المسلمين لا يتماشى مع المراجعات التي أجرتها الحركة على المستوى العقائدي»، مضيفاً: «هذه الحركة جرى تطويرها لا وجود لأي فريق اسلامي في سورية ينادي بتكفير المسيحيين وإلغاء دورهم، وحتى إذا شهدت سورية جماعة متشددة فإن هؤلاء مروا على تاريخها بشكل عابر، ووجودهم في سورية كان نتاج الاستبداد السلطوي والاستيلاء على الاقتصاد ما جعل من الطبيعي أن تلجأ هذه الجماعات المتشددة ذات الغالبية المهمشة الى الدين، من هنا تم رفع شعار الاسلام هو الحل».

واكد «أن نحو 80 في المئة من مكونات الشعب السوري هي من الجماعات المؤمنة وليست المتشددة، وهذه الظاهرة تُدخلنا الى الإسلام السياسي في سورية وهو ليس قوياً وإذا وُجد لا يصل الى مستوى يتجاوز التعددية القائمة وهو أقرب الى التسامح»، مشيراً الى «أن المخاوف التي يبديها البطريرك بشأن الوجود المسيحي في سورية في حال وصول الاخوان المسلمين الى السلطة لا أساس لها على أرض الواقع لأن الطبقة الوسطى الأكثر حضوراً تتباهى بعلاقتها الوطيدة مع المسيحيين وحتى مع اليهود العرب الموجودين في حلب وبعض المناطق الشمالية، وبالتالي فإن حركة الاخوان المسلمين مرت بمرحلة من الاضطراب والعنف بسبب الافقار الاقتصادي والهيمينة الايديولوجية لكنها اليوم ما عادت من الجماعات التكفيرية لأن من يمارس التكفير ليس الإسلام بل الايديولوجية السياسية البعثية».

وقدم مثالاً تاريخية حول التسامح التاريخي الذي تمتع به الاسلام فقال: «الاسلام المعتدل اكتسب اعتداله من نهج النبي العربي (صلى الله عليه وسلم) الذي أسس لشيء هائل في ما يعرف بدستور المدينة أو وثيقة الموادعة كما أسماها فرح أنطون، والنبي (صلى الله عليه وسلم) حين هاجر الى المدينة رافقه المسلمون الاوائل والنصارى والصابئة وقال لهم هذه هي مدينتكم وانتم أمناء عليها».

ورداً على سؤال عن كلام البطريرك حول احتمال حدوث صراع سني شيعي يدفع ثمنه المسيحيون، أكد تيزيني أن الشعب السوري «ناضج ومتسامح، وأقول للبطريرك لا تخَف، أنت واحد من هذا الوطن الوديع وسورية لم تعرف حركة دينية قامت على نفي الآخر، وحركة الاخوان المسلمين تحولت في درجة ملحوظة، والتيارات التكفيرية إذا وجدت في سورية فهي نتاج الاستبداد السياسي وليست نتاج الاسلام الراديكالي».

وفي السياق نفسه، أكد المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة لـ «الراي» «أن كلام غبطة البطريرك يخالف تاريخ العيش المشترك في سورية، ونحن نعتبر كل الطوائف على درجة واحدة من المواطنية، والمسيحيون في سورية هم مواطنون».

ورداً على سؤال حول تخوف الراعي من وصول الاخوان المسلمين الى السلطة في حال سقوط النظام وما سيتعرض له المسيحيون «من قتل أو تهجير»، قال الشقفة: «إذا شاركنا في الحكم كبقية قوى المعارضة، سندافع عن الجميع. وأهمّ رئيس وزراء في فترة الاستقلال كان فارس الخوري الذي تم انتخابه لعدة مرات، وأرجو من البطريرك الماروني أن يقرأ تاريخ سورية جيداً وأن يقرأ تاريخ المسلمين في سورية جيداً».

وشدد على أن كلام البطريرك حول صراع سني - شيعي إذا وصل السنّة الى الحكم في سورية «يتناقض بشكل قاطع مع مطالب الثورة السورية ومع بنية الشعب السوري»، نافياً وجود «صراع سني - شيعي لأن الحركة الاحتجاجية ليست طائفية»، ولافتاً الى «أن التدخل الايراني في سورية هو الذي يضفي طابعاً طائفياً على الثورة»، ومشيراً الى أن « الظروف التي تعرض لها المسيحيون في العراق تختلف عن الظروف التي تمر بها سورية، وإذا اعتدى أحد على احدى الطوائف في سورية ومن بينهم المسيحيون سندافع عنهم لأننا نعتبر أن مسيحيي سورية مكون أساسي من مكونات الشعب السوري».

من جهته شدد المعارض السوري فايز سارة على أن «كلام غبطة البطريرك الراعي لا يمتّ الى الوقائع التي تمر بها سورية اليوم، وغبطته لا يدرك بشكل جيد طبيعة الأزمة في سورية التي هي أزمة سياسية وثقافية واجتماعية وليست أزمة طائفية، وأعتقد أن البطريرك في غربة وجاهل عما يجري في سورية».

واكد سارة «أن المجتمع السوري متسامح وليست له طبيعة متشددة»، معتبراً أن حديث البطريرك عن الصراع السني - الشيعي إذا وصل سنّة سورية الى الحكم «يعكس خطاب المؤسسة الدينية المسيحية والاسلامية ولا يرقى الى مطالب الشعب السوري»، مضيفاً: « المؤسسة الدينية المسيحية مثل المؤسسة الدينية الإسلامية تسعى الى أن تكون على مساحة واحدة من الأنظمة السياسية ومنها النظام السوري»، مشدداً على «أن كلام البطريرك يتناقض مع شعار الثورة السورية «الشعب السوري واحد».

أما المعارض السوري لؤي حسين، فرأى أن البطريرك بشارة الراعي محق في تخوفه من وصول الاخوان المسلمين الى السلطة «لكنه غير محق في تخوفه على المسيحيين»، قائلاً: «أنا متفاجئ بكلام البطريرك وبنظرته الى المجتمع السوري، اذ لا يمكن مقارنة البنية الطائفية في لبنان ببنية المجتمع السوري».

ولفت حسين الى أن «الشروط الطائفية التاريخية المتوافرة في لبنان لا تنطبق على سورية، وهذه المسألة مرهونة بأداء السلطة»، وقال: «إذا أراد النظام تخريب تركيبة المجتمع السوري، لا أدري ماذا يمكن أن يحدث. وفي رأيي أن هذه المخاوف التي أشار اليها البطريرك ليست واقعية، والمسيحيون في سورية ليسوا جماعة صغرى أو أقلية دينية، ولا يمكن مقاربة الاحداث في سورية انطلاقاً من الصيغة العددية، والبطريرك يماثل بين البنية المجتمعية السورية والبنية المجتمعية اللبنانية».

=================

لراعي يعرب عن تفهمه لموقف الرئيس الاسد ويؤكد خشيته على مسيحيي الشرق

 

More Sharing Servicesشارك | Share on facebook Share on email Share on favorites Share on print

 

جهينة نيوز

 

أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن تفهمه لموقف الرئيس بشار الأسد وعن خشيته في الوقت ذاته من مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق حسب رأيه.

 

وعبر الراعي خلال مؤتمر أساقفة فرنسا أمس عن أمله بأن يتم إعطاء المزيد من الفرص للإصلاحات السياسية التي بدأها الرئيس الأسد.

 

وقال البطريرك الراعي أريد أن أكون موضوعيا فالرئيس الأسد بدأ بسلسلة من الإصلاحات السياسية ومن المفترض إعطاء المزيد من الفرص للحوار الداخلي ومزيد من الفرص لدعم الإصلاحات اللازمة وأيضا تفادي أعمال العنف والحرب.

 

وقال الراعي: إن ما يهمنا في لبنان هو أن تعيش سورية بسلام وحسن الجيرة مؤكدا أن المخاوف كثيرة لما يحصل في المنطقة وصورة العراق ماثلة أمامنا.

 

وشدد الراعي خلال كلمة له على أن الدول الغربية لايهمها إلا مصالح اسرائيل وما يحصل من تفتيت للدول العربية هو لصالح إسرائيل.

 

وتساءل الراعي عن أي ديمقراطية يتحدثون خصوصا في ظل ما يحصل في العراق فإنهم يستعملون الديمقراطية كشعار لتغطية ما يقومون به وأيضا لماذا الدول الغربية لا تريد للبنان أن يقف على رجليه ولماذا لا يتم تسليح الجيش فيه ولماذا لايتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي خصوصا لجهة عودة الفلسطينيين إلى وطنهم لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل توطينهم بل يجب أن يكون لهم دولة عادلة.

 

وكان البطريرك الراعي قال خلال مؤتمر صحفي عقده في مجمع البطاركة الفرنسيين ليل أمس الأول.. إن الرئيس بشار الأسد بدأ بالإصلاحات داعيا الى اعطاء سورية الوقت لتنفيذ هذه الاصلاحات.

 

 

 

 

=================

تصريحات الراعي حول سورية تثير جدلاً سياسياً في بيروت

الجمعة 9 سبتمبر 2011 الأنباء

       :أدوات الربط

 أضـف تعليقك      :حجم الخط

 

 

البطريرك بشارة الراعي

 

أبرز ما ميز الزيارة الرسمية الأولى للبطريرك الماروني «الجديد» مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا، انها »كشفت» للمرة الأولى عن نظرة وموقف بكركي إزاء الثورات والأحداث العربية، وخصوصا ما يجري في سورية منذ ستة أشهر، ويتلخص موقف الراعي كما صرح به وكما أبلغه إلى المسؤولين الفرنسيين بالنقاط التالية:

1- النظرة الى «الربيع العربي» كحدث وتطور باعث على القلق أكثر من الارتياح، لأنه ليس بالضرورة مدخلا إلى عصر الديموقراطية والحريات وإنما إلى عصر التطرف وأنظمة أكثر تشددا لا تحترم الحريات ولا الديموقراطية ولا حقوق الأقليات.

 

2- إبداء خشية على مستقبل ومصير الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط الجديد الذي يحمل عنوانين: حروب أهلية داخلية يدفع ثمنها الشعب والمسيحيون خصوصا، ودويلات طائفية في المنطقة تفتت العالم العربي وتخدم اسرائيل.

 

3- الخشية من ان يتكرر في سورية ما حدث في العراق ومصر من استهداف للمسيحيين في وجودهم وأمنهم ودورهم، ما يؤدي بهم إلى الهجرة والإحباط والخوف على المستقبل والمصير.

 

4- المسألة في سورية والموقف مما يجري على أرضها ليست مسألة وضع راهن، فلا هي مسألة دفاع عن نظام قائم أو تنديد به، ولا مسألة تأييد أو عدم تأييد مطالب شعبية هي محقة ومشروعة في المطلق إذ تتعلق بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، انها مسألة «مرحلة ما بعد» ومخاوف مما هو آت في ظل غموض المعطيات وغياب الضمانات والخشية من انزلاق الوضع الى الفوضى والمجهول والى «الأسوأ»، وبالتالي فإن الخيار هو «بين سيئ وأسوأ»، «سيئ قائم وأسوأ قادم».

 

5- الاعتراف بحصول أخطاء وارتكابات مدانة في سورية لا يلغي واقع ان الرئيس بشار الأسد كان بدأ بالإصلاحات وكان يجب ان يعطى فرصة، ينطوي هذا الكلام على انتقاد ضمني للسياسة الفرنسية تجاه سورية خاصة وللنظرة الغربية إلى «الربيع العربي» بشكل عام وما فيها من تسرع في تغيير الأنظمة من دون تحضير بدائل أفضل ومن دون ملاحظة الأخطار الآتية، ومن إهمال لمسألة الأقليات وعدم وجود ضمانات تحمي وجودها وحقوقها، لا بل تبدو هذه التصريحات متعارضة وتصادمية مع الموقف الفرنسي، وتبدو مواقف الراعي لافتة جدا مكانا وتوقيتا وهو يطلقها من الدولة التي تقود الحملة الدولية ضد النظام السوري وفي الوقت الذي بلغت فيه هذه الحملة نقطة الذروة مع محاولات وضغوط للتأثير على موقف روسيا لإتاحة نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن وإصدار قرار دولي لابد منه كمفتاح للتدخل الدولي في سورية على غرار ما جرى في ليبيا.

 

وإذا كانت ردة الفعل الفرنسية على رؤية الراعي وقراءته للأحداث ومستقبل الوضع في سورية غلبت عليها المفاجأة لأنها سلطت الضوء على نواح ومسائل غير مدرجة في الحسابات والمصالح الفرنسية، ولأنها خلصت إلى طلب المساعدة الفرنسية مستقبلا في حال سقط النظام السوري كي يحترم النظام المقبل الأقليات ويحميها، فإن ردة الفعل في لبنان طغى عليها طابع «الصدمة والذهول»، خصوصا في أوساط التيارات والحركات الإسلامية، وحتى لدى تحالف 14 آذار بشقيه الإسلامي والمسيحي.

 

ولذا فمن المتوقع ان تثير تصريحات الراعي سجالا سياسيا حادا وان تكون محور المواقف وموضع تفسير وتأويل في المرحلة المقبلة لما تتسم به من أبعاد إستراتيجية دفعت البعض إلى التذكير بزيارة البطريرك الياس الحويك إلى فرنسا في بدايات القرن الماضي عشية التحولات الكبرى في الشرق الأوسط والى إقامة أوجه شبه بين زيارتي الحويك والراعي مع ان الظروف والأوضاع الجيو بوليتيكية مختلفة تماما.

 

قبل أيام أدلى رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع بتصريحات لا تنسجم مع ما قاله الراعي وشكل ردا مسبقا عليه عندما قال انه «لا يرى الأمور ذاهبة في سورية إلى حرب أهلية، ولا يعتبر ان الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة يتكل على الأنظمة الديكتاتورية القائمة»، ملمحا إلى انه إذا كان الخيار ين سيئ وأسوأ فإن النظام القائم هو الأسوأ وأي نظام أت سيكون أفضل، فإذا كان الموقف المسيحي من أحداث سورية مع بلوغها مرحلة حساسة ومتقدمة بدأت تتكشف فيه تباينات وتفسخات ولا يعرف حتى الآن مدى تأثير ذلك على لقاءات بكركي الجارية تحت عنوان توحيد الطاقات وتنسيق المواقف في شأن ملفات داخلية تصنف بأنها ذات اهتمام مشترك ومرتبطة بمصلحة مسيحية عليا، فإن الموقف السياسي عند قوى 14 آذار إزاء البطريرك الراعي يتجه إلى التخلي عما طبعه في المرحلة الماضية من تحفظ وحذر وحرص على عدم الاصطدام ببكركي وعدم فتح مشكلة مع هذا الموقع الأساسي في البلد الذي شكل أيام البطريرك السابق نصرالله صفير رافعة لقوى 14 آذار والذي يخضع منذ اعتلاء الراعي سدة البطريركية لتعديلات في التموضع، يراه البعض انعكاسا لانسجام وتناغم بين البطريرك الراعي والرئيس سليمان، وانه ينحو الى «وسطية» تخرج المسيحيين من كونهم طرفا في صراع دائر بين السنة والشيعة حول الحكم وله امتدادات إقليمية، ويجعل منهم عامل توازن وأصحاب دور ايجابي يكونون في موقع الوسيط وليس في موقع التبعية لهذا أو ذاك. فيما يرى آخرون ان بكركي بإطلالتها الجديدة باتت أقرب الى 8 آذار منها إلى 14 آذار، وفي الواقع فإن الانتقادات التي بدأت تخرج إلى العلن في شأن مواقف البطريرك الراعي الإقليمية كانت سبقتها انتقادات غير معلنة من جانب هذه القوى في شأن مواقف وسياسات داخلية أبرزها موقف الراعي من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي حظيت بتأييده وتغطيته، وكان البطريرك سباقا في الدعوة الى إعطاء الحكومة فرصة وفترة سماح قبل الحكم عليها.

=================

تململ بين الناشطين المسيحيين السوريين من زعمائهم الروحيين المدافعين عن النظام.. ودعوات لعقد لقاء ضد المواقف الرسمية للكنيسة

ناشط مسيحي لـ«الشرق الأوسط»: موقف الكنيسة يجردها من إنسانيتها التي هي روح الدين المسيحي

الشرق الاوسط

9-9-2011

جانب من مظاهرة في حماه مناصرة لأهالي حمص (موقع أوغاريت)

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

يتدارس عدد من الشباب السوريين من طوائف مسيحية عدة، فكرة عقد لقاء أو ندوة لبحث سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح في الوطن السوري، وذلك للرد على مواقف آباء الكنائس السوريين الذين اختاروا وإن بشكل موارب الوقوف إلى جانب النظام السوري. ويقول الناشطون من الطوائف المسيحية التي تشكل نحو 4.1 في المائة من السكان، ويبلغ عدد أفرادها نحو 750 ألف نسمة (من أصل 22.5 مليون نسمة)، إن مواقف آباء الكنائس «تتناقض مع أبسط المبادئ الروحية والإنسانية للدين المسيحي، والتي تعز النفس البشرية وتنبذ العنف والقتل وتحرم إهانة وقتل الجسد باعتباره هيكل الروح القدس».

ووصف ناشط مسيحي يعيش في دمشق، وهو من المثابرين على المشاركة في المظاهرات المطالبة بالحرية، مواقف بعض رؤساء الطوائف المسيحية بأنها مواقف «مخزية». وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أجري معه من لندن، إن «رؤساء الطوائف يرتكبون خطأ فادحا بعدم استنكارهم وإدانتهم للقمع الوحشي الممارس ضدنا، أي الشعب السوري الأعزل، وكأن قتل البشر وانتهاك الحرمات لا يعنيان الكنيسة ولا رعاياها».

 

واعتبر أن هذا «يجرد الكنيسة السورية من إنسانيتها التي هي روح الدين المسيحي، كما يجردها من وطنيتها»، موضحا «لطالما كان مسيحيو المشرق العربي روادا في النهضة العربية وشركاء في النضال من أجل نيل الحرية والاستقلال». وعبر عن تمنيه ورفاقه من المسيحيين والمسلمين أن تخرج المظاهرات من الكنائس كما تخرج من الجوامع، وقال إنه «أصبح وعدد من الشباب والشابات المسيحيين من المثابرين على الصلاة يوم الجمعة في المساجد من دون أن يعلنوا أنهم مسيحيون، إلا أن إمام جامع في ريف دمشق لأكثر من مرة كان يختم صلاته بالسلام على المسلمين وغير المسلمين وهو ينظر إلينا».

 

وأكد الناشط المسيحي وجود عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية في أنحاء متعددة من البلاد من «المشاركين والداعمين للثورة»، عدا عن المسيحيين البارزين في المعارضة، لكنه رأى «أن موقف أرباب الكنائس يعمي على هذه المشاركة المشرفة»، ويسهم في تكريس دعايات النظام عن أن «ما يجري في سوريا اليوم ليس ثورة من أجل الحرية وإنما هو صراع طائفي بين المسلمين السنة والعلويين، وكأنما المسيحيين خارج ما يجري». وقال إن «هذا يلحق ضررا فادحا بالوجود المسيحي في المنطقة، إذ يعزله عن محيطه الإسلامي، ويقتلعه من جذوره».

 

ولا يرى الناشط مبررا للمواقف الرسمية للكنائس سوى أنها «تعتبر نفسها جزءا ملحقا بالسلطة الزمنية الزائلة، وتربط مصير السلطة الروحية بمصير السلطة الزمنية في سوريا، وأيضا شريكة لها في جرائمها وفي تآمرها على الوحدة الوطنية والدفع باتجاه تفريغ المنطقة من تنوعها». ولفت الناشط إلى أنه «لذلك لاقت الفكرة التي طرحها المعارض البارز ميشيل كيلو في شهر يوليو (تموز) الماضي قبولا في أوساط العلمانيين المسيحيين».

 

وكان المعارض السياسي والكاتب ميشيل كيلو دعا العلمانيين من مسيحيي المولد إلى «فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح من الجماعة العربية الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أي سلطة غير سلطة الجوامع الإنسانية والمشتركات الروحية والمادية التي تربطهم بها». وقال إنه «في زمن التحول الاستثنائي الذي لا سابقة له في تاريخ العرب، فإن هكذا لقاء يمثل فرصة لامتلاك وبناء الدولة التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي استبدادي الطابع والدور، مما حمى المسيحية من شرور وبطش السلطوية وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية، المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة، بفضل الإسلام وفضائه الإنساني، المتسامح والرحب».

 

وانطلق كيلو في دعوته إلى أن «الدين ليس ملكا للكنيسة، التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع الواقع ومع حساسية المسيحية الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا».

 

من جانبها، قالت ناشطة مسيحية من حماه لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن تلك الدعوة بداية لانقسامات جديدة في الكنيسة، وحملت المسؤولية لرؤساء الطوائف «الذين لا يريدون أن يروا الواقع، وهو أن المسيحيين على الأرض يدفعون ثمن الحيادية السلبية لرؤسائهم الروحيين، سواء بعزلهم وقطع صلاتهم مع مجتمع يتشاركون فيه العيش مع المسلمين من مئات السنين، أو بقتل أبنائهم من الموالين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية». وأشارت إلى أن «أكثر من شاب مسيحي قتل خلال الأحداث، لا سيما في حمص، للاشتباه في تعاونهم مع الأجهزة الأمنية». ودعت رؤساء الكنائس إلى ضرورة التنبه إلى «خطورة تراكم الأحقاد»، والتي ستشكل خطرا كبيرا على الوجود المسيحي في المنطقة. وقالت إنها «لا تمانع في عقد ندوة أو مؤتمر للمسيحيين خارج الكنيسة وضد مواقف الكنيسة إذا لم تستطع أن تمثل رعاياها»، وقالت «لا يمكن للمسيحية في الشرق أن تكون بمعزل عما يجري، فكيف إذا كان أبناؤنا منخرطين في الثورة؟».

 

واتهمت الناشطة الحموية الكنيسة «برمي أبنائها إلى التهلكة، حين تتخلى عن الناشطين منهم في الثورة ولا تنصت لأصوات الحق»، مشيرة إلى «قيام عدد من الشباب بمخاطبة الكنيسة لاتخاذ موقف واضح إن لم يؤيد الثورة فعلى الأقل يستنكر القتل والعنف، ويكف عن ترويج دعايات النظام في التخويف من المسلمين والمد الإسلامي، لأن سوريا بحكم التاريخ والجغرافية بلد تعددي معتدل لم يكن يوما حاضنا للتطرف، منذ فجر الحضارة».

 

وعبرت الناشطة الحموية عن استيائها من مسيرات التأييد التي نظمها رجال الأعمال من غير المسيحيين ومن المؤيدين للنظام في الأحياء المسيحية في دمشق، فبدا وكأن كل المسيحيين يحبون نظام بشار الأسد، وقالت «تارة نسمع بطريركا يتحدث عن معنى البشارة باسم بشار الأسد، وأخرى يسهب كاهن في اللقاء التشاوري في الحديث عن إنسانية الرئيس بشار، وآخر يتخوف من الإسلام المتطرف.. إلخ». واعتبرت صمت الكنيسة وتغاضيها عن ذلك «عارا عليها»، كما أنه من العار أن تصمت عن انتهاك حرمة المساجد وقصف المآذن، وقالت إن «السكوت عن الرقص في الأحياء المسيحية على دماء أهلنا من الشعب السوري بجميع أطيافه، والتأييد لنظام ينتهك المساجد ويمزق كتب الله، لن يجنب البطش، فمن قصف المآذن لن يتورع عن قصف قبب الكنائس والصلبان». ولهذا وجهت الناشطة الحموية دعوة لأرباب الكنائس إلى «التعبير عن موقف ينسجم مع روحانية وإنسانية الدين المسيحي، ويحض المسيحيين على الحفاظ على الوحدة الوطنية بالتلاحم مع أبناء شعبه في نضاله من أجل الحرية، فالمسيح جاء لنصرة المظلومين لا الظالمين». وأكدت أن «المحنة التي يعيشها الشعب السوري اليوم تشكل اختبارا لمواقف رجال الدين الموالين للسلطة من كل الطوائف، الذين طالما تغنوا بالتعايش والعيش المشترك في حفلات وملتقيات جرت تحت رعاية السلطة»، متساءلة عما إذا كانت دعواتهم تلك «محض دعايات سياحية للنظام، وعما إذا كانت الكنيسة ترضى بالقيام بهكذا دور هزيل ومخز».

 

وكان البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي قد ضم صوته، قبل يومين، إلى أصوات زعماء الطوائف المسيحيين في سوريا، ودعا إلى منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لتطبيق الإصلاحات، معبرا عن مخاوفه من تفتت سوريا ونشوء حرب أهلية وأنظمة إسلامية. وعبر الراعي الذي تسلم مهامه قبل أشهر قليلة، خلفا للبطريرك نصر الله بطرس صفير الذي يعرف بمواقفه المتشددة ضد النظام السوري، عن تفهمه لموقف الأسد وفي الوقت نفسه عن «خشيته من مرحلة انتقالية في سوريا» قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك قبل زيارة مقررة إلى لورد في جنوب فرنسا. وصرح الراعي خلال مؤتمر أساقفة فرنسا «كنت آمل لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها». وقال «في سوريا، الرئيس ليس شخصا يمكنه أن يقرر الأمور وحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الأسد) كشخص هو إنسان منفتح، تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات وحده». وأضاف «لقد عانينا نحن من النظام السوري، لا أنسى ذلك، لكني أريد أن أكون موضوعيا، فهو (بشار الأسد) بدأ سلسلة من الإصلاحات السياسية، ومن المفترض إعطاء مزيد من الفرص للحوار الداخلي.. مزيد من الفرص لدعم الإصلاحات اللازمة وأيضا تفادي أعمال العنف والحرب». وأقر الراعي «لسنا مع النظام، لكننا نخشى المرحلة الانتقالية»، مضيفا «علينا أن ندافع عن المسيحيين وعلينا أن نقاوم بدورنا».

=================

الراعي: المسيحيون سيدفعون ثمن وصول الحكم في سوريا إلى الاخوان المسلمين

الخميس 08 أيلول 2011،   آخر تحديث 22:57

اكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بعد زيارته والوفد المرافق رئيس بلدية "لورد" جان بيار أرتيغاناف، ان "اللبنانيين يعيشون مع بعضهم البعض مسيحيين ومسلمين، متحابين ومحافظين على رسالتهم، رسالة العيش المشترك".

وردا على سؤال، قال الراعي "رغم أن لبنان تعذب كثيرا أثناء الوجود السوري فيه، فما يهمنا اليوم في لبنان أن تعيش سوريا بسلام وحسن الجيرة، ورغم أن سوريا خرجت من لبنان بجيشها، إلا أنها لا تزال على علاقة مع بعض اللبنانيين الذين لهم مصالح سياسية مشتركة"، مشيرا الى ان "المشاكل التي تحصل اليوم في سوريا بدأنا ندفع ثمنها كلبنانيين لجهة إقفال الحدود بين سوريا وعدد من الدول حيث بتنا لا نستطيع تصدير المزروعات والمنتجات اللبنانية عبر الحدود".

وحذر من انه "إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا، وها هي صورة العراق أمام أعيننا".

واكد الراعي "ان أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة".

ولفت الى ان "ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه، وإننا في الشرق لا نستطيع في الشرق تغيير الديكتاتوريات إلى ديمقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق".

وأكد أن "المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أماما أعيننا حيث يقتل المسيحيون"، مبديا تخوفه من "هجرة المسيحيين من الدول العربية".

وردا على سؤال آخر، لفت الراعي الى ان "كل الدول تقول إنها مع الأقليات في هذه البلدان. وفي الحقيقة، لا تفعل شيئا، باستثناء فرنسا التي أكد المسؤولون فيها عدم ترك المسيحيين والأقليات". وأشار إلى أن "الدول الكبرى لا يهمها إلا مصالح اسرائيل، وما يحصل من تفتيت للدول العربية هو لصالح اسرائيل".

وسأل الراعي "عن أي ديمقراطية يتحدثون؟ خصوصا في ظل ما يحصل في العراق، فإنهم يستعملون الديمقراطية كشعار لتغطية ما يقومون به. وأيضا لماذا الدول الكبرى لا تريد لبنان أن يقف على رجليه؟ فلماذا لا يتم تسليح الجيش فيه؟ ولماذا لا يتم تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولية، خصوصا لجهة عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل توطينهم، بل يجب أن تكون لهم دولة عادلة".

وكان البطريرك الراعي ترأس قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة الوردية في لورد، عاونه فيه عدد من المطارنة والكهنة.

 

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ